#1  
قديم 05-23-2014, 12:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي تجربة د. كيتي وتد: الحفاظ على اللغة العربية في كندا


الإثنين : 02/12/2013
الكاتب : إسراء البدر: كندا

العربية 20131229152021.jpg
مهمة الحفاظ على اللغة والثقافة العربية في كندا بشكل خاص والعالم الغربي بشكل عام يراه البعض مهمة صعبة أو تكاد تكون مستحيلة، ولكن تجربة الدكتورة كيتي وتد، تلخص ذلك الأمر بأنه مشكلة نفسية أكثر من غيرها وأنها مسؤولية البيت بالدرجة الأولى طالما أن الوالدين أعطوا الشرعية للأسرة بالكلام باللغة الإنجليزية داخل البيت، فمن الضروري التفاهم مع المجتمع الغربي باللغة الإنجليزية وإلا كيف يدرس المرء أو كيف يعمل أو كيف يمارس حياته ولكن ما أن يدخل المرء بيته يجب أن تكون اللغة الأم هي الحاضرة وأقصد هنا اللغة العربية، فاللغة حسبما تبينه الدكتورة كيتي أنها الكنز الذي يجب أن لا نفرط به، من الضروري للفرد الذي يعيش في الغرب الاندماج مع المجتمع الغربي بشرط أن لا يضيع لغته الأم، فالذي يحدث مبالغة من البعض في التحدث حتى بالبيت باللغة الإنجليزية، فالبيت لا يوجد فيه أجانب، فلماذا تتكلم الأسرة اللغة الإنجليزية في البيت؟ هذا هو السؤال..
أما أساليب ومناهج الحفاظ على اللغة العربية، كما تراه الدكتورة كيتي من خلال تجربتها تكون بالتوعية للجالية العربية من خلال اللقاءات المشتركة وورش العمل ومن خلال وسائل الإعلام العربية الموجودة في الغرب بين أبناء الجالية، فعلى الفرد أن يدرك أنها ليست مسألة لغة فحسب إنما هي رمز، فالإنسان عندما يتكلم لغته يتضح أنه من أي بلد قادم، ربما البعض من العرب الذين يعيشون في الخارج لا يرغب أن يبين أنه عربي ولا يتكلم العربية بسبب الانتكاسات التي تعاني منها أمتنا العربية ولكن في الحقيقة هذا ليس مبرراً للعرب أن يفقدوا هويتهم أو ينكروها لأنها تاريخنا الذي يستند عليه حاضرنا وكذلك مستقبلنا الذي نطمح أن نصل إليه كأفراد ودول، أيضاً يجب علينا أن نفتخر بلغتنا العربية تلك اللغة التي قدم حاملوها الكثير للشعوب والأمم على مر القرون في الوقت الذي كان فيه الآخرون يتطلعون إلينا وإلى إبداعاتنا، أيضاً من الأساليب الأخرى هو قيام المدارس العربية والإسلامية في الغرب بدورها الحقيقي والمهم في توعية الجالية العربية ومسؤوليتها في الحفاظ على هويتها ولغتها العربية.
الجاليات الأخرى في الغرب كالصينية والكورية والإسبانية تحافظ على لغتها الأم وتتفاخر بها في الوقت الذي يتراجع مستوى اللغة العربية بين أبناء العرب في الغرب.
ترى الدكتورة كيتي أن الجالية العربية وأيضاً المسلمة ترى أن هناك بعداً ثقافياً كبيراً بينها وبين المجتمع الغربي في العادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي لأن المجتمعين العربي والمسلم مجتمعان محافظان ليس بهما شرب الكحول ولا سهر واختلاف في اللبس، في حين الجاليات الأخرى كالصينية والكورية والإسبانية مباح لها تلك الأمور ومندمجة مع المجتمعات الغربية في ذلك، فالجالية العربية هي أكثر مجموعة مختلفة عن المجتمع الكندي، ومن أجل الحفاظ على خيط واحد يصل بين المجتمع العربي في الغرب وبين المجتمع نفسه وجدت الجالية أن اللغة هي الخيط الذي يصل بينها وبين المجتمع الكندي، فيرى العربي أن اللغة الإنجليزية هي القاسم المشترك الوحيد بينه وبين المجتمع الكندي، ولكن بالنتيجة يأتي على حساب اللغة العربية.
