عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-01-2013, 03:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي المجاز ظاهرة من أهم ظواهر التعبير اللغوي


المقدمة:
المجاز ظاهرة من أهم ظواهر التعبير اللغوي في لغة الحياة اليومية والنصوص الأدبية، وقد تجاوزت أهميته حدود اهتمام علماء البلاغة إلى اهتمام العلماء على اختلاف التخصصات، كالمنطق والفلسفة والتفسير وعام اللسانيات اللغوية ، بل دخل أيضاً معامل الفيزياء والكيمياء المعرفة الكيفية التي تؤثر بها الاستعارة. ونتيجة لهذه الأهمية فقد كان يثيرني عدة أسئلة منها: كيف تقوم بنية الاستعارة والتشبيه، وما الأسس التي تعتمد في وجه الشبه، والتي تعتمد في إجراء الصورة الاستعارية ، وكيفية تحليل الاستعارة إلى مقومات دلالية، ولأن إجابات هذه الأسئلة يدخل ضمن نظرية الحقول الدلالية في علم اللسانيات وعلاقته بالبلاغة، فكن البحث الذي يهدف للإجابة عن هذه الأسئلة ضمن(المجاز وعلاقته بالحقول الدلالية) لذلك سيدور البحث في فلك المباحث التالية: نظرية الحقول الدلالية :مفهومها، والمبادئ التي تقوم عليها، والمعنى الأساسي والمعنى المجازي. ومبحث الحقول الدلالية وعلاقته بالمجاز ضمن الاستعارة والتشبيه، وذكر وأقوال العلماء العرب القدماء في ذلك، وأمثلة لكيفية التحليل الدلالي وفق السمات الدلالية، والمفاهيم المعتمدة في التحليل الدلالي، ثم سأنتقل إلى مبحث آخر وهو وجه الشبه في الاستعارة والتشبيه وعلاقة ذلك بمسألة القرب والبعد، ثم سأعمد إلى صنع ملحق خاصٍ سأورد فيه الاستعارات اللغوية التي تملئ حديثنا اليومي ، وسأعمل على تصنيفها.
وقد واجهتني بعض صعوبات في إنجاز البحث الناتج عن قلة المراجع العربية التي تتحدث عن علاقة المجاز بالحقول الدلالية، كما إن الدراسات التي تعرض لها جاءت متكررة في بعضها، أو تعرض بعض جوانب الموضوع، فلا يوجد كتاب يحوي العلاقة كاملة، فكان عملي جمع شتات ما تفرق في الكتب التي استطعت الحصول عليها، بالإضافة إلى استنتاج ما تحدث عنه القدماء في هذا الجانب. وكان من الدراسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع واعتمدت عليها: دراسة الولي محمد في كتابه (الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي)عام(1990م) فقد تعرضت الدراسة إلى جانب الوصف الدلالي للاستعارة عند عبد القاهر ومناقشته القرب والبعد في الاستعارة والتشبيه، وكيفية تحليل كل من التشبيه والاستعارة تحليلا يفضي بسمات دلالية مشتركة ومنفردة، والسمات المهيمنة والثانوية واعتبارات ذلك. ودراسة أحمد صبره في كتابه(التفكير الاستعاري) ط2(2001م) عرضت الدراسة في الجانب الخاص بالموضوع(علاقة الاستعارة بالسمات الدلالية) ومفهوم التحليل الاستعاري إلى سمات مهيمنة أو ثانوية، وقوانين التحليل الدلالي، والمشاكل التي تواجه التحليل الدلالي للسمات واعتباراته. لذلك ستكون دراستي وفق ما عرضوه بالإضافة إلى توضيح ذلك بالأمثلة،وعرض موسع أيضاً لأقوال القدماء فيما له علاقة بالسمات الدلالية ووجه الشبه ومسألة القرب والبعد. متبعة في البحث المنهج التحليلي.
والله من وراء القصد.


نظرية الحقول الدلالية(Semantic fields):
الحقل الدلالي هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالتها، وتوضع تحت لفظ عام يجمعها. ولكي تفهم معنى كلمة يجب أن تفهم مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا، فمعنى الكلمة هو محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى في داخل الحقل المعجمي.[1]
المبادئ التي تقوم عليها النظرية:
1. لا بد أن تنتمي كل وحدة معجمية (كلمة)إلى حقل دلالي.
2. لا يصح انتماء وحدة معجمية واحدة إلى أكثر من حقل دلالي واحد.
3. لا يمكن إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة.
4. لا يمكن دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي.[2]
الأسس التي بنيت عليها النظرية:
1. الاستبدال(Paradigmatic)ويعني أن ثمة مفردات يمكن أن تحل كل مفردة محل أختها في الاستعمال، أوفي الدلالة كلفظة (وجل)ولفظة (خائف)ولفظة (متهيب من)، فقد تعد هذه المفردات من المترادفات، ولكنها كلها تحت مفهوم الخشية والخوف.[3]
2. التلاؤم(Syntagmatic)ويعني أن علاقة المفردات بعضها مع بعض في كونها من باب واحد كما هو الحال في باب الألوان.[4]
3. التسلسل والترتيب(Sequence) ويعني أن الترتيب يكون بحسب القدم والأهمية والأولوية .وذلك نحو أيام الأسبوع .أو المقاييس ،أو الأوزان ،أو الترتيب الألف بائي.[5]
4. الاقتران(Col********)أي تقترن بعض مفردات الحقول الدلالية بما يقرب دلالتها من الفهم أو يشرح فعلها فاقتران (يعض)بالأسنان يميز لفظ (أسنان) من لفظ(أسنان المشط )و(أسنان المنشار)و(أسنان المسامير)لذلك فإنه لا تعرف الكلمة إلاعن طريق ما يصاحبها . [6]
وقد وسع بعضهم مفهوم الحقل الدلالي ليشمل الأنواع الآتية:
1. الكلمات المترادفة والكلمات المتضادة.
2. الأوزان الاشتقاقية (الصرفية).
3. أجزاء الكلام وتصنيفاتها النحوية.
4. الحقول السنتجماتية(Syntagmatic) وتشمل مجموعات الكلمات التي تترابط عن طريق الاستعمال، ولكنها لا تقع أبدا في نفس الموقع النحوي، مثل(كلب ونباح،فرس وصهيل، يسمع أذن،أشقر شعر...)[7]
ومن هنا نرى بأن العلاقات داخل الحقل الواحد لا تخرج عن الترادف أو التضاد أو الاشتمال والتضمين أو علاقة الكل بالجزء أو التنافر.[8]
ولكن ليست الكلمات داخل الحقل الواحد ذات وضع متساو، فهناك كلمات أساسية وكلمات هامشية، والأساسية هي التي تتحكم في التقابلات الهامة في داخل الحقل، لذلك فقد وضع العلماء معايير مختلفة للتمييز بين النوعين ومنها:
· الكلمة الأساسية تكون ذات وحدة معجمية واحدة .
· الكلمة الأساسية لا يتقيد مجال استخدامها بنوع محدد أو ضيق من الأشياء، فالشقرة مثلا لا تطلق إلا وصفا للشعر والبشرة ، لذا لا يمكن أن تكون كلمة أساسية ، أما الحمرة فيأتي استعمالها غير مقيد وغير محدد ، لذا فهي كلمة أساسية .
· الكلمة الأساسية تكون ذات تميز وبروز بالنسبة لغيرها في استعمال ابن اللغة.
· الكلمة الأساسية لا يمكن التنبوء بمعناها من معنى أجزائها بخلاف أزرق وأخضر مثلا.
· لايكون معنى الكلمة الأساسية متضمنا في كلمة أخرى ماعدا الكلمة الأساسية التي تغطي مجموعة من المفردات ،مثال الكلمة الأساسية :زجاجة ،كوب...التي لا تتضمنها كلمة أخرى سوى الكلمة الرئيسية (وعاء).
· الكلمات الأجنبية الحديثة الاقتراض من الأغلب ألا تكون أساسية.
· الكلمات المشكوك فيها تعامل في التوزيع معاملة الكلمات الأساسية .[9]
وعليه فإن معاني الكلمات تأتي على النحو التالي:
1. المعنى الحرفي المعجمي وهو المعنى الأساسي للمفردة.
2. المعنى المجازي للكلمة وهو استعمال الكلمة لتدل على معنى جديد غير المعنى الحرفي لها فعندما نقول أن فلان أسد فأننا نقصد أنه شجاع.
3. المعاني المختلفة للكلمة مثل كلمة (عين) ويتحدد معناها بالسياق الذي ترد فيه.
4. العلاقات بين المفردات كالترادف والتضاد والاشتمال.
5. السمات الدلالية للكلمة فكل كلمة لها عدة معاني التي تميزها عن غيرها فكلمة مربع مثلا تشمل على السمات الآتية:سطح، مستو، له أربع أضلاع متساوية، وزواياه قائمة.
6. المعنى الاجتماعي. 7. المعنى الوجداني.[10]

المعنى الأساسي والمعنى المجازي:
لكل كلمة معنى أساسي هو معناها المعجمي الذي وضعت له أساسا، والبعض يدعوه المعنى الحرفي أو المعنى الدلالي، وهو المعنى الذي تدل عليه الكلمة أساسا.ويتحقق المعنى الأساسي بالالتزام باستعمال الكلمة وفقا لسماتها الدلالية، فمثلا نقول:شرب الولد الماء. وهنا استخدم كل كلمة وفقا لسماتها الدلالية.
ولكن عندما نقول شرب الولد الثقافة. يصبح استخدام (شرب )هنا مجازيا،لأن مفعولها مما ليس يشرب أساسا.[11]
وخرق قوانين السمات الدلالية يخرج الاستعمال من معناه الأساسي(المعجمي)إلى معناه المجازي .والاستعارة والمجاز يتحققان على هذا النحو :إخراج الكلمة من معناها الأساسي إلى معناها المجازي عن طريق خرق قوانين التتابع الأفقي العادية.[12]






























الحقول الدلالية وعلاقتها بالمجاز:
يتصدر المجاز بشكل كبير بنية الكلام الإنساني، إذ يعد عاملا رئيسيا في الحفز والحث، وأداة تعبيرية، ومصدرا للترادف وتعدد المعنى ومتنفسا للعواطف والمشاعر الانفعالية الحادة، ووسيلة لملء الفراغات في المصطلحات [13]. لذلك سأتناول علاقة المجاز بالحقول الدلالية ضمن الاستعارة والتشبيه.

الاستعارة وعلاقتها بالحقول الدلالية:
يقول رومان جاكبسون: (إنه بإمكان المجاز أن يجري تبديلا وتغييرا عل متسع الحقل الدلالي للكلمة فكل كلمة أو لفظ يختص بحقل من الدلالات،قائم بذاته)[14]
والذهن يتجه إلى الدلالة الأكثر أهمية في الكلمة عندما تكون خاضعة للمجاز .وفي هذا يقول ألبير هنري:(إن العقل في المجاز إذ يجوب الحقل الدلالي للكلمة ،فهو يركز على إحدى الوحدات، الدلالات الصغرى، أي المهمة)[15]
كما تحدث كل من لاكوف وجنسون في حديثهما عن الاستعارة عن علاقتها بالحقول الدلالية، فالاستعارة تقوم على مبدأ المشابهة بين الحدين، وكل حد يحلل إلى مقوماته الأساسية لبناء الحقول الدلالية، فإذا لم يوجد مقوم أو دلالة تجمع بين الحدين، فإن التركيب ليس فيه انسجام لتباعد الحقول .[16]

ويقول عبد القاهر الجرجاني(ت.471هـ):( أن الشَّبه إذا كان وصفاً معروفاً في الشيء قد جرى العُرف بأن يُشبَّه من أجله به، وتُعُورف كونه أصلاً فيه يقاسُ عليه كالنور والحسن في الشمس، أو الاشتهار والظهور، وأنّها لا تَخْفَى فيها أيضاً وكالطيب في المسك،والحلاوة في العسل، والمرارة في الصاب، والشجاعة في الأسد، والفيض في البحر والغيث،والمَضاء والقَطْع والحِدَّة في السيف، والنفاذِ في السِّنان، وسرعة المرور في السَّهم، وسرعة الحركةِ في شعلةِ النار، وما شاكل ذلك من الأوصاف التي لكل وَصْف منها جنسٌ هو أصل فيه، ومُقدَّم في معانيه فاستعارةُ الاسم للشيء على معنى ذلك الشَّبه تجيء سهلةً مُنْقادة، وتقع مألوفةً معتادة، وذلك أنّ هذه الأوصافَ من هذه الأسماء قد تعورف كونها أصولاً فيها، وأنها أخصُّ ما توجد فيه بها، فكل أحد يعلم أن أخصَّ المنيرات بالنور الشمسُ، فإذا أُطلقَتْ ودلَّت الحال على التشبيه، لم يخفَ المرادُ، ولو أنك أردت من الشمس الاستدارة، لم يَجُزْ أتدلّ عليه بالاستعارة، ولكن إن أردتها من الفَلَك جاز، فإن قصدتها من الكُرة كان أبْين، لأن الاستدارة من الكُرة أشهر وصفٍ فيها، ومتى صَلَحت الاستعارةُ في شيء، فالمبالغة فيه أصلح، وطريقها أوضح، ولسان الحال فيها أفصح )[17]
لقد تناول الجرجاني مناقشة المشابهة من داخل مدلول الاسم (والشيء الذي يدل عليه)فهذا المدلول عبارة عن حزمة من الصفات أو السمات المميزة إلا أنه يميز من هذه السمات سمة يراها مهيمنة على غيرها وإن الاستعمال الاستعاري ينبغي أن يتحدد بهذه السمة المهيمنة.[18]
فإذا قلت (جاءتني شمس مضيئة)وأنت تجعل كلمة(شمس)استعارة لشخص، فإنك لا تستطيع أن تستعير له إلا صفة النور والضياء والجمال لامعنى آخر ،لأننا في الاستعارة نجعل وجه الشبه في الصفة المهيمنة والمشهورة في الكلمة، فلا يجوز أن نستعير مثلا من الشمس معنى الاستدارة وإن كان من سماتها فهناك ألفاظ تدل على الاستدارة أبين من الشمس.
لكن الأمر يتعرض إلى مشكلتين:
· وجه يتعلق بتحديد السمات الدلالية لكل كلمة.
· وجه يتعلق بالكيفية التي ترتبط بها هذه السمات مع الكلمة.
فالوجه الأول والذي يتعلق بتحديد السمات الدلالية لكل كلمة يعتمد على جملة من العوامل المتشابكة، بعضها يتصل بالبيئة سواء أكانت بيئة ثقافية أو مناخية ،وتتصل بالشخص الذي ينتج هذه الاستعارة، وبالشخص الذي يتلقاها. فالسمات الدلالية للشمس في بيئة باردة تختلف عنها في بيئة حارة، كما يتعلق بالموقف نفسه فيما يخص المتلقي.[19]
لكن هناك سمات مشتركة في كل موقف يمكن أن نطلق عليها اسم السمات الرئيسية، وهي التي تكون محل اتفاق، وهناك سمات خاصة تسمى في هذه الحالة سمات ثانوية، فالضياء والاستدارة والعلو هي سمات رئيسية في الشمس، لكنها قد لا تكون سمات مميزة، أما شدة الحرارة والجمال، وكونها مصدرا للحياة على الأرض، فهذه وغيرها سمات ثانوية قد تضاف إليها في بيئات ثقافية أخرى سمات أخرى.[20]
أما الوجه الثاني وهو الذي يتعلق بالكيفية التي تترابط بها السمات مع الكلمة، فإنه لا يمكن تصور أن كل السمات بنوعيه الرئيس والثانوي متساوية القرب من الكلمة نفسها، وتكون الكلمة في هذه الحالة مثل النواة المركزية التي تتجمع حولها هذه السمات. فهناك سمات أكثر قربا من أخرى ،لذلك فأن التصور الملائم هو أن توضع هذه السمات مقياس على متدرج بحسب مدى ارتباطها بالكلمة. فهذا العمل يقدم فهما أكثر دقة للعلاقات الدلالية في الجملة الاستعارية، فبواسطة تحديد السمات الدلالية، واستخدام منهج حذف وإسقاط بعض السمات الدلالية، وبمساعدة السياق اللغوي وغير اللغوي يمكن أن تحدد طبيعة العلاقات الدلالية في الجملة الاستعارية.[21]
والجرجاني كأنه يقدم مشروعا لوصف اللغة من جانب الإمكانيات الاستعارية التي تتيحها أمام المبدع، فيكفي معرفة المعنى المهيمن في الكلمة لكي تُعيّن إمكانياتها الاستعارية، وهذا يعني أن الشاعر لم يعد يخلق شيئا، فكل شيء جاهز أمامه سلفا. فلم يعد الشاعر يخلخل اللغة طالما أنه لا يستعير إلا باحترام هذه المعاني المهيمنة المركزية، وطالما أن الشاعر يتحرك ضمن قانون صارم في التعامل مع الكلمات والأشياء ،وأن هذا القانون له طابع اجتماعي اصطلاحي ،فإن القارئ أو المتلقي لم يعد يتوقع ما من شأنه خلخلة هذه الأعراف اللغوية. فما القيمة الأدبية لمثل هذا التعامل مع اللغة .[22]
ويقول الجرجاني:( واعلم أن المعنى في المبالغة أنّ المشبِّه الشيءَ بالشيء من شأنه أن ينظرَ إلى الوصف الذي به يجمع بين الشيئين، وينفيَ عن نفسه الفكر فيما سواه جملةً، فإذا شبَّه بالأسد، ألقى صورة الشجاعة بين عينيه، ألقى ما عداها فلم ينظر إليه..)[23]
فهذا يعني إلغاء تلك الصفات غير المركزية في المعنى، وإفراغ الكلمة من كل المعاني غير المقصودة والاقتصار على تلك النواة الدلالية التي يراد توصيلها إلى المتلقي، غير أننا حين نتأمل استعارة ما فإن معانيها تستحضر جميعها، ثم يصرف الذهن إلى المعنى المقصود.[24]
فمثلاً حين نحلل قول لبيد:
وغدَاةَ ريحٍ قد كَشَفْتُ وقِرَّةٍ إذ أصبحَتْ بيَدِ الشَّمالِ زِمَامها
وذلك أنه جعل للشمال يداً، ومعلوم أنه ليس هناك مُشار إليه يمكن أن تُجْرَى اليد عليه،وذلك أننا حين نحلل كلمة اليد :الجارحة+النعمة +القدرة +البطش+القوة...
الشمال :رياح باردة +قوية +تفرق السحاب +البطش+شؤمة...
فقد استعار لشمال يدا، وهي ليست من معانيه ولكنه وجد سمة من السمات مشتركة فاستعارها لها وهي القوة، وأسقط باقي السمات الغير مهيمنة في الاستعارة.
أو قول الشاعر: لَدَى أَسَد شاكِي السِّلاح مُقَذَّف له لبَدٌ أَظْفَارُهُ لم تُقَلَّمِ
فقد استعار لفظ الأسد للرجل الشجاع، وحين نحلل الاستعارة:
أسد:حي+الحيوان المعروف + له أظفار+ له لبد+القوة +العبس+شجاع +يمشي على أربع+مزود بذنب +.....
الإنسان:كائن حي+ شجاع+له شعر+ يمشي على رجلين+ مزود باللغة+...
ومن خلال قانون الحذف وإسقاط السمات الثانوية نختار السمة المهيمنة وهي الشجاعة ويترك ما عداها من السمات، وذلك حسب مناسبة السياق(شاكي السلاح مقذف).
هكذا تتعامل الدراسة المعنوية لتحليل الحقول الدلالية في الاستعارات فهي تعمد إلى التركيب فتحلله إلى دلالاته ثم تنظر إلى مدى توافقها واختلافها،وكلما كثر التوافق صارت الاستعارة أقرب إلى الحقيقة ، وكلما كثر الاختلاف صارت هناك مسافة توتر وتباين، فالعامل في تأثير الاستعارة هو المسافة بين المشبه والمشبه به، أو كما يقول سايس:( زاوية الخيال، فإذا كانت المسافة قريبة (وردة تشبه أخرى)فإن الاستعارة تكون مناسبة ،ولكن دون أي صفة تعبيرية)[25]
لننظر إلى الاستعارة في قو ل حجر بن مرثد:
فإن أنتَ تَهْلِك يَهْلِك الباعُ والنَّدَا وتُضْحِي قلوصُ الحمد جَرْباء حائِلا
فالشاعر كأنه يقول بهلاكك يهلك الشرف والكرم ويصبح الحال مثل الناقة الفتية الشابة الحلوب التي تشيخ وتصبح جرباء لا تحمل فتنتج.
قلوص:الناقة+ الشابة +المنتجة+ذات اللبن+الكريمة+....
فشبهه الممدوح بالناقة القلوص الكريمة ،واستطاع أن يوفق بينها ويقربها من الممدوح ويبتكر في استعارته دون أن يغرب أو يلغز ودون أن يعتمد على استعارت جامدة متكررة ميتة.
فلم يكن قصد الجرجاني بأن المبدع ليس بإمكانه أن يأتي بصور جديدة يخلعها على المشبه ،بل أنه في الاستعارة ينظر إلى الصفة المشتركة وإن أتى باستعارة غريبة فإنه يبحث عن الصفة المشتركة وإن لم تكن أساسية.

التشبيه وعلاقته بالحقول الدلالية:
الصورة التشبيهيه قائمة على اشتراك طرفيها في بعض الصفات ،وكلما كانت هذه الصفات أكثر كانت الصورة أفضل،على ألا يكون التشابه والاشتراك بينهما تاما وفي جميع الجهات ،لأن الشيء إذا طابق الشيء في جميع الجهات كان هو.[26]
يقول قدامه بن جعفر (ت.337هـ):( إنه من الأمور المعلومة أن الشيء لا يشبه الشيء ولا بغيره من كل الجهات، إذ كان الشيئان إذا تشابها من جميع الوجوه ولم يقع بينهما تغاير البتة اتحدا، فصارا لاثنان واحداً، فبقي أن يكون التشبيه إنما يقع بين شيئين بينهما اشتراك في معان تعمهما ويوصفان بها، وافتراق في أشياء ينفرد كل واحد منهما عن صاحبه بصفتها، وإذا كان الأمر كذلك، فأحسن التشبيه هو ما وقع بين الشيئين اشتراكهما في الصفات أكثر من انفرادهما فيها، حتى يدنى بهما إلى حال الاتحاد.)[27]
يشير قدامه إلى أن هناك صفات مشتركة ومختلفة بين المشبه والمشبه به ،وهذا يعني أن لكل طرف صفات ودلالات خاصة مشتركة بين الاثنين وكلما كان الجمع بين طرفين تكون الصفات المشتركة كثيرة ،كان حسن التشبيه،وهذا لا يعني بأن دلالات طرفي التشبيه تكون كلها نفس الدلالات تماما ،وإنما هناك دلالات منفردة ودلالات مشتركة ،لأنهما لو تطابقا في جميع الدلالات لأدى أن يكون الطرفين نفس بعضهما وهذا لا يجوز.وقد كان تعبير قدامه في غاية الدقة حين صرح بأن المطلوب ليس الاتحاد الكامل ،فذلك لايمكن تحققه في أي صورة تشبيهيه.
ويقول ابن رشيق(ت.463هـ):(التشبيه: صفة الشيء بما قاربه وشاكله، ومن جهة واحدة أو جهات كثيرة لا من جميع جهاته؛ لأنه لو ناسبه مناسبة كلية لكان إياه، ألا ترى أن قولهم " خذ كالورد" إنما أرادوا حمرة أوراق الورد وطراوتها، لا ما سوى ذلك من صفرة وسطه وخضرة كمائمه، وكذلك قولهم " فلان كالبحر، أو كالليث" إنما يريدون كالبحر سماحة وعلماً، وكالليث شجاعة وقدما، وليس يريدون ملوحة البحر وزعوقته، ولا شتامة الليث وزهوقته)[28]
يشير ابن رشيق إلى أن كل كلمة لها دلالتها المتعددة فمثلا:
البحر يدل على:الكرم+ الملوحة+ القوة+الغنى+العمق+الخداع...
الليث:الحيوان +الشجاعة+العبوسة+الرئيس+المخيف...
فإذا شبه الإنسان بالبحر أو الليث، وإن كان المشبه به يدل على الكثير من الصفات إلا أنه يؤخذ الصفة المهيمنة والمشتركة وتترك باقي الدلالات.كقول الشاعر:
هوَ البحرُ غُصْ فيه إذا كانَ ساكناً على الدُّرِّ واحْذرهُ إذا كانَ مُزبدا
فالضمير (هو)مقصود به الممدوح،الكائن الإنساني،أما البحر فهو غير عاقل ،ولاحي،وكأن الظاهر يمتنع التشبيه ،ولكن تدقيق النظر في صفات كل منهما،نجد أن هناك صفة مشتركة ،وهذه الصفة المشتركة هنا هي العطاء والكرم.
وأشار أبو هلال العسكري (ت.395هـ) إلى هذا بقوله:( ويصحّ تشبيه الشيء بالشيء جملة، وإن شابهه من وجه واحد، مثل قولك: وجهك مثل الشمس، ومثل البدر، وإن لم يكن مثلهما في ضيائهما وعلوّهما ولا عظمهما، وإنما شبّهه يهما لمعنىً يجمعهما وإياه وهو الحسن. وعلى هذا قول الله عز وجلّ: "وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام"إنما شبه المراكب بالجبال من جهة عظمتها، لا من جهة صلابتها ورسوخها ورزانتها، ولو أشبه الشيء الشيء من جميع جهاته لكان هوهو)[29]
لأن عملية تشبيه الشيء بالشيء لا تعني أن يطابق المشبه ،المشبه به في جميع دلالاته وإنما يؤخذ من المشبه به دلالة تجمع بين الطرفين ويترك ما دونها من الدلالات.
وقد يكون الشيء مصدراً لصور تشبيهيه متنوعة ،وذلك كالقمر والذي تفنن الشعراء في ابتكار الصور التشبيهيه(ويعطيك من القمر الشهرة في الرجل والنباهة والعِزَّ والرفعة، ويعطيك الكمال عن النقصان، والنقصان بعد الكمال، كقولهم هلا نَمَا فعاد بدراً، يراد بلوغ النَجْل الكريم المبلغَ الذي يُشبِه أصلَه من الفضل والعقل وسائر معاني الشرفِ، كما قال أبو تمام:
لَهَفِي على تلك الشواهد مِنْهُما لو أُمْهلَتْ حتى تَصِيرَ شمائلاَ
لَغدا سكونهما حجًى وصِباهما كَرَماً وتلك الأريحيّة نائلاَ
إنّ الهلالَ إذا رأيتَ نُمُوَّهُ أَيقنتَ أن سيصيرُ بدراً كاملاَ
وعلى هذا المثل بعينه، يُضرَب مثلاً في ارتفاع الرجل في الشرف والعزّ من طبقة إلى أعلى)[30]
وهنا يميز وجه الشبه من خلال السياق . وهذا ما فعل الشعراء بـ(الزند)فقد شبهوا به في حالات متناقضة، وهم في كل تشبيه بعثوا في النفس إعجابا بلطف النظر ودقته، فقد شبهوا بالزند الفطن الذكي، كما شبهوا به الخامل البليد، والجواد الكريم.ولكن ذلك لم يكن ذلك في حالة واحدة، فالذكي والجواد يشبهانه به حين يوري .والخامل البخيل حين يصلد فلا يخرج نارا.[31]
إذن فلا تتم عملية التشبيه إلا إذا كان بين الطرفين ولو صفة واحدة مشتركة ، أما إذا لم تكن هناك صفات تجمع بين الاثنين فلا داعي لعقد التشبيه ،لأن العبارة الأدبية بها روابط وعلاقات بين الأجزاء والمعاني ،فإذا انعدمت هذه الروابط امتنع التشبيه.[32]
وإلى هذا أشار السكاكي (ت. 626هـ ): (لا يخفى عليك أن التشبيه مستدع طرفين مشبها ومشبها به، واشتراكا بينهما من وجه وافتراقا من آخر، مثل أن يشتركا في الحقيقة ويختلفا في الصفة أو العكس...وأنت خبير بأن ارتفاع الاختلاف من جميع الوجوه حتى التعين يأبى التعدد،فيبطل التشبيه لأن تشبيه الشيء لايكون إلا وصفا له بمشاركته المشبه به في أمر ،والشيء لا يتصف بنفسه،كما أن العدم الاشتراك بين الشيئين يمنعك محاولة التشبيه بينهما ،لرجوعه إلى طلب الوصف حيث لا وصف)[33]
قد تكون هناك دلالات مشتركة بين طرفي التشبيه، ولكن في بعض الأحيان نحاول أن نبحث عن سمات ودلالات مشتركة فلا يظهر هذا واضحاً،مثل قول الشاعر: وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ عليّ بأنواع الهُمومِ ليبتَلي
فقد شبه الشاعر الليل بأمواج البحر،وحين نفتش عن الدلالات المشتركة بين الطرفين لا نجد ذلك، ولكن هذا لا يمنع من التشبيه ،لأن الشاعر أبتكر صورة جديدة،لا تمنع من التأويل،في أشتراك الاثنين في الطول،وشدة الاثنين ،وصعوبة مواجهة الاثنين.

ولكن أي التشبيه أجود، التشبيه الذي كثرت جهات الاتفاق بين الطرفين، أم الذي كثرت جهات الاختلاف بينهما؟
يرى القدماء أنه كلما كثرت جهات الاختلاف بين طرفي التشبيه، وكثرت جهات الابتعاد، ثم عمل على التقريب بينهما، كان التشبيه أجود، والإعجاب به أكثر.لأنه يدل على أن الأديب أكثر إحساسا وإدراكا لحقائق الأشياء، وأنه بما أوتي من فطنة يستطيع أن يفطن إلى علاقات بين الأشياء لا يفطن إليها غيره من الناس ، بعكس الأديب الذي يصور علاقات ظاهرة معروفة لكثرتها،فلا يكون له فضل في استخراجها .[34]
ولكن القرب والبعد يختلف من بيئة لأخرى ،فما هو شائع في بيئة قد يكون نادرا في أخرى حسب الاهتمامات التي يؤمن بها شعب دون آخر،ومن متلقي لآخر حسب الثقافة .[35]
وبعد فإن نظرية الحقول الدلالية في الاستعارة والتشبيه تقوم على المبادئ التالية:
· مفهوم الانسجام .
· مفهوم المشابهة.
· مفهوم الانتقاء والحذف.[36]
وعلاقة ذلك بموضوع القرب والبعد، لذلك سأناقش القرب والبعد في التشبيه والاستعارة ضمن مفهوم وجه الشبه في المبحث التالي.
وجه الشبه في الاستعارة والتشبيه:
وجه الشبه هو المعنى الذي اشترك فيه الطرفان ،غير أنه يشترط فيه أن يكون مقصوداً للمتكلم ،وإلا فإن الطرفين قد يشتركان في كثير من المعاني كالحيوانية والجسدية والوجود ،ومع ذلك لا يعد واحد منهما وجه الشبه إلا إذا قصد إليه المتكلم واعتبره وجها للشبه بين الطرفين .[37]
فقد يتم التشبيه بين شيئين والجامع بين الطرفين عدة صفات ودلالات كقول قيس بن الخطيم:
وقد لاَحَ في الصُّبح الثريَّا لمن رَأَى كَعُنْقُودِ مُلاَّحِيَّةٍ حِينَ نَوَّرا
فإنه اعتبر من الأنجم الشكل والمقدار واللون واجتماعهما على المسافة المخصوصة من القرب ثم اعتبر مثل ذلك في العنقود المنور من الملاحية.[38]
وقال أبو عثمان الخالدي:
يا شبيه البدر حسناً وضياء ومثالا
وشبيه الغصن ليناً وقواماً واعتدالا
أنت مثل الورد لوناً ونسيماً وملالا
فالمشبه يشبه البدر في (الجمال،والضياء،وصعب المنال)
ويشبه الغصن في(اللين،والقوام الرشيق،والاعتدال)
ويشبه الورد في (اللون،والنسيم،والملال)
ولو و لم يكن المشبه يتميز بصفات متعددة ودلالات كثيرة لما استطاع الشاعر أن يحدد بعضها ويجعلها في المشبه ،مما يدل على أن الدلالات المشتركة بين الطرفين كثيرة ،وقد اختير منها ما هو مقصود.
حين يكون وجه الشبه مذكور فإن مسألة استخراج السمات المشتركة وتحديد واحدة منها أو أكثر أمر سهل ،ولكن وجه الشبه يحذف في الاستعارة وكذلك في التشبه أحياناً ،وهنا تكمن المشكلة في تحديد وجه الشبه،وكيف يتعامل الشاعر معه في الاستعارة والتشبيه؟
وفي هذه الحالة إما أن يكون وجه الشبه قريباً أو أن يكون بعيداً، فوجه الشبه القريب، يعنى به المبتذل، وهو ما ينتقل فيه الذهن من المشبه إلى المشبه به من غير تأويل، وتدقيق نظر، فيظهر في بدئ الأمر. و سبب ظهوره كونه مما يكثر دورانه على العيون ويدوم تردده، وتدركه الحواس في كل وقت، كتشبيه الإنسان الجميل بالقمر أو الشمس.[39]
أما وجه الشبه البعيد :فهو الغريب،الذي لا ينتقل فيه من المشبه إلى المشبه به إلا بعد فكر ،وطول نظر ،وذلك لخفاء وجه الشبه في بادئ الأمر ،مما يقتضي التأويل للوصول إليه ،وسبب خفائه :كونه مفصلا ،والمفصل متأخر إلى النفس عن المجمل،وكونه بعيداً عن أن يقع ذكره بالخاطر أو تعرض صورته في النفس ،لقلة رؤيته ولكونه مما يُحس بالفينة بعد الفينة ،فكل شبه رجع إلى وصف أو صورة أو هيئة من شأنها أن لا ترى أو تبصر إلا نادراً ،فالتشبيه المعقود عليه غريب نادر.[40]
وجه الشبه في الاستعارة:
تعلّق وجه الشبه في الاستعارة منذ القدم بمسألة الوضوح،وذلك من أجل تسهيل مسألة التأويل ،وإدراك الطرف المحذوف ،لذلك كان يطلب في الاستعارة أن يكون وجه الشبه في السمة المهيمنة بين الطرفين حتى لا يؤدي إلى الغموض والإغراب في البناء الاستعاري.
وإذا كانت الاستعارة تعتمد سبيلا منطقيا إلا أنها لا تقوم بمهمة المنطق ولا تتكفل بالإقناع الذهني، بل عليها أن تعرض وأن تستكشف الطرق الموجودة للإقناع.[41]
وذلك إننا في التشبيه نرى الجانب البصري في جوهره أكثر مما نجده في الاستعارة،وعليه فإن الاستعارة كلما تحقق لها جانب بصري أو إدراك مميز أعطتنا ـكما يقول أرسطوـ مسرة لكنها تُطرح إذا لم يكن هذا الجانب التشبيهي المتميز بالرؤية البصرية واضحاً.[42]
كما طالب القدماء بأن تكون الصفة المهيمنة (وجه الشبه)في الاستعارة قريبة وليست بعيدة،وإليه يشير ابن سنان الخفاجي:(ولا بد للاستعارة من حقيقة هي أصلها:وهي مستعار، ومستعار منه، ومستعار له ... وهي على ضربين؛ قريب مختار، وبعيد مطرح. فالقريب المختار ما كان بينه وبين ما استعير له تناسب قوى وشبه واضح والبعيد المطرح إما أن يكون لبعده مما استعير له في الأصل أو لأجل أنه استعارة مبنية على استعارة فتضعف لذلك)[43]
فابن سنان يشير إلى أن البعد الذي يحدث بين أطراف الاستعارة ليس مقبولا بعكس القرب, وهو ما ينبغي أن يلتفت إليه الشعراء، حتى لا يحصل الغموض والإبهام في الاستعارة يقول ابن رشيق على الشاعر أن لا(يبعد الاستعارة جداً حتى ينافر، ولا أن يقربها كثيراً حتى يحقق) [44]
وقد نبه عبد القاهر الجرجاني في أكثر من موضع على هذا الموقف وأهمية وضوح الاستعارة وقربها والتأكيد على اختيار الصفة المهيمنة من أجل إدراك الطرف عير المذكور بعكس التشبيه الذي لا يتطلب اختيار الصفة المهيمنة أساساً في عملية التشبيه.
وكذلك موقف السكاكي (نوصي في الاستعارة بالتصريح أن يكون الشبه بين المستعار له و المستعار منه جلياً بنفسه، أو معروفاً سائراً بين الأقوام ، وألا خرجت الاستعارة عن كونها استعارة ، ودخلت في باب التعميه والألغاز ، كما إذا قلت رأيت عوداً مسقياُ أوان الغرس ، وأردت إنساناً مؤدباً في صباه) [45]
يقول الشاعر محمود درويش:
عيونك شوكة في القلبِ
توجعني وأعبدها
وأحميها من الريحِ
فيشعل جرحها ضوء المصابيح.
يناجي الشاعر محبوبته (فلسطين)فيكون صورة استعارية (فيشعل جرحها ضوء المصابيح)،التي تفاعل فيها الجرح والمصباح،وغدا الدم وقوداً ضرورياً حتى يظل المصباح مضيئاً ، وتظل الكارثة نبعً للوفاء والتضحية ويعطي المصباح للجرح ضوءاً يكشف الطريق إلى الأرض [46]
هذه الصورة على جمالها وابتكارها إلا أنها تحتاج إلى تأمل وإمعان ففيها شيء من الغرابة وذلك لأن وجه الشبه ليس ظاهرا ًوالاستعارة تتطلب أن يكون وجه الشبه واضحاً.
و لكن مهما كان تأكيد القدماء على أهمية الوضوح والقرب في علاقة المشبه بالمشبه به، لا يعني ذلك عدم الإتيان باستعارات جديدة ومبتكرة ، فالجرجاني مثلاً حين تحدث عن الاستعارة القريبة لم يكن إدراكه مبنيا على كثرة استعمال الكلمة الذي يخفف من انطباع الدهشة والغرابة عند سماعها،وإنما كان مبنياً على اتحاد الجنس بين المستعار والمستعارله ،فالتقارب بينهما قائم من الأصل وليس ناجماً عن كثرة الاستعمال.[47]
إن البناء الاستعاري الذي يهتم بعملية الخلق الجديد ،يؤدي إلى استمرار شباب اللغة ونضارتها وأن تصبح الاستعارة التي يخلقها صاحبها والتي لا يعلمها أحد ،هو الذي يجعل الخلق القديم ميتاً إذا تجمدت الاستعارات في إطار محدد ولم تكتسب بخلق جديد حياة جديدة وكما يقول شيللي:( اللغة في الجوهر استعارية أي إنها تميز العلاقات غير المدركة قبلا للأشياء وتعمل على إدامة هذا الإدراك أو الفهم . وبمجرد الوقت تصبح الكلمات التي تمثلها مجرد علامات لأنماط من التفكير بدلا من كونها صوراً، من هنا إذا لم يأت شعراء جدد يخلقون مرة ثانية الارتباطات المتخللة،فستصبح اللغة ميتة)[48]
وجه الشبه في التشبيه:
يقول الجرجاني( وهكذا إذا استقريت التشبيهات، وجدتَ التباعدُ بين الشيئين كلما كان أشدَّ، كانت إلى النفوس أعجب، وكانت النفوسُ لها أطرب، وكان مكانُها إلى أن تُحِدث الأريحيّة أقرب، وذلك أن موضعَ الاستحسان أنك ترى بها الشيئين مِثْلَيْن متباينين، ومؤتلفين مختلفين، وترى الصورة الواحدة في السماء والأرض... فالشيء إذا ظهر من مكان لم يُعْهَد ظهوره منه، وخرج من موضعٍ ليس بمعدِنٍ له، كانت صَبَابةُ النفوسِ به أكثر)[49]
فيشير عبد القاهر هنا إلى أن وجه الشبه حين يكون بعيداً في التركيب التشبيهي يكون إلى النفس أقرب وأحلى وقعاً، فكل تشبيه قريب التناول إما بكثرة الاستعمال أو بتقارب الطرفين في مصدرهما هو تشبيه ميت لا يلفت نضر المتلقي ولا يثير إعجابه والتشبيه البعيد والذي يرتبط بالغرابة والذي يحتاج إلى تأمل المتلقي بحيث يثير إعجابه ودهشته ما هو إلا دليل على فصاحة وبراعة الكاتب.[50]
فالاستعارة تختلف عن التشبيه في أن التشبيه يأتي فيما ظهر وجهه، وفيما خفي وبعد، وكلما احتاج إدراك الوجه إلى أمعان فكر وتدقيق نظر كان اغرب وأجود ولكن الاستعارة بعكس ذلك، ينبغي أن يكون الوجه فيها جلياً لئلا تصير لغزاً من الألغاز، وكل استعارة ينبغي أن تصلح للتشبيه،ولكن ليس كل تشبيه صالحاً لأن يكون استعارة.[51]
ولكن عبد القاهر يستدرك كلامه في حديثه عن التباعد بين الأطراف (اعلم أني لست أقول لك إنك متى أَلَّفتَ الشيء ببعيد عنه في الجنس على الجملة فقد أصبت وأحسنت، ولكن أقوله بعد تقييدٍ وبعد شرطٍ، وهو أن تصيبَ بين المختلفين في الجنس وفي ظاهر الأمر شبهاً صحيحاً معقولاً، وتجد للمُلاءمة والتأليف السويّ بينهما مذهباً وإليهما سبيلاً وحتى يكون ائتلافهما الذي يوجب تشبيهك، من حيث العقل والحَدْس، في وضوح اختلافهما من حيث العَين والحِسّ، فأمَّا أن تستكرهَ الوصف وتَرومَ أن تُصوَّره حيث لا يُتَصوّر، فلاَ لأنك تكون في ذلك بمنزلة الصَّانع الأخرق، يضع في تأليفه وصَوْغه الشكلَ بين شكلين لا يلائمانه ولا يقبَلانه، حتى تخرج الصورة مضطربةً، وتجيء فيها نتوء، ويكون للعين عنها من تفاوتها نُبو)[52]
فإن التباعد بين الأطراف والإتيان بتشبيهات أطرافها ليست قريبة ويعمل الشاعر على جمعها والتوليف في صورة تشبيهيه جامعة، فهذه غاية التشبيه الجيد،كقول الشاعر:
كانت قناديل المدينة كالشرايـين النوازف
والجو يلهث،كالمداخن فوق أكتاف العواصف
وهناك مذعور ، بلا حانٍ على الأشواك عاكف
كالطائر المجروح،في عشٍّ بأيدي الريح واجف
لقد قرن الشاعر بين أشعة القناديل الدائمة الانسكاب ، والشرايين التي تتدفق منها الدماء، وعلى الرغم من أن كلا الطرفين يتباينان في واقعهما الخارجي،(وقد جمع الشاعر بين ظواهر تبدو متباعدة ،بل متناقضة بمقاييس الواقع الخارجي، فكيف يمكن أن تكون القناديل شرايين نازفه، أو أن يكون للعواصف أكتاف ؟ لكن الشاعر ألف بينهما مرتكزاً إلى مقاييس داخلية،بحيث أظهر الأشياء المتناقضة متوافقة مع حالته المذعورة، هذا البعد في أركان التشبيه أكسب الصورة جواً من المتعة والاستمتاع.[53]
أما إذا تولد التشبيه من افتراضات وهمية يقبع العقل على بابها يتربص كل واحدة منها ليقبض عليها بأداة التشبيه سوف لا تشف عن دلالة شعورية ولن تبين عن مرائي وجدانية.[54]

فعندما يقول أبو نواس في وصف الخمر:
أُشَبِّهُها وَقَد صُفَّت صُفوفــــاً بِأَشياخٍ مُعَمَّمَةٍ قِيــــــــــــــــــــــامِ
يَشُجُّ القَطرُ أَرأُسَها وَتَسفـــي عَلَيها الريحُ عاماً بَعدَ عــــــــــــامِ
فَجاءَت كَالدُموعِ صَفاً وَحُسناً كَقَطرِ الطَلِّ في صافي الرُخـــــامِ
فأنت تراه يعتمد على وصف المظهر الخارجي قاطعاً بينه وبين سواه مما هو أو شج وأعمق بصدمك لفظ (أشبهها) التي تؤكد أن هناك قصداً عقلانياً وإشارة لحوحة إلى الفاصل السميك بين المشبه والمشبه به. فصفوف الخمر تشبه الشيوخ المعممة ولا علاقة نفسية بين المشبهين. ولا نجد إلا القفز المتسرع لالتقاط التشبيه مع بعد مابين كل فقرة وأخرى (فجاءت كالدموع)ثم دلالة المعنى المشترك الذي يحدده بقوله " صَفاً وَحُسناً " وكذلك الفقرة التالية والتي جاءت فيها الخمر كقطر الظل في اللون، بالإضافة إلى الصورة المقززة رؤوسا.[55]
يجب أن لا تكون العلاقة واضحة وضوحاً تاماً بحيث لا تحتاج إلى تأمل أو تدبر، وفي الوقت نفسه ألا تكون بعيدة مبهمة. وذلك لأن وضوحها التام وانكشافها الكامل لدى المتلقي،يفقد الاستعمال التشبيهي عنصر تأثيره. من حيث أنه يكون عندئذ مبتذلاً، لا تحس النفس معه بلذة التشبيه و ذلك لأن العلاقة إذا لم تكن واضحة وضوحاً تاماً، فإنها تثير في المتلقي انفعال التشويق،والتطلع إلى معرفة الدلالة المقصودة التي يريدها المتكلم ويشير إليها هذا الاستعمال ، حتى إذا وصل إليها تحس نفسه حينذاك باللذة والمتعة وهذا لا يمكن الحصول عليه مع وضوح العلاقة وانكشافها للمتلقي تمام الانكشاف. كما أن إبهامها يورث إبهام التعبير وإلغازه فلا يكون بياناً.[56]
إن انعدام المعنى والسقوط في هاوية غير المعقول هو ما يخيف الجرجاني وهو الذي دفعه إلى اشتراط الصفة المهيمنة في الاستعارة لأنها الضمان الوحيد للتأويل،وإذا كان الجرجاني أمام التشبيه،لم يتقيد بتلك الصفة المهيمنة فلأن حضور الطرق الثاني ينفي بعض مزالق التأويل بالشروط التي ذكرها وهو عدم الإيغال في الغرابة لحد ذاته.[57]
ولقد كان موقفُ البلاغيين المعاصرين بالنسبة للتشبيه والاستعارة شبيهاً بموقف الجرجاني ، فيقول روبول متحدثاً عن علاقة التشبيه بالاستعارة:
"كثيراً ما قيل إن الاستعارة تشبيه مختصر، وفي الواقع يمكن تمييز أربعه مستويات:
ـ التشبيه الحقيقي: لهذه المغنية صوت رخيم كصوت العندليب
ـ التشبيه المختصر الذي لا ينص على وجه الشبه: هذه المغنية تغني كالعندليب
ـ الاستعارة ذات الطرفين الحاضرين (التشبيه البليغ )هذه المغنية عندليب. حذف الأداة
ـ الاستعارة ذات الطرف الواحد الحاضر حيث يحذف المشبه نفسه(هذا العندليب) والمقصود المغنية.إنها جميلة كشاحنة ، لا يمكن أن يختصر القول(إنها شاحنة ) أو (هذه الشاحنة ) فعندما يكون التشبيه متباعد الطرفين لا يمكن اختصاره في الاستعارة ذات الطرفين الحاضرين أو في استعارة ذات الطرف الواحد الحاضر . فهو يرى عدم إمكانية تحويل التشبيه ذي الطرفين المتباعدين إلى تشبيه بليغ فكيف بالاستعارة.[58]

وهكذا نجد أن المطالبة بالوضوح في الاستعارة وعدم الإغراب في التصوير، وفي المقابل عدم الممانعة من الإتيان بصور فيها شيء من الغرابة في التشبيه ،بشرط عدم الإيغال في الغرابة والبعد،اتفقت نظرة القدماء مع المعاصرين،لكنه لا ينبغي فهم ذلك بعدم الإتيان بصور جديدة فيها ابتكار وجدة وخروج عن دلالات الطرفين إلى دلالات جديدة قد توحي من النظرة الأولى بعدم اشتراك الطرفين بدلالة،ولكن بعد إمعان النظر نجد إمكانية التأويل،حسب الحال والسياق وظروف الطرفين.
























[IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image002.gif[/IMG]


سأورد في هذا الملحق (200 استعارة) من الاستعارات المتداولة في لغة الحياة اليومية، سواء ما كان في لغة الصحف أو لغة الخطاب والتي أصبحت مع كثرة استعمالها استعارات ميتة ، وسأعمل على تصنيف هذه الاستعارات إلى: الاستعارة الجسمية،استعارة الإنسان، استعارة الحيوان، استعارة النبات،استعارة الجامد،استعارة الضعف والارتفاع، الاستعارة المتحولة من المادية إلى المجردة ، الاستعارة المتحولة من المجرد إلى المادي، والاستعارة المتحولة من الحي إلى الجامد.




