مساومة خسيسة لمسلمي الروهينجا

لمسلمي , مساومة , الروهينجا , خصخصة

الدين مقابل الحياة، مساومة خسيسة لمسلمي الروهينجا*
ـــــــــــــــــــــــــــــ

16 / 5 / 1436 هــ
7 / 3 / 2015 م
ـــــــــــــــــ




في هذا العالم الذي يشهد إفلاس القيم الغربية وإهدار الحقوق الإنسانية بدعوى الحرية وحقوق الإنسان، حينها فقط تكثر المآسي الإنسانية للمسلمين الذين لا يجدون من تبنى قضاياهم ليعيد لهم حقوقهم المهدرة والمسلوبة بينما تصطبغ اليد التي تمتد لهم بصبغة نهشهم، وليس لنهش أجسادهم ولا ممتلكاتهم بل لنهش دينهم حيث يعطونهم الطعام بيد ويسلبون منهم دينهم باليد الأخرى.

فما أسوأ وأخس وأقذر الوسيلة التي تستخدم لتغيير عقيدة المسلمين السنة باستغلال فقرهم وعوزهم لإجبارهم على ترك الإسلام مقابل الحصول على نزر تافه لا يكاد يبقيهم على قيد الحياة، ليحاصروا بين مطرقة التنصير وسندان التشيع، فما أقبح أن تكون المساومة على الدين مقابل الحياة.

وقضية مسلمي الروهينجا ليست خافية على أحد، ولا يخفى على مسلم اليوم ما عاناه وما يعانيه هذا الشعب الذي صنف كأكثر شعوب العالم بؤسا ومعاناة من قبل المنظمات الدولية، ولكن هذا الجانب من المعاناة لم يكن ظاهرا، واتضح أنه من أسوأ واشد ما يعانيه هؤلاء المسلمون المساكين.

فذكر المرصد الأراكاني أن هناك منظمات تنصيرية وشيعية بزيارة مخيمات الروهينجا والعمل الحثيث على التنافس الحاد بينهما على الغنيمة المسلمة السنية لإخراج المسلم السني من دينه لإدخاله النصرانية أو الصفوية الشيعية لإنقاذهم من أيدي المجرمين البوذيين المدعومين من الحكومة في بورما ليستجيروا من الرمضاء بالنار.

ولا يخفى أن سلاح هذه المنظمات النصرانية والشيعية الأول والأوحد والأنجح هو سلاح الفقر الشديد الذي يعاني منه هؤلاء المسلمون وخاصة في الملاجئ غير الآدمية التي يلجئون إليها، فيتم إغراؤهم بالمال ليجدوا أنفسهم في فتنة شديدة، فإما الحياة كشيعة أو نصارى أو الموت ذلا وقهرا وجوعا وفقرا وهم على دينهم، فما اشد وأصعب لحظة الاختيار !!.

وذكر ذلك القائمون على المرصد الأراكاني في تغريدة لهم علي حسابهم الرسمي على موقع التواصل تويتر: "منظمات تنصيرية وشيعية تزور مخيمات الروهنجيا المغلقة أمام غيرهم، وقد سمحت لهم الحكومة لإخراجهم من الدين"، وأرفقت مع التغريدة صورة دون أن يحدد فيها المكان أو أسماء المنظمات المتورطة في الأمر، واتضح منها أنها بين لاجئين من الروهينجا .

وهذا الأسلوب الذي يمكن لبعض المسلمين أن يستهينوا بنتائجه قد اثر تأثيرا كبيرا في الدول الإسلامية ذات الكثافات السكانية المرتفعة والفقر الشديد، فأكبر البلاد الإسلامية سكانا "إندونيسيا" -230 مليون مسلم- تعتبر هدفا للتنصير، حتى بات الأمر ظاهرة تقلق عددا من المؤسسات الإسلامية، لأن هذه الوسيلة المنظمة والممنهجة تخرج مليونين من المسلمين من الإسلام سنويا ويدخلون النصرانية !!.

وهنا السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا، إذا كان النصارى لديهم خطة ممنهجة وثابتة وتسخر لها إمكانياتهم ليهاجموا بها المسلمين الفقراء والمستضعفين، وإذا كان الشيعة لديهم نفس الخطة وعندهم نفس الحماس لها ويوفرون لها الدعم الكامل، فأين المؤسسات الإسلامية ؟!، وأين الخطة الدفاعية فضلا عن الخطط التي تستهدف نشر الإسلام.

وختاما فالتقارير التي تأتي بانتشار الإسلام في كل العالم، يجب ألا نتصور أنها تنبئ عن وجود مجهود يذكر من المسلمين، بل ترجع بعد فضل الله وكرمه سبحانه إلى الحق الذي يحمله هذا الدين، وان مجهود المسلمين في نشره ضئيل للغاية بل أحيانا يكون سلوك بعض المسلمين عامل صد للناس عن الدخول في الإسلام، فمتى نفيق ونستشعر الخطر ؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات