#1  
قديم 08-07-2013, 04:37 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة بيان علماء المسلمين بشأن دعوات فض اعتصامات مصر بالقوة


بيان علماء المسلمين بشأن دعوات فض اعتصامات مصر بالقوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_3235.jpg

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حكماء مصر وعقلاءها ومفكريها وسياسيها الحكماء من جميع الأطياف الذين يضعون مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات للاجتماع فورا وبذل كل الجهود لإخراج مصر من هذه المحنة والفتنة، والضغط على جميع الأطراف للوصول إلى حل مشرف.
وبين الاتحاد أن مبادرته مع مبادرة عدد من العلماء والمفكرين الذي أعلن عنها أ. د. محمد سليم العوا صالحتان لتكون أرضية مشتركة للحل. فالمطلوب أولا أن يفرج عن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ويعود رئيسا، ثم توضع خارطة الطريق باتفاق الجميع لمستقبل مصر.
كما حذر الاتحاد كل من تسوّل له نفسه بأنه يمكن القضاء على المظاهرات السلمية والعادلة بالقوة، مشيرا إلى أن هذه التهديدات والقتل واستعمال القوة ستكون وقودا لمزيد من المظاهرات والتضحيات، فلن تحلّ المشكلة بالقوة أبدا، وإنما تحلّ بالعقل والحكمة والاستجابة لمطالبهم المشروعة، والحوار والمصالحة العادلة.
وفي رسالة خاصة إلى الدول الغربية- طالب الاتحاد هذه الدول بدعم الشرعية بالكامل، وترك الازدواجية في المعايير مع الإسلاميين، مشيرا إلى أنه لو استمر الغرب في دعم الانقلاب وسلب الشرعية من الإسلاميين المعتدلين لأدى ذلك إلى تقوية مشروع العنف الذي يتبناه المتشددون، وحينئذ سيؤدى ذلك إلى تدمير المنطقة والحروب الأهلية ولن تسلم منها المصالح الغربية في الداخل والخارج.
وفيما يلي النص الكامل للبيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
تابــع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسته وأمانته العامة، وأعضائه وقاعدته العريضة، من العلماء والحكماء، ما يحدث في مصر العظيمة من إراقة دماء الأبرياء المتكررة، التي بلغت مئات من الشهداء، وآلافاً من الجرحى، ثم ما نسمعه بين حين وآخر من تصريحات خطيرة، تحمل أحكاما مسبقة مخالفة للشريعة والقانون في العالم، مثل تصريح وزير الداخلية الذي وصف المعارضين بالمارقين والخارجين، وتصريح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بأنهم خونة مارقون، ثم ما يصاحب هذا المشهد من حملات إعلامية مكثفة، من القنوات المصرية الرسمية وأتباعها، تحمل كراهية شديدة ضد فئات من الإسلاميين لهم وزنهم في المجتمع، حيث فازوا بالأكثرية في الانتخابات، ولازالت لهم قوتهم الكبيرة بدليل الاحتشاد لعدة مليونيات في جميع محافظات مصر، على الرغم من التهديدات المتواصلة، بل مع وقوع الإصابات المتكررة يوميا، حيث صبروا على الجوع والعطش، وشظف العيش والتهديد والقتل.
فكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بالتهديد والتخويف والدعوة لحصارهم بالدبابات، ورشهم بالغازات، إلخ.. أليس هؤلاء مواطنين مصريين؟!! أليسوا بشرا؟!! لقد سقطت كل الأقنعة عن هؤلاء الليبراليين والقوميين، الذين كانوا يتشدقون بالديمقراطية أمام كل تصرف يقوم به الرئيس المصري المنتخب الدكتور مرسى طوال عام، وهم يتمترسون بالديمقراطية وحق التظاهر، وحرمة الاعتداء عليه حتى ولو كان غير قانوني، فإذا بهم قلبوا رأس المجن، وسقطوا في ازدواجية وكراهية لم يشهد التاريخ مثلها.
فالوضع الداخلي مثير ومحتقن ومسدود للغاية، وصب الزيت على نار الكراهية من قبل الإعلاميين على أشده، والخارج بين ثلاثة مواقف، موقف مؤيد وممول للانقلاب، وبالتالي فليس في مصلحته العودة إلى الشرعية، ولذلك يبذل كل جهوده لإنجاح الانقلاب ولو على حساب الفتنة والحرب الداخلية، بل حتى ولو ذهبت قوة مصر، وموقف ثاني يؤيد عودة الشرعية، ولكنه موقف قلة من الدول على رأسها تركيا، والاتحاد الأفريقي إلى الآن، ومع الأسف الشديد ليس لهم تأثير كبير على مصر، والموقف الأخير هو موقف التردد المنتظر للنتائج.
وقد جربت الأمة الإسلامية خلال تاريخها الطويل أن الدول الغربية أو حتى الشرقية (غير الإسلامية)، ولاسيما الدول الكبرى– لا تبحث إلا عن مصالحها الإستراتيجية التي تقوم مع الأسف الشديد على إضعاف قوة العرب والمسلمين، وعلى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وقوته في صراعه مع العرب والمسلمين، ولذلك يكون من الطبيعي السعي لتحقيق هذه الإستراتيجية من خلال عدم بقاء قوة عسكرية تستطيع مواجهة قوة هذا الكيان الغاصب، ولاسيما وجيش العراق القوي قد صفي تماما، وجيش سوريا في طريقه إلى التصفية، وقد ضعف الجيش الجزائري تماما بعد الحرب الأهلية، ولم يبق في ساحة المواجهة إلا جيش مصر الذي بداله أن يضعف بأي وسيلة، كما أن التاريخ يشهد على أن الحضارة لم تبن ولا تبنى إلا بالحرية والديمقراطية، وان الكبت والاستبداد والدكتاتورية كانت دائما اكبر عقبة للتقدم والإبداع والحضارة، لذلك يجب أن لا تتاح هذه الفرصة لشعب مصر العظيم، شعب الحضارات على مر سبعة آلاف سنة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن من تابع القنوات الفضائية المصرية، وتصريحات بعض السياسيين، الذين تلوثوا فعلا بلوثة الكراهية والحقد والإقصاء، ولاسيما ما ظهر منها في إحدى القنوات من فرض العلمانية على مصر، وإبعاد التيارات الدينية كلها، ولو سالت الدماء، لوصل إلى أن الهجمات الشرسة موجهة في حقيقتها ومآلاتها إلى الإسلام نفسه، لإبعاده عن الحياة، ولعزله عنها، وحصره في دائرة دينية بمشيخة قابلة بكل شيء.
وأمام هذه الأوضاع الخطيرة في مصر العظيمة والعزيزة، يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد ما يلي:
1- يدعو الاتحاد حكماء مصر وعقلاءها ومفكريها وسياسيها الحكماء من جميع الأطياف الذين يضعون مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات للاجتماع فورا وبذل كل الجهود لإخراج مصر من هذه المحنة والفتنة، والضغط على جميع الأطراف للوصول إلى حل مشرف.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى أن مبادرته مع مبادرة عدد من العلماء والمفكرين الذي أعلن عنها أ. د. محمد سليم العوا صالحتان لتكون أرضية مشتركة للحل. فالمطلوب أولا أن يفرج عن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ويعود رئيسا، ثم توضع خارطة الطريق باتفاق الجميع لمستقبل مصر.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شكل لجنة من الحكماء على رأسهم فخامة الرئيس السوداني السابق المشير سوار الذهب ومن الأمين العام للاتحاد وعدد من كبار الشخصيات المخلصة المحبة لمصر، وهذه اللجنة على أتم الاستعداد للمساهمة في أي عمل يناط بها في سبيل تحقيق الحل المشرف.
2 – يحذر الاتحاد كل من تسوّل نفسه بأنه يمكن القضاء على المظاهرات السلمية والعادلة بالقوة، ويحذره من أن هذه التهديدات والقتل واستعمال القوة تكون وقودا لمزيد من المظاهرات والتضحيات، فلن تحلّ المشكلة بالقوة أبدا، وإنما تحلّ بالعقل والحكمة والاستجابة لمطالبهم المشروعة، والحوار والمصالحة العادلة.
