عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-02-2014, 08:41 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة هل يصل قاتل المسلمين بالهند للحكم؟


هل يصل قاتل المسلمين بالهند للحكم؟*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

1 / 5 / 1435 هــ
2 / 3 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

_4008.jpg


حسب منطق العدالة التي تدعو إليه جميع الشرائع السماوية, كما تنشده جميع القوانين الوضعية –حسب الظاهر على الأقل- فإن المجرم لا بد أن يحاكم ليأخذ جزاءه العادل والرادع, وذلك من أجل أن تحيا المجتمعات الإنسانية حياة سوية طبيعية, أما في منطق الغاب -الذي يعتبر قانون العصر الحديث- فإن المجرم يترقى في الدرجات والمناصب حتى يصل إلى رئاسة الوزراء أو حتى حاكم البلاد.

هذا ما ينطبق تماما على المتطرف الهندي "ناريندرا مودي" زعيم "حزب الشعب الهندي" أو ما يعرف بـ"بي جي بي" حيث ترجح التوقعات في الهند - بحسب استطلاعات الرأي - بفوزه في الانتخابات الهندية القادمة، ما يجعله مرشحا لرئاسة الوزراء.

وبحسب التوقعات، تقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن الولايات المتحدة بدأت الشهر الماضي محادثات مع الرجل الذي ظلت منذ عام 2005، ترفض منحه تأشيرة دخول لأراضيها؛ نظرا لمسؤوليته عن مذبحة 2002، التي راح ضحيتها أكثر من 2000 مسلم ، في ولاية كوجرات التي كان رئيس وزراء ولايتها.

وتبدأ قصة مذبحة عام 2002م, حين تعرض قطار كان يقل هندوسيين للحرق، و قتل 58 منهم، وأدى الحادث إلى أحداث عنف في كل أنحاء "غوجارات" التي كان مودي حاكما لها، وقتل في المذبحة أكثر من 2000 مسلم حرقا أو بالسيوف أو بالرصاص.

وقد كشفت تقارير منظمات متعددة ومنها "هيومان رايتس ووتش" عن دور حكومة الولاية وتواطئها في العنف حينها, وأشار التقرير تحديدا إلى واحدة من وزراء حكومة الولاية "مايا كودناني" التي أدينت بتنظيم مذابح ضد المسلمين، وشوهدت وهي توزع السيوف على الهندوس وتحثهم على قتل المسلمين.

ومن المعروف أن مودي (63 سنة) قد انتخب في كانون الاول/ديسمبر الماضي حاكما في ولاية غوجارات التي تعتبر من أكثر الولايات نشاطا في البلاد، ويتولى فيها منصب الحاكم منذ 2001 أي منذ أربع ولايات متتوالية.

وترى الصحيفة أنه في حال وصول حزب مودي "بي جي بي" -الذي يعتبر الجناح السياسي للحركة الهندوسية المتطرفة "هندوتفا"– فإن ذلك يؤذن بتعزيز النزعات الهندوسية الأصولية المتطرفة التي تتنامى بشكل كبير خلال ال25 سنة الماضية.

وتجري في الوقت ذاته -بحسب الصحيفة- إعادة تأهيل للمتطرف مودي، الذي أثبت تحقيق أجرته القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني مسؤوليته عن الجريمة، وضلوع مسؤولة في حزبه بشكل مباشر في مذبحة "غوجارات".

وتابعت أنه يشارك في عملية إعادة تأهيل "مودي" رجال أعمال هندوس في الولايات المتحدة وبريطانيا، نجحوا على ما يبدو في إقناع إدارة أوباما بلقاء مودي في نيودلهي.

ورغم أن خطر وصول هذا المتطرف إلى رئاسة الوزراء في الهند لا تتوقف على المسلمين فحسب, بل ستطال الباحثين والأكاديميين والليبراليين, إلا أن الولايات المتحدة الأمريكي أنهت مقاطعتها لمودي، عندما التقى مبعوثها معه في نيودلهي، بعد أن تمسكت بسياسة المقاطعة على خلفية ما رأته أنه "قلق من انتهاكات صارخة للحريات الدينية"، مما يعزز البراغماتية كسياسة أمريكية متبعة.

فقد ذكرت "الإندبندنت" أن آخر الحوادث التي تكشف عن مدى التعصب لدى الجماعات الهندوسية كانت عند قيام دار نشر "بنجوين" -والتي تعتبر من أضخم دور النشر بالإنجليزية في الهند- بسحب نسخ من كتاب أكاديمي "الهندوس: تاريخ بديل" للأكاديمية الكاتبة ويندي دوينجر، لأن الداعين لسحبه من الأسواق اعتبروه معاد لديانتهم، وأدى إذعان الشركة لمطالب المتشددين الهندوس بمؤلفيْن طلبوا إلغاء عقود وقعوها مع دار النشر.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن الليبراليين في الهند يشعرون بالخوف ويخشون أن يؤدي فوز مودي بالانتخابات المقررة في شهر إبريل المقبل لجرأة المتطرفين الهندوس.

وسجلت الصحيفة عددا من مظاهر هذا التطرف بحسب ما كتبه "ساني هاندال"، ففي الأسبوع الماضي قامت مجموعة تطلق على نفسها "هندو سينا" وتعني جيش الهند، بحرق مجلة اسمها "كارفان"، بسبب مقابلة مع متطرف هندي تحدث عن دعم أحد قادة المتطرفين لهجمات أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، في الفترة ما بين 2006 – 2008.

وأشار هاندال إلى الدور الذي تلعبه الجاليات الهندوسية في الولايات المتحدة وبريطانيا في تعزيز وإشعال هذه الحركة المتطرفة، وهو دور لا يلتفت إليه الكثيرون , وعليه ففي حالة انتخاب مودي رئيسًا للوزراء في الهند فسيترك هذا تداعيات خطيرة ليس في داخل الهند وحسب ولكن خارجها.

يذكر أن الحركة الهندوسية المتطرفة بدأت تتوسع في عام 1984 عندما أخذ المجلس الهندوسي العالمي يعمل على استعادة مسجد قال : إنه بني على مكان ميلاد أحد آلهة الهندوس "الإله رام".

وفي عام 1992 قام المجلس بتحريض أتباعه على تدمير المسجد، وهو ما أدى إلى مواجهات بين المسلمين والهندوس , واستفاد حزب الشعب الهندي المتطرف من هذا الوضع، وفاز بالحكومة في عام 1998.

إن سياسة الغاب والنفعية التي قامت على أساسها المدنية الغربية المعاصرة, والتي يمكن أن يصل فيها القاتل إلى سدة الحكم والرئاسة, وانهيار قناع مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية التي كانت تحاول أن تختفي ورائها, يؤذن بزوال تلك الحضارة الزائفة, التي لم تقدم للبشرية إلا الخراب والدمار وانهيار القيم الإنسانية.

---------------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
---------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59