استقالة الحريري..وماذا بعد؟

الحريري..وماذا , استقالة , بعد؟

استقالة الحريري..وماذا بعد؟
ـــــــــــــ


(خالد مصطفى)
ـــــــ

19 / 2 / 1439 هـــ
8 / 11 / 2017 م
ـــــــــــــ




جاءت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه لتعيد إلى الواجهة الأزمة السياسية المتفاقمة في لبنان والتي ظن البعض أنها هدأت بعد الاتفاق على تنصيب رئيس جديد للبلاد عقب فترة فراغ أكثر من سنتين..



ورغم اعتبار عدد من المحللين الاستقالة مفاجئة إلا أن المتابع لتطورات الأوضاع في لبنان يرى أن الحريري تأخر كثيرا في اتخاذ القرار حيث يصر "حزب الله" على حكم البلاد من الباطن حتى يضمن الحماية من العقوبات المفروضة عليه..



إن "حزب الله" يستغل الأطراف السياسية المختلفة في لبنان لكي يمرر من خلالها مخططاته ومخططات إيران دون أن يتحمل المسؤولية المباشرة فهو يعلم جيدا أنه لو انفرد بحكم لبنان بفعل القوة التي يملكها ستنهار البلاد على رأسه بعد أشهر قليلة بفعل الحصار التي ستفرضه عليها معظم دول المنطقة والدول الكبرى بسبب عملياته الإرهابية لذا فهو يسعى دائما لكي يضع أطرافا أخرى في الواجهة لها علاقات جيدة مع الخارج لكي يتمكن بواسطتها من تحسين صورته وتمرير ما يريد دون أن يتعرض لتحمل مسؤولية جرائمه...



ومن هنا كانت موافقته على تولي سعد الحريري لرئاسة الوزراء بعد صفقة تمكن من خلالها من وضع الجنرال ميشال عون الموالي له في منصب الرئيس رغم رفض الأطراف المناوئة لـ "حزب الله" لهذا الخيار لأكثر من سنتين..



الحريري بعد فترة قصيرة شعر أنه ليس الحاكم الفعلي وأن الاجهزة المعنية في الدولة وعلى رأسها الجيش خاضعة لـ "حزب الله" وهو ما ظهر جليا في معركة جرود عرسال الأخيرة حيث كان "حزب الله" هو المخطط والمدبر والمنفذ وكان الجيش مجرد أداة ولم يتمكن الحريري من معرفة حقيقة ما يجري إلا بعد انتهاء المعركة...



الحريري قدم تنازلات كثيرة لـ "حزب الله" لكي يلم شمل الفرقاء السياسيين ولكن هذه التنازلات وسعت من تمدد "حزب الله" والموالين له في المواقع الهامة في الدولة...



لقد أراد الحريري باستقالته التي بدت مفاجئة للبنانيين أن يقلب المائدة على "حزب الله" لكي يتراجع خطوات للخلف ويخفف من جموحه ويفضحه أمام العالم ويؤكد أنه هو المتحكم الفعلي في إدارة البلاد وهي حقيقة واقعية ينبغي التعامل معها وكشفها أمام العالم وأمام اللبنانيين, ولكن هل الحريري وفريقه السياسي يستطيعون الاستمرار في ذلك للنهاية وإجبار "حزب الله" على التراجع للمسافة التي تخولهم نزع خطورته وسلاحه ؟! ..



الرهان الذي يجب أن يسلكه خصوم "حزب الله" هو على الشعب اللبناني الذي يجب أن يعلم جيدا أن سلاح "حزب الله" هو أكبر خطر يواجهه وأن هذا السلاح لم يعد موجها للخارج إلا بقدر ما يخدم أهداف إيران وأن استمرار هذا الوضع يعني انهيار الدولة اللبنانية أو تحولها لدولة شيعية تابعة لطهران, وبالتالي ينبغي أن يكون نزع سلاح "حزب الله" على رأس الأولويات في أي مفاوضات قادمة أوعليه أن يتولى زمام الأمر بنفسه ويدير الدولة بشكل مباشر ويتحمل تبعات ذلك أمام الشعب وأمام العالم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات