عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-22-2012, 09:57 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

الفصل الخامس

أدوات جمع البيانات الأولية

Methods of Primary Data Collection


(1) الأساليب الإسقاطية Projection Technique

(2) الاختبارات Tests

(3) القياس Measurement

(4) الملاحظة Observation

(5) المقابلة Interview

(6) الاستبانة Questionnaire



5 . 0 : مقدمة
بعد أن تم التطرق إلى مراحل البحث العلمي وكيفية إعداد خطه بحث وما تشتمل عليه من تحديد المشكلة وصياغة الفروض وتحديد المتغيرات، تأتي مرحلة جمع البيانات من خلال استخدام الوسائل والأدوات المناسبة. يهدف هذا الفصل إلى تعريف القارئ على أدوات البحث العلمي، وكيفية استخدامها بصورة سليمة من أجل جمع البيانات المناسبة عن الظاهرة موضع البحث. يتكون الفصل من ست مباحث وهي كالأتي: 1) الأساليب الإسقاطية في جمع البيانات، 2) الاختبارات، 3) القياس، 4) الملاحظة، 5) المقابلة، 6) الاستبيان.

5 . 1 : الأساليب الاسقاطية Projection Techniques
يلجأ الباحث إلى الأساليب الإسقاطيه في البحث العلمي عندما يرفض الباحث أو لا يستطيع التعبير عن رأيه وعن المشاعر الكامنة لدية. ويلجأ الباحث إلى هذا الأسلوب عندما يتعذر عليه استخدام أسلوب الاستبانة أو المقابلة أو الملاحظة في جمع البيانات المطلوبة حول الظاهرة موضع البحث (عبيدات وآخرون، 1997).
5 . 1 . 1: الأساليب المستخدمة في الإسقاط

هناك ثلاث مجموعات من الأساليب (غرايبة وأخرون، 1997):
1- أساليب استخدام الصورة أو مجموعة من الصور، حيث يطلب من المبحوث تفسير الصور وماذا تعني بالنسبة له. مثال على ذلك اختبار رورشاخ والذي يقوم على تقديم مجموعه من نقاط الحبر الملون بأشكال مختلفة إلى عدد من المبحوثين ثم يطلب من المبحوثين تحديد ماذا يعني كل شكل بالنسبة لهم، وهذا يساعد على تحديد النواحي الخاصة بالمبحوثين. وقد يعطى المبحوث صور كالكاريكاتير ويطلب منه التعليق عليها بشكل عفوي وسريع دون تفكير أو تحليل.
2- أسلوب العبارات والجمل حيث يعرض على المبحوث بعض المصطلحات ويطلب منه إعطاء مصطلحات مرادفة لها، أو عرض الجمل أو القصص من أجل تفسيرها أو التعليق عليها. وقد يعطى المبحوث مجموعة من العبارات الناقصة ثم يطلب منه إكمالها.
3- الأساليب السيكودراميه، وهنا يطلب من المبحوث تمثيل دور شخص معين ومن خلال ذلك يتم التعرف على الجوانب الخفية للمبحوث، وقد يتم تقسيم المبحوثين إلى مجموعات من أجل الدفاع على أراء وأفكار معينة وهذا يعطي بشكل غير مباشر الموقف الخفي للمبحوثين.

5 . 2 : الاختبارات Tests
الاختبارات هي وسيلة لقياس السلوك بطريقة كمية أو كيفية عن طريق توجيه أسئلة أو من خلال استخدام الصور والرسوم (زويلف والطراونة، 1998). وتعدد استخدامات الاختبارات، فقد تستخدم في قياس أداء الطلبة في مادة معينة، وقياس المهارات المكتسبة من التدريب ومعرفة مدى كفاءة الوسائل التدريبية، وكذلك تستخدم لأغراض الترقية والتعيين. وتستخدم الاختبارات في الكشف عن الفروق بين الأفراد والجماعات والفروق بين الأعمال (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998).
5 . 2 . 1 : أغراض الاختبارات (عبيدات وآخرون، 1998)

1- المسح وهذا يتم عند الحاجة إلى جمع بيانات ومعلومات عن واقع معين.
2- القيام بالتنبؤ لما يمكن أن يحدث من تغير على ظاهرة ما أو سلوك ما.
3- التشخيص وذلك عند الحاجة إلى تحديد نواحي القوة أو الضعف في مجال ما.
4- إيجاد العلاج والحلول لمشكلات ما.


5 . 2 . 2 : صفات الاختبار الجيد

إن أهم ما يتصف به الاختبار الجيد ما يلي (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
1- الموضوعية Objectivity
المقصود بالاختبار الموضوعي هو ذلك الاختبار الذي يعطي نفس النتائج مهما اختلف المصححون. فالشخص الممتحن يحصل على نتائج متقاربة حتى لو صحح الاختبار أكثر من شخص.
والاختبار الموضوعي تكون أسئلته محددة وإجاباته محددة، بحيث يكون للسؤال الواحد إجابة واحدة لا لبس فيها.
2- الصدق Validity
الاختبار الصادق هو الذي يقيس الجانب الذي أعد من أجل قياسه. فلو وضع الاختبار من أجل قياس قدرة الأطفال على الكتابة يجب أن يقيس هذه القدرة، فلو كانت نتيجة القياس هو قياس القدرة على العد والحساب فالاختبار هنا لا يمكن أن يتصف بالصدق.
3- ثبات الاختبار Reliability
يتصف الاختبار بالثبات عندما يعطي نفس النتائج أو نتائج متقاربة إذا طبق أكثر من مرة في ظروف مماثلة. فلو استخدم اختبار قياس ذكاء طالب ما وحصل على درجه 120 فان هذا الطالب يجب أن يحصل على نفس النتيجة تقريبا لو تقدم لنفس الاختبار بعد أسبوعين أو شهر مثلا.

5 . 3 : القياس Measurement

يعرف القياس مفاهيميا بأنه "الإجراء الذي يتم بواسطته تحديد قيم رمزية (أرقام، حروف ... الخ) للخصائص التي يتصف بها المتغير محل القياس، ولا بد أن ترتبط هذه الخصائص مع بعضها بنفس العلاقة التي ترتبط بها الخصائص المتعلقة بوحدة التحليل (فرد أو مؤسسة) إذا ما أريد استخدامها كمعلومات ذات دلالة وأهمية" (معلا، 1994، ص 67).


5 . 3 . 1 : خصائص المقياس الصحيح

لكي يكون المقياس صحيحا لابد إن تتوافر فيه خاصتين رئيستين (معلا، 1994):
1- الشمولية الجامعة Exclusivity : وتعني أن يشتمل المقياس على كافة القيم التي يمكن إن يأخذها المتغير محل القياس. فالمقياس يجب إن يكون قادر على قياس المتغير المطلوب قياسه، وأن يقيس كافة الأبعاد التي يتكون منها ذلك المتغير.
2- الشمولية المانعة Mutual Exclusivity : وتعني أن كل خاصية من الخصائص التي يتكون منها المتغير يجب أن تقاس ببعد واحد فقط من أبعاد القياس. فكل بعد من أبعاد المقياس يجب أن يوجه لقياس خاصية معينة من خصائص المتغير لا يتم قياسها ببعد أخر. مثال: يحتاج الباحث إلى وضع أربع أبعاد هم: متزوج، أعزب، مطلق، أرمل على المقياس الذي يقيس الحالة الاجتماعية للمبحوث.

5 . 3 . 2 : أنواع المقاييس Types of Scales(معلا، 1994؛ جامعة القدس المفتوحة، 1998)
هناك أربعة أنواع من المقاييس يمكن استخدامها في البحث العلمي وهي: 1) المقاييس الاسمية، 2) المقاييس الترتيبية، 3) المقاييس المدرجة، 4) مقاييس النسب.

5 . 4 : الملاحظة Observation

يمكن تعريف الملاحظة بأنها عملية توجيه الحواس لمشاهدة ومتابعة سلوك معين أو ظاهرة معينة وتسجيل جوانب ذلك السلوك وخصائصه (بوحوش والذنيبات، 1989). وهناك من يعرف الملاحظة "بأنها عبارة عن عملية مشاهدة، أو متابعة لسلوك ظواهر محددة، أو أفراد محددين خلال فترة، أو فترات زمنية محددة، وضمن ترتيبات بيئية تضمن الحياد، أو الموضوعية لما يتم جمعة من بيانات، أو معلومات" (جامعة القدس المفتوحة، 1998، ص 133).
وتعتبر الملاحظة من أهم الوسائل المستخدمة في جمع البيانات حول الظواهر الاجتماعية والإنسانية.
أمثلة على استخدام الملاحظة: دراسة سلوك الطفل، وفي التعرف على سلوك التلاميذ في المدارس، وكذلك تستخدم في مجال بحوث التسويق عند الرغبة في التعرف على توقيت الشراء، ونوعية ما يتم شراؤه، وكيفية الشراء، ملاحظة تصرفات العاملين ومستوى أدائهم تحت ظروف رقابة مختلفة.

5 . 4 . 1 : أنواع الملاحظة Types of Observation
تنقسم الملاحظة من حيث درجة الضبط إلى: 1) ملاحظة بسيطة، 2) ملاحظة منتظمة (العواملة، 1995).
1) الملاحظة البسيطة Simple Observation:
هي التي تستخدم غالبا في البحوث والدراسات الاستكشافية، والتي لا يكون للباحث حولها معلومات كافية، أو دراسة حالة دون أن يكون لدى الباحث مخطط مسبق لنوعية المعلومات والسلوك الذي سيخضعه للملاحظة. وتستخدم هذه الملاحظة في الظروف العادية دون إخضاع الظاهرة موضع البحث للضبط، ودون استخدام الأدوات الميكانيكية كالمسجلات والكاميرات.
2) الملاحظة المنتظمة Systematic Observation:
وهي التي يحدد الباحث فيها نوع البيانات المراد جمعها حول الظاهرة موضع الدراسة، وتمتاز هذه الملاحظة بتوافر شروط الضبط فيها، وتحدد فيها زمان ومكان الملاحظة بشكل مسبق. وتستخدم هذه الملاحظات غالبا في الدراسات الوصفية واختبار الفرضية.
ويمكن تقسيم الملاحظة من حيث دور الباحث في الظاهرة موضع البحث إلى: 1) الملاحظة بدون مشاركة، 2) الملاحظة بالمشاركة (عريفج، ومصلح، وحواشين، 1987).
1) الملاحظة بدون مشاركة:
وتسمى كذلك بالملاحظة البسيطة، فيها يقوم الباحث بدراسة الظاهرة موضع الدراسة عن كثب دون أن يشترك في أي نشاط تقوم به الظاهرة. وهنا يقوم الباحث بأخذ موقف أو مكان معين ويراقب الظاهرة. وهي لا تتضمن أكثر من النظر والاستماع ومتابعة الظاهرة موضع البحث دون ما مشاركة فعلية. ومن أمثلة المواقف التي يمكن استخدام الملاحظة غير المشاركة فيها، مراقبة العمال في أماكن العمل عن بعد، وملاحظة سلوك مجموعة من الأطفال ثم يقوم الباحث بتسجيل ما يراه ويسمعه دون علم الظاهرة. ومن أهم ما يميز هذه المقابلة هو أنها تهيئ للباحث ملاحظة سلوك الظاهرة الفعلي كما يحدث في الظروف الطبيعية ودون تصنع.
2) الملاحظة بالمشاركة:
وهنا يقوم الباحث بدور إيجابي وفعال في أحداث الملاحظة، حيث يشارك الباحث الظاهرة موضع البحث مشاركة فعلية يسايرهم ويتجاوب معهم ويمر بنفس الظروف التي يمرون بها، يتعايش مع المبحوثين بشكل طبيعي كأنه واحد منهم بحيث لا يظهر نفسه كشخص غريب. مثال على ذلك: عند رغبه الباحث في دراسة طريق حياة المسجونين فانه يدخل السجن ويعيش معهم كمسجون إلا أنه من المفضل عدم الكشف عن هويته كباحث وذلك حتى لا يتصنع المبحوثين السلوك. إلا أن هذه الطريقة قد تعرض الباحث للخطر فقد يتهم الباحث بالتجسس عليهم. ومثال أخر هو الانخراط في الأحزاب السياسية وحضور اجتماعاتهم والتعيش معهم بهدف معرفة أهدافهم وطريقة تفكيرهم ونشاطاتهم.
مزايا الملاحظة بالمشاركة، أنها تعطي الباحث معلومات وفيرة وغزيرة وأكثر مصداقية لأنها مأخوذة من الواقع الحقيقي الغير مصطنع.
أما بالنسبة لعيوبها:
1) قد يفشل الباحث في الاندماج مع مجتمع الدراسة وبالتالي الفشل في جمع البيانات المطلوبة.
2) الخوف من أن يندمج الباحث مع مجتمع الدراسة ويتعاطف معهم وبالتالي يتحيز في نقل المعلومات ويفقده الموضوعية.
3) قد يتطلب الأمر إطالة أمد الملاحظة من أجل الحصول على المعلومات اللازمة وهذا يعني زيادة في التكلفة.
4) قد يتصنع المبحوث السلوك، وخاصة عندما يشعر أنه موضع مراقبة.
خطوات الملاحظة البسيطة بالمشاركة (الرفاعي، 1998):
1- تحديد الهدف من الملاحظة: فلا بد أن يكون لدى الباحث هدف محدد وواضح.
2- تحديد مجتمع الدراسة: وهذا يتحدد حسب طبيعة الدراسة وأسباب القيام بها.
3- دراسة الخصائص الاجتماعية العامة لمجتمع الدراسة والحصول على المعلومات الضرورية عن ذلك.
4- محاولة الدخول إلى مجتمع الدراسة دون ملاحظة الآخرين بوجوده، وهذا قد يتم من خلال الاستعانة بشخصية رئيسة في مجتمع البحث.
5- إجراء الدراسة عن طريق مراقبة الأفراد وملاحظة تصرفاتهم وتدوين المعلومات اللازمة.
6- أن يكون لدى الباحث القدرة على معالجة المشاكل التي تطرأ أثناء إجراء الدراسة كأن يتم اكتشاف أمره من قبل الجماعة، وهذا يحتاج إلى تدريب.
7- الخروج بحذر من المجتمع دون ملاحظة الآخرين.
8- تحليل البيانات والمعلومات التي تم تجمعها، ثم كتابة القرير والنتائج النهائية.
نصائح وإرشادات

كي يضمن الباحث نجاحه في إجراء الدراسة من خلال استخدام الملاحظة، ينصح بمراعاة النقاط التالية (الرفاعي، 1998):
1- أن يحصل الباحث على المعلومات المسبقة والكافية عن الظاهرة موضع الدراسة.
2- أن يكون لدى الباحث هدف واضح ومحدد من إجراء الملاحظة، من أجل الحصول على كافة المعلومات التي تساعد في تفسير سلوك الظاهرة.
3- استخدام الوسائل والأدوات المناسبة لتسجيل والوقائع الأحداث بشكل ملائم ، وتحديد الأدوات الإحصائية اللازمة في عملية التسجيل والتحليل.
4- تحديد الفئات التي سيقوم الباحث بملاحظتها لإجراء الملاحظة عليها.
5- تحري الموضوعية والدقة في الملاحظة وأساليبها, وعدم التسرع في تسجيل النتائج.
6- المعرفة التامة بأدوات وأساليب القياس، والإحاطة بها قبل استخدامها.



5 . 5 : المقابلة Interview

يمكن تعريف المقابلة على أنها معلومات شفوية يقدمها المبحوث، من خلال لقاء يتم بينة وبين الباحث أو من ينوب عنه، والذي يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة على المبحوثين وتسجيل والإجابات على الاستمارات المخصصة لذلك.
والمقابلات العلمية يجب تكون هادفة ومحددة الهدف. وفي العادة تجري المقابلات العلمية من أجل تحقيق أغراض عدة منها البحث والتوجيه والعلاج، وقد تتكرر المقابلات على فترات منتظمة وغير منتظمة (عاقل، 1979).
5 . 5 . 1 : أنواع المقابلات

يمكن تصنيف المقابلات إلى أربع أصناف (فاندلين، 1977):
1- المقابلات الفردية Individual Interview:
تتم المقابلة بشكل فردي بين باحث ومبحوث بحيث يترك للمقابل (بالفتح) حرية التعبير عن رأيه وعن ذاته. وتعتبر المقابلة الفردية من أكثر المقابلات استخداما في البحوث الاجتماعية والإنسانية.
2- المقابلة الجماعية Group Interview:
تتم المقابلة بشكل جماعي بين المقابل (بالكسر) وعدد من المقابلين، ويتميز هذا النوع من المقابلات بإعطاء بيانات ومعلومات معمقة ذات فائدة وتستخدم في القضايا المهمة والمعقدة. ومن مزايا هذا النوع من المقابلات أنه يمكن أن يساعد المبحوثين بعضهم بعضا على تذكر عناصر المعلومات أو مراجعتها.
ومن عيوبها انه قد يسيطر أحد أفراد الجماعة على جو المقابلة، أو عدم إعطاء الفرصة الكافية للآخرين لإبداء آراءهم. كذلك قد يحجم البعض عن ذكر مشاكلهم الشخصية أمام أفراد الجماعة. وقد يوجه المبحوثين المقابلة إلى الوجهة التي يريدونها مما يؤدي إلى إفشال المقابلة.
3- المقابلة الحرة (غير المقننة) Unstructured Interview:
هذا النوع من المقابلات لا يعتمد على استخدام أسئلة محدده مسبقا. وبالتأكيد الباحث لدية فهم عام للموضوع ولكن ليس لدية قائمة أسئلة معدة مسبقا. وتتميز المقابلة الحرة بالمرونة حيث يمكن تعديل أو إضافة أسئلة في أثناء المقابلة. ويستخدم أسلوب المقابلات الحرة الغير موجهه في الغالب – في البحوث الاستكشافية Exploratory Research ، حيث تشكل هذه البحوث مرحلة أولية للقيام بدراسات معمقة لاحقا يتم فيها استخدام صحيفة استبيان رسمية (معلا، 1994).
مثال على ذلك: إذا رغب مدير التسويق في إحدى الشركات المنتجة للسكاكر والتي تقوم بدراسة إمكانيات دخولها لإحدى الأسواق الجديدة لمعرفة الخبرات السابقة لمستهلكين سابقين لهذه المنتجات، وما هي اتجاهاتهم نحوها، والمقترحات التي يوصون بها لتطوير هذه المنتجات. ففي مثل هذه الحالة، فان المقابلة الغير مقننة يمكن أن تعتبر مرحلة أولية للبدء بهذه الدراسة.
4- المقابلة المقيدة (المقننة) Structured Interview:
تتم المقابلة المقيدة من خلال قيام الباحث بإعداد قائمة من الأسئلة قبل إجراء المقابلة، ويتم طرح نفس الأسئلة في كل مقابلة وبالغالب حسب نفس التسلسل, إلا أن ذلك لا يمنع من طرح أسئلة غير مخطط لها إذا ما رأى الباحث ضرورة لذلك (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997). وقد تكون الأسئلة المطروحة في هذا النوع من المقابلات ذات نهايات مقفلة بحيث يعطى المبحوث خيارات محددة لابد أن يلتزم بها، وقد تكون الأسئلة ذات نهايات مفتوحة حيث يترك للمبحوث حرية الإجابة باختيار الأسلوب والعبارات التي يرتئيها مناسبة.
وتمتاز المقابلات المقننة بسرعة إجراءها وسهولة تفريغها وتحليلها. ويعتبر هذا النوع من المقابلات علمي أكثر من المقابلة الغير مقننة وذلك لسهولة تفريغها وتحليلها ولتوفيرها الضوابط اللازمة التي تسمح بصياغة تعميمات علمية.
وعلى الباحث أن يكون قادر على إجراء كلا النوعين من المقابلات المقننة والغير مقننة. ويجب على الباحث أن يعي أن المقابلة ليست مجرد أسئلة عرضية وإجابات عامة، إنها أوسع من ذلك بكثير. إنها تتطلب من الباحث الخبرة والدراية بفن المقابلة والإلمام بموضوع المقابلة.

ويتميز هذا الأسلوب من المقابلات بما يلي (معلا، 1994):
1- كون الأسئلة التي يتكون منها نموذج المقابلة معدة مسبقا، فان ذلك يضمن قدرا من الترتيب المنظم المرغوب فيه في البيانات التي يتم جمعها.
2- يساعد الإعداد المسبق للأسئلة في اختيار الألفاظ والعبارات بعناية مما يؤدي إلى احتمال تقليل التأويل والفهم الخاطئ للأسئلة.
3- إن وجود صحيفة استبيان معدة مسبقا يساعد على اختبارها والتأكد من صلاحيتها فبل إجراء المقابلة.
4- سهولة مراجعة وجدولة وتحليل البيانات التي يتم جمعها من المقابلات الموجهة، وذلك للنمطية العالية في الأسئلة التي تؤدي إلى الحصول على إجابات نمطية.

5- أسلوب الشخص الثالث The Third – Person Technique :
تعتبر من أبسط الأساليب التي تستخدم في الحصول على المعلومات بشكل غير مباشر، وذلك عند إحجام المبحوث عن إبداء رأيه أو التعبير عن مواقفه تجاه قضايا معينة (معلا، 1994). مثال على ذلك، قيام إحدى الشركات السياحية بإجراء بحث تسويقي للتعرف على أسباب رفض فئة من الجمهور السفر بالطائرة. فعندما سئلوا لماذا، لم يجيبوا بصراحة، ولكن عندما سئلوا السؤال التالي: هناك نسبة من الجمهور ترفض السفر بالطائرة، فما هو السبب الرئيس برأيك، فكانت الإجابة أن إحجامهم عن ركوب الطائرة هو خوفهم من السفر بالطائرة. هذه الإجابة هي تعبير غير مباشر عن المبحوث نفسه.
6-المقابلة المعمقة Focus Interview:
وهي تناسب البحوث الاستكشافية، وتبدأ المقابلة بأن يحدد الباحث الموضوع ويترك للمبحوث التعبير عن رأيه دون مقاطعة أو اعتراض، وكل ما يمكن أن يقوله الباحث فيما يقال: عظيم جدا، يا ترى لماذا، ماذا تقصد بهذه العبارة أو ما شابه ذلك. وعادة تتم المقابلة المعمقة مع عدد من المبحوثين وينصح ألا يزيد عن 6 أشخاص وذلك لسهوله ضبطهم وتوجيههم من قبل الباحث.

مثال على كيفية استخدام المقابلة المعمقة: دراسة ظاهرة تفاقم الجريمة أو ارتفاع معدل البطالة في مدينة ما بشكل مفاجئ، حيث يتم ذلك من خلال دعوة عدد من الخبراء والمختصين في الموضوع للالتقاء في مكان مناسب للتباحث والتدارس في المشكلة للوقوف عن كثب على أسبابها وأبعادها.
5 . 5 . 2 : صفات المقابل Characteristics of Interviewer

من أهم صفات المقابل (بالكسر) الناجح ما يلي (حلاق وسعد الدين، 1994):
1- الموضوعية Objectivity: يجب أن يتصف المقابل (بالكسر) بالصدق والأمانة في كتابة المعلومات وفي طرح الأسئلة.
2- اهتمام الباحث بموضوع البحث وتشوقه إلى التعرف على الحقائق والمعلومات المتعلقة بالموضوع.
3- أن يتصف المقابل (بالكسر) بالصبر والجلد في تحمل المعاناة وحتى أحيانا في تحمل الإساءة عند إجراء المقابلات.
4- أن يبدي احترام وتقدير المبحوثين.
5- القدرة على التكيف مع الظروف والأشخاص، وهذه الخاصية يمكن اكتسابها من خلال التدريب.
6- اتصاف المقابل (بالكسر) بشخصية جذابة وبهدوء الأعصاب.
7- الذكاء والثقافة بالمستوى الذي يساعده على فهم طبيعة الناس سيكولوجياتهم.

5 . 5 . 3 : نصائح وإرشادات لنجاح المقابلة (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997 ؛ عاقل، 1979):

1- تدريب الأشخاص المكلفين بإجراء المقابلة. من المفضل أن يقوم الباحث بنفسه بإجراء المقابلات، ولكن إذا تعذر ذلك يمكن الاستعانة بمساعدين لإجراء المقابلة. ولضمان نجاح المساعدين في ذلك لابد من تعريفهم بطبيعة وأهداف الدراسة وتدريبهم على فن وآلية إجراء المقابلة.
2- الترتيب المسبق للمقابلة، وذلك اختصارا للوقت والجهد وضمانا لنجاح المقابلة يفضل في معظم الأحوال أخذ موعد مسبق عند إجراء المقابلة.
3- تحديد مكان إجراء المقابلة، حيث يفضل أن يتم بعيدا عن مكان العمل وذلك ضمانا للهدوء وتجنب المقاطعة.
4- مظهر الباحث وملبسة يجب أن يتناسب مع مستوى المبحوثين لأن عد التناسب يولد نوعا من عدم الألفة بين الطرفين وهذا يؤدي إلى عدم تعون المبحوثين مع الباحث.
5- يجب على الباحث أن يخلق جو من عدم الرسميات أو الرهبة على جو المقابلة، حيث يفضل في معظم الأحوال البدء بأسئلة عامة مشوقة قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالموضوع على ألا يستغرق ذلك وقتا كثيرا. وعلى الباحث أن يعرف المبحوث منذ البداية بأهداف البحث وغاياته ويجب أن يتم إخباره أن نتائج المقابلة سوف تكون سرية وسوف تستخدم فقط لأغراض البحث العلمي.
6- يجب على الباحث أن يطرح الأسئلة بشكل غير منحاز ويجب تجنب الأسئلة المحرجة قدر الإمكان.
7- تكوين العلاقة: يجب أن يكون المقابل (بالكسر) لطيفا مهذبا وصريحا. ويجب ألا يسرف في المدح أو إبداء العطف الزائد على المقابل (بالفتح). كذلك يجب على المقابل (بالكسر) أن يتجنب التعالي أو اللجوء إلى العنف وأن يكون صريحا.
8- استدعاء المعلومات: أن يعمل المقابل (بالكسر) على طرح الأسئلة بوضوح وببساطة ويسر وأن يتجنب المصطلحات المعقدة وأن يستخدم اللغة التي تناسب المبحوث. على سبيل المثال إذا أردت إجراء مقابلات مع كبار السن والذين عايشوا فترة الاحتلال الإنجليزي في فلسطين وذلك بهدف التعرف على نمط الحياة في تلك الحقبة، فلا يعقل أن أستخدام مصطلحات متخصصة مثل البيروقراطية، والأوتقراطية، والبرغماتية لأنها مصطلحات متخصصة بعيدة عن مستوى المبحوثين.
9- يجب على المقابل (بالكسر) أن يحسن الاستماع إلى محدثة ويفسح له المجال للتعبير عن رأيه بحرية وذلك في إطار وموضوع المقابلة. ويجب على المقابل (بالكسر) ألا يثقل بالأسئلة على المبحوث وهذا قد يدفعه بعدم الاستمرار في المقابلة.
10- تسجيل البيانات: يجب أن يستخدم المقابل (بالكسر) الوسيلة المناسبة لتسجيل المقابلة والتي لا تثير مخاوف المبحوث. فقد يستخدم المقابل (بالكسر) استمارة معدة (مقننة)، وقد يترك الحديث مرسلا (مقابلة غير مقننة) ويسجل ملاحظاته في دفتر أو على أوراق، وقد يستخدم أحد أدوات التسجيل الآلي مثل المسجل والفيديو. وقد لا يستخدم أي من الوسائل السابقة وذلك إذا شعر الباحث أن المبحوث خائف أو ليس لدية الرغبة في التسجيل، وفي هذه الحالة يمكن للمقابل (بالكسر) أن يسجل الملاحظات والبيانات التي تم استيفاءها بعد انتهاء المقابلة في أسرع وقت ممكن، وان كان تسجيل الملاحظات في أثناء المقابلة أفضل. إن أفضل وأدق وسيلة لتسجل المقابلة هو استخدام أحد الوسائل الآلية وذلك لتجنب انشغال المقابل (بالكسر) بالكتابة وهذا قد يضيع عليه استخدام أسلوب الملاحظة الشخصية لمعرفة مدى جدية وصدق المبحوث.
5 . 5 . 4 : مزايا المقابلة Advantages of Interview

تتميز المقابلة كأداة لجمع البيانات بالمزايا التالية (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997 ؛ الرفاعي، 1998):
1- ارتفاع نسبة المردود مقارنة بالاستبيان.
2- تتميز المقابلة بالمرونة حيث يمكن توضيح الأسئلة وصياغتها بالصورة التي تناسب المبحوث وكذلك يمكن إضافة أسئلة تم التنبه لها عند إجراء المقابلة.
3- المقابلة من أنسب أساليب جمع البيانات في المجتمعات الأمية أو الأطفال.
4- يمكن أن تساعدنا المقابلة في التأكد من اجابه الأسئلة من قبل الفئة المستهدفة دون غيرها وهذا يساعدنا في الرجوع إليهم مرة أخرى إذا تطلب الأمر ذلك.
5- تعتبر المقابلة وسيلة مناسبة في جمع البيانات عن عوامل شخصية أو انفعالات خاصة بالمبحوث والتأكد من مدى جدية المبحوث ومدى صدق إجابته.
6- يستطيع الباحث تسجيل مكان وزمان المقابلة على وجه الدقة، وهذا شيء مهم وبخاصة إذا وقع حدث ما أدى إلى تغير رأي المبحوثين ، عندها يستطيع الباحث أن يقارن الإجابة قبل الحدث وبعد الحدث.
7- المقابلة هي الأسلوب الأنسب حين يكون المبحوثين غير راغبين في الإدلاء بآرائهم كتابة حيث يخشى هؤلاء أن تسجل آراؤهم بخط يدهم ويفضلون التحدث عم آرائهم شفويا.

5 . 5 . 5 : عيوب المقابلة Disadvantages of Interview
من أهم عيوب المقابلة ما يلي(عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997 ؛ الرفاعي، 1998):
1- تكلفة المقابلة مرتفعة مقارنة بالاستبيان، لأن ذلك يتطلب منه التنقل والترحال وهذا يحتاج تكلفة ووقت وجهد. وتزيد مستوى التكاليف أو تنقص حسب حجم العينة والانتشار الجغرافي لمفرداتها.
2- وقد يكون هناك تحيز من قبل الباحث أو المبحوث. فقد يدخل عنصر العاطفة وينحاز الباحث للمبحوث سلبا أو إيجابا، وقد يتحيز المبحوث وذلك بإعطاء معلومات خاطئة حرصا على الظهور بمظهر لائق أمام الباحث.
1- قد يتعذر إجراء المقابلة مع بعض الشخصيات المهمة كالوزراء أو الرؤساء لصعوبة الوصول لها أو إجراء المقابلة مع الشخصيات الخطيرة لأن ذلك قد يعرض حياة الباحث للخطر.
2- تقليل فرصة التفكير ومراجعة الملفات والتقارير لدى المستجيب.
3- عدم تماثل طريقة طرح الأسئلة، حيث قد يستخدم الباحث أكثر من صياغة عند طرح الأسئلة على المبحوثين مما قد يغير من الإجابة.

5 . 6 : الاستبانة Questionnaire
5 . 6 . 1 : تعريف الاستبيان:
يعرف الاستبيان على أنه "مجموعة من الأسئلة المكتوبة والتي تعد بقصد الحصول على معلومات أو التعرف على أراء المبحوثين حول ظاهرة أو موقف معين" (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997، ص 66). أو هو "وسيلة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع بحثي معين عن طريق إعداد استمارة يتم تعبئتها من قبل عينة ممثلة من الأفراد" (الرفاعي، 1998، ص 181). فالاستبيان هو مجموعة أسئلة محددة الإجابة مرتبطة ببعضها البعض من حيث الموضوع، وبصورة تكفل الوصول إلى المعلومات المنشودة (رمزون، 1994). نستنتج من العرض السابق أن الاستبانة هو أحد أدوات جمع البيانات الميدانية، وتتكون من مجموعة من الفقرات المصاغة على شكل سؤال، يقوم كل مشارك في عينة الدراسة بالا جابه عليها بنفسه دون مساعدة واستشارة من أحد.
والحقيقية التي يجب التأكيد عليها هو أنه لا يوجد استبيان ذات شكل وتركيبة مثالية يمكن أن يوصى باعتمادها لكافة الأوضاع والحالات، حيث كل ظاهرة لها خصوصياتها، وطبيعة ونمطية معينة، وأغراض البحث هي التي تحدد شكل ومضمون الاستبيان.

ويعتبر الاستبيان من أكثر الأدوات استخداما في جمع البيانات الخاصة بالعلوم الاجتماعية والإدارية. ويتم إرسال الاستبانة إلى أفراد العينة لتعبئتها إما بالبريد العادي أو بالفاكس أو بالبريد الإلكتروني، أو قد يتم تعبئتها بوجود الباحث شخصيا.
مزايا وعيوب إرسال الاستبيان بالبريد (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997):
أولا المزايا Advantages:
1- تعطي حرية للمبحوث بالإجابة عليها في الوقت الذي يناسبه، كما تعطي له المجال للرجوع إلى الكتب والمراجع للإجابة عن بعض الأسئلة إذا ما تطلب الأمر ذلك.
2- عدم وجود تأثير من قبل الباحث على المبحوث.
3- إمكانية تغطية مساحات جغرافية متباعدة وبتكلفة أقل منه في حالة وجود الباحث شخصيا أثناء تعبئة الاستبيان.

ثانيا: العيوب Disadvantages:
1- قد توجد بعض الأسئلة الغامضة التي يتعذر على المبحوث فهما بشكل سليم لعدم وجود الباحث لتفسيرها.
2- انخفاض نسبة المردود.

5 . 6 . 2 : أشكال الاستبانة Forms of Questionnaire

(زويلف والطراونة، 1998؛ الرفاعي، 1998):


1- أسئلة النهايات المغلقة (Closed-ended)
وهو استبانة يطلب فيها من المبحوث الاختيار من الإجابات المحددة له مثل نعم أو لا أو اختيارات متعددة.
ومن أهم ما يتميز به هذا النوع من الاستبانة ما يلي:
1. سهولة وسرعة الإجابة عليها.
2. سهولة تفريغها وتحليلها
3. كون الإجابات موحدة ومحددة هذا يمكن الباحث من مقارنة شخص بأخر.
4. اكتمال الإجابات نسبيا والحد من بعض الإجابات الغير المناسبة. مثال على ذلك: لو سؤل شخص السؤال التالي، "متى تذهب لزيارة الوالدين" قد تكون الإجابات غير مناسبة كقولة مثلا "كلما أتيحت لي الفرصة" أو قولة "إذا توفرت وسيلة المواصلات". ولكن لو صيغ السؤال على شكل مقفل وأعطيت الخيارات التالية: "مرة في الأسبوع أو أقل"، "مرتين إلى خمس مرات في الأسبوع"، "كل يوم" عندها تكون الإجابة محددة ومعقولة ويمكن الاعتماد عليها في التحليل.
أما عيوب الاستبانة المقفلة ما يلي (معلا، 1994):
1- هناك مجال إلى الإجابة العشوائية على الأسئلة إذا كان المبحوث لا يعرف الموضوع أو ليس لديه وقت للإجابة.
2- لا تعطى مجالا للمبحوث للتعبير عن رأيه بحرية فهو ملزم باستخدام الإجابات المتاحة.

2-أسئلة النهايات المفتوحة (Open-ended questions) :
هي أسئلة غير محددة الإجابة، يترك للمبحوث فيها أن يجيب على الأسئلة بالطريقة التي يرتئيها مناسبة.
ومن مزايا هذا النوع من الأسئلة:
1. تعطي للمستجيب فرصة للتعبير عن رأيه بالأسلوب والعبارات التي يرتئيها مناسبة.
2. يمكن استخدامها في حالة صعوبة حصر الإجابات، كون الموضوع معقد، فعلى سبيل المثال قد يكون السؤال "ما هي المشاكل التي تواجه الصناعات الفلسطينية". هنا قد يحتمل هذا السؤال أكثر من خمس خيارات، أو قد تكون خيارات لم تكن في حسبان الباحث.
3. تعطي مجالا للخلق والإبداع لدى المستجيب.

ومن عيوب الأسئلة ذات النهايات المفتوحة ما يلي:
1. هناك صعوبة في تفريغها وتحليلها، حيث تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
2. لكون الإجابات غير محددة هذا يقود إلى إجابات متنوعة مما يصعب على المباحث القيام بالمقارنة بين الأفراد موضع الدراسة.
3. هناك احتمال لكثرة حشو الكلام والحصول على إجابات غير مناسبة. وقد تكون الإجابات عامة جدا بحيث يصعب على الباحث إدراكها والاستفادة منها.
4. الأسئلة المفتوحة تحتاج إلى جهد ووقت أطول من المبحوث للإجابة عليها وهذا قد لا يشجع المبحوث في مليء الاستمارة.

3- الاستبيان المغلق المفتوح:
يتكون من مزيج من النوعين السابقين من الأسئلة مقفلة ومفتوحة. هذا بالتأكيد لا يتم اعتباطا، إذ تستخدم الأسئلة ذات الإجابات المقفلة للحصول على إجابات محددة لا تقبل الجدل والإجابات يمكن حصرها. أن الأسئلة ذات النهايات المفتوحة فستخدم للحصول على إجابات تحمل رأيا أو تفسيرا.

