الموضوع: واقع القدس
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-22-2015, 07:11 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,217
ورقة واقع القدس في الصحافة الالكترونية والمطبوعة

واقع القدس في الصحافة الالكترونية والمطبوعة
ــــــــــــــــــــــ

(جابر الحرمي)
ـــــــــ


7 / 11 / 1436 هــ
22 / 8 / 2015 م
ــــــــــــ



مقدمة:
----

القدس الشريف هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومهد سيدنا المسيح (عليه السلام).. ورغم ما تحظى به المدينة المقدسة من قيمة إسلامية وعربية وتاريخية، لا تحظى في المقابل باهتمام إعلامي يناسب حجمها وقيمتها وقدرها.
وفي الوقت الذي تشهد فيه المدينة المقدسة تصعيداً خطيراً في وتيرة عمليات التهويد الإسرائيلية، والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى، واستهداف المقدسيين ، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية.. تغيب القدس تماما عن صفحات الإعلام، ولا سيما الإعلام المطبوع والإعلام الإلكتروني، ويكاد يقتصر التعاطي مع القضية بشكل موسمي، وحدثي دون وجود خطة إعلامية واحدة للتعريف بالقضية، مقابل اهتمام الإعلام الإسرائيلي بكل صغيرة وكبيرة تخص القدس.
وزادت حدة هذا الغياب بتلك القضية الهامة، في السنوات الأخيرة ، ولا سيما بعد احداث الربيع العربي، وما رافقها من تطورات وتداعيات واضطرابات وتوترات، جعلتنا ينشغل بأنفسنا وأزماتنا الآنية عن قضايانا الجوهرية، وهو ما كان له أبلغ الأثر على حجم اهتمام الإعلام بالقضية المركزية "قضية القدس"، وأصبحت تغطياتنا أسيرة المناسبات ورهينة الأحداث، ومرتبطة بما تفرضه وكالات الإعلام الغربية من أخبار وتقارير.
وتأتي "ورشة اليوم" كخطوة هامة لإعادة تسليط الضوء عما أغفل كثير من الإعلاميين عنه في غمرة عواصف التغييرات التي يشهدها العالم، فنظرا لأهمية دور الإعلام في تشكيل رأي عام متضامن مع قضية القدس، هناك ضرورة لبحث السبل الأساسية لتعزيز حضور قضية القدس في الإعلام العربي في ظل تعدد أولويات وأجندات وسائل الإعلام وانشغالها بالسياسات الداخلية لبلدانها، وخطوة على طريق هذا الجهد الذي تقوم به تلك الورشة، سنرصد خلال تلك الورقة واقع حال القدس في صحفنا العربية ومواقعنا الإلكترونية، وبحث أسبابه وطرح الحلول لعلاجه:
في البداية يجب أن نؤكد ان حديثنا عن ان شكل وحجم وطبيعة معالجة قضية القدس تراجع ما بعد احداث الربيع العربي، لا يعني بحال من الأحوال إن تلك التغطية كانت مثالية ما قبل أحداث الربيع العربي.. فكثيرا ما ارتفعت الأصوات ما قبل أحداث الربيع العربي تطالب بحضور إعلامي أكبر لقضية القدس في إعلامنا العربي، ولكن سارت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ بعد أحداث الربيع العربي، وما تبعها من احتجاجات واضطرابات وتوترات وتداعيات وتطورات أثرت سلبا ليس فقط على الإعلام العربي بل حتى على الشعوب.
ويجب أن نعترف أن هناك صعوبة عملية في تقديم رصد علمي عن حجم تراجع تعاطي الإعلام الورقي والإلكتروني مع قضية القدس في مرحلتي ما قبل الربيع العربي وما بعدها، أو حتى في أي فترة زمنية مقارنة بأخرى، لعدد من الأسباب أبرزها أن القضية برمتها غائبة أيضا عن البحث والتقصي في مؤسساتنا الأكاديمية المعنية بدراسة الإعلام.
رصد
رغم صعوبة هذا الرصد فقدم آثرت برصد مبسط يظهر تراجع الاهتمام بالقضية في إحدى الصحف العربية ( أتحفظ على ذكر اسمها) وإن كان الجميع ليس أفضل منه حالا :
- قبل عدة سنوات فقط كانت تحرص الصحيفة بين الفينة والأخرى على شن حملات تضامن للتعريف بالقضية والدفاع عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، وتكرس لذلك صفحات متخصصات ولا سيما في الأحداث الهامة مثل ذكرى النكبة وغيرها.
