عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2012, 06:39 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي ملخص لكتاب إدارة الجودة الشاملة البدوية




زياد فرحان

في الفصل الأول سوف يتم تعريف الوطن كدار سلام يتحقق فيه العدل و المساواة والحرية و السعادة و خارجه تعم الفوضى و ينتشر الظلم. سوف نتطرق إلى مناقشة العوامل المؤثرة فيه بما فيها العامل الاقتصادي باعتباره محرك مؤثر لكل فكر ثقافي. وأي خلل فيه يؤدي إلى خلل في العوامل الأخرى مثل الانتماء.الإدارة وماهية إدارة الجودة الشاملة هي موضوعنا في الفصل الثاني ،والمراد الوصول إلى مفهوم إدارة الجودة الشاملة الأكثر صحه ، للفوز بالإنتاجية المطلوبة وتعزيز الانتماء من جميع و لجميع مكونات الوطن الثقافية . تنتهي بنا إدارة الجودة الشاملة إلى أهمية القيم والأخلاق كعناصر أساسية لنجاحها وهو ما يفتح المجال لمراجعة تاريخية لمنظومة القيم في العقل الأخلاقي العربي والإسلامي.الدكتور الجابري حاضر معنا في (المصدر الرئيس لما سنورده فيما يخص الأخلاق والقيم .انتهى إلى أن (المروءة) : هي القيمة المركزية في الموروث العربي الخالص قبل الإسلام و بعده .اشتكى من اختفاءها و عزى ذلك إلى تداخل موروثات أجنبيه مع الموروث العربي والإسلامي الخالص منها: الموروث الفارسي واليوناني و الصوفي أنتجت قيما وأخلاقا لا تنتمي لهويتنا العربية . شكلت تلك الرؤى والقيم (المستوردة ) محاور رئيسيه في الإدارة في حياتنا المعاصرة . يحتم ذلك إعادة تنقية الموروث العربي و الإسلامي الخالص وبعث (المروءة) إلى الحياة العربية والإسلامية. وهو ما شجعني استكمالا للدكتور الجابري (إن سمح فارق المقام والقدر له : بقولي استكمالا له) أن أقدم البدو في الفصل الثالث كنموذج بقي محافظا على الموروث العربي والإسلامي الخالص خلال (تعريفهم أخلاقياتهم ) ، ومقارنتها بأخلاق المروءة المفقودة ،تنتهي الدراسة إلى ضرورة إيجاد نظام إداري "مناسب" يحقق انسجام اجتماعي محلي و(عالمي) بالحد الأدنى نفتقده بسبب الإدارة ويقف برأيي خلف معوقات التنمية.من هذا المنطلق أقدم إدارة الجودة الشاملة طريقة تصل بنا إلى (شركاء في الوطن ) وتعزز المواطنة والانتماء. و أقدم البدو وقبيلتهم كأقرب نموذج للمثالية والحرية و العدالة الاجتماعية وينبغي تبني نموذجهم حيث استطاعت قبيلتهم أن تقارب بسماتها و تنظيماتها المبتغى النهائي للشيوعية من خلال ممارسة إدارة قاربت بصفاتها إدارة الجودة الشاملة. فالقبيلة (كتنظيم اجتماعي قيمي ) و إدارة الجودة الشاملة (كعقد اجتماعي إداري ) ، كلاهما يعتمدان الحرية والعدالة و المساواة والحركة و بناء الثقة المتبادلة و المشاركة والولاء للمنظومة المنتميان إليها.
الوطن
منذ القدم تمكن الإنسان من تكوين تجمعات بشريه تربطها علاقات بين الأفراد. شكلت هذه العلاقات الأسس التي بني عليها مفهوم "الوطن". أخذ الوطن مفاهيم عديدة عبر التاريخ من حيث طبيعة العلاقات بين أفراده. كان الفرد محور هذه العلاقات، الأداة التي يبنى بها الوطن و يهدم أيضا. يسعى (الكل) في الوطن إلى التكامل السياسي باعتباره الغاية الأسمى التي تستهدفها السلطة في المجتمع لتجعل الوطن دار سلام و ما وراءه دار حرب.
الوطن أو" المجتمع السياسي" لا يتكون إلا بتوافر مقومات ثلاثة : التجمع البشري بعنصرية المادي (الأفراد) و المعنوي (الوعي بالمصلحة العليا للجماعة) ، والسلطة السياسية بعنصريها المادي (أدوات الإكراه) والمعنوي (الشرعية لاستهدافها الخير) ، والإقليم بعنصريه المادي (مجال جغرافي) و المعنوي (وطن للآباء و الأجداد).
