عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-26-2012, 12:06 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي فيلسوف إسرائيلي يقرأ «السيكولوجية الإسرائيلية»


يوسف محمود
Yeshaya Liebowitz فيلسوف إسرائيلي قرأ «السيكولوجية الإسرائيلية» لتمرده على القيم الإنسانية قراءة شفافة.
يقول: «في المرحلة الأولى من حياتنا اعتقدنا فرحين أننا قد عُدنا إلى أرضنا القديمة. وفي المرحلة التالية عشنا تطرّفاّ خطيراً اعتبرناه حساً قومياً. أما في المرحلة الثالثة فقد أصبحنا مجتمعاً أكثر وحشية ودولة بوليسية بعد انتصارنا في حرب 1967».
بداية أقول: إن الوحشية الإسرائيلية التي تحدث عنها هذا الفيلسوف الإسرائيلي تُجللّ بالعار التاريخ الإسرائيلي منذ احتلال الإسرائيليين الأرض الفلسطينية عام 1948. وما مجازر دير ياسين ومن بعدها «قبية» وغيرها وصولاً إلى وحشيتهم حين هاجموا بطائراتهم وصواريخهم قطاع غزة قبل عدة سنوات إلاّ إدانة صارخة للعنصرية الإسرائيلية.
الوحشية الإسرائيلية التي أشار إليها هذا الفيلسوف الإسرائيلي واكبت كل هذه المراحل التي ذكرها. وهنا استحضر قول كارل ماركس حين أشار إلى «المسالة اليهودية» قائلاً: «إن حل المسألة اليهودية ممكن، عندما يكف اليهودي عن أن يكون يهودياً». قالها ماركس قبل أن يقيم الإسرائيليون دولتهم على أرض شعب تم تشريده في شتى بقاع الأرض.
ولكن ما معنى هذا القول؟ معناه أن يتخلص «اليهودي» من عنصريته وزعمه أنه من شعب «الله المختار»، معناه أن «المسألة اليهودية» التي كتب فيها ماركس دراسة معمقة لا يمكن حلها إلاّ إذا تحلىّ «اليهودي» بِ»الإنسانية» ولم يعد ينفي غيره من البشر.
لنقرأ ما قاله جفرائيل بن دور من دائرة العلوم السياسية بجامعة حيفا في مقال له بعنوان: «إسرائيل في الشرق الأوسط نحو القرن الواحد والعشرين»، يقول: «.. إلى أي مدى الدولة يهودية، أو بماذا هي يهودية، إذا كان مواطنوها اليهود –ولليهود خصوصية معينة- عندها بأي مفهوم تكون دولة ديمقراطية؟ كيف، ومن يحدد الديمقراطية والمساواة؟ جميع هذه الأمور كافية لإثارة توترات دائمة في النظام». (كتاب: الكيان الصهيوني عام 2000، وكالة المنار للصحافة والنشر، نيقوسيا، قبرص، ترجمة: سمير جبور وآخرون ص 177).
إسرائيل لن تكون «ديمقراطية» إلاّ إذا اعترفت بحقوق الشعوب الأخرى وبالذات حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة حقيقية. إسرائيل لن تكون «ديمقراطية» إلاّ إذا أقامت اعتباراً للقيم الإنسانية.
في مقالته السابقة يمضي هذا البروفيسور الإسرائيلي قائلاً: «إن فكرة العيش على حد السيف إلى الأبد ينبغي أن تختفي، فإسرائيل استلّت السيف من غمده عدة مرات... والآن يجب ترجمة انجازات السيف إلى لغة السياسة». «يجب عدم الالتقاء بجماهير عربية كبيرة في الوقت الذي يقوم الإسرائيليون فيه بدور المحتل». (المرجع السابق ص 182).
إن «العيش على حد السيف» لن يخدم إسرائيل، عليها أن تقرأ التاريخ بعمق، وتدرك أن دوام الحال من المحال. سيظل أمنها مزعزعاً ما دامت سادرة في سياستها العنصرية، عليها –وكما أشار هذا البروفيسور الإسرائيلي- «أن تطمح إلى وضع لا تعيش فيه على حد السيف». إن العيش على «حد السيف» معناه «الانتحار» في النهاية. «العيش على حد السيف» لن يدوم طويلاً. هكذا علمنا التاريخ!.

yousefmahmoud37@yahoo.com
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59