#1  
قديم 11-15-2012, 07:24 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,407
افتراضي القبائل الصومالية : الأصل، البناء ، والوظيفة




د. محمد أحمد شيخ على
رئيس تحرير مجلة الراصد
الخرطوم-السودان

بالرغم من اتفاق جل الباحثين في الشأن الصومالي بالأصل المشترك للقبائل الصومالية إلا أن آراءهم تعددت بين قائل بأصل عربي، وقائل بأصل إفريقي، وقائل بأصل أفروعربي، وانطلاقاً من هذه الأراء تهدف هذه الورقة إلى مناقشة الأطروحات الثلاثة حول أصل القبائل الصومالية وما تفرع منها من تفصيلات وذلك بغية التوفيق والتوصل إلى رأي وسط يعطي الاعتبار لكافة الأسس التي ارتكزت عليها أراء الباحثين في الموضوع. كما أن الورقة تستعرض بنية القبيلة الصومالية، واختلافاتها الهيكلية بناء على النمط الاقتصادي السائد في المناطق المختلفة، سواء كان رعياً أو زراعة ، بالإضافة إلى الوظيفة التي تقوم بها القبيلة وسط المجتمع الصومالي التقليدي.

ظهور كلمة " الصومال " وأصلها .
يذكر كل من سعدية توفال، وإنريكو شيرولي: أن أول إشارة لكلمة الصومال وردت في أنشودة حبشية تخلد انتصارات النجاشي إسحاق، ملك الحبشة (1414-1429) على مملكة افات، إحدى الممالك الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي التي سقطت بأيدي الأحباش عام 1415م (1) ، وعقب ذلك ترددت كلمة الصومال كثيراً في كتاب فتوح الحبشة للمؤرخ اليمني عرب فقيه (2) الذي عاصر أحداث الحروب الإسلامية المسيحية في المنطقة في القرن السادس عشر الميلادي.
أما أصل كلمة الصومال فإن الباحثين اختلفوا حول تحديد معناها، وهناك على الأقل ثمانية آراء مختلفة : فالرأي الأول يرى أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمة حبشية ثم تحريفها وهي (سوماهة) ومعناها الكفار أو غير المتحضرين (3) ، وهي تسمية أطلقها الأحباش على الصوماليين إبّان غزوات الإمام أحمد بن إبراهيم (غري) على بلادهم. ويرى الرأي الثاني أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمتين صوماليتين هما (سمى) Samey وتعني يد الرمح و (له) Leh وتعني ذو أو صاحب، وجمع الكلمتين يكوّن معنىً جديداً وهو صاحب الرمح، والرمح هو السلاح السائد وسط المجتمع الصومالي التقليدي (4). ويرى الرأي الثالث أن كلمة الصومال مكونة من (حرف) وهو (سو) Soo ، وهو من الحروف المساندة للفعل وخاصة فعل الأمر، و (فعل) وهو مال maal ، ومعناها احلب (الناقة أو البقرة ) (1). ويرى الرأي الرابع أن كلمة الصومال مأخوذة من وادي الصومال في اليمن حيث هاجر منها الجد الأكبر للصوماليين (2). ويرى الرأي الخامس أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمة سمل العربية (فقأ) التي كان يلقب بها زعيم قبلي صومالي سمل عين أخيه (3). ويرى الرأي السادس أن كلمة الصومال مأخوذة من اسم لمدينة أو جزيرة قديمة كانت في منطقة شمال شرق الصومال والتي كانت تسمى سمالي Samaale (4). ويرى الرأي السابع أن كلمة الصومال مأخوذة من الكلمة العربية (ذومال) التي كان يلقب بها الجد الأكبر للقبائل الصومالية، وبعد مرور الزمن تم تحريف كلمة (ذومال) إلى (صومال ) (5). ويرى الرأي الثامن أن كلمة الصومال مأخوذة من اسم الجد الأكبر لبعض القبائل الصومالية الذي كان يسمى سمالي "Samaale" (6). ومن الواضح أن هذه الآراء اعتمدت أغلبها على التفسيرات اللغوية والتأويلات اللفظية التي غالباً ما يلجأ إليها الناس لمعرفة ما أشكل عليهم من معاني الكلمات، كما أنه من الممكن القول بأن هذه التفسيرات لم تستند إلى أدلة تاريخية يمكن الاعتماد عليها ولم ترتكز على أسس علمية منطقية يمكن قبولها، وفي الغالب فإن مصدر هذه الآراء هو الروايات الشفهية المتداولة وسط الصوماليين أو خيال الباحثين الذين حاولوا تحديد المعنى الأصلي لهذه الكلمة .