دي ملبرج عرف دولة القانون بأنها " الدولة التي تحتاج إلى أقل قدر من الإكراه لكسب دعم و مساندة مواطنيها. أو كما كتب هيجل" الدولة هي الفكرة الوحيدة التي يقبل الفرد التضحية من أجلها لأنها هي الحرية بعينها خارج الدولة تعم الفوضى و تنتفي الذات ولايستقيم معنى للحياة إلا داخل الدولة".
و لتكوين المجتمع المدني كما يقول أحمد خروع في الدولة يجب أن لا يفهم فهما سيئا أو منحازا أو مسيساً لأن ذلك يعطل مفهومة و يشل قواه كما هو الشأن اليوم عندنا حيث يحاول البعض بدافع الجهل و الأنانية أن يفهمنا أن المجتمع المدني هو حكر على فئة اجتماعية مستنيرة. المجتمع المدني هو الشعب بجميع فئاته وشرائحه و مكمل لبعضه البعض تجمعه الرغبة في العيش و الإسهام الحضاري و إنجاز القيم و الأمجاد التاريخية التي تشرف البشرية. فالمجتمع المدني إذن هو الحس المدني المشترك بين جميع أفراد الشعب من ضرورة الإتحاد و العمل و الإيمان بحب الوطن و الاستعداد للتضحية من أجله و خدمته بتفان لأن في ذلك كما أكده أدم سميث خدمة أكيدة للمصلحة الفردية و إشباع حاجاتها الأنانية في إطار الشرعية والقانون".
إشباع الحاجات الأساسية يقودنا بلا شك للاقتصاد و لكارل ماركس : الرأي أن الجدليات التي خاضها بعض تلاميذ ماركس و أنجلز في الغيبيات و هو ما سماه كاتبنا الإقحام كما أسلفنا سابقا , كان هروبا من جواب يعود بهم إلى خالق الكون , و بالتالي يعود بهم إلى الدين النصراني المحرف الذي ساد في أوروبا و أذاقهم الرق و الإقطاع و محاكم التفتيش و صنوف الويل و العذاب. لم يعرفوا الإسلام حق المعرفة و هو ما اعترفوا به. و انطلاقهم ماديا رغم خطأه في نظرنا ، طبيعي جدا فلم تكن أهداف الفلسفة الدينية التي حاربت الماركسية و التي حاولت أن تثبت أن لهذا الكون خالق ، لم تكن أهدافهم البحث عن الحقيقة بقدر ما هو بحثا عن ما يزعزع الأفكار الماركسية و بحثا عن ما يمكن التشبث به لإبقاء الشعوب تحت الاستعباد والإقطاع الديني و الاجتماعي والاقتصادي.....الخ. لذلك تجاهل ماركس و انجلز ولينين و رفاقهم الدين والأخلاق في تلك البيئة لأنها ( و في رأيهم ) أوصلتهم إلى ما هم فيه من رق و إقطاع و فساد و رأسماليه و هي أخلاق و دين تلك الفترة من التاريخ و من المنطق القول أنه إذا لم تتمكن أخلاق و قيم الدين من القيام بواجبها و هو المساواة و العدل بين الأفراد فما الفائدة منها ؟ هل هي لتخدير الشعوب فقط ؟
يؤكد ماركس و أنجلز بأن نظريتهما ليست عقيدة و لا تدخل في الجانب الغيبي بل هي طريقة ودليل عمل كما يذكر جورج طرابيشي في كتاب الدكتور عوايشه :" بيد أن مؤسسا الاشتراكية العلمية فوجئا في أواخر حياتهما بأن الماركسية نفسها مهدده بأن تتحول إلى أيدلوجيا بأن تنحط إلى مذهب يزعم المعرفة المطلقة ويحل نفسه محل الواقع و من هنا أرتفع صوتهما بالتحذير. فاه ماركس بعبارته المشهورة "كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا"( ) ، و ندد أنجلز بالتلاميذ الذين أذلوا الماركسية إلى أورثوذكسية متشنجة ينبغي على العمال أن يتجرعوها وكأنها عقيدة دينيه" و بلا كلل راح إنجلز و من بعده لينين يردد:إن نظريتنا ليست عقيدة.....عقيدة ينبغي حفظها و ترديدها ميكانيكيا إنها دليل عمل و نظرية للتطور"
هذا الدليل و هذه النظريه و التي مبتغاها النهائي شعب بلا حكومة تكرهه هلى الإنتماء لها نجدها في قبيلة البدو التي تعيش في الطبيعة وقانونها في توفير حاجاتها اليومية بدون أدوات الإكراه المادي. و هو ما يسمى عند ماركس وأنجلز المشاعية البدائية : "المشاعية البدائية الموجودة في القبيلة .....
