عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-03-2013, 08:46 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي


اهتمام محمد الفاتح بالشعراء والأدباء



ذكر مؤرخ الأدب العثماني أن السلطان محمد الفاتح
راعٍ لنهضة أدبية، وشاعر مجيد حكم ثلاثين عامًا كانت أعوام خصب ورخاء وبركة ونماء وعرف بأبي الفتح؛ لأنه غلب على إمبراطوريتين، وفتح سبع ممالك واستولى على مائتي مدينة وشاد دور العلم ودور العبادة، فعرف كذلك بأبي الخيرات
وكان الفاتح مهتمًا بالأدب عامة والشعر خاصة، وكان يصاحب الشعراء ويصطفيهم، واستوزر الكثير منهم مثل أحمد باشا محمود ومحمود باشا وقاسم الجزري باشا، وهؤلاء شعراء وكان في بلاط الفاتح ثلاثون شاعرًا يتناول كل منهم راتبًا شهريًا قدره ألف درهمًا، وكان طبيعيًا بعد هذا الاهتمام أن يتفنن الشعراء والأدباء في مدح السلطان محمد لما قدمه الى العلم والأدب من كريم الرعاية وجميل التشجيع.
وكان الفاتح نفسه عظيما وأتخذ لنفسه لقبا شعريا وهو “” عونى “” على غرار شعراء الفرس السلطان محمد الثاني شاعرًا له ديوان شعر،
وقد نشر المستشرق الألماني “ج. جاكوب” أشعاره في برلين سنة (1322هـ=1904م)
وكان دائم قراءة الأدب والشعر، ويصاحب العلماء والشعراء، ويصطفي بعضهم ويُوليهم مناصب الوزارة , وعهد إلى الشاعر “شهدي” أن ينظم ملحمة شعرية تصور التاريخ العثماني على غرار “الشاهنامة” التي نظمها الفردوسي. وكان إذا سمع بعالم كبير في فن من الفنون قدّم له يد العون والمساعدة بالمال، أو باستقدامه إلى دولته للاستفادة من علمه، مثلما فعل مع العالم الفلكي الكبير “علي قوشجي السمرقندي”، وكان يرسل كل عام مالاً كثيرًا إلى الشاعر الهندي “خواجه جيهان”، والشاعر الفارسي “عبد الرحمن جابي
وكان محمد الفاتح ينكر على الشعراء التبذل والمجون ويعاقب الذي يخرج عن الآداب بالسجن أو يطرده من بلاطه
اهتمام محمد الفاتح بالترجمة


أتقن محمد الفاتح
اللغة اليونانية وست لغات أخرى عندما كان بلغ من العمر 21 عاماً، أي في السنة التي فتح فيها القسطنطينية وأمر محمد الفاتح
بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية، من ذلك كتاب ” مشاهير الرجال ” لبلوتارك
ونقل محمد الفاتح
إلى التركية كتاب التصريف في الطب للزهراوي مع زيادات في صور آلات الجراحة وأوضاع المرضى أثناء إجراء العمليات الجراحية.
وعندما وجد كتاب بطليموس في الجغرافيا وخريطة له طلب من العالم الرومي “جورج أميروتزوس” وابنه أن يقوما بترجمته إلى العربية وإعادة رسم الخريطة باللغتين العربية واليونانية وكافأهما على هذا العمل بعطايا واسعة،
وقام العلامة القوشجي بتأليف كتاب بالفارسية ونقله للعربية وأهداه للفاتح. وكان العلامة علي القوشجي وهو من أكبر علماء عصره في الرياضيات والفلك كلما ألف كتابًا بالفارسية نقله إلى العربية وأهداه إلى الفاتح.
كما كان محمد الفاتح
مهتماً باللغة العربية فقد طلب من المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في تدريسهم وبين علم اللغة كالصحاح.. ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة
وأنشأ محمد الفاتح
في قصره خزانة خاصة او مكتبة خاصة وعين الشيخ لطفي أمينًا عليها واحتوت على غرائب الكتب والعلوم، وكان بها اثنا عشر ألف مجلد عندما احترقت.
وصف الأستاذ ديزمان هذه المكتبة بأنها بمثابة نقطة تحول في العلم بين الشرق والغرب