وإذا أمعنا النظر في هذه الآراء نجد أنها تدور حول أربعة محاور رئيسة؛ فالمحور الأول يشير إلى وجود عداوة تقليدية دينية متأصلة بين الصوماليين والأحباش المسيحيين، وأن الأحباش هم الذين وصفوا الصوماليين بأنهم كفار أو غير متحضرين، وأن هذه الكلمة مستمدة من هذا الوصف الذي أطلق على المجتمع الصومالي أيام الإمام أحمد بن إبراهيم، ومما يضعف هذا المحور هو أن كلمة الصومال كانت معروفة قبل زمن الإمام أحمد، وذلك حسب ما يراه عبد المنعم عبد الحليم (7)، كما أن للكلمة وقع طيب في نفوس الصوماليين يعتزون ويفتخرون بها، ولو كانت تحمل في طياتها معنى يمس بالشخصية الصومالية أو كرامتها أو معتقداتها ما كان من المقبول لديهم أن تكون الكلمة اسماً لهم .
أما المحور الثاني فإنه يشير إلى بعض الآلات الحربية المستخدمة لدى المجتمع الصومالي التقليدي ( الرمح ) وملازمة الصومالي لهذا السلاح بحيث من الصعوبة أن تراه وهو مجرد منه، كما أن هذا المحور يشير إلى الغذاء الرئيسي لدى القبائل الصومالية الرعوية (الحليب) وضيافتهم الكريمة حيث يقدمون الحليب إلى ضيوفهم، ومما يضعف هذا المحور هو أن الرمح وحده لم يكن السلاح الوحيد المستخدم لدى المجتمع الصومالي بل إن هناك الخناجر، والسيوف، والسهام، كما أن كلمة سمى Samay" " غير شائعة وسط المجتمع الصومالي ولذلك نجد أن الصوماليين يستخدمون كلمة أخرى أكثر منها شهرة وأوسع منها انتشاراً وهي كلمة (ورن) "Waran" التي تعني الرمح ويطلق على المقاتل الصومالي (ورنلي) Waranle"" أي صاحب الرمح وذلك دون بقية الشرائح الأخرى من المجتمع، ويقابل كلمة (ورنلي) كلمة (وداد) Wadaad التي تعني عالم أو رجل دين (1).
وفي الجانب الآخر فإن اللبن وإن كان الغذاء الرئيسي للمجتمع الرعوي الصومالي فإن تكريمهم لضيف عزيز عليهم وخاصة إذا كان من خارج محيطهم فضلاً عن خارج البلاد لا يكون بتقديم اللبن فحسب بل إنهم يذبحون له خروفاً أو عجلاً أو بعيراً حسب مقدرة المضيف وحسب مكانة الضيف، وفي أغلب الأوقات – ما لم تكن كل الأوقات – لا يصدر المضيف أوامره إلى شخص آخر لإحضار ما يكرم به ضيفه، بل إنه يقوم بنفسه احضار الضيافة مما ينفى استخدام المضيف كلمة " احلب " عند مجيء الضيوف، وحتى إذا افترضنا استخدام هذه الكلمة في تلك اللحظة فان هنالك كلمة أخرى أشهر منها، وأنسب منها استخداما وأوسع منها انتشاراً وسط الرعاة وهى كلمة (سولس) "Soolis" أي (احلب) ولذلك فإن هذه الكلمة كانت أولى أن تطلق على المجتمع الصومالي إذا كانت كلمة الصومال مستمدة من الكلمة الصومالية التي تقابل كلمة " احلب "، وهناك سؤال يفرض نفسه في هذا الصدد وهو من أطلق هذين الاسمين (سماله : صاحب الرمح ) و (سومال : احلب ) على المجتمع الصومالي؟ هل هم الذين أطلقوه على أنفسهم أم أنه أطلق عليهم من قبل الزوار من الأجناس الأخرى كما يقول عبد الرزاق حسين حسن عند تبريره أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمة (سومال : احلب) حيث يقول :
( ... فإن الأجانب والمهاجرين الذين يرتادون هذه المنطقة أطلقوا عليهم هذا الاسم لأنهم كانوا يسمعون عنها كثيراً من الرعاة ) (1) .
يستبعد الباحث أن يطلق الصوماليون هذين الاسمين على أنفسهم لأن حمل الرماح ، وشرب الألبان أو تقديمها إلى الضيوف أمور طبيعية لديهم ولدى القوميات الرعوية المجاورة لها وغير ملفتة لأنظارهم حتى يطلقوها على أنفسهم، أما إذا أطلق الزوار - هذين الإسمين - على المجتمع الصومالي فإن أصحاب هذا الرأي لم يذكروا من الذي أطلقه، ومتى أطلق، والسبب وراء اختيار كلمتين غير شائعتين وسط المجتمع الصومالي.
أما المحور الثالث فإنه يشير إلى وجود منطقتين تسميان الصومال (وادي الصومال في اليمن، ومدينة " سمالي " في شمال شرق الصومال ) والرابط بين المدينتين هو أن المنطقة الأولى هي – وفقاً لأصحاب هذا الرأي – المنطقة التي هاجر منها أسلاف الصوماليين (2)، أما المنطقة الثانية فهي من أقدم المناطق التي استوطنها الصوماليون عقب هجرتهم إلى منطقة القرن الإفريقي (3)، ومما يضعف هذا المحور هو أن أغلب القبائل الصومالية التي استوطنت في منطقة شمال شرق الصومال قبائل رعوية قلما تستقر في مكان واحد ولذلك كان انتماؤها إلى أجدادها أقوى من انتمائها إلى أماكن إقامتها التي تتغير بصورة مستمرة ولذلك نجد أن أسماء أسلاف القبائل الصومالية الرعوية كلها أسماء أشخاص وليس فيها اسم واحد يدل على أنه مستمد من مكان إقامتهم، وهذا بخلاف القبائل الزراعية الصومالية كما سيأتي توضيحه وهذا لا يمنع من إطلاق مجموعة من القبائل والعشائر القاطنة في منطقة معينة على إسم منطقتهم مثل " ريربري " Reer Bari أي أهل الشرق، و " رير وقويئ " Reer Waqooyi أي أهل الشمال و " رير غلبيد " Reer Galbeed أي " أهل الغرب " ، و " رير كوفور" Reer Koofur أي " أهل الجنوب " لكنه بمجرد انتقالهم من المنطقة فإن الاسم يزول عنهم حيث يطلق عليهم اسم المنطقة الجديدة التي انتقلوا إليها.
أما المحور الرابع فإنه يشير إلى وجود شخص يحمل الاسم المشتق من كلمة الصومال (سمل ، أو سمالي ، أو ذومال ) دون ذكر ما إذا كان صاحب الإسم شخص واحد أو عدة أشخاص كما يشير إلى أن هذا الشخص (أو الأشخاص) هو الجد الأكبر لبعض القبائل الصومالية(1) الأمر الذي يفتح باب الاجتهاد في تحديد ما إذا كان صاحب الإسم شخص واحد أو عدة أشخاص إذ إنه من الممكن أن يكون سمالي صاحب ثروة كبيرة (ذومال) وأنه سمل عين أخيه، كما أنه من الممكن أن يكون كل من ( ذو مال ، وسمل ) من أولاد وأحفاد سمالي، ومن الممكن أيضاً أنهم ثلاثة أشخاص تفرعت عنهم القبائل الصومالية الحالية، غير أنه إذا نظرنا إلى الروايات الشفهية الصومالية، وشجرة الأنساب المتداولة لديهم لا نجد إسم (سمل) ولا (ذومال) بينما نجد أن هنالك سلفاً من أسلاف بعض القبائل الصومالية يسمى بـ(سمالي)وهو السلف الذي تنتمي إليه قبائل هوية، ودر، وحوادلي، ودبري، وغالجعل، وغري، لكنه مما تجدر الإشارة إليه هو أن الباحثين اختلفوا اسم والد هذا السلف، وتاريخه، ودينه، وما إذا كان من السكان الأصليين في منطقة القرن الإفريقي أو من المهاجرين العرب حيث يرى عبد القادر صلاد طوري أن سمالي عاش في الفترة التي سبقت الإسلام وأنه من السكان الأصليين في منطقة القرن الإفريقي (2)، ويوافقه على النقطة الأخيرة محمد إبراهيم محمد غير أنه يختلف معه في النقطة الأولى حيث يرى محمد أن الفترة التي عاش فيها سمالي كانت عقب انتشار الإسلام في منطقة القرن الإفريقي وأن سمالي كان مسلماً (3)، ويذكر محمد وكذلك منصور أن والد سمالي كان يسمى " هيل" (4) ، بينما يرى أحمد عبد الله ريراش أن والد سمالي كان يسمى محمد عبد الرحمن حميلي، وأنه كان شيخاً عربياً هاجر من اليمن لغرض نشر الإسلام في منطقة القرن الإفريقي (5). وهنالك رأي ثالث يقول إن والد سمالي كان يسمى عثمان بن محمد وأنه كان من ضمن جيوش المسلمين الذين وصلوا إلى سواحل شرق إفريقيا إبان خلافة عبد الملك بن مروان (6)، وعلى الرغم من هذه الاختلافات التي تلقي بظلال كثيفة من الشكوك على حقيقة هذا السلف فإن كثيراً من الباحثين في الدراسات الصومالية أمثال لويس، لايتن، سمتر، منصور، محمد، وآخرون يصنفون القبائل الصومالية إلى سب (ديجل ومرفلي) ، وسمالي (بقية القبائل الصومالية وخاصة القبائل الرعوية ) (7)، ويظهر من تقسيمهم هذا أنه تمّ على أساس الحرفة والجهة التي تقيمها هذه القبائل واللهجة التي تتحدث بها، وليس على أساس الانتماء إلى سلف مشترك، فقبائل السب قبائل زراعية رعوية تقطن جنوب نهر شبيلي، وتتحدث بلهجة " ماي "'Maay' ، أما قبائل سمالي فهي قبائل رعوية وتقطن - غالبيتها - شمال نهر شبيلي، وتتحدث بلهجة محا Maxaa"" .
