#1  
قديم 04-24-2017, 02:41 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة دور العقل تلقي النقل والاستنباط منه لا أن يعارضه


دور العقل تلقي النقل والاستنباط منه لا أن يعارضه
ــــــــــــــــــــــــــ

(محمد نور سويد)
ـــــــــــ

والاستنباط hqdefault.jpg






دفاع عن السنة النبوية
هل يجوز إنكار حديث نبوي لمخالفته للعقل؟!
-----------------------


لا يوجد دين أو مبدأ أعطى العقل دوره مثل الإسلام، ولا يوجد كتاب خاطب العقل مثل القرآن، ولا يوجد رجل أو نبي أو رسول حض على استخدام العقل مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلمالرجل الأمي، والأدلة كثيرة جداً وجداً.
إذ يكفي أن تعلم الإحصائية التالية التي قمت بها على الحاسب الآلي لترى الحقيقة الناصعة التي نطق به القرآن:
وردت كلمة العلم ومشتقاتها في القرآن 854 مرة.
وردت كلمة الألباب ومشتقاتها في القرآن 16 مرة.
وردت كلمة التفكر ومشتقاتها في القرآن 18 مرة.
وردت كلمة قرأ ومشتقاتها في القرآن 88 مرة.
وردت كلمة يتدبر ومشتقاتها في القرآن 44 مرة.
وردت كلمة يتذكر ومشتقاتها في القرآن 292 مرة.
وردت كلمة يعقل ومشتقاتها في القرآن 49 مرة.
وردت كلمة ينظر ومشتقاتها في القرآن 129 مرة.
وردت كلمة يبصر ومشتقاتها في القرآن 148 مرة.
وأنت تعلم أن مناط التكليف هو العقل، فمن فقد عقله سقط عنه التكليف.
ودور العقل هو البحث في الموجود، والتأكد من صحة الماضي والاعتبار به، والاستعداد للحاضر والمستقبل.
ودور العقل في الفقه الإسلامي مفتوح من أوسع أبوابه، وهذا يعرفه القاصي والداني، فمكانة العقل في الإسلام لا يستطيع أحد أن يزاود عليها أو أن ينال منها بشيء.
أما أن تستخدم فكرة (التفكير والعقل) في التضليل والتشكيك والإلحاد فهذا تحريف لمكانة التفكير والعقل، واستخدام في غير مكانه، فضلاً عن الجنون الذي يرفضه جميع العقلاء.
واستخدام فكرة التفكير والعقل من أجل التضليل، مثل استخدام فكرة (تحرير المرأة) بواسطة إبعادها عن منهج الله تعالى لتعرية جسدها أو تحريضها على الإنفلات الجنسي باسم التحرير والتطوير والتقدم والمعاصرة وأنها نصف المجتمع!!.
وأصبحت المعاني معكوسة، والأفكار متضادة وكل ذلك سنتناوله إن شاء الله بالبيان: بحجة النقل للمؤمنين وحجة العقل للمعاندين.
بقي أن نعرف ما هو موقف العقل عندما نجد حديثاً نبوياً مخالفاً له؟ وكيف نتعامل معه؟
لا بد في بادئ ذي بدء أن نتعرف إلى المقصود من كلمة العقل؟ فهل هو عقلي وعقلك وعقل فلان وفلان؟ أم هو شيء آخر؟ ثم نتعرف على نوعية المخالفة له.
أقول إن العقل المقصود به هو مجموع عقول العقلاء من أهل الاختصاص في المسألة التي يتحدث عنها الحديث النبوي، فإن كان الحديث يبحث في الطب، فإجماع الأطباء يكون هو المقصود بالعقل، وإن كان الحديث النبوي يبحث في أمر اجتماعي فإجماع علماء الاجتماع هو المقصود بالعقل، وإن كان الحديث النبوي يبحث في التشريع فإجماع علماء التشريع هو المقصود بالعقل، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية ïپ´: (المعقول لا يتعارض مع صحيح المنقول).
وبذلك يخرج العقل غير المتخصص ليفتي في مسألة تخصصية، وكذلك يخرج اختلاف أهل الاختصاص عند وجود اختلافهم، لأن منهم مؤيد ومنهم معارض، فيبقى الحديث النبوي مؤيداً من عقول بعض المتخصصين، ومعارضاً للبعض، وهذا لا يلغي العمل بالحديث النبوي.
وأما في حالة إجماع أهل الاختصاص في مسألة ما على استحالة معنى الحديث النبوي، فهنا ننظر في معنى الحديث:
- هل هو مما يحصل في التجارب البشرية؟:
- فإن كان نعم، توقف العمل بالحديث النبوي إلى أن تستجد وسائل جديدة تلغي الإجماع السابق، أو يكون لمعنى الحديث النبوي معنى مخالف لإجماع أهل التخصص فيبحث عنه.
- وإن كان مجرد عقل فلان لم يرق له المعنى في الحديث النبوي فهذا لا يُسقط العمل بالحديث النبوي، لأن العقل الفردي لا اعتبار له أمام عقول المجموع في مسألة تخصصية تجريبية تأبى التفرد بالرأي.
- وإن كان الحديث النبوي مما هو خبر عن غيب:
فلو أجمعت الدنيا على استحالته، فإننا نقول ونعتقد بحصوله ووقوعه ولو بعد حين إن كان الحديث صحيحاً، وموقفنا هو موقف أبي بكر الصديق ïپ´ من حادثة الإسراء والمعراج وهو التصديق الكامل لإخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو نفس موقف علي عندما قال: لو كان الدين بالرأي والعقل لكان مسح الخف من أسفله أولى من أعلاه.
ويبرز بين الفينة والأخرى على مدار التاريخ من يدعي أن العقل يرفض خبراً نبوياً، أو تشريعاً نبوياً بحجة مخالفته لعقله، وقد بينا أن المقصود من مفهوم العقل في الإسلام هو إجماع العقول المتخصصة، لأن غير المتخصصة تكون عابثة في المعاني، وتحتاج إلى مقدمات وعلوم الآلة، أو العلوم الأساسية المادية للفهم.
فإنكار الأديب لمعادلة رياضية لم يستطع عقله استيعابها لا يعني إبطال التعامل مع المعادلة الرياضية، كما أن إنكار الرياضي للمجاز لبيت شعر لم يرق لعقل الرياضي لا يعني إبطال المجاز، وإنكار الإثنين الأديب والرياضي لحركة الدورة الدموية، لن يبطل وجود الدورة الدموية، وإنكار الجميع بعدم وصول المركبات الفضائية إلى سطح القمر، لن يبطل حقيقة الوصول إلى القمر.
أي إن إنكار عقل غير المتخصص في مسألة تخصصية ليس له قيمة علمية تحترم، وبذلك يمكن القضاء على الفوضى العلمية، والفوضى الدينية، والفوضى الاقتصادية، بل والفوضى في كل شؤون الحياة.
وموقف عقل المسلم من القرآن والسنة هو الإيمان والتصديق بأخبارهما السابقة والمستقبلية لأن ذلك يمثل عقيدة المسلم.
وأما آيات الكون فقد حض القرآن والسنة على التفكير في كل شيء من حول الإنسان، وأن يكون إيمانه راسخاً فيزداد نوره بالطاعة والتأمل الفكري، وقد بينا في الإحصائية السابقة دور القرآن في حض العقل على التدبر والتأمل والتفكر في كل شيء حوله.
وأما آيات التشريع، وهي آيات الأمر والنهي التي تنظم السلوك البشري وشهوات الإنسان، فمنها المعلل الذي يدور مع علته، فهي تفتح طريق التفكير من أوسع أبوابه، ومنها الثابت الذي لا يتغير، ولكن يتغير حكمه بين السقوط والتكليف والقضاء بحسب حالة الشخص نحو الفطر للمسافر، وسقوط الصلاة عن الحائض والنفساء، وحالة من يقع في المشقة فت*** له التيسير، وهذا يمثل قمة الرحمة بالمكلف، يتقدمه قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ صلى الله عليه وآله وسلم185) سورة البقرة.
***
واليوم بدأت حملة التشكيك بالسنة وتحريف معاني القرآن تظهر سمومها، تارة بمخالفة الحديث النبوي للعقل، وتارة بأنه مخالف للقرآن، وثالثة بأنه كتب في عهد بعيد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ورابعة بأن بني أمية حرفوا وكتبوا ما راق لهم من الأحاديث النبوية، وكأن السنة التي بين أيدينا مجموعة من خيال الكتّاب، أو ملفقة من قصاصين، أو مدسوسة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم‍‍!!
وسبب ذلك تصور المعارض والمنتقد حفظه واهتمامه بالعلم مثل أولئك الرجال الأبطال حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونسي المنتقد أن كتابة السنة تعتبر في ميزان العقل البشري والعلمي معجزة لا تستطيع الأمم جميعها في الحاضر والمستقبل أن تفعل مثلها.
ودقة علم الجرح والتعديل لدى علماء السنة في دراسة سند ومتن الحديث النبوي، لا تستطيع أية أمة من الأمم -في السابق واللاحق- أن تأتي بمثله، وأن تلتزمه في ميدان التطبيق العملي.
وانظر إلى دقة المحدثين في التفريق بين حدثنا وأخبرنا في رواية الحديث الذي رواه مسلم فذكر في السند: قال عَبْدٌ أَخْبَرَنَا وقَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا، والتي تدل الأولى على قراءة التلميذ وسماع الشيخ، بينما حدثنا حالة العكس، فأي دقة أعلى من هذه الدقة في التعبير عن حالة التلقي وطريقة سماع الحديث النبوي في التاريخ الماضي والمعاصر والمستقبل!!!.
ودليل آخر على ذلك أن التاريخ لم يحفظ لنا -من بين جميع الأمم- حياة رجل منذ طفولته إلى وفاته مثلما حفظه المسلمون عن رسولهم صلى الله عليه وآله وسلمبكل دقة، وبكل حب وإخلاص.
فحملة التشكيك بالسنة مرض عقلي، ووباء فكري، يصيب الحاقدين، ومذهب المجانين.
وقد وضع علماء المذاهب الفقهية الأربعة السنية منهجاً واضحاً للترجيح بين الأدلة تدل على العقل الراجح، والمنهج القويم، وقوة العقل الإسلامي الفقهي والأصولي في طريقة الترجيح بين الأدلة القرآنية والنبوية والآثار ، ولم يكن عن هوى من أنفسهم مما أخضع العقول الغربية في حالة ذهول لهذه العقلية الأصولية في الترجيح والفقه العجيب المستنبط مما يدلل على حرية التفكير وعمقه في الأدلة الشرعية، ولم يكن عن هوى في النفس، وإنما بتقوى وورع قل نظيره وبدون تكسب من الحكام، وأحياناً مواجهة الحكام بالحق كما حصل لإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل ووفاة الإمام أبي حنيفة النعمان في السجن رحمهم الله ورضي الله عنهم.
وإن شاء الله سنبين ذلك بالحجج النقلية والعقلية، وكلام العلماء، مستعيناً بالله تعالى، وطالباً من الأحبة الدعاء،




ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
العقل, النقل, تلقي, يعارضه, والاستنباط


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دور العقل تلقي النقل والاستنباط منه لا أن يعارضه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نعمة العقل ودوره في فهم النقل عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 04-24-2017 02:27 PM
انتقادات واسعة لوزير النقل التونسي عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 10-16-2015 06:55 AM
حافلات النقل القديمة منازل للمشردين عبدالناصر محمود الصور والتصاميم 0 06-18-2015 01:56 PM
التثبت من النقل ؟ جاسم داود شذرات إسلامية 0 08-11-2013 03:20 PM
من المعرفة إلى العقل (بحوث في نظرية العقل عند العرب) - محمد المصباحي احمد ادريس بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 04-10-2013 12:54 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59