اهتمام محمد الفاتح بالعمران والبناء والمستشفيات


كان السلطان محمد الفاتح مغرماً ببناء المعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة،
وأدخل محمد الفاتح
المياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة. وشجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحمامات وغيرها من المباني التي تعطي المدن بهاء ورونقاً، واهتم بالعاصمة “إسلامبول” اهتماماً خاصاً، وكان حريصاً على أن يجعلها “أجمل عواصم العالم” و”حاضرة العلوم والفنون”.
كثر العمران في عهد الفاتح وانتشر، واهتم بدور الشفاء، ووضع لها نظاماً مثالياً في غاية الروعة والدقة والجمال، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب – ثم زيد إلى اثنين – من حذاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين، وكان يُشترط في جميع المشتغلين بالمستشفى أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ووجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم، وأن لاتصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفى أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها، وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.
وكان السلطان محمد الفاتح مغرما ببناء المساجد , والمعاهد و القصور , والمستشفيات , والخانات والحمامات و الاسواق الكبيرة , والحدائق العامة , وأدخل المياه الى المدينة بواسطة قناطر خاصة وشجع كبار رجال دولتة على البناء والتشيد و انشاء الدكاكين و الحمامات و غيرها من المبانى التى تعطى المدن بهاء ورونقا واهتم بالعاصمة ((استنبول ))اهتماما خاصا وكان حريصا على على ان يجعلها ((أجمل عواصم العالم )) و حاضرة الفنون و العلوم
وقيل ان عدد العمران أنشئ أكثر من ثلاثمائة مسجد، منها فى العاصمة “إستانبول” وحدها (192) مسجدًا وجامعًا، بالإضافة إلى (57) مدرسة ومعهدًا، و(59) حمامًا
ومن أشهر آثاره المعمارية

وقصر سراي توبكابي

و استقدم محمد الفاتح رسامين من إيطاليا إلى القصر السلطاني، لإنجاز بعض اللوحات الفنية، وتدريب بعض العثمانيين على هذا الفن
ومسجد ايا صوفيا الذى تم تحويلة من كنيسة الى مسجد بأمر السلطان محمد الفاتح
اهتمام محمد الفاتح بالتجارة والصناعة


اهتم السلطان محمد الفاتح بالتجارة الصناعة وعمل على إنعاشهما بجميع الوسائل والعوامل والأسباب. وكان العثمانيون على دراية واسعة بالأسواق العالمية، وبالطرق البحرية والبرية وطوروا الطرق القديمة، وأنشؤوا الجسور الجديدة مما سهل حركة التجارة في جميع أجزاء الدولة، واضطرت الدول الأجنبية لمسايسة الدولة العثمانية ليمارس رعاياها حرفة التجارة في الموانئ المهمة العديدة في ظل الراية العثمانية. كان من أثر السياسة العامة للدولة في مجال التجارة والصناعة أن عم الرخاء وساد اليسر والرفاهية في جميع أرجاء الدولة، وأصبحت للدولة عملتها الذهبية المتميزة، ولم تهمل الدولة إنشاء دور الصناعة ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقامت القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية في البلاد.

اهتمام محمد الفاتح بالتنظيمات الإدارية


وضع السلطان محمد الفاتح قوانين تنظم العلاقات بين سكان الدولة المسلمين وغير المسلمين . حتى يستطيع أن ينظم شؤون الادارة المحلية فى دولته وكانت تلك القوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية : فقد شكل لجنة اختارها بنفسه بدقة وتمعن من كبار العلماء، لوضع



قانون نامه
فى
عام 1455م وكان هذا التشريع يتضمن تنظيما كاملا للادارة و احكاما متعلقة بلعقوبات الذي جعله أساساً لحكم دولته والمستمد من الشريعة الاسلامية ، وكان هذا القانون مكوناً من ثلاثة أبواب ، يتعلق بمناصب الموظفين ، وببعض التقاليد وما يجب أن يتخذ في التشريفات والاحتفالات السلطانية ، وهو يقر كذلك العقوبات والغرامات ، ونص صراحة على جعل الدولة حكومية إسلامية قائمة على تفوق العنصر الاسلامى ايا كان اصله و جنسه وقد استمر العمل بتلك القوانين الى عام 1839م الموافق 1255هجريا


وأطلق على الحكومة العثمانية اسم “الباب العالى ” وجعل لها اربعة اركان هم


الصدر الاعظم


قاضى العسكر


الدفتردار


النيشانجى


وكان للسلطان محمد الفاتح الفضل فى أنشاء منصب الصدر الاعظم فيحسب للسلطان محمد الثاني أنه من هيأ لمنصب الصدر الأعظم المكانة السامية التي ستجعل حامله أهم رجل في الدولة العثمانية بعد السلطان، وتكشف ذلك الفقرة الأولى من قانون الدولة قانون نامه” الذي وضعه محمد الثاني، ونصها:


ليعلم أولاً أن الصدر الأعظم هو رئيس الوزراء والأمراء. إنه أعظمهم جميعاً، وصاحب الصلاحيات المطلقة في إدارة شؤون الدولة. أما القيم على أملاكي فهو الدفتردار. غير أن الصدر الأعظم هو رئيسه. وللصدر الأعظم في حركاته وسكناته وفي قيامه وقعوده حق التقدم على جميع موظفي الدولة


كما ورد في القانون نفسه “إنه لا يحق لأحد ولا حتى لبقية الوزراء، أن يتدخل في تعامل الصدر الأعظم مع السلطان ولا في القرارات السرية التي يتخذها ومثله مثل السلطان، يتقبل الصدر الأعظم -بحسب نظام التشريفات العثماني- في أيام محددة من الأسبوع ولاء موظفي البلاط والدولة، فيما لا يظهر وسط الجمهور إلا وسط حاشية فخمة


اهتم محمد الفاتح بوضع القوانين التي تنظم علاقة السكان من غير المسلمين بالدولة ومع جيرانهم من المسلمين، ومع الدولة التي تحكمهم وترعاهم، وأشاع العدل بين رعيته


وجدّ السلطان محمد الفاتح في ملاحقة اللصوص وقطاع الطرق، وأجرى عليهم أحكام الإسلام، فاستتب الأمن وسادت الطمأنينة في ربوع الدولة العثمانية. وعندما كانت الدولة تعلن الجهاد وتدعوا أمراء الولايات وأمراء الألوية، كان عليهم أن يلبوا الدعوة ويشتركوا في الحرب بفرسان يجهزونهم تجهيزاً تاماً، وذلك حسب نسب مبينة، فكانوا يجهزون فارساً كامل السلاح قادراً على القتال عن كل خمسة آلاف آقجه من إيراد اقطاعه، فإذا كان إيراد إقطاعه خمسمائة ألف آقجة مثلاً كان عليه أن يشترك بمائة فارس، وكان جنود الإيالات مؤلفة من مشاة وفرسان، وكان المشاة تحت قيادة وإدارة باشوات والإيالات وبكوات الألوية


وأبقى السلطان محمد النظام الذي كان سائدًا لحكم الولايات أيام أسلافه، وأدخل عليه بعض التعديلات الطفيفة التي تناسب عصره ودولته فقام محمد الفاتح بحركة تطهير واسعة لكل الموظفين القدماء غير الأكفاء وجعل مكانهم الأكفاء، واتخذ الكفائة وحدها أساساً في اختيار رجاله ومعاونيه وولاته. وكانت الدولة تنقسم إلى ولايات كبرى يحكمها أمير الأمراء وكان يسمى ” بكلربك ” وإلى ولايات صغرى ويحكمها أمير اللواء، وكان يسمى ” سنجق بك ” وكلا الحاكمان كان يقوم بأعمال مدنية وعسكرية في آن واحد، وترك لبعض الإمارات الصقلبية في أول الأمر بعض مظاهر الاستقلال الداخلي، فكان يحكمها بعض أمراء منها، ولكنهم تابعون للدولة ينفذون أوامر السلطان بكل دقة، وهو يعزلهم ويعاقبهم إذا خالفوا أوامره أو فكروا في الثورة على الحكومة العثمانية


واهتم بالنظام المالي ووضع القواعد المحكمة الصارمة في جباية أموال الدولة، وقضى على إهمال الجباة وتلاعبهم، مما كان يضيع على الدولة ثروات هائلة. لقد أظهر السلطان محمد في الناحية الإدارية كفاية ومقدرة لا تقلان عن كفايته ومقدرته في الناحيتين السياسية والحربية


الديوان


وهو الذي يجتمع في رجال القصر السلطاني قبل ظهر كل يوم ما عدا أيام العطلات الرسمية وكان يتألف من : الوزير الأعظم ، ووزراء القبة ، وقضاة العسكر ، وقاضي استانبول ، وآغا الإنكشارية ، وبعض كبار رجال الدولة بحكم مناصبهم . وكان الديوان يتميز بروح الانصاف واحقاق الحق ، وتصدر قرارته من قبل قضاة العسكر أو قاضي استانبول ، على أساس أن الإدارة في الإسلام قائمة على الشورى .


وعندما ينعقد الديوان يتلو رئيس الكتاب الموضوعات والقضايا المعروضة ، ويبت فيها ، ثم يصدر الحكم فيها قاضي العسكر أو قاضي استانبول على حسب نوع القضية أو المشكلة المعروضة


وقد كان يتصف بروح الانصاف و احقاق الحق وعدم التفرقة بين رعاية الدولة وقرارته قائمة على الشورى لانها مستمدة من الشرع الاسلامى وولاته.



اهتمام محمد الفاتح بالجيش والبحرية


لقد أنشأ الجيش النظامي من زمن السلطان أورخان، واهتم من جاء بعده من السلاطين بتطوير الجيش وخصوصًا السلطان محمد الذي أولى الجيش رعاية خاصة؛ فالجيش في نظره من أسس الدولة وأركانها المهمة، فأعاد تنظيمه وتربيته، وجعل لكل فرقة ( آغا ) يقودها وجعل لقيادة الانكشارية حق التقدم على بقية القواد، فهو يتلقى أوامره من الصدر الأعظم الذي جعل له السلطان القيادة العليا للجيش.

وقد تميز عصر السلطان محمد الفاتح بجانب قوة الجيش البشرية، وتفوقه العددي، بإنشاءات عسكرية عديدة ومتنوعة، فأقام دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية.

وكانت هناك تشكيلات عسكرية متنوعة في تمام الدقة، وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان، واعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال، وكان هناك صنف من الجنود يسمى ” لغمجية ” وظيفته الحفر للألغام، وحفر الأنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد فتحها، وكذلك السقاؤون كان عليهم تزويد الجنود بالماء.

ولقد تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح، وأصبحت تخرج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات، وكانت تمد الجيش بالفنيين المتخصصين، وقد أكسب هؤلاء العثمانيين شهرة عريضة في الدقة والنظام.

لقد حرص السلطان محمد على تطوير الجيش البري والقوة البحرية، وظهرت أهميتها منذ فتح القسطنطينية؛ حيث كان للأسطول البحري العثماني دور واضح في أحكام حصارها وتطويقها من البحر والبر جميعًا. وبعد فتح القسطنطينية ضوعفت العناية بالسلاح البحري، فلم تمضي إلا مدة من الزمن حتى سيطر الأسطول العثماني على البحرين الأسود والأبيض وعندما نطالع كتاب ( حقائق الأخبار عن دول البحار ) لمؤلفه إسماعيل سرهنك، نلاحظ اهتمام السلطان محمد الفاتح بالبحرية العثمانية، وإنه كان اهتمامًا بالغًا استحق معه أن يعده المؤرخون مؤسس الأسطول البحري العثماني.

ولقد استفاد من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية، وبخاصة البندقية وجنوا أكبر الدول البحرية في ذلك الوقت وعندما وجد في سيئوب سفينة ضخمة نادرة المثال، أمر السلطان محمد بأخذها وبناء سفن على نمطها مع إدخال التحسينات عليها.

وكان الأسطول العثماني تشرف الترسانة على إدارته، وكانت أحد فروع الخاصة وتسمى بطافة العزب، ويبلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف جندي بحري تتألف من: القبطان، وقواد السفن، والضباط، والبحارة. فلقد استحق محمد الفاتح أن يعده المؤرخون مؤسس الأسطول البحري العثماني، ولقد استفاد محمد الفاتح من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية وبخاصة البندقية وجنوة، أقوى الدول البحرية في ذلك الوقت.

التسامح الدينى فى عهد محمد الفاتح

اهتمام محمد الفاتح بالعدل والقضاء


إن إقامة العدل بين الناس كان من واجبات السلاطين العثمانيين، وكان السلطان محمد الفاتح
شأنه في ذلك شأن من سلف من آبائه – شديد الحرص على إجراء العدالة في أجزاء دولته،
ولكي يتأكد محمد الفاتح
من هذا الأمر كان يرسل بين الحين والحين إلى بعض رجال الدين من النصارى بالتجوال والتطواف في أنحاء الدولة، ويمنحهم مرسوماً مكتوباً يبين مهمتهم وسلطتهم المطلقة في التنقيب والتحري والاستقصاء لكي يطلعوا كيف تساس أمور الدولة وكيف يجري ميزان العدل بين الناس في المحاكم، وقد أعطى هؤلاء المبعوثون الحرية الكاملة في النقد وتسجيل ما يرون ثم يرفعون ذلك كله إلى السلطان.
كانت تقرير هؤلاء المبعوثين المسيحيين تشيد دائماً بحسن سير المحاكم وإجراء العدل بالحق والدقة بين الناس بدون محاباة أو تمييز، وكان السلطان الفاتح عند خروجه إلى الغزوات يتوقف في بعض الأقاليم وينصب خيامه ليجلس بنفسه للمظالم ويرفع إليه من شاء من الناس شكواه ومظلمته. اعتنى الفاتح بوجه خاص برجال القضاء الذين يتولون الحكم والفصل في أمور الناس، فلا يكفي في هؤلاء أن يكونوا من المتضلعين في الفقه والشريعة والاتصاف بالنزاهة والاستقامة وحسب بل لا بد إلى جانب ذلك أن يكونوا موضع محبة وتقدير بين الناس، وأن تتكفل الدولة بحوائجهم المادية حتى تسد طرق الإغراء والرشوة، فوسع لهم الفاتح في عيشهم كل التوسعة، وأحاط منصبهم بحالة مهيبة من الحرمة والوالقداسة والحماية. أما القاضي المرتشي فلم يكن له عند الفاتح من جزاء غير القتل
كان السلطان الفاتح برغم اشتغاله بالجهاد والغزوات
إلا أنه كان يتتبع كل ما يجري في أرجاء دولته بيقظة واهتمام، وأعانه على ذلك ما حباه الله من ذكاء قوي وبصيرة نفاذة وذاكرة حافظة وجسم قوي، وكان كثيراً ما ينزل بالليل إلى الطرقات والدروب ليتعرف على أحوال الناس بنفسه ويستمع إلى شكاواتهم بنفسه، كما ساعده على معرفة أحوال الناس جهاز أمن الدولة الذي كان يجمع المعلومات والأخبار التي لها علاقة بالسلطنة وترفع إلى السلطان محمد الفاتح
الذي كان يحرص على دوام المباشرة لأحوال الرعية، وتفقد أمورها والتماس الإحاطة بجوانب الخلل في أفرادها وجماعاتها.
محمد الفاتح ورعاياه المسيحين


معامله محمد الفاتح للرعايا المسيحيين

ولقد اهتم اهتماما شديدا بالعدل وانه يمارس فى جميع انحاء دولته ولكى يتأكد من ذلك كان يرسل بين الحين والاخر الى بعض رجال الدين من النصارى بالتجول والطواف فى انحاء الدولة ويمنحهم مرسوما مكتوبا يبين مهمتهم فى التحرى والتقصى على احوال الرعايا المسيحين وكيف يجرى ميزان العدل بين الناس فى المحاكم وقد اعطى لهؤلاء المبعوثين الحرية الكاملة فى النقد وكانوا يسجلون كل شئ ويرفعونه للسلطان للبت فيه


وكانت تقارير هؤلاء المبعوثين النصارى تشيد دائما بحسن سير المحاكم و اجراء العدل بالحق والدقة بين الناس دون محاباة او تمييز وكان السلطان الفاتح عند خروجه للغزوات يتوقف فى الطريق و ينصب الخيام ويتجول فى الاقاليم ليقف على احوال الرعية بنفسه كما يستقبل المظالم و يبت فى امرها بنفسه ويرفع الظلم عن المظلوم


وضرب اأروع الامثال فى معاملته للرعايا المسيحين الذين كانوا فى ظل حكم الدولة العثمانية الاسلامية


فقد اعطى اروع الامثال على سماحة الاسلام فى التعامل معهم وأثبت ان الاسلام دين سلم وسلام وكانت تلك السياسة هى سر بقاء الحكم العثمانى لقرون طويلة فى مناطق معظمها مسيحيين