5 . 6 . 3 : هيكلية الاستبيان Structure of Questionnaire
تتكون صحيفة الاستبيان من 3 أجزاء رئيسة (معلا، 1994؛ الرفاعي، 1998):
1- التعريف بموضوع وهدف البحث: وهذا يظهر في رسالة الغلاف التي تأتي كمقدمة للاستبيان وتحتوي على النقاط التالية: 1) توضيح الهدف من الاستبيان وموضوعة، 2) التأكيد على سرية المعلومات التي سيتم الحصول عليها والتأكيد على أنها لن تستخدم إلا لغرض البحث العلمي فقط، 3) التأكيد على مزايا المشاركة في البحث، 4) تبيان الجهة التي تقوم بإعداد الدراسة. والمثال التالي رسالة موجهه إلى مد راء المستشفيات في قطاع غزة:

بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخ/ت الكريم/ة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقوم الباحث بإعداد دراسة بعنوان " واقع استخدام نظام إدارة الأزمات في المستشفيات الحكومية الكبرى في قطاع غزة "، وذلك لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الإسلامية بغزة.
أرجو التكرم بتعبئة الإستبانة المرفقة بإبداء الرأي في كل عبارة حسبما ترونه مناسبا وذلك بوضع إشارة ( × ) في المكان المناسب.
مع العلم بأن جميع البيانات ستعامل بسرية تامة ولن تستخدم إلا لأغراض هذا البحث فقط.
الباحث
ربحي عبد القادر الجديلي
2- كافة المعلومات الأساسية حول الأمور الشخصية مثل السن، والمستوى التعليمي، والمهنة، والجنس، والعنوان، يفضل أن تكون في نهاية الاستبيان وذلك لحساسيتها بالنسبة للكثير من المبحوثين. وينصح بتجنب الأسئلة الشخصية ما أمكن لأنها قد لا تشجع المبحوث على التعاون مع الباحث.
3- موضوعات البحث: وتشمل مجموعة الأسئلة التي تتعلق بمتغيرات الدراسة، فلا بد من القدرة على صياغة الأسئلة بصورة تغطي جميع أبعاد الدراسة.


5 . 6 . 4 : قواعد يجب مراعاتها عند صياغة الاستبيان

هناك مجموعة من القواعد والمعايير التي يجب على الباحث مراعاتها عند صياغة الاستبيان وبنائه، ويتعلق بعضها بصياغة الأسئلة، ويتعلق بعضها بترتيب الأسئلة وتبويبها، ويتعلق بعضها بشكل الاستبيان وأهدافه وفي ما يلي توضيح لأهم هذه القواعد (الرفاعي، 1998؛ معلا، 1994، بوحوش والذنيبات، 1989؛ عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
1- قواعد عامة:
أ‌- مراعاة المظهر الخارجي للاستبيان، أن يكون مطبوع ومنسق بشكل جيد، ويتجنب الأخطاء الإملائية في الطباعة.
ب‌- ترتيب الأسئلة بشكل منطقي متسلسل، فلا يصح أن ينتقل المبحوث من موضوع إلى أخر ثم يرجع إلى الموضوع نفسه مرة أخرى. فلا بد أن يحرص الباحث عند صياغة الاستبيان أن يضع جميع الأسئلة الخاصة بموضوع معين بشكل متتالي ثم ينتقل بع ذلك إلى أسئلة أخرى مرتبطة بموضوع أخر.
ت‌- مراعاة التوازن في ترك مساحات الفراغ المخصصة للإجابة.
ث‌- يجب أن نتجنب الاستبيانات الطويلة ما أمكن لأنها في مثل هذه الأحوال تتطلب جهدا ووقتا من قبل المبحوث للإجابة مما قد لا يتحمس لإجابتها.
ج‌- تجنب الأسئلة المثيرة للتفكير الدقيق أو التفكير المعقد مما قد يؤدي إلى نفور المبحوثين وانخفاض مستوى دافعيتهم للإجابة. مثال على الأسئلة المجهدة للذاكرة: ما هو عدد لعب الأطفال التي اشتريتهم لأبنائك العام الماضي؟
ح‌- إذا كان بالإمكان الحصول على المعلومة من خلال سجلات وبيانات منشورة فلا داعي لاشتمال الاستبيان لها، فيجب تجنب الأسئلة الغير ضرورية والتي ليس لها علاقة بمشكلة الدراسة أو متغيراتها.
خ‌- يجب توجيه المبحوث بشكل واضح كيف يجيب على الأسئلة حتى ولو تطلب الأمر ضرب مثال.
د‌- يجب أن يشتمل السؤال على فكرة واحدة، فلا يجوز استخدام الأسئلة المركبة، مثال على ذلك:
هل تشتري صحيفة الأيام لأنها مهتمة بالأخبار السياسية والاقتصادية والرياضية.
نعم لا
الصياغة الصحيحة: لأي الأسباب تشتري صحيفة الأيام؟
1 سياسية 2 اقتصادية 3 رياضية 4 أخرى
2- قواعد تتعلق بصياغة الأسئلة:
عند صياغة أسئلة الاستبيان ينصح بمراعاة القواعد التالية:
- يجب تجنب الألفاظ الغامضة والمتخصصة جدا: مثال كأن تسأل عينة من جمهور المستهلكين وتستخدم مصطلحات مثل، السلع الرأسمالية، قنوات التوزيع.
- استخدام الجمل القصيرة والمرتبطة بالمعنى، فلا داعي من استخدام الجمل الطويلة التي قد تعيق المبحوث عن فهم المعنى الدقيق للعبارة.
- تجنب الأسئلة الإيحائية، أي التي توحي للمبحوث باختيار إجابة معينة. مثال على الأسئلة الإيحائية:
هناك شبة إجماع بين الجمهور على متانة سيارة سوبارو، ألا تعتقد ذلك؟
نعم لا
3- قواعد تراعى في ضمان صدق الإجابة
القواعد التالية تساعد على التأكد من مدى صدق المبحوثين وجديتهم في الإجابة على الأسئلة:
أ‌- وضع أسئلة خاصة تكون إجاباتها بديهية، مثال:
هل اضطررت للكذب ولو مرة واحدة في حياتك؟
نعم لا
إن الإجابة المحتملة لهذا السؤال هي نعم، أما إذا أجاب المبحوث بلا فان ذلك مؤشر على عدم دقته في الإجابة.
ب‌- وضع أسئلة خاصة ترتبط إجاباتها بإجابات أسئلة أخرى موجودة في الاستبيان مثال:
كم سنة عمرك؟
في أي سنة تزوجت؟
ما تاريخ ولادة ابنك البكر؟

إن وجود خلل أو تقاطع في إجابات هذه الأسئلة قد يكشف عن عدم دقة المبحوث في الإجابة. فمن المفترض أن تكون الإجابة منطقية، كأن يكون تاريخ ولادة الطفل بعد الزواج مثلا.
5 . 6 . 5 : الاختبار المسبق للاستبيان Pre-testing
هناك أساليب عدة تستخدم في التأكد من مدى صدق الاستبيان ودقته، وأهم هذه الأساليب:
1- توزيع الاستبيان على عدد من مفردات العينة محل الدراسة، أو أن يتم توزيعها على عينة أخرى بديلة تتوفر في مفرداتها نفس الخصائص التي تتوفر في مفردات العينة الأصلية التي ستكون محلا للدراسة فيما بعد. وبناء على ذلك يجب تعديل الأسئلة التي يتكون منها الاستبيان ضوء النتائج التي يسفر عنها اختبار الاستبيان.
2- عرض الاستبيان على عدد من الخبراء والمختصين في تصميم الاستبيان وفي القيام بالدراسات العلمية، والأخذ بنصائحهم في تطوير الاستبيان بشكل يصبح أكثر قدرة وفاعلية.

5 . 6 . 6 : خطوات تصميم الاستبيان

ذكر بوحوش والذنيبات (1989) مجموعة من القواعد لصياغة الاستبانة وهي كالتالي:

1- تحديد نوع البيانات المطلوبة: وهذا يتحدد من خلال التعرف على مشكلة الدراسة وفرضياتها وأهدافها.
2- الصياغة الأولية للأسئلة وترتيبها بشكل منطقي مع مراعاة الشروط والقواعد سابقة الذكر. ويجب أن يرتبط كل سؤال من الأسئلة بجانب من جوانب متغيرات الدراسة.
3- الاختبار الأولي لأسئلة الاستبيان، وذلك من أجل تطويره والتأكد من صلاحيته كأداة لجمع البيانات الميدانية الضرورية لإتمام البحث. وهذا يتم من خلال توزيع الاستبانة على عدد من المحكمين وكذلك عبر توزيع الاستبانة على عدد من أفراد مجتمع الدراسة يفضل أن يكون العدد 40 شخص أو أكثر ثم يتم اختبار الصدق والثبات للاستبانة.
4- إعادة صياغة الاستبيان في شكله النهائي، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الاختبار الأولي للاستبيان.

5 . 6 . 7 : متابعة وإدارة عملية الاستبيان

ليس المهم فقط تصميم وتجهيز ومن ثم توزيع الاستبيان على الفئة المستهدفة، بل إن النجاح الحقيقي للبحث الميداني يعتمد بشكل رئيس على كيفية إدارة ومتابعة توزيع الاستبيان ومن ثم استلام الردود من المبحوثين وتنظيمهم بصورة سليمة.
وعندما تتوارد للباحث صحف الاستبيان يبدأ مباشرة بمراجعة الإجابات للتأكد من صلاحيتها، وبعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام، تعطى صحيفة الاستبيان رقما مميزا، إلى أن تأخذ كافة الاستبيانات المردودة أرقام متميزة ومتسلسلة. إن هذا الضبط الجيد والمتابعة السليمة لصحف الاستبيان يساعد في معرفة نسبة المردود ومعرفة الصحف التي لم ترد. ومن الطرق التي تستخدم في متابعة صحف الاستبيان:
أ‌- إرسال رسالة إلى من لم يقوموا برد صحف الاستبيان ، يقوم الباحث من خلالها بحث وتشجيع هؤلاء على المشاركة في البحث وتعبئة الاستبيان.
ب‌- إرسال صحف استبيان جديدة مع إرفاق خطاب معها لكل مبحوث لم يقم بالرد، وذلك بعد مضي أسبوعين أو ثلاث من تاريخ إرسال الصحف. ووصول خطاب المتابعة للمبحوثين الذين لم يردوا قد يشجعهم على المشاركة في الاستقصاء.
وإذا لم نتمكن من معرفة عناوين وأسماء الذين لم يردوا فهنا يجب إرسال خطاب المتابعة للجميع يتضمن الشكر لكل من شارك وتعاون في تعبئة الاستبيان وتشجيع من لم يرد ولم يشارك على عمل ذلك.
ت‌- الاتصال التليفوني بمن لم يرد وذلك لحثهم على المشاركة لتذكيرهم بالمتابعة وإزالة الشكوك، وهذا يتطلب معرفة اسم الشخص الذي لم يرد وتليفونه.
وعلى الرغم من استخدام أساليب المتابعة والإدارة الجيدة للاستبيان، إلا أن تدني معدل المردود عند استخدام الاستبيانات في العمل الميداني تبقى من المشاكل الشائعة. ولا يوجد إجماع حول معدل المردود المقبول والغير مقبول، إلا إن هناك بعض القواعد العامة التي يمكن أن نسترشد بها في ذلك وهي كالأتي (المعلا، 1994):

1- تعتبر نسبه 50% من حجم العينة نسبة مقبولة للردود، كما أن معدل ردود لا يقل عن 60% يعتبر جيد، ومعدل ردود قدرة 70% أو أكثر يعتبر جيد جدا.
2- إن ما ذكر في النقطة السابقة من نسب تمثل مؤشرات عامة ولا تعتمد على أي أساس إحصائي، كما أن تقليل نسبة الخطأ والتحيز في النتائج يعتبر هدفا ذا أهمية أكبر من المعدل المرتفع للردود.