وكما سبقت الإشارة فإذا كانت مدينةً في شمال شرق الصومال تسمى سمالي، وأن بعض القبائل الرعوية (هوية – در ) التي كانت تقطن في السابق في تلك المنطقة تنتمي إلى سلف يسمى سمالي. وأن كلاً من شيخ دارود إسماعيل (مؤسس قبيلة دارود)، وشيخ إسحاق (مؤسس قبيلة إسحاق ) تصاهرا مع قبيلة در (فرع من سمالي ) وأن هذه المجموعات القبلية (در ، دارود ، هوية ، إسحاق ) كانت تخوض حروباً دينية وسياسية مع المسيحيين الأحباش يمكن القول بأن اسم " الصومال " مستمد من اسم سمالي الذي تطور من اسم لمدينة أو قبيلة معينة إلى اسم يشمل تحالف القبائل الرعوية المسلمة في شمال الصومال (شمال نهر شبيلي ) ثم انداح تدريجياً إلى بقية أنحاء الصومال، ولعل هجرات القبائل الرعوية الشمالية إلى الجنوب ساهمت في انتشار اسم سمالي على القبائل الجنوبية الأخرى.
أصل القبائل الصومالية
انقسم الكتاب والباحثون في الدراسات الصومالية تحديد أصل القبائل الصومالية إلى مجموعتين؛ ترى المجموعة الأولى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الحاميين الشرقيين(1) مثلها مثل القوميات الأخرى القاطنة معها في منطقة القرن الإفريقي؛ الغالا، والدناكل، والساهو، والبجة، واعتمدت هذه المجموعة عامل السمات الجسمانية (2) حيث أن هنالك شبهاً كبيراً إن لم يكن تماثلاً كاملاً بين الصوماليين وهذه القوميات، كما اعتمدت هذه المجموعة أيضاً عامل اللغة، حيث إن اللغة الصومالية تنتمي إلى عائلة اللغات الكوشية أو الحامية (الآفرو آسيوية ) (3) غير أن هذه المجموعة اختلفت في مدى الأثر العربي (السامي) ن هذههذذذذ هذ ههه على القبائل الصومالية، فبينما يرى إي أم لويس أنه من الصعب اعتبار الصوماليين شريحة أكثر عروبة عن بقية العناصر الحامية الشرقية مثل الغالا (1) فإن سعدية توفال يشير إلى وجود نظرية تقول إن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى قبائل الغالا (حاميون) الذين تحولوا إلى السامية عقب اعتناقهم الإسلام وتأثرهم بالقبائل العربية المهاجرة إلى القرن الإفريقي الذين تصاهروا مع القبائل الأصلية في المنطقة (2)، ويساند هذه النظرية علي أحمد الذي يرى أن الدناكل (العفر) والصوماليين حاميون اختلطوا بالعرب المهاجرين من شبه الجزيرة العربية (3).
ومن جهة أخرى فإن هذه المجموعة اختلفت على تحديد الموطن الأصلي للصوماليين حيث يرى أي إم لويس أن الموطن الأصلي للصوماليين هو السواحل الشمالية الشرقية في جمهورية الصومال الحالية وأن هجرة الصوماليين إلى بقية المناطق الصومالية انطلقت من هذه المنطقة (4) .
ويخالف هيربرت س. لويس Herbert S. Lewis رأى أي أم لويس، ويرى أن الموطن الأصلي للصوماليين هو المنطقة الواقعة ما بين جنوب إثيوبيا وشمالي كينيا التي هي الموطن الأصلي للمجموعات الحامية الشرقية(5)، ومن ضمن هذه المجموعة التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الحاميين الشرقيين باحث يزعم أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى مجموعة " ريويين " (رحنوين) باعتبارها أول مجموعة صومالية استقلت عن المجموعة الكوشية (الحامية) قبل ألفي سنة، وأن الموطن الأصلي للقبائل الصومالية هو منطقة ما بين النهرين (جنوب وسط الصومال) ويعتمد صاحب هذا الرأي الصلة القريبة بين لهجة "ماي" Maay من لهجات اللغة الصومالية التي تتحدث بها مجموعة رحنوين وبين اللغات الكوشية الأخرى مقارنة مع لهجة محا " "Maxaaالتي تتحدث بها مجموعة سمالي، وحسب رأي هذا الباحث فإن مجموعة هوية هي أول من استقل عن مجموعة رحنوين حوالي عام 500م، ومن مجموعة هوية تفرعت قبائل دارود، در، وإسحاق، ثم هاجرت إلى الأجزاء الشمالية والشرقية من الصومال بعد أن ضاق عليهم المسكن في منطقة ما بين النهرين(1)، غير أن هذا الرأي مازال في طور التشكل ويحتاج إلى بلورة أكثر وتدقيق أكبر .
أما المجموعة الثانية ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الهجرات العربية في منطقة القرن الإفريقي(2)، ويعتمد أصحاب هذا الرأي عامل الهجرة إذ إنهم يرون أن السكان الأصليين في الصومال اندمجوا وذابوا مع العنصر العربي الذي هاجر إلى منطقة القرن الإفريقي، ومن هذا الاندماج نتج العنصر الصومالي الذي يغلب عليه الدم العربي نتيجة لكثرة الهجرات العربية وكثافتها ونزوح السكان الأصليين من الحاميين والزنوج إلى دواخل القرن الإفريقي (3) .
وتشكك هذه المجموعة رأي هربرت س. لويس القائل إن الموطن الأصلي للصوماليين كان في المنطقة ما بين جنوب إثيوبيا وشمال كينيا، ويطرحون سؤالاً حول السبب الذي حمل الصوماليين أن ينزحوا من بيئة خصبة إلى بيئة قاحلة، ومن حياة زراعية مستقرة إلى حياة رعوية شاقة(4).
غير أن هذه المجموعة اختلفت بدورها حول تحديد فترة الهجرة، والقبائل والأشخاص الذين هاجروا إلى منطقة القرن الإفريقي والتي تفرعت عنها القبائل الصومالية الحالية، يرى ممدوح حقي أن هجرة القبائل العربية إلى منطقة القرن الإفريقي كانت بعد الجفاف الذي ضرب الجزيرة العربية وهي فترة لا تتجاوز بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف سنة (5)، ويرى محمد عبد الغني سعودي أن هذه الهجرة حدثت خلال القرون العشرة الأخيرة(6)، ومن الممكن جمع هذين الرأيين إذا اعتبرنا أن الهجرة بدأت في وقت مبكر من فجر التاريخ واستمرت حتى دخول الإسلام في الصومال والقرون التالية له وهذا ما يؤكده حسن مكي محمد أحمد الذي يقول:
" تاريخ الصومال هو تاريخ التفاعل المستمر بين إفريقيا وبين الجزيرة العربية إذ كانت الصومال هي الأسبق في استقبال الإسلام ومن المرجح أن هذا يعود إلى العلاقات الصومالية القديمة ببلاد العرب وبحكم وجود جاليات عربية على ساحل الصومال منذ انهيار سد المأرب سنة 120م وما تلا ذلك "(1).

وفيما يتعلق بالقبائل والأشخاص العربية التي هاجرت إلى القرن الإفريقي يقول عبد الرحمن النجار أن من أشهر من هاجر إلى الحبشة ونشر فيها الإسلام بنو عقيل بن أبي طالب(2)وأهمية هذا الرأي هو أن أغلب القبائل الصومالية تنتمي إلى عقيل بن أبي طالب كما سيأتي توضيحه في الصفحات القادمة، ويذكر عبد المنعم عبد الحليم رواية نقلها عن مخطوط يمني قديم بأن الصوماليين ينتمون إلى أشراف قريش وأن جدهم الأكبر هاجر من وادي الصومال في اليمن(3)، ويشير شوقي عطا الله إلى أن أصل الصومال يرجع إلى زعيم قبيلة عربية شريفة هاجرت من شبه الجزيرة العربية واستقرت بهذه البلاد واندمجت مع السكان الأصليين (4)، وذلك دون ذكر من هو هذا الزعيم، ومن هي القبيلة الشريفة.
ومن ضمن هذه المجموعة التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى القبائل العربية المهاجرة إلى القرن الإفريقي باحث يدّعى أن اللغة الصومالية جزء من اللغة العربية القديمة (5) ليثبت من خلال ذلك الأصل العربي للقبائل الصومالية.
ومع أن المجموعة الثانية التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى القبائل العربية المهاجرة تجد دعماً ومساندة من الروايات الشفهية الصومالية وشجرة الأنساب المتداولة بينهم والتي تتمسك بنسبها العربي إلا أن الأدلة والحجج التي تعتمد عليها - هذه المجموعة - تبدوا ضعيفة، فعامل الهجرة الذي اعتمدت عليه هذه المجموعة - وهو أقوى دليل لديها - هو عامل تعترف به وتوافقه عليها المجموعة الأولى التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى المجموعات الحامية غير أن الخلاف بين المجموعتين يدور حول غلبة العنصر العربي المهاجر على العنصر المحلي أو عكسه، وهو أمر من الصعوبة بمكان الجزم به نظراً لبعد الفترة الزمنية التي حدثت فيها الهجرة، وما نتج عنها من اندماج المجموعتين حتى وصل إلى درجة الانصهار الكامل مما يحول دون التمييز بين من ينتمي إلى أصل عربي أو إلى أصل حامي .
أما معارضة المجموعة الثانية بالرأي القائل إن الموطن الأصلي للصوماليين هو جنوب إثيوبيا معللين ذلك بالعوامل الاقتصادية والبيئية، فإن كلاً من ديفيد د. لايتن وسعيد شيخ سمتر من المجموعة الأولى يشيران إلى أن المجموعات الحامية وخاصة مجموعة " الغالا" كانت تمتهن حرفة الرعي (1) وبالتالي فإنها حرفة قديمة في المنطقة، وانطلاقاً من هذا فإن الصوماليين كانوا رعاة منذ البداية أو أنهم تحولوا إليها في وقت مبكر من حياتهم، وهنالك عادات وتقاليد كثيرة مستمدة من حرفة الرعي والتي يشارك الصوماليون فيها مع جيرانهم الغالا(2). ويذكر عبد القادر كوسو أن المنطقتين الشمالية والشرقية التي هاجرت إليها القبائل الصومالية عقب انفصالهم من المجموعات الكوشية (الحامية) قبل ألفي سنة كانت منطقة خصبة تتوافر فيها الأمطار(3)، مما ينفي الشبهة القائلة كيف يهاجر الصوماليون من منطقة خصبة إلى منطقة قاحلة ومن حياة زراعية مستقرة إلى حياة رعوية شاقة .
أما ادعاء ممدوح حقي بان اللغة الصومالية هي جزء من اللغة العربية فإن إثباتها أو نفيها يقتضي استعراض أقواله وأدلته حتى يتأكد لنا مدى مطابقتها لواقع اللغة الصومالية وآراء الباحثين في هذا المجال، يقول ممدوح حقي:
" إن مما لاشك فيه أن اللغة العربية قديمة جداً قدم تاريخ الإنسان العربي على وجه الجزيرة وكانت لغة واحدة يتفاهم بها الناس وعددهم محدود قليل ثم تطورت وتفرعت مع تزايدهم ... وشكلت عدداً من اللهجات مازالت تتباعد قليلاً قليلاً مع الزمن حتى أصبحت كل منها لغة قائمة بذاتها كاللغة الصومالية الحالية ... ) (4)
وقد أجرى هذا الكاتب مقارنة بين اللغة الصومالية واللغة العربية لإثبات رأيه، فقارن بين ضمائر اللغة الصومالية واللغة العربية ووجد أن ضميري المتكلم والمخاطب بين اللغتين يتشابهان، أما بقية الضمائر فبينهما بون شاسع، ثم جاء بكلمات قال إنها كلمات صومالية من أصل عربي مثل (ضعيف، ورمضان، وظهر، وقلم، ومعلم ) (5) لكنه من الواضح أن هذه الكلمات كلمات عربية دخلت اللغة الصومالية عن طريق الاقتراض نظراً للعلاقات الثقافية والدينية والتجارية التي تربط الشعب الصومالي بالشعب العربي، ثم استطرد الباحث في مقارنته بين اللغتين فجاء ببعض الجمل العربية التي يستخدمها الصوماليون كما هي مثل : " المؤمن هين لين "، " وشفاعة النبي حق "، " وسعر السوق غال في هذه الأيام " (1). وكما يبدو أن كافة الأمثلة التي استدل بها ممدوح حقي من العربية الفصحى المستخدمة في الوقت الحاضر وليست من العربية القديمة التي ادعى أن اللغة الصومالية جزء منها.
وأجرى الباحث أيضاً مقارنة بين أعداد اللغة الصومالية واللغة العربية وظهر له الخلاف الكبير بينهما، ومن هنا قام بتبرير هذا الخلاف قائلاً: "... هاجرت اللغة الصومالية عن أصولها (العربية) منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وعاشرت لغات زنجية غريبة عنها "(2) ، ويتضح من هنا أن الباحث قد فشل في إثبات رأيه بصورة علمية .
وفي الجانب الآخر فإن كلاً من محمد السيد غلاب، وتغريد السيد عنبر، وعبد الرزاق حسين حسن يخالفون ممدوح حقي فيما ذهب إليه من أن اللغة الصومالية جزء من اللغة العربية، يقول محمد السيد غلاب.
" تسود القرن الإفريقي وحدة ثقافية عامة .. وتعبر اللغات واللهجات السائدة عن هذه الوحدة فهي جميعاً تنتمي إلى الأصول الحامية السامية .. والتي يطلق عليها علماء اللغات تعبير لغات الآفرو الآسيوية أو اللغات الكوشية " (3)
وتقول تغريد السيد عنبر " إن اللغة الصومالية لغة كوشية من الأسرة الآفرو الآسيوية "(4) وتجدر الإشارة إلى أن تغريد أجرت دراستين حول اللغة الصومالية، تتعلق الدراسة الأولى بالنظام الصوتي للغة الصومالية حيث قامت بتحليل 3350 (ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسين) مفردة قاموسية تمثل المفردات الأساسية وشبه الأساسية والتي تغطي كافة المجالات الدلالية المستخدمة في البيئة الصومالية (5)، أما الدراسة الثانية فإنها تتعلق بظاهرة الاقتراض من اللغة العربية في الصومالية، وكانت المادة التي تناولتها الدراسة تتكون من حوالي خمسة آلاف كلمة ترددت فيها 930 (تسعمائة وثلاثة) كلمة من أصل عربي، وتوصلت هذه الدراسة أن نسبة الدوران للكلمات العربية تمثل حوالي 18.1% من مجموعة الكلمات التي استخدمتها الدراسة (6) ، أما عبد الرزاق حسين حسن الذي أجرى دراسة حول تأثير اللغة العربية على اللغة الصومالية أشار إلي أن هناك تأثيراً كبيراً للغة العربية في اللغة الصومالية ولم يذكر أن اللغة الصومالية جزء من اللغة العربية (1)، وكل ما تقدم رد على ادعاء ممدوح حقي بأن اللغة الصومالية جزء من اللغة العربية .
ونستخلص مما سبق أن المجتمع الصومالي نتاج للتفاعلات والمصاهرات التي تمت بين المهاجرين العرب والمجموعات الحامية القاطنة في منطقة القرن الإفريقي قبل الهجرات العربية وبالتالي فإن الشعب الصومالي يحمل نسبة معينة من خصائص كل من الجنسين العربي والحامي سواء كان ذلك في الملامح الجسمية أو الثقافية أو العادات والتقاليد، كما أن الدين الإسلامي أدى درواً كبيراً في تعميق انتماء القبائل الصومالية إلى العروبة وليس ذلك حباً وتبركاً للأصل الذي ينتمي إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فحسب كما يراه محمد حاج مختار (2) بل إن دفاعهم عن العقيدة الإسلامية التي تجمعهم مع إخوانهم العرب، ووقوفهم في ثغرة من الثغور الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي، وحاجاتهم إلى الدعم المادي والمعنوي لإخوانهم في العقيدة والثقافة عززت هذا الانتماء .
ويؤكد أحمد شلبي الذي يرى أن أصول القبائل الصومالية يرجع إلى العنصر الحامي وجود نسبة كبيرة من الاختلاط بين العنصر العربي المهاجر والعنصر الحامي الأصلي حيث يقول:
( ... وفدت إلى بلاد الصومال كذلك قبائل غالا من قلب إفريقيا ولكن التزاوج بين هذه القبائل والقبائل العربية خلق مزيجاً جديداً مع الدم المصري والدم العربي حقيقة أصل السكان بهذه البلاد (3).

وفي مكان آخر يشير أحمد شلبي إلى أن أهل الصومال اختلطوا مع العرب منذ أكثر من ألف سنة وأن صورهم وقسماتهم لا تختلف عن العرب اختلافاً كثيراً(4). وهذا ما يؤكده أيضاً محمد عبد الغني سعودي وهو من المناصرين لعروبة القبائل الصومالية إذ يقول:
(... فالصوماليون أنثرويولوجياً حاميون، ولكنهم دخلتهم كثير من الدماء العربية ) (5).

وظاهرة اختلاط الأنساب بين القبائل والشعوب قديمة وليس شيئاً قاصراً على مجتمع دون آخر، يقول عبد الرحمن بن خلدون مشيراً إلى جذور ظاهرة اختلاط الأنساب:

" اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها فيدعي بنسب هؤلاء ... ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيختفي على الأكثر، ومازالت الأنساب تسقط من الشعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم"(1).

ينقسم المجتمع الصومالي إلى عدد من القبائل المختلفة في الحجم والتأثير في المسار السياسي في الصومال، فبعض القبائل كبيرة ومؤثرة وبعضها صغير وتأثيرها محدود، وتندرج أغلب القبائل الصومالية، وفقاً للروايات الشفهية وآراء أغلب الكتاب والباحثين أمثال لويس، ولايتن ، وسمتر، ومحمد ، ومنصور ، وعبد الرحمن تحت مجموعتين كبيرتين وهما مجموعة سب " Sab "ومجموعة سمالي " Samaale" (2) وهذا بخلاف التقسيم الثلاثي لـ " إنريكو شيرولي " :
1- أجي (در ، ودارود ، إسحاق ) 2- وهوية ، 3- وسب (3) ، وعيب هذا التقسيم هو أن كلاً من أجي وهوية ينتميان إلى مجموعة واحدة وهي مجموعة سمالي .
