عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-25-2014, 07:33 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة التحالف الأمريكي الإيراني على أهل السنة


التحالف الأمريكي الإيراني على أهل السنة*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

26 / 7 / 1435 هــ
25 / 5 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

التحالف الأمريكي الإيراني _6295.jpg

لا يتورع أهل الباطل عن التحالف مع الشيطان في سبيل القضاء على الحق المتمثل بالإسلام, فملة الكفر كما يقولون واحدة, والغاية عند أهل الباطل تبرر الوسيلة كما هو معلوم, فكيف إذا كان المتحالفون في كفاية واستغناء عن مساعدة الشيطان, فهم أشد منه كرها ومكرا بالمسلمين؟!

وفي هذا الإطار لا ينبغي لأهل السنة أن يتعجبوا ويستغربوا تحالف الولايات المتحدة الأمريكية الأخير مع الرافضة في طهران, في سبيل القضاء على بذور نبتة المقاومة والجهاد ضد المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة, والذي ظهر مؤخرا في كل من سورية وليبيا وغيرها من دول ما يسمى "بالربيع العربي".

وعلى الرغم من اشتداد المواجهة بين الكونغرس - بمجلسيه الشيوخ والنواب - من جهة, والرئيس باراك أوباما وإدارته من جهة أخرى - وهي مواجهة حزبية نفعية مصلحية لا غير - وعلى الرغم من اتهام «اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية» في مجلس النواب, الرئيس الأمريكي أوباما بتقويض حلفاء أميركا في المنطقة، وضعضعة دول الخليج، ودفعها نحو أحضان إيران، من خلال زيارة أمير الكويت لطهران نهاية الشهر الجاري, وتوجيه المملكة السعودية دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) لزيارتها.

إلا أن إدارة أوباما لا تخالف الكونغرس في توجسه من إيران وحلفائها في المنطقة فحسب، بل هي تدعو أيضا إلى تحالف واشنطن مع طهران في مواجهة «الإرهاب»، لأن في ذلك مصلحة الولايات المتحدة, على الرغم من كون طهران هي الراعي الأول للإرهاب حقيقة, وباعتراف الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مرة.

وفي مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» بقلم "جوناثان ستيفنز" - سبق أن عمل حتى العام الماضي كمسؤول في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي – الذي يعكس إلى حد كبير تفكير أوباما وفريقه، كتب ستيفنز: "أعجبكم أم لا، في الوقت الحالي، يشكل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وخصوم الولايات المتحدة الشيعة إيران وحزب الله أفضل مضاد للمجموعات الجهادية العابرة للدول، (هذه المجموعات) التي تستجمع قواها في سورية وفي جوارها والتي تكسب المزيد من القوة".

و"ستيفنز" ليس وحيدا داخل إدارة أوباما ممن يعتقدون أن الصداقة مع إيران الشيعية هي في مصلحة الولايات المتحدة، خصوصا فيما يتعلق بمواجهة المجموعات السنية "المتطرفة" - وفق التعبير الأمريكي - إذ داخل «مجلس الأمن القومي» الأميركي الحالي أعضاء ممن سبق أن التقوا الأسد في دمشق مراراً, ومعروف عنهم تأييدهم له ولبقائه في الحكم حتى اليوم.

بل إن "أوباما" واجه شخصيا كل من يعارض سياسته الخارجية من أعضاء الكونغرس, فقبل أسابيع سرت تقارير مفادها أنه على إثر قيام عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية "ديلاوير" (كريس كونز) بربط الصراع في أوكرانيا بأحداث سورية, والتشبيه بينهما أثناء جلسة استماع علنية، استشاط "أوباما" غضبا واتصل بكونز هاتفيا، وقال له: «إذا كنت تريد الفوز لحزبنا (الديمقراطي) في الانتخابات المقبلة (في نوفمبر) فلا تثر موضوع سورية».

وفيما يبدو فإن اللوبي الإيراني في أمريكا قد كثف نشاطه في الفترة الأخيرة, فقد نشرت مجلة "نيويوركر" - المعروفة بقربها من أوساط النظامين السوري والإيراني - في عددها الأخير مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف", حاورته فيها الكاتبة "روبن رايت" – الصحفية التي تتمتع بعلاقات وثيقة بالنظام الإيراني, مما أتاح لها الحصول على تأشيرة دخول متعددة الاستخدام, والتي زارت طهران في مارس الماضي.

نعم قد تختلف المصالح والغايات بين أمريكا وإيران في منطقة الشرق الأوسط, إلا أنه من المؤكد أن العداء لأهل السنة أمر مشترك بين الطرفين, ولذلك فإن التقارب والتحالف من أجل القضاء على صحوة وعودة أهل السنة للمقاومة والجهاد, أمر يتربع على سلم أولويات الدولتين.

------------------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59