#1  
قديم 01-08-2012, 12:27 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي الوضع القائم للجودة في الميدان التربوي... دراسة وصفية تحليلية


الوضع القائم للجودة في الميدان التربوي
حمل الدراسة من المرفقات
(دراسة وصفية تحليلية)
بحث مقدم إلى الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية
عام 1427هـ الموافق 2007م
إعداد
د. فايزة بنت محمد بن حسن أخضر
مديرة عام مشروع التقويم الشامل للمدرسة
وزارة التربية والتعليم
تعليم البنات

المقدمة
نظراً لما تعانيه معظم الدول النامية من سوء الإدارة, والتبذير في الموارد, وطول وقت إنجاز الأعمال, وزيادة عدد مرات التنسيق, مما أدى إلى ضعف المخرجات التعليمية, وكي نرتقي بمخرجاتنا التعليمية إلى مستوى عال لا بد من تطبيق مواصفات الجودة على المؤسسات التعليمية العامة والخاصة, فعلى الرغم من أن مفهوم الجودة الشاملة مفهوم إداري حديث, وأن مزاياه عديدة وغنية عن التعريف, إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في وضع هذا المفهوم موضع التطبيق العملي, ومن أين نبدأ؟ وكيف يمكن الوصول إلى الغايات من تطبيق هذا المفهوم؟.
فالجودة مدخل جديد في أداء العمل يتطلب تجديد الأساليب الإدارية التقليدية والعمل الجماعي المتمثل في مشاركة جميع أفراد المؤسسة, وهذا يعني في جوهره التغيير في فلسفة الإدارة الحالية, ولهذا يحارب من قبل العديد من المسئولين خوفاً مما يترتب على هذا التغيير, حتى ولو كان هذا من أجل الوصول إلى حلول جذرية لمشكلة تدني مستوى المخرجات التعليمية.
هدف البحث
إن هدف هذا البحث هو الكشف عن الوضع القائم للجودة في الميدان التربوي للرفع من مستوى المخرجات التعليمية و كفاءة النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية, و تطبيق الجودة في التعليم.
أسئلة البحث
تضمن البحث الأسئلة التالية:
1-هل يمكن توظيف الجودة الشاملة في مؤسساتنا التربوية؟
2_ما هي التحديات التي تواجه تطبيق الجودة في نظامنا التعليمي ؟
3-ما هي المقترحات والتوصيات للتغلب على هذه التحديات؟
منهجية البحث
اعتمد البحث على الأسلوب الوصفي التحليلي المدعم بالأرقام الفعلية الموضحة للأفكار المطروحة.
إجراءات البحث
1_مراجعة الأنظمة والتعامبم والإجراءات واللوائح المالية والإدارية المطبقة الآن, وتعديل ما يلزم تعديله.
2_وضع معايير واضحة لأداء الأجهزة والإدارات التابعة لوزارة التربية والتعليم, تمكن المسئولين من تقييم الأداء بصورة موضوعية.
فرضيات البحث
1_ الفرضية الأولى: دراسة مقارنة للخطط التربوية العالمية ودراسة ما هو صالح منها للتنفيذ.
2_ الفرضية الثانية: استحداث نظام لمراقبة التعليم داخل الوزارة يرتبط بالوزير يطلع من خلاله على أعمال جميع أجهزة وأفراد وزارته, ونظام آخر خارج الوزارة لمراقبة التعليم أيضاً يرتبط بأعلى جهاز مسئول عن التعليم في الدولة.
مجتمع البحث
العاملات والمستفيدات من الخدمة التعليمية في مدينة عر عر من مشرفات تربويات, ومديرات مدارس, ومعلمات, وطالبات, ووليات أمور الطالبات.
أدوات البحث
وقد تمت الاستفادة من استبانات فريق عمل مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة, والتي كانت بإشراف من سعادة الأستاذ/ حسن الحموي/ مدير صناع الجودة العرب, بعد الاستئذان من سعادة مدير عام التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية, رئيس المجلس الإداري لمركز الأمير محمد بن فهد للجودة, وإجراء التعديلات المناسبة, وقد خصصت لكل فئة من فئات مجتمع البحث استبانة خاصة بها.
ملخص البحث
استهدف البحث التوصل إلى رؤية مستقبلية في توظيف الجودة الشاملة في مؤسساتنا التربوية, عن طريق نظرة شاملة تحليلية للوضع القائم للجودة في الميدان التربوي, والتعرف على أهم التحديات التي تواجه النظام التعليمي سواء كانت متعلقة بالإدارة, أو بالطلبة, أو بضمان تحسين الجودة وذلك عن طريق معرفة مرئيات المستفيدين من الخدمة التعليمية والعاملين بها وماذا ينبغي تقديمه لهم وفق الآتي:-
ا: بالنسبة للطالب: فهو المستفيد الرئيس من المدرسة, ولن نطور واقعنا التعليمي بدون الإصغاء لأراء الطلبة, بدءاً من المعرفة التي يتلقونها, وطرائق وأساليب التعليم, وجميع عناصر البيئة التعليمية في المدرسة, فنتعرف على احتياجاتهم وميولهم وقدراتهم, والمتطلبات التي يرغبون توفرها في بيئة المدرسة من تجهيزات ووسائط تعلم, وكشف نقاط القوة والضعف في الاتصال بين الطالب والمعلم وإدارة المدرسة, ودعم فرص مشاركة الطالب في العملية التعليمية.