الفصل السادس

العينات وأنواعها

Samples

أولا: مفاهيم أساسية
ثانيا: مراحل اختيار العينة
ثالثا: أنواع العينات
رابعا: حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة


6. 0 : مقدمة

يعتبر اختيار الباحث للعينة من الخطوات والمراحل الهامة للبحث. ولا شك أن الباحث يبدأ بالتفكير في عينة البحث منذ البدء في تحديد مشكلة البحث وأهدافه، لأن طبيعة البحث هي التي تتحكم في نوع العينة والأدوات المناسبة للقيام بالبحث. هناك أسلوبان رئيسيان في جمع البيانات الأولية من مصادرها الشاملة وهما: أسلوب الحصر الشامل وأسلوب العينة.
يهدف هذا الفصل إلى تعريف القارئ على أسلوب العينات وأنواعها الرئيسة وأساليب اللجوء إليها. كذلك يهدف هذا الفصل إلى مناقشة المفاهيم الأساسية حول موضوع العينات. يتكون الفصل من المباحث التالية: 1) مفاهيم أساسية، 2) لماذا تستخدم العينات، 3) أنواع العينات، 4) حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة، 5) أسئلة للمناقشة.
6. 1 : مفاهيم أساسية Basic Concepts
أسلوب الحصر الشامل: ويسمى أحيانا أسلوب التعداد لكل مفردة من مفردات المجتمع الإحصائي وذلك بتجميع بعض البيانات المتعلقة ببعض المتغيرات عن جميع مفردات المجتمع الأصلي. ومن أمثله أسلوب الحصر الشامل التعداد السكاني والصناعي، حيث من نتائج مثل هذه الدراسات مؤشرات إحصائية يمكن الاهتداء بها في عملية التخطيط. ويعاب على هذا الأسلوب تعذر استخدامه في كثير من البحوث وبخاصة إذا كان مجتمع الدراسة الأصلي كبير حيث ذلك يتطلب جهد ووقت وتكلفة (أبو طاحون، 1998).
مفهوم العينة: يمكن تعريف العينة على أنها مجموعه جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة مناسبة، وإجراء الدراسة عليها ومن ثم استخدام تلك النتائج، وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة الأصلي (جامعة القدس المفتوحة، 1998). فالعينة تمثل جزءا من مجتمع الدراسة من حيث الخصائص والصفات ويتم اللجوء إليها عندما تغني الباحث عن دراسة كافة وحدات المجتمع (زويلف والطروانة، 1998).
مجتمع البحث: يقصد به جميع المشاهدات موضع الدراسة. أو هي كافة مفردات مجتمع الدراسة (جامعة القدس المفتوحة، 1998). على سبيل المثال، لو كان موضوع الدراسة تقييم القدرة التنافسية لصناعة الملابس في قطاع غزة، وعلى افتراض أن عدد مصانع البلاستك في قطاع غزة 100 مصنع، فان مجتمع الدراسة في هذه الحالة يمثل جميع المصانع والبالغ عددهم 100 مصنع. وإذا كان الباحث يدرس مشكلات طلاب كلاب التجارة في الجامعة الإسلامية فان مجتمع البحث هو طلاب كلية التجارة.
إذا يمثل مجتمع البحث جميع الأفراد أو الأشخاص موضوع البحث.
6 . 2 : لماذا تستخدم العينات؟
قد يقول قائل أن دراسة كامل مفردات مجتمع الدراسة الأصلي هو أفضل من إجراء الدراسة على جزء من هذا المجتمع لأنه يعطينا نتائج أكثر دقة وأكثر واقعية وقابلة للتعميم. يبدو هذا منطقيا، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الباحث إلى اللجوء إلى استخدام العينات في دراسة الظاهرة موضع البحث وهي تتمثل في التالي (عبيدات، أبو نصار، مبيضين، 1997؛ جامعة القدس المفتوحة، 1998):
1- تجانس مفردات مجتمع البحث الأصلي: فهناك بعض أنواع الأبحاث التي يكون فيها عناصر مجتمع الدراسة الأصلي متجانسة بشكل كبير، حيث أن نفس النتائج يتم الحصول عليها سواء تمت الدراسة على جزء من المجتمع الأصلي أم كامل مفردات المجتمع. مثال على ذلك فحص دم المريض للتحقق من اختبارات معينة، فسواء اجري الفحص على عينة من الدم أم الدم بالكامل فالنتيجة واحدة. ففي مثل هذه الحالة لا ضرورة لإجراء دراسة على كامل مفردات المجتمع الأصلي.
2- ارتفاع التكلفة والوقت والجهد: إذا كان مجتمع الدراسة كبير ومتباعد جغرافيا يجعل من الصعب على الباحث القيام بدراسة مجتمع البحث الأصلي بالكامل لما يتطلب ذلك من وقت وجهد وتكلفة مرتفعة. فلو كان موضوع الدراسة هو دراسة المستوى المعيشي للاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج، فان إجراء الدراسة على جميع اللاجئين الفلسطينيين يتطلب تكلفة عالية لتجميع البيانات وتحليلها كذلك يتطلب جهد ووقت طويل لتجميع البيانات وتحليلها. زد على ذلك فان الانتشار الجغرافي للاجئين الفلسطينيين في جميع بقاع الأرض تقريبا قد يجعل استخدام أسلوب الحصر الشامل في دراسة الظاهرة شبة مستحيل.
3- ضعف الرقابة والإشراف: عندما يكون مجتمع الدراسة كبير فان ذلك قد يدفع الباحث إلى استخدام مساعدين في جمع البيانات وتحليلها. ولكن إمكانيات الباحث في الضبط والرقابة قد تضعف مع ازدياد حجم البيانات والجهد المطلوب لجمعها وتحليلها، وعلى الرغم من تدريب المساعدين في جمع البيانات قد يخفف من حدة المشكلة ولكن لا يقضي عليها كليا.
4- عدم إمكانية حصر كامل مفردات مجتمع البحث الأصلي: فهناك العديد من الدراسات التي يصعب فيها حصر كامل مفردات مجتمع الدراسة، وهذا يحتم على الباحث استخدام العينات في دراسة الظاهرة موضع البحث. مثال على ذلك دراسة ظاهرة المدمنين على المخدرات، حيث من الصعب حصر المدمنين في المجتمع، وكذلك ليس من السهل الحصول على كامل المعلومات عن المدمنين من الجهات المختصة لأن المعلومات قد تكون سرية لا يمكن البوح بها.
5- عدم إمكانية إجراء الدراسة على كامل مفردات مجتمع البحث الأصلي: مثال تقوم معظم الدول بإجراء فحص على المنتجات المستوردة للتأكد من مطابقتها للمواصفات، فقد يكون من غير المجدي أن يتم إجراء الفحص على كامل الوحدات المستوردة لأن الوحدات التي تفحص تصبح غير صالحة للاستعمال أو الأكل وبالتالي لا يمكن بيعها لاحقا.
6 . 3 : مراحل اختيار العينة
تمر عملية اختيار العينة بأربع مراحل (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
1- تحديد المجتمع الأصلي للدراسة: يجب على الباحث أن يحدد منذ البداية هدف الدراسة ونوعها والأفراد الذين تشملهم ولا تشملهم الدراسة. وهذا يساعد في تحديد مجتمع الدراسة الأصلي تحديدا دقيقا وواضحا. فإذا أراد الباحث أن يتعرف على القدرة التنافسية للصناعة الفلسطينية، عليه إن يحدد مجتمع البحث الأصلي: هل هو جميع الصناعات الفلسطينية القائمة، أم الصناعات في الضفة الغربية فقط، أم الصناعات في قطاع غزة فقط، أم قطاع صناعي معين.
2- إعداد قائمة بأفراد المجتمع الأصلي للدراسة: وهذا يتم بعد تحديد المجتمع الأصلي للدراسة بدقة. فإذا تم تحديد المجتمع الأصلي للدراسة على انه قطاع الصناعات الخشبية في قطاع غزة، فانه عليه أن يعد قائمة بأسماء هذه المصانع. وقد يتم تحديد أسماء المصانع من خلال الرجوع إلى سجلات وزارة الصناعة الفلسطينية، أو الرجوع إلى إصدارات الإحصاء الفلسطيني. ويحذر على الباحث الرجوع إلى السجلات القديمة أو غير الكاملة، ويجب أن يتم التأكد أن المصادر المستخدمة في تحديد مفردات المجتمع الأصلي كاملة وحديثة.
3- اختيار عينة ممثلة: بعد حصر جميع مفردات مجتمع الدراسة الأصلي، يتم اختيار عينة الدراسة. ويجب أن يتم التأكد من أن العينة تمثل مجتمع الدراسة تمثيلا صادقا حتى يمكن أن يتم تعميم النتائج على المجتمع الأصلي. فلو كان مجتمع الدراسة هو قطاع الصناعات الخشبية في قطاع غزة، فيجب على الباحث أن يتعرف على خصائص هذا المجتمع من حيث مدى التجانس والعدد. إن العينة السليمة هي العينة هي التي تمثل مجتمع الدراسة تمثيلا صادقا.
6 . 4 : أنواع العينات Types of Samples
يمكن تقسيم العينات إلى مجموعتين (أبو طاحون، 1998):
المجموعة الأولى: العينات الاحتمالية (العشوائية)
المجموعة الثانية: العينات الغير احتمالية
المجموعة الأولى: العينات الاحتمالية (العشوائية) Probabilistic Samples : في هذه الأنواع من العينات تعطى فرص متساوية أو معروفة لكل مفردة من مفردات مجتمع الدراسة في احتمال اختيارها في عينة الدراسة. وفي هذا النوع جميع أفراد مجتمع الدراسة معروفين. إن استخدام هذا النوع من العينات هو ضمان للحصول على عينة ممثلة غير متحيزة ليس للباحث أي دخل في اختيار مفرداتها ولذلك يمكن تعميمها على جميع مفردات مجتمع الدراسة الأصلي.
ومن العينات الاحتمالية ما يلي:
1- العينة العشوائية البسيطة Random Sample: يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات في حالة توفر شرطين (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
أ‌- أن تكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين.
ب‌-أن يكون تجانس بين هؤلاء الأفراد.
ويتم اختيار العينة العشوائية البسيطة وفق الأساليب التالية:
أ‌- أسلوب القرعة: حيث يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي وكتابة هذه الأرقام في بطاقات ورق صغيرة ومتشابهة ثم يتم وضعها في صندوق ثم يتم سحب العدد المطلوب من الصندوق بشكل عشوائي. وهذا النوع من الأساليب يناسب سحب العينات الصغيرة فقط من المجتمعات الصغيرة.
ب‌- جدول الأرقام العشوائية: هنا يتم ترقيم جميع أفراد مجتمع الدراسة الأصلي ثم نضعهم في جدول يختار الباحث منه سلسلة من الأرقام العمودية أو الأفقية إلى أن يتم اختيار حجم العينة المناسب. مثال لو أردنا الحصول على عينة مكونة من 200 مفرد من مجتمع حجمه 800 مفردة. هنا يتم ترقيم المفردات ال800 على أن يتكون كل عدد من ثلاث خانات مثل 001،002،800، حيث عدد الخانات في أقل الأرقام يجب أن يتساوى مع أكبر الأرقام في المجتمع. بعد ذلك يتم تحديد بداية الاختيار عشوائيا ثم نستمر إلى النهاية.
ويمكن إن يكون الاختيار العشوائي بالإرجاع من مجتمع محدود، وبدون إرجاع (حلاق وسعد الدين، 1994). يمكن استخدام طريقة الاختيار بدون إرجاع إذا توفر شرطان:
1- احتمال اختيار أفراد المجتمع الأصلي متساوي في السحب الأول.
2- بعد السحب الأول، يجب أن يكون لكل فرد من الباقين في المجتمع الأصلي فرص متساوية في الاختيار في السحب الثاني وهكذا.
أما طريقة اختيار العينة بالإرجاع فيكون من خلال سحب المفردة ثم إرجاعها إلى الصندوق ويتكرر السحب والإرجاع إلى أن يتم سحب العينة المطلوبة. والمغزى من إرجاع المفردات المسحوبة ثانية إلى الصندوق هو إعطاء فرص متكافئة لجميع مفردات مجتمع الدراسة في احتمال اختيارها في عينة البحث. ومن الممكن بهذه الطريقة اختيار نفس المفردة أكثر من مرة. إلا أن هذا الأسلوب غير عملي ونادر استخدامه في البحوث الاجتماعية.
2- العينة العشوائية المنتظمة :Systematic Random Sampleيستخدم هذا النوع من العينات عند دراسة المجتمعات المتجانسة والتي لا تتباين مفرداتها كثيرا. وسميت بالعينة المنتظمة لانتظام المسافات بين المفردات المختارة من مجتمع الدراسة. ويتم عادة اختيار العينة المنتظمة من خلال حصر مفردات مجتمع الدراسة الأصلي ثم يعطى كل فرد رقما متسلسلا. بعدها يتم قسمة عدد مفردات مجتمع البحث على حجم العينة المطلوبة فينتج الرقم الذي سيفصل بين كل مفردة يتم اختيارها في عينة الدراسة والمفردة التي تليها. وعادة يتم اختيار المفردة الأولى عشوائيا. على سبيل المثال لو كان مجتمع الدراسة هو عدد الطلاب الدارسين في شعبة رقم 1 طلاب منهج البحث العلمي وعددهم 60 طالبا والمطلوب اختيار عينة عددها 12 طالبا وبأسلوب العينة المنتظمة. هنا يتم قسمة 60 على 12 فينتج 5. بعدها يتم اختيار رقم بشكل عشوائي ضمن الأرقام 1-5. ولنفترض أننا اخترنا الرقم (3) فيكون رقم المفردة الأولى، نختار الرقم التالي 8 ،13 ،18،23 وهكذا. إن أهم ميزة لهذا النوع من العينات هو أنها قد تكون أقل تحيزا من العينة العشوائية البسيطة في حالة عدم تجانس مجتمع الدراسة.
3-العينة الطبقية العشوائية Stratified Random Sample: يستخدم هذا النوع من العينات في المجتمعات الغير متجانسة والتي تتباين مفرداتها وفقا لخواص معينة، مثل المستوى التعليمي لمفردات مجتمع الدراسة، الجنس، نوع التخصص. ويمكن تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات وفقا لهذه الخواص (أبو طاحون، 1998). وعادة تتجانس مفردات الطبقة الواحدة فيما بينها وتختلف الطبقات عن بعضها البعض. ويعتبر هذا النوع من العينات الأنسب للمجتمعات المتباينة حيث تكون العينة ممثلة لكافة فئات مجتمع الدراسة. ويتم اختيار العينة العشوائية الطبقية عبر الخطوات التالية (أبو طاحون، 1998):
1- تقسيم المجتمع إلى فئات أو مجموعات متجانسة وفقا لخاصية معينة.
2- تحديد عدد مفردات العينة الكلية.
3- تحديد نسبة كل طبقة في العينة المختارة إلى إجمالي حجم المجتمع الأصلي.
4- تحديد عدد الأفراد لكل طبقة في العينة المختارة. وقد يتم استخدام الأسلوب المتساوي حيث يتساوى تمثيل كل طبقة في عينة الدراسة بغض النظر عن الوزن النسبي لكل طبقة في مجتمع الدراسة. وهذا الأسلوب غير دقيق وبخاصة في ظل عدم تساوي التمثيل النسبي لكل طبقة في مجتمع الدراسة. وقد يتم استخدام التوزيع المتناسب حيث تمثل كل طبقة وفقا لوزنها النسبي في مجتمع الدراسة. وهذا الأسلوب أفضل وأكثر موضوعية والأنسب في المجتمعات الطبقية الغير متجانسة.
مثال:
لو افترضنا هناك مجتمع مكون من ثلاث طبقات، الطبقة العليا وعددها 1000، والوسطى وعددها 4000، والدنيا وعددها 5000، المطلوب اختيار عينة طبقية عشوائية مكونة من 100 شخص من خلال استخدام أسلوب التوزيع النسبي.
الإجابة يمكن حصرها في الجدول التالي:
الفئات
العدد
%
حجم العينة المختارة
الطبقة العليا
1000
10
10
الطبقة الوسطى
4000
40
40
الطبقة الدنيا
5000
50
50
الإجمالي
10000
100%
100
4-العينة العنقودية Cluster Sample (جامعة القدس المفتوحة، 1994): في العينات العشوائية السابقة لابد أن تتوفر قائمة بعناصر المجتمع. أحيانا قد يتعذر توفر مثل هذه القائمة بينما تتوفر تجمعات طبيعية ضمن ذلك المجتمع، تسمى هذه التجمعات عناقيد، وإذا اخترنا عينة عشوائية من هذه العناقيد تسمى بالعينة العنقودية.
مثال: لو أردنا دراسة الدخل السنوي للأسرة في مدينة القدس، فقد نختار عينة عنقودية على مرحلتين كالتالي:
1) نعتبر العناقيد في المرحلة الأولى أحياء المدينة، وقد نقسم المدينة إلى أحياء ونأخذ منها عينة بحجم مناسب مع حجم الحي.
2) نقسم كل حي من الأحياء المختارة إلى عمارات ونختار من كل منها عدد مناسب من الشقق ثم نختار دخل الأسر التي تسكن هذه الشقق المختارة. وبهذا نحصل على عينة عنقودية من مرحلتين.
5-العينة المكانية (وحيدة ومتعددة المراحل) Area Sample (Single Stages & Multistage):
يقوم هذا النوع من العينات على أساس جغرافي، حيث يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات عندما يكون مجتمع الدراسة منتشر في منا طق جغرافية عدة (معلا، 1994). وتكون العينة ذات مرحلة واحدة إذا تم اختيارها من مناطق جغرافية متفاوتة، أما إذا اقتضى الأمر أن نقسم كل منطقة إلى مناطق أصغر وحارات، فان العينة هنا تصبح مكانية متعددة المراحل.
المجموعة الثانية: العينات الغير احتمالية Non Probabilistic Samples :وهي العينات التي يتم اختيارها بشكل غير عشوائي ولا تتم وفقا للأسس الاحتمالية المختلفة، وانما تتم وفقا لأسس وتقديرات ومعايير معينة يضعها الباحث، وفيها يتدخل الباحث في اختيار العينة وتقدير من يختار ومن لا يختار من أفراد مجتمع البحث الأصلي. ومن عيوب هذا النوع من العينات هو احتمال تحيز الباحث في الاختيار.
ومن أبرز أنواع هذه العينات ما يلي (جامعة القدس المفتوحة، 1994):
