الموضوع: سيف الدين قطز
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2013, 08:52 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي سيف الدين قطز


اصله ونسبة

تروى المصادر التاريخية أن اسمه الاصلى محمود بن ممدود ، وآنه ابن أخت جلال الدين خوارزم شاه الذى قضى التتار على مملكته وكان قطز من بين الأطفال الذين حملهم التنار الى دمشق وباعوهم الى تجار الرقيق. ومضت سيرة حياتة داخل الإطار العام لحياة المماليك كما أوضحناها فى الفعل السابق .
ومعنى كلمة قطز الكلب الشرس ، وهى كلمة مغولية أطلقها عليه من اختطفوه وباعوه ، وربما يكون تجار الرقيق هم الذين أعطوه هذا الاسم
وقطز مثل غيره من المماليك الذين ارتقوا عرش السلطنة ، تأتى الاخبار عن اصل ونسب سيف الأبن قطز غامضة ضبابية . وتدور روايات مختلفة حول أصل ذلك المملوك الذى انتقل من الرق إلى عرش سلطنة المماليك فى مصر والشام والذى خرج من صفوف العبيد المعروضين فى سوق النخاسة ليقود مغرف المقاتلين ضد التتار فى عين جالوت ويلحق بهم هزيمة أطفأت نارهم التى كانت قد أحرقت مشرق العالم الإسلامى وأكل لهيبها خلافة المسلمين فى بغداد ودمروها تدمير .
وربما يكون مناسبا أن نعرض لروايات مختلف المؤرخين حول أصول المملوك قطز .
‏يقول المؤرخ أبن أ يبك الدو ادارى :.
لما كان قطز فى رق ابن الزعيم بدمشق بالقصاعين اتفق أن أستاذه غضب عليه يوما لشيء جرى منه فلطمه على وجهه ، ولعن والديه وأباه وجده . ثم إنه جلس يبكى وينتحب وزاد فى بكائه عن حد القياس . وحضر الطعام فامتنع عن الاكل ، وظل طول اليوم يبكى فـتى الية سيدة الحاج على الفراش : وكان الحاج على كبير فى بيت ابن الزعيم ، فقال له استاذه يا حاج استوصى بهذا المملوك، ولاطفه ، وخذ بخاطره ، واطعمه ، واسقيه
قال الحاج على : فأتيته وهو يبكى بعد ركوب أستاذه . فقلت له لما هذا البكاء العظيم، من لطمة تعمل هذه بك ‏فماذا ان وقع فيك جرح سيف أو رمح كيف كنت تصنع
فقال سيف الدين قطز لا والله يا حاج ما بكيت من لطمة ، فإن السيوف والله ما تعمل فى ، وانما غيظى على لعنته لوالدى وأبى وجدى، وهم والله أخير من آبائه وجدوده
فقال الحاج على ومن هو أبوك أنت ، ومن جدك ، وأنت مملوك تركى كافر ابن كافر
رد قطز وقال لا تقل كذا يا حاج وما أنا إلا مسلم ابن مسلم ابن مسلم إلى عاشر جد
‏.
آنا محمود بن ممدود ابن آخت خوارزم شاه السلجوقى ، ولابد ما أملك مصر وأكسر التتار فضحك الحاج على من قوله.
وتقلبت الأحوال إلى أن ملك مصر وكسر التتار ، ودخل قطر دمشق وطلب الحاج على ، فأحضره وأعطاه خمسمائة دينار، وجعل له راتب جيد
‏ هى الر وابة الأولى عن أصل قطز وهى رواية أوردها اكثر من مؤرخ و الرواية تنسب قطز إلى آسرة إسلامية حاكمة هى أسرة السلطان جلال الدين خوارزم شاه الذى استطاع التصدى للمغول واسترد منهم مدن ( قم ) و ( قا شان ) و ( همدان) ‏فى بلاد فارس . وكان هو الوحيد القادر على التصدى للتتار آنذاك لولا ان الخليفة العباسى الناصر لدين الله استعان بالتتار ضده ، و قضى التتار سنة 628 ‏م / 1231 ‏م على مملكة جلال الدين خوارزم شاه التى كانت تقع فى إقليم كرمان الحالى فى جنوب جمهورية إيران الإسلامية واختفى السلطان هربا من سيوف التتار.
‏على أية حال ، فإن المؤرخ أبا المحاسن يوسف بن تغري بردى كرر الرواية نفسها نقلا عن المصدر نفسه كما ذكر رواية أخرى
كان سيف الدين قطز جالس مع أصدقائه من المماليك بعدما وصل استاذة المعز آيبك ، فآمر المنجم فضرب الرمل ، ثم قال له قطز اضرب لمن يملك بعد استاذى المعز آيبك ، ومن يكسر التتار ، فضرب وبقى زمانا يحسب، فقال : يطلع معى خمس حروف بلا نقط . فقال له قطز : لم لا تقول محمود بن ممدود فقال : يا خوند لا ينفع غير هذا الاسم، فقال أنا هو آنا محمود بن ممدود
وآنا أكسر التتار وآخذ بثأر خالى خوارزم شاه ، فتعجبنا من كلامه فقال : اكتموا ذلك ، وأعطوه المنجم ثلاثمائة درهم
‏هذه هى الرواية الثانية وتسير فى نفس الاتجاه الى تحديد نسب قطز إلى بيت خوارزم شاه فى بلاد فارس
‏وثمة رواية آخرى تحمل نبوءة بتولى قطز عرش مصر نقلها ابن تغرى بردى عن كتاب مرآة الزمان، نصها
الأمير بدر الدين حكى وقال كنت أنا والملك المظفر قطز والملك الظاهر بيبرس فى الصبا كثير ما نكون مجتمعين فى ركوبنا وغير ذلك ، فاتفق آن رأينا منجما فى الطريق بالديار المصرية ، فقال له الملك المظفر قطز اضرب نجمي ، فضرب بالرمل وحسب وقال أنت تملك هذه البلاد وتكسر التتار ، فشرعنا نهزأ به ، ثم قال له الملك الظاهر بيبرس : ابصر نجمى ، فقال : وآنت أيضا تملك الديار المصرية وغيرها ، تزايد استهزاؤنا به ، ثم قالا لي : لابد آن تبصر نجمك ، فقلت له أبصر نجمى ، فحسب وقال : أنت تخلص لك اماره مائة ‏فارس ، يعطيك مذا ، وأشار إلى الملك الظاهر
وتقص علينا المصادر التاريخية أن قطز كان مملوكًا في “دمشق” ضمن مماليك ابن الزعيم، ثم انتقل إلى القاهرة، وأصبح من جملة مماليك عز الدين أيبك التركماني، وترقى عنده حتى صار أكبر مماليكه وأحبهم إليه وأقربهم إلى قلبه.
111-150x132.jpgقطز, سيف الدين قطز, قاهر التتار


ظهور سيف الدين قطز على مسرح الأحداث

بعد نهاية الحكم الأيوبي في مصر اتفقت كلمة المماليك على اختيار شجرة الدر سلطانة للبلاد، في سابقة لم تحدث في التاريخ الإسلامي إلا نادرًا، غير أن الظروف لم تكن مواتية لاستمرارها في السلطنة، على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شؤون الدولة، فلم تجد بُدًّا من التنازل عن الحكم للأمير “عز الدين أيبك” أتابك العسكر الذي تزوجته وتلقب باسم الملك المعز.
ولم تسلس القيادة للسلطان الجديد في ظل ازدياد نفوذ زعيمهم “أقطاي” الذي تمادى في الاستخفاف بالملك المعز، ولا يظهر في مكان إلا وحوله رجاله ومماليكه في أبهة عظيمة كأنه ملك متوج، وبالغ في تحقيره للسلطان فلا يسميه إلا “أيبك”، وتطلعت نفسه إلى السلطنة، فاستشعر السلطان الخوف على عرشه بعد أن اشتد بغي أقطاي وكثرت مظالمه واستهانته بالرعية، فعزم على التخلص منه، وأعد خطة لذلك اشترك في تنفيذها أكبر مماليكه (قطز)، فكان ذلك أول ظهور له على صفحات التاريخ. ومن تلك اللحظة بدأ يشق طريقه نحو المقدمة.
ط³ظٹظپ-ط§ظ„ط¯ظٹظ†-ظ‚ط·ط²-..jpg
سيف الدين قطز وعز الدين آيبك