ب: بالنسبة للمعلم: يجب إعداده الإعداد السليم والتعرف على مقترحاته لتحسين العملية التعليمية, ودعم فرص مشاركته في اتخاذ القرارات, وفتح قنوات الاتصال بينه وبين جميع العاملين في المدرسة, والتخلص من شعور الخوف من الإدارة, وتعزيز روح التعاون والمبادرة.
ج: بالنسبة لولي الأمر: أيضاً يجب معرفة مقترحات أولياء الأمور, وإشعارهم بالخدمة التي تقدمها المدرسة لأبنائهم, وبناء قنوات اتصال مستمرة بين المدرسة والمنزل, وإشراكهم في عملية التعليم وهذا يزيد من دعمهم للعملية التربوية.
د: بالنسبة للمدير: فآراء مدراء المدارس تمثل قاعدة حقائق تساعد في اتخاذ القرار, وتدعم فرص التحسين من خلال توضيح الجوانب التي تحتاج إلى تطوير.
ومن أجل ذلك أنشأت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية مشروع التقويم الشامل, حيث أن مفاهيم الجودة الشاملة, تتواءم كثيراً مع مفاهيم التقويم الشامل للتعليم وللمدرسة, حيث تكون الإدارات المختلفة مسئولة عن شؤون المعايير والجودة التعليمية, بينما يقوم التقويم الشامل بمراقبة الجودة والحكم على جودة تأدية هذه الإدارات ومواصلة تحسين سبل إدارتها للجودة الشاملة في التعليم.
القسم الأول:_ الجودة بصفة عامة
علم الجودة هو أحدث فروع علم اقتصاديات التعليم, لأنه أحد الأساليب الإدارية التي تسعى إلى خفض التكاليف المالية, وإقلال الهدر التربوي أو الفاقد التعليمي, أي المنع أو التقليل بشكل ملموس من الهدر في إمكانات المؤسسة من المواد ووقت العاملين, وتمكين المؤسسة من تحليل المشكلات التي تواجهها ووضع حلول فعالة لمنع حدوثها مرة أخرى من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية, وزيادة الكفاءة التعليمية من خلال مشاركة الجميع بفاعلية في إدارة المدرسة التعليمية, والحصول على أفضل مخرجات بأقل التكاليف, وتصف الجودة في التعليم مدى نجاح الفرص التعليمية المتاحة أمام الطلاب في مساعدتهم على تحقيق الدرجات العلمية المنشودة, كما تعمل الجودة في التعليم على ضمان توفير التدريس المناسب والفعّال, والمساندة والتقييم, وضمان الجودة في التعليم هو كافة تلك الأنظمة والموارد والمعلومات المكرسة للمحافظة على معايير الجودة, وفرص التعليم والتعلم وكافة الخدمات المساندة للطلاب, ونظراً لحداثة المطالبة بتطبيق الجودة في نظامنا التعليمي نسبياً مقارنة بالدول المتقدمة سيتم تعريف الجودة بصفة عامة أولاً, ثم الجودة في التعليم, وسيتم التطرق لمعوقات تطبيق الجودة الشاملة في نظامنا التعليمي, والتحديات التي تواجهه لتجاوزها, والمقترحات والتوصيات.
المبحث الأول- تعريف الجودة
هي منهاج أساسي للمسلم دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف, فالله عز وجل يقول "إن الذين امنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً" (الكهف 30), ويقول سبحانه وتعالى "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور" (الملك 2), وكذلك حثنا نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام على الإتقان حيث قال في الحديث الشريف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
ومن هذا المبدأ ولأجله حرصت قيادتنا الرشيدة على نشر وتعزيز ثقافة الجودة في المجتمع السعودي من خلال العديد من اللقاءات والمؤتمرات, كان أبرزها "المؤتمر الوطني الأول للجودة" الذي عقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في شهر ربيع أول عام 1425هـ بمدينة الرياض, بالإضافة إلى رصد الدولة للعديد من جوائز الجودة تحفيزاً للقطاع الحكومي والقطاع الخاص, من أجل تشجيعه على رفع مستوى أدائه وتقليل تكاليفه, وزيادة جودة منتجاته وخدماته, منها على سبيل المثال لا الحصر, جائزة الملك عبد العزيز الوطنية للجودة, وجائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز.
وقد كانت النظرة التقليدية للجودة أنها تنحصر في التعرف على المشكلات ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها, ولكن تغيرت هذه النظرة فأصبحت الجودة "هي محاولة منع المشكلات والوقاية منها".
ولقد اختلفت تعريفات الجودة من مفكر لآخر بيد أن الجميع اتفق على أهميتها القصوى وعلى الاهتمام بها.
فقد عرفها (ديمنج) بأنها "التوجه إلى احتياجات العميل أو المستهلك الحالية والمستقبلية", وعرفها (جوران) بأنها "دقة الاستخدام حسب ما يراه المستفيد", كما عرفها أيضاً (كروسبي) بأنها "المطابقة مع المتطلبات", أما معهد الجودة الفيدرالي الأمريكي فقد عرف الجودة بأنها "أداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولى, مع الاعتماد على تقييم المستفيد لمعرفة مدى تحسن الأداء", وعرفتها هيئة المواصفات البريطانية "بأنها مجموعة الصفات والخصائص للسلعة أو الخدمة والتي تؤدي إلى قدرتها على تحقيق رغبتها المعلنة أو المفترضة".
ويمكن تعريفها "بالرضا التام للعميل, مع انخفاض نسبة العيوب, وشكوى العملاء, والتطوير المستمر".
فهي بصفة عامة "فلسفة إدارية مبنية على رضا المستفيد لضمان إتقان المنتجات المقدمة, والحصول على أكبر قدر من الرضا مقابل أقل قدر من الاستهلاك لمدخلات عملية الإنتاج", وهي الغاية التي تتطلع إليها كل مؤسسة أو منشأة.
المبحث الثاني- إدارة الجودة الشاملة و مفاهيمها
ا: تعريف إدارة الجودة الشاملة
يركز نظام إدارة الجودة الشاملة على أداء العمل الصحيح بشكل مباشر ومن أول مرة, واتخاذ الأساليب الوقائية في التصدي للمشاكل قبل وقوعها, وهي أحد مقومات العمل الإداري الحديث والتي تركز على خدمة المستفيدين, وتحقيق احتياجات المستهلكين, ومنح صلاحيات أكبر للموظفين تساعدهم في اتخاذ القرار, مع التأكيد على التحسن المستمر في عمليات إنتاج السلع والخدمات التي تحقق رضا العميل, وتضمن كلفة تنافسية معقولة.
ولقد تعددت التعريفات لهذا المفهوم الحديث أيضاً, فكلمة "إدارة" تعني القدرة على تحفيز الآخرين لبلوغ الأهداف المرغوبة, وتعني تطوير قدرات القيادات الإدارية.
وكلمة "الجودة" يمكن تعريفها بأنها "إتقان المنتج أو الخدمة المقدمة لإرضاء العميل وتحقيق رغباته" بل تصل إلى محاولة تقديم مستوى أعلى من التوقعات المطروحة.
وكلمة "الشاملة" تعني "إدخال كل عناصر العمل بالمنظمة, للتعرف الدقيق لحاجات ورغبات المستهلك أو المستفيد, والعمل على بذل كل جهد ممكن - جماعي وفردي - في سبيل تحقيق تلك الغايات, مع السعي إلى التحسين المستمر, وتحقيق أفضل التغييرات وبشكل متواصل في أساليب وأدوات التنمية الإدارية من خلال قيادات هذه القطاعات ومواردها البشرية وأنظمتها كمصدر من مصادر القيمة المضافة.
كما يمكن تعريفها بصفة عامة, بأنها "مدخل جديد في أداء العمل يتطلب تجديد الأساليب الإدارية التقليدية والعمل الجماعي ومشاركة جميع أفراد المؤسسة", وهو أسلوب منهج العملية, ونعني به أي نشاط يتطلب مدخلات ويحولها إلى مخرجات, والتي عادة ما تكون بالتالي مدخلات لعملية لاحقة.
ويعتبر الأمريكيون أدوار ديمنج, وفيليب كر وسبي, وجوزيف جوران, وآرموند فيغنبام, والياباني ايشكاوا, مؤسسي إدارة الجودة الشاملة.
وهناك تباين واضح بين الأسلوب الإداري التقليدي, والأسلوب الإداري بمفهوم الجودة الشاملة الذي يركز على النقاط التالية:
1- التخطيط الاستراتيجي بدلاً من التخطيط قصير الأجل.
2- المناقشة المفتوحة بدلاً من أسلوب التخويف.
3- المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات.
4_ السياسات المرنة بدلاً من سياسات عمل جامدة.
5_التقرب إلى المستفيد ومعرفة متطلباته.
6_البحث في أسباب المشاكل بدلاً من العمل على النتائج.
ب- مفاهيم إدارة الجودة الشاملة
تعتمد الجودة الشاملة على المحاكاة بالأفضل, وعلى أداة التقييم الذاتي, وهي الأداة القوية الفعالة في تطبيق مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة, ففي اليابان مثلاً بدأ الاهتمام بالجودة مبكراً, حيث خصصت أول جائزة وطنية للجودة في أوائل الخمسينيات, أي في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية للنهوض بجودة منتجاتها, وذلك ببناء نظم مراقبة الجودة في نظام التصنيع. وسيطرت اليابان على جزء كبير من مبيعات العالم وسحبت البساط من تحت أقدام أميركا والتي كانت تستحوذ على ثلث مبيعات العالم, وبعد 30 عاماً من اهتمام اليابانيين بالجودة بدأ الاهتمام بها في الولايات المتحدة الأمريكية فصدرت في الولايات المتحدة جائزة باسم "جائزة مالكوم بولدرج" الأمريكية, عام 1987م, ثم صدرت الجائزة الأوروبية للجودة ( E Q A ) (European Quality Award)عام 1988م, وأخيراً صدرت جائزة دبي للجودة في عام 1998م.
