أحمد حسن الزعبي

2/1/2014





مقال الأحد 2-2-2014

النص الأصلي

تهافت (الصواينة) الأسبوع الماضي على الفنادق وصالات الأفراح و صالونات التجميل وحجز المطربين الشعبيين و"دقاقين" المجوز الصيني قبل 31-1، ليتموا مراسم زواجهم قبل دخول عام الحصان الصيني الذي لا يحمل فألاً حسناً في الزيجات حسب اعتقادهم وتكهنات المنجّمين الضليعين.الأمر الذي جعلهم ينجزون زفافهم قبل ان يرفسهم أو "يعطس" في وجوههم الحصان الفلكي..

وحسب التقويم الصيني فإن عام الحصان الذي يتكرر كل 12 سنة مرة واحدة ، عام غير مريح على الإطلاق، حيث ي*** صراعات وكوارث وارتفاع أسعار وركود اقتصادي وصفقات تجارية غير ناجحة ، لذلك يحاول الصينيون أن يتجنّبوا ما استطاعوا القيام بخطوات تخص مراحل مفصلية في حياتهم أو أعمالهم خوفاً من الفشل..

أما بالنسبة لنا هنا في الأردن ..فالحمد لله كل السنوات لدينا "عام الحصان"، فإذا كان في الصين يتكرر حصانهم كل 12 سنة مرة، نحن يتكرر بالسنة الواحدة 12 مرة ..يعني من ارتفاع أسعار كهرباء، على ملابس،على رسوم وضرائب، على وقود، على خضار ومواصلات ، على بيض ودجاج حي ..وفوق ذلك :مديونية مرتفعة ، موازنة منخفضة ، مساعدات مرتفعة ، تنمية منخفضة ، مشاريع مجمّدة ومدراء طازجين ، وركود اقتصادي "اخو شلن"، وصفقات تجارية لا نعرف رأسها من رجليها، وصفعات سياسية لا نعرف متى سندير لها خدّنا الأيسر ، تعيينات حكومية برواتب خيالية ،حكومات لا تثق بالشعب لتصارحه، والشعب لا يثق بالحكومات ليصالحها..

أما عربياً..فالوضع "زينون" ..بالنسبة للصراعات..فعدّوا على أصابعكم:

شرقاً: الوضع في تطوّر مستمر..فإذا كان القتل في لبنان ذات حرب على الهوية ، فهناك القتل على العمامة.. لأن لا وقت للقاتل ليقرأ بيانات المقتول..كما لم يبقَ سوقاً شعبياً أو حسبة خضار إلا وافتتح الموسم بعبوة متفجّرة آو حزام ناسف أو أخ تفجيري أراد ان يعمل shopping على طريقته..

غرباً: الأجواء مريحة للغاية..آخر عملية نوعية نفّذت بنجاح كانت "عملية باسور" لأحد القادة السياسيين هناك..من جانب آخر جميع الفصائل راضية ومقتنعة ومؤمنة بالجلوس الى طاولة المفاوضات المباشرة والبدء بالحوار والخروج بالمصالحة الشاملة بشرط :الا تكون المصالحة فلسطينية فلسطينية..



شمالاً: هناك رُبع مليون قتيل وشهيد و خمسة ملايين لاجئ ..كما أن معامل الألمنيوم ومناشير الحديد تشتغل بكامل طاقتها ليل نهار في نشر جثث البشر وتقسيم أجسادهم "رأس عصفور" و"شقف" ليتم تقسيمها على طبخات "جنيف1" ،:جنيف 2".."جنيف 3"..

جنوباً..الشقيقة الكبرى...أصبحت تعاني من (شقيقة) الصراعات هي أيضا..يستيقظ المواطن المصري ورزقه معه:.سيارة مفخخة..اعتقال ..قتل رميا بالرصاص..اغتيال بدراجة نارية ...دهس بسيارة الأمن المركزي...والعجيب انه لا يعرف هو مع (من) بالضبط وضدّ (من) بالضبط..كما انه لا يعرف متى سيصبح مع (من) ومتى سيصبح ضد (من) فالأمور متروكة "ع التواكيل"..ومع ذلك يموت من الــ"مع" أو يعتقل من الــ"ضد" في آنٍ معاً...

ثم يأتي الصينيون ويسمون عامهم السيء بعام الحصان...على الأقل الحصان فيه كبرياء وقوة وأنفة وجمال ..تعالوا وشوفوا ما نعانيه نحن...علي الجيرة أنه (عام أبو السَّفايف/ أو أم الـ44) كثير عليه..

... منين ومتى وكيف وليش بــ"يقرصك" ما بتعرف.!!..



أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)