#1  
قديم 03-24-2015, 07:46 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة حلم متهور


عاصمة مصر الجديدة.. حلم متهور*
ــــــــــــــــــ

4 / 6 / 1436 هــ
24 / 3 / 2015 م
ــــــــــــ

823032015101759.png

باتريك كينجسلي – الغارديان
--------------------

المدينة الحالية والتي لا تحمل اسماً سيكون باستطاعتها أن تؤوي خمسة ملايين نسمة حيث ستضم 660 مستشفى و1250 مسجد وكنيسة بالإضافة الى متنزه يزيد حجمه 4 أضعاف حجم مدينة ألعاب ديزني. كل هذا سيتم الانتهاء منه خلال 7 سنوات, هل من الممكن أن يحدث هذا؟
"تظن الحكومات بأنه باستطاعتها أن تنقل الناس للمناطق الجديدة", والتي تعتبر نموذج لعاصمة مصرية جديدة.
لقد انتقلت العاصمة المصرية أكثر من عشرين مرة في تاريخها الممتد منذ 5000 سنة, ولكن مقرها الحالي باعتبارها مقراً للسلطة الرسمية في البلاد بقي دون أي تغيير منذ سنة 969 ميلادية. وفي تلك السنة بدأ غزو الفاطميون للمدينة حيث قاموا ببناء سياج كبير من أجل أن يقيموا المساجد والقصور الجديدة , تلك المدينة عرفها السكان باسم القاهرة وفي نهاية المطاف أصبحت معروفة في العالم كله بهذا الاسم.
وفي حال كان المسؤولون المصريون معتقدين بذلك فإنه بعد مرور ألف عام على القاهرة ومع وجود ما يقارب 20 مليون نسمة يعيشون فيها في وقت لاحق ربما ستكون في النهاية مدينة ذات حظ جيد. لقد أعلنت الحكومة في وقت سابق عن خطط لوحت بها كعصا الأوركيسترا تتعلق بمدينة القاهرة لتقوم بتطويرها احدى الجهات الخارجية. وتماما كما كانت عليه المدينة في الماضي, فإن هذه المدينة الجديدة سيتم بناؤها من الصفر وهذه المرة سيقوم ببنائها رجل الأعمال الإماراتي الذي كان مسؤولاً عن بناء برج خليفة في الامارات, حيث ستقام على الأراضي الصحراوية الواقعة الي الشرق من مدينة القاهرة الحالية.
وقال وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي ذو الشخصية المنمقة بأن" مصر لديها الكثير من العجائب مقارنة بأي بلد آخر في العالم, كما أنها تقدم المزيد من الأعمال التي يعجر الانسان عن وصفها", جاء حديثه هذا عندما كشف النقاب عن المشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليار جنيه استرليني وذلك أمام 30 شخصية رفيعة المستوى من أمراء وملوك ورؤساء دول, بالإضافة الى المئات من المستثمرين المتوقع أن يكون لهم دور مهم في هذا المشروع. كما أضاف قائلاً: "لهذا السبب يظل من الواجب علينا كمصريين أن نثري ونحسن هذه الصورة وأن نضيف لها لوناً آخر يجعل من أحفادنا قادرين على أن يقولوا بأن هناك من كان يسعى لجعل مصر بلداً مميزاً".
لقد تبين أن حجم الخطط الموضوعة للمشروع تتحدي المعايير التاريخية. وفي حال اكتمل تنفيذها, فإن هذه المدينة الحالية المجهولة الاسم سوف تتجاوز مساحتها السبعمائة كيلو متر مربع (وهي مساحة بحجم سنغافورة), كما أنها ستضم متنزه يتضاعف حجمه عن حجم المنتزه الرئيسي في مدينة نيويورك هذا بالإضافة الى مدينة ألعاب أكبر من مدينة ألعاب ديزني بأربع مرات. كل هذه الخطط سوف تكتمل خلال خمس الى سبع سنوات. ووفقاً للنشرة الخاصة بالمشروع فإنه سيكون هناك بالتحديد 21 حي سكني و 25 "حي مخصص", و 663 مستشفى وعيادة طبية و 1250 مسجد وكنيسة , بالإضافة الى 1.1 مليون منزل يؤوي خمسة ملايين شخص على الأقل.
ومن حيث التعداد السكاني ستكون المدينة أكبر عاصمة شهدها التاريخ البشري حيث تقارب بحجمها مجموع كل من مدينة اسلام أباد (والتي يقدر تعدادها السكاني 1.8 مليون نسمة) ومدينة برازيليا والتي يبلغ تعدادها السكاني 2.8 مليون ومدينة كانبيرا بتعداد سكاني يصل الى 380 ألف نسمة مع بعضها البعض.
وفي بعض الأحياء السكنية في مصر فإن هذه الاعداد المذهلة قد تم احياؤها من قبل أولئك الذين يأملون كثيراً في أن تستطيع العاصمة الجديدة تمثيل عملية التجديد الوطني تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وذلك بعد سنوات من الانقسام الاجتماعي العميق والاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية.
لقد كتب سيد البابلي في عموده في احدى الصحف المملوكة للدولة قائلا بأن المدينة ضربت مثلاً عن الطريقة التي اتبعها المؤتمر الاقتصادي والذي أعلن فيه أن "أحلام مصر ستتحول إلى حقائق ومشاريع". وفي اشارة إلى المحاولات الفاشلة لبناء عاصمة جديدة في عهد الرئيس حسني مبارك, قال البابلي إن باستطاعة المصريين الآن أن يفكروا ويحلموا ويتطلعوا للأمام من أجل استكمال ما كنا نعتقده في الماضي أمراً مستحيلاً".
ولكن مشكلة أمثال البابلي ومدبولي تتمثل في أن هناك من يشكك في تحقيق هذا الحلم بشكل خاص. ويقول برينت توديريان وهو أكبر المخططين السابقين لمدينة فانكوفر ومستشار للعديد من المدن خارج الشرق الأوسط :" بالاعتماد على الأحداث التاريخية والعالمية فإن محاولة بناء مدينة جديدة من الصفر يعتبر مراهنة كبيرة". وأضاف:" إن الأمر الذي يشعرني بالقلق بشكل كبير يتمثل في السرعة التي ستبنى بها المدينة وهي من خمسة إلى سبعة سنين. هذا المدة تمر سريعاً بشكل لا يصدق. وفي حال تم بناؤها بتلك السرعة سوف تكون مدينة أشباح تماماً مثل المسرحيات التطويرية الأخرى الماضية".
إن المدن التي أنشاها توديريان كانت أقل جاذبية في الصين وذلك مثل أماكن مثل تساوفيديان والتي كانت يأمل الكثيرون بأن تجذب ملايين من الناس ولكنها انتهت بعدة آلاف قليلة يسكنوها. تعتبر دبي مثالاً واضحاً للطموح من أجل الوصول للنجاح. ولكن في مكان آخر من الامارات العربية المتحدة هناك المدينة الجديدة التي أطلق عليها اسم المصدر والتي أنشأها بشكل طارئ الوزير سلطان الجابر وهو الذي قاد الاستثمار الاماراتي في مصر, هذه المدينة كان من المفترض أن تؤوي 50000 شخص حتى الآن ولكننا نراها الآن تؤوي بضع مئات فقط.
ونشرت صحيفة الجارديان عن مدبولي قوله أن لديه بالفعل مال يكفي للبناء على مساحة 100 كيلو متر مربع على الأقل, بما فيه بناء برلمان جديد. كما وأضاف قائلاً:" نحن ملتزمون من أجل المرحلة الأولى, ولدينا بالفعل خطة واضحة جداً."
ولكن بالنظر إلى مصر فإنه حتى خطط المدن التي تعتبر أفضل حالاُ تميل نحو الفشل. إن لدى مصر تاريخ في مجال بناء المدن الغير مكتملة في الصحراء, والذي يعتبر نتاج اعتقاد امتد عمره لعشر سنوات والذي يعكس حقيقة بأن التطورات سوف تتحكم في حالة الاكتظاظ في المدن الرئيسية. ومن الناحية النظرية فإن الاستراتيجية تعتمد على المنطق: فحوالي 96% من المصريين يعيشون على 4% من الأرض المصرية, ومع تزايد التعداد السكاني فإن ترحيل البعض من المصريين ربما سيؤدي إلى حل مشكلة الاكتظاظ في الدولة المصرية.
ولكن التجربة قدمت لنا خلاف ذلك مراراً وتكراراً. وبالنظر إلى المدن الموجودة و التي كانت تعتبر"مدناً جديدة" و البالغ عددها 22 مدينة في الدولة المصرية حيث البعض منها يبلغ عمره 30 عاماً ما زالت جميعها تؤوي أكثر بقليل من مليون نسمة وتحتوي على الآلاف من المنازل الفارغة. وبعيداً عن الاكتظاظ السكاني الهائل في مدينة القاهرة, فإن هذه المدن تعتبر من الناحية النظرية آفاق مستقبلية جذابة للعديد من المصريين ولكن عملياً لا يستطيع معظمهم الانتقال الى هناك.
وبالاستشهاد بالمثال الأكثر شهرة, فإن القاهرة والتي تعتبر الضاحية الجديدة التي تقع الى الشرق من المدينة التي تحمل نفس اسمها كان من المفترض أن تجذب الملايين من السكان. ولكن بعد عقد ونصف من الزمن مازالت تحوي مئات آلاف قليلة من السكان, وهو ما يمثل مفارقة لم يلاحظها أشرف سليمان وزير الاستثمار المصري وذلك عندما قال متهكماً أن المدينة التي لم تسمى بعد سوف تحمل اسم" مدينة القاهرة الجديدة".
لقد أمضى ديفيد سيمز, وهو مهندس مدني يعمل في مجال التخطيط يتخذ من القاهرة مقراً له, سنوات وهو يقوم بفهرسة عوامل الفشل المتعلقة بالمدن المصرية, حيث بلغت هذه العملية ذروتها بنشر كتابه الأخير الأسبوع الماضي حول هذه الموضوع والذي يحمل عنوان" أحلام الصحراء المصرية: تطوير أم كارثة؟ وبالنسبة لسيمز فهو يميل برأيه الى اعتبارها أحلام كارثية.
ويقول سيمز: "إنهم مجرد مجموعة من الشخصيات التي ينتابها الجنون. فكفة الميزان ترجح بضخامة القضية , فهناك أسئلة تثار حولها مثل : كيف ستقومون بإنشاء البنية التحتية؟ وكيف ستحصلون على الماء؟ وكيف سيقومون بنقل جميع تلك الوزارات؟ وبعبارة أخرى, أعتقد أنه يأس يؤدي بهم إلى التهور. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيتمخض عن ذلك ولكني أشك أن الأمر سينجح.
إن السبب في عدم القدرة على توطين السكان في الصحراء وعدم قدرتهم على تحقيق عنصر الجاذبية يرجع بشكل كبير إلى عدم وجود البنية التحتية وفرص العمل. فأماكن مثل مدينة القاهرة الجديدة لم تقدم فرص عمل كافية للسكان الفقراء, هذا بالإضافة إلى عدم وجود وسائل نقل بأسعار في متناول الجميع ليستخدمها السكان في الانتقال إلى مناطق أخرى قد يستطيعون ايجاد فرص عمل فيها. ويقول نيك سميك أريس وهو عالم الأنثروبولوجيا في برنامج أكسفورد لمستقبل المدن كما أنه مقيم سابق وباحث في مدينة صحراوية جديدة وهي مدينة الهرم, يقول:" هناك مطلب للعيش هناك ولكنه مطلب مجموعة محددة من الناس وهي مجموعة ليس كبيرة من الناحية الديمغرافية." ويضيف:" لدى الناس رغبة في الابتعاد عن القاهرة والعيش في محيطها ولكن حتى يقوموا بذلك فهم بحاجة الى سيارة وهذا يعني أنه يجب أن يكون لك مصدر رزق لتعتاش منه."
وأضاف "قامت الحكومة المصرية باستخدام عامل القوة لإجبار الناس على العيش في المناطق المحيطة بمدينة القاهرة وذلك عن طريق طردهم من المناطق الفقيرة داخل المدن ومن ثم نقلهم إلى المدن الصحراوية. ولكن صورة الحياة التي يعيشونها هناك انعكست على الآخرين سلباً حيث لم يحذو حذوهم وينتقلوا إلى هناك. ويقول سميك أريس:" تعتقد الحكومات أن باستطاعتها نقل الناس إلى المناطق الجديدة ولكن في حقيقة الأمر الناس يذهبون إلى حيث يريدون دون إجبار أو اكراه". وأردف: "وبالنسبة للعديد من الناس فإن منازلهم هي أيضاُ أماكن عمل بالنسبة لهم وذلك لا يمكن أن يحدث في التجمعات السكانية التي تضم مباني مرتفعة في الصحراء. إن نظام الاعمال الخاص بهم بالإضافة إلى الدعم المقدم لهم سينهار بأكمله. كما أنهم لن يكونوا قادرين على الوصول الى زبائنهم والمواد التي يحتاجونها في أعمالهم والى المزودين ".
وبالنسبة لهربرت جيرارديت, وهو مؤلف لعشرات الكتب حول نظرية التمدن, فإن هذه الحالة ليست بالأمر المقلق والأكثر الحاحاً. فهو يشعر بأن عاصمة مصر الجديدة سوف يكون لها مستقبل جيد من ناحية تقديم وتوفير فرص عمل أفضل مما تقدمه العاصمة السابقة, ويرجع السبب في ذلك إلى وجود نية بنقل مقرات الحكومة المصرية لتتمركز هناك. ولكن أكثر ما يشعره بالقلق يتمثل في آثار انبعاثات غاز الكربون في المدينة. حيث يدعي مهندسي المدينة بأنها سوف تتجه نحو " مبدأ الاستدامة". ويتساءل جيرارديت فيما اذا كانت ستؤدي حالة الاندفاع نحو التصميم والبناء إلى عدم التركيز على التفاصيل الصغيرة المتعلقة بقضية التخلص من النفايات واستعمال الطاقة الخضراء.
ويقول أيضاً:" ماهي الطريقة التي ستتخلص بها المدينة من النفايات؟ ومن أين ستستمد طاقتها؟ يجب عليك أن تسأل فيما اذا كانت هناك حلول لهذه القضايا". لقد وضع جرارديت رؤية لمخطط مدينة متحضرة خضراء في كتابة الجديد والذي يحمل عنوان" مدن ابداعية متجددة". يبدو أمراً واقعيا أن نرى مدينة القاهرة على أنها مدينة مكتظة بشكل كبير وأن هناك ربما حاجة الى انشاء عاصمة جديدة. ولكن يبدو لي أن المتعهدين بتطوير هذه المدينة متحمسين لإنشاء مدينة ذات سحر وجاذبية بدلاً من انشاء مدينة تتمتع باستدامة على المدى الطويل".
وحتى لو كان ما يقوله جيرارديت خاطئاً فإن الاستدامة للعاصمة الحالية سوف تبقى دون معالجة. ولتبرير الرغبة في انشاء مدينة جديدة يقول مدبولي بأن هناك ما يجب فعله من أجل التخفيف من الاكتظاظ في القاهرة, والتي من المتوقع أن يصل تعدادها السكاني الى 40 مليون نسمه بحلول عام 2050م.
ولكن الوضع الحرج الذي تمر به القاهرة سوف يزداد سوءاً وبشكل يثير السخرية وذلك في حال تم تحويل الموارد والاهتمام نحو المشاريع الجديدة في أماكن أخرى, وذلك بحب ما ناقشه أحد المعلقين المصريين في نهاية الاسبوع.
وكتب خالد فهمي وهو مؤرخ وبروفيسور في الجامعة الأمريكية في القاهرة قائلاً لمدونة مشاهد القاهرة والمختصة بشؤون العاصمة الحالية, كتب يقول :" وعلى افتراض أن الهدف وراء بناء عاصمة ادارية جديدة يتمثل في تخفيف الضغط عن وسط مدينة القاهرة حيث غالبية المكاتب والمؤسسات الحكومة تتمركز هناك ولو افترضنا جدلاً أن خمسة ملايين نسمة سوف ينتقلون من البيئة المكتظة التي يعيشون فيها, ماذا سوف يحدث لبقية الناس؟"
إن المخاوف تدور حول بناء العاصمة المصرية في حال تم بناؤها ما سينتج عن ذلك من وجود مدينة حصرية وخاصة تماماً مثل القاهرة في بدايتها في عام 969 ميلادي.
----------------
A new New Cairo: Egypt plans £30bn purpose-built capital in desert
-------------------


The currently ****less city of five million would be home to 660 hospitals, 1,250 mosques and churches, and a theme park four times the size of Disneyland – all to be completed within seven years. Could it happen?

Patrick Kingsley in Cairo
Monday 16 March 2015

73102b3a-f72b-4370-95b3-7768c5757dbd-620x372.jpeg


---------------------------------------------
*{م:البيان}
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
متهور


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59