عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-17-2014, 08:02 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,184
ورقة هل نجح الغرب في تقسيم العراق؟؟


هل نجح الغرب في تقسيم العراق؟؟*
ــــــــــــــــ

21 / 10 / 1435 هــ
17 / 8 / 2014 م
ــــــــــ

العراق؟؟ _8554.jpg


منذ اللحظة الأولى التي وطئت بها قدم أول جندي أمريكي أرض العراق, كان على رأس أجندة الاحتلال الأمريكي مشروع تقسيم العراق إلى دويلات "سنية – شيعية – كردية" ضمن ما يعرف بمخطط الشرق الأوسط الجديد, الذي يزيد من إضعاف الدول العربية والإسلامية, عبر سياسة تجزييء المجزء وتفتيت المفتت.

لم تكن هناك عقبة تذكر أمام هذا المخطط والتقسيم سوى أهل السنة في العراق, فالأكراد يتمتعون بحكم ذاتي بطبيعة الحال في أقصى شمال العراق, والرافضة هم حلفاء أمريكا والمساعد الأول لهم بدخول أفغانستان والعراق, فلم يبق إلا سنة العراق ضد خطة التقسيم, حيث واجه الأمريكان مقاومة عنيفة من أهل السنة, حتى اضطروا إلى مغادرة العراق وتسليمها لساسة طهران.

وبعد ثمان سنوات من حكم المالكي للعراق, وسياسته الطائفية الواضحة ضد أهل السنة فيها, والتي كانت -على ما يبدو- تسير في نفس مخطط التقسيم, من خلال تهجير العائلات السنية من المحافظات الجنوبية, ولعل ما حدث في الآونة الأخيرة من سيطرة ثوار العشائر السنية على بعض المحافظات الشمالية إلا إشارة لاكتمال خطة الغرب بتقسيم العراق.

وعلى الرغم من تنحية المالكي واستبداله "بالعبادي", فإن فرص كسب الأخير لثقة أهل السنة يبدو ضئيلا, خاصة إذا علمنا أنه من نفس حزب المالكي "حزب الدعوة", ناهيك عن ارتباطه الوثيق بطهران وسياستها المناهضة لأهل السنة في العراق والمنطقة بشكل عام, وبالتالي فإن مشروع التقسيم الغربي للعراق قد وصل إلى نهايته فيما يبدو.

وفي هذا الإطار نشرت جريدة الغارديان موضوعا عن التطورات الأخيرة في العراق تحت عنوان "العراق سيقضى عليه إذا فشل العبادي في مواجهة الطائفية", وكأن الغرب لم يكن هو العامل الأبرز لتأجيج هذه الطائفية وإثارتها؟!

الموضوع الذي كتبه مراسل الجريدة مارتن شالوف من أربيل, ينقل عن محللين وخبراء: أن رئيس الوزراء العراقي الجديد "حيدر العبادي" يواجه مأزقا ضخما في الوقت الراهن, بسبب حاجته وحاجة البلاد الماسة لمواجهة الطائفية التى تسببت في مشكلات كبرى للدولة العراقية.

ويقول شالوف نقلا عن ساسة عراقيين: إن العراق يواجه خطر التقسيم بسبب الحرب والطائفية المنتشرة بين أبنائه, مالم يقم العبادي بلم شمل البلاد مرة أخرى بواسطة سياسات جديدة مختلفة عن تلك التي انتهجها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

ويضيف شالوف: إنه خلال فترة حكم المالكي تم التلاعب بالسلطة لدرجة أن أغلب العراقيين فقدوا الثقة في الدولة وفي قادتها وقدرتهم على توحيد أركان البلاد, وهو ما بدا واضحا للعيان خلال الشهرين الماضيين بعد هجوم من سماهم "المسلحين المتطرفين" في غربي البلاد وشمالها.

وينقل شالوف عن الجنرال جاي غارنر أول قائد لسلطة الاحتلال الأمريكي في العراق قوله: إن أفضل ما يمكن أن تطمح إليه واشنطن لإبقاء العراق موحدا – وكأن أمريكا تطمح برؤية العراق موحدا!! -هو تأسيس دولة فيدرالية من ثلاثة اقسام للسنة والشيعة والاكراد.

وأضاف غارنر: "أعتقد أن العراق قسم بالفعل وعلينا أن نقبل ذلك، فالعراق الذي كنا نعرفه قد انتهى".

نعم ....إنها الفيدرالية التي تعني عمليا التقسيم, والتي كانت أمريكا تطمح لرؤيتها في العراق منذ احتلالها له عام 2003م, وقد ساعدها على تنفيذ ذلك ساسة طهران, ولا يمكن أن ننسى عامل غفلة دول ​أهل السنة وعدم إدراكهم لخطورة ما كان يخطط للعراق وللمنطقة وأهل السنة بشكل عام, منذ بدايات التلويح بمهاجمة العراق واحتلاله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59