#1  
قديم 07-15-2018, 10:12 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي عندما تسیر السیاسة خلف الاقتصاد


عندما تسیر السیاسة خلف الاقتصاد: دور الشركات الامریكیة في انفصال جنوب السودان 2018/15/7



عندما تسير السياسة خلف الاقتصاد: دور
الشركات الامريكية في انفصال جنوب السودان


لسياسية للدراسات الجزائرية الموسوعة
اعداد : أ. محمد عادل عثمان – باحث في العلوم السیاسة


المركز الدیمقراطي العربي
تقوم السياسة الأمريكية والغربية تجاه دول الشرق الأوسط وافريقيا، على إعادة صياغته فكاً وتركيباً
بما يخدم مصالحھم وأھدافھم العليا، والتي تعبر عن محورية التمركز الغربي حول الذات ، فقد برزت
أھمية جنوب السودان ومنطقة شرق إفريقيا عموماً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، حيث أضحت
تحتل مكانة بارزة في الاستراتيجية الأمريكية الكبرى، وفي إطار الرؤية الأمريكية للحرب على
الإرھاب واستغلال ھذه المناطق الغنية بالكثير من الموارد الطبيعية، وفي ھذه الحالة فأن جنوب
السودان المستقل جزءاً من ھذا المشروع، حيث توجد معظم آبار ِ النفط السودانية في الجنوب، ولھذا
نجحت الشركات الامريكية في التأثير علي صناع القرار الأمريكيين منذ أن اتخذ القرار بانفصال
الجنوب على تشجيع ھذه الفكرة أملا من ھذه الشركات في الحصول على مواردھا واغتنام الفرص
في دولة يعج باطن أرضھا بثروات كثيرة. فجنوب السودان يحتفظ بأكبر احتياطيات غير مستغلة من
النفط في إفريقيا، والولايات المتحدة تھدف إلى إحكام السيطرة على تلك الموارد الھائلة دون منازع
إن أمكن.
قضايا سياسية
عندما تسیر السیاسة خلف الاقتصاد: دور الشركات الامریكیة في انفصال جنوب السودان 2018/15/7



صدام الشركات:
إن الصراع حول النفط في جنوب السودان ھو صراع بين شركات النفط الأمريكية والشركات
الشرق آسيوية، ومن أجل كسب الدفة دفع الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص باتجاه
انفصال الجنوب لفرض أجندته الخارجية على السودان بغرض إضعاف الدور الصيني به خاصة
فيما يتعلق بالنفط، ومن أجل ذلك صعدت جوبا من خلافاتھا مع شركة «Petrodar «لتحجيم نشاط
الصين في الجنوب لتزيد من الوجود الأمريكي داخل أراضيھا، ولذلك فأن الاھتمام الأمريكي بنفط
السودان لا يعود إلى أن اكتشافه تم علي يد شركة شيفرون الأمريكية التي انفقت ما قيمته أكثر من
مليار دولار على أنشطتھا النفطية في السودان عام 1992 بل أن الأمر أكبر من ذلك بكثير فھو يعود
إلى الأولوية الامريكية تجاه استغلال نفط القارة الافريقية لضرب كل الشركات الأخرى العاملة في
مجال استخراج النفط الافريقي وذلك في إطار رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على أسواق
النفط حول العالم
وتحتل أفريقيا مكانة مرموقة في ھذه الاستراتيجية التي كانت تعتزم زيادة الإمدادات النفطية الأفريقية
إلى السوق الأميركية من 15 %حاليا إلى 25 %بحلول العام 2015 ،ولذلك تضع الشركات
الأميركية خططا متعددة بھدف إنفاق عشرة مليارات دولار سنويا في صناعة النفط الأفريقية.
استراتیجیة الموارد مقابل الانفصال:
كانت شركة دين كورب واحدة من شركات كثيرة تقوم الحكومة الأمريكية بالتعاقد معھا مقابل القيام
بمھام خارجية محددة، وقد فازت من قبل الشركة بعقود من حكومة الولايات المتحدة في عدد من
مناطق العالم المضطربة، من ضمنھا العراق وأفغانستان وليبيريا وكولومبيا، وجنوب السودان، أيضا
قدمت شركة بلاووتر ”Water Black ، ”طبقا لتقارير أمريكية، حماية أمنية لكبار مسئولي حكومة
جنوب السودان، ولتدريب جيش الجنوب، في مقابل حق الانتفاع بما قيمته 50 %مما تحتويه مناجم
معادن حديد وذھب في الجنوب.
كما أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق ”باراك أوباما “ قد اتجھت في بداية توليھا زمام الأمور في
الإدارة الامريكية نحو العمل علي خفض الانفاق العسكري كوسيلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية
التي ضربت البلاد بسبب أزمة العقارات عام 2008، حيث أن الادارة الأمريكية قد اتجھت إلى
سوق السلاح كبديل متاح لتحريك الركود الاقتصادي، وبالتالي توجھت نحو المنطقة الافريقية التي
تشھد اضطرابات أمنية في عدة مناطق، لذلك عملت الحكومة على دعم شركات السلاح الامريكية
للعمل في جنوب السودان بالتعاون مع الحكومة في تدريب الجيش الشعبي وتقييم احتياجاته، لكن من
الملاحظ أن ھذه الشركات عملت على ترويج دعاية الحرب القادمة وسط الجنوبيين في مقابل
الاحتفاظ بحصة وفيرة من موارد جنوب السودان النفطية في باطن، كما أن ھذه الشركات عملت
علي تصوير الوضع في جنوب السودان علي أنه وضع كارثي ، فكان لا يمر عام حتى يحدث زيارة
بعثة من جيش الحركة الشعبية بجنوب السودان لطلب الدعم سواء من وزارة الدفاع الامريكية أو من
شركات المرتزقة التي قامت بدور مشبوه في الجنوب لتدريب قوات الحركة الجنوبية ولتوفير العتاد
والسلاح اللازم لھذه الدولة تحسبا لحرب قد تشتعل بين شمال وجنوب السودان عقب استفتاء
انفصال الجنوب.



ومنحت وزارة الخارجية الأمريكية إحدى الشركات الأمريكية الخاصة عقدا للقيام بتأھيل قوات
الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان وتحويلھم لقوة عسكرية محترفة، واختارت شركة دين
كورب DynCorp التي فازت بقيمة العقد المبدئي البالغة 40 مليون دولار في ذلك الوقت للقيام بھذه
المھمة، أما الھدف من ھذا فيتمثل في تعزيز القدرات العسكرية للجيش الشعبي لتحرير السودان بغية
إضعاف موقف الخرطوم.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة (ميركوري نيوز) الأمريكية في 11 يونيو 2010 إلى أن الرئيس
الأمريكي السابق“ باراك أوباما“ دعم من وجود الشركات الامريكية في جنوب السودان وبخاصة
شركة (بلاك ووتر) إذ حصلت على ً ترخيصا ً مفتوحا بالعمل في جنوب السودان حيث قامت الإدارة
الأمريكية بمكافأتھا بمنحھا عقود عمل بمبلغ (220 (مليون دولار. منھا عقود عمل بمائة وعشرين
مليون دولار لوزارة الخارجية الأمريكية، وعقود بمائة مليون دولار لوكالة الاستخبارات
المركزيةCIA وذلك بعد الانفصال مباشرة.
كما نجحت ھذه الدعاية لشركات النفط والسلاح الامريكية في إجبار القادة الجنوبيين على استلام
اموال تمويل الاستفتاء وتوقيعھم على تعھدات تعطي لھذه الشركات حق كامل التصرف في نفط
الجنوب مقابل تحقيق الانفصال وحماية الدولة الوليدة دبلوماسياً وعسكرياً من خلال توفير السلاح.
ومن ھنا يمكن القول أنه لولا الولايات المتحدة الأمريكية والدور الخبيث الذي لعبته في السودان لما
تصاعدت أزمة جنوب السودان كانت لن تصل إلى حد الانفصال.


قائمة المصادر:
Christian Knox, the Secession of South Sudan: A Case Study in African –
Sovereignty and International Recognition, https://bit.ly/I6aO9U
Jill Shankleman, Oil and State Building in South Sudan, –
https://bit.ly/2JQkOcZ
-أحمد عز الدين: ملف علاقات أمريكا وجنوب السودان -دعم جيش الجنوب،
https://bit.ly/2ytpLmU
– محد إبراھيم: النفط والتكالب الأمريكي على السودان، 2K4mqfg/ly.bit://https
عندما تسیر السیاسة خلف الاقتصاد: دور الشركات الامریكیة في انفصال جنوب السودان 2018/15/7
https://www.politics-dz.com/%d8%b9%d...9%8a%d8%a7%d8%
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاقتصاد, السیاسة, تسیر, عندما


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع عندما تسیر السیاسة خلف الاقتصاد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فیروس قاتل یھدد العالم .. وباحثون يعجزون عن اكتشاف الدواء Eng.Jordan أخبار منوعة 0 11-06-2017 11:35 AM
مریم رجوی: ايران ديمقراطية وغير نووية بإسقاط ولاية الفقيه محمد خطاب أخبار عربية وعالمية 0 06-14-2015 07:31 PM
مجموعة qods freedom تخترق المواقع الصهیونیة Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 07-31-2013 07:34 PM
الإنسان فی أدب میخائیل نعیمة Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 12-25-2012 11:35 AM
التدویر الوظیفي بین النظریة والتطبیق Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 12-19-2012 08:25 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59