عالم الرّؤى
د. أيمن أحمد رؤوف القادري
31 كانون الثّاني 2015
لا تَسْأَمِي عُشِّي وَلا أَغْصَاني=يَا أُمَّ أَخْيِلَتي وَعِشْقَ جَنَاني
يا وَاحَةَ الـظَّمْآنِ في حَرِّ اللَّظَى= كُوني الْقُرَاحَ عَلَى مَدَى الْأَزْمَانِ
أَحْلَاميَ الْبِيضَ، اخْطِرِي بِعَباءةٍ= مَسَخَتْ رَمَادًا خَالِصَ الْأَلْوَانِ
في هَدْأَةِ اللَّيْلِ ارْقُصِي، لا تَأْبَهِي= فَالـنَّوْمُ يَأْسِرُ، عادِلًا، أَجْفَاني
يـَا زَوْرَقَ الْأَحْلامِ، خُذْني مِنْ هُنَا!= أَبْحِرْ، مَلَلْتُ ثَقَافَةَ الشُّطْآنِ
يَــمِّمْ بِرُوحِي شَطْرَ كُلِّ جَزِيرَةٍ= حَيْثُ الضَّــــبَابُ مُطَـــوِّقٌ وِجْدَاني
***
أَسْدَلْتُ جَفْنِي كَالْـجِدَارِ، فَطَأْطَأَتْ= مُقَلُ الْـهُمُومِ، وَعُدْنَ في خِذلانِ
أَنْسَى الشُّجُونَ، وَإِنْ بَنَتْ أَبْرَاجَهَا= في هَامَتِي، مِنْ صَخْرِها الصَّوَّانِ
وَأَهِيمُ في أُفُقٍ غَرِيبٍ غَامِضٍ= كَالرِّيْشِ هَدْهَدَهُ الـنَّسِيمُ الْـحــَاني
أَطَأُ الْغُيُومَ الْفَارِهَاتِ، وَرُبَّـمَا= أَلْهُو وَأَقْفِزُ في عَدِيدِ ثَوَانِ
وَيَزُورُني الْـمِرِّيخُ يَحْسُو قَهْوَتي= والشَّمْسُ تَضْحَكُ، والــنُّجُومُ رَوَانِ
وأُجاذِبُ الأَحْبابَ بَعْدَ مَــماتِهِمْ= هَمـْسَ الـــتَّـناجي في غَريبِ بــيانِ
لِيْ دَمْعَتانِ على الوِسادَةِ هٰهُنا= تتراقَصانِ بناصِعِ الـمَرْجانِ
في الدَّمعةِ الأُولى ابتِهاجٌ بالـرُّؤى،= وإذَا صَحَوْتُ فَدَمْعَةُ الـخُسْرانِ
***
لا يَشْقَ لُـبُّكَ في الإِحاطَةِ بالـرُّؤى= فالـنَّومُ بابُ مَغارَةِ الـنِّسْيانِ
خَلِّ الـتَّفَكُّرَ، عِشْ ثَوانِيَ هانئًا= وانْعَمْ بنُورٍ في ظَلامِ دُخَانِ
فَــلَـكَمْ أَضاعَ الْـمَرْءُ، وَهْوَ مُحاصَرٌ= في تُرَّهاتِ الفِكْرِ، دِفْءَ مَعانِ!
في عَالَمِ الْأَحْلَام أَشْبَاحُ الرُّؤَى= وَجُنُونُ فِكْرٍ فَكَّ كُلَّ عِنَانِ
يتقاذَفُ الـرُّوحَ الطَّليقةَ في الـدُّجى= نُورُ الْـعُقولِ، وثَورَةُ الهَذَيانِ
وأَمَرُّ كابوسٍ كَطِفْلٍ عابِثٍ= تَرَكَ القِطارَ إلى قِطارٍ ثانِ
نَــمْ أيُّــها الْـجَفْنُ الْقَريرُ، بِلا وَنَى= واسْأَلْ صَدَى الأَسْرَارِ بَعْضَ أَمَانِ