و يبنى على ذلك ملامح الحياة الإجنماعيه " وهكذا فإن طريقة الإنتاج في الحياة المادية هي التي تحدد بصفة عامه تطور الحياة الاجتماعي و السياسي و الفكري. "إن طريقة إنتاج معينه تقضي بكيان اجتماعي معين و كذلك أحاسيس و أفكار معينه فليس ضمير الإنسان هو الذي يحدد طريقة وجوده وإنما العكس هو الصحيح إن طريقة وجودة الاجتماعية هي التي تحدد شعوره".
حيث يمتد تأثير العامل الاقتصادي الأخلاق بل يصل الأمر إلى أن يخرج الفرد من التصور الأصل الذي ينبع منه السلوك و يستمد منه الأخلاق و يوصله للكفر به. و يؤكد ذلك الفكر الإسلامي الخالص فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي عماله بالمسلمين خيرا و من جملة وصيته لهم " ألا تضربوا المسلمين فتذلوهم و لا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم".
الهوية و الانتماء:
أركان الهوية ثلاثة: العقيدة و توفر للإنسان رؤية كونية، لسان ويعبر به عن نفسه. تراث و ثقافة يزودانه و يغذيانه بالذاكرة الأدبية والذاكرة التاريخية. بتلك الأركان تكون الهوية و يكون الانتماء.
وقد أكدت دراسات عديدة أن هناك علاقة إيجابيه بين درجة الانتماء لدى المواطنين و تقدم و تطور التنمية في المجتمع أي أنه كلما زادت درجة الانتماء و معدلاته لدى المواطنين في أي مجتمع زادت معدلات التنمية و تقدم ذلك المجتمع.


و يذكر الجوهري بعض من مظاهر ضعف الانتماء وتدني مستوياته: اللامبالاة والشك السياسي و الاجتماعي و الاغتراب في الوطن و ارتفاع معدلات الجريمة. يؤدي إلى تلك المظاهر عوامل وأسباب نستعرض بعضا منها : ( )
• غلبة القيم المادية في المجتمع و ضعف العلاقات الإنسانية بين الأسرة وكل واحد بالنسبة للأخر شي مادي.
• إجراءات أدت إلى إهدار قيمة العمل و ضعف و انعدام الصلة بين العمل و الأجر الذي يقابله.
• تصرفات من القيادات بأن هناك من هم فوق القانون و من هم تحته فوق النظام العام للمجتمع.
• سيادة القيم الفردية وإعلاء المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
• سيادة قيم النهم الاستهلاكي للمجتمع.
• الافتقار إلى القدوة و الرمز.
• الافتقار إلى مبدأ تطبيق الثواب و العقاب.
• سيادة قيم السلبية و اللامبالاة.
• ظهور التخبط القيمي وفقدان المعايير على مسرح الحياة الاجتماعية في المجتمع
• أسباب تاريخية و هي على المدى تركيز روح الأنانية و الانفرادية.
• ضعف فاعلية وسائل الضبط الاجتماعي و هو (برأينا) ناتج عن ضعف القبيلة و عدم وجود بديل للضبط الاجتماعي.
• عدم توفير المجتمع الحاجات الأساسية لأفراده التعليم السكن العلاج....................الخ.
• ضعف الوازع الديني و انتشار أفكار متطرفة..
وبمراجعة أسباب ضعف الانتماء نجد أن هناك تناسبا طردياً بين تلاشي المفاهيم البدوية القبلية وعلامات ضعف الانتماء. فالانتماء القبلي ليس مادي لأن المهم حول القبيلة هو منظومة القيم الأخلاقية من التزم بها حق له ما يحق للقبيلة و من شذ عنها سقط حتى لو كان من أسياد القبيلة كما حدث و يحدث. و هي بذلك ضابط اجتماعي للانتماء.
ليس هناك تعارض بين المواطنة و القبيلة كما يحاول أن يطرح البعض للإيحاء بوجود انتمائين. الانتماء يتدرج من القبيلة إلى مكونات الشعب الذي هو من مكونات الجمهور من مكونات العرب. إلقاء أي جزء منه هو إلقاء للشعب و الجمهور و الجذم و بالتالي إلقاء الوطن و الذوبان كأقليات في العالم مثل شعوب كثر انتهت.

