لا تتركوا الأردن وحيداً..

الأردن , تتركوا , وحيداً..

أحمد حسن الزعبي





مقال الاثنين 9-2-2015

النص الأصلي

جميل هذا التعاطف العالمي معنا ،وجميلة هذه المشاعر التي أضاءت القارات الست، فشكراً على التنديد، وعلى مشاعر الحزن والأسى ، شكراً على برقيات التعزية من الدول الشقيقة والصديقة ، شكراً على الشموع المضاءة في الساحات العامة حزنا على ضحايا الإرهاب، شكراً على الكلمات الرسمية والتغطيات الفضائية، شكراً لمعجم ألفاظ الشجب والاستنكار ..لكن ماذا بعد؟!.

بعد ان ينتهي "العزاء الدولي"،وتذوب الشموع ، وتهدأ المشاعر، ويطوى فيديو الإعدام في أرشيف الذاكرة ..سيبقى التنظيم الأسود يتنفّس ويكبر ويتغذّى على دم ضحاياه العزّل و الأردن وحيداً في مواجهته كما كان!.

عشرات الغارات شنتها طائرات سلاح الجو الأردني منذ الخميس الماضي على مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا تبعتها عدة غارات فوق موصل العراق..وهذه بداية الردّ...لكن إلى متى سيبقى الأردن يكوي هذا القرح الذي يأكل خاصرتي سوريا والعراق ويتمدد؟ ...

نحن لا نعوّل على دول التحالف التي ما كانت يوماً الا رصاصة في صدر العروبة والإسلام..نحن لا نعوّل على تحالف قد دمّر العراق وأنتج أكثر من مليون شهيد ومليون جريح ومليون يتيم وملايين اللاجئين، لا نعوّل على أرباب الــ" فيتو" الذين حرمونا السلام والانتصار طيلة عقود من الصراع مع الكيان الإجرامي الأول في العالم "إسرائيل"...لا نعوّل على حلف غربي هدفه الأبعد..

حرب إسلامية إسلامية ..تمهّد الطريق لــ "اسرائيل الكبري" بالجماجم العربية...نحن نبحث عن حلف جديد اسلامي عربي تلقى عليه مهمة التصدّي لهذه التنظيمات المختلّة ومكافحتها وقطع أدبارها في ديارها ..ونشر التنوير الاسلامي الحقيقي لدول العالم كافة ، من خلال ماكنة إعلامية جديدة تخاطب كل المرعوبين منا ، المستهزئين بنا ، الحاقدين علينا ، الذين لم يعرفوا عن ديننا العظيم سوى "لثام..وسكين..ودم"...شريط ارهابي واحد مدته خمس دقائق يصل للعالم ..بينما 500 قناة عربية تحترف الرقص او مسح الجوخ للأنظمة لا تصل حتى حدود مسامع مالكيها ...علينا ان ندفع زكاة نفطنا في تبييض صورة ديننا والاّ سنكون بعد حين جزءاً من "ربا" هذا التنظيم الأسود دون ان نشعر..!



الوجع ليس اردنياً خالصاً بقدر ما هو وجع انساني بكل ما تحمل الكلمة من معنى ..والخلاص لا يكون الا بتحالف عربي عربي ... فــ"سوس العرب منه وفيه"!!



...إياكم...ان تتركوا الأردن وحيداً..





احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

المصدر: ملتقى شذرات