عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-13-2012, 02:20 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

( 6 ) .. قليل من السم لا يضر !

فى كتابه " الأسس الفكرية لليسار الإسلامى " ، يسخر عبد الكريم من الإيمان بالجنة ، بل من الإيمان بالله ذاته ، ويسميه على سبيل التعمية بـ " القوى غير المنظورة " و" القوى الجبارة " [ص27]

وقد ورد هذا الكلام فى سياق هجوم الكاتب على العلماء الذين يتصدون للغزو الفكرى ، ويحذرون من مضاره وأخطاره ، وسخريته منهم ، مع أننا رأيناه هو نفسه قبل ذلك يهاجم المستشرقين مهاجمة عنيفة متهماً إياهم بسوء النية والتربص بالإسلام والعمل على هدمه !

ويعود فى [ص135] ، ليطلق على الوحى السماوى " السلع الماورائية " ، على سبيل السخرية والاستخفاف !

و " مولانا الشيخ " يسخر من الاعتقاد بوجود إله يسيطر على مقاليد الكون وينبغى الانقياد لأمره للفوز بنعيم الجنة ، قائلاً إن تلك الثقافة الثيولوجية [ يقصد " دينية " أو " لاهوتية " ، لكن غلبه التشدق بالألفاظ الأجنبية ، وهو عمدة جهازه الإجلابى الذى يستخدمه لإرهاب القارئ ] .. تلك الثقافة الثيولوجية التى كانت تسود القرون الوسطى وتدور حول الغيبيات والعوالم اللامرئية والكائنات غير المنظورة وتسليم كافة المقاليد إليها وحتمية الانقياد لأوامرها الصارمة بغية الفوز بـ " الخلاص " و" الخلافة فى الأرض " على الأرض وبـ " ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر " فى العالم الآخر ، هى ثقافة لا تصلح لعصرنا الحديث ، عصر التنوير الذى حلت محلها فيه سيادة العقل والذى لا يعترف بأية سلطة سواها [ص28]

الجدير بالذكر ، أنه فى هذا السياق ، يلجأ إلى التلميح واللمز ، لا الكلام المباشر المستقيم .

أما الإقبال على الدين عنده ، فليس نتيجة الإيمان القلبى النابع من اقتناع العقل ، بل هو نتيجة للملل والسأم الناتجين من التخمة المادية واللذين يدفعان بصاحبهما إلى الغيبيات ، أو نتيجة للفقر والجوع اللذين يسوقان المبتلى بهما إلى التوجه لـ " كائنات علوية وقوى غير منظورة " ، يطلب منها عبثاً العون والمساعدة ، متوقعاً ظهور المهدى المنتظر الذى سيملأ الأرض عدلاً ورخاء كما ملئت جوراً وشدة .

وفى ضوء هذا نستطيع أن نفهم سخطه الشديد على الصحابة رضوان الله عليهم ، وانحيازه إلى أعداء الإسلام آنئذ ، الذين يقول عنهم إنهم " كانوا يدافعون عن وطنهم ومقدساتهم ، ضد الذين اقتحموها عليهم عنوة ، بمقولة إنهم يريدون أنهم يخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة الله ، مع أنهم لم يشتكوا إليهم من ذلك ، ولم يستعينوا بهم "[شدو الربابة:1/173]

( 7 ) .. مزيد من السم لن يضر أيضاً !

فى كتابه " شدو الربابة بأحوال الصحابة " ، يحمل حملة شعواء على العبادات جملة ، التى زعم سابقاً أنها صلب الإسلام .

وهكذا قارئى الكريم تسير خطة الملاحدة ..
فى البداية : مدح الإسلام وشموليته لكل مناحى الحياة
ثم : الدعوة إلى فهمه فهماً صحيحاً
ثم : قصر الدين على العبادات فقط
ثم : الهجوم على العبادات نفسها

فماذا يبقى من الدين إذن ؟!

