الدين و اشياء أخرى

مجرد , الدين , اشياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزواج ليس صدقة جارية فلا الرجل يتصدق بنفسه على امرأة و لا المرأة تتصدق بنفسها على رجل و لكن كل طرف يبحث في الطرف الآخر عما يحقق له السكن النفسي و العاطفي

و هذا الرسول صلى الله عليه و سلم الذي أمر الرجل بأن يظفر بذات الدين حثه بالمقابل على ألا يغفل الجوانب الأخرى، فتراه تارة يقول لصحابي أراد الزواج من أنصارية (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا) حتى يلفت الانتباه أنه ينبغي للرجل ان يعجب بشكل المرأة التي ينوي الزواج بها، و تراه تارة أخرى يلوم على صحابي شاب فتي تزوج من امرأة ثيب كبيرة إذ الأنسب و الأكفأ له بحسب توجيه الرسول صلى الله عليه و سلم ( أفلا بكر تلاعبها وتلاعبك )

وبالمقابل تراه عليه الصلاة و السلام يقرر بأنه لا نكاح إلا بعد استشارة البنت و بعد أن ترى هي الأخرى الخاطب حتى يؤدم بينها و بينه
وهذه صحابية جليلة تشتكي للرسول صلى الله عليه وسلم ما تشعر به اتجاه زوجها و تقول (ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام) فراعى الرسول صلى الله عليه و سلم نفسيتها و أمر زوجها بأن يطلقها

هؤلاء أكثر الناس تدينا و هذا الرسول صلى الله عليه و سلم يفتح أعيننا وأعينهم على أمور لا يستقيم الزواج إلا بها، فمن الدين أخذ هذه الأمور بالاعتبار و من الإجحاف لكلا الطرفين إغفالها لأن عدم وجودها قد يفتن المتدين في دينه فلا يقيم حدود الله فيظلم نفسه وغيره

وفي الختام بخصوص الصحابي الذي تزوج ثيبا بدل البكر نفهم من جوابه ومن ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على اختياره أنه قد تكون لنا ظروفا اجتماعية أو اقتصادية معينة تجعل الأصلح لنا من له ظروف أخرى تجعله يقبل بظروفنا، وهذا أيضا من التكافؤ الذي يضمن استمرارية العلاقة بمودة ورحمة ..
والله أعلم ..

منقول

المصدر: ملتقى شذرات