#1  
قديم 11-18-2012, 07:11 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة سلوا عنا دراكولا


سلوا عنا دراكولا ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

*ـ كتب أبو البراء إيهاب محسن (ملتقى أهل الحديث):ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ ـ بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) وبعد : ـ

*ـ أهدي هذه الكلمات إلى :
ـ كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين .
ـ كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين .
ـ الدولة العثمانية .
ـ المجاهدين العظماء الأتقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن .
*ـ وأخيراً إلى :
ـ كل مزيفي التاريخ من (مستشرقين ومستخربين ،وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)

• توطئة *
ــــــــــــــ
... إخواني لا تستغربوا من الذي قرأتموه عن (دراكولا) الكلمة واضحة بذاتها ، بما تحمله من معاني تتبادر إلى أذهاننا ، مصاص الدماء الذي خلدت سيرته عبر الأفلام السينمائية طوال القرن الفائت .
*ـ عند ذكر اسم دراكولا أو (الكونت فلاد) أمام أي شخص يتبادر إلى ذهنه أسطورة دراكولا مصاص الدماء الذي يمص دماء ضحاياه ليلا ، ويمكنه التحول إلى خفاش وإلى ذئب ...إلخ كل هذه ترهات (شغل سيما) ، ولكن الحقيقة أن دراكولا شخصية حقيقية بالفعل عاشت في رومانيا ، وكان أميرا ، وكان مصاص للدماء ولكن من خلال قتله الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل أن يموتوا ، ولكن الحقيقة الكبرى التي أخفاها الغرب الصليبي عنا هي :ـ
( أن دراكولا الذي يعتبرونه بطل قومي في رومانيا ، وأنه منقذ أوربا الصليبية من هجمات وفتوحات المسلمين العثمانيون ما هو إلا مجرد جبار من الجبابرة الذين أذلهم الله على أيدي المسلمين وتم تأديبه وتشريده وجعله عبرة لمن يعتبر على أيدي المسلمين )

ـ وفيما يلي القصة الحقيقية لمصاص الدماء دراكولا :ـ
( تأليف ومونتاج وبطولة وإخراج / المسلمين العثمانيين ) الأبطال الذين حموا الإسلام والمسلمين لـ 600 سنة وبقوا كالغصة المؤلمة في حلوق نصارى أوربا والرافضة والزنادقة واليهود الملاعين وجميع أعداء الدين .

*ـ البداية كانت في رومانيا ـ*
ـــــــــــــــــــــــــــ
*ـ تقع الأفلاق والبغدان " Walachia and Moldavia" الرومانيتين شمال نهر الدانوب ، تحيطها ثلاث دول كبيرة
(بولندا ـ المجر ـ الدولة العثمانية) ، فكانتا بحكم الموقع الجغرافي الذي تشغلانه تحالفان هذه الدولة تارة وتلك الدولة تارة أخرى حسب ما يتراءى لهما ، وحسب ما توحي به الظروف ، كما أنهما كانتا لا تكفان عن الخصام فيما بينهما .

ـ كان أول اتصال للعثمانيين بهذه البلاد في عهد السلطان بايزيد الأول سنة (1393م) حيث قام بإخضاع ولاشيا لسلطان العثمانيين في عهد أميرها (مركيا الأول) ـ الكبيرـ عقابا على تكاتفها مع الصرب في محاولة استرداد أدرنة من العثمانيين واشتراكها في معركة كوسوفا إلى جانب النصارى سنة (1389م) .
ـ وعندما نشبت معركة نيقوبولس سنة (1396م) قاتل مركيا إلى جانب النصارى ، ثم أعلن استقلاله بها بعد الهزيمة التي لحقت ببايزيد في أنقرة سنة (1402م).

ـ ولكن السلطان محمد الأول (1413م ـ 1421م) بعد أن استتب له الأمر اخضع ولاشيا مرة أخرى سنة (1416م)، وصارت تدفع له الجزية ومنذ ذلك الوقت وجد مركيا وخلفاؤه أنفسهم مرتبطين بعجلة التبعية للعثمانيين .
ـ وقد اخضع الأفلاق الجنوبية لسيادة العثمانيين في نهاية القرن الـ 14م . ومنذ هذا الوقت أصبحت هذه الإمارة حليفاً للعثمانيين تدفع لهم جزية سنوية .

*ـ من هو دراكولا ـ*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيس (فلاد الرابع) ، ويعني لقبه الشهير ابن الشيطان .
ـ ولد (فلاد تيبيس) في رومانيا في شهر نوفمبر 1431م
بـ مدينة (سيغيوشوارا) .
ـ وفي نفس العام قام ملك المجر (سيجيسموند) بتعيين والده (دراكول) كحاكم عسكري لـ (ترانسلفانيا) (الفلاخ بالتركية) .
ـ يعتبر فلاد تيبيس (فلاد الرابع) بطلاً قومياً في رومانيا لنجاحه في احتواء الاجتياح العثماني لأوربا (مؤقتاً) .
ـ حكم رومانيا بين عامي 1456م ـ 1462م ، عرف بتعامله الوحشي مع المسئولين الفاسدين واللصوص ، وخصوصاً أعدائه .
ـ تم اطلاق اسم (دراكولا) نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن كلمة دراكولا تعني (ابن الشيطان) .
ـ يعرف في المصادر التركية باسم (قازقلي تويفودا) أي الأمير ذو الأوتاد (المانياك) ـ أي المجنون ـ وسمي أيضاً
بـ (المخوزق) لأنه أول من استعمل الخازوق كوسيلة للإعدام وسماه المجريون (بالسفاح) .

• دراكولا الأب & السلطان مراد الثاني *
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
... في سنة (1433م) اعترف أمير الفلاخ (فلاد) الملقب بلقب (دراكول ـ أي الشيطان) (1432م ـ 1446م) بسيادة الدولة العثمانية ، تخلصاً من حرب كان لا يساوره الشك أبداً في خطورة نتائجها عليه . غير أن هذا الخضوع لم يكن إلا ظاهرياً ومؤقتاً ، إذ لم يلبث أن انضم إلى أمير الصرب بناء على تحريض ملك المجر ، وأعلنا الحرب على السلطان مراد الثاني ، فحاربهما السلطان ، وانتصر عليهما ، ثم سار إلى بلاد المجر فخرب كثيراً من مدنها ، وعاد منها في سنة (828هـ ـ 1438م) وقد دفع أمامه حوالي 70 ألف من الأسرى .

... كان من نتيجة هذا الأمر أن أخذ السلطان مراد الثاني ولدين من أولاد (دراكول الأب) كرهائن عنده في قصره
(فلاد تيبيس ـ راؤول / رادو الوسيم) حتى يضمن ولاء أمير الفلاخ للدولة العثمانية .
... في عام 1447م أطلق الأتراك سراح (فلاد الابن) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر وظل أخيه (راؤول) يتربى في كنف السلطان محمد الفاتح .

... لم تمض عدة سنوات حتى تمكن (دراكولا) في عام 1456م من استعادة ملك أبيه بمساعدة العثمانيين ، ولكنه سرعان ما غلبت عليه الروح الصليبية الحاقدة على الإسلام وأهله فبدأ الاحتكاك بالدولة العثمانية والسلطان
(الفاتح ـ رحمه الله) ، مما جعل هذا إيذاناً بنهايته .

• دراكولا الابن & السلطان محمد الفاتح *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
... في عام (866هـ ـ 1462م) قام الفاتح بفتح مدينة (أستاريس) الخاضعة للجنوبيين ، ثم تلاها فتحه لمدينة (سينوب) ، ومدينة (طرابزون) التي دخلها بدون مقاومة شديدة ، وقبض على ملكها وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى العاصمة ( إسلام بول ـ القسطنطينية ) .

... عندما عاد السلطان محمد إلى عاصمة ملكه علم بأن أمير الفلاخ (دراكولا الابن) قد ارتكب بحق المسلمين في بلاده من التجار وغير التجار ، فظائع رهيبة من قتل وسبي ونهب للأموال ، فأسرع السلطان محمد لقيادة جيشه وسار به لتأديب هذا المتمرد .
... لما اقترب من حدود إقليم الفلاخ (رومانيا) أرسل (دراكولا) وفدا عرض على السلطان محمد الخضوع ، ودفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا ، والالتزام بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة (1393م)، والتي كانت قد أبرمت بين أمير الفلاخ إذ ذاك وبين السلطان بايزيد ، فقبل السلطان محمد وعاد بجيوشه .

... ولكن سرعان ما تبين أن العرض الذي تقدم به (دراكولا) إلى السلطان محمد لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت ، وإكمال استعداداته القتالية ، وتنسيق التعامل بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين .
ـ وعلم السلطان محمد باتفاق (دراكولا) وملك المجر على حربه ، فأرسل مندوبين من قبله لاستيضاح حقيقة الموقف؛ فما كان من (دراكولا) إلا أن ألقى القبض عليهما، وقتلهما بوضعهما على عمود خشبي محدد (خازوق) ، وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى ونهب وعاث في البلاد فساداً ، وعاد ومعه خمسة وعشرون ألف أسير من المسلمين . فأرسل إليه السلطان محمد يدعوه إلى الطاعة ، وإخلاء سبيل الأسرى ، فلما مثل الرسل أمام (دراكولا) أمرهم برفع عمائهم لتعظيمه وعند رفضهم طلبه المخالف لتقاليدهم ، أمر بأن تسمر عمائمهم على رؤوسهم بمسامير من الحديد.

{ الفاتح يفتح رومانيا ويضمها إلى الدولة العثمانية }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

... ثار غضب السلطان محمد عندما علم بما ارتكبه (دراكولا) من الجرائم ، وما أقدم عليه من الانتهاكات، فتولى على الفور قيادة جيش من مائة وخمسين ألف مقاتل، وسار لتأديب هذا الشقي الظلوم المجرم ، ووصل بسرعة إلى مدينة (بوخارست ـ عاصمة رومانيا الحالية) فمزق جيش (دراكولا) وهزمه ، لكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب العادل عليه ، جزاء ما ارتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية ، وذلك بسبب هروبه والتجائه إلى ملك المجر.
ـ وتابع السلطان محمد طريقه لدخول (بوخارست) فوجد حول المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين اقتادهم (دراكولا) من بلاد بلغاريا ، وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال ، ودخل السلطان محمد (بوخارست) حيث عمل فيها على تنصيب (راؤول ـ رادو الوسيم) أخي (دراكولا) ،والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره ، فعرفه عن قرب ووثق به ، وولاه إمارة (الفلاخ) التي أصبحت اعتباراً من هذا التاريخ ولاية عثمانية .

(نهاية دراكولا)
ـــــــــــ
ـ ظل (دراكولا) في المجر 15 سنة (ذكرت بعض المصادر أنه ظل أسيراً عند ملك المجر ـ وقيل إنه تزوج من العائلة المالكة هناك ) .
ـ في عام 1476م استطاع (دراكولا الابن) أن يجمع جيشاً لبدء حرب استرداد لملكه وملك أبيه ، وتشير بعض المصادر إلى أنه هزم وقتل على يد العثمانيين وقيل في مصادر أخرى أنه قتل على يد أحد أتباعه وكان ذلك في عام (1476م) وطيف برأسه في البلاد ليعلم القاصي والداني بنهاية هذا الشقي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ خاتمة }
ـــــــــــــــ
ـ إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ،إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله : ـ
ـ مجد وفخار ـ وعزة وكرامة ـ ومنعة وسؤدد وبطولة ـ وفداء وشجاعة ـ وإقدام وشهامة ـ ومرؤة وكرم ـ وعطف وبر ـ .
ـ وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا .
ـ اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين .
ـ اللهم أذل الشرك والمشركين .
ـ اللهم عليك بمن حارب الدين .
ـ اللهم استعملنا لنصرة دينك .
ـ اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك .
ــــــــ آمين ــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
ـ الفقير إلى عفو ربه : أبو البراء .
(أمير البحار ـ خير الدين بربروسة )
ــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع : ـ
ــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الفاتح القائد .(بسام العسلي) طـ دار النفائس (الطبعة الأولى ـ 1406هـ ـ 1986م ) ص 63 ، ص 85، 86ـ

2ـ تاريخ الدولة العثمانية في العصور الوسطى . ـ د/محمود محمد الجويري ـ طـ المكتب المصري لتوزيع المطبوعات (الطبعة الأولى /2002م) ص 170ـ171 .

3ـ العثمانيون في التاريخ والحضارة ـ د/ محمد حرب ـ طـ دار القلم دمشق ـ الطبعة الثانية / 1419هـ ـ 1999م ـ ص 86 ـ 87ـ .

4ـ تاريخ الدولة العثمانية ـ د/ علي حسون ـ طـ المكتب الإسلامي ـ الطبعة الرابعة / 1423هـ ـ 2002م .
ص 39 .

5ـ تاريخ الدولة العثمانية العلية ـ محمد فريد بك المحامي ـ طـ دار النفائس ـ الطبعة الأولى ـ 1401هـ / 1981م
ص 155 ، 169 ـ

6ـ تاريخ الدولة العثمانية العلية ـ إبراهيم بك حليم ـ مفتش أوقاف دمنهور ـ مؤسسة الكتب الثقافية ـ الطبعة الأولى / 1408هـ ـ 1988م ـ ص 57 ، 66 .

7ـ تاريخ الدولة العثمانية ـ يلماز ايزتونا ـ طـ منشورات مؤسسة فيصل للتمويل تركيا ـ الطبعة الأولى ـ 1408هـ / 1988م ـ ص 152 .

8ـ السلطان محمد الفاتح (بطل الفتح الإسلامي في أوربا الشرقية) ـ د/ سيد رضوان علي ـ طـ الدار السعودية للنشر والتوزيع ـ الطبعة الأولى 1421هـ ـ 1982م ـ ص 47 ، 48 ـ .
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
دراكولا, سلوا, عنا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع سلوا عنا دراكولا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سمكة دراكولا والقرد الأفطس عبدالناصر محمود الصور والتصاميم 0 10-10-2015 07:36 AM
عمليات الانتقال الكبرى في تاريخ الأمم تتطلب زمنا وصبرا بقلم // الدكتور بشير موسى نافع ابو الطيب مقالات وتحليلات مختارة 0 11-08-2013 03:39 PM
سلوا رمضان.. عن "هوية مصر عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 07-26-2013 05:52 AM
بابا الفاتيكان لأتباعه: صلوا من أجلي.. وتلميحات باختيار بابا أسود أو لاتيني Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 02-22-2013 11:44 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59