|
مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عاجزون أمام الزلازل !
عاجزون أمام الزلازل ! ـــــــــــ (د. خالد رُوشه) ــــــــ 26 / 2 / 1439 هــ 15 / 11 / 2017 م ــــــــــــ دهشة لابد أن تأخذك عندما ترى المنشآت العملاقة وناطحات السحاب الراسخات ، تتهاوى كأنها علب من ورق بينما الأرض تهتز في زلزال عبر ثوان معدوات . أو عندما ترى السيارات تتطاير والاشجار تنكسر بفعل عاصفة رياح قاسية .. او عندما تفاجئنا الامواج العاتية عبر تسونامي قاهر ، يدمر الأخضر واليابس . كل هذا يستوي أمامه اقوى دول العالم مع اضعفها ، وارقى التكنولوجيات العالمية مع أكثرها تأخرا ، الكل عاجز أمام هذه الكوارث القاهرة . إنها دهشة تردنا إلى الحقيقة التي كثيرا ما تغيب عنا أو نغفل عنها ، أننا كبشر ، في منتهى الضعف والعجز ، ومنتهى الجهل بما سيحصل لنا بعد ثوان معدودات ، واننا في أمس الحاجة لرعاية الله سبحانه وحفظه . فلا أمن إلا لمن أمنه الله ، ولا سلامة إلا لمن سلمه الله ، ولا طمانينة إلا لمن طمأنه الله ، مهما سكن في البروج ، او احتمى بالصخور .. المؤمن الصالح يعلم أن ربه سبحانه مالك الملك ، وخالق الأكون ، الحي القيوم ، إليه يرجع الأمر في السموات والأرض ، فما يحصل شىء فيهما ولا يثبت ولا يتحرك إلا بعلمه وامره ، وان كانت ورقة ساقطة أو حبة نابتة ، أو ذرة متحركة .. هذا المؤمن قلبه معلق بربه ، ويقينه به سبحانه ، يعلم أنه ما من نعمة إلا منه سبحانه ، وما من مصيبة إلا بما كسب يداه . وهذا العبد المؤمن يرى الكون كله من آثار رحمة الله سبحانه ، كل آثاره تذكره بربه ، وكل تجلياته توقظ قلبه ، فيلجأ إليه في السراء والضراء ، رغبا ورهبا . ومنهاجه ذلك ولاشك يخالف المناهج الأرضية ، التي ترد الأمر للطبيعة وتقلبات الجمادات ، وكأن الطبيعة تخلق وتأمر ، وكانها تدرك وتعقل ، وكأنها تقدر وتدبر .. ! فالآيات من حولنا تحصل كل يوم ، ولا تقتصر على غير المعتاد منها ، من زلازل وبراكين وفيضانات وإعاصير وغيره إننا نتداول النظرة العلمية البحثية لاسباب تلك الكوارث من الجهة المادية وكون ذلك تغيرات طبقات أرضية وتغيرات مناخية ، وضغوط هوائية ، وتجمعات كهربية ,,,الخ ، لكن علماء الجيولوجيا أنفسهم يكشفون عن أنماط غير منتظمة من التغيرات الكونية من أعاصير وزلازل وبراكين وغيرها ، ما يجعل العالم المتقدم كله لايستطيع أن يتنبأ بها قبل وقوعها ولو بدقائق كما لايستطيع أن يتصدى لها ! هذا ولاشك يدل على أن النظرة المادية قاصرة ، وأن النظرة الإيمانية هي الصواب والحق لأنها تجيب على مالا تجيبه النظرات المادية وهي اسئلة من قبيل : متى يحدث ؟ ولماذا يحدث ؟ والعلم المادي قد يكشف شيئاً من أسباب الكوارث لكنه يبقى عاجزاً عن الإجابة عن كثير من الاسئلة ، كما يبقى العالم بكل ما أوتي من قوة عاجزا عن تلافيها ودفع أضرارها { والله يحكم لا معقب لحكمه }. أما أهل الايمان فهم يرون الكوارث من آيات الله ، يخوف الله بها عباده , وكونها تحصل من اسباب معروف بعضها ، لا يؤثر في صوابية رؤيتهم الإيمانية ، بل يزيدها رسوخا وثباتا وبصيرة ، فهي مقدرة من القدير الحي القيوم سبحانه ، وحاصلة بأمره . فيحيي الله بها قلوب الطيبين ويعيدهم إليه ، وينذر بها الغالين والغارقين ، والمتطاولين ، فأهل الإيمان تنقلب عندهم المحن منحا ، وغيرهم تزيد المحنة قلوبهم إعراضا وغفلة . ذكر الإمام أحمد عن صفية قالت : زلزلت المدينة على عهد عمر فقال : أيها الناس ، ما هذا ؟ ما أسرع ما أحدثتم . لئن عادت لا تجدوني فيها . قال تعالى: " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا" ، وقال تعالى: " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون " قال مجاهد : والعذاب الذي يكون من فوق هو الصيحة أو الحجارة والذي من تحت هو الرجفة والخسف إن عقوبة الله إذا نزلت شملت الطيب والشرير ، والتقي والعاصي ، و الصالح والطالح ، والصغير والكبير سواء بسواء . يقول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده ، فقلت يا رسول الله ، أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال : بلى ، قلت : كيف يصنع بأولئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان ) اخرجه احمد إننا بحاجة لتدبر ما يحصل من حولنا كل يوم ، بحاجة أن نعرف مدى ضعفنا وجهلنا وقصر معرفتنا وهوان أمرنا تجاه هذه العظائم من الكوارث التي يمكن أن تحصل من حولنا في لحظة واحدة ، فيموت الأحبة وتتهدم البيوت ، وتغرق الأموال ، وتفسد الآلات والمؤسسات ، وتتعطل الحياة ، وتصبح المدن قبورا كبيرة . وأن نقارن ما يحصل جراء تلك الكوارث بما سيحصل للعالم يوم القيامة ، يوم تتزلزل الأرض بزلزالها الأعظم .. فيصير كل شىء ركاما ، وليس ثم منجى ولا ملجأ إلا إلى الله سبحانه ، وأن نطرح الأسئلة حول الإعداد لذلك اليوم ! نتدبر كلام الله سبحانه ، وتحذيرات القرآن الكريم ، قراءة بتدبر إذ قال سبحانه : " أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ " ــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أمام, الزلازل, عاجزون |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع عاجزون أمام الزلازل ! | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل نحن حقاً عاجزون؟ | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 1 | 08-13-2017 12:19 PM |
طريقة مقترحة لتشخيص نماذج السلاسل الزمنية | Eng.Jordan | بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد | 0 | 12-28-2013 11:52 AM |
سعودي يحصل على براءة اختراع في عزل المنشآت النووية عن آثار الزلازل | Eng.Jordan | علماء عرب | 0 | 03-16-2013 02:07 PM |
الزلازل | Eng.Jordan | رواق الثقافة | 0 | 02-05-2013 01:53 PM |
تأثير الزلازل على المنشآت الهندسية و كيفية اخذها في الاعتبار عند التصميم | Eng.Jordan | المكتبة الهندسية | 0 | 01-10-2012 11:54 AM |