لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ }
الحمد لله رب العالمين .. صدق وعده .. وأعز جنده .. وهزم الاحزاب وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين ، ونحن على ذلك من الشاهدين . وبعد :
فان من اعجاز القرآن الكريم أن آياته في تجدد دائم وتالق دائم تحمل دلائل حفظه وخصائص عظمته وثباته ، مؤكدة وعد الله في حفظه ، من خلال قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
ونتوقف اليوم أمام لفتة معجزة من تلكم اللفتات التي يذخر بها كتاب الله تعالى ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
تلكم اللفتة .. تتجلى قوله تعالى :{ ولا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة ، أو من وراء جدر }
تصور هذه الآية الكريمة الصفة التي عليها اليهود ، والتي لا تتغير ولا تتبدل .. كانت فيهم قديما ، وهي قائمة اليوم ، وستبقى حجة عليهم الى يوم القيامة ؟
إنها صفة الجبن والخوف التي جبل عليها بنو اسرائيل .. فهم أحرص الناس على حياة .. وهم أكثر الشعوب خوفا من الموت .