السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من درر ابن القيم في المدارج
منزلة «الاجتباء» ..
فإن المؤمن متى بلغ ذروة الإيمان اجتباه الله واصطفاه . و قد استبدّ الأنبياء عليهم السلام بهذه المنزلة و كادوا أن يحتكروها ،
إلا حيّزًا أخلاه الله تعالى و ادّخره ليهبه ثلّةً من المؤمنين في كل جيلٍ يَصدقونه الحُبّ ، فيحبّهم ، و يريدونه ، فيريدهم .
و منه اجتباؤه لموسى و استخلاصه إياه لنفسه من غير سبب أو سابقة استحقاق من موسى،
فإنه خرج ليقتبس النار، فرجع و هو كليم الواحد القهار ، بمحض فضله و اجتبائه تعالى .
و أما غير الأنبياء فمن اجتبائه : أن يعصم عبده و هو مستشرفٌ للجفاء ، اضطرارًا ،
بتنغيص الشهوات و تعويقها عليه إكراهًا .
« مدارج السالكين 759/2 »