- كانت أخبار القدس تتصدر الصفحات الأولى للجريدة وتحتل مانشيتاتها في كثير من الأحيان، غير ما تحظى به من مساحات واسعة ، ومعالجات معمقة، ويتم تناول القضية عبر أكثر من فن من فنون الصحافة ما بين الخبر والتقرير والتحقيق والتحليل والحوار والمقال.
- خلال السنوات الأخيرة، وبعد تواتر الأحداث وكثرة المتغيرات ، تراجع الاهتمام لتختفي حملات التضامن رويدا رويدا إلى صفحات موسمية.
- تقلصت حجم التغطية من صفحات متخصصة لأخبار وتقارير ضغيرة.
- اختفت أخبار القدس في الصفحات الداخلية للصحيفة ، لصالح قضايا أخرى مستجدة ، لا تزيد بأي حال من الأحوال أهمية عن قضية القدس.
هذا هو واقع الحال في معظم صحفنا إن لم يكن كلها .. ومن خلال ما تم رصده في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، تبين ما يلي:
- الظهور الموسمي للقدس في الإعلام ( في المواسم والأحداث والمناسبات)
تغيب القدس عن صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية العربية طوال العام، فيما تتركز أخبارها خلال فترات محدودة ضمن تغطية شاملة للقضية الفلسطينية خلال المناسبات الخاصة بالقضية مثل يوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة في رمضان)، وذكرى النكبة (15 مايو)، وذكرى حريق المسجد الأقصى (21 أغسطس)، بل وحتى تغيب في بعض وسائل الإعلام خلال تلك المناسبات.
- غياب وجود خطة محددة الملامح للتعريف بالقضية والدفاع عنها في مختلف وسائل الإعلام العربية، والتعاطي مع القضية بإسلوب الفعل ورد الفعل من خلال المتابعة الحدثية فقط لما يستجد.
- عدم التفاعل مع الأحداث المتعلقة بالقدس كما ينبغي ( من حيث عدم احتلال الحيز والمساحة والإبراز والاهتمام الكافي(.
- انحراف التناول الإعلامي للقضية الفلسطينية، حيث تراجع الاهتمام بقضايا أساسية مثل القدس والاستيطان واللاجئين، لصالح قضايا أخرى مثل خلاف فتح وحماس.
- الوقوع في فخ "التهويد" عبر "تهويد المصطلحات الإعلامية".
هناك الكثير من مصطلحات التهويد التي ادخلها الاحتلال الإسرائيلي الى مدينة القدس العربية لتهويدها، وبدأ الإعلام يرددها مثلا البعض يستخدم مصطلح " حائط المبكى" والصحيح "حائط البراق"، وهو الحائط الذي يقع في الجزء الغربي من جدار المسجد الأقصى المبارك، ويُطْلِقُ عليه اليهود اسم "حائط المبكى" حيث زعموا أنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم.
والاخطر من ذلك ايضا قيام وسائل اعلام عربية باطلاق تسميات تتشابه مع المسميات الاسرائيلية ، وشاهدنا ذلك خلال العدوان على غزة ..
-غياب قضية القدس عن مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كامل.
أسباب تراجع الاهتمام بالقضية:
- تبعية الاعلام العربي للاعلام الغربي ( المتحيز لإسرائيل)
- عدم حضور القدس في الخطاب الرسمي الفلسطيني بشكل يتناسب مع أهمية القضية.
- الاضطرابات التي أعقبت أحداث الربيع العربي والتي شهدتها عدد من الدول ومازالت تداعياتها مستمرة .
- الانقسام الفلسطيني – الفلسطينية والخلافات بين حركتي فتح وحماس.
- العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة من خلال حصار أو الهجمات المتواصلة التي تشنها بين الفينة والأخر التي جعلت الكثير من الجهود تنصب لدعم غزة، والأمر الذي أثر بالتبعية على الاهتمام بقضية القدس.
- عدم وضع القدس كقضية رئيسية وأولوية بالنسبة للنظم العربية والاسلامية والمؤسسات الاعلامية.
اقتراحات:
ضرورة وجود خطة محددة الملامح للتعريف بالقضية والدفاع عنها في مختلف وسائل الإعلام العربية، وعدم التعاطي مع القضية بإسلوب الفعل ورد الفعل من خلال المتابعة الحدثية فقط لما يستجد، من خلال الاهتمام بما يلي:
1. المحور المعلوماتي:
· يرصد بالأرقام والخرائط مسار وأنماط عمليات التهويد التي تتعرض لها القدس منذ النكبة وحتى الآن