ومن مفاهيم الجودة:_
1- مراقبة الجودة أو ضبطها
وتتعلق بالتقنيات والنشاطات ذات الصفة التطبيقية التي تسمح بالوصول إلى المتطلبات الخاصة بالجودة, وتتحقق من خلال التفتيش والتأكد من أن النتائج المنجزة في مرحلة محددة مطابقة للمتطلبات المحددة.
2-ضمان الجودة
وتهتم بجميع الأعمال التي تهدف إلى خلق الثقة لدى العملاء بالحصول على الجودة, فهي مجموعة النشاطات المحددة مسبقاً لإعطاء الثقة المناسبة بأن المؤسسة تحقق المتطلبات الخاصة بالجودة.
المبحث الثالثً- مبادئ وأهداف إدارة الجودة الشاملة
المبدأ الأساسي لإدارة الجودة الشاملة هو العمل على تشجيع القطاعات الحكومية والخاصة (باختلاف أنواعها وأحجامها), على تركيز الاهتمام في عملياتها وأنشطتها على متلقي المنتج أو الخدمة, وإعادة تنظيم نفسها بحيث يتحقق المستوى الأمثل لنشاط القيمة المضافة.
كما أن إدارة الجودة تركز على التطوير والتحسين الذي لا ينتهي أبداً, وعلى استمرار تحقيق المستوى الأمثل للقيمة, لمصلحة متلقي الخدمة أو المنتج النهائي, كما ترتكز أيضاً على العمل الجماعي. ويتم تنفيذ هذا من خلال التجديد, والأفكار المبدعة, ليس من أجل زيادة الكميات المنتجة فقط, بل وبالتركيز على تطوير ورفع كفاءة الآليات التي يتم من خلالها الحصول على الخدمة.
وبصفة عامة تهدف الجودة إلى إرضاء العميل وذلك بمطابقة مواصفات المنتج لمتطلبات العميل.
وكثير من مبادئ إدارة الجودة الشاملة ليست جديدة فقد استعملت منذ عقود ويعود بعضها إلى قرون مضت, ولكن الجديد هنا هي الطريقة التي تبلورت فيها جميع المبادئ والأساليب الإدارية معاً, لتكون إطار عمل بناء يعمل على مبادئ أساسية متفق عليها.
ا_ المبادئ الأساسية لإدارة الجودة الشاملة:-
1- تفهم والتزام الإدارة العليا (القيادة) بجعل الجودة في المقام الأول من اهتمامات المنشأة, مع ضرورة توفير البيئة المناسبة من هياكل تنظيمية, وإجراءات, وسياسات العمل, وأنظمة الحوافز, والتي تحقق الجودة, أي يصنع القائد البيئة الداخلية الملائمة للعاملين لكسب ثقتهم بالقيادة, من أجل تحقيق أهداف المنشأة.
2-توجيه القيادة للموظفين وتحفيزهم على التفكير والتجاوب مع رؤية المدير وتبني هذه الرؤية, وتمكينهم من المشاركة في صنع القرار, وإشعارهم بأهمية دورهم لضمان ولاءهم, والاستفادة من مرئياتهم ومقترحاتهم التي تساهم في تحقيق الجودة الشاملة, وإعطاء الاهتمام لكل العاملين دون استثناء.
3- بناء ثقافة في المؤسسة تهدف إلى التأكيد على أن عملية الجودة عملية مستمرة, وخلق علاقات عمل بناءة بين أفرادها, مع إشراك جميع الممولين أيضاً في تحسين الجودة.
4- التنسيق والتعاون بين الإدارات والأقسام في المؤسسة والتأكيد على استخدام فرق العمل, وضرورة التمييز بين الجهود الفردية والجهود الجماعية.
5- إشراك جميع الأفراد في المؤسسة في الجهود الخاصة بتحسين الجودة, والتعرف على مشاكلها والعمل على حلها باستخدام الأساليب الإحصائية, وأساليب البحث العلمي, وتحليل المشكلات, أي أن صنع القرارات يجب أن يعتمد على التحليل العلمي للبيانات والمعلومات.
6- أن تعمل المؤسسة مع زبائنها على تحديد احتياجاتهم من السلع والخدمات, وبذل كل الجهد لتلبية هذه الاحتياجات, أي التركيز على العميل, وأن تعمل المؤسسات جاهدة لتتجاوز توقعات وتطلعات عملائها, فإن النتائج المرغوبة تتحقق بفعالية أكبر عندما تدار الموارد بوصفها عملية لها مدخلات ومخرجات.
فالقيادة الفعالة هي التي تتميز بتطبيق هذه المبادئ مع المحافظة على العلاقة القوية مع مرؤوسيها وبذا تحقق الإدارة النموذجية للجودة الشاملة.
ب_أبرز أهداف إدارة الجودة الشاملة
من أهداف الجودة الشاملة هو التميز في الأداء, عن طريق:_
1_تطوير أساليب العمل.
2_الارتقاء بمهارات العاملين وقدراتهم.
3_الحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإنسانية.
4_تقوية الولاء للعمل.
5_ تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة.
6_تحسين بيئة العمل.
ولتحقيقه متطلبات منها:-
1-دعم وتأييد الإدارة العليا لنظام إدارة الجودة الشاملة في التعليم.
2-تهيئة مناخ العمل والثقافة التنظيمية للمؤسسة التعليمية.
3-قياس الأداء للجودة.
4-تعليم وتدريب مستمرين لكافة العاملين.
5-تبني أنماط قيادية مناسبة لنظام إدارة الجودة الشاملة.
6-تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة.
المبحث الرابعً- خطوات منهج إدارة الجودة, والوثائق المطلوبة لها
ا- خطوات منهج إدارة الجودة
1- وضع أهداف الجودة الخاصة بالمنشأة.
2- تحديد العمليات الضرورية لبلوغ أهداف الجودة وتطبيقها.
3- إيجاد طرق لقياس الفاعلية والكفاءة لكل عملية.
4- إيجاد عملية للتحسين المستمر لنظام إدارة الجودة وذلك بمراجعته المستمرة لتحديد الحاجة لاتخاذ الإجراءات المناسبة, مع ضمان توفر الموارد الضرورية.
ب- الوثائق المطلوبة لنظام الجودة
1-دليل الجودة:- وهو وثيقة شاملة تبين سياسة وأهداف الجودة وبها وصف كامل عن نظام الجودة بالمنشأة ومتطابقة مع متطلبات الآيزو 9001.
2-إجراءات نظام الجودة:- وهي وثيقة توضح خطوات مراحل إنجاز عمل معين بشكل شامل من البداية وحتى النهاية.
3-تعليمات العمل:- وهي وثيقة تفصيلية تخرج من الإجراءات الاعتيادية لتوضيح ووصف مهام عمل معين بشكل تفصيلي لتحديد مهام الأفراد ومدى علاقتهم بمهام عمل الآخرين أو أي عملية أخرى, وذلك لضمان جودة التنفيذ وتحقيق النتائج المطلوبة من ذلك الإجراء المحدد.
4-السجلات:- وهي تقدم أدلة واضحة ومفصلة عن ما تم تنفيذه خلال مراحل العمل التاريخية, حتى يتمكن العاملون من الإطلاع عليها عند البحث عن معلومة معينة أو مشكلة في عمل معين, وتعتبر هذه السجلات أرشيف وثائقي لإجراءات وتعليمات العمل والأدلة الإرشادية له.
المبحث الخامس- مبررات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ومجالاتها.
ا_المبررات:
1_ارتباط الجودة بالإنتاجية.
2_اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة المجالات.
3_عالمية نظام الجودة وهي سمة من سمات العصر الحديث.
4_عدم جدوى بعض الأنظمة والأساليب الإدارية السائدة في تحقيق الجودة المطلوبة.
ب_ المجالات:
جميع مجالات الخدمة والأنشطة التي تقدمها المؤسسة أو المنشأة.
جميع العملاء أو المستفيدين الخارجيين (وهم المستفيدين من الخدمة والذين يطلق عليهم المراجعين لأننا وبأسلوبنا الإداري القديم يجب أن يراجعوا مرات ومرات حتى يتم إنهاء معاملتهم ).
جميع العملاء أو المستفيدين الداخليين, وذلك بنشر ثقافة المفهوم السلوكي المؤسسي المتعمد على عنصرين أساسيين هما (المعرفة والالتزام) فبدون المعرفة لا يمكن اختيار الأفضل وبدون الالتزام لا نستطيع تحويل المعرفة إلى واقع عملي.
فالجودة ثقافة فسلوك تطبيقي.
المبحث السادسً: مراحل تطبيق إدارة الجودة الشاملة
ا-مرحلة الإعداد, وهي المرحلة التي يتم فيها أخذ القرارات التالية: تطبيق مفهوم إدارة الجودة, وتدريب المديرين, وتحديد الرؤية المستقبلية للمنظمة, وتحديد الأهداف, واختيار الخبراء, ووضع خطة استراتيجية وتبني خطة اتصال فعلية والقرار بالاستمرارية.
ب-مرحلة التخطيط, وتتم في هذه المرحلة وضع الخطط التفصيلية لتحسين الجودة بلغة مفهومة للجميع مع اختيار أعضاء المجلس الاستشاري الذي سيكون مسئولاً عن تسهيل عمل الفرق وتدريب هؤلاء الأعضاء على مبادئ ومتطلبات الجودة الشاملة.
ج -مرحلة التنفيذ, ويتم فيها اختيار من سيوكل إليهم بمهمة التنفيذ مع تدريبهم باستخدام أحدث وسائل التدريب.
هـ-مرحلة الانتشار, ويتم فيها نقل الاستراتيجية من الورق إلى الواقع مع استثمار الخبرات الموجودة في بقية القطاعات.
د -مرحلة التقويم, وتتم في هذه المرحلة الحصول على تغذية راجعة أو مرتدة (الآراء العائدة من المستهلكين أو العملاء) بشأن نقاط القوة والضعف في المؤسسة, لتهيئة الأرضية المناسبة للبدء في تطبيق إدارة الجودة الشاملة.
و-مرحلة التحسين المستمر, إن أهم درس يجب علينا تعلمه هو أن الجودة ليس لها نهاية بل يجب الاستمرار في البحث المتواصل عن التحسين.
القسم الثاني الجودة في التعليم
هل يمكن توظيف الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية بشكل عام؟ ومؤسساتنا التربوية بشكل خاص؟
والجواب بالتأكيد نعم, غير أنه يحتاج إلى تهيئة المناخ المناسب لتفعيله, والأموال الكافية لتوفير البيئة المناسبة في كافة مستويات التعليم من للكوادر البشرية, والتقنيات, هذا بالإضافة إلى المادة العلمية الموضوعة وفق أسس علمية مدروسة تلبي حاجة أفراد المجتمع وتنمي قدراتهم, وكل ما يتعلق بالعملية التربوية والتعليمية, ولا يعني ذلك أن نتخلى الآن عن تطبيق بعض جوانب الجودة الشاملة التي يمكن تحقيقها, علماً بأن خفض الهدر بأنواعه من هدر مالي, وتربوي, وزمني, وإداري, يحقق فائدة أكبر من تكاليف تنظيم الجودة.
المبحث الأول- تعريف الجودة الشاملة في التعليم
هي الجهود المبذولة من قبل كل العاملين في المجال التربوي لرفع مستوى المنتج التربوي (المخرج) وهو الطالب.
ويمكننا تعريف إدارة الجودة الشاملة في التعليم, بصورة مختصرة بأنها "تفاعل المدخلات ( المناهج, المستلزمات المادية, الأفراد, الإدارة) في العملية التعليمية لتحسين نوعية المخرجات بصفة مستمرة".
والعملية التعليمية هي التفاعل بين النظامين: الإداري والفني, والنوعية المتوقعة قد تختلف اختلافاً جذرياً عن النوعية الفعلية للخريجين.
المبحث الثاني-مفهوم إدارة الجودة الشاملة في التعليم
إن لمفهوم الجودة الشاملة في التعليم معنيان أحدهما واقعي, والآخر حسي, فالواقعي هو التزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها, مثل معدلات الترفيع, ومعدلات الكفاءة الداخلية الكمية, ومعدلات تكلفة التعليم, أما الحسي فإنه يرتكز على مشاعر وأحاسيس متلقي الخدمة التعليمية كالطلاب وأولياء أمورهم, أي مدى اقتناع ورضا المستفيد من التعليم بمستوى وكفاءة وفعالية الخدمة التعليمية.
ومفهوم إدارة الجودة في العملية التعليمية, يقوم على أساس إدارة ومراقبة العاملين في المنشأة أو الجهة القائمة على العملية التعليمية للتأكد من الجودة في كل مرحلة من مراحل العملية التعليمية.
وقد تأثر مفهوم الجودة الشاملة للتعليم بمتغيرات حديثة مثل المنافسة الاقتصادية الدولية, وارتفاع معدلات الالتحاق بالتعليم, وظهور تقنيات حديثة في نظم المعلومات وأساليب الإنتاج, وازدياد مساهمة القطاع الخاص في التعليم بنظرة تجارية ربحية.
ورقابة الجودة في العملية التعليمية, تعني "التعرف على مظاهر الضعف بعد استكمال العملية التعليمية عن طريق الاختبارات الخارجية والداخلية وكتابة التقارير وإعداد الدراسات من خلال ملاحظة الأخطاء التي قد تحدث في العملية التعليمية".
وبصفة عامة فإن إدارة الجودة الشاملة في التعليم تهتم بمكانة المستفيدين من العملية التعليمية, وتؤكد على القيم والرؤى, وعلى إدارة العملية التربوية عن قرب, مع الاهتمام بإدارة الأشخاص, ومنح السلطات للمعلمين, ورفع اعتزازهم بالعمل في هذه المؤسسة التعليمية, فالتعليم مهنة تتطلب الاحتراف ومعايير وشروط لازمة لممارستها, مع إعادة النظر في الوضع الاقتصادي للمعلم وإضفاء المكانة الاجتماعية اللائقة به, والحوافز التي تستقطب أفضل الكفاءات البشرية المؤهلة لهذه المهنة, مع اعتماد نظام الترخيص لامتهان مهنة التعليم وتجديدها بعد فترة زمنية محددة, وزيادة حرصهم الداخلي على مستقبل هذه المؤسسة, وأن تكون المعلومات مبنية على حقائق وبعيدة عن الإشاعات.
المبحث الثالث- تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم
يحتاج التعليم العام إلى مستويات أعلى من الجودة لتحقيق الاحتياجات والتوجهات الملائمة للمجتمع, وقد كان المجال الصناعي هو المستفيد الأول في تطبيق مثل هذه المعايير, ثم قام المجال الصحي والتعليمي بإتباع نفس الخطوات بعد تغيير المسمى من الجوائز الوطنية للجودة إلى شهادات الاعتراف الدولية في المجال الصحي, وبمسميات أخرى في المجال التعليمي. فالقطاعات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً استخدمت نموذج مالكوم بولدرج المستخدم في الصناعة مع تعديل طفيف عليه لتطبيقه في التعليم, وكذلك في أوروبا حيث تم استخدام النموذج الأوروبي للجودة والمستخدم في مجال الصناعة بعد عمل التعديلات المناسبة.
