العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2020, 09:25 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,217
ورقة هـل يشعـل ترامـب العالـم قـبل رحيلـه؟


هـل يشعـل ترامـب العالـم قـبل رحيلـه؟
___________________________

(أحمد مصطفى الغر)
_______________

4 / 5 / 1442 هــــــــــــــــــ
19 / 12 / 2020 م
_________________

818122020032922.png



لا يزال أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقل من شهر في الحكم قبل أن يغادر البيت الأبيض، تاركًا إياه للرئيس المنتخب حديثًا جو بايدن، لكن على مدار الأيام القليلة الماضية لم تتوقف التكهنات عن سعى ترامب لتوريط خلفه في عدة أزمات داخلية وخارجية تُعقّد فترته الرئاسية، لا سيّما خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض، ويبدو أن الهامش الزمني كلما ضاق، كلما تمادى ترامب في قرارته التنفيذية التي من شأنها تصعيب الأمور، لا سيّما بعدما أعلن المجمع الانتخابي بشكل رسمي فوز بايدن بـ 302 صوتًا، وفشلت كافة مساعي ترامب القضائية التي تزعم تزوير الانتخابات، لقد شغل ترامب العالم منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها إلى البيت الأبيض، كان الجميع يترقب اندلاع حرب عالمية في أي لحظة، فتصريحات ترامب ومواقفه المتهورة كانت توحي بذلك، لذا يبدو أن خروجه من البيت الأبيض لن يتم إلا بعد أن يشعل آخر أعواد الثقاب في العلبة. هـل يشعـل ترامـب العالـم قـبل رحيلـه؟

بالنسبة للشأن الإيراني؛ فإن فرص الصدام لا تزال قائمة، خاصةً بعد اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين "محسن فخري زاده"، في 27 نوفمبر الماضي، قالت إيران إنها سترد في المكان والوقت المناسبين، هذا يذكرنا باغتيال القائد السابق لـ"قوة القدس"، الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي جرى اغتياله مطلع العام الجاري، وردت إيران بإطلاق صواريخ بالستية على قاعدة عين الأسد في غرب العراق، ومع اقتراب مرور عام على ذكرى اغتياله التي ربما كان يحضّرون لإحيائها أو الثأر لها مجددًا، يجدون أنفسهم في مواجهة ثأر جديد لدماء "زاده"، بحسب تقارير فإن إيران قد باتت تمتلك الآن أكثر من 2.5 طن من اليورانيوم منخفض التخصيب، وهو ما يعني أن لديها أكثر من 12 ضعفًا من المواد اللازمة لصنع الأسلحة النووية، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين، وإن كان الأيرانيين يسابقون الزمن انتظارًا لقدوم بايدن الذي قد يحيي إتفاقهم النووي من جديد، لا سيّما وأن البلاد أمام ذروة أزمة صحية واقتصادية تعصف بها، لذا سيفضل الايرانيون الانتظار الى الأداء القريب للقسم من قبل بايدن بدلًا من أن ينفذوا تهديدهم ويدخلوا في مغامرة غير محسوبة مع ترامب، الذي يريد أن يكون مختلفًا عن أسلافه، والذي بالرغم من أنه يتحدث طوال الوقت عن "إعادة القوات إلى الوطن"، إلا أنه قد لا يتورع في شن حرب جديدة في الشرق الأوسط، خاصةً وأنه يتصرف بجنون في الأمور ذات الأهمية الدولية، ويريد إثارة أكبر قدر ممكن من الكراهية لجعل المصالحة المستقبلية بين إيران وإدارة بايدن مستحيلة.

أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين صرح في وقت سابق بأن "الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، كما أنه يعزز قواته في الشرق الأوسط، استعدادًا للرد على هجوم إيراني محتمل"، لقد فكر ترامب في توجيه ضربة عسكرية لمواقع إيرانية قبل أسابيع، ردًا على إسقاط طهران لطائرة استطلاع أمريكية قالت إنها اخترقت أجواءها، لكن يبدو أن المستشارين من حوله أقنعوه بإلغائها، لم يخفِ الأمر، وعلّق قائلًا: "لا أسعى لحرب إن وقعت ستكون محوا لم تروه من قبل أبدًا، غير أنني لا أسعى إلى فعل ذلك"، لكن ترامب المهووس بجنون العظمة يدعم موقفه هذا وقوف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى جانبه، وهو بلا شك سيكون مسرورًا في إشعال نار الحرب، فلدى إسرائيل سياسة متبعة في هذا الشأن، تُعرف باسم "الحملة بين الحروب"، حيث تحاول الحد من قدرة إيران وتحجيم نفوذها قبيل اندلاع نزاع مباشر قد يقع في أيّ لحظة، وبالرغم من أن المسألة الإيرانية تحظى بإجماع كبير وتوافق بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، إلا أنها في الولايات المتحدة تعدّ موضعًا للخلاف الشديد بين الديمقراطيين والجمهوريين.

المخاوف الأوروبية من الأيام الأخيرة لترامب لا تتوقف أيضا، خاصة من ألمانيا، فمما يقلق الأوروبيون في المسألة الإيرانية هى طريقة معالجة ترامب لها، حيث يعتبرون أن انسحابه من الاتفاق النووي كان خطأ فادحًا، كما فشلت سياسة العقوبات التي اعتمدها ترامب نسبيًا في احتواء برنامجها النووي أو كسر شوكة إيران، فبالرغم من التدهور المتزايد للاقتصاد الإيراني والتضييق على إمدادات الأدوية وارتفاع معدلات البطالة والفقر، إلا أن الغطرفة الإيرانية ظلت مستمرة، وهذه الصورة لا شك أنها تزعج ترامب الذي يسعده رؤية العالم راضخًا له، لكن الملف الإيراني ليس وحده هو الذي مصدر الخلاف والقلق بين أوروبا وترامب، فقد عمل ترامب خلال فترته الرئاسية المنتهية على تسريع التسلح العالمي، وشن الحروب التجارية على الحلفاء في أوروبا، حيث فرض الرسوم الباهظة على واردات الفولاذ والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، وإضعاف منظمة التجارة العالمية، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وإلحاق الضرر بالتحالف الغربي، كان حلف الناتو فعليًا على جهاز الإنعاش في عهد ترامب، خاصة بعد المشكلات المتعلقة بالإنفاق الدفاعي، وخلال 4 أعوام وجّه ترامب ضربة تلو الأخرى للتعددية التي يوليها الأوروبيون أهمية بالغة كنهج في التعامل مع تحالفاتهم لمواجهة التحديات الدولية.

دفعت سياسة ترامب المناهضة للصين وروسيا، إلى إنشاء تحالفات جديدة خارج عباءة الولايات المتحدة وأوروبا، هى تحالفات قادرة على تغيير الجغرافيا السياسية وكسر الحصار الذي تعاقب به واشنطن خصومها، لكن بشكل عام فإن المشاعر المعادية للصين وروسيا عميقة في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبالتالي فإن التعريفات الجمركية والعقوبات الاقتصادية على الشركات أسلحة طبيعية في معركة الولايات المتحدة مع هاتين القوتين العظمتين، ستستمر الحرب التجارية في دفع واشنطن وبكين وموسكو إلى مسار تصادمي، لكنها لن تتطور بأي حال إلى حرب بالبارود والرصاص، حيث تدرك الأطراف الثلاثة أن حرب من هذا النوع قد تمحي عقود من الصناعة والحضارة في لمح البصر، والأمر ذاته مع كوريا الشمالية.. التي حظى ترامب بشكل مفاجئ بأن يكون أول رئيس أمريكي تطأ قدماه أرضها، بعدما التقى زعيمها كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، وبعد حروب التصريحات المتبادلة بين ترامب وكيم.. تشكلت صداقة متبادلة بينهما، تجعل اشتعال الحرب بينهما مستحيلة.

داخليًا في الولايات المتحدة، لا أحد يريد الحرب، مشاهد التوابيت العائدة بجثث الجنود لا تسعد أحدًا، وبحسب بايدن أن يواجه الإرث الثقيل الذي سيتركه ترامب، فقد نجح الأخير في تأسيس حالة فريدة من الشعبوية والعنصرية والطائفية، ربما لم تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية، ومن ثمَّ فإن بايدن يرث دولة منهكة بشعب منقسم إلى فريقين متباعدين تماما، هذا بخلاف الحاجة إلى رفع الوعي المجتمعي لمواجهة وباء كورونا المستجد، فقد أطاح ترامب بكل أسس العلم في هذا الشأن، وأخذ الموضوع إلى منعطف الخرافة ونظريات المؤامرة. ينتظر العالم الأيام الأخيرة لترامب في البيت الأبيض، والجميع يراقب عقارب الزمن، على أمل أن يخرج ترامب منه والعالم هادئ بلا حروب.




__________________________________________________ _
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
العالـم, ترامـب, يشعـل, رحيلـه؟, قـبل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هـل يشعـل ترامـب العالـم قـبل رحيلـه؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترامـب وكابـوس الرئاسـة المقبـل عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-01-2020 07:07 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59