فى هذا السياق ، يتهكم عبد الكريم بصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف والخسوف ، كما يسخر من نهى الرسول عن الصلاة عند طلوع الشمس ، مؤكداً أن هذا وأمثاله ليس إلا نتاج مجتمع بدوى قبلى متخلف ، ومن ثم لا يصلح لمجتمعنا الزراعى المتحضر [ص170]

وهو يفسر صلاة الكسوف والخسوف على أساس أن الرسول والصحابة كانوا ينظرون إلى هاتين الظاهرتين الجويتين بوصفهما " من علامات غضب الله ، وخاصة أن قوم عاد وثمود عاشوا فى جزيرة العرب ، وهلاكهم جاء على أيدى ظواهر جوية خوارق نتيجة انتقام السماء منهم " ، فهذه الصلاة إذن هى " من آثار المعتقدات القبلية " كما قال بأنها خرافة من الخرافات التى ورثها الإسلام وحافظ عليها .

أما الزكاة ، فهو يضيق بها صدراً ، ويتجهم لها ، وينفر منها ، ويدعى أنه لو " أنشئت لها مؤسسة " لجمعها من مظانها وتوزيعها على مستحقيها " لتحولت نسبة كبيرة من المجتمع إلى متسولين وتنابلة وكسالى " [ص188]

وأما الحج ، فيجأر كاتبنا بالشكوى إلى عنان السماء ، مولولاً على الأموال التى يهدرها المسلمون المتخلفون عليه ، وهو عمل لا ينفع ولا يشفع ولا معنى له فى نظره ، ويحرمون مصر منها رغم احتياجها إلى من يسدد عنها ديونها [ص116]

وبعد قليل ، يختم كلامه بما يتوقعه ، من إقبال " القاعدة الجماهيرية العريضة " على دعاة " التنوير " واستجابتهم لندائهم التنويرى " الكفيل وحده [ أى دون حج أو صلاة أو زكاة ] بانتشالها من الوهدة التى تردت فيها ، والتى جعلتها تبحث عن الخلاص فى الغيبيات والماورائيات "[ص118]

وأما بالنسبة للصيام ، ففى [ص10، صحيفة الأهالى ، 7/2/1996 ] ، كتب عبد الكريم مقالاً بعنوان " مجرد اجتهاد : الصيام فريضة المجتمع المعسكر " ، جاء فيه ما نصه : " عندما هاجر رسول الله إلى المدينة ، تغيرت الصورة جذرياً ، ولم يعد المسلمون مستضعفين يخافون أن يتخطفهم الناس ، بل شرعوا فى إنشاء دولة هى حصراً " دولة قريش " ، أخذت تطلق السرايا وتشن الغزوات ... من أجل هذا كان مجتمع يثرب بمثابة معسكر حرب ... والمجتمع المعسكر له موجباته الخاصة ... منها أن يتمرن أفراده المدنيون على تحمل آلام الجوع والعطش ، إذا ما أحاط بهم عدو ... ، فإن الصوم بحالته التى نراها اليوم كان جزءاً من خطة رسمها رسول الله ؛ لتأهيل مجتمع المدينة عامة ، وجنود الغزوات والسرايا والبعوث وفرق المهمات الخاصة ، لما قد يستقبلهم من أهوال وبلايا " .

( 8 ) .. الوجه السافر للإلحاد القبيح

فى كتابه " مجتمع يثرب ـ العلاقة بين الرجل والمرأة فى العهدين المحمدى والخليفى " ، يستفرغ خليل عبد الكريم كل وسعه فى محاولة تلطيخ سمعة الصحابة رجالاً ونساءً ، باتهامهم بالشبق الجنسى وبالزنا ، ثم يتوقح فيلمز الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يسهل أمره ، ويخترع الوحى من أجل ذلك ..

فاعتبروا يا أولى الأبصار !

يؤكد كاتبنا الهمام على أن المجتمعات البدائية لا تعرف الأنشطة الرياضية أو الفنية أو الأدبية ، ومن ثم فليس أمام أهلها من سبيل لشغل أوقات فراغهم وتصريف طاقاتهم سوى الجنس ، وأن المرأة فى تلك المجتمعات قد استطابت مع طول العهد سيادة الرجل عليها وامتطاءه لها ، فهى تتحرق تحرقاً فظيعاً إلى ممارسة الجنس غير مبالية بحلال أو حرام أو سر أو علن ، وبخاصة إذا أضفنا عامل الطقس الحار الذى يزيد شهوات الجسد اشتعالاً [ص8]

(1) .. يقصد بالمجتمعات البدائية هنا بالذات مجتمع المدينة المنورة [ التى يسميها " يثرب " لأن النبى نهى عن ذلك ] !
(2) .. ما يمتعضه القارئ من ألفاظ ومعان قبيحة مبتذلة ، هو سمة رئيسة فى أسلوب مولانا الشيخ !

ومما يدل على الهوس الجنسى عند أفراد ذلك المجتمع ، فى نظر الكاتب ، كثرة الألفاظ التى تدل على ممارسة الجنس ... ولأن محمداً [!] كان يعرف طبيعة المجتمع العربى ويدرك أنه مجتمع ملتهب بالشهوة الجنسية ، فقد أخذ يشجع أفراده على الزواج المبكر ويسهل عليهم تكاليفه ، كما قرأ عليهم قرآناً [!] يغلظ عقوبة الزنا ... وأصدر أحاديث [!] تبشعه ، وبخاصة مع المغيبات ، أى النسوة اللاتى كان أزواجهن يغيبون فى الغزو أو التجسس أو الاشتراك فى التصفيات الجسدية لبعض الأعداء ... إذ كانت هؤلاء الزوجات يتشوقن إلى الوطء والمفاخذة [!] ، وكان هناك شبان ورجال يبقون فى المدينة لا يشاركون فى الغزو ، وليس عندهم ما يشغل فراغهم ، فكان هؤلاء النسوة يجدن عندهم تلبية حاجتهن .

[ لا تمتعض أخى المسلم فما زال هناك بقية ! ]

ولأن محمداً كان حريصاً على ألا ينصرف أزواجهن عن الغزو ، حتى لا تفسد خطته التى كان قد رسمها بإحكام لإقامة الدولة القرشية والسيطرة على شبه الجزيرة العربية وإخضاعها لزعامته ، فقد رأيناه يشدد فى هذه المسألة حتى يطمن جنوده إلى سلامة بيوتهم وإناثهم أثناء غيابهم [ص17]

الذى يجب أن يعلمه القارئ الكريم ، أن عبد الكريم يقصد باتهاماته " كل " المجتمع الإسلامى فى عصر الرسول عليه الصلاة والسلام .. كل رجاله ونسائه .. كلهم وكلهن بلا استثناء .

وهو يزعم أن دعوة الإسلام ، رغم كل مزاعم [!] الإعجاز للنصوص التى أتت بها ، لم تستطع أن تصنع شيئاً أمام تيار الجنس والزنا الكاسح فى مجتمع المدينة ، والمجتمع العربى بوجه عام ، لأن النصوص مهما قيل فى إعجازها لا تؤتى ثمرتها إلا إذا تغيرت عوامل الإنتاج وأساليبه [ص7،9،21]

هذه من دعاوى الشيوعية التى لا تعترف إلا بشىء واحد هو العامل الاقتصادى .

ويتوقح الزنديق اللئيم عبد الكريم ، عندما يتعرض لأم هانئ بنت عم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأخت على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وللرسول نفسه ـ صلوات ربى وسلامه عليه ، فيسوق رواية تقول إنها " خرجت متبرجة قد بدا قرطاها " [ أى أن التبرج هنا هو بدو القرطين فى أذنيها ] ..

لكن المؤلف " المهذب " يعلق قائلاً : " ما الذى يدعو أم هانئ وهى من هى إلى التبرج ؟ إنها بلا شك ضواغط مجتمع يثرب " [ص54]

يقصد بالضواغط : الشبق الجنسى وتهالك النساء على الرجال وإرضاء الشهوة من أى سبيل !

أرأيت قارئى الكريم إلام وصلت الوقاحة ؟

بيد أنه لا يكتفى بهذا الحد من التطاول الوقح ، بل يأبى إلا أن يمس الرسول عليه الصلاة والسلام أيضاً ، فيقول إن عمر قد قال لأم هانئ ، لما رأى قرطيها ظاهرين : " اعملى ، فإن محمداً لا يغنى عنك شيئاً " ، فشكت ذلك لرسول الله ، الذى أكد لها أن شفاعته ستنال كل المسلمين ، فكيف لا تنال أهل بيته ؟ .. وعندئذ يعلق المؤلف المتطاول قائلاً فى تهكم : " أى أن تبرج أم هانئ مغفور لها بالشفاعة المحمدية " .

ولست أقصد أنه ينكر الشفاعة ، فالأم أطم من هذا كثيراً .. إنه يلمز الرسول بأنه لا يبالى بتبرج أم هانئ ؛ لأن شفاعته كفيلة بإصلاح كل شىء !
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59