استعارات جسمية
استعارات الإنسان
استعارت الحيوان
استعارات النبات
استعارات الجامد

قلب المدينة
الساعة تجري
الصحن الطائر
غرس المعنى
قناة اللغة
قلب المشكلة
أم الكتاب
جناح الفندق
عمر الزهور
جسر اللغة
يد الساعة
المبارة تلفظ أنفاسها
زأر المدير
قطعة حرير
نقاش حاد
رجل الطاولة
جيش الظلام
المرأة مقصوصة الجناح
قضايا شائكة
قناة التلفاز
ساق الشجرة
السماء تبكي
طارت الأسعار
شهر العسل
أثلج الصدر
لسان البحر
الأزهار تبتسم
فريسة التلفاز
كلام عسل
الطفرة البترولية
عنق الزجاجة
حرب الأسعار
الكرة تطير
مساء الورد
مفتاح القلوب
طبلة الأذن
انطلق الخير
بلبل الخليج
جنس ناعم
طائرة اللهب
عين الشمس
إحياء السنة
العندليب الأسمر

زوابع الشك
عين الماء
العام الجاري
جناح الطائرة

بيت الشعر
فم النهر
مشاهد عنيفة
قرن السهل

عمود الدين
جانب الجبل
الصمت المخيف
طار النعاس

سلاح المؤمن
أنياب الفاقة
كلام النهار
القرن العشرين

القماش المتكسر
أكبادنا تمشي
مرور الزمن
البرد القارص

اللسان الطلق
بطن الوادي
مرور الطريق


عجلة الحياة
حناجر النفط
النجوم ترقص


ألفاظ العقود
أنياب الاستهلاك
الصبح يبتسم


ملئت عيني
أسنان المشط
الماء يجري


نجمة الحفل
مشط القدم
الجدار واقف


العالم المشرق

حزن الليل


عملية حسابية

السهم بغوص


فصل خامس

ضربة شمس


تأرجح الشعر

دموع الليل


الحرب الباردة

دارت الأيام


باب الإجابة

أولاد الحجارة


هيكل السوق

أبناء الصحراء


القلوب المهشمة

أم الدنيا


نجم الخليج

حضور فكري




ضربات القلب




الكلمة الحرة




الفستان القاتل




أصحاب الكهف




تأزم الرؤية




ابتلاع الرمال




تآكل الحديد




جهد ذهني




ابنة المحراب




الأرض السعيدة




غدر البحر




استعارات
الضعف والارتفاع

تابع استعارات الإنسان

استعارات متحولة من الحي إلى الجماد

استعارات متحولة من المجرد إلى المادي

استعارات متحولة من المادي إلى المجرد
نظرة قاصرة
إحساس غريب
المعلم شمعة
اللحظة الساخنة
نور العين
ارتفاع الأسهم
صاحب العصر
انفجار سكاني
اللحظة المضيئة
جو الحفلة
الإشارة ضعيفة
بنت الهدى
بناء المجتمع
سلاح الحرية
صدر رحب
ضعف التفكير
ألم الفراق
شرائح المجتمع
مزاج خشن
طرح القضية
ثقل الميزان
طريقة ذكية
الأم مدرسة
كلام عذب

رفع الِشأن
حديث الزمن
مدينة العلم
تشرب العلم

طول البلاء
السعر المنافس

العقود المربحة

الحبل المتين


محور الخير

القلب الكبير


جيب الذاكرة

ظروف قاسية


صقل المواهب

البطارية ضعيفة


الجهل ظلام

ضاق صبراً


أنفلونزا الغرور




العلم سلاح




تأجج النفس




مزاج متقلب




الخطوط الجوية




تكدر خاطري




حوار ساخن




كلام ذهب




نبع الحنان




كأس العلم




خريطة سياسية




لمسة شعرية




الشحنات الانفعالية




الجدول الدراسي




لمسة أناقة




الحنان الدافئ




لحن الحياة




بوابة التحدي




قفص الزوجية




العلم نور




الصبر جميل




طفح الكيل




القوة الزرقاء











الخاتمة:
باعتبار أن المجاز يتصدر بنية الكلام الإنساني بحيث لا يخلو حديث منه، كما إنه ليس وسيلة جمالية في الكلام فقط، بل وسيلة تعبيرية توضيحية إلى جانب ذلك، فقد حديثي في هذا البحث عن: علاقة المجاز بالحقول الدلالية، وكيفية استخدام المجاز بما يناسب دلالته، والدلالات التي تختار والأخرى التي تحذف. وتوصلت في البحث:
أن خرق قوانين السمات الدلالية يخرج الكلمة من معناها الأساسي إلى معناها المجازي.
v إن تحديد السمات الدلالية وكيفية ترابطها محكوم بالبيئة الثقافية، وبالمتلقي، والسياق الغوي وغير اللغوي.
v نظرية الحقول الدلالية في الاستعارة والتشبيه تقوم على المبادئ التالية: مفهوم الانسجام، ومفهوم المشابهة، ومفهوم الإسقاط والحذف. وإننا نستطيع تحديد السمات الدلالية المهيمنة والثانوية بقانون الحذف.
v إن العامل في تأثير الاستعارة هو المسافة بين المستعار والمستعار له، فينبغي أن تكون المسافة واضحة حتى لا يدخل الكلام في باب الغموض و التعميه، ولكن لا يمنع من الإتيان باستعارات جديدة فيها الخلق والابتكار، والجمع بين الأطراف المتباعدة.
v انعدام المعنى والسقوط في هاوية غير المعقول ، هو السبب الذي جعل الجرجاني يشترط الصفة المهيمنة في الاستعارة.
v وجه الشبه في التشبيه ينبغي أن يكون بعيداً، فكل تشبيه فريب التناول إما بكثرة الاستعمال، أو تقارب الطرفين في المصدر، هو تشبيه ميت لا يلفت النظر.
v القرب والبعد يختلف من بيئة لأخرى، ومن شعب لآخر، ومن متلقي لآخر.
v نظرة القدماء في المطالبة بالوضوح في الاستعارة وعدم الإغراب في التصوير، والمطالبة بشيء من البعد بين أطراف التشبيه، هذه النظرة اتفقت مع نظرة المعاصرين.












المصادر والمراجع:
1. عمر،أحمد مختار،علم الدلالة(دار العروبة،انقره، ط1، 1982 )
2. محمد، محمد أسعد، في علم الدلالة(مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2002)
3. بالمر، علم الدلالة إطار جديد، ت.صبري السيد (منشأة المعارف، الإسكندرية، 1995)
4. العبيدي،رشيد،مباحث في علم اللغة واللسانيات(دار الشؤون الثقافية العامة،بغداد،ط1، 2002)[1]
5. أحمد،عطية سلمان،الدلالة الاجتماعية والغوية للعبارة من كتاب الفاخر في ضوء نظرية الحقول الدلالية (مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 1995)
6. فارغ ،شحدة وآخرون ،مقدمة في اللغويات المعاصرة(دار وائل للنشر)
7. الخولي ،محمد علي ،مدخل إلى علم اللغة(دار الفلاح ،الأردن،ط2، 2000)
8. أبو العدوس,يوسف،الاستعارة في النقد الأدبي الحديث(منشورات الأهلية،ط1، 1997)
9. أبو حمدان ،سمير ،الإبلاغية في البلاغة العربية(منشورات عويدات الدولية،بيروت،ط1، 1991)
10.الجرجاني ،عبد القاهر،أسرار البلاغة،تحقيق وشرح محمد خفاجي وعبد العزيز شرف (دار الجيل ،بيروت ،ط1، 1991)
11.الولي محمد، الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي(المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1990)
12.صبره،أحمد،التفكير الاستعاري(مكتبة الوادي،دمنهور،ط2, 2001).
13.ناجي،مجيد عبد الحميد،الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية (المؤسسة الجامعية،بيروت،1984)
14.ابن جعفر ،قدامه،نقد الشعر،تحقيق:كمال مصطفى(مكتبة الخانجي،القاهرة،1987)
15.ابن رشيق،العمدة في محاسن الشعر ونقده،
16.العسكري، أبو هلال، الصناعتين، تحقيق:البجاوي وأبو الفضل إبراهيم(البابلي الحلبي،القاهرة،ط2، 1971)
17.الفيل، توفيق، فنون التصوير البياني(منشورات ذات السلاسل، الكويت، 1987)
18.طبانه ،بدوي،علم البيان (دار الثقافة ،بيروت).
19.السكاكي،مفتاح العلوم(دار الكتب العلمية،بيروت)
20.أبو علي ،محمد بركات ،البلاغة العربية في ضوء الأسلوبية ونظرية السياق(دار وائل،ط1، 2003)
21.فريد ،عائشة،البيان في ضوء الأساليب العربية(دار قباء،2000)
22.يموت،غازي،علم أساليب البيان(دار الفكر،بيروت،ط2، 1995)
23.عبد الرزاق، حسن، نظرية البيان بين عبد القاهر و المتأخرين(دار الطباعة المحمدية، القاهرة، ط1، 1981)
24.ناصف، مصطفى، نظرية المعنى في النقد العربي (دار الأندلس، بيروت)
25.الخفاجي ،ابن سنان،سر الفصاحة،تحقيق:علي فوده(مكتبة الخانجي،القاهرة،ط1، 1932)
26.قاسم، عدنان حسين ، التصوير الشعري رؤية نقدية لبلاغتنا العربية(مكتبة الفلاح ،الكويت ، ط1 ، 1988)
27.السيد،شفيع ،التعبير البياني رؤية بلاغية نقدية (دار العلوم،القاهرة،ط2، 1982)
28.ناظم،عبد الجليل، البلاغة والسلطة في المغرب(دار توبقال،الدار البيضاء،ط1 ، 2002)
29.قاسم،عدنان حسين،التصوير الشعري رؤية نقدية لبلاغة العربية،(مكتبة الفلاح،الكويت،ط1, 1988)
30.لاكوف وجونسون،الاستعارات التي نحيا بها ،ترجمة:عبد المجيد جحفة(دار توبقال، الدار البيضاء،1980)
31. مفتاح،محمد،تحليل الخطاب الشعري(المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،ط2، 1986)

الفهرس:
العنوان

رقم الصفحة
المقدمة
1
نظرية الحقول الدلالية(Semantic fields)
2
المبادئ التي تقوم عليها النظرية
2
الأسس التي بنيت عليها النظرية
2
المعنى الأساسي والمعنى المجازي
3
الحقول الدلالية وعلاقتها بالمجاز
5
الاستعارة وعلاقتها بالحقول الدلالية
5
التشبيه وعلاقته بالحقول الدلالية
8
وجه الشبه في الاستعارة والتشبيه
11
وجه الشبه في الاستعارة
12
وجه الشبه في التشبيه
13
الملحق
17
الخاتمة
20
المصادر والمراجع
21


المملكة العربية السعودية.
جامعة الملك سعود.
عمادة الدراسات العليا.
قسم اللغة العربية وآدابها.



المجاز والحقول الدلالية







إعداد الطالبة:ليلى آل حماد.
الرقم الجامعي: 426221133.
إشراف الأستاذ الدكتور: أحمد صبرة.


الفصل الدراسي الثاني.
1426ـ1427هـ .




[1] عمر،أحمد مختار،علم الدلالة(دار العروبة،انقره، ط1، 1982 )79.

[2] محمد، محمد أسعد، في علم الدلالة(مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2002)47.

[3] بالمر، علم الدلالة إطار جديد، ت.صبري السيد (منشأة المعارف، الإسكندرية، 1995)78.

[4] نفسه،80.

[5] العبيدي،رشيد،مباحث في علم اللغة واللسانيات(دار الشؤون الثقافية العامة،بغداد،ط1، 2002)191.

[6] نفسه،192.

[7] أحمد،عطية سلمان،الدلالة الاجتماعية والغوية للعبارة من كتاب الفاخر في ضوء نظرية الحقول الدلالية (مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 1995)13.

[8] فارغ ،شحدة وآخرون ،مقدمة في اللغويات المعاصرة(دار وائل للنشر)186_194.

[9] عمر، أحمد، علم الدلالة، 96 وما بعدها.

[10] فارغ ،شحدة وآخرون ،مقدمة في اللغويات المعاصرة،176_184.

[11] الخولي ،محمد علي ،مدخل إلى علم اللغة(دار الفلاح ،الأردن،ط2، 2000)136.

[12] نفسه،137.

[13] أبو العدوس,يوسف،الاستعارة في النقد الأدبي الحديث(منشورات الأهلية،ط1، 1997)11.

[14] أبو حمدان ،سمير ،الإبلاغية في البلاغة العربية(منشورات عويدات الدولية،بيروت،ط1، 1991)186.

[15] نفسه،169.

[16] لاكوف وجونسون،الاستعارات التي نحيا بها ،ترجمة:عبد المجيد جحفة(دار توبقال، الدار البيضاء،1980)16.

[17] الجرجاني ،عبد القاهر،أسرار البلاغة،تحقيق وشرح محمد خفاجي وعبد العزيز شرف (دار الجيل ،بيروت ،ط1، 1991)233.

[18] الولي محمد، الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي(المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1990)78.

[19] صبره، أحمد،التفكير الاستعاري(مكتبة الوادي،دمنهور،ط2, 2001)52.

[20] نفسه،53.

[21] نفسه،54.

[22] الولي محمد، الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي، 78وما بعدها.

[23] الجرجاني ،عبد القاهر،أسرار البلاغة،233 وما بعدها.

[24] الولي محمد، الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي،79.

[25] أبو العدوس,يوسف،الاستعارة في النقد الأدبي الحديث،11.

[26] ناجي، مجيد عبد الحميد،الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية (المؤسسة الجامعية،بيروت،1984)191.

[27] ابن جعفر ،قدامه،نقد الشعر،تحقيق:كمال مصطفى(مكتبة الخانجي،القاهرة،1987) 124.

[28] ابن رشيق،العمدة في محاسن الشعر ونقده، 1/194.

[29] العسكري، أبو هلال، الصناعتين، تحقيق:البجاوي وأبو الفضل إبراهيم(البابلي الحلبي،القاهرة،ط2، 1971) 239.

[30] الجرجاني ،عبد القاهر،أسرار البلاغة،138.

[31] الفيل، توفيق، فنون التصوير البياني(منشورات ذات السلاسل، الكويت، 1987)160.

[32] طبانة ،بدوي،علم البيان (دار الثقافة ،بيروت)53.

[33] السكاكي،مفتاح العلوم(دار الكتب العلمية،بيروت) 157.

[34] طبانة،بدوي،علم البيان،54.

[35] أبو علي ،محمد بركات ،البلاغة العربية في ضوء الأسلوبية ونظرية السياق(دار وائل،ط1، 2003)103.

[36] مفتاح،محمد،تحليل الخطاب الشعري(المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،ط2، 1986)110.

[37] فريد ،عائشة،البيان في ضوء الأساليب العربية(القاهرة، دار قباء،2000)75.

[38] نفسه،89.

[39] يموت،غازي،علم أساليب البيان(دار الفكر،بيروت،ط2، 1995)128.

[40] عبد الرزاق، حسن، نظرية البيان بين عبد القاهر و المتأخرين(دار الطباعة المحمدية، القاهرة، ط1، 1981)162.

[41] ناصف، مصطفى، نظرية المعنى في النقد العربي (دار الأندلس، بيروت)83.

[42] عيد، رجاء، فلسفة البلاغة، 152.

[43] الخفاجي ،ابن سنان،سر الفصاحة،تحقيق:علي فوده(مكتبة الخانجي،القاهرة،ط1، 1932) 108.

[44] ابن رشيق، العمدة، 1/271.

[45] السكاكي، مفتاح العلوم، 183 .

[46] قاسم، عدنان حسين ، التصوير الشعري رؤية نقدية لبلاغتنا العربية(مكتبة الفلاح ،الكويت ، ط1 ، 1988)109

[47] السيد،شفيع ،التعبير البياني رؤية بلاغية نقدية (دار العلوم،القاهرة،ط2، 1982)90.

[48] عيد،رجاء،فلسفة البلاغة،157ومابعدها.

[49] الجرجاني،أسرار البلاغة،132ومابعدها .

[50] ناظم،عبد الجليل، البلاغة والسلطة في المغرب(دار توبقال،الدار البيضاء،ط1 ، 2002)157.

[51] طبانه،بدوي ، علم البيان ،204 .

[52] الجرجاني،أسرار البلاغة،152ومابعدها.

[53] قاسم،عدنان حسين،التصوير الشعري رؤية نقدية لبلاغة العربية،(مكتبة الفلاح،الكويت،ط1, 1988)48.

[54] عيد،رجاء،فلسفة البلاغة،176.

[55] نفسه، 177ومابعدها.

[56] ناجي،مجيد،الأسس النفسية،214 وما بعدها.

[57]الولي، محمد، الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي،83.

[58] نفسه،82.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59