وأصبحت الجودة شعاراً ومطلباً, وأصبحت المؤسسات التعليمية تحت ضغط كبير لاستخدام الجودة كمعيار للمنتج التعليمي نتيجة للتوجه الداخلي نحو الجودة بعد ترسيخ فكرة اقتصاديات التعليم واعتبار التعليم استثماراً وليس استهلاكاً.
ويعرف المعهد الوطني الأمريكي معايير الجودة في التعليم بأنها "قاعدة المعرفة التي يستخدمها خريج العملية التعليمية في حل المسائل المتعلقة بمشاكل حقل العمل من خلال وظائف العملية الإدارية وهي( التخطيط و التنظيم و التوظيف والتوجيه والرقابة).
إن انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية حديثاً, لن يقتصر تأثيره على مجال الصناعة والتجارة فقط, بل ستكون له إفرازات وانعكاسات على قطاع التعليم من خلال المنافسة التي سيشهدها هذا القطاع العملاق, وهذا يدعونا لتطبيق أساليب الجودة, والتفكير بفكر القطاع الخاص في القطاع العام حتى نواكب عصر الجودة.
المبحث الرابع- معايير إدارة الجودة الشاملة في التعليم
من المهم اعتماد المعايير العالمية لتطبيق الجودة في التعليم العام من خلال معايير محددة بعضها للمجال الإداري, والبعض الآخر للمجال التعليمي, انطلاقاً من المعيار الإداري الذي يتلخص في الرسالة والغايات, المتمثل في:_
_ عالمية نظام الجودة, وأنها سمة من سمات العصر الحديث.
_ ارتباط الجودة بالإنتاجية وتحسين الإنتاج.
_ اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة المجالات.
_ تدعيم الجودة لعملية تحسين المدرسة.
_ تطوير المهارات القيادية والإدارية لقادة الغد.
_ زيادة العمل وتقليل الهدر أو الفاقد.
_ الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية.
ومن المعايير التعليمية والتربوية ما يلي:_
_ معايير مرتبطة بالطلبة: منها: نسبة عدد الطلاب إلى المعلمين, ومتوسط تكلفة الفرد, والخدمات المقدمة لهم.
_ معايير مرتبطة بالمعلمين: مثل: مدى مساهمتهم في خدمة المجتمع, وثقافتهم المهنية, واحترامهم لطلابهم.
_ معايير مرتبطة بالمناهج الدراسية: مثل: جودة المنهج ومستواه ومحتواه, ومدى ارتباط طريقة المنهج وأسلوبه بالواقع.
معايير مرتبطة بالإدارة المدرسية: مثل: التزام القيادات بالجودة, والعلاقات الإنسانية الجيدة, واختيار الإداريين وتدريبهم.
معايير مرتبطة بالإدارة التعليمية: مثل: تفويض السلطات, واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب, والبعد عن القبلية والإقليمية.
معايير مرتبطة بالإمكانات المادية: مثل: قدرة المبنى على تحقيق الأهداف, ومدى استفادة الطلاب من المكتبة المدرسية والأجهزة والأدوات والتقنيات.
معايير مرتبطة بالعلاقة بين المدرسة والمجتمع: مثل: مدى وفاء المدرسة باحتياجات المجتمع المحيط بها والمشاركة في حل مشكلاته, والتفاعل بين المدرسة بمواردها البشرية والفكرية وبين المجتمع بقطاعاته الإنتاجية والخدمية.
فنظام الجودة قادر على التحول من النمط الإداري التقليدي المألوف الذي يركز على العمل الفردي إلى النمط الإداري الحديث الذي يعتمد على العمل المؤسسي من خلال فريق العمل ويركز على أساليب عمل جديدة وابتكارية من أجل إرضاء المستفيدين.
المبحث الخامس- الرؤية المأمولة لمخرجات التعليم
إن الرؤية المأمولة لهذه المخرجات هو الحصول على متعلمين مؤهلين يساهمون في التنمية الوطنية, وذلك بتطبيق مواصفات ومقاييس ترضي أولياء الأمور وتتوافق ومتطلبات السوق الحديث, ومتمشية مع التقدم التقني في التعليم, وكسب المعرفة والحصول على المهارة بأيسر الطرق, واكتشاف المواهب وصقلها, والبحث عن أحدث النظريات والأساليب الحديثة في التعلم والتعليم والتدريب.
ويعتبر هذا التوجه حديث نسبياً, دعت الحاجة إليه لتفادي سوء الإدارة والتبذير في الموارد مثل طول وقت إنجاز الأعمال, وزيادة عدد مرات التنسيق, حيث أنه يساعد المؤسسات التعليمية على التعرف على جوانب الهدر في الوقت والطاقات الذهنية والمادية للتخلص منها مما يؤدي إلى توفير الجهد والوقت والمال والموارد مع تقليل نسبة الجهد الضائع والذي يقدره المختصون بحوالي 30% من كل عمل, بالإضافة إلى تزايد الاهتمام بالارتقاء بالخدمات إلى المستوى الأفضل الذي يحقق أكثر كفاءة وفاعلية, والاقتناع بأن تحسن جودة العمل في المؤسسات التربوية يؤدي إلى تحسن الإنتاجية والمخرجات التعليمية, وخفض التكاليف, وتحقيق رضا المستفيدين, وتحسين معنويات العاملين. فاقتصاديات الجودة للمؤسسات التعليمية هي وسيلة للحكم على السياسات والبرامج لهذه المؤسسات عن طريق قياس مخرجاتها مع القدرة على تنظيم المعلومات بحيث يمكن استخدامها بفعالية من قبل صانعي القرار.
وتنظر الكثير من الدول الآن إلى ضرورة التأكد من مستوى أداء المؤسسات التعليمية قبل تخريج المنتج. ففي الولايات المتحدة تقوم هيئات محلية وفيدرالية حكومية, وهيئات خاصة بمراقبة ضمان الجودة لكل تخصص, وليس لكل جامعة, وذلك عن طريق لجنة تزور القسم المعني وتنظر في جميع عناصر العملية التعليمية, بما في ذلك نماذج من إجابة الطلبة في الامتحانات, وإذا كانت الأمور على ما يرام تمنح هذه المؤسسة شهادة المعادلة ولمدة خمس سنوات, بعدها يجب التجديد مرة أخرى بعد إعادة الفحص الشامل. ويأتي بعد هذا اختبار ممارسة المهنة حيث لا تسمح الدولة للطبيب أو المهندس أو المحاسب من خريجي الجامعات بممارسة عمله إلا عن طريق اختبار تحريري ومقابلة شخصية, وهذا كله لضمان جودة التعليم. أما في دول العالم الثالث بشكل عام فنجد أن هناك قرارات محددة للوائح الجامعات والكليات تقوم لجان المجلس الأعلى فيها بمراجعة هذه اللوائح و تنفيذها كما صدرت, وتعتبر الشهادات الممنوحة من هذه الجامعات معتمدة إلى ما شاء الله, كما تتم معادلة الشهادات الأجنبية من خلال الإطلاع على هذه اللوائح, ولم يعد هذا كافياً الآن, حيث بدأت الدول تنظر إلى هذا الخريج كونه منتج يجب التأكد من مستوى أداء جهة إنتاجه قبل استلام المنتج.
ويجدر الذكر هنا أن البعثة الاسترالية إلى الفلبين لم تعادل سوى جامعة واحدة حكومية ولم تعادل أي من الجامعات والمعاهد الخاصة هناك, والتي يزيد عددها على 130 مؤسسة, أما وفد الكويت لمعاينة الجامعات الفلبينية فكان أكثر كرماً حيث عادل سبع جامعات أغلبها حكومية.
المبحث السادسً- أهمية التقييم الذاتي
لقد أصبحت الجودة في الإدارة التعليمية هاجساً كبيراً لاستخدامها كمعيار للمنتج التعليمي, وأصبحت شعاراً ومطلباً ينظر إليها على أنها في الأساس آلية لتحسين عمل المؤسسات التعليمية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل نجحنا في تطبيق الجودة في حياتنا اليومية بشكل عام؟ وفي التعليم بشكل خاص؟, وهذا هو التحدي الكبير الذي يواجهنا في عصرنا الجديد والمتغير, وقد أوصى المشاركون في ختام أعمال برنامج اقتصاديات التعليم بدول الخليج والذي عقد في الدوحة منذ ثلاث سنوات, ونظمه المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج بمشاركة 25 من المتخصصين, بضرورة تطبيق معايير الجودة في التعليم, ووضع برامج لمتابعة نتائجها بعد تحديد أهداف العملية التربوية ومواصفات عناصر تنفيذها, كما أوصوا بإدخال مهارات إدارة الجودة في وزارات التربية والتعليم, وإنشاء وحدة في كل وزارة لتقوم بمتابعة إدارة الجودة, ولهذا يجب تطبيق أدوات التقييم الذاتي, حتى يمكننا التطوير والتحسين بعد معرفة الأسباب الحقيقية وليس عن طريق التخمين.
ولتطبيقها يجب على كل مدير ومديرة الإجابة على بعض التساؤلات مثل:-
أين مواقع القوة في المدرسة؟ أين مواقع الضعف في المدرسة؟
هل هو بسبب الإدارة والقيادة؟ هل هو بسبب ضعف جهاز التدريس؟
هل هو بسبب المناهج؟ هل هو بسبب نظام العمل المتبع؟
هل هو بسبب البيئة؟ هل هو بسبب النظام المتبع؟
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 11.doc‏ (507.5 كيلوبايت, المشاهدات 34)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
إدارة الجودة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الوضع القائم للجودة في الميدان التربوي... دراسة وصفية تحليلية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة وصفية للحاجات التعليمية وقياس مدى الرضا عنها لدى الطالبة الجامعية بالمدينة المنورة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 1 03-24-2020 06:58 PM
شعر سعدي يوسف دراسة تحليلية Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 5 02-25-2016 05:38 AM
مراكز البحث الفلسطينية: دراسة وصفية عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 02-06-2015 08:35 AM
دراسة وصفية لتحديد الكفايات اللازمة لمعلمات اللغة العربية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 12-13-2013 03:11 PM
التحفيز وإيجاد الدافعية وأثرهما في الميدان التربوي Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-19-2012 05:32 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59