#1  
قديم 03-02-2018, 07:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي بوتين يستعرض أسلحته المدمرة


نشرت صحيفة New York Times تقريراً عما وصفته بتهديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس 1 مارس/آذار2018، الغرب بجيلٍ جديد من الأسلحة النووية، يشمل صاروخ كروز عابراً للقارات "لا يُقهَر"، وطوربيداً نووياً يمكنه التفوق على كل الدفاعات الأميركية.
وكان العرض الذي قدمه بوتين، والذي تضمن مقاطع فيديو مُوضَّحةً برسومٍ متحركة تُصوِّر رؤوساً حربية متعددة وهي تستهدف ولاية فلوريدا الأميركية حيث يقيم الرئيس ترامب في كثيرٍ من الأحيان بمنتجع مار آلاغو، قد زاد -وفق New York Times- من حدة الانتقادات العسكرية المتبادلة في العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا؛ مما أدى إلى تنبؤاتٍ بحدوث سباق تسلُّح نووي جديد ومكلف.
ورغم احتمالية ألا يكون بوتين صادقاً بشأن وجود هذه الأسلحة كما اقترح بعض الخبراء، فإنَّه ركَّز بذكاءٍ على إحدى نقاط ضعف الدفاعات الأميركية، التي تعتمد على افتراض أنَّ الصواريخ النووية للعدو تحلِّق عالياً ويمكن تدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها.

وقال إنَّ الفئة الجديدة من الأسلحة الروسية تحلّق على ارتفاعاتٍ منخفضة، وإلى مسافاتٍ بعيدة، وبخفةٍ وسرعةٍ فائقتين، لن تعطيا المدافعين أي فرصةٍ لإبداء أي رد فعل.
ويبدو أنَّ إعلان بوتين، في خطابه السنوي حول حالة الأمة، كان يهدف أساساً إلى إثارة المشاعر الوطنية للروس في الوقت الذي يتجه فيه صوب حملة إعادة انتخابه، على الرغم من أنَّ فوزه مضمون فيما قد يرقى ليصبح سباقاً انتخابياً ذا مرشحٍ واحد.
واستغل بوتين خطابه أيضاً لطمأنة الروس بأنَّ تعزيز الجيش كان يحدث حتى حين كانت الحكومة تنفق مبالغ باهظة لتحسين ظروفهم المعيشية، حسب New York Times.
لكن، يبدو أنَّ موضع الاهتمام الأساسي في الخطاب كان الأسلحة، التي وصفها بوتين بأنَّها ردٌ على ما يراه "رفضاً" من جانب الولايات المتحدة لضبط التسلُّح وخططها الرامية إلى إنشاء أسلحةٍ كبيرة.
وكانت إدارة ترامب قالت إنَّ مواجهة الدولتين العظميَين الأخريَين، روسيا والصين، أصبحت مهمتها الأمنية الوطنية الأولى، قبل حتى مكافحة الإرهاب، بينما حمَّلت التحديث العسكري الروسي مسؤولية هذا التغير في أولوياتها، وبرَّرت عملها من جديد على أسلحتها النووية، وعزَّزت دفاعها الصاروخي باعتباره الرد المناسب.

رد فعل أميركا عتيقاً وعفى عليه الزمن


ربما زاد بوتين من حدة التوتر يوم الخميس، بإعلانه أنَّ العقلية العسكرية الروسية جعلت رد فعل أميركا عتيقاً وعفى عليه الزمن.
وقال وفق New York Times، إنَّ فريقاً من الشباب المتخصصين بالتكنولوجيا الفائقة عمل، في سريةٍ وجهد، على تطوير واختبار الأسلحة الجديدة، ومن ضمنها صاروخ نووي يمكنه الوصول إلى أي مكان دون أن يعترض سبيله أي شيء.
وأضاف بوتين أنَّه "بعد إطلاق الصاروخ واكتمال مجموعة من الاختبارات الأرضية، يمكننا الآن الشروع في بناء نوعٍ جديد من الأسلحة".
واستعان بفيديو توضيحي للصاروخ وهو يحلّق فوق سلسلة جبال، ثم يتأرجح حول العقبات في جنوب المحيط الأطلسي، قبل الالتفاف حول رأس كيب هورن على حافة أميركا الجنوبية، ويتجه شمالاً نحو الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وبالنظر إلى أنَّ الخداع يكمن في صلب العقيدة العسكرية الروسية الحالية، أُثيرت تساؤلاتٍ عما إن كانت هذه الأسلحة موجودة حقاً أم لا. وقال مسؤولون أميركيون إنَّه على الرغم من مزاعم بوتين، فإنَّ الصاروخ من طراز كروز ليس جاهزاً للعمل بعد، وإنَّه تحطم في أثناء التجارب بالقطب الشمالي.
استدعت هذه التهديدات الحديث الطنَّان الذي اتسمت به حقبة الحرب الباردة من جديد، لكن هذه المرة دون الاستناد إلى وجود أعداد أكبر من القنابل؛ بل إلى زيادة القدرات، وقدرات الأسلحة على التسلل، والدهاء.
وتؤكد تفاخرات بوتين بالطوربيدات النووية تحت سطح البحر، وصواريخ كروز التي تحلّق على مستوى ملاصق لسطح الأرض، عدم جدوى الدفاعات الأميركية ضد هذه الأسلحة.

