#1  
قديم 01-29-2012, 07:57 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,419
افتراضي الشعر والمحاكاة عند الفارابي


رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الآداب العربي اعداد علي بولنوار
باشراف الدكتور أسعد علي جامعة دمشق 1998م.
منذ زمن بعيد شعر الانسان بأهمية الفنون (كالشعر)على اختلاف اوجهها لذلك كان اهتمامه بها جديا فالفن بالنسبة له االمرآة التي يرى الاخرون من خلالها كما هو الوجه الذي يعرفه بالآخرين وبشكل عام فهو صورة صادقة لحياة البشر.ولقد نشأت مفاهيم عديدة حول الفن بوجه عام والشعر على وجه الخصوص تعكس وجهات نظر مختلفة للعديد من المفكرين تحمل كل وجهة اتجاه ذلك الفكر ـ ولقد ترجمت جملة هذه التصورات في مجموع نظريات كل نظرية كانت تشير الى اتجاه معين ومن دون شك ان نظرية المحاكاة تعد من اقدم وأهم النظريات التي كان لها دور فعال في تطوير حركة النقد الادبي والتي كان أفلاطون أول من نادى بها ـ في الفن ـ في كتابه الجمهورية، ولقد تولدت نظرته للشعر من خلال السياق العام لنظرية المثل فمن هنا انطلق وكان الفن يمثل الطور الثالث من أجل ثلاثة اطوار يراها هذا الفيلسوف بمثابة الهيكل الاساسي الذي يمثل الوجود وبمعنى آخر.
فالوجود عنده ثلاث مراتب:
مرتبة المثل ثم هناك المرتبة الثانية وهي تمثل الوجود الذي يحاكي الوجود الاول وهو بمثابة تقليد كحقائق وكائنات الوجود الاول.
وأخيرا المرتبة الثالثة وهيا محاكاة الموجودات العالم الثاني الذي في نفس الوقت محاكاة للعالم الاول وفي هذه المرتبة الثالثة صنف أفلاطون الشعر فكان الشعر بذلك عبارة عن محاكاة بعيد عن الحقيقة بثلاثة مراتب وهن هنا عرفت المحاكاة عنده بأنها ضرب من اللعب والتقلييد الاهم وبالتالي فكل فن يقوم عليها يعد فن فاسد وفي تراثنا العربي نجد صدى هذه النظرية عندما حاول فلاسفتنا معرفة التراث اليوناني ونقله الى الجمهور العربي وبدون شك فإن الفارابي يعد أول من نادى بهذه الفكرة ولقد ااعتبره البعض بأنه مجرد من ناقل لآراء الفيلسوفين أفلاطون وأرسطوا لاأكثر ومكررا لتصوراتهما في حين يرى البعض الآخر بأنه يتناول نظرية المحاكاة بثوب جديد لم يعرف عند الفيلسوفين اليونانيين فأثنوا بذلك على مجهوده وعميق فكره وباركوا خطواته ولقد جاء البحث موزعا على ثلاثة أبواب مع مقدمة وخاتمة وحاول الباحث في الباب الاول وهو من فصلين أن يعطي اصورة شاملة عن حياة الفارابي منذ كان طفلا حتى حين وفاته، أما الفصل الثاني حمل عنوان الاطار الفلسفي للفارابي أبرز فيه الباحث بعض المسائل بعض المسائل الفلسفية ولما لهذه الدراسة أهمية في دراسة الموضوع الرئيسي.
أما في الباب الثاني فقد حاول الباحث اعطاء دراسة لمفهوم الشعر والمحاكاة عند الفارابي في الفصل الاول قدم الباحث دراسة لمفهوم الشعر والمحاكاة عند افلاطون وأرسطو ووقف عند تصور كل منهما.
الفصل الثاني جاء يحمل مفهوم الشعر والمحاكاة عند الفارابي.
وفي الفصل الثالث تسائل الباحث عن مدى علاقة الشعر بالنفس والبلاغة وما مدى المهمة التي تقدم بها.