1- العينة الغرضية Purposive Sample : سميت هذه العينة بهذا الاسم نظرا لان الباحث يقوم باختيارها طبقا للغرض الذي يستهدف تحقيقة من خلال البحث، ويتم اختيارها على أساس توفر صفات محددة في مفردات العينة تكون هي الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث (معلا، 1994). فمثلا إذا أراد باحث أن يدرس العادات والتقاليد في فلسطين تحد الانتداب البريطاني، يقوم لهذا الغرض باختيار عدد من الأفراد ممن عاصروا تلك الفترة، تسمى مثل هذه العينة بالعينة الغرضية أو الهادفة، أو القصدية أو الحكمية (جامعة القدس المفتوحة، 1994). مثال أخر، لو أراد باحث دراسة آراء المستهلكين حول صنف من أصناف القهوة سريعة الذوبان (نس كافي) فعلية أن يختار عينة من الأفراد الذين لديهم بعض التجربة والمعرفة بهذا الصنف من القهوة، لأنه من الغير المنطقي إن تتضمن العينة أفراد لا يشربون هذا الصنف من القهوة.
2- العينة الحصصية Quota Sample : يتم اختيار هذا النوع من العينات على أساس تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات طبقا للخصائص التي ترتبط بالظاهرة محل البحث، ثم يختار الباحث عينة من كل طبقة من هذه الطبقات بحيث تتكون من عدد من المفردات يتناسب مع حجم الطبقة في المجتمع (معلا، 1994). مثال، قد يسأل باحث المارة في أحد الشوارع عن رأيهم حول موضوع معين، ولكنة يختار من المارة أشخاصا من أعمار مختلف لكي يمثل كل الفئات العمرية في مجتمع البحث. من الملاحظ أن هذه العينة تشبة إلى حد كبير العينة العشوائية الطبقية في تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات، تم يتم الاختيار من هذه الطبقات بما يتناسب مع وزنها النسبي في مجتمع الدراسة. إلا إن الفارق بينهما هو أسلوب اختيار أفراد كل طبقة، إذ لا يستعمل الأسلوب العشوائي في الاختيار في العينة الحصصية، بل يتم استعمال أسلوب الصدفة والقصد. ويستخدم هذا النوع من العينات في دراسة الرأي العام وفي الدراسات التربوية والاجتماعية (جامعة القدس المفتوحة، 1994).
3- عينة الصدفة Accidental Sample: تتكون العينة من الأفراد الذين يقابلهم الباحث بالصدفة. فلو أراد الباحث إن يقيس الرأي العام للجمهور حول قضية ما فانه يختار عدد من الناس ممن يقابلهم بالصدفة سواء في الشارع أو في الباص. ويؤخذ على هذه العينة هو أنها لا تمثل المجتمع الأصلي ولا يمكن تعميم نتائجها على المجتمع (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998). إن هذه العينة تمثل نفسها فقط، ولكنها سهلة الاستخدام وتعطي فكرة عن رأي الأفراد حول القضية المبحوثة وبسرعة (بوحوش والذنيبات، 1989). وكلما زاد حجم العينة زادت دقة النتائج.
6 . 5 : حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة
يعتبر تحديد حجم العينة من الأمور الأساسية التي يجب أن يوليها الباحث أهمية كبرى. إن اختيار عينة صغيرة الحجم قد يجعلها غير ممثلة، كذلك اختيار عينة كبيرة تؤدي إلى زيادة في التكاليف بشكل غير مبرر.
لا يوجد نسبة مئوية معينة من حجم مجتمع الدراسة يمكن تطبيقه على جميع الحالات. هناك مجموعة من العوامل تؤثر في حجم عينة الدراسة وهي الآتي (جامعة القدس المفتوحة، 1998):
1- درجة الدقة والثقة المرجو تحقيقها: بالتأكيد إن دراسة كامل مفردات مجتمع الدراسة الأصلي يعطي نتائج أكثر دقة من إجراء الدراسة على عينة من المجتمع. فنتائج العينات تكون قريبة نسبيا من القواقع. وعموما كلما كان الباحث راغب في الحصول على نتائج أكثر دقة كلما استدعى الأمر زيادة حجم عينة الدراسة.
ويقصد بدرجه الدقة، وهو قرب نتائج العينة إلى الواقع الفعلي، حيث قد تكون الدقة 80% أو 90% أو 95%. والنسبة الشائعة الاستخدام في التحليل الإحصائي هي 95%، إلا أنه من الصعب الحصول على نتائج دقيقة بنسبة 100%.
أما المقصود بدرجه الثقة فهي مدى احتمال عدم مطابقة نتائج الدراسة مع النتائج الفعلية. مثلا لو كانت درجه الثقة 95% فهذا يعني أن هناك احتمالا مقداره 5% في عدم دقة نتائج الدراسة، ودرجه مطابقتها للواقع الفعلي.
2- مدى تجانس مجتمع الدراسة: مهما كبر مجتمع الدراسة المتجانس أو صغر فانه يمكن اختيار عينه صغيرة وممثلة، وهذا الاختيار يكون عادة سهلا. فأخذ عينة من دم المريض وفحصه سيعطي نفس النتائج لو أجري الفحص على الدم كله. أما إذا كان مجتمع الدراسة غير متجانس فان اختيار العينة الممثلة يكون معقدا وصعبا، وهذا يتطلب زيادة في حجم العينة من أجل اختيار عينة ممثلة لمجتمع الدراسة. فلو كان مجتمع الدراسة هو طلاب الجامعة الإسلامية بكافة كلياتها ومستوياتها، فان مجتمع الدراسة يكون غير متجانس، وهذا يتطلب زيادة في حجم العينة المختارة من أجل التأكد من تمثيلها للواقع.
3- حجم مجتمع الدراسة: هناك علاقة طرديه بين حجم العينة وحجم مجتمع الدراسة، حيث كلما كبر حجم العينة اقتضى الأمر زيادة في العينة والعكس صحيح. إذا حجم مجتمع الدراسة الأصلي 1000 شركة فان عينة عددها 100 مفردة قد تكون كافية لإجراء الدراسة عليها، أما إذا كان حجم مجتمع البحث الأصلي 240000 عنصر فهذا يتطلب زيادة حجم العينة المختارة إلى 2000 فرد مثلا، مع ملاحظة أن نسبة العينة إلى مجتمع الدراسة الأصلي تقل كلما زاد حجم المجتمع الأصلي.
ولقد أورد Uma Sekaran النقاط التالية والتي يمكن الاسترشاد بها في تحديد حجم العينة (1992):
1- يعتبر حجم العينة الذي يتراوح بين 30 إلى 500 مفردة ملائما لمعظم أنواع الأبحاث.
2- عند استخدام العينة الطبقية أي تقسيم المجتمع إلى طبقات مثل ذكور وإناث، كبار السن وصغار، فان حجم العينة لكل فئة يجب ألا يقل عن 30 مفردة.
3- عند استخدام الانحدار المتعدد أو الاختبارات المماثلة له فان حجم العينة يجب أن يكون عشر أضعاف متغيرات الدراسة. مثلا إذا احتوت الدراسة على 6 متغيرات لإجراء التحليل عليها فانه يفضل ألا يقل حجم العينة عن 60 مفردة.
4- في بعض أنواع الأبحاث التجريبية التي يكون فيها حجم الرقابة عاليا فقد يكون حجم عينة مقداره 10 إلى 20 مفردة مقبولا.
والجدول التالي يبين حجم العينة المناسب عند مستويات مختلفة من مجتمع الدراسة الأصلي:
حجم المجتمع الأصلي
حجم العينة المناسب
حجم المجتمع الأصلي
حجم العينة المناسب
10
10
550
226
30
28
650
242
70
59
900
269
110
86
1100
285
170
118
2000
322
210
136
6000
361
250
152
15000
375
360
186
75000
382
420
201
1000000
384
Source: Uma Sekaran, 1992.
4- درجه التعميم التي ينشدها الباحث: كلما زاد هدف أو حاجه الباحث بأن تكون النتائج قابلة للتعميم كلما تطلب الأمر زيادة حجم العينة المختارة.
5- أسلوب البحث المستخدم: هل يريد الباحث استخدام الأسلوب المسحي أم التجريبي؟ وما نوع الأسلوب التجريبي الذي سيستخدمه؟ فالدراسات المسحية تتطلب عينة ممثلة وكافية، كما أن بعض التصميمات التجريبية تتطلب وجود مجموعات تجريبية وضابطة متعددة، وهذا يعني الحاجة إلى اختيار حجم عينة كبير (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998).
6 . 6 : محددات استخدام العينات (زويلف والطراونة، 1998):
1. قد يصعب تعميم نتائج العينة على مجتمع الدراسة لأن العينة غير ممثلة بسبب عدم مراعاة القواعد التي تحكم اختيار العينات.
2. إن عدم الدقة في تحديد الإطار العام لمجتمع البحث الأصلي قد يكون سببا في جعل العينة بعيدة عن الواقع.


قائمة المحتويات

الموضوع
الصفحة
الفصل الأول: ماهية البحث العلمي وأنواعه
4
الفصل الثاني: أنواع البحث العلمي
17
الفصل الثالث: أنواع مناهج البحث العلمي
24
الفصل الرابع: مراحل البحث وعناصر خطة البحث العلمي

56
الفصل الخامس: أدوات جمع البيانات الأولية

75
الفصل السادس: العينات وأنواعها

99
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59