هذه الأسلحة جديدة بالتأكيد


ومن الغريب أنَّ ترامب (إضافةً لإشارته إلى تجديد مشروع الأسلحة النووية الأميركية في خطابه عن حالة الاتحاد) لم يقل أي شيء تقريباً عن الحقبة التنافسية الجديدة مع بوتين أو روسيا. ومع إجراء تحقيقات متعددة حول ما إذا كانت صلة حملته بالروس قد أثرت في سياسته، لم يحتج ترامب على التعزيز الروسي للأسلحة، أو يؤيد علناً بأي شكل، خطط إدارته لمواجهته.
وكان الصاروخ من طراز كروز ضمن 5 أسلحة أعلنها بوتين، ظَهَر كلٌ منها في فيديو معروض على شاشات عملاقة تحيط به على المنصة. وهدد باستخدام تلك الأسلحة، وكذلك الأسلحة النووية الروسية من الجيل القديم، ضد الولايات المتحدة وأوروبا إذا تعرضت روسيا لأي هجوم.
وقال: "سنعتبر أي استخدام لأسلحةٍ نووية ضد روسيا أو حلفائها هجوماً نووياً على بلادنا".
وأضاف أنَّه لا يستطيع إظهار الأسلحة الفعلية علناً، لكنَّه أكد لجمهوره من الشخصيات السياسية والبارزة في روسيا، أنَّها قد طُوِّرت جميعاً.
وقال ألكسندر غولتس، المحلل العسكري الروسي المستقل، إنَّه في حال لم يكن بوتين يحاول خداع أميركا بهذه التصريحات، فإنَّ "هذه الأسلحة جديدة بالتأكيد. جديدة تماماً".
وصرح في مقابلة صحفية: "إذا كنا نتحدث عن صواريخ كروز مسلحة نووياً، فهذه طفرة تكنولوجية وإنجاز كبير. لكنَّ السؤال هنا: هل هذا حقيقي؟".
يميل كثير من المحللين، الذين يعرضون آراءهم على فيسبوك وفي أماكن أخرى، نحو نظرية الخداع. وبالنظر إلى التاريخ الحديث لفشل روسيا في إطلاق الصواريخ، أو انفجارها قبل أوانها، فإنَّ الفكرة القائلة بأنَّ روسيا تمتلك فجأةً جيلاً جديداً من الأسلحة المحلّقة- على قدرٍ من السذاجة.
وقال دوغلاس باري، وهو زميل بارز في مجال الطيران العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "تكمن المفاجأة الحقيقية في صاروخ كروز النووي. كانوا يتحدثون عنه بالستينيات، لكنَّ إنشاءه واجه الكثير من العقبات إلى حدٍ يجعل من إعادة نظر الروس جدياً في بنائه أمراً مثيراً جداً للاهتمام".
يمكن لهذه التكنولوجيا أن تغير ميزان القوى، لكنَّ باري تساءل عما إذا كانت روسيا قادرة حتى على إطلاقه.
وأضاف: "هل يعني ذلك أنَّ لديك في واقع الأمر بنداً في الميزانية يقول: (تطوير الدفع النووي لصاروخ؟) أم يعني ذلك أنَّه (سيكون لدينا واحد جاهز للاستخدام قريباً؟). أود بالتأكيد، رؤية المزيد من الأدلة حتى أصدق ذلك".
صرَّح بوتين بأنَّ روسيا طورت الأسلحة؛ لأنَّ الولايات المتحدة ترفض معاهدات ضبط التسلح القائمة، وتنشر منظومات جديدة للدفاع الصاروخي في أوروبا وآسيا.
قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إنَّه مستعدٌ للتفاوض على خفض عدد الأسلحة المسموح لواشنطن وموسكو بنشرها (بموجب اتفاقية ستارت الجديدة لعام 2010 والتي دخلت حيز التنفيذ الكامل الشهر الماضي "فبراير/شباط 2018") إلى ما يزيد على 1550 قطعة سلاح. لكنَّ الاتفاقية تنتهي في غضون سنوات قليلة، ولم يبدِ بوتين ولا ترامب اهتماماً بتجديدها.
اتهمت الولايات المتحدة، روسيا أيضاً بانتهاك معاهدة التخلص من الصواريخ النووية متوسطة المدى. وبعد خطاب بوتين، قالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنَّ بوتين أكَّد ذلك بإعلانه تطوير روسيا أسلحة نووية جديدة.
وكان بوتين محقاً بشأن استثمار الولايات المتحدة في توسيع دفاعاتها الصاروخية. لكن، لم يكن الهدف من هذه التوسيعات مواجهة ترسانات روسيا الضخمة، إنَّما مواجهة الصواريخ القليلة التي تطلقها دول مثل كوريا الشمالية.
تفاخر بوتين بأنَّ الأسلحة الروسية الجديدة ستجعل هذه الدفاعات تبدو بالية، وإذا وجد أي شخص حلاً لمواجهة ذلك، "فسيفكر أولادنا في شيءٍ جديد".
شملت الأسلحة الأخرى التي تحدث عنها الرئيس الروسي، صاروخاً باليستياً يُدعى "سارمات" يمكنه الالتفاف حول أيٍ من القطبين والتغلب على أي نظامٍ دفاعي؛ وأسلحةً نووية تبلغ سرعة تحليقها 20 ضعف سرعة الصوت؛ وغواصات غير مأهولة يمكنها أن تقطع مسافات هائلة بسرعة فائقة.
وذكر بوتين أنَّ بعض الأسلحة كانت جديدة، لدرجة أنَّهم لم يحددوا أسماءها بعد، وأعلن إجراء مسابقة تسمية على موقع وزارة الدفاع بشبكة الإنترنت.
فيما قال محللون سياسيون إنَّه سواء كانت الأسلحة موجودة فعلاً أم لا، فإنَّ هذه الخطوة تعد دعاية فعالة لحملته. وقال ألكسي ماكاركين، نائب رئيس مركز التكنولوجيا السياسية، وهو مركز أبحاث بموسكو: "يعطي بوتين الناس في روسيا صورة لمستقبلٍ مرغوب فيه، وهذا أمر جذاب لجمهوره المحلي"، حسب تقرير New York Times.
جاءت كلمة بوتين التحفيزية قبل 17 يوماً من انتخابات 18 مارس/آذار 2018. ويبدو أنَّها تهدف إلى طمأنة الناخبين بأنَّ توسيع نطاق الإنفاق الاجتماعي من شأنه أن يساعد على حل المشاكل الاقتصادية التي ظهرت في السنوات الأربع الماضية، وإرسال رسالة مفادها أنَّ بوتين هو أفضل آمالهم لحماية روسيا، التي تُصوَّر كأنَّها قلعة محاصَرة.

يريدون فقط معرفة أنَّنا قوة عظمى


وقال ماكاركين إنَّ حقيقة أنَّ البلاد تفتقر إلى المال لتعويض الزيادة العملاقة في الإنفاق الاجتماعي، إلى جانب الإنفاق على جيلٍ جديد من الأسلحة- لا تشكل قضية أساسية.
وأضاف أنَّ "الناس قد يقولون إنَّ روسيا تعتمد على النفط، وإنَّ روسيا لا تملك المال، لكنَّ السكان عموماً لا يهتمون بذلك. هم يريدون فقط معرفة أنَّنا قوة عظمى".
وعلى الصعيد الاجتماعي، وعد بوتين بمضاعفة الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية ورفع المعاشات التقاعدية، وقال إنَّ روسيا ستخفض معدل الفقر بحلول عام 2024 (تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنَّ نحو 14 مليون روسي يعيشون تحت خط الفقر).
وقال بوتين أيضاً إنَّ العمر المتوقع، الذي يبلغ حالياً 73 عاماً فيما يعد قفزة هائلة منذ تاريخ توليه مهام منصبه في عام 2000، سيتجاوز 80 عاماً بحلول عام 2030.
ويشكك النقاد في أنَّ روسيا ستحصل على الوسائل اللازمة لتحقيق كل ذلك؛ نظراً إلى اقتصادها المتعثر وانخفاض أسعار النفط نسبياً. ووصف ماكس ترودوليوبوف، وهو كاتب عمود صحفي ومحلل سياسي، الخطاب بأنَّه نسخة حديثة من مدفع القيصر، وهو قطعة عملاقة من أسلحة القرن السادس عشر تقبع داخل قصر الكرملين، لكنَّه يمثل أسطورة لم يسبق لأحد أن رآها تعمل حقاً.
على مدى سنوات، كان بوتين غاضباً بسبب ما رأى أنَّه استهانة أظهرتها الولايات المتحده له ولروسيا؛ لذا اختتم كلمته بقوله: "لم يستمع أي شخص إلى روسيا"، وتابع وسط تصفيقٍ حارّ: "حسناً، استمعوا لنا الآن".
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أسلحته, المدمرة, بوتين, يستعرض


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع بوتين يستعرض أسلحته المدمرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحوثي يعترف بمقتل قياداته والتحالف يدمر مخازن أسلحته وثكناته بصنعاء عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 1 02-23-2018 07:41 AM
قرش أبيض يستعرض قفزاته عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 12-14-2014 08:00 AM
عمرو موسى يستعرض البرنامج الانتخابي للسيسي عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 03-23-2014 07:50 AM
النظام النصيري ينقل أسلحته الكيمياوية إلى العراق عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 09-16-2013 06:53 AM
لواء منشق: الأسد نشر أسلحته الكيماوية في أنحاء سوريا وقد يستخدمها ضد الشعب يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 07-21-2012 11:36 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59