3 – يدعو الاتحاد جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة لبذل المساعي الحميدة الجادة لحل هذه المشكلة وفق القوانين السائدة في العالم المتحضر، فكم وقفت الدول المتحضرة بجانب الرئيس المنتخب الذي عزل بانقلاب حتى أعيد إلى منصبه، ثم أجريت الانتخابات.
إن الاعتماد في عزل الرئيس المنتخب أو تغيير الحكومة على المظاهرات أمر لا يتفق مع قواعد الديمقراطية في اعتمادها على صناديق الاقتراع حتى ولو كانت المظاهرات كبيرة، مع أن التقارير المحايدة، ومنها تقرير الجزيرة الأخير قد أثبتت أن مظاهرات 30/6 في حدود أربعة ملايين .
4- إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوجه رسالة خاصة إلى الدول الغربية يطالبها فيها بدعم الشرعية بالكامل، وترك الازدواجية في المعايير مع الإسلاميين، الذين لدى معظمهم شعوراً بأن الغرب يضحي بالديمقراطية في سبيل عدم وصول الإسلاميين حتى ولو كانوا معتدلين – كما حدث في الجزائر، ولو استمر الغرب في هذه المرة أيضا في دعم الانقلاب وسلب الشرعية من الإسلاميين المعتدلين لأدى ذلك إلى تقوية مشروع العنف الذي يتبناه المتشددون، وحينئذ عم العنف والتشدد عالمنا الإسلامي، وسيؤدى ذلك إلى تدمير المنطقة والحروب الأهلية ولن تسلم منها المصالح الغربية في الداخل والخارج.
إن نجاح الإسلاميين بالانتخابات في ظل الربيع العربي أعاد الكثير من أصحاب الفكر المتشدد إلى القبول بالاعتماد على الصناديق الانتخابية، وأدى ذلك إلى ضعف مشروع العنف والقاعدة، ولو حصل إقصاء الإسلاميين بالانقلاب المدعوم من الغرب أو أتباعه لينقلب الأمر ويزداد العنف والتطرف، فالعنف لا يولد إلا عنفاً، واليائس والمظلوم يفعل كل شيء في سبيل الثأر والانتقام.
5- يناشد الاتحاد جيش مصر العظيم أن يعود إلى مهماته الأساسية، وان يترك السياسة لأهلها وأن يعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي بإعادة الشرعية، كما يناشد الاتحاد وزارة الداخلية أن تكون وسيلة لتحقيق الأمن للجميع، وليس لقتل أو تهديد فئة لحساب فئة أخرى.
فليتقوا الله جميعاً في الدماء والأعراض والأموال فقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وقال تعالى: (وَمَن يَقتُل مُؤمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [سورة النساء -93]، والأحاديث في خطورة القتل وإراقة الدماء، وإثارة الفتنة تجعل من يسمع لها يقشعر جلده، وتدمع عينه، فهناك القبر والقيامة، ولنستفد من التاريخ، تاريخ الفراعنة والطغاة قديما وحديثا، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [سورة الفجر6-14].
6- يدعو الاتحاد جميع المسلمين في العالم في هذه الليالي المباركات، ليالي القدر إلى القنوت والدعاء أن يحفظ الله مصر من الفتن، ويعيد إليها الشرعية والأمن والحرية والأمن والاستقرار.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
{التأصيل للدراسات}
ـــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مصر, المسلمين, اعتصامات, بالقوة, بيان, بشأن, دعوات, عملاء


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع بيان علماء المسلمين بشأن دعوات فض اعتصامات مصر بالقوة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيان علماء المسلمين بشأن أحداث ليبيا الأخيرة عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-24-2014 09:11 AM
بيان اتحاد علماء المسلمين بشأن مسلمي إفريقيا الوسطى عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-16-2014 08:59 AM
بيان اتحاد علماء المسلمين بشأن قضية كشمير عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-12-2014 09:05 AM
بيان اتحاد علماء المسلمين بشأن حظر الإسلام بأنغولا عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-27-2013 09:31 AM
بيان علماء المسلمين بشأن دعوة السيسي أنصاره بالاحتشاد في الميادين عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-26-2013 04:28 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59