عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-20-2014, 07:16 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة العلمانيون والطعن في السنة


منطلقات العلمانيين للطعن في السنة النبوية*
ـــــــــــــــــــــ

22 / 8 / 1435 هــ
20 / 6 / 2014 م
ــــــــــ

العلمانيون _8386.jpg


العلمانية ليست دين، وليست لا دين، فهي تجمع بين الإلحاد واللا إلحاد، بمعنى أنها معتقد له مسلماته وإيمانياته وثوابته، وهي في ذات الوقت لا تعترف من حيث التطبيق العملي بالدين، كشريعة مهيمنة على حياة الناس، وطقوس لها دلالاتها وقدسيتها، إلى غير ذلك من الأمور التي لا تفرق بين معتقد العلماني المناوئ لفكرة الدين والمعتقد الصحيح الذي جاءت به الأديان السماوية.

وفيما يخص الدين الإسلامي، كان للعلمانية والعلمانيين هدف واضح منذ البداية، وتجلى هذا الهدف في إسقاط السنة النبوية، ومن ثم التوجه للأصل الأول، وهو القرآن الكريم، للعمل على إسقاطه هو الآخر، ولن يكون بإذن الله، وسيخيب الله سعي المبطلين.

ولقد مثل الصحيحين؛ صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم، تحديان كبيران أمام الفكر العلماني، لشدة ارتباط الأمة بهما، لكونهما أصح كتابان في الإسلام، بعد كتاب الله العزيز الحكيم، ولكونهما قد حظيا بعدد ضخم من الشروحات والحواشي والدراسات، فقد اهتم بهما علماء الأمة غاية الاهتمام، وأجابوا عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهما.

ورغم ذلك– بل ربما لهذا الأمر تحديداً- أصر العلمانيون إصراراً كبيراً على الطعن في الصحيحين، لإسقاطهما من أعين المسلمين ومن قلوبهم، ومن ثم الإتيان على ما دونهما في الأهمية، بعد الإتيان على القرآن الكريم، إما لفظاً أو معنى، أو لفظاً ومعنى، كما يسعي كثير منهم.

وعن علاقة العلمانيين بالصحيحين خصصت أسبوعية "السبيل" المغربية ملف العدد الأخير منها، فجاء هذا الملف تحت عنوان "المنطلقات الفكرية والعقدية عند العلمانيين للطعن في الصحيحين".

وقد تضمن حصراً لأبرز الشبهات التي يروجها العلمانيون في حربهم على السنة النبوية، كما يكشف الملف حقيقة كون الهجمة العلمانية على مصنفات الحديث النبوي ما هي إلا الوجه الظاهر لحرب خبيثة على الإسلام، يسعى العلمانيون من ورائها لتشكيك عامة المسلمين في مصادر الشريعة بطريق غير مباشر.

وبحسب السبيل قد أجاد الدكتور أنس سليمان النابلسي في بحث له بعنوان: "المنطلقات الفكرية والعقدية عند الحداثيين للطعن في الصحيحين"، في توضيح الصورة حول هذه القضية، وكشف موقف العلمانيين الصريح من الدليل النقلي المصدّق، ومن حجة السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ولأهميته استلت الصحيفة منه مجموعة من الأبحاث أدرجت في هذا الملف.

ومما جاء في مقدمة هذا الملف: "لا تمثل المقالات والأبحاث والرسوم الكاريكاتورية الهزلية التي تنشرها بعض المنابر الورقية والإلكترونية، والتي تستهدف بطريقة مباشرة وواضحة التدين والإسلام في مصادره التشريعية، إلا صورة مصغرة لحرب كبيرة تخوضها القوى العلمانية ضد الإسلام وأحكامه وتشريعاته. ولا تعمل هذه المنابر الصحفية سوى على تنزيل أفكار «أكابر العمانيين» وترجمتها بلغة ميسرة عبر المقالة والكاريكاتور".

وأضافت الصحيفة في مقدمة الملف: "يعتبر معظم المنظرين لهذا التيار المتطرف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تراثاً وخطاباً لغوياً قابلاً للنقد وفق العلوم الإنسانية الحديثة، والنظريات الجديدة، كنظرية موت المؤلف أو عزل النص، ولا يخفون من خلال كتاباتهم ومؤلفاتهم مساواة نصوص الوحي لأي خطاب بشري كما فعل علي حرب، وأركون، وحنفي، وشحرور، ومنهم من ذهب مذهباً منكراً في تأسيس مشروع للتوفيق بين التُّراث والحداثة، كما فعل الجابري".

إلى جانب ما جاء في الملف الرئيسي لهذا العدد من الصحيفة كان هناك الكثير من المقالات الجادة في طرحها وموضوعاتها، والتي تتناول موضوعات فكرية وشرعية وسياسية وتربوية بطريقة منضبطة وموضوعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59