علاقة الشعر بالنفس كان على اساس ان الاول نتاج متخيلة الشاعر المبدع وهو بالتالي موجه الى متخيلة المتلقي.
أما الباب الثالث فقد خصص لمعرفة خصائص الشعر ومميزاته فتحدث الفصل الاول عن علاقة الشعر ببقية الفنون التي تقوم على المحاكاة طبيعتها موضوعها أسلوبها.
أما الفصل الثاني تحدث عن مسألة الوزن والقافية وعالج مسألة الصفة والطبع محاولا معرفة ما أذا كان الشاعر عند الفارابي ابن موهبته أم ضيع محيطه
وفي الفصل الثالث وضع الباحث الفارابي على الميزان النقدي وناقش مسألة أصالته فيما ذهب اليه مع من اتهم بأنه مجرد ناقل لافكارهما مبين منهج وأبعاد كل من أفلاطون وأرسطوا ثم ناقش الافكار الفارابية التي يظن انها مأخوذة من الفيلسوفين السابقين،
وفي الخاتمة قدم الباحث نتاج دراسته في ان الفارابي اذا كان قد رأى بأن الشعر محاكاة فليس معنى هذا انه مجرد وناقل لافكار أفلاطون وأرسطوا وبمعنى آخر ان نظرة فيلسوفنا المسلم للشعر بوصفه محاكاة ليس نظرية يونانية بحته فلقد قدم نظريته وفق اطاره الاجتماعي وتفكيره العقلي الخالص ومن أجل هذا فهو لأافلاطون من جهة ولاأرسطو من جهة أخرى كما بدى البعض وان كان وان كان ينسب افكاره في كثير من الاحيان الى المعلم الاول لقد فهم الشعر اليوناني ولم يطبقه على محيطه الاول مايمكن تسجيله مقارنه بين الفيلسوفين – هو ذلك ا لمنطلق الذي اعتمده كل منهما في تفسيره للفن عموما والشعر على وجه الخصوص فلقد استمد أفلاطون سائر نظرياته من عالم ليس له وجود عند الفارابي بينما اقام الاخير نظرياته على معطيات من عالم بعيد كل البعد عن التصور الحقيقي للوجود الافلاطوني وعلى هذا الاساس فمن المنطقي ان تكون رؤية كل منهما مختلفة عن الآخرى وهذ مايسمح لنا القول بأن الفارابي لم ينظر الى الفن كالشعر والموسيقى من نفس الزاوية التي نظر منها أفلاطون والدليل على ذلك ان فيلسوفنا المسلم لم تكن تستهويه الحقيقة في الفن التي كان أفلاطون ينظر من خلالها للفن فالحقيقة عند هذا الفيلسوف هي القياس الذي جعله يحط من قيمة الشعر اعتقادا منه ان الشاعر بعيد بفنه كل البعد عن حقائق الاشياء وجوهرها في حين ان الفارابي يبعد الشعر عن الحقيقة ايمانا منه ان الشاعر لايهتم بنقل الحقائق وتصوير الواقع على علاته فكلما ابتعد الشاعر أو المحاكي بصفة عامة ـ من نموذجه الاصلي كلما كان فنه أبلغ ومحاكاته أتم.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الشعر, الفارابي, عند, والمحاكاة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الشعر والمحاكاة عند الفارابي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو نصر محمد الفارابي ام زهرة علماء عرب 0 10-09-2013 12:26 AM
بيت من الشعر يشتمل على 40000 بيت من الشعر عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 08-27-2013 09:53 PM
أبو نصر محمد الفارابي ام زهرة شخصيات عربية وإسلامية 0 05-24-2013 06:19 PM
شرح بالصور لاجمل ربطات الشعر وطريقة ربطها للبنات الصغار عالم المرأة: شرح بالصور لاجمل ربطات الشعر Eng.Jordan الملتقى العام 0 11-19-2012 12:23 AM
تحب الشعر؟؟؟ صلاح ريان نثار الحرف 10 03-14-2012 03:53 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59