#1  
قديم 05-02-2017, 02:22 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي حاضنات الأعمال.. ما هي وكيف تسرع من وتيرة الأعمال؟




هدير عبدالمنصف شحاته

..باحثة بوحدة التخطيط والتنمية بمركز البديل للدراسات الإستراتيجية، معيدة بالمعهد العالي للعلوم الإدارية والحاسب الألي



ظهر مفهوم حاضنات الأعمال في إطار تطوير الأعمال وتسريع وتيرة الاستثمارات الخاصة، إذ تعني في أبسط تعريفاتها أنها احتضان ورعاية مشروعات وشركات لديها أفكار ومقومات تمكنها لأن تكون شركات ناجحة بعد أن توفر لها الحاضنة عدد من الخدمات في مقدمتها التمويل والإشراف وخطط التسويق.

هذا، وتعد حاضنات الأعمال من أهم آليات التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ووسيلة لخلق فرص عمل جديدة، علاوة على مساهمتها بفعالية في تطوير صناعات قائمة من خلال تكوين مشروعات صغيرة أو متوسطة حيث تقدم لها المعلومات الكافية والدراسات اللازمة لخطط العمل وجدوى المشروعات وتسويق المنتجات، وتتنوع الحاضنات حسب الهدف الذي أنشأت من أجله فهناك حاضنة إقليمية، و دولية، و تكنولوجية وغيرها.


المحور الاولي: الطرح الفكري لماهية حاضنات الأعمال.

1- قراءة تاريخية لحاضنات الأعمال.
يرجع تاريخ الحاضنات إلى أول مشروع جرى إقامته في مركز التصنيع المعروف بإسم Batavia في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 19599 عندما حولت عائلة مقر شركتها التي توقفت عن العمل إلى مركز للأعمال يتم تأجير وحداته للأفراد الراغبين في إقامة مشروع مع توفير النصائح والاستشارات لهم، ولاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً خاصة أن هذا المبنى كان يقع في منطقة أعمال وقريباً من عدد من البنوك ومناطق تسوق ومطاعم وتحولت هذه الفكرة فيما بعد إلى ما يعرف بالحاضنة، ومنذ عام 1959 هناك الآلاف من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أقيمت في هذا المركز الذي يعمل حتى الآن تحت نفس الاسم القديم Batavia.
لكن هذه المحاولة لإقامة الحاضنات لم يتم متابعتها بشكل منظم حتى بداية أعوام الثمانينات وتحديداً في عام 1984، حيث قامت هيئة المشروعات الصغيرة BA بوضع برامج تنمية وإقامة عدد من الحاضنات، وفي هذا العام لم يكن يعمل في الولايات المتحدة الأمريكية سوى 20 حاضنة فقط ارتفع عددها بشكل كبير خاصة عند قيام الجمعية الأمريكية لحاضنات الأعمال (NBIA) في عام 1985 من خلال بعض رجال الصناعة الأمريكيين، وهي مؤسسة خاصة تهدف إلى تنشيط تنظيم صناعة الحاضنات.
وفي نهاية عام 1997 وصل عدد الحاضنات في الولايات المتحدة إلى حوالي 5500 حاضنة من خلال معدل إقامة بلغ نحو حاضنة في الأسبوع منذ نهاية عام 1986.
ويرجع تاريخ حاضنات المشروعات التكنولوجية إلى بداية عقد الثمانينات حيث ظهرت حاجة إلى خلق فعاليات جيدة قادرة على دعم ورعاية الاختراعات والأبحاث التطبيقية والإبداع التكنولوجي، وتحويلها إلى شركات ودفع فرص نجاحها.
وفكرة الحاضنات مستوحاه من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال غير المكتملين فيها فور ولادتهم من أجل تخطي صعوبات الظروف الخاصة المحيطة بهم، عن طريق تهيئة كل السبل من أجل رعايتهم، ثم يغادر الوليد الحاضنة بعد أن نتأكد من صلابته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية وسط الآخرين.
وتذكر الدراسات أن أول حاضنة مشروعات أقيمت في اليابان عام 1982 حيث قامت الحكومة والشركات الخاصة الكبيرة بتنفيذ وإقامة أولى الحاضنات ثم قامت بعد ذلك إدارة المدن والأقاليم المختلفة بإقامة عدد آخر من الحاضنات.
وفيما يخص البرنامج الصيني للحاضنات فقد بدأ هذا البرنامج فعلياً عام 1987، فالحاضنة إذن هي منظمة عمل متكاملة توفر كل السبل من مكان مجهز مناسب به كل الإمكانات المطلوبة لبدء المشروع أو شبكة من الارتباطات والاتصالات بمجتمع الأعمال والصناعة.
وتدار هذه المنظمة عن طريق إدارة محدودة متخصصة توفر كل أنواع الدعم اللازم لزيادة نسب نجاح المشروعات الملتحقة بها والتغلب على المشكلات التي تؤدي إلى فشلها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها.
ومنذ بداية أعوام الثمانينات حيث البداية الفعلية لإقامة الحاضنات في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتوقف منظومة الحاضنات عن التطور حتى أصبحت اليوم تمثل صناعة قائمة بذاتها يطلق البعض عليها “صناعة الحاضنات” وإذا نظرنا إلى تطور الحاضنات كصناعة في العالم نذكر أن هناك حالياً حوالي (3500) حاضنة أعمال في مختلف دول العالم منها حوالي 1000 حاضنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمتلك الصين 465 حاضنة وكل من كوريا الجنوبية والبرازيل حوالي 200 حاضنة لكل منها، بينما تمتلك الدول العربية عدد من الحاضنات نذكر منها مصر 10 حاضنات، والبحرين واحدة، المغرب 2، تونس واحدة.

مراحل تطور حضانات الاعمال
الأعمال.. الأعمال؟ Untitled-29.jpg


2- مفهوم حضانات الأعمال:
تعتبر عملية وسيطة بين مرحلة بدء النشاط ومرحلة النمو لمنشأت الأعمال من أجل تحويل المشروع إلي خطة عمل وهذه العملية أو الفكرة لابد أن تحتوي علي تقديم أو تزويد المبادرين بالأدوات اللازمة لنجاح المشروع ما يجعلها تساعد علي تنويع النشاط الاقتصادي وتكوين الثروة ونشر التكنولوجيا وخلق فرص العمل وتخفيض وتذليل أخطار الاستثمار لمنشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة ما يسهل عليها النشاط في بيئة تنافسية متميزة التي يعرفها الاقتصاد العالمي في القرن الواحد والعشرين.

3- أهداف حاضنات الأعمال:
– المساعدة في إقامة مشروعات إنتاجية أو خدمية تعمل على تقديم خدماتها للمجتمع والعمل على تهيئة المناخ المناسب وتوفير كل الإمكانيات التي تعمل على تسهيل إقامة المشروعات.
– العمل على ربط المشروعات الجديدة مع السوق من خلال تكوين حلقة مشتركة بين هذه المشروعاتوالمشروعات الموجودة، إضافة إلى إمكانياتها في ربط المشروعات المحتضنة داخل الحاضنة مع بعضها البعض للاستفادة من خبراتها ونقاط ضعفها وكيفية التغلب عليها.
– تهدف الحاضنة لتحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية من أجل تنمية الموارد البشرية، وحل مشكلة البطالة.
– تشجيع قيام الاستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية التي تساعد الوضع الاقتصادي للدولة على النمو والتطور.
– العمل على مساعدة المشروعات الصغيرة على تخطي المشكلات والمعوقات الإدارية والمالية والفنية التي يمكن أن تتعرض لها خاصة في مرحلة التأسيس.
– المساهمة في زيادة معدلات الدخل للأفراد وزيادة عدد المشروعات في المجتمع ما يساعدها على تنمية الاقتصاد المحلي.
– دعم رواد الأعمال وزيادة فرص نجاحهم من خلال دعم المبادرين الذين تتوافر لهم الأفكارالطموحة إضافة إلى الدراسة الاقتصادية السليمة وبعض الموارد اللازمة لتحقيق طموحاتهم.
– توفر بيئة عمل مناسبة خلال السنوات الأولى الحرجة من عمر المشروع لزيادة فرصة نجاحه منخلال استكمال النواحي الفنية والإدارية بتكلفه رمزية وتركيز صاحب الفكرة على جوهر الفكرة.
– ترويج روح الريادة ودعم المشروعات الصغيرة في مواجهة خطوات الانطلاق نحو سوق العمل.
– تسهيل بدء عمل الرياديين من خلال تشجيعهم على البدء بأقل التكاليف في تأسيس المشروع بجانب تقديم الدعم والمساندة والمشورة في النواحي الفنية والمالية والإدارية والقانونية ما يوفر لهم فرص عمل واعده من خلال مشروعاتهم الريادية إضافة لمساهمه الحاضنة في تقليص احتمالات فشل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الناشئة.

4- مهام حاضنات الأعمال:
– تقديم الخدمات الاستثمارية المتعلقة بدراسة جدوي المشروعات.
– توفير المباني للمؤسسات الصغيرة إضافة إلي أجهزة الاتصال.
– توفير المساندة والاستشارة المالية والإدارية والتسويقية.
– تقديم الدعم الفني.
– التدريب الإداري أو التقني لعاملي المؤسسة من طرف المؤسسة الحاضنة أو هيئات خاصة.
– تقديم خدمات ال*****.

5- أنواع حضنات الأعمال:
الحاضنة الإقليمية: هذا النوع من الحاضنات يخدم منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها، ويعمل على استخدام الموارد المحلية من الخامات والخدمات واستثمار الطاقات الشبابية العاطلة في هذه المنطقة.
الحاضنة الدولية: تروج هذه الحاضنة لاستقطاب رأس المال الأجنبي مع عملية نقل التقنية مؤكدة على الجودة العالية، وتركز على التعاون الدولي المالي والتكنولوجي بهدف تأهيل الشركات القومية من خلال الشركات الدولية وتطويرها ودفعها للتوسع والاتجاه إلى الأسواق الخارجية.
الحاضنة الصناعية: تقام داخل منطقة صناعية معينة بعد تحديد احتياجات هذه المنطقة من الصناعات والخدمات المساندة، حيث يتم تبادل المنافع بين المصانع الكبيرة والمشروعات الصغيرة المنتسبة للحاضنة.
حاضنة القطاع المحدد: تعمل هذه الحاضنة على خدمة قطاع أو نشاط محدد مثل البرمجيات أو الصناعات الهندسية، وتدار بواسطة خبراء متخصصين بالنشاط المراد التركيز عليه.
الحاضنة التقنية: وهي حاضنات تكنولوجية تهدف إلى استثمار تصميمات متقدمة لمنتجات جديدة مع امتلاكها لمعدات وأجهزة متطورة، والاستفادة من الأبحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية وتحويلها إلى مشروعات ناجحة.
الحاضنة البحثية: عادة ما تكون هذه الحاضنة داخل جامعة أو مركز أبحاث، تعمل على تطوير الأفكار والأبحاث وتصميمات أعضاء هيئة التدريس.
حاضنة الإنترنت: هي مؤسسة تساعد شركات الإنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو حتى الوصول إلى مرحلة النضج.
بالإضافة إلى الأنواع السابقة هناك أنواع أخرى من الحاضنات، كحاضنات المشروعات العامة غير التكنولوجية، و حاضنات بدون جدران، حاضنات متخصصة في مجالات إبداعية وفنية، حاضنات متخصصة في مجالات تصنيعية وإنتاجية وخدمية متنوعة.

6- أهمية حضانات الأعمال:
– تقدم المشورة العلمية ودراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الناشئة.
– تربط المشروعات الناشئة والمبتكرة بالقطاعات الإنتاجية وحركية السوق ومتطلباته.
– تشجع المستثمرين غير التقليديين والمغامرين على إنشاء الشركات الخاصة بهم التي توصف بأنها شركات رأس المال المغامر أو المخاطر.
– تساهم في توظيف نتائج البحث العلمي والابتكارات والإبداعات في شكل مشروعات تجعلها قابلة للتحول إلى الإنتاج.
– توفر فرص عمل للراغبين بأن يكونوا رجال أعمال حقيقيين خاصة خريجي الدراسات الجامعية وتساعدهم على البدء على نحوٍ صحيح وتجاوز الطرق الوعرة في بداية حياتهم ولعل أبرزها البيروقراطية التي تنعكس في (القروض، و الضمانات، و آليات التأسيس وغيرها).
– تعمل على إقامة ودعم مشروعات إنتاجية أو خدمية صغيرة أو متوسطة تعتمد على تطبيق تقنيات مناسبة وابتكارات حديثة.
– تؤهل جيلا من أصحاب الأعمال ودعمهم ومساندتهم لتأسيس أعمال جادة وذات مردود، ما يساهم في تنمية الإنتاج وفتح فرص للعمل والنهوض بالاقتصاد.
– تساعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة على مواجهة الصعوبات الإدارية والمالية والفنية والتسويقية التي عادة ما تواجه مرحلة التأسيس.
– تقدم الدعم والمساندة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق معدلات نمو وجودة عالية.
– تفتح المجال أمام الاستثمار في مجالات ذات جدوى للاقتصاد الوطني مثل حاضنات الأعمال التكنولوجية وحاضنات الصناعات الصغرى والداعمة وحاضنات مشروعات المعلوماتية وغيرها.
ويمكن توضيح أهمية حاضنات الأعمال في توطيد علاقات التعاون بين مختلف الأطراف المعنية (الجامعات، و مراكز بحث، و المجتمع، و الحكومة، و الشركات، وزبائن الحاضنات) من خلال الشكل التالي:
الأعمال.. الأعمال؟ Untitled-30.jpg


المحور الثاني:- دور حاضنات الأعمال في تنمية اقتصادات الدول.
تلعب حاضنات الأعمال دورا بارزا في تنمية النسيج الاقتصادي من خلال ما تحققه من مزايا متمثلة في:
1- تشجيع خلق وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أقيمت حاضنات المشروعات في الأساس لمواجهة الارتفاع الكبير في معدلات فشل وانهيار المشروعات الصغيرة الجديدة، وقد أظهرت بعض الدراسات أن قرابة 80 -90% من هذه المشروعات تفشل خلال الخمس سنوات الأولى من بداية نشاطها، نتيجة لقيامها على اجتهادات شخصية بعيدة عن الجانب التخطيطي والاستشاري، و أثبتت حاضنات الأعمال قدرتها على رفع نسبة نجاح المشروعات الجديدة، حيث أشارت تقارير الجمعية الأمريكية للحاضنات إلى أن معدلات نجاح واستمرارية المشروعات الجديدة المقامة داخل الحاضنات وصلت إلى 88% مقارنة بنسبة النجاح التقليدية المنخفضة لهذه المشروعات، وبالتالي فإن دعم المشروعات الناشئة ورفع فرص نجاحها يعتبر الوظيفة الأولى للحاضنات، ويتم ذلك من خلال توفير كل أنواع الدعم المالي والإداري والتسويقي، والرعاية لهذه المشروعات في مرحلة النمو، وإنشاء قاعدة للمعلومات الفنية والتجارية، ويمكن تلخيص الدور الذي تلعبه حاضنات الأعمال في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النقاط التالية:
أ‌- تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل: يمكن للحاضنات مساعدة المنشآت المنتسبة إليها في ربط اتصالات بالراغبين في الاستثمار في هذه المنشآت وهي في طور النمو، كما يمكن للحاضنات نفسها المشاركة في ملكية هذه المنشآت.
ب‌- توفير الخدمات القانونية: تحتاج المنشآت الجديدة إلى خدمات قانونية عديدة، كإجراءات تأسيسها وتسجيلها وكتابة عقود التراخيص، وما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، حيث تعلب الحاضنات عادة دور الوسيط بين المنشآت المنتسبة إليها والجهات التي تقدم الخدمات القانونية.
ت‌- بناء شبكات تواصل: تقوم الحاضنات بإقامة ندوات ومعارض بهدف استقطاب الممولين، تمهيدا لتواصلهم مع المنشآت المنتسبة إليها، كما تعمل على بناء شبكات التواصل فيما بينها سواء على المستوى المحلي أو العالمي، للوقوف على ما يستجد والمشاركة في تبادل الخبرات والعمل على تحقيق التكامل، كما تعقد الحاضنات الأيام المفتوحة والمعارض التي تشارك فيها المنشآت الصغيرة والمتوسطة ما يسمح لها بالتعارف وتبادل الخبرات.
ث‌- توفير العديد من الخدمات الإدارية والتدريبية والتسويقية والاستشارية:يبدأ تقديم الخدمات الإدارية من قبل الحاضنات للمنشآت المنتسبة لها وذلك في مرحلة تقييمها، كما تقوم بتقديم خدمات التدريب المختلفة لتنمية المهارات الخاصة بريادة الأعمال، إضافة إلى تقديم خدمات التسويق للمنشآت المنتسبة للحاضنات من قبل منشآت أخرى متخصصة في هذا المجال ومنتسبة أيضا لنفس الحاضنات، وتتمثل الخدمات الاستشارية للحاضنات في المساعدة على وضع السياسات، و تحديد الأهداف، و اختيار وتوظيف المدراء التنفيذيين، كما تراقب تفاعل ونمو المنشآت المنتسبة إليها.
ج‌- توفير البنية التحتية: توفر الحاضنات للمنشآت التي تنتسب لها المرافق الأساسية اللازمة من مختبرات ومعامل وتجهيزات، والاحتياجات الإضافية من أجهزة وبرامج وخدمات تقنية المعلومات وشبكات الاتصالات، كما تقوم بعض الحاضنات الصغيرة بعمل الترتيبات اللازمة لتوفير متطلبات البنية التحتية للمنشآت المنتسبة لها عن طريق المشاركة أو التنسيق مع الجامعات وهيئات نقل التقنية أو عن طريق الاستئجار.
ح‌- تقديم الخدمات الفنية: وجود بيئة مشجعة لنقل التقنية يعتبر مطلبا أساسيا لنجاح الحاضنات في حصول المنشآت المنتسبة لها على التقنيات اللازمة لتطويرها ونموها، حيث تعمل على تحقيق التعاون والتنسيق بين برامج نقل التقنية والحاضنات، مع توفير سبل استعانتها بالخبراء والمتخصصين، وترتيب طرق استخدامها لمراكز الجودة القريبة من هذه الحاضنات، عن طريق عقود واتفاقيات خاصة .

2- تنمية المجتمع المحلي.
تساهم حاضنات الأعمال في تنمية وتنشيط المجتمع المحلى من حيث تطوير بيئة الأعمال، وإقامة مشروعات، وجعل الحاضنة نواة تنمية إقليمية ومحلية، ومركزاً لنشر روح العمل الحر لدى الراغبين في الالتحاق بسوق العمل.

3- دعم التنمية الاقتصادية.
تستطيع الحاضنة تمكين المدينة أو الأقاليم التي تنشط فيها من تحقيق معدلات عالية لإقامة أنشطة اقتصادية جديدة، بالإضافة إلى تحقيق معدلات نمو عالية للمشروعات المشتركة بالحاضنة، من خلال العمل على تسهيل إقامة المشروعات الإنتاجية أو الخدمية الجديدة، التي تعتبر إحدى أهم ركائز التنمية الاقتصادية، حيث أن هذه الشركات تدفع الضرائب والرسوم، وتنشيط عمليات الإنتاج والتصدير والتوريدات، وكلها عمليات تدر موارد مالية على ميزانيات الدول.

4- دعم التنمية الصناعية والتكنولوجية.
تركز الحاضنات التكنولوجية على رعاية وتنمية الأفكار الإبداعية والأبحاث التطبيقية، والعمل على تحويلها من مرحلة البحث والتطوير إلى مرحلة التنفيذ، من خلال إقامة المشروعات الصغيرة التكنولوجية، التي تعتبر أحد أهم آليات التطور التكنولوجي من حيث قدرتها الفائقة على تطوير وتحديث عمليات الإنتاج بشكل أسرع وبتكلفة أقل، وإقامة حاضنات تكنولوجية متخصصة تعمل على تسهيل نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة والمتطورة.

المحورالثالث:-التجربة المصرية في حاضنات الأعمال:
اعتمد الصندوق الاجتماعي للتنمية حاضنات الأعمال والتقنية كآلية لدعم إقامة المشروعات الصغيرة وتنمية مهارات العمل الحر لدى المبادرين التقنيين، وعلى ذلك جاءت فكرة إنشاء الجمعية المصرية لحاضنات المشروعات الصغيرة وهي جمعية أهلية (غير حكومية) تم إشهارها في مارس 1995 بأعضاء جمعية عمومية ومجلس إدارة من رجال أعمال ووزراء سابقين، لقد وضع الصندوق الاجتماعي خطة لإنشاء‏30‏ حاضنة في مصر، وهناك حاضنات تعتمد علي تكنولوجيا مبسطة في تقديم الخدمات أو التصنيع الخفيف كما تعتمد علي المشروعات ذات المعرفة والمعلومات مثل حاضنات المنصورة وتلا وأسيوط، أي أنها حاضنة للصناعات العادية والحرفية المميزة وذات الجودة العالية وهناك حاضنات التقنية وهي موجودة بالقرب أو داخل الجامعات والمراكز العلمية والتكنولوجية مثل حاضنة التبين وجامعة المنصورة وحاضنات متخصصة بالمعلوماتية والتقنية الحيوية في مدينة مبارك بالإسكندرية‏.
هذا وتستوعب الحاضنة الواحدة حوالي 40 مشروعا لتستمر داخل الحاضنة لمدة 3 سنوات ثم يتم التخرج مع وجود علاقة انتساب لمساعدة المشروعات بعد تخرجها من الحاضنة، وتبلغ تكلفة إنشاء الحاضنة الواحدة من 2 إلى 3 ملايين جنيه مصري ما بين تأهيل الموقع والتشغيل لمدة 3 سنوات، وتحتاج الحاضنة لدعم مادي خلال أول 3 سنوات لتغطية الفارق بين المصروفات والإيرادات، ثم بعد ذلك يتم الاعتماد على مواردها الذاتية.
وفي إطار عمليات التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي التي بدأتها مصر منذ بداية عقد التسعينيات من أجل مواجهة المشكلات المترتبة على تطبيق سياسات التحول الاقتصادي والتغيرات في طبيعة النظام الاقتصادي العالمي الجديد، التي نتج عنها ارتفاع البطالة خاصة لدى الشباب المتعلم من ناحية، وغياب آليات تقديم التمويل والمعونة الفنية للمشروعات الصغيرة بالإضافة إلى أن إدارة قطاعات الأعمال باقتصاديات السوق تؤدي إلى نتيجة حتمية، وهي توافر عمالة ووحدات إنتاجية زائدة، ومن أجل التغلب على هذه الصعوبات فإن حاضنات الأعمال قد تعتبر الآلية المناسبة لمساعدة المشروعات الصغيرة الجديدة والقائمة، التي تساهم في خلق فرص عمل جديدة، خاصة تلك المشروعات التي تعتمد على استخدام الأفكار التكنولوجية الجديدة، حيث غياب آليات الاستفادة من الأبحاث ذات الجدوى الاقتصادية.
وختاما فإن نجاح حاضنات الأعمال في تسريع وتيرة ريادة الأعمال واحتضان المشروعات الصغيرة يدعو للتخلي عن البيروقراطية المصرية، التي تعد أهم المشكلات التي تواجه تجارب نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة المشروعات الشبابية، إذ يواجه بالعديد من جهات الترخيص وكثرة المتطلبات التي تعرقل وتصعب من عملية الحصول على التراخيص وهذا يدفع إلى الاتجاه للقطاع غير الرسمي، وهنا يثار تساؤل حول مدى مساهمة البيروقراطية الإدارية في تضخم حجم القطاع غير الرسمي في مصر؟ وخلال هذا الطرح تدعو الدراسة إلى النافذة الواحدة أو الشباك الواحد لتسهيل الحصول على تراخيص أسوة بما هو مزمع إنشائه للمستثمر الأجنبي، فتشجيع المستثمر الشاب المصري في إقامة المشروعات الصغيرة ستسهم في خلق وظائف جديدة وستقلل من حجم القطاع غير الرسمي علاوة على زيادة الإيرادات العامة جراء الضرائب المتحصل عليها.



المراجع :

1. نشرة الجمعية المصرية لحاضنات المشروعات الصغيرة، (1999)، نشرة تعريفية، القاهرة، أكتوبر.
2. حاضنات الصندوق الاجتماعي للتنمية، جمهورية مصر العربية:http://www.sfdefypt.org/services a.aso#2
3. نحو مجتمع المعرفة،سلسلة دراسات يصدرها معهد البحوث والاستشارات، جامعة الملك عبدالعزيز، رابط إلكتروني: www.isesco.org.ma/arabe/publications.consulté le 12/03/2012
4. الشنبراوي، عاطف إبراهيم، 0242، حاضنات الأعمال مفاهيم ميدانية وتجارب عالمية، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إيسيسكو، الرباط، المغرب، رابط إلكتروني: www.isesco.org.ma/arabe/publications.consulté le 12/03/2012
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأعمال.., الأعمال؟, تصرع, حاضنات, وتيرة, وكيف


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع حاضنات الأعمال.. ما هي وكيف تسرع من وتيرة الأعمال؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمال المخففة للميزان صابرة شذرات إسلامية 0 11-11-2015 02:31 PM
الأعمال المثقلة للميزان صابرة شذرات إسلامية 0 10-23-2015 07:20 AM
الأعمال المثقلة للميزان صابرة شذرات إسلامية 0 10-09-2015 07:31 AM
أحب الأعمال إلي الله يقيني بالله يقيني شذرات إسلامية 11 07-20-2012 03:43 PM
أساس الأعمال عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 02-03-2012 07:53 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59