#1  
قديم 11-06-2015, 11:32 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي ثقافة دوائية: مسكنات الألم ما لها وما عليها





صداع.. ارتفاع حرارة الجسم.. آلام عارضة.. فقط كل ما يلزمك هو قرص أو إثنان من أي دواء مسكن للألم لتحصل على الراحة الفورية. هذا تقريبا ما يفعله الجميع بشكل دائم؛ فالأدوية المسكنة للآلام أصبحت جزءا من مفردات حياتنا، والتي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا؛ وهذا ما جعل الأدوية المسكنة من أكثر الأدوية شيوعا في الاستخدام حول العالم. وعلى الرغم مما توفره لنا تلك الأدوية من تسكين فوري للآلام وإراحة للأجساد المتعبة، إلا أن استخدامها بشكل خاطيء قد ينقلب حسرة وندامة على المدى البعيد؛ إذ أنها -كأي أدوية أخرى- تمتلك عددا من الآثار الجانبية التي قد تصبح خطيرة أحيانا؛ ولكن كل هذا يمكن تجنبه بسهولة عبر معرفة بعض المعلومات البسيطة عن مسكنات الألم ما لها وما عليها.

000.jpg




ما هي الأدوية المسكنة للآلام؟
مسكنات الألم هي مجموعة من الأدوية التي يمكنها الحد من أو تخفيف الشعور بالآلام الجسدية؛ بدءا من الأوجاع البسيطة العارضة كالصداع وآلام المفاصل والعضلات، وانتهاءا بالآلام الحادة المصاحبة للأمراض المزمنة كالروماتويد والسرطان. تشمل الأدوية المسكنة للألم مجموعة كبيرة من الأدوية تتعدد باختلاف نوع الألم والأسباب التي أدت إليه وشدته؛ ويمكن تقسيم تلك الأدوية بصفة عامة إلى فئتين: أدوية لا يمكن صرفها إلا بوصفة طبية، والتي تشمل أدوية أفيونية مخدرة تستخدم في حالات الآلام الشديدة؛ وأدوية غير وصفية يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، والتي تضم "الباراسيتامول" (Paracetamol) ومجموعة "مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية" ("NSAIDs" Non-steroidal anti-inflammatory drugs). وسنتناول في مقالتنا تلك الفئة الغير وصفية، فهي التي يمكن استخدامها بأمان في حياتنا اليومية.


كيف تقضي الأدوية المسكنة على الآلام؟
لكي نفهم كيف تقوم المسكنات بوظيفتها، ينبغي علينا أولا فهم كيف يحدث الألم داخل أجسامنا. يعد الشعور بالألم جهاز إنذار مبكر للتنبيه بوجود مشكلة داخل الجسم، مما يدفعنا للقيام بتصرف يحمينا؛ فحين تتعرض خلايا الجسم لضرر أو إصابة، فإنها تقوم بإفراز مادة كيميائية تدعى "البروستجلاندين" (Prostaglandin)؛ والتي تقوم بتنبيه النهايات العصبية المسئولة عن استشعار الألم والمنتشرة في جميع أنحاء الجسم، لترسل إلى المخ رسالة تفيد بوجود مشكلة في ذلك المكان؛ فيستجيب المخ عبر خلق الشعور بالوجع والألم. وعندما نتناول الأدوية المسكنة فإنها تقوم بتثبيط العمليات الكيميائية الخلوية المسئولة عن إنتاج "البروستجلاندين"؛ وبالتالي لن يصل إلى المخ ما يفيد بوجود مشكلة، ومن ثم يختفي الشعور بالألم أو تقل حدته بشكل كبير.


ما هي أهم مسكنات الآلام الغير وصفية؟
تنقسم الأدوية المسكنة اللاوصفية إلى مجموعتين: مجموعة الأدوية التي تحتوى على "الباراسيتامول"، ومجموعة "الأدوية المضادة للالتهاب ذات الأصل اللاستيرويدي". وتتميز تلك الأدوية جميعها بأنها مسكنة للألم، وخافضة للحرارة، ومضادة للالتهاب؛ لكن تتفاوت تلك الخصائص فيما بينها قوة وضعفا باختلافها.


الأدوية التي تحتوي على "الباراسيتامول"
"الباراسيتامول" أو "الأسيتامينوفين" (Acetaminophen) -اسم شائع آخر للمركب- أحد أشهر الأدوية المسكنة وأكثرها استخداما بسبب قلة أعراضه الجانبية مقارنة بالمسكنات الأخرى. يتواجد "الباراسيتامول" في أكثر من 600 دواء غير وصفي إما بمفرده أو مع مركب دوائي آخر كما في أدوية السعال والبرد والإنفلونزا. يتميز هذا المركب بقدراته الكبيرة كخافض للحرارة، لذا فهو الخيار الأول في حالات ارتفاع درجات الحرارة والحمى؛ بجانب قدرته على تسكين الآلام -بشكل أقل من "مضادات الالتهاب اللاستيرويدية"؛ لكنه يخلو من أية خواص مضادة للالتهابات. على الرغم من أن "الباراسيتامول" من أكثر المسكنات أمانا؛ إلا أن تجاوز الجرعة اليومية القصوى منه -تبلغ 4000 ملجم بالنسبة للشخص البالغ- له عواقب وخيمة، كما أن استخدامه بشكل متكرر يوميا قد يؤدي إلى تلف الكبد وتدميره وبالتالي الوفاة، لذا يوصى المصابين بأمراض الكبد بتجنب استعماله.


الأدوية "المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية"
تضم تلك المجموعة الدوائية طائفة واسعة من المركبات الدوائية أهمها "الأسبرين" (Aspirn) و"الإيبوبروفين" (Ibuprofen). تتميز تلك الأدوية بقدراتها الكبيرة المسكنة للآلام والمضادة للالتهاب، بينما تقل قدراتها الخافضة للحرارة. وتستخدم المسكنات اللاستيرويدية في علاج الآلام العارضة البسيطة التي تواجهنا في حياتنا بشكل متكرر؛ مثل الصداع وآلام العضلات والتهاب المفاصل وأوجاع الأسنان والآلام المصاحبة للدورة الشهرية لدى السيدات. وعلى الرغم من الأثر القوي لتلك الأدوية في تسكين الآلام المختلفة، إلا أن لها آثارا جانبية خطيرة عند استخدامها بشكل متكرر بلا داع وبجرعات أكبر من الجرعة المحددة لكل حالة، وذلك لما لها من تأثير سلبي على المعدة وضغط الدم والكلى؛ فالإفراط في تلك الأدوية يمكنه أنه يتسبب في قروح ونزيف بالمعدة، بجانب ارتفاع ضغط الدم، وعلى المدى الطويل قد يصل الأمر إلى تلف دائم بالكلى؛ لذلك يجب تجنب استعمال تلك المسكنات في المصابين بقروح المعدة أو ارتفاع ضغط الدم المزمن أو أمراض الكلى.


هل يمكن للأطفال تناول الأدوية المسكنة؟
يمكن استخدام بعض المسكنات لعلاج الحالات التي تصيب الأطفال؛ حيث ينصح عادة باستخدام "الباراسيتامول" كخافض للحرارة، و"الإيبوبروفين" كمسكن للآلام، لكن يجب تجنب "الأسبرين" تماما لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما لتجنب بعض المضاعفات الخطيرة المعروفة بإسم "متلازمة راي" والتي قد تؤدى للوفاة. ويراعى عند استخدام مسكنات الألم لدى الأطفال تحديد الجرعة المناسبة ﻷعمارهم وأوزانهم وفقا للمعلومات الموجودة بالنشرة الدوائية المصاحبة للدواء، وينبغي أيضا معرفة عدد الجرعات اليومية، والوقت المناسب بين كل جرعة وأخرى لتجنب حدوث أية مشاكل. وبالطبع في حال عدم التمكن من معرفة تلك المعلومات من النشرة الدوائية يجب استشارة الصيدلي أو الطبيب.


هل مسكنات الألم آمنة أثناء الحمل؟
إن استخدام مسكنات الألم أثناء فترة الحمل ينبغي التعامل معه بحرص وحذر شديدين؛ حيث أن استخدام بعض الأدوية المسكنة أثناء الحمل قد يتسبب في حدوث تشوهات بالأجنة أو مضاعفات أثناء الولادة. ويعد "الباراسيتامول" هو مسكن الألم الأكثر أمانا أثناء الحمل؛ حيث يمكن استخدامه في علاج الصداع أو الحمى أو الآلام في أي من شهور الحمل التسعة بأمان تام. كما يمكن استعمال "الإيبوبروفين" بحذر وتحت إشراف طبي؛ إذ يعد آمنا في الستة الأشهر الأولى من الحمل فقط. وينبغي تجنب استخدام "الأسبرين" تماما؛ لما يتسبب فيه من مشاكل للأم والجنين. ويجب دوما استشارة الطبيب قبل تناول أية أدوية أثناء الحمل، حتى لو كانت غير وصفية.



وأخيرا؛ فإن مسكنات الألم تعد من أكثر الأدوية آمانا وفاعلية طالما يتم استخدامها بالطريقة الصحيحة، ولكن في حال مخالفتها فإنها تتحول إلى سبب لإلحاق الضرر بصحتنا. لذا يجب دوما الإذعان لإرشادات الطبيب ونصائح الصيدلي فقط فيما يتعلق باستخدام تلك الأدوية، لنتمتع بما تمنحه إيانا من راحة منشودة غير مشوبة بما يكدر صفوها.

The Arabi 677 Apr150002.jpg

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-06-2015, 11:56 PM
الصورة الرمزية عبق الزهر
عبق الزهر غير متواجد حالياً
كاتب وأديب قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 367
افتراضي

مقال مهم جدا .. وعلينا جميعا أن نكون على درجة من المعرفة والوعي بحقائق الأدوية وكيفية استخدامها ومتى نستمر أو نتوقف عن تجرع بعض الأدوية
للأسف مازال البعض يشخص مرضه باعتقاد ما ... ويأتي بالأدوية من صيدلية بيته
ويصف لنفسه الدواء أو لأحد من أفراد أسرته.
وهناك من يرى أن مرضه يشبه مرض هذا أو ذاك .. فيسأله عن الأدوية التي عالجته
فيتناولها دون الرجوع إلى الطبيب.


كل الشكر..
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مسكنات, الأمم, ثقافة, دوائية:, عليها


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ثقافة دوائية: مسكنات الألم ما لها وما عليها
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجوّال أفضل من مسكنات الألم عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 05-05-2015 07:06 AM
سم العناكب من أقوى مسكنات الألم عبدالناصر محمود علوم وتكنولوجيا 0 03-06-2015 08:15 AM
ثقافة الإنجاز عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 10-11-2013 07:47 AM
إحالة الرئيس مرسي لمحاكمة جنائية عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 09-03-2013 06:42 AM
ثقافة الصورة عبدالناصر محمود الملتقى العام 1 02-14-2013 10:57 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59