المدارس العربية والإسلامية جزء مهم من وسائل الحفاظ على اللغة العربية، وتبين الدكتورة كيتي أن دور تلك المدارس مهم ويجب أن يعتنى به على نحو أكثر لأنه من أكثر الأساليب فعالية في الحفاظ على اللغة العربية، والأهم من ذلك أن اللغة ممارسة فلا يكفي التعلم في المدارس فقط ولكن لابد من التكلم بها وممارستها على طول لكي لا ينساها الطفل أو أي شخص مهما كان عمره، وأيضاً يجب أن لا ننسى دور المساجد فدورها كبير في تعزيز لغة القرآن الكريم وهذا التعزيز بالتالي سيكون تأثيره إيجابياً على اللغة العربية.
لماذا لا نجد في الجامعات المعروفة بكندا أقساماً تدرس اللغة العربية شأنها شأن بقية اللغات؟ ترى الدكتورة كيتي وتد أن ذلك ربما يرجع للحاجز النفسي لدى المجتمعات الغربية تجاه حضارتنا وأيضاً للتطلع إلى اكتشافها بشكل أكبر وربما يرجع السبب أيضاً إلى الصراع الكبير في القرون الماضية بين الشرق والغرب انعكس على إيجاد حاجز نفسي لدى بعض المجتمعات الغربية للتعرف ودراسة الحضارة واللغة العربية بشكل أكثر عمقاً.
أما الإيجابيات التي يحصدها العربي الذي يعيش في الغرب في حفاظه على لغته العربية، تبين الدكتورة كيتي من خلال دراساتها، أن معرفة اللغة العربية تمكن المرء من قراءة تاريخ العرب والشعر العربي والأخبار العربية عن الأحداث التي تدور ببلادنا ليس من خلال صحافة غربية وإنما من خلال الصحافة العربية، وأن محافظة المرء على اللغة العربية هي محافظة على الجذور وعلى الحاضر وبناء المستقبل أيضاً، وفوق كل هذا وذاك الحفاظ على قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ومعانيه، فالله عز وجل لم ينزل القرآن الكريم باللغة العربية محض الصدفة وإنما هي اللغة الخالدة التي يجب أن تبقى على مر القرون والأزمان.
يعلل بعض العرب عدم تعليمهم لأبنائهم اللغة العربية في الغرب سببه صعوبة الحياة والبحث عن فرص العيش والعمل وأيضاً الدراسة.
لكن الدكتورة كيتي لا ترى في ذلك مبرراً لأن الأقليات والجاليات الأخرى كالصينية والإسبانية والأوكرانية لديها نفس المهام إن لم تكن مهامها أكبر ولكنها لم تفرط بلغتها الأم فأغلب الجاليات القادمة لديها تلك التحديات ولكنها تحافظ على لغتها فهذه حجج واهنة، فالجاليات الأخرى لديها أيضاً تحديات البحث عن وسائل العيش والدراسة ولكن بنفس الوقت يحافظوا على لغتهم لأنهم يدركون جلياً أنها تعني هويتهم، وأيضاً هي كنز لمن يتقن أكثر من لغة في الغرب فلديه فرص أكبر للحصول على وظائف أفضل.