المهم هل المرحلة بعد إلغاء اللقب القبيلي إلغاء أسم العائلة المالكة التي تعتمد سمات النظام القبلي ؟ ولم يكن ذلك عائقا أمامها لبناء الكل تحت لوائها و قبول ثقافات متعددة ؟ لا بل كانت ولا تزال رمزا للقبلية التي تحترم و تشارك و تشرك الأخر في الرأي و القرار؟
إيجاد أسباب المواطنه والانتماء و العمل على تعزيزها هو ما يقودنا لتقديم فلسفة إدارة الجودة الشاملة بصفتها طريق إلى الاقتصاد المنظم و المساواة التي تؤكد العدالة في الوطن وترسخ الانتماء.




















إدارة الجودة الشاملة
لقد "قتلت" الجودة بحثا منذ الثمانينات في جامعاتنا كمحاولات لتعريفها ووضع منهج علمي إداري يمكن من تطبيقها . و بناء على الشواهد الحالية إداريا واجتماعيا واقتصاديا فإننا في وضع يقرر التصريح بفشلنا في الوصول إلى الوصفة المطلوبة وفهم إدارة الجودة الشاملة.فما هي هذه الجودة الشامله:
نستطيع القول بأنه في العصر الحديث وضعت أسس إدارة الجودة الشاملة في الولايات المتحدة الأمريكية نظريا ، بينما ظهرت المبادرات التطبيقية في دولة اليابان . وتطورت الجودة لدرجة اعتبارها فلسفة إدارية حيث شهد عام 1970م تحولاً ملموساً في مجال إدارة الجودة من التركيز فقط على الأساليب الإحصائية في الرقابة على الجودة ، إلى اعتبار الجودة فلسفة إدارية
و نختصر بالأتي: إن الجودة تاريخيا بدأت كإدارة بعناصرها الأساسية تلاها اجتماعات مناقشة و تفكير للتطوير و التحسين من خلال حلقات الجودة ودوائرها . ثم تحسين وضع المعامل و المصانع من خلال الفترة "الجودة الشاملة" . إلى الاهتمام بالعملاء الخارجيين حيث مساهمتهم في عمليات الإنتاج و هو ما سمي عقد الكفاية والفاعلية. تطورت في الستينات و السبعينات نظرية السكس سيجما و هي محاولة الوصول إلى أقل عدد من الأخطاء نسبيا مع حجم الإنتاج . أخيرا التوجه كأساس إلى الطبيعة الإنسانية للعملاء داخليين وخارجيين وهم : الفرد كأساس للجودة فمتى ما صلح أنتج و بكفاءة عاليه و هو من يتحكم في عمليات الإنتاج و جودتها على جميع المستويات و في مختلف العمليات وهو ما قاد إلى الانتهاء بأن الجودة شخصية أو QUALITY PERSONNAL . مما يعني أن الاتجاه لتحسين الجودة و السعي لها هو " اتجاه لتحسين جودة الإنسان".
الجودة بشكل عملي ، تعرف على أنها فعل يحتوي قوة قانونيه ، تعني اقتناع واتفاق الكل ، ويكون الاستثناء حالة شاذة ، بالتالي تمارس الجودة بشكل طبيعي كثقافة سائدة. مما يأخذنا إلى حقيقة أخرى في إدارة الجودة الشاملة و هي ضرورة اقتناع الفرد البسيط بأن تطبيقه نظام الجودة ينتج له حالا أفضل .
قانون طبيعي ذكره ابن خلدون في مقدمته الشهيرة "إنما مصلحتهم فيه من حيث إضافته لهم"
نرى أن تنسجم بيئة المنظمة مع فلسفة ومفهوم إدارة الجودة الشاملة عن طريق تبني قيم ومفاهيم قائمة على العمل التعاوني من خلال إشراك جميع العاملين في المنظمة في فرق العمل بحيث ينعكس ذلك على الطريقة التي يتصرفون بها عند أدائهم لوظائفهم ومهماتهم اليومية. ولبناء ثقافة الجودة في المنظمة ينبغي إجراء تقييم شامل للثقافة السائدة في المنظمة وتحديد ماهية المتغيرات المطلوب إحداثها وإعداد قائمة لها.
و من قراءة ما كتبه مؤسسي فكر إدارة الجودة الشاملة (الحديث) وتحديدا قراءة المستوى الثقافي الأخلاقي و الإنساني لشخصياتهم في ما كتبوه و (هو مجال بحث واسع)، نجد أن الصدق الذاتي و صدق التوجه لأعمار الأرض و مساعدة الإنسان كائنا من كان كانت الأسس التي بني عليها تصورهم للإدارة في مجتمعاتهم ، وهي صفات تتعلق بالإنسان والقيم أكثر من الأرقام و الأرباح.
جوزيف كلادا لاحظ قدرة الجودة الفائقة علي التحسين المستمر والتغيير وتقديم الأفضل حتى أنها أصبحت في مصاف العقيدة: "لقد أصبحت الجودة عقيدة مثل الدين تقريبا ، ومع ديانتي، لها قساوستها ، ومعلميها ********ين ، بالنسبة إلى المعلمين ********ين سيطر الأمريكيين كلهم على مجال الجودة : إدواردز ديمنج، جوزيف جوران ، أرماند فيجين باوم و فيليب كروسيي وفي مقالة نشرت في مجلة فورتشن كتب جيرمي مين : أن كل هؤلاء الناس يبدو أن لديهم شعور برسالة مسيحية مقتنعين أن أمريكا في حاجة ماسة إلى نصيحتهم
will make a difference in the quality of life for everyone".
يقول جوزيف كلادا "عليك أن تفهم جيدا أن الجودة ليست مقصدا بل رحلة"( ). و الرحلة تعني الاستمرار و الاستمرار لا يعني الوصول فقط و الذي يأتي بأي طريقة و على حساب الأخلاق المستهدفة أحيانا
ويحدد ديمنج طريقين لتنفيذ إدارة الجودة الشاملة إحداهما تطبيقها كفلسفة لها مدخلات محددة و تطبق عالميا و تنقل كما طبقت في اليابان لتطبق في الدول الأخرى . و الأخر وهو ما يعنينا أنها فلسفة غير محددة المعالم و الأهم فيها أنها نوع من الإدارة " مناسب" متى ما طبقت أنتجت و حققت الأهداف المرجوة مما يعني تطبيقها بأكثر من طريقة و مناسبتها لأكثر من ثقافة( )
ويقودنا ذلك إلى حقيقة (نسبيه) الجودة دائما
مما يأخذنا إلى التقرير بأن إدارة الجودة الشاملة ليست فكرة أو حتى إستراتيجيه بل هي طريقة حياة
Tqm is not strategy or concept: it is a way of life
يقول أحدهم "أن التطور الاقتصادي أنتج الكثير من المفيد للبشر و أنتج معه الكثير من المشكلات. مما يحتم ضرورة التأكد من عولمة حلول المشكلات و ليس المشكلات وخصوصا بالنسبة للمستوردين . في ظل تراجع الدور التقليدي للدولة ولسيادتها المطلقة. . . . . . . . . . . لحساب فاعلين آخرين أصبحوا شركاء في هذه السيادة مثل المجتمع الدولي من جهة و الشركات الاقتصادية متعددة الجنسيات من جهة أخرى و منظمات المجتمع المدني غير الحكومية"
مما يحتم وجود إدارة واعية تأخذ في الاعتبار أن الإدارة مجموعة كيانات و آليات اجتماعية سلوكية فنيه معلوماتيه والكثير من الأخطاء تنتج بسبب فشل المدير في التوصل إلى هذه الآليات من خلال ممارسة عملة الإداري و تعني الفشل الإداري في جميع الكيانات ، والتي تعتبر كما سبق أن أشرنا متكاملة في أدائها و مترابطة في محتوياتها . فالفشل في أي قرار خاص بأي كيان إنما يكون تأثيره سلبيا على باقي الكيانات الأخرى و بالتالي على الأداء الشامل للمؤسسة. فمثلا فشل قرارات بناء و إدارة الكيان المادي تنعكس على قرارات إدارة وتشغيل الكيان الاقتصادي و فشل أي قرار من قرارات الكيان الأخير تؤدي إلى فشل قرارات الكيان الاجتماعي و السلوكي و هكذا.
يقول ديمنج "يخطئ من يعتقد أن المشكلة بسبب الأفراد و العاملين في المنظمة أو الشركة أو المصنع . فالأفراد ينتجون من ضمن نظام و النظام مسؤولية الإدارة( ).
Our trouble lie entirely in the work force، pleasant dreams.
The workers are handicapped by the system and the system belongs to the management
نجاح الإدارة يشترط فهم البيئة فهما واضحا عميقا صادقا فهي تشكل الأساس لنجاح إدارة الجودة الشاملة "خمسة شروط يجب أن تتحقق إذا أريد لمحاولات تنفيذ إدارة الجودة الشاملة أن تنجح : رغبة الإدارة العليا في التغيير، الفهم "الصحيح" لكل من الجودة والجودة الشاملة . معرفة كيف تنفذ الجودة الشاملة. معرفة كيف تتحقق الجودة الشاملة . معرفة كيف يتم الحفاظ على الجودة الشاملة"( ) . واضعين في الاعتبار أنه "ولا توجد طريقة واحدة في التفكير التنموي. لذا يجب أن تختار كل دولة الطريقة التي تناسبها
الدكتور عبدالرحمن توفيق يتهم العقل العربي الإداري بخلوه من مجموعة القيم الإنسانية والمهارات العقلية التجريدية و الاهتمام بالجزئيات أكثر من الكليات وتفضيل الإنجاز على التأمل والتخطيط وتطبيق نسبة قليلة من الأفكار الابتكارية وطغيان الفردية و افتقاد قيم مثل : احترام وقت العمل ، وتقبل النقد و إرجاع الأثر ، فن الحوار ، القدرة على الإقناع ، الإنصات ، واحترام مشاعر الآخرين، كل ذلك لابد أن يقودنا إلى إجمال مقتبس ومختصر من كتاب الدكتور محمد عابد الجابري "العقل الأخلاقي العربي –منظومة القيم العربية" لمناقشة العقل العربي أخلاقه ومجموعة القيم الإنسانية التي يتصف بها في الفصل التالي .
الدكتور الجابري يطرح تساؤل على أي أساس تقوم الأخلاق؟ علام نستند عندما نحكم على هذا السلوك أو ذلك بأنه خير أو شر حسن أو قبيح ؟ هل على مجرد كونه يحقق لنا ألما أو مضرة ؟ هل لأنه يتفق – أو لا يتفق – مع ما تجري به العادة و العرف الاجتماعي؟ هل لأن الدين يأمر به أو ينهى عنه ؟ هل لأن العقل يستحسنه أو يوجبه أو يستشنعه أو يمنعه؟ هل لأن الضمير يقبله أو يرفضه يرتاح له أو ينفر منه؟كل هذه العناصر"(اللذه، العرف، الدين، العقل، الضمير...الخ) تصلح بهذه الدرجة أو تلك لأن تعتبر أساسا و محددا للأخلاق والقيم.
وينسب" أندريه بريدو"إلي عقل الإنسان لعب دور فعال في تكوين القيم بما يقوم به من دور نقدي فالقيم" مصدرها الأحكام الشخصية أولا، فالقيمة التي يصدرها الشخص على الأشياء بناء على حاجته إليها أو منفعتها أو ما تلبيه لدية من ميول ورغبات الخ.
" ثم إن اختلاف الناس في تقدير القيمة الأخلاقية لبعض الأعمال يدل دلالة واضحة على عدم إتحاد الإدراك الأخلاقي وعدم إتحاد الإدراك الأخلاقي يعود أساسا إلى درجات الوعي بأهمية أو (عدم أهميه) أخلاق معينه لثقافة معينه.وخير مثال للاختلاف في قراءة الأخلاق في النظم الإدارية والاقتصادية المختلفة حين نتحدث عن الأخلاق الشيوعية بهذا المنطق: "والشيوعيون على أتم الاستعداد لارتكاب أي عمل مناف للأخلاق من أجل تحقيق مكاسبهم و طموحاتهم و هم بهذا ينطلقون من نظرية ميكافيلللي التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة. ناسين أنهم (الشيوعيون) يتحدثون هنا عن أخلاق الفترة التي عاشوا بها و التي كان معمولا بها كما يؤكدها أنجلز حيث يقول : "إن الأخلاق التي نؤمن بها هي كل عمل يؤدي إلى تحقيق انتصار مبادئنا مهما كان هذا العمل منافيا للأخلاق المعمول بها
و شيئا فشيئا تتموضع القيم مع الحياة الاجتماعية لتعمم وتصبح ذات طابع اجتماعي تنتقل من المجال السيكولوجي إلى المجال الاجتماعي و من هنا الدور المهم الذي يقوم به المجتمع في تحديد القيم وترتيبها ففي كل مجتمع نجد سلما من القيم مرتبا وهذه القيم تأخذ طبيعة الظاهرة الاجتماعية كيف تكون الثقة بالعلوم و الأخبار لولا فضيلة الصدق ؟ كيف يكون التعايش بين الناس في أمن و استقرار لولا فضيلة الأمانة ؟ كيف تكون جماعة مؤهلة لبناء مجد عظيم لولا فضيلة الشجاعة في رد عدوان المعتدين و ظلم الظالمين و لولا فضائل العدل و الرحمة والإحسان و الدفع بالتي هي أحسن.........لقد دلت التجارب الإنسانية والأحداث التاريخية أن ارتقاء القوى المعنوية للأمم و الشعوب ملازم لارتقائها في سلم الأخلاق الفاضلة وتتناسب معه و أن انهيار القوى المعنوية للأمم و الشعوب ملازم لانهيار الأخلاق و متناسب معها. فبين القوى المعنوية والأخلاق تناسب طردي دائما صاعدين و هابطين
ومن الممكن هنا أن نصف إجمالا الأخلاق ونظام القيم بأنه "ليس مجرد خصال حميدة أو غير حميدة يتصف بها الفرد فتكون خلقا له , بل هو بالدرجة الأولى معايير للسلوك الاجتماعي و التدبير السياسي و محددات لرؤية العالم و استشراف المطلق
ومن هنا أيضا "الإجماع في الثقافة العربية على اعتبار العقل أساسا للأخلاق. هذا الإجماع يؤسسه المعنى اللغوي لكلمة عقل ابتداء. هذا فضلا عن أن القرآن دعا العرب إلى استعمال العقل ليس فقط من أجل استنتاج وجود الله نفسه من خلال مخلوقاته : العالم و ظواهره و أشيائه، بل أيضا للتمييز بين الخير و الشر الخ.لنترك القرآن إلى حين فهو ينتمي إلى الموروث الإسلامي الخالص بل هو أساس هذا الموروث. و لننظر إلى ما يتكون منه الموروث العربي الخالص أعني اللغة والأدب...........................ونجد الجانب الأخلاقي القيمي في كلمة عقل ليس في الكلمات التي جذرها ع ق ل فحسب، بل أيضا في جميع الكلمات التي ترتبط معها بنوع من القرابة في المعنى مثل: ذهن نهى حجا فكر فؤاد... و هذه أمثله. قال في لسان العرب: العقل: الحجر والنهى ضد الحمق و العاقل هو الجامع لأمره ورأيه مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه و أيضا :" العاقل من يحبس نفسه و يردها عن هواها أخذ من قولهم اعتقل لسانه إذا حبس و منع الكلام... و سمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه! و في "الفروق في اللغة" : العقل هو العلم الأول الذي يزجر عن القبائح. و كل من كان زاجره أكبر كان أعقل. و قال بعضهم : العقل يمنع صاحبه من الوقوع في القبيح و هو من قولك عقلت البعير إذا شده فمنعه من أن يثور. و لهذا لا يوصف الله تعالى به عند المتكلمين أما عند الفلاسفة فالله عندهم عقل وعاقل و معقول و لكن بمعنى أخر. و قال بعضهم العقل الحفظ:عقلت دراهمي حفظتها".
تأثر العقل الأخلاقي العربي حتى أنه لم يبقى على حاله العربي الخالص قيمياً أخلاقاً وثقافة لان التعدد والاختلاف الذين صبغا مفهوم كلمتي الأخلاق والأدب في الثقافة العربية إنما كانا انعكاسا لصراع بين موروثات ثقافية متعددة فرضت نفسها علي الحياة العربية بسبب الفتوحات والغزوات الإسلامية المتعددة وما نشأ عن التجارة من احتكاك حضاري ، أدي إلي تعدد واختلاف في نظم القيم في الحياة الثقافية العربية و نتيجة لذلك ترتب علي تعدد الثقافات في الحضارة العربية الإسلامية تعدد في " نظم القيم فيها، لأن أهم ما يشكل كيان كل ثقافة و ما تتميز به عن غيرها هو نظام القيم الخاص بها والواقع أن أدراك النظام القيمي العربي بحاجته إلي الاستعانة بقيم أجنبية علي أي صورة ولو متسترة تحت عباءة عربية شئ غريب تماما،ويدل دلالة واضحة علي أنه كان تحت ضغوط أزمة أو شبه أزمة ثقة يعانيها " فإذا وجدت نفسك مضطرا لاستيراد مفهوم غيرك للخير لتحكم به على أشياء تخصك فهذا ما يقع خارج الأحوال العادية تماما.
في خضم ذلك تم تبني قيم فارسية منذ أيام الدولة الساسانية و عهد أردشير على سبيل المثال قيمة الطاعة العمياء و تأليه الحاكم و الطاعة العمياء حيث وبخصوص أية الطاعة "يقول الأمام الشافعي بصدد الآية المذكورة: قال بعض أهل العلم : أولو الأمر :أمراء سرايا رسول الله و يرجح الشافعي هذا التفسير استنادا إلى واقع :أن كل من كان حول مكة من العرب لم يكن يعرف الإمارة و كانت العرب تأنف أن يعطي بعضها بعضا طاعة الإمارة" فلما دانت لرسول الله لم تكن ترى ذلك يصلح لغير رسول لله فأمروا أن يطيعوا أولي الأمر الذين أمرهم رسول الله.لا طاعة مطلقة بل طاعة مستثناة فيما لهم و عليهم.
هذا الدور قام به ابن المقفع في إعادة تكوين الأخلاق والقيم العربية الخالصة ويظهر بجلاء من خلال كتابه الذي نال شهرة كبيرة في ذلك الوقت وحتي وقتنا الحاضر وهو كتاب كليلة ودمنه فمنذ
لماذا تم ترسيخ هذه القيم الأخلاقيه : الواقع أن الدافع السيكولوجي لابن المقفع كان وراء إرساء تلك النظم القيمية ،فهو رجل لانسب له ، وليس له قبيلة تحميه وتشد أزره كما هو متعارف عليه في النظم القيمية العربية، فكونه شخصا مرموقا لن يفيده بشئ طبقا للمقاييس القيمية السائدة ،فان لم يكن صاحب جاه ،فعليه أن يمشي في ظل صاحب الجاه والسلطان ويستمد القوة من ظل مصدر القيم الاجتماعية في البلاد لذلك حاول ابن المقفع أن يرفع نفسه إلى "مرتبة قمة الخاصة بالنظر إلى أنه قريب أو متقرب من السلطان الذي هو مصدر القيم الاجتماعية فهو الذي يوزع الجاه و المراتب و المناصب و الأعطيات و الخير إذ أنه هو الذي يعطي الكلمة لأنه وحده صاحب الكلمة...وقد يكون الكاتب أقرب إلى السلطان من غيره و قد يكون أقدر على التأثير عليه من غيره فيكون على رأس هرم طبقة الخاصة و مع ذلك فهو يعلم حق العلم أنه لا يستمد وجوده ولاقيمته من الخاصة نفسها بوصفها قوة اجتماعيه ( أعيان المدن، الفقهاء و العلماء...) بل هو يعي تماما أن قيمته كلها ترجع إلى صاحب نعمته السلطان. و بالتالي فوضعه مهزوز تماما لأنه يتوقف فقط على مزاج السلطان و ردود فعله فإذا غضب عليه تشفت فيه الحاشية و الخاصة كلها و اطرحوه جانبا.أما العامة فخوفه منها أكثر لأنه يعلم أنه في الأصل أحد أبنائها فانفصل منها و تنكر. و هكذا لا يبقى له إلا الفرار أو الموت " كما قال ابن المقفع نفسه"،إذا هو خوف من الموت أو حنين إلى دولة ساسان ؟ يقول الجابري "و لا يملك المرء و هو يقرأ ما سجل من سيرة ابن المقفع الذي كان غنيا كريما يعيش عيشة الارستقراطية الفارسية إلا أن يرى فيه صاحب مشروع حضاري قوامه إلباس الدولة العباسية الناشئة لباس الدولة الساسانية"
اختراق و بخبث لنظام القيم والأخلاق العربية من قبل ابن المقفع الذي بذل كل جهده في أن تأتي جميع نصوصه خالية من العناصر الإسلامية أو العربية ،فقبل الإسلام لاوجود لشئ يمت بصلة إلي العرب من قريب أو بعيد،وبعد الإسلام فسور وآيات القرآن لاوجود لها وكذلك الحديث والسيرة النبوية وسيرة صحابة رسول الله، ويظهر خبث ابن المقفع في سكوته أيضا عن ذكر أي مرجعية فارسية " إنه لا يذكر لاأردشير و لا انوشروان و لا بزرجمهر ولا يشير إلى أية مرجعية فارسية و لو كانت من قبيل " قال حكيم فارسي" و هذا سكوت غير برئ إن السكوت عن المرجعيات الفارسية لايمكن أن يفسر إلا بكونه كان من أجل السكوت عن المرجعيات العربية والإسلامية"
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59