هذه هى بداية المملوك قطز ، وحسن بنا أن نتابع سيرته حتى جلوسه على عرش السلطان . يتضح من رواية مصادرنا أن قطز كان مملوك فى دمشق ضمن مماليك ابن الزعيم ، كما يتضح أنه مر بمراحل التى كان يمر بها أى مملوك فى تلك الفترة الباكرة من تاريخ دولة سلاطين المماليك . وقد ترقى حتى اصبح من أكبر مماليك الملك المعز أيبك التركمانى . وربما يكون أول ظهور له على صفحات التاريخ ما ذكرته المصادر عن اشتراكه فى قتل فارس الدين آقطاى الذى كان عز الدين أيبك التركمانى قد أعد المؤامرة للتخلص منه وبعد ذلك
بدأ قطز يشق طريقه على الطريقة المملوكية صوب العرش الذى جلس عليه سيده عز الاين أيبك .
‏كان مقتل فارس الدين أقطاى بمثابة علامة البداية لسيرة قطز نحو عرش السلطنه ، كما كان إيذانا بانقسام المماليك إلى حزبين كما عرض مصير الدولة الناشئة إلى خطر شديد فقد هرب زعماء المماليك البحرية طلبا لحماية أمراء الأيوييين وملوكهم فى بلاد الشام وحماية سلاجقة الروم وأخذ المماليك الهاربون يحرضون ملوك البيت الأيوبى على غزو مصر .
‏وكانت الخصومة ، التى تحولت إلى عداوة قاتلة بين المعز أيبك وزوجته شجر الدر الفرصة التى سطع فيها نجم قطز ، وعلى الرغم من الدماء التى أريقت فإنها فتحت طريق العرش أمام الأمير الطموح ليصير سلطانا على البلاد .
‏انتهى الحكم الأيوبى فى مصر مع تبدد دماء الملك المعظم توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين الايوبي الاين واختار المماليك أرملة السلطان الصالح نجم الدين الأميرة شجرة الدر لتتولى عرش السلطنة الشاغر . ولما كانت هذه السيدة فى الأصل جارية تركية أو أرمينية ، اعتبرها بعض مؤرخى عصر سلاطين الماليك . . أول من ملك مصر من ملوك الترك
على أية حال ، قبضت شجر الدر على زمام الحكم بيد من حديد
‏وبعد ثمانين يومأ تنازلت شجر الدر عن الحكم لواحد اختارته بعناية من أمراء المماليك هو عز الدين أيبك التركمانى الصالحى الذى اشتهر بعزوفه عن الصراع حتى ظن انجميع انه ضعيف وقبل أمراء المماليك زواجه من شجر الدر وجلوسه على عرش السلطنة بل إن بعضهم قال . . . متى أردنا صرفه أمكننا ذلك لعدم شوكته . . .. وتولى المعز أيبك الحكم فى يوم السبت آخر شهر ربيع الآخر سنة 648 ‏»/ يوليو . 125 ‏م ليثبت من خلال تصرفاته فى مواجهة المشكلات والصعاب التى واجهته خارجيا وداخليا ، أن السلطانة شجره الدر وزعما « المماليك قد أسرفوا فى الاستهانة به .
‏كان قطز أحب مماليك المعز أيبك وأقربهم إلى قلبه . وكان اشتراكه فى التخلص من زعيم البحرية فارس الدين اقطاى كما أشرنا – هو أول ظهور له على مسرح السياسة المملوكية ، ثم كانت النهاية المأساوية لزواج سيده من شجر الدر فوهة كاملة لأن يتولى زمام الأمور ويوجهها بالشكل الذى يضمن له العرش ليقود المعركة ضد التتار ولتنتهى حياته على نحو مأساوى أيضا
‏ولكن لم تنته متاعب أيبك فى بالتخلص من الماليك البحرية ، وانما انتهت بنهاية حياته فى مؤامرة دبرتها زوجته شجر الدر التى وصفها المعاصرون بأنها امرأه شديدة الخلق ، شديدة الغيرة، ذات شهامة زائدة ، وحرمة وافرة سكرانة من خمر التيه والعجب . . فقد كان من الصعب عليها أن تتخلى عن سلطنها والحكم ، وزاد من ضراوتها أن علمت أن عز الدين ايبك يسعى إلى الزواج من إحدى أميرات البيت الأيوبى . وبدأ الزوجان يتسابقان فى المؤامرات للتخلص من الآخر وانتصرت المرأة فى هذا السباق ولقى السلطان مصرعه ، فتا أوسلت شجر الدر إلى أيبك تتلطف به وتدعوه إلى القصر السلطانى وحين دخل الحمام كان هناك مجموعة من الغلمان تناولوه بسيوفهم وتركوه قتيلا
سيف الدين قطز وشجرة الدر

وحين ذاع خبر مقتل عز الدين ايبك فى صباح اليوم التالى ، وعلم ولده نور الدين على ومملوكه سيف الدين قطز (وكان أكبر مماليكه) بما حدث
أسرعا مع جماعة من المماليك المعزية إلى القصر السلطانى رغبة فى الانتقام من شجر الدر وبالفعل تم القبض عليها وحملها المماليك زوجة عزالدين ايبك الأولى وأم ولده على ؟ فأمرت جواريها بضربها بالقباقيب. . فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت فى يوم السبت ، وألقوها من سور القلعة إلى الخندق ، وليس عليها سوى سراويل .
‏هكذا كان العنف والدم هو الطريق إلى العرش منذ بداية عصر سلاطين المماليك . وعلى نفس هذا الطريق سار سيف الدين قطز ! إذ كان على رأس فرقة الانتقام التى قبضت على شجر الدر بعد أن اغتالت زوجها وسيده عز الدين أيبك .

‏فقد صمم المماليك المعزية ، وعلى رأسهم سيف الدين قطز على أن يقيموا على العرش الذى بات شاغر. بمصرع أيبك صبيا فى الخامسة عشرة من عمره هو نور الدين على ابن سيدهم عزالدين أيبك . وتم ذلك فى سنه 1257 ‏م ولقبوه الملك المنصور على . و رفض المماليك البحرية الاعتراف بالسلطان الصبى ، وتجسد رفضهم فى عدة اضطرابات

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59