أهمية التواصل بين الجاليتين العربية والمسلمة في الغرب فيما بينهما
ترى الدكتورة كيتي أن ذلك يشكل مفصلاً حيوياً ومهماً وجسراً للتواصل بين الجاليتين لكن في الحقيقة تأسف لما تراه في الغرب لأن الجالية العربية تعاني غربة داخل غربة، الأولى هي ابتعادهم عن أوطانهم أما الثانية فهم لا يوجد تواصل بينهم ولا توجد إدارة جيدة للجالية بحيث تعمق الصلة فيما بين أبناء الجالية العربية ومن ثم مد جسور التواصل مع الجالية المسلمة ككل، وعلى سبيل المثال أنا لا أعرف شيئاً عن المسلمين الأتراك في كندا كما هم أيضاً لا يعرفون شيئاً عن الجالية العربية بكندا، فلو كان هناك تواصل بين الجاليتين العربية والمسلمة هذا سيكون له أثر إيجابي بالاهتمام باللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم، ومن خلال اللقاءات السنوية مثلاً يعمق دور اللغة العربية وأهمية الاهتمام بها من قبل الجاليتين لوجود قاسم مشترك بينهما وهو الإسلام واللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، وهنا نفتقد للعروض الأدبية بين الجاليتين والاجتماعات تقتصر على بازارات يعرض فيها الأكل من مختلف الدول العربية والإسلامية، ولكننا سنحاول تدارك ذلك من خلال الجمعية الكندية – الفلسطينية، وباعتباري عضوة في اللجنة الاجتماعية ومسؤولة لجنة الأسرة والطفل فيها، نسعى إلى أن نخصص مناسبات للاهتمام بالأنشطة الثقافية والأدبية للجالية تتضمن شعراً ومسرحاً وأدباً ما يعطي أهمية أكبر للغة العربية في حياة الجالية العربية بكندا.
وترى الدكتورة كيتي وتد أن تجربتها في الحفاظ على اللغة العربية بكندا رغم أنها تجربة فتية لكنها تحاول من خلال منبر الإعلام طرح قضية التركيز على اللغة العربية وذلك من خلال الصحافة العربية في كندا كصحيفة البلاد وأيضاً في المستقبل القريب مع جريدة الصراحة في حث القراء الذين معظمهم من العرب على متابعة المواضيع التي تتحدث عن أهمية اللغة العربية، وتحاول قدر الإمكان الوصول لشريحة الشباب العربي الأصل الذين لا يتقنون قراءة اللغة العربية إلا بجزء بسيط، وأيضاً محاولة الوصول إليهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً وأنهم يتابعون تلك الوسائل بالساعات، وتحاول قدر الإمكان تشجيعهم على القراءة باللغة العربية لتطوير مهاراتهم فيها، وتوجه الدكتورة كيتي إلى الأسر العربية في الغرب رسالة مفادها أنه يجب أن يكون لهم زمام المبادرة في ضرورة تعليم أبنائهم اللغة العربية ولا يتركوا الأمر لأولادهم أن يتعلموا اللغة العربية أو لا.
نبذة عن الدكتورة كيتي وتد
د. كيتي وتد خوري، فلسطينية من أراضي 1948، ولدت وترعرعت بمدينة الناصرة حيث أنهت هناك المرحلة الثانوية. التحقت بالجامعة العبرية بمدينة القدس حيث أكملت تعليمها الأكاديمي وحصلت على ماجستير في التربية الخاصة ودكتوراه في التربية. عملت كمحاضرة كبيرة وباحثة في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم (دافيد يلين) في القدس لمدة 18 عاماً، تعيش الآن بكندا وهي عضوة في الجمعية الفلسطينية الكندية ومسؤولة عن لجنة المرأة والأسرة.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغة, الدفاع, العربية, تجربة, على, نبي, كيتي, كندا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تجربة د. كيتي وتد: الحفاظ على اللغة العربية في كندا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث عام عن اللغة العربية ام زهرة دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 10-31-2013 10:46 PM
قل... ولاتقل في اللغة العربية... صباح الورد الملتقى العام 1 09-19-2013 11:20 AM
أسلوب التعلّم عند دارسي اللغة العربية: طلاب كلية اللغة العربية في جامعة الإنسانية بقدح نموذجاً Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 06-16-2013 10:09 AM
اتفاقية الدفاع المشترك بين الجمهورية العربية المتحدة وسوريا عام 1966 Eng.Jordan رواق الثقافة 1 06-10-2012 01:18 PM
اتفاقية الدفاع المشترك بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية عام 1967 Eng.Jordan رواق الثقافة 0 04-17-2012 11:58 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59