هروب جماعي من شمال وجنوب إسرائيل يعكس انعدام الأمان فيها

الأمان , انعدام , جماعي , يعكس , شمال , فيها , هروب , إسرائيل , وجنوب

تل أبيب: الجبهة الداخليّة أوهن من بيت العنكبوت وبحاجةٍ لـ420 مليون دولار لتعزيزها: الهروب الجماعيّ من الشمال والجنوب أكّد انعدام المناعة القوميّة لدى المُواطنين
May 22, 2018

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
من نوافل القول إنّ العمق الإسرائيليّ بات مهددًا، باعتراف تل أبيب، من الصواريخ الإيرانيّة والسوريّة وصواريخ حماس وحزب الله، التي تصل إلى مفاعل ديمونا، وصواريخ حماس، القادرة على شلّ منطقة غوش دان، مركز عصب الدولة العبريّة، كما أنّه بحسب المصادر الأمنيّة الرفيعة الرفيعة في إسرائيل فإنّ حركة حماس تمتلك صواريخ تصل إلى ما بعد حيفا في الشمال.
وفي هذا السياق، قال وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، عمير بيريتس، الذي أدار عدوان لبنان في صيف العام 2006، قال أمس خلال جلسةٍ للجنة الماليّة التابعة للكنيست، والتي تمّ تخصيصها لتحصين الجبهة الشماليّة، قال إنّه يجب استغلال كل فوائض الجباية لإنهاء الثغرات في تحصين الجبهة الداخليّة وخاصّةً في الشمال، على حدّ تعبيره.
وبحسب موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أضاف بيريتس، وهو من أقطاب حزب (المُعسكر الصهيونيّ) إنّ الحديث يدور عن دفع مبلغ 420 مليون دولار أمريكيّ فقط في الربع الأخير لتحصين الجبهة الشمالية.
علاوة على ذلك، اعتبر بيريتس أنّ كل مُواطنٍ سيحصل على 30 دولارًا نتيجة تخفيض الضرائب الذي قام به وزير المالية موشيه كحلون، فإنه سيكون سعيدًا في التنازل عنها من أجل استثمار ضروري في تحصينٍ طويل الأمد، كما أكّد.
في السياق عينه، قرر يسرائيل هارئيل الخروج عن الصّف والتغريد خارج السرب، والرجل هو من غلاة المُستوطنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والذي شغل منصب رئيس ما يُطلق عليه مجلس المُستوطنات لمدّة 15 عامًا، حيث نشر مقالاً في صحيفة (هآرتس) تناول فيه مناعة العمق الإسرائيليّ، وفي ردٍّ على ما تُحاول القيادة دولة الاحتلال تصويره عن مناعةٍ قوميّةٍ لدى الجمهور الإسرائيليّ، لفت هارئيل إلى أنّ ردود الفعل الإشكاليّة للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخيّة خلال حرب لبنان الثانية، والهرب الجماعيّ لسكان النقب في ضوء قصف حماس خلال عملية “الجرف الصامد”، صيف العام 2014، أثبتا أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتع بقدرةٍ منخفضةٍ ومقلقةٍ على المواجهة.
وهكذا تمكّن هرئيل من تجريد القيادة السياسيّة الإسرائيليّة التي تُحاول التخفيف من وطأة امتناعها عن المبادرة بفعل قيود الردع المضاد، وخاصة أنّه رأى أيضًا أنّ أداء صنّاع القرار في تل أبيب ينطوي على اعتماد سياسة الاحتواء، بعد التخلّي عن سياسة الهجوم المُضاد والمبادرة منذ حرب عام 1967.
بكلمات أخرى، جزم هرئيل قائلاً إنّه منذ حرب الأيّام الستّة (عدوان حزيران 1967)، توقّفت إسرائيل عن المبادرة، وانتقلت إلى مرحلة التلقّي، وهذه النظرية تتطابق مع تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد أخيرًا أنّه منذ العام 1967 لم تنتصر إسرائيل في أيّ حربٍ خاضتها.
على صلةٍ بما سلف، رأى الخبير الإستراتيجيّ شاؤول شاي، في صحيفة (يسرائيل هايوم) أنّه في سياق الحرب الدائرة عند الحدود السوريّة اللبنانيّة من أجل تصفية وجود المنظمات المسلّحة ولاسيّما “جبهة النصرة” و”داعش”، يتبلور تعاون عملياتيّ بين الجيشين اللبنانيّ والسوريّ وحزب الله، الأمر الذي ينعكس مباشرةً على إسرائيل.
ومضى قائلاً إنّ سيطرة الجيش السوريّ وحزب الله على الحدود السوريّة اللبنانيّة يستكمل عاملاً آخر في العملية الإستراتيجيّة الإيرانيّة لإيجاد تواصلٍ جغرافيٍّ بين طهران وبيروت، وبالتالي فإنّ إعادة الانتشار هذه تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وفق تعبيره.
وشدّدّ المُحلّل على أنّ نجاح المعركة الحالية سيؤدي إلى سيطرة حزب الله والجيش السوريّ على الحدود السوريّة اللبنانيّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ إسرائيل تُدير معركةً طويلةً ومُعقّدةً من أجل منع نقل الوسائل القتالية المتقدّمة من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، وهذا الواقع الجديد يصعّب عليها هذه المهمة.
واختتم قائلاً إنّ هذا التعاون يمكن أنْ يكون موجّهًا في المستقبل أيضًا ضدّ إسرائيل، وبالتالي فإنّ توثيق الروابط بين الجيش اللبنانيّ وحزب الله يُحتّم على إسرائيل إعادة تقييم لهذه المسألة، والمطالبة بوقف تزويد الجيش اللبنانيّ بالسلاح، وأنّه يتحتّم على الدولة العبريّة متابعة التطورات السريعة في الجبهة الشماليّة خوفًا من تضرّر مصالحها الأمنيّة الحيويّة.
وللتدليل فقط على ضعف الجبهة الداخليّة في إسرائيل نُذّكر بأنّه قبل عدّة أسابيع تطرقت القناة الأولى الإسرائيليّة (كان)، للتهديدات المحدقة بمنطقة حيفا، بسبب تواجد عددٍ كبيرٍ من المصانع الكيميائيّة، حيث قال رئيس بلدية حيفا، المحامي يونا ياهف، إنّ تعرض منطقة حيفا لصواريخ العدو ست*** كارثةً وفق كل المقاييس والمعايير، على حدّ تعبيره.

المصدر: ملتقى شذرات