حول "ملتقى تدبر" في موسمه الثالث

"ملتقى , منزله , الثالث , تدبر"

حول "ملتقى تدبر" في موسمه الثالث
ـــــــــــــــــــ

(محمد الشاعر)
ــــــــ

28 / 6 / 1438 هــ
27 / 3 / 2017 م
ــــــــــــ







لا شك أن تذكير المسلمين بضرورة تدبر القرآن الكريم من الأهمية بمكان , كما أن نشر الوعي في المجتمعات الإسلامية بأولوية التركيز على هذا الجانب "التدبر والتفكر" لا يجادل فيه اثنان , فمن المعلوم أن فهم مراد الله تعالى من كلامه وتدبر ما فيه من بيان وإعجاز ومن ثم العمل بمقتضاه هو المقصود الأعظم من نزول القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين .







وإذا كانت الحاجة اليوم ملحة وماسة لإحياء هذه الفريضة الغائبة في حياة المسلمين , من خلال خطب الجمعة ودروس المساجد والمحاضرات و.... , فإن تخصيص لقاء خاص لهذه الغاية العظيمة , وتفريغ عدة أيام للحديث عن هذا الموضوع الهام , وجمع فئات مجتمعية عدة للاستماع والاستفادة من خبرة علماء ومختصين في مجال تدبر القرآن .....قد يساهم بشكل أكبر في نشر وشيوع هذه العبادة التي غفل عنها الكثير من المسلمين والمسلمات .







ضمن هذا السياق يأتي الإعلان عن انطلاق فعاليات "ملتقى تدبر" النسائي الثالث , والذي يقيمه كل عام معهد تدبر لمعلمات القرآن الكريم التابع لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض (مكنون) , الذي كانت نشأته في عام 1433هجري /2012م .







يمكن التعريف بالملتقى بأنه : ملتقى علمي يجمع المهتمات بتدبر القرآن الكريم والدراسات القرآنية ومشرفات ومعلمات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ؛ للاستزادة من مواضيع مختارة تخدم آليات وطرق التدبر الصحيح للقرآن الكريم ، تختص بالمناهج والبرامج النظرية التأصيلية والتطبيقية العملية التي تعين على دراسة وتطبيق شعيرة التدبر ونشرها في المجتمع وفي مدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم ، وذلك من خلال جلسات علمية وأوراق عمل ودورات تدريبية مصاحبة للملتقى .







أن يكون "ملتقى تدبر" نسائي هو في الحقيقة ميزة فريدة تلفت الانتباه , فمن البدهي أن تعليم المرأة وتوعيتها بأهمية تدبر كتاب الله تعالى , سينعكس إيجابيا بلا شك على أولادها وبيتها وأسرتها من حولها , وهو ما يعني بناء جيل قرآني بامتياز .







الشعار الذي رفعه الملتقى كعنوان لموسمه الثالث هو : "تدبر القرآن إيمان وامتثال" , ويهدف بشكل عام لنشر التدبر في المجتمع , وربط التدبر بواقع حياة المسلمين , بعد دراسة واقعية قام بها الملتقى أكدت الحاجة إلى نشر هذه العبادة في الأوساط النسائية .







الموسم الحالي للملتقى سبقه موسمان لاقا استحسان الحضور , الأول منهما كان بعنوان "التدبر بين التأصيل والممارسة" , والثاني حمل عنوان "التدبر بين التطبيق والمدارسة" .





وفيما يتعلق بموسم هذا العام من ملتقى "تدبر" النسائي فإنه يستهدف الأوساط النسائية بمختلف طبقاتها من القيادات والأمهات والفتيات , ومعلمات القرآن المشرفات على حلقات تحفيظ القرآن الكريم , طالبات العلم , والعاملات في المدارس النسائية والفرق التطوعية المهتمات بتدبر القرآن وربطه بواقع المجتمع .







يصاحب الملتقى الذي تم تحديد موعد انطلاق فعالياته في ظ¢ظ§ جمادى الآخرة ظ،ظ¤ظ£ظ¨هـ - ظ¢ظ¦ مارس 2017م أسبوع كامل من الدورات التدريبية في مواضيع نوعية , ويقوم على تقديم هذه الدورات أكاديميون وأكاديميات ومختصون في تدبر القرآن الكريم والدراسات القرآنية منهم : د . أسماء الرويشد المشرفة العامة على مركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية ومعهد تدبر لمعلمات القرآن الكريم , و أ . د . رقية المحارب أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والمشرفة العامة على معهد النجاح .







من أهم الأهداف التي يسعى الملتقى في موسمه الثالث لتحقيقها :

إحياء شعيرة التدبر ونشره في الأوساط النسائية عبر مواسم الملتقى وفعالياته وأنشطته .
استهداف شرائح معينة من المجتمع ونشر التدبر في أوساطها .
نشر الهدف الصحيح من التدبر وضوابطه .
التعرف على مناهج التدبر الصحيحة .
تبادل الخبرات العلمية في التدبر بين خريجات المعهد وطالباته والمهتمات بالتدبر في الجهات المختلفة .
تقديم منهجية علمية لإحياء التدبر وإشاعة برامجه في المعاهد والحلقات والمدارس النسائية .
نشر التدبر في المجتمع عبر طرح مواضيع تهم كافة شرائح المجتمع وتربطهم بكتاب الله الكريم , وذلك باستقطاب كفاءات علمية و أكاديمية ودعوية في تدبر القرآن والدراسات القرآنية والسنة وعلومها والمهتمين بتدبر القرآن للمشاركة في أوراق عمل وندوات ودورات نوعية .




إن تحقيق مثل هذه الأهداف نسبيا هو ما يضفي على الملتقى عموما وموسمه الثالث على وجه الخصوص مزيدا من الأهمية , فمن المعلوم أن هناك بون شاسع وفرق كبير بين إقبال الأمة بجميع فئاتها ومستوياتها على تلاوة كتاب الله تعالى وحفظه , وبين فهم معانيه وتدبر مبانيه , فبينما يحظى حفظ الألفاظ وتلاوة الكلمات على اهتمام واسع عبر جمعيات وحلقات التحفيظ المنتشرة في شتى بقاع الأرض , لا يلحظ المتابع اهتماما مماثلا ولا حتى مقاربا لمسألة فهم وتدبر آيات الذكر الحكيم .







ولتقليص هذا البون والفرق بين الاهتمام بتحفظ القرآن والتقصير الشديد بتدبره ....لا بد من دعم أي خطوة تسعى لنشر عبادة التدبر في المجتمع , وتشجيع أي مبادرة تحاول ربط المسلمين بكتاب ربهم ربطا قائما على فهم وتدبر صحيح لمعانيه يفضي إلى عمل بأوامره و انتهاء عن زواجره ونواهيه .




ـــــــــــــــــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات