7 أزمات شهدها العقد المنصرم تفتك بالوحدة الأوروبية

أزمات , الأوروبية , المنصرم , العقد , بالوحدة , تفتك , شهدها

7 أزمات شهدها العقد المنصرم تفتك بالوحدة الأوروبية
_____________________________________

7 / 5 / 1441 هـــــــــــــــــــــــ
2 / 1 / 2020 م
____________________





شهد الاتحاد الأوروبي سبعة أزمات كبرى خلال العقد المنصرم قد تكون الأساس لبداية نهاية الوحدة الأوروبية وستترك أثراً متراكماً على المستوى السياسي والأمني والإجتماعي والديني.

سياسياً، قد يكون "بريكست" الحدث الأبرز، إذ سيؤدي في نهاية المطاف، إلى انسحاب إحدى أكبر القوى الاقتصادية من التكتل. غير أن "بريكست" لا يخص لندن وبروكسل فقط، إنما أيضاً بلداناً أوروبية أخرى.

وأولى هذه الأزمات تصويت البريطانيين لمغادرة الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016 الأمر الذي أشعل جدلاً على مستوى بريطانيا وزاد حدة الإستقطاب الداخلي بين المحافظين والعمال بين رافض للإنفصال ومؤيد له وكذلك على صعيد أوروبا نفسها التي قسمتها هذه الخطوة إلى محاور، وأصبحت "بريكيست" لبداية علاقة شائكة بين بريطانيا و أوروبا.

ورغم أن بداية "بريكست" رافقتها دعوات إلى "فريكست" (انسحاب فرنسا) و"غريكست" (انسحاب اليونان) وما إلى هنالك - يقول تيم بايل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "كوين ماري: "دفع بريكست بعض الأوروبيين إلى إدراك أمر بديهي ألا وهو أهمية الاتحاد بالنسبة إليهم".

الازمة الثانية التي أثرت كثيراً على أوروبا وأحيت حرب باردة جديدة هي استخدام الروس للدبابات في رحلاتهم إلى أوروبا، ففي العام 2014، بينما كانت أوكرانيا تمّر في مرحلة من الاضطرابات السياسية، وبعدما نجح المحتجون بطرد الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي اتهموه بالفساد والارتهان لموسكو، وبعدما بدأت كييف تميل للغرب، وأعلنت عن رغبتها في الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، دخلت قوات عسكرية روسية إلى شبه جزيرة القرم. وقامت تلك القوات بالإستيلاء على الجزيرة وشرعنة هذه الخطوة بإستفتاء شعبي لفرض سيطرت روسيا على الجزيرة لكن مجلس الأمن رفض الإعتراف بشرعيته. وامتد التوتر بين أوروبا وروسيا إلى ضفاف البحر الأسود شرق أوكرانيا، حيث الأغلبية ناطقة بالروسية، فاندلعت حرب شعواء بين كييف ومنطقة دونباس الموالية لموسكو، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين. لاحقاً أقيم استفتاءان آخران شرق أوكرانيا نتج عنهما قيام جمهورتيْن: جمهورية لوغانسك الشعبية وجمهورية دونتسك الشعبية. ومع أن موسكو لم تعترف باستقلال الجمهوريتين، إلا أن المتابعين يرون أن السياسة الروسية أحدثت تغيراً كبيراً في "النظام الأوروبي"، عبر المدخل الأوكراني، وأصبحت منطقة البلطيق مركزاً للتسلح بين الأوروبيين وحلف الناتو من جهة و الروس من جهة أخرى.

ومع بداية العام 2014 وإثر الحرب المندلعة في سوريا بدأت أوروبا تشهد إستقبال ملايين اللاجئين الفارين من مناطق الصراع بحراً وبراً وجواً، ورغم أن أعداد المهاجرين قد تقلّصت كثيراً منذ بداية 2016، إلا أن موضوع الهجرة شكل مادة دسمة للأحزاب الشعبوية واليمينية المسيحية في أوروبا. كانت ذريعة "تغيير الهوية الأوروبية"، وأحياناً المسيحية، الحجة التي أشهرتها تلك الأحزاب في الحملات الانتخابية والمنافسات السياسية. في المجر وإيطاليا وألمانيا، تمحورت حملات انتخابية بأكملها حول هذا الموضوع.

وفي أكتوبر 2017 اندلعت أزمة انفصال جديدة وهي نقطة رابعة مؤثراً على الوحدة الأوروبية تتعلق بمطالبة إقليم كتالونيا بالإنفصال عن إسبانيا، ونظم استفتاء لهذا الغرض تسبب في قيام الحكومة الاسبانية بمحاكمة 9 من 12 قائداً "انفصالياً" كاتالونياً، وزجّت بهم في السجون. وبعد الاستفتاء، شهدت المقاطعة حركة واسعة من الاحتجاجات، ما أثار قلقاً كبيراً في بروكسل.

أما النقطة الخامسة في هذا الملف فهي مرتبطة بظهور موجات إرهاب مسيحي في أوروبا وظهور حركات نازية لم تكن تمثل ظاهرة منذ نشأة الإتحاد الأوروبي، وفيما تشير الإحصائيات إلى تراجع النشاط الإرهابي على الصعيد العالمي، إلا أن العمليات التي ينفذها اليمينيون المسيحيون تزداد في الغرب. من تلك العمليات نذكر المذبحة المروّعة التي نفذها النرويجي أندرس بريفيك في الثاني والعشرين من سبتمبر 2011، وراح ضحيتها 77 مسلماً، وكذلك جريمة نيوزيلنداً التي هاجم خلالها متطرفاً مسيحياً أحد المساجد وقتل أكثر من 50 مصلياً فيه. وبحسب الأرقام الصادرة عن "مؤشر الإرهاب العالمي"، فإن إرهاب اليمين المسيحي ازداد بنسبة 320 بالمئة في الأعوام الخمسة الأخيرة.

وتعد "إتفاقية باريس للمناخ" الأزمة السادسة من أزمات أوروبا إذ أججت الصراع السياسي بين الدول الأعضاء وحلفاء الاتحاد مثل الولايات المتحدة التي شهدت صعود دونالد ترامب للسلطة والذي بدوره زاد من ضغطته على الاتحاد الأوروبي وحاول ابتزازمه بشأن الحماية العسكرية، ففي ديسمبر من العام 2015 وقعت 105 دول على اتفاق باريس للمناخ، وتعهدت بتخفيض تأثيرات التغير المناخي. كما وعد الموقعون على تقليص انبعاثات الكاربون. ورغم إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، ورغم الخلل بالكثير من التعهدات العالمية، إلا أن الاتحاد الأوروبي يبدو ملتزماً بـ"المسار الباريسي".

وفي ظاهرة ملفتة بدأت تشهد أوروبا أزمة جديدة وهي السابعة من الأزمات التي تهدد النظام الليبرالي الذي يستمد قوته من علمنة القوانين الأوروبية وهو يتعلق تأجيج مظاهرات النساء ضد العنف في البلدان الأوروبية، ففي أكتوبر 2017 اتهم القطب السينمائي الأميركي ومنتج هوليوود، هارفي وينستين، بالتحرش والاغتصاب. وانطلقت إثر ذلك حملة "أنا أيضاً" العالمية التي أدت إلى تغييرات كبيرة في المجتمع الأوروبي. وفي فرنسا خرجت مؤخراً مظاهرات ضخمة تستنكر مقتل 219 سيدة خلال العام الماضي على يد أزواج وأصدقاء وأقرباء...




__________________________________________________ ___

المصدر: ملتقى شذرات