تفاصيل مقتل 10 آلاف معتقل في سورية

آلاف , معتقل , مقتل , تفاصيل , سورية

تفاصيل مقتل 10 آلاف معتقل في سجون الأسد*
ـــــــــــــــــــــــ

5 / 10 / 1435 هــ
1 / 8 / 2014 م
ــــــــــــــ




مستخدمًا اسمًا مستعارًا، جلسَ المصوّر السابق لدى جيش بشار الأسد، في قاعة اجتماعات لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مرتديًا قميصًا أزرق وقلنسوة، هامسًا بتصريحاته عبر مترجم، ومحاطًا بكل من: ديفيد كراين، أستاذ القانون بجامعة سيراكيوز في ولاية نيويورك، شريف بسيوني، الأستاذ الفخري في القانون بجامعة دي بول في ولاية الينويز، فريدريك هوف، زميل مركز رفيق الحريري لشؤون الشرق الأوسط.

وجلس “سيزار” وهو مغطى الوجه، معرفًا نفسه بأنه كان قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 مجرد مصور في جيش النظام السوري، قبل أن تتطور مهمته عقب الثورة ويتحول إلى مصور لجثث المعارضين السوريين المعتقلين في سجون النظام.

وخوفًا على سلامة سيزار وعائلته، لم يسمح لوسائل الإعلام أن تعرف شيئًا عن “سيزار” سوى هذا الاسم، كما سمح بتصويره من ظهره دون إظهار وجهه الذي تم إخفاؤه بقناع حتّى لا يظهر لأحد بما في ذلك نواب البرلمان الأمريكي.

وخلال شهادته أمام اللجنة التي يترّأسها “إدوراد رويس”، قال سيزار إنه عمل مع زميل آخر له على تصوير جثث المعارضين في سجون النظام ومن ثمّ خزّنها في حاسب آلي سري ومحميّ بشكل دقيق، وأنه كان يقوم بتسريب هذه الصور إلى المعارضة السورية بشكل بطيء وتدريجي منذ عام 2011.

مضيفًا: “كانت جثث القتلى تؤخذ إلى مستشفى عسكري تابع للنظام السوري”، مشيرًا إلى أنه عند بدء عمله بتصوير الجثث وتوثيقها “كان هناك عددٌ قليل من الجثث حوالي 5-10 في اليوم، إلّا أن العدد سرعان ما بدأ بالتزايد ليصل إلى 50-60 جثة يوميًّا”، متابعًا: “لقد رأيت فظائع كثيرة، أناسًا ماتوا من الجوع حتى صارت جثثهم تبدو كهياكل عظمية. والجثث كانت معلمة بارقام تسلسلية ملصقة على أجساد الضحايا”.

وخاطب المصور السوري النواب الأمريكيين وغيرهم ممن يهمهم أمر المعتقلين في سجون بشار قائلًا: “الصور التي ترونها هي لأكثر من 10 آلاف ضحية، ماتوا ولا أحد يستطيع إرجاعهم إلى الحياة، ولكن لا زال هنالك أكثرمن 100 ألف ممّن يقبعون في سجون الأسد ويمكنكم إنقاذهم”.

وتعليقًا على شهادة سيزار، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إدوارد رويس: “وحشية الاسد، كما نعلم، تعتمد على القوة العسكرية وغيرها من أشكال الدعم التي تزودها بها روسيا وإيران وحزب الله”، مشيرًا إلى أنّ “سوريا ليست تحديًا إنسانيًّا فقط ولكنه استراتيجيّ كذلك؛ لأن الأسد قد سحب المنطقة بأكملها نحو الفوضى”.

واستعرضت خلال الجلسة بعض الصور التي سربها سيزار، ومنها ما أظهر صورًا لجثث نساء ورجال وشيوخ وأطفال تم تعذيبهم حتى الموت، بعضهم قد تمّ اقتلاع عينيه وآخرين يظهر عليهم علامات حروق، وبعضها قد تمّ تجويعها حتى بات قفصها الصدري بائنًا للعيان. مع العلم أن عدد الضحايا الذين تم تصوريرهم يقدر بـ 10 آلاف ضحية، تمّ تسليمها إلى الأمم المتحدة ومكتب التحقيقات الاتحادية أف بي آي.

وحسب وكالة الأناضول، خلصت لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية إلى توصيات منها أن تقوم حكومة الولايات المتحدة بـ “حث الحكومة السورية والمجموعات الأخرى المشتركة في الحرب بوقف فوري لإطلاق النار والاشتراك في مفاوضات لحقن الدماء، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب في الحكومة السورية أو الجماعات المتورطة في الحرب الأهلية للتحقيق والمحاكمة، واستخدام صوت الولايات المتحدة في دعم تشكيل محكمة جرائم الحرب السورية المختصة، وأن تقوم الولايات المتحدة بجمع معلومات تساعد المحكمة المختصة بجرائم الحرب السورية لمحاكمة أي شخص متورط في جرائم الحرب المرتكبة في الحرب”.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*{التقرير}
ــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات