#1  
قديم 04-18-2016, 07:15 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الرؤية المستقبلية للصراع (1 ـ 2)


الرؤية المستقبلية للصراع (1 ـ 2)
ــــــــــــــــــ

(د. محمد بن عبد الله السلومي)
ـــــــــــــــ

11 / 7 / 1437 هــ
18 / 4 / 2016 م
ـــــــــــ

المستقبلية 2268_737607.jpg





الغرب هو أساس الصراع؛ فهو في أحيان معينة لا يصنع المؤامرة أو الصراع بشكل مباشر بقدر ما يصنع بيئته من الاحتقان ومناخه، وتصعيد الصراع في العالم العربي والإسلامي بشكلٍ مباشر وغير مباشر أمر مشاهد ومحسوس لكل مراقب أو متابع؛ وهذه المعطيات وغيرها مما يؤكد حقيقة التعصب الغربي والكراهية للإسلام والعدوانية على المسلمين، وتعزِّزُ الصراع بعض الخرافات العقدية؛ فالنصارى يعتقدون أن نزول عيسى ابن مريم عليه السلام لا بد أن يسبقه صراع شديد وقتال وحروب، وكذلك الأمر بالنسبة لليهود في موضوع الحروب، ومثل هؤلاء الشيعة الإثنى عشرية واعتقادهم بأهمية القتل والحروب والخراب ثم خروج المهدي، وهي قواسم مشتركة بين النصارى واليهود والشيعة، فتلتقي نتائج التعصب مع العقائد الباطلة عند هؤلاء جميعاً لتصنع الصراع.

إن التدخلات الغربية المباشرة في العالمين العربي والإسلامي ومحاولات وأد إرادته القوية للحرية والسيادة، مثل ما حدث تجاه مصر من دعم غربي للانقلاب على الشرعية السياسية، ومثل ما حدث في سوريا حيث التحكم الغربي بمنع الحصول على السلاح النوعي في ساحات الثورة السورية، والدعم الغربي غير المباشر لإيران لتكون ذراعاً خطيرة في صناعة الصراع وتأجيجه، ونحو ذلك كثير؛ هذا الواقع بمجمله وتفاصيله يشكل «رؤية مستقبلية استشرافية عامة» حول واقع الصراع الجديد ومستقبله من قبل الغرب مع الإسلام وشعوبه بحسب المؤشرات السياسية المعاصرة، ولعل هذه من أبرز مؤشرات الصراع في هذه الرؤية الاستشرافية:

الأول: دعم الاستبداد السياسي وصناعة الصراع:
------------------------

تمثلت التدخلات الغربية الأجنبية في شؤون الإسلام ودوله من خلال حمايتهم واحتضانهم لحكومات الاستبداد السياسي والنظم الدكتاتورية التي حكمت معظم دول العالمين العربي والإسلامي حوالي نصف قرن، وبالتالي أصبحت هذه الدول تعيش كثيراً من صور الاحتقان السياسي والاقتصادي، حيث صنعت هذه الحماية الغربية - مع الانتهاك المُنظم لحقوق وسيادة الشعوب - هذا الاحتقان الكبير لدى الشعوب العربية خاصة، ومن ثَمَّ كانت الثورات العربية التي بدأت أواخر عام 2010م، وتلا ذلك تدخلات لاحقة بشكل مباشر وغير مباشر في شؤون العالم العربي لإجهاض تلك الثورات وإفشالها بدعم الانقلابات المضادة لها، مما جعل الواقع العربي يتشبع بمجمله بالصراع والصراع المسلح بين الحكومات وشعوبها، لاسيما في ظل النفاق السياسي الدولي، والحالة المصرية قد تُعدُّ حالةً دراسية لصناعة مناخ الاحتقان الشعبي، ومن ثم الانفجار المتوقع بثورات مضادة تأخذ بالحسبان التطهير الشامل والقوي للنظام السياسي السابق، وفي كل الأحوال فإن هذا الواقع مما يؤكد ما صرحت به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005م عما سمَّته الفوضى الخلاقة (البنَّاءة)، وهي حقاً فوضى للعالم الإسلامي وخلاقة للغرب!

الثاني: دعم الكيان الصهيوني:
--------------------

العدوان المستمر على غزة والضفة والقدس في المشهد السياسي هو من أخطر عوامل الصراع التي يغذيها الغرب في المنطقة، في النصف الثاني من عام 2015م، حيث أصبح العدو الصهيوني بحكومة نتنياهو يُصعد من عملياته العسكرية ويحمي خرافاته الدينية بدعم المتطرفين لاقتحام الأقصى في ظل حماية عسكرية، إضافةً إلى استمرار الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني في غزة بشكل خاص. هذا الواقع المرير مما ولَّد «انتفاضة السكاكين» التي أرعبت العدو، وهو ما يُعطي مؤشراً جديداً لحربٍ يهوديةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ جديدة تحمل مضامين مذابح جديدة وقتلٍ أكبر للفلسطينيين وتهجيرٍ لكثيرٍ منهم إلى الأردن والعراق بحسب ما ذكره منظر السياسة الأمريكية ريتشارد نيكسون كرؤيةٍ مستقبلية بدأت ملامحها تتحقق، وذلك في كتابه «انتهزوا الفرصة»، حيث يُصر نيكسون على أمرين، الأول: تحقيق الحكم الذاتي للفلسطينيين بشرط أن يرتبط بالأردن، وينصح بالتفاوض مع منظمة التحرير! والثاني: تعويض الفلسطينيين المهاجرين لأنهم لن يعودوا إلى منازلهم، وتعويض المستوطنين اليهود لأنهم سيتركون مستوطناتهم المحتلة!

ولكن من يدفع التعويضات؟ يقول نيكسون: «علينا أن نقنع السعوديين، ودول الخليج، وكذلك اليابان، لتوفير المال الذي سيسهل من لسعة هذه التنازلات»!
ويرى نيكسون أن القدس مشكلة المشكلات، مضيفاً: «أما السيطرة على شرق القدس - وهي قضية عصيبة لكلا الجانبين - فإنها لن تُسوَّى بسهولة»؛ فما الحل؟ يرى نيكسون أن «على إسرائيل فتكنة [مثل الفاتيكان] الأماكن الإسلامية والمسيحية، لكن تقسيم المدينة على أساس خطوط ما قبل 67 قد أصبح غير قابل للتفاوض»، «وهناك حقيقة هامة في العلاقات الدولية، هي: أن اتفاقية يمكن أن تغير سلوك دول، وليس مواقف الشعوب، لذلك يجب أن تتضمن الترتيبات الأمنية إجراءات صارمة رادعة»[1].

الثالث: مخاطر الخطط الإستراتيجية الإيرانية:
----------------------------

كتبت مجلة البيان منذ زمن باكر عن المشروع الإيراني للاجتياح الشيعي داخل إيران في الولايات السنية، وكذلك دول الجوار، والمشروع هو خطة خمسينية (خمسون عاماً للتنفيذ) على خمس مراحل، وضعت في عهد خاتمي، وهي خطة سرية تسربت إلى رابطة أهل السنة بإيران، مكتب لندن، وتهدف إلى نشر الفكر الشيعي الفارسي وتستهدف العالم الإسلامي، ودول الخليج بشكل خاص، فالأيديولوجيا والثقافة هي مقدمات السيطرة والسيادة عند أي أمة تمتلك مشروعاً مثل إيران.

وقد نشرت المجلة المذكورة تفاصيل دقيقة عن هذه الخطة وهي بعنوان: «الخطة السرية للآيات في ضوء الواقع الجديد»، ومما ورد فيها:

- «إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا، وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثنى عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن وبناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات».

- «ولاعتلاء أي سطح فإنه لا بد من صعود الدرجة الأولى إليه، وجيراننا من أهـل السنة والوهابية هم تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل الخليج الفارسي، التي تبدو دولاً متحدة في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة، ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواء في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة».

- «ومعظم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور، وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوربا وأمريكا وخاصة في اليابان وإنجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم. إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم».

- «لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو **** أو حاكم».
ومما ورد في نص هذه الخطة المسربة التعبئة بالمظلومية: «فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتِلوا بيد الشياطين المتأسلمين [السنة] وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلماً بعليّ وأهل بيت رسول الله ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيع كوارثٍ أصيل للإسلام».

وورد في الخطة أيضاً ما نصه: «مراحل مهمة في طريقنا»؛ مما يدل على البعد الإستراتيجي للخطة في استهدافها السياسيين ورجال المال والأعمال والأوطان.

وفي ختامها: «وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا الشيعية هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود».

أما عن الأخلاق، فقد أتت على درجة من الأهمية في إنجاح الخطة، وفيها ورد: «أسلوب تنفيذ الخطة المعدة: ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين؛ ذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد».
بل إن إظهار الصداقة من المراحل المهمة التي ركزت عليها هذه الخطة، حيث أهمية الأخلاق في التعامل مع جميع الفئات! ومما ورد في ذلك: «العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية»[2].

ووفق هذه الخطة فإن إيران سوف تعتمد على «حشود المرتزقة» خاصة ممن تَشيَّع من سكان القارة الإفريقية بدعمهم كموجات بشرية منظمة تجتاح دول الجزيرة العربية، فهي ليست حدوداً أقوى من أمريكا مع المكسيك مثلاً أو دول أوربا أمام الهجرات غير المشروعة التي أصبحت ظاهرة عالمية.

ومن صور صناعة الصراع:

التدخل في العراق:
-------------

إن التدخل الأمريكي في العراق وغرس بؤر الصراع الطائفي بتسليم أمريكا دولة العراق لإيران منذ عام 2003م، وكما أنه من معطيات الصراع فإنه في الوقت ذاته مؤشر لصراع دموي أكثر، وقد صورت الباحثة إحسان الفقيه صناعة هذا الصراع وتجذيره بين الشيعة والسنة بقولها: «نقلت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 18-5-2007م، عن طبيب عراقي بالبصرة قوله: (صار علينا أن نتعلم اللغة الفارسية حتى نتمكن من التفاهم مع الناس هنا)».

أصبحت العراق ولاية إيرانية عندما قفزت عليها الحكومة الشيعية الموالية لإيران كانت ولا تزال تتعامل مع طهران معاملة التابع للسيد، والإدارة العراقية إنما هي في قم، وتتماهى مع السياسة الإيرانية لدرجة مفضوحة، فإذا اتجهت إيران لإرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم الأسد تبادر الحكومة العراقية بإرسال المتطوعين تحت مزاعم حماية العتبات المقدسة.

وأصبحت ولاية إيرانية عندما تمددت فيها الميليشيات الموالية لإيران، مثل «سرايا الخراساني»، وهو الاسم الذي عرف به الخميني بين أتباعه المقربين، تلك الميليشيات التي تعيث في الأرض فساداً، وتقتل أهل السنة، وتغتصب الحرائر، وتسفك الدماء على الهوية، من أجل عيون دولتهم الأم إيران، ولتكريس الحلم الفارسي المجوسي.

في المادة نفسها التي نشرتها الشرق الأوسط بتاريخ 18-5-2007م، نقلت عن أهالي المدائن العراقية قولهم: «إن الهجمات التي استهدفتهم من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة العميلة لإيران كان هدفها إخلاء المنطقة من سكانها أهل السنة، ليتاح للإيرانيين الاستيلاء على المدائن وإعادة ترميم إيوان كسرى باعتباره صرحاً فارسياً».

لقد أصبحت العراق ولاية إيرانية، حينما تنفذ فيها الإيرانيون وصاروا أصحاب الكلمة على أرضها، أليس مرجعهم علي السيستاني الذي لا يحسن التكلم باللغة العربية إيرانياً، ولد في مشهد ويُنسب إلى محافظة سيستان الإيرانية؟! أليس الجنرال قاسم سليماني الذي قاد العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وضد الفصائل الجهادية إيرانياً؟[3].

التدخل في سوريا:
-------

التدخل الغربي والإيراني الأجنبي السافر والقذر بالشأن السوري أخَّر الحسم فيما بين الشعب السوري وحكومته وأطال أمد الصراع، بل إن مجموعات الجيش الثوري الإيراني وميليشيات الشيعة الرافضة الإيرانية واللبنانية والعراقية بتدخلها المكشوف عززت الصراع في المنطقة ودفعته إلى جرائم بحق الإنسانية، فحسب بعض التصريحات الإيرانية والروسية إنه للحيلولة دون الوجود السني بأرض الشام، وهو ما يؤجج الصراع في المنطقة ويوسع دائرته، وعن ذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «إن بلاده ساعدت العراق وسوريا في حربهما ضد من سماهم الإرهابيين بناء على طلب حكومتيهما، مؤكداً أن قوات بلاده هي أقوى قوة في المنطقة ضد الإرهاب»[4]!

كما قال روحاني في كلمة ألقاها أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 28/٩/2015م: إن إيران مستعدة للمساعدة في نشر الديمقراطية في سوريا واليمن كما فعلت في العراق وأفغانستان - بحسب تعبيره -، مؤكداً أن الاتفاق النووي ساهم في الاستقرار ومَنع حرباً مترامية الأطراف في الشرق الأوسط[5]!

استهداف السعودية والحرمين:
----------------

ومما يعد من مؤشرات الصراع في المنطقة استهداف السعودية والمقدسات الإسلامية فيها من خلال دعم إيران والغرب للأقلية الشيعية وعملائهم من الأقلية الليبرالية والعلمانية داخل السعودية، حيث نوايا العدوان والاحتلال واضحةٌ وظاهرة في تصريحاتهم المتكررة والمتنوعة[6]، كما تبرز مؤشرات الصراع من خلال الخطة الإيرانية الخمسينية - سابقة الذكر - التي تستهدف العالم الإسلامي وفي مقدمته دول الجوار.
ومما يؤكد استهداف السعودية تأجيج الصراع فيها من جراء بعض العمليات الإرهابية لرافضة المنطقة الشرقية بالسعودية، وتصعيد الانشقاق، ومحاولات الانفصال السياسي، كما هي دعوات مُعمَّمي الشيعة، وكما هو واقع مظاهراتهم السياسية ورفع الأعلام الأجنبية في الشوارع والمحلات العامة في مناطقهم، وهو ما يعكس تصنيفهم بعدم الولاء لوطنهم، كما عبَّرت عن ذلك الكاتبة إحسان الفقيه بقولها: «شيعة المملكة لا يتعاملون باعتبارهم مواطنين سعوديين، ولا يدينون بالولاء لتلك البلاد، إنما ولاؤهم لإيران كشأن الشيعة في العالم، والذين تجمعهم ولاية الفقيه، لذلك ينظرون دائماً وخاصة في المنطقة الشرقية والقطيف إلى الحكومة السعودية على أنهم أعداء محتلين»[7]، وقد تم في مرات عدة ضبط أسلحة بخلايا إرهابية شيعية وإرهابيين مطلوبين، وذلك في أماكن سكنهم ومزارعهم كما هو مذكور في المواقع الإخبارية الرسمية السعودية[8]، وكل ذلك مما يكشف زيف الصراخ بشعارات الوطنية، وكذب مظلوميات حقوق الإنسان ولطمياتها، ويبقى أن دعوات إيران بتدويل الحرمين الشريفين أو السيطرة عليهما مما يؤجج الصراع في المنطقة، بل إن إيران اعتبرت أن انقلاب الحوثيين على الحكومة اليمنية وسيطرتهم على اليمن وجيشه ومؤسساته مقدمة وبوابة لغزو الحرمين بحسب تصريحاتهم الواردة في أكثر من موقع إخباري.

إثارة الفتن والاضطرابات في الخليج:
---------------------

مما يعزز هذه الرؤية المستقبلية عن صناعة الصراع القائم والقادم ومستقبل المنطقة ما تم اكتشافه من ترسانات للأسلحة الإيرانية في الكويت والبحرين والسعودية بالتتابع لدى الشيعة الرافضة في أواخر عام 1436هـ، ويعد هذا من المؤشرات القوية عن مرحلة خطيرة مقبلة من الصراعات المجوسية الشيعية على أهل السنة في أنحاء العالم الإسلامي وعلى دول الجوار الإيراني بشكل خاص.
وعن مضبوطات الكويت كتبت صحيفة القبس الكويتية: «في تطور لافت للوضع الأمني في البلاد، وفي خطوة استباقية لمنع عمليات إرهابية ومخططات تستهدف الكويت، تمكنت الأجهزة الأمنية يوم أمس، من ضبط كمية هائلة من المتفجرات والأسلحة النارية والقنابل والأحزمة الناسفة في مزرعة بمنطقة العبدلي، وألقت القبض على مواطنين متورطين في هذه القضية، التي وصفها مصدر أمني مسؤول بأنها أكبر ضبطية أسلحة ومتفجرات في تاريخ الكويت، وأنها مخطط خطير يستهدف المصلحة العليا وزعزعة الأمن»، وفي الخبر ما يصف هذا بما يشبه ترسانة الأسلحة، وبحسب وصف قيادي أمني فإنها كمية أكبر مما يصدقها عقل! حيث فيها قنابل يدوية وصواعق كهربائية ومتفجرات وقذائف RBG، والتحقيقات قائمة مع مواطنين كويتيين وإيرانيين ولبنانيين[9].

وعن المحاولات الانقلابية، فإن لرافضة البحرين ثلاث محاولات فاشلة، لكنها لم تمنع من الاستمرار في المحاولات التي عمادها الخلايا الإرهابية والأسلحة[10]، فمضبوطات البحرين وهي كثيرة كان آخرها ما أعلن عنه في الأول من أكتوبر 2015م تكشف عن الخطر الحالي والقادم، وعنه: «كشفت الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين عن أنها فككت خلايا إرهابية، واعتقلت أفرادها وضبطت مخازن أسلحة بموقع يستخدم كورشة لتصنيع القنابل، في قرية النويدرات، وهي إحدى قرى محافظة الوسطى البحرينية.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان لها أن المعتقلين مشتبه بتورطهم في قضايا إرهابية ومع جماعات بالعراق وإيران، وبيَّنت أنها كشفت مخبئاً يحوي 1.5 طن من المتفجرات في منزل بمنطقة سكنية»، «وأضافت الداخلية: تم العثور في المخبأ على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها، قدرت بما يفوق 1.5 طن ومن ضمنها مادة C4 وRDX شديدة الانفجار ومادة TNT المتفجرة بالإضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية»[11].
وما سبق تؤكده التصريحات الإيرانية المتعددة والمعلنة من رجال الدين والسياسة حيث لا تقية في ذلك، ومن ذلك تصريح روحاني بعد الاتفاق النووي مع الغرب، حيث ذهب إلى أبعد من شرعنة الصراع المستقبلي في المنطقة من خلال تكراره زعم أحقية إيران، وتدخل جيشها في الدول المجاورة بقوله في مراسم استعراض القوات المسلحة الإيرانية تزامناً مع بدء أسبوع الدفاع المقدس: «على هذه الدول [الخليجية] ألا تتصور بأن القوى الكبرى تدافع عنها»، وأضاف: «على الدول التي تمارس اليوم الظلم بحق جيرانها أن تعلم أنه لو أراد الإرهابيون إسقاطها وإذلال شعوبها فإن القوات المسلحة القادرة على دحر أولئك الإرهابيين هي القوات المسلحة الإيرانية فيما لو طلبت تلك الشعوب منها»[12].

وقد تبدأ هذه المرحلة التصعيدية الإيرانية الجديدة للصراع في المنطقة بعمليات إرهابية مفتعلة على شيعة الكويت أو البحرين لتبرير التدخل الإيراني بمزاعم حماية أقلياتها الشيعية واحتلال هاتين الدولتين، وذلك لضم هذه الدول إلى الإمبراطورية الإيرانية الصفوية، وقد تُبقي بعض أمرائها أو رموزها السياسية كولاة كما هي خطط أي محتل، وهذا الاحتلال يتفق مع تصريحاتهم المتكررة لحماية الأقليات الشيعية الرافضية في المنطقة، ولوازم هذه الحماية بحسب خططهم.
------------------------------------------------------
[1] انظر: صلاح الدين النكدلي، قراءة في كتاب نيكسون: انتهزوا الفرصة، الدار الإسلامية للإعلام، بونا، ألمانيا، ص52-53، ويلاحظ أن الأردن قد تلقت معونات بالمليارات من الدولارات لهذا المشروع، حيث تم بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية لهذا الغرض بتمويلٍ خليجي بحسب المعلن في حينه في وسائل الإعلام المتعددة.
[2] انظر عن المصدر الأساسي للخطة مجلة البيان اللندنية، بتاريخ 25/6/2013م: http://www.albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2881
[3] انظر: إحسان الفقيه، مقال بعنوان: «أحفاد العلقمي وبوابة العراق»، صحيفة شؤون خليجية، 6/4/2015: http://alkhaleejaffairs.news/c-16647
[4] انظر: قناة الجزيرة، بتاريخ 22/9/2015م: http://goo.gl/88d1gO
[5] انظر: قناة الجزيرة، بتاريخ 28 / 9 / 2015م: http://goo.gl/azi5vT
[6] انظر على سبيل المثال ما ورد في كتاب «الإسلام والغرب بين المنافسة والصراع»، للمؤلف بعنوان: «أمريكا وصناعة الصراع بالفوضى الإيرانية».
[7] انظر: صحيفة شؤون خليجية 1/6/2015: http://goo.gl/ftKQwN وانظر: كتاب «الحراك الشيعي في السعودية تسييس المذهب ومذهبة السياسة»، لمؤلفيه: بدر الإبراهيم، ومحمد الصادق.
[8] انظر على سبيل المثال: جريدة الرياض، بتاريخ 7 أكتوبر 2015:
http://www.alriyadh.com/1088942
[9] انظر: جريدة القبس الكويتية 14/8/2015م: http://goo.gl/Hr1LBb
[10] انظر: صحيفة شؤون خليجية 18/4/2015: http://soo.gd/7vUd
[11] انظر: موقع خبر خليجي، بتاريخ 1 أكتوبر 2015: http://goo.gl/c8MffO
[12] انظر: جريدة مباشر الإلكترونية الكويتية، بتاريخ 22 سبتمبر 2015:
http://mobashernews.net/news/61636



--------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-09-2016, 07:11 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الرؤية المستقبلية للصراع (2 ـ 2)

الرؤية المستقبلية للصراع (2 ـ 2)
ــــــــــــــــــ


(د. محمد بن عبد الله السلومي)
ـــــــــــــــ

2 / 8 / 1437 هــ
9 / 5 / 2016 م
ـــــــــــ








الرابع: التدخل الروسي في سوريا:
-----------------

التدخل الروسي الأجنبي المباشر في سوريا مؤخراً في نهاية عام 2015م وما يحويه من اتفاقيات غربية روسية إيرانية، إضافة إلى شراكة الاتفاقيات الروسية مع العدو الصهيوني مؤشر لصراع طويل وعنيف، والجانب العقدي الديني غير مستبعد في هذا الصراع وهو ما يُعقِّد الحل، وذلك بحسب تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد فيه - مثل غيره - على أن الصراع هو مع الإسلام السُني ودوله وشعوبه، باختلاف في الأهداف الثانوية للدول، وقد عبَّر الوزير عن هذا بقوله: «إن الصراع يدور في المنطقة كلها، وإذا سقط النظام الحالي في سوريا فستنبثق رغبة قوية، وتُمارَسُ ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد.. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين، وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز»[1]!
ويُضاف لمؤشرات الصراع أن الدوافع الدينية حاضرة وبقوة في هذا الصراع، حيث الدور الجديد للكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، وجهودها العملية الجادة لإعادة صياغة الهوية النصرانية الروسية للوقوف أمام الثقافات والأيديولوجيات الأخرى، وعلى رأسها الإسلام، فالحكومة الروسية ترى أن المد الإسلامي في روسيا يتطلب هذا الغزو الجديد، ومن مظاهر هذه العودة للهوية الروسية النصرانية - بعد فشل الشيوعية هويةً للروس - وجود لجان رسمية تعمل منذ 2011م لتنصير جميع مظاهر الحياة في روسيا: في القانون والأسرة والمجتمع والثقافة والمظاهر العامة. ومن أهمية إعادة هذه الهوية الدينية لروسيا أن بلغت ميزانية الكنيسة وحدها ما يفوق ميزانية وزارتي التعليم والتعليم العالي مجتمعتين، واعتماد الحكومة الروسية في بداية صيف 2012م لمشروع بناء 300 كنيسة في موسكو وحدها مؤشر لما سبق، بينما لم يسمح للمسلمين إلى الآن أن يبنوا مسجداً جديداً واحداً بعد المساجد الأربعة القديمة في موسكو؛ برغم أن المسلمين في تزايد كبير، وبرغم توفر تمويل مشروعات البناء الجاهزة على طاولة الجهات الرسمية والتي لم يُسمح بالبدء فيها.

لقد أصبح الروس يسابقون الأمريكان في صناعة الصراع بأرض الإسلام والمسلمين في استباحة أرضهم ودينهم وحقوقهم لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية، ومنها بناء قواعدهم العسكرية في الشام، وتحديداً في سوريا بأهداف أوسع من القضية السورية، علماً أن تدخل الروس في شؤون المنطقة بالتعاون الإيراني لا يُستبعد منه حضور بعض العوامل الدينية الأخرى، مثل الخوف من مسلمي آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا، ولاسيما أن بعض المجموعات الجهادية من هذه الدول لها حضورها في الساحة السورية حيث القلق الرسمي من رجوعهم إلى بلدانهم بأفكار جهادية، بحسب رأيهم، مع اعتبار أن المصالح الاقتصادية والسياسية لروسيا الاتحادية لها وزنها الكبير في الأهداف، وهذا الواقع يعد مؤشراً من مؤشرات إذكاء الصراع وحروب الدمار.

الخامس: الدعم الصيني:
------------

يعد الدعم الصيني الذي سبق تدخل روسيا الاتحادية وتلاه في الشأن السوري بطريقة غير مباشرة مما يطيل أمد الصراع أو يُذكيه، وقد برز هذا الدعم بالتصويت الصيني الدائم بحق الرفض (الفيتو) مع روسيا في مجلس الأمن في أي موضوع يتعلق بسوريا، لاسيما أن هذا الموقف الصيني يأتي في ظل تباعد صينيٍ أمريكي حول ملفاتٍ متعددة بين الطرفين، وفشلٍ في التقارب بينهما إلى حدٍ يُشكل خطورةً في الصراع، وقد يكون هذا التدخل الصيني المباشر أو غير المباشر لتقاطع المصالح السياسية والاقتصادية للصين مع روسيا ضد أمريكا، مع عدم استبعاد عداوة المنهج السني من حكومة الصين حيث تعد مسلمي الأيغور وإقليم سنكيانغ مصدر خطرٍ مستقبلي على وحدة الصين - كما يزعمون - لاسيما في ظل وجود أعداد من الجهاديين الصينيين الوافدين إلى سوريا، وفي ظل بعض الأصوات الانفصالية في عدد من الأقاليم الصينية المسلمة.
ويؤكد هذا التدخل وزير الخارجية الصيني فانغ تشي خلال اجتماع مجلس الأمن، حيث قال: «لا يمكن للعالم أن يسمح لنفسه بأن يبقى متفرجاً ومكتوف الأيدي تجاه ما يجري في سوريا، ويجب عليه ألا يتصرف بطريقة غير منطقية تجاه ما يجري من أحداث تضرب الإنسانية في الصميم»[2]، ويبقى أن هذا الدعم والتحالف الصيني مع الروس مؤشر لصراع أوسع.

السادس: تركيا والاستهداف:
-------------------

من مؤشرات صناعة الصراع في المنطقة استهداف تركيا بالحروب وتأجيج الصراعات القائمة على دعم الدعوات الانفصالية وحركاتها داخل تركيا مثل لواء الإسكندرون الذي يقطنه نصيريون داخل تركيا وضمه للدولة النصيرية المقترحة للعلويين في الأراضي السورية، ومثل الدعم الغربي للحركات الكردية السياسية والعسكرية في الجنوب الشرقي لتركيا المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني للانضمام مع أكراد سوريا أو العراق أو كليهما لتحقيق مشروع تكوين الدويلات الطائفية في المنطقة، وتفتيت وحدة تركيا وغيرها، ويلاحظ أن تركيا أفلتت عبر سنوات مضت في استثمارها للعبة الديمقراطية في ملاعبها الخاصة بها، واستفادت من قواعد اللعبة حينما استخدمتها بشكلٍ جعلها لاعباً دولياً رئيساً في المنطقة، وفوَّتت بذلك كثيراً من المؤامرات عليها، وصاحب هذا الاستثمار السياسي نجاحٌ سياسي واقتصادي أصبح من مصادر القلق للغرب المتعصب والشرق على حدٍ سواء، وكذلك إيران والحكومة السورية.

ويتأكد استهداف تركيا في إدخالها حلبة الصراع والنزاع أنها تعد الأب الروحي للمسلمين في آسيا الوسطى والقوقاز، كما هي الأب الروحي للمسلمين في بلاد البلقان، وحيث دورها التاريخي الموحَّد للمسلمين في آخر خلافة لهم، ويبقى أن هذا الاستهداف قائم ومستمر ليكون في الوقت ذاته من مؤشرات الصراع في المنطقة.
وقد عبَّر الكاتب أحمد موفق زيدان عن خطر التدخل الروسي في سوريا على تركيا، وأنها مستهدفةٌ فيه بدرجةٍ رئيسية حينما قال: «على تركيا أن تعي أن الانتشار الروسي ليس موجهاً إلى أبطال الشام فحسب، فطبيعة الانتشار الروسي وحجمه وتوسعه تشير إلى أن الأمر أبعد من الشام، وإلا فما الداعي إلى أنظمة مضادات جوية متنقلة، وطائرات متطورة وتوسيع مطارات إن لم يكن المقصود بها تركيا بالدرجة الأولى، وهنا على تركيا أن تتبنى المشروع الشامي وليس فقط الاكتفاء بدعمه وتأكيدها على أن المهاجرين السوريين ضيوف، وعلينا مساعدتهم وضيافتهم، فالضيف لا يجلس سنوات عند مضيفيه، فالمؤامرة والمشروع الروسي - الإيراني الطائفي في سوريا يستهدف تركيا قبل أن يستهدف الشام، وما لم يتم تعبئة تركيا بكل شرائحها ومجتمعها في هذا الاتجاه تماماً كما حصلت تعبئة المجتمع الباكستاني إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، فإن الكارثة ستحل بها ولات ساعة مندم»[3].

السابع: المنافسة الصينية - الغربية:
----------------------

مما قد يعد من مؤشرات الصراع المعاصر والقائم بعض المؤشرات حول سقوط النظام الدولي أو ضعفه خاصةً في ميادين المنافسة الاقتصادية، فقد أنشأت الصين البنك الدولي الصيني الآسيوي AIIB عام 2014م، بانضمام وشراكة روسية قوية، وحوالي ٦٠ دولة بما فيها بعض الدول الأوربية وانضمامٍ لدول جديدة بصفة مستمرة، ويعد هذا البنك منافساً للبنك الدولي الغربي وصندوق النقد الدولي لأنه يحد بشكل كبير من الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي، بل ويؤجج صراعات النفوذ بين مؤسسات التمويل الدولية، خاصةً البنك والصندوق الدوليين اللذين تهيمن عليهما الولايات المتحدة، ويلاحظ أن الولايات المتحدة واليابان رفضتا المشاركة في المشروع[4].

وعلى مستوى أعمال هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها أنشأت روسيا والصين وبعض دول أمريكا الجنوبية «المنتدى العالمي لحقوق الإنسان» لينافس الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، لاسيما بعد أن فشلت أستاذية حقوق الإنسان الغربية، وانكشف خداع الشعارات الإنسانية الغربية المزيفة لدى الشرق والغرب، خاصةً أن هذا المنتدى نجح إلى حدٍ معين في دورته الأولى في البرازيل، ثم بدورته الثانية بالمغرب عام 2014م بحضور وتمثيل من 94 دولة، وكل ذلك يعد مؤشراً لتأجيج صراعات النفوذ، لاسيما في حال استحضار بعض القناعات بأن النظام العالمي بقوانينه ومؤسساته ونظامه الاقتصادي الربوي نظام بشري قابل للسقوط في أي وقت، وكذلك في حال تخطئة واستبعاد المقولة عن فشل «إنشاء الملاعب الجديدة» التي تقول: «الواقع العملي أنه لا أحد يستطيع إنشاء ملعب جديد، بل العالم كله في ملعب واحد، ولا مناص عن النزول إلى هذا الملعب وأن تلعب فيه بقوانينه التي يفرضها القوي ثم يغيرها لصالحه، وفي ظل هذه القوانين تجاهد لتعديل قوتك وتغيير القوانين طبقاً لموقعك الجديد.. هكذا فعلت كل حركات التغيير»[5].

الثامن: غياب العدالة:
-------------

من معززات الرؤية عن مستقبل الصراع الدولي في العالم العربي الإسلامي تحديداً غياب العدالة الإنسانية الدولية لاسيما بحق الشعوب المسلمة، وسقوط ما يُسمى بالشرعية الدولية إلى حدٍ كبير، حيث تَعرَّى النظام الدولي بأذرعه المتوحشة غير العادلة، وأصبح جزءاً من المشكلة وليس الحل، لاسيما حينما فشلت المنظمات الأممية الإنسانية والسياسية في معالجة قضايا العالم إلى حدٍ كبير وخاصةً أزمات العالمين العربي والإسلامي، وانكشفت حقيقة قيم هذا العالم تجاه حقوق الإنسان خارج دول الغرب، وأصبح مجلس الأمن بانحيازه ضد قضايا العرب والمسلمين وحق الرفض (الفيتو) عوامل مساعدة لكثير من الانتهاكات، بل عوامل لشرعنتها دولياً.
ومن غياب العدالة أو تغييبها استمرار حصار القطاع الخيري الإسلامي وحجبه عن الإسهام في رفع المعاناة عن الشعوب المسلمة، وهذا الواقع يؤكد أن هذا الملف من الملفات الإستراتيجية الغربية الاستباقية التي تعمل على منع النصرة والتراحم والتعاطف بين الشعوب الإسلامية، بل وتكريس أزمة الثقة بين الحكومات والشعوب، وما يترتب على ذلك من إذكاء العداوات والصراعات والكراهية لتتوافق مع صناعة السياق العام للصراع وللأحداث في المنطقة، وهذا المنع للماعون في الوقت ذاته مؤذن بعقوبات وكوارث وفتن وصراعات، بل إن غياب العدالة مما يصنع التطرف والعنف بميلاد جماعات ودول تقفز على العدالة، وسوف تجني دول الغرب لهيب صناعتها للصراع أو تأجيجه في دول العالم الإسلامي، كما سوف تدفع ثمن تغييب العدالة عن الشعوب المسلمة، حيث ستنشط هذه الجماعات داخل دول الغرب بعمليات إرهابية متكررة وكبيرة، كما سوف تُستَهدف الرعايا الغربية في أنحاء العالم، وهي إفرازات طبيعية لإرهاب الدول.
وكل ذلك مؤذن بمخاطر وخيمة على الأمن والسلام الدوليين، ومؤشر لصراع أكثر دموية بين تحالفات دولية وإقليمية.

التاسع: مشروع التفتيت والتقسيم:
------------------------

يعد العمل على تفتيت المفتت من العالم العربي الإسلامي وتقسيم المقسم منه، وعدم الاكتفاء بتقسيم «سايكس بيكو» واعتبار مدتها التاريخية قد انتهت بحق دول العالم العربي والإسلامي من مؤشرات الصراع، ويؤكد مشاريع التفتيت حقيقة الحلم الأمريكي في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير في نسختيه 1993م و2003م الذي فشل أو تأخر عن موعده، وما في ذلك من صناعةٍ لخرائط جديدة لجغرافية المنطقة بأكملها، وهي تقسيمات تعيد الهيمنة الغربية على المنقطة من جديد، وتجهض مشروع سيادة الأمة الإسلامية ونهضتها، إضافةً إلى أن الحروب مما يعزز الاقتصاد العالمي ويحركه، وهو ما يسمى «الحروب الاقتصادية» مع اعتبار أن العالم العربي لا يزال بكراً يحتفظ بالكثير من المعادن والثروات والفرص الاقتصادية.
وعن مشروع هذا التقسيم وحقيقته كتب المستشرق الصهيوني برنارد لويس، بل خطط ودعا إلى إعادة تفتيت بلاد المسلمين على أسس دينية وعرقية ومذهبية، وذلك بإضافة أكثر من ٣٠ كياناً سياسياً جديداً، حتى يقترب عالم الإسلام من ٩٠ كياناً، وذلك «لضمان أمن إسرائيل»[6] وللحيلولة دون نهضة المسلمين ووحدتهم.
والمشروع طُرح على الكونجرس الأمريكي قبل حوالي ٣٠ عاماً وتم إقراره، وبقي التنفيذ في الوقت المناسب، فرؤية برنارد لويس فيها إضعاف للفكرة الموحِّدة لأمة الإسلام أو إجهاض لها، بحسب زعمه، وهي تستند إلى تحويل عنصر التعددية ليكون سبب ضعف لا سبب قوة ومنعة كما هو الحال في الغرب، فالغرب دائماً ما يُصر على أن التعددية مصدر قوة، بينما في الحالة العربية يتم توظيف التعددية لتكون عامل تقويض وتفكيك وذلك خدمة للمشروع الأمريكي والصهيوني[7].
ولويس بهذا المشروع يؤكد - بحسب زعمه - أن مناخ التقسيم مهيأ، فليس هناك مجتمع مدني حقيقي يضمن تماسك الكيان السياسي للدول المعنية، ولا شعور حقيقي بالهوية الوطنية المشتركة أو ولاء للدولة (الأمة)، وفي هذه الحالة تتفكك الدولة[8]. ومن رجع الصدى أو خطوات التنفيذ لمشروع لويس أن مجلة وزارة الدفاع الأمريكية أعادت النشر في يونيو 2003م/ 1423هـ، وفيه تقسيم للخريطة العربية من جديد، ومن ذلك المملكة العربية السعودية إلى ثلاث دويلات أو خمس بطروحات متعددة[9]، ولا يزال يتكرر نشر المشروع الخاص بتقسيم السعودية وغيرها في الصحافة الأمريكية، ومن ذلك ما كشفت عنه الباحثة الأمريكية روبين رايت وما نشرته صحيفة نيويورك تايمز[10] عن تقسيم السعودية، وغير ذلك كثير.
وفي ختام هذه المؤشرات لهذه الرؤية فإن التدخلات الأجنبية والتحالفات الإقليمية والدولية المتتابعة ودعم المتطرفين مثل ما يسمى داعش بصور متعددة من الدعم كل ذلك يعد من إشعال الصراع والحروب، وهو ما قد يكون من مؤشرات قيام حرب عسكريةٍ عالميةٍ ثالثة، لكن مركزها سيكون أرض الإسلام، وخاصةً بلاد الشام وجزيرة العرب حيث الأراضي المقدسة وجدلية الأحقية فيها، وبالتالي فهي حربٌ مُرشَّحةٌ للامتداد إلى دول أوربا بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، بل وإلى غيرها، ويؤكد على هذه الحرب المتوقعة مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير خارجيتها السابق هنري كيسينجر بقوله: «إن ما يجري في الشرق الأوسط والعالم كله، يعد تمهيداً للحرب العالمية الثالثة التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى»، فيما وصفها بأنها ستكون حرب شديدة القسوة، كما يضيف في مقابلةٍ أخرى: «إذا كنت لا تسمع طبول الحرب فإن في أذنيك صمم»[11].
النتائج واللوازم بين المعطيات والمؤشرات:
يعد الصراع العسكري الدموي الكبير الذي يلوح في الأفق تسارعه واتساعه في بلاد الإسلام والمسلمين بحسب المؤشرات السابقة في هذه الرؤية مؤشراً لصراعات أوسع، حيث الظروف الراهنة في قلب العالم الإسلامي تتشابه إلى حدٍ كبير مع ظروف الحرب العالمية الأولى والثانية من حيث حجم النزاعات الدولية على النفوذ والهيمنة وتداخلها وتشابكها.
وما سبق توصيفه من مؤشرات تعد - بحسب سنن التاريخ ومعطيات السياسة - مقدمات كبيرة لصراعٍ أكبر سيكون له نتائج أخطر - والله أعلم -، حيث تتشكل التحالفات الإقليمية والدولية العدائية بتسارع خطير، وتتقاطع المصالح بين أهداف دول الأعداء الخاصة بكل دولة، والأهداف المشتركة فيما بين بعض هذه الدول.
وبرغم أن هذا الصراع ظاهر بأرض الشام، وربما تكون هذه الصراعات مقدمات ملاحم الشام الموعودة، والجهاد الموعود ضد اليهود في فلسطين، ووحدة الأمة من جديد، لاسيما أن هذه الأحداث - كما يبدو - بمؤشراتها تعكس مرحلة بداية واضحة على مستوى العالم الإسلامي بأجمعه في التمييز بين الصفوف على مستوى الشعوب، بل على مستوى الحكومات والدول، باختلافٍ في هذا التمييز، وتتجه الأحداث بحسب ظاهرها إلى أن يكون العالم الإسلامي فسطاطين: باطل واضح، وحق أو قريب منه.
وأخطر من هذا الواقع غياب الشعور بالخطر لدى الدول المستهدَفة بالعدوان، من حيث افتقاد هذه الدول للهدف الإستراتيجي والتخطيط المستقبلي، وبالتالي غياب المشروع مقابل مشاريع عملاقة معادية منفردة ومشتركة تستهدف السعودية وبعض دول الخليج وتركيا وبلاد الشام وفلسطين!
لذا، فإن لهذه الرؤية بمعطياتها ومؤشراتها لوازم عملية، فقد تكون الحاجة المستقبلية ماسةٌ عند بعض الدول الإسلامية وخاصةً تركيا والسعودية وبعض دول الخليج إلى تحالف سني دائم وكبير بحكم فرض هذا الصراع على المسلمين، ومن لوازم هذا التحالف صناعة مشروع إستراتيجي إسلامي سني عملي منفرد لكل دولة، ومشترك بين دول التحالف، وبتحالفات سنية أوسع تكون من دول العالم الإسلامي وحركاته الإسلامية، مستفيداً هذا التحالف من بعض العلاقات الإقليمية والدولية لمواجهة هذا العدوان الغربي بوجهه الصهيوني والروسي والإيراني، وربما يكون مع أقطاب هذا التحالف مصر بعد تحررها من الحكم العسكري المتأزم، كما أن من لوازم هذا التحالف والمشروع أن تكون أجنحته الحركات الجهادية في الساحات الشامية والفلسطينية والعراقية.
ومن لوازم هذا الواقع توعية الشعوب بخطورة هذا الصراع العقدي، بل وتربيتها على العقيدة الصحيحة المقاوِمة لهذا التحالف الغادر بحق الإسلام والمسلمين، فالتحالف السني السياسي بدون العقيدة على مستوى الدول المستهدَفة بالمشروع الإيراني كالسلاح بلا ذخيرة، فنجاح هذا المشروع سيكون بقدر ارتباطه بالجانب الأيديولوجي العقدي كلحمة دينية لمواجهة المشروع الأيديولوجي من الخصوم، وبقدر التزامه بالمصداقية في ذلك تكون النتائج، فالمناورة بالمشروع السني أو جماعاته وأقلياته أو بعقيدة الأمة ودينها يعد من الفشل الباكر له، ويتطلب هذا المشروع السني تبني الدول الإسلامية المعنية للجماعات الإسلامية الصادقة واستيعابها في داخل هذه الدول ومن خارجها، وتعد هذه ورقة رابحة تحتاجها جميع هذه الدول وعلى رأسها السعودية، والأوراق الرابحة كثيرة وكبيرة لهذه الدول - إن هي صدقت مع الله ثم مع نفسها وشعوبها - في مواجهتها للمشروع الإيراني الصهيوني الصليبي لإحباط مخطط الصراع والحروب والدمار والتفتيت.

ومن متطلبات هذا المشروع ما سوف تدعو الحاجة إليه من إعداد القوة بكل معانيها، ومنها تبني الجهاد ودعمه، وتجييش الأمة له، وقد يكون خيار الجهاد هو الخيار المنقذ ولا خيار غيره - كما سيأتي -، بل قد تكون الحاجة أو الاستعانة بكل أطياف الجهاد المعتدل منها وغير المعتدل نتيجة الأحداث الجِسام والنوازل العظام، فالصراع الإيراني على العالم السني الذي أطل برأسه بما لا يدع فرصةً للتأخر يستدعي مواجهة هذا المشروع بالمشروع، كما سبق.
وفي حال تقصير الحكومات المعنية بإعداد مشروع التصدي للأطماع الأجنبية لاسيما مع تسارع الأحداث، فإن الشعوب بعلمائها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها مسؤولة عن المبادرة بإعداد هذا المشروع والعمل به حمايةً للأمة الإسلامية ومقدساتها من الأخطار المحدقة بها من كل صوب، وهو مشروع قوامه تعزيز الدعوة الشرعية بكل الوسائل، وتقوية هوية الأمة بعقيدتها، مع أهمية التوعية السياسية بالأحداث، وتكوين اللجان والجمعيات الخيرية المتخصصة بالطوارئ والأزمات وبوسائل جديدة تتجاوز بها التحديات، وتنظيم كل ما يتعلق بالجهاد المشروع، فإيران لم تواجه خصومها بجيوشها فحسب في داخلها أو في العراق وسوريا ولبنان واليمن بقدر ما هو بتجييش الحشود الأهلية والشعبية وتعبئتها أيديولوجياً وعسكرياً، والمقام هنا هو عن أهمية المشروع من حيث فكرته ومسؤوليته، وليس عن تفاصيله وصياغته.
إن معظم معطيات الصراع ومؤشراته تكشف الأهداف العدائية تجاه الإسلام ذاته حينما أصبح رقماً مهماً في المعادلة الدولية، وحينما انكشف أعداء الإسلام والمسلمين بأنهم يهدفون للحيلولة دون نجاح مشروع نهضة المسلمين فإن هذا مما يستنهض همم المسلمين وغيرتهم، كما أن المآلات بحسب الأحداث التاريخية تؤكد أن الغزاة الأجانب لم ينتصروا على الحق عبر التاريخ لاسيما في أرض ليست لهم، وبحسب السنن الكونية والقوانين التاريخية فإن هذا الانتصار بانتشار الإسلام وامتداده في كل مكان سوف يتبعه انتصار كبير لأتباعه من المسلمين حينما يكون الصدق مع الله ودينه، لاسيما أن المكر الكُبار لأعداء الإسلام اتضح بأنه مع الإسلام ذاته، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، {اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].
ولا شك أن العالم الإسلامي أصبح يعيش مرحلة توصف بتكالب الغرب والشرق عليه وبحروب عسكرية وفكرية (أيديولوجية) غير مسبوقة، يصدق فيها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن تكالب الأمم: «يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! وما الوهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ»[12]، وإضافةً إلى هذا التكالب في صناعة الصراع فقد وجد الغرب بغيته وتناغم معه الشرق في دعم دور ال**** الإيراني، وهو ما يُحقق الأجندات المعلنة والخفية في تحقيق كثيرٍ من الأهداف الغربية أو كلها، وكل ذلك مما يُذكي حالات الصراع القائمة في الشام والعراق بشكلٍ خاص، وصناعة الحروب العالمية الشاملة بأوسع من ذلك، والتي أصبحت كأنها حقيقة مستقبلية ثابتة.

-------------------------------------------
[1] انظر: جريدة الشرق الأوسط، العدد 12168، بتاريخ 28 ربيـع الثاني 1433هـ (22 مارس 2012م): http://goo.gl/D9nDsq.
[2] انظر: جريدة السفير، بتاريخ 10 أكتوبر 2015م: http://assafir.com/Article/449709
[3] انظر: أحمد موفق زيدان، مقال بعنوان: «الشام التي وحدت الغرب والشرق عليها»، صحيفة العرب، الرابط التالي:
http://t.co/Clj9Jxi22d
[4] انظر: عن المنافسة الصينية في البنك الآسيوي الجديد، الروابط التالية:
http://www.alarab.co.uk/m/?id=48715
http://goo.gl/54dBE1
http://goo.gl/8Tqad8
[5] انظر: موقع ترك برس، بتاريخ 16 سبتمبر 2015م، على الرابط التالي:
http://www.turkpress.co/node/12643صلى الله عليه وسلم.Vfnomq-4WJ0.whatsapp
[6] انظر: وليد بن عبد الله الهويريني، عصر الإسلاميين الجدد، الأحساء، 1434ﻫ، ص30، نقلاً عن: محمد عمارة، خطط التفتيت لعالم الإسلام.
[7] انظر: المرجع السابق، ص29، نقلاً عن: صحيفة الاقتصادية بتاريخ 6/4/1432ﻫ.
[8] يلاحظ أن العملاء من الليبراليين والعلمانيين مهدوا وقاموا بصناعة الأرضية الخصبة للتقسيم تحت مسمى التعددية الفكرية في الوطن السعودي مثلاً وأنها حقيقة، متجاهلين أن الأقليات ليست تعددية فكرية، ولا تتطلب تغيير مفهوم الوحدة الوطنية والمواطنة القائمة على الوحدة الفكرية.
[9] انظر: وليد بن عبد الله الهويريني، عصر الإسلاميين الجدد، ص27-28.
[10] انظر: مقال نيويورك تايمز على الرابط التالي:
http://cutt.us/TuSz
[11] انظر: موقع المناطق، بتاريخ 8 أكتوبر 2015م، على الرابط التالي: http://almnatiq.net/136347/?mobile=1 ، نقلاً عن: صحيفة ديلي سكيب اليومية المحلية في نيويورك، وانظر: صحيفة ديلي سكيب، بتاريخ: 27/11/2011م، الرابط التالي:
http://goo.gl/OQR63F
[12] رواه أبو داود في سننه، باب تداعى الأمم على الإسلام، حديث رقم (4297).


-------------------------------
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للصراع, المستفبلية, الرؤية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الرؤية المستفبلية للصراع (1 ـ 2)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرؤية أم الحساب ؟ ! الخلاف شر عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 06-13-2015 06:13 AM
الرؤية القرآنية للعالم عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 04-04-2015 08:35 AM
الأصول السياسية المعاصرة من خلال الرؤية الصهيونية عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-08-2014 09:16 AM
تأملات في غياب الرؤية الناضجة عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 03-15-2012 07:51 AM
الإعصار المالي/2008 و الرؤية الإسلامية للحل Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 01-10-2012 01:10 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59