كما أنه بعد ان انتخب المسيحيون فى العاصمة ” جورج جينادوس ” بطريركا لهم أقره فى منصبه الدينى الاعلى بجميع مظاهر التكريم و التبجيل كما استقبله السلطان فى موكب الاساقفة وتناول معه الطعام وقدم إليه عصا البطريركية وألبسه التاج نفسه وسار معه حتى باب القصر


ولقد اصدر فرمان جعل البطريرك بموجبه فى مرتبة الوزراء ووكل إليه الاشراف على الشئون الدينية و المدنية لأهل ملته كالزواج و الطلاق والميراث وإدارة الاوقاف المسيحية وهو ما عرف ” بنظام ملت ” والذى ظل معروفا حتى ألغاه مصطفى كمال اتاتورك


ولقد قال عنه الكاتب و الفيلسوف الفرنسى ” فولتير ” معقبا على كل ذلك


” مما يثبت أن السلطان محمد الفاتح كان عاقلا و حكيما تركه للمسيحيين المقهورين الحرية لاختيار البطريرك فلما انتخب ثبته هو مع التعظيم , وسلمه عصا البطارقة , و ألبسه الخاتم ,


حتى قال البطريرك


إننى اخجل مما لاقيته من التبجيل و الاحتفاء الذى لم يفعله ملوك النصارى مع اسلافى


كذلك ضرب مثلا اخر من التسامح الدينى


فلقد أعطى الفاتح لمهندس معمارى اسمه كريستوبول حارة مسيحية بتمامها لتكون ملكا له و لذريته من بعده تقديرا لبنائه بعض الابنية للسلطان


وهنا يعلق ” فولتير ”


ليست هذه الحادثة من الحوادث التى تستحق الذكر فى التاريخ فى التاريخ بل القصد منها ان نبين ان الاتراك لم يعاملوا النصارى بالقسوة

تمثال لمحمد الفاتح




وفاة السلطان محمد الفاتح


قاد السلطان محمد الفاتح حملة لم يحدد وجهتها، لأنه كان شديد الحرص على عدم كشف مخططاته العسكرية حتى لأقرب وأعز قواده.
وقد قال السلطان محمد الفاتح في هذا الصدد عندما سئل مرة: “لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها”
لكن المؤرخون يخمنون بأنها كانت إلى إيطاليا. عرض أهل البندقية على طبيبه الخاص “يعقوب باشا” أن يقوم هو باغتياله، ولم يكن يعقوب مسلما عند الولادة فقد ولد بإيطاليا، وقد ادعى الهداية، وأسلم. بدأ يعقوب يدس السم تدريجيا للسلطان، ولكن عندما علم بأمر الحملة زاد جرعة السم. وتوفى السلطان في يوم 3 مايو عام 1481م، الموافق 4 ربيع الأول سنة 886هـ عن ثلاث وخمسين سنة، ومدة حكمه 31 عاما، قضاها في حروب متواصلة للفتح وتقوية الدولة وتعميرها، وأتم في خلالها مقاصد أجداده، ففتح القسطنطينية وجميع ممالك وأقاليم آسيا الصغرى والصرب والبشناق وألبانيا، وحقق كثيرا من المنجزات الإدارية الداخلية التي سارت بدولته على درب الازدهار ومهدت الطريق أمام السلاطين اللاحقين ليركزوا على توسيع الدولة وفتح أقاليم جديدة.
وقد انفضح أمر يعقوب فيما بعد، فأعدمه حرس السلطان
وصل خبر موت السلطان محمد الفاتح إلى البندقية بعد 16 يوما، جاء الخبر في رسالة البريد السياسي إلى سفارة البندقية في القسطنطينية، واحتوت الرسالة على هذه الجملة
“لقد مات العقاب الكبير”
انتشر الخبر في البندقية ثم إلى باقي أوروبا، وراحت الكنائس في أوروبا تدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام بأمر من البابا.


مواضيع ذات صله


مدارس الفاتح

مسجد محمد الفاتح
قلعة روملى حصار
قصر توبكاى

محمد الفاتح وصربيا
معركة فارنا
معركة فاسلوى
ثورة اسكندر بك
المصدر موقع مكتبة التاريخ
التاريخ كما يجب ان يكون
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59