تنقسم مجموعة " السب " إلى ديجل ومرفله، وكل فرع منها ينقسم إلى قبائل فرعية، فقبيلة ديجل يتفرع عنها سبعة قبائل وتنقسم قبيلة مرفله إلى مجموعة سقال " أي تسعة " ومجموعة سييد " ثمانية " وفي الغالب يخلط الباحثون مجموعة " السب " هذه بمجموعة أخرى تحمل مثل هذا الاسم وتمارس الأنشطة والأعمال التي يراها المجتمع الصومالي التقليدي دنيئة ومحتقرة كصناعة الأحذية، ودباغة الجلود، والحياكة، والحدادة، والصيد، ولهذا فإن المجتمع الصومالي ينظر إلى هذه المجموعة بنظرة دونية لا يتزوجون منهم ولا يزوجون لهم وذلك بخلاف مجموعة " السب " التي سبقت الإشارة إليها والتي تعتمد في حياتها على الزراعة البحتة أو بجانب الرعي. ومع أن المجتمع الصومالي الرعوي يرى مهنة الزراعة دنيئة ويتكبرون على أصحابها إلا أنهم لا يطعنون في نسبهم ويتصاهرون معهم .
ومجموعة سمالي تتفرع عنها تسعة فروع أهمها قبيلتا هوية ، ودر ، كما أن قبيلتي دارود وإسحاق ينتميان إلى هذه المجموعة من جهة الأم والاعتقاد السائد لدى القبائل الصومالية هو أن سب وسمالي أخوان وأن والدهم يسمى هيل (Hiil) وهو من ذرية عقيل بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم (1). أما قبيلة دارود فإن شجرة النسب المتداولة لديها توصل نسبها إلى عقيل بن أبي طالب، وتعتقد أن جدها الأكبر عبد الرحمن بن إسماعيل الجبرتي " دارود " هاجر من اليمن في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي، أما قبيلة إسحاق في إحدى الروايات، (هنالك رواية أخرى تقول بأن قبيلة إسحاق فرع من قبيلة در )، فإنها من سلالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه غير أن هنالك عدداً من الباحثين الصوماليين أمثال محمد، ومنصور، وعبد القادر صلاة طوري، وغير الصوماليين أمثال لويس، شيرولي، توفال، وحسن مكي الذين يشككون في صحة ادعاء القبائل الصومالية إلى أصول عربية ، بجملة من الاعتبارات من بينها :
1- لم يأت تكوين الأمة الصومالية نتيجة لحدث تاريخي آحادي كهجرة شخص أو شخصين إلى منطقة القرن الإفريقي وتكاثره أوتكاثرهما إلى بطون وأفخاذ وعشائر وقبائل، وإنما هو نتيجة للتفاعلات التي تمت بين المهاجرين العرب والعناصر المحلية في المنطقة (2).
2- اقتصر انتساب القبائل الصومالية إلى قبيلة قريش دون غيرها من القبائل العربية علماً بأن الهجرة العربية إلى منطقة القرن الإفريقي شملت قبائل عربية جاءت من أماكن مختلفة مثل الإحساء، والبحرين، وعمان، وحضرموت، واليمن، ومن المؤكد أن هؤلاء المهاجرين تصاهروا مع السكان المحليين غير أنه لا توجد قبيلة صومالية واحدة تنتمي إلى هذه القبائل العربية مما يدل على أن الانتماء إلى قبيلة قريش ذو طابع ديني (3) .
3- ليس هناك تشابه بين أسماء اسلاف الصوماليين الذين تربطهم بقبيلة قريش والأسماء العربية في صدر الإسلام بينما يوجد تشابه بين أسماء أسلاف الصوماليين والأسماء العربية في القرون الوسطى، مما يوحي بأن هذه الأسماء مختلقة (1).
4- يوجد لدى بعض القبائل أكثر من سلسلة نسب ترد إلى قبيلة قريش بينما كان من المفترض وجود سلسلة واحدة لاستحالة تعدد سلسلة النسب بعد الجد المشترك للقبيلة (2). وتجدر الإشارة إلى أن القبائل الصومالية تتفاخر بالنقاء العرقي مثلها مثل المجتمعات القبلية في أنحاء العالم، وقد خلق هذا التفاخر نوعاً من التنافس بين القبائل الصومالية إلى الانتساب إلى القبائل العربية وخاصة قبيلة قريش التي ينتمي إليها الرسول صلى الله عليه وسلم إذ في نظرهم لا يوجد على وجه الأرض قبيلة أعلى منها مرتبة وشرفاً .
وبجانب هذه المجموعات القبلية الكبيرة فهنالك مجموعات صغيرة من القبائل الصومالية التي لا تنتمي إلى مجموعتي سب وسمالي، وبعض الأقليات العربية، والفارسية، والهندية، والباكستانية، في المدن الساحلية في جنوب الصومال إضافة إلى قبائل البانتو التي تسكن على ضفاف نهري شبيلي وجوبا(3).

بنية القبائل الصومالية
تتكون مجموعة سمالي من أربعة قبائل كبيرة : إسحاق ، دارود ، در ، هوية ؛ وتسكن هذه القبائل المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، والجنوبية الغربية من جمهورية