· التعريف بأبرز المعالم والأماكن التاريخية التي تزخر بها المدينة، مع حصر بأهم المواقع الإلكترونية المعنية بالقدس، حاضراً وتاريخاً.

2. التغطية الإخبارية:
· رصد المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس عبر عزلها عن محيطها الفلسطيني سواء من خلال إحاطتها بحزام من المستوطنات أو عبر جدار الفصل العنصري، إضافة إلي الجهود الإسرائيلية المحمومة لشراء العقارات والأراضي الفلسطينية داخل البلدة القديمة.

· التعريف بالمعاناة المزدوجة للمقدسيين.

· الدعوة لدعم صمود المقدسين من خلال تسليط الضوء عليهم ودعوة الدول والجمعيات الخيرية لدعم صمودهم.

· تسليط الضوء على اللجان والجمعيات المعنية بالقدس سواء على الصعيد الفلسطيني أو الدولي.

· ضرورة إيجاد قاموس إعلامي خاص بالقدس لدعم استخدام التسميات الصحيحة فيما يخص أماكن المدينة وتاريخها وشوارعها،.

· تخصيص أبواب وصفحات ونوافذ خاصة عن القدس وعن جرائم الاحتلال في المدينة في الصحف ووسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية.

3. دعوة لتفعيل صندوق "دعم القدس" والذي سبق أن اقترحت قطر إنشائه خلال القمة العربية في الدوحة 2013 والذي يعني بتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف.
4. ضرورة استغلال وسائل الإعلام حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالقضية.
مبادرة "الشرق" و"بوابتها الإلكترونية":
5. أسبوع للتضامن مع القدس: أطلقت الشرق" و"بوابتها الإلكترونية" أسبوع تضامن مع القدس في الفترة من 12 إلى 15 أيار (مايو) 2015، وذلك بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين، علما أنها ليست المرة الأولى حيث سبق أن اطلقت الشرق أسبوع للتضامن مع القدس بالتعاون مع شبكة إسلام أون لاين عام 2009.
6. قسم خاص في ملحق رمضان للتعريف بقضية القدس.
7. تخصيص زوايا وأقسام خاصة بالجريدة والبوابة الإلكترونية للتعريف بالقدس والمدينة المقدسة .
8. متابعة آنية للأحداث والتفاعل معها كما ينبغي.
9. حوارات دورية مع الشخصيات المقدسية والشخصيات المهتمة بالقضية على مستوى العالم العربي والإسلامي.
10. تبني الدعوة لمؤتمر إعلامي عربي إسلامي يبحث في أسباب تراجع اهتمام الإعلام بقضية القدس، ويضع خطط لإعادة تفعيل القضية.
الخلاصة
نحتاج إعلام لشحذ همم العرب والمسلمين ودعم صمود المقدسيين ، إعلام يجمع لا يفرق، يوثق ويرصد وينتج لا ينقل فقط عن وسائل إعلام غربية متحيزة... نحتاج عملا دؤوبا لتسليط الضوء على مدار الساعة عن القدس، وذلك عبر رفع مستوى التعاطي الاعلامي مع قضية القدس والمسجد الأقصى، وتناول جميع الملفات على جميع الأصعدة وبشتى الطرق الإعلامية.
كما نعلن تبني الدعوة لمؤتمر إعلامي عربي إسلامي يبحث في أسباب تراجع اهتمام الإعلام بقضية القدس، ويضع خطط لإعادة تفعيل القضية.
وختاما نؤكد على ضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات الهامة التي تسعى إلى تطوير العمل الإعلامي وتعزيز التكامل بين الأطراف الإعلامية العاملة لخدمة القدس، بما يصب في صالح القضية المركزية لقدسنا المحتلة وأقصانا الأسير.


------------------------------
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59