العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 08-18-2014, 06:49 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة الصومال..ألم وآمال


الصومال..ألم وآمال
ـــــــــــ

(شرحبيل أحمد)
ـــــــ

22 / 10 / 1435 هــ
18 / 8 / 2014 م
ــــــــــــــ

الصومال..ألم 710517082014013208.jpg


في ثمانينيات القرن الماضي قامت جبهات مسلحة في وجه حكومة الدكتاتور محمد زياد برى في ثورة همجية وعشوائية في أنحاء متفرقة من الوطن الصومالي، وساعد في سرعة الإشتعال حادثة مقتل العلماء وتحريف آي القرآن الكريم مما هيج حماسة الشعب الصومالي المحافظ والذي يرى مساس العلماء خطا أحمر؛ وثار الجميع في وجه الحكومة المستبدة.

ولم يكن لدى الجبهات القبلية المناهضة للنظام القائم آنذاك أية اجندة أو رؤية مشتركة فيما إذا نجحوا في إطاحة بري من كرسي الرئاسة.

وما إن تحقق حلم الجبهات وتم إبعاد الرئيس بري من سدة الحكم، اتجهت المليشيات المسلحة إلى تخريب البلد ونهب الشعب وقتل المدنيين العزل، في مشهد لا يستيطيع أن يصوره لمن عاش فيها مثلي - رغم صغري -؛ لبشاعة المواقف المرعبة وغياب الإنسانية والأخلاقية فضلا عن القيم الإسلامية والإنضباط بها؛ مما تسبب لا حقا وعجل في أن تتقاتل الجبهات المسلحة المتحالفة أمس باسم القبائل فأصبح صديق الأمس عدو اليوم !!

ومنذ انهيار الحكومة في غرة تسعينات القرن الماضي دخلت البلاد دوام فوضى أكلت اليابس والأخضر وكتبت على الشعب الصومالي النزوح والتشرد والموت والمجاعة والهجرة والضيعة في تيه استمر أكثر من عقدين .

وخلال العشرين عاما التي مضت مرت الصومال مراحل متعددة مرحلة حرب الجبهات بنفسها مرحلة الحروب القبلية فترة أباطرة الحروب إلى أن جاءت المحاكم الإسلامية وقضت على زعماء الفصائل حتى جاءت حكومة عبد الله يوسف فوق دبابات اثيوبية لتعصف شباب المحاكم والقيادة في الكعبة متعبدون! وخلف شيخ شريف شيخ أحمد خصمه عبد الله يوسف رئاسة الوطن بعد انهيار المحاكم الإسلامية.

واستفادت الصحوة الإسلامية بفترة اللاحكومة ببناء ثقافة وتعليم الإنسان الصومالي وركزوا في حماية هويتهم وثقافتهم العربية والإسلامية والتي حوربت سابقاً من قبل النظام الإشتراكي الإستبدادي، ونشطت المدارس والجامعات التابعة لأبناء الصحوة وكان لها أثر كبير في حياة الصوماليين وربطهم بعروبتهم وإسلامهم ولا تزال جهودهم بارزة إلى الآن في أرض الواقع!

في عام 2012 برق في أفق سماء الصومال أمل كبير وتفاءل الناس واستبشروا خير وانتهت خارطة الطريق بعقد انتخابات رئاسية في داخل الوطن بدل ضيافة دول الجوار وان تكون حكومة رسمية بدل الحكومات المؤقتة المتتابعة والتي لم تترك خلفها اثرا يذكر .

تدفق المرشحون والسياسيون والمثقفون إلى مقديشو العاصمة وتزينت المدينة باللافتات والملصقات الدعائية وترشح لكرسي الرئاسة مثقفون وسياسيون من مختلف أيدلوجيات وشرائح أبناء الوطن، وقدم كل مرشح مقترحه في تسيير الحكومة القادمة ما إذا تم اختياره؛ ونشطت الدعاية الإعلامية والمؤتمرات المتعاقبة واللقاءات المتعاقبة مع أعضاء البرلمان والسعي إلى *** أصواتهم بكل الطرق والوسائل الممكنة.

وفي العاشر من سبتمبر فاز حسن شيخ محمود في ان يصبح رئيس الصومال الجديد وحينها تفاءل الناس كون الرجل خرج من رحم المجتمع المدني وسبق أن اشتغل في مجال التعليم وعمل مع مؤسسات خيرية ومراكز بحثية مما يميزه من أباطرة الحروب وزعماء الفصائل، ومن هنا بدات رحلة الصومال الجديد الرسمية غير المؤقتة وبرئاسة مدني منتخب في داخل الوطن عبر النظام البرلماني.

وفي غضون السنتين التي يتراسها الرئيس حسن شيخ محمود عيّن عبدي فارح رئيساً للوزراء وصادقه البرلمان، وبعد فترة ظهرت موجة الخلاف بينهما حتى استعان الرئيس بسحب ثقته من قبل البرلمان وأيدوه ومن جديد عيّن عبد الولي شيخ أحمد رئيسا للوزراء وكعادتهم صادقوا.

تستعين الحكومة الصومالية في محاربتها لحركة الشباب المجاهدين قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) وتخوض معارك معا في جنوب الصومال؛ واحيانا تقوم حركة الشباب باغتيال مسؤولين من الحكومة في داخل العاصمة مقديشو كما تهاجم الأماكن المشدة أمنيا وآخرها هجومها على القصر الرئاسي للمرة الثانية .

وتعاني الحكومة من خلافات داخلية سواء من بين أعضاء الحكومة أو البرلمانية أو الولايات الفيدرالية ومما يزيد الطين بلة عدم تعامل الحكومة مع أغلب الملفات المطروحة أمامها بجدية إلا إذا تفاقمت المشكلة وخرجت عن السيطرة وهي ازمة تحتاج وهي ازمة تحتاج إلى حل قبل أي شيء.

والصومال بشكل عام يعاني من وحشة العالمين العربي والإسلامي منذ فترة وتحاول الدول الأفريقية المسيحية ان تملأ الفراغ مع العداء التاريخي بين الدول المجاورة مثل أثيوبيا وكينيا ويعتقد الصوماليون أن هؤلاء لا يحملون لهم رسالة خير وسلام بل يؤججون الفتن والصراعات بينهم؛ وهذا لا يعني من عدم وجود أي دور فهناك دور تركي وعربي وإن لم يكن على مستوى الحاجة، يقدمون مشاريع اغاثية وأحياناً تنموية على امل أن تخرج الصومال من حاجاتها إلى دعم خارجي والإستفادة من الثروة التي أودعها الله في برها وبحرها.

----------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الصومال..ألم, وآمال


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الصومال..ألم وآمال
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سفير جديد في الصومال عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 06-05-2014 08:35 AM
الإسلام والمسلمين في إثيوبيا..تحديات وآمال عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-07-2013 06:06 AM
الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 8 03-07-2013 06:28 PM
مسلمو كينيا: “بين آمال وآلام” Eng.Jordan المسلمون حول العالم 1 06-26-2012 01:22 PM
جمهورية الصومال الديمقراطية Eng.Jordan الملتقى العام 0 03-19-2012 07:39 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59