#1
|
||||
|
||||
إدارة و تطوير الذات الإسلامية
في 07 June 2007 ميلادي | 22 جمادى الأول 1428 هجري إدارة الذات مجال هام يشغل قطاعاً عريضاً من المهتمين بالتنمية البشرية؛ في ضوءه تعقد الندوات وورش العمل، ومن أجله تنظم الدورات التدريبية. مجال كتبت فيه كتابات عديدة أكثرها غربية جاءت لتواكب دوامة السرعة اليومية التي خلفها التقدم التكنولوجي. تلك الكتابات التي أوضحت أن إدارة الذات في أبسط صورها هي “ قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها“. ولكن! عندما نتناول هذا الموضوع ونحن أمة إسلامية لها هويتها الخاصة والمتميزة، فإن التناول ينبغي أن يكون بنظرة عقدية، تفرض علينا مجموعة من التساؤلات، وبالإجابة عليها نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في فهم واستيعاب إدارة الذات. فبداية نسأل ما هي الذات التي نريد إدارتها ؟ وهل الذات التي نسعي لإدارتها هي الذات التي تحقق هدف الأمة الإسلامية ؟ وهل الذات التي تشكل شخصيتنا تسير على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وما هي الينابيع التي تستقى الذات منها زادها ؟ أسئلة لا يستطيع أن يجيب عنها إلا صاحب الذات نفسه وذلك وفق رؤية شرعية منضبطة. من هذا المنطلق نبدأ مع الذات الإسلامية التي نريد أن نديرها. ولنسأل لماذا ندير هذه الذات ؟ هل نديرها لله أم لأنفسنا؟ حتى نستطيع الوصول للإجابة السليمة عن هذا السؤال فإننا يجب أن نضع نصب أعيننا الهدي الرباني في قوله تعالي ” قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” الأنعام: الآيات 162-163. لنصل بذلك إلى رفعة الأمة الإسلامية، مقتفين في ذلك أثر رجال فتحت على أيدهم البسيطة، وذُهل الملوك والقياصرة من فن إدارتهم لذاتهم، فهذا هو المقوقس عندما أرسل رسله إلى جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه إبان فتح مصر، أبقاهم عمرو عنده يومين ليطلعوا على حياة جند رباهم الإسلام وشكل ذواتهم ووضع أسس إدارتها، فلما عادوا إلى المقوقس قالوا له: “رأينا قوماً الموت أحب إليهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، وإنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم ولا السيد من العبد وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم“. فقال المقوقس: “ والذي يُحلف به لو أن هؤلاء الرجال استقبلوا الجبال لأزالوها وما يقوى على قتال هؤلاء أحد“. من هنا وبعد أن يعرف العبد ما هي الذات ولماذا يديرها في ضوء عبوديته لله، ننتقل به إلي بعض التوجيهات العملية التي قد تفيد بعد توفيق الله سبحانه وتعالي في فنية إدارة الذات.
المصدرhttp://www.redman4u.com/2007/06/07/i...f-development/ المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الذات, الإسلامية, تطوير, إدارة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع إدارة و تطوير الذات الإسلامية | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
علماء الجزائر ينتقدون تجاهل الهوية الإسلامية في تطوير التعليم | عبدالناصر محمود | الملتقى العام | 0 | 06-28-2016 03:45 AM |
قصتي مع فتاة تطوير الذات | عبدالناصر محمود | الملتقى العام | 0 | 12-07-2015 08:45 AM |
وقفات مع كتب ودورات " تطوير الذات " ومثيلاتها | Eng.Jordan | الملتقى العام | 0 | 04-03-2012 10:53 AM |
تطوير الذات | Eng.Jordan | الملتقى العام | 0 | 03-12-2012 12:45 PM |
عرض تقدمي حول إدارة الذات | Eng.Jordan | عروض تقدمية | 0 | 02-09-2012 02:03 PM |