من جرّب السقوط الحرّ لن ينساه

الحرّ , السقوط , حرّة , ينساه

في 2012 جرّبت لأول مرّة أن أقفز من الطائرة Sky Diving وهو عبارة عن سقوط حرّ مع مرافق لمدة 60 ثانية تقريباً يعقبه فتح للباراشوت وهبوط تدريجي على الأرض.
من جرّب السقوط الحرّ لن ينساه في حياته فهي تجربة استثنائية لا يشبهها شيء. تصل فيها سرعتك إلى قرابة ال 200 كم في الساعة!
أي أنت وبجسمك فقط تتجاوز سرعة أي سيّارة على الطريق السريع!
لكن ليس هذا هو المدهش. المدهش أنك حينها لا تشعر أبداً بأنك تسقط بل تشعر بأنك تطير! تطير وتحلّق بل وتستطيع الحركة أيضاً. تشعر بإحساس الحريّة والانطلاق بالرغم من أنك -دون أن تدرك- تقترب من الأرض بسرعة فائقة ستحوّلك بعد دقيقتين إلى أشلاء.
وهذا ما يحصل مع الكثيرين في حياتهم. سواءً كأشخاص أو مؤسسات أو دول أو حتى على مستوى الأمة!
نكون أحياناً في حالة سقوط مهني أو اقتصادي أو اجتماعي أو أخلاقي بسرعة فائقة لكنّنا نعتقد أننا نطير. والسبب في ذلك أننا نسقط في "العدم" وليس هناك أي شيء نسبي ثابت بجانبنا ليشعرنا بسقوطنا. فمن يقفز من قمّة جبل سيرى على الأقل الصخور بجانبه وهو يهوي بسرعة.
كذلك تسقط الشركات فمثلاً شركة Yahoo كانت تهوي لفترة طويلة. الشركات المصنّعة لبكرات الأفلام. شركة نوكيا، اقتصادات الدول النفطية، بعض المؤسسات الدينية وأمثلة لا تعدّ ولا تحصى.. الكثيرون يسقطون ولكنهم لا يشعرون!
نحتاج دائماً لمراجعات ومقارنات مع ما حولنا ومن كان قبلنا لنعرف هل نحن نطير فعلاً أم نحن نهوي إلى الأسفل. الانغلاق على الذات والانكار المستمر كارثة.
ومعرفة الخلل هي أول خطوة في طريق الحلّ!
{محمد بايزيد}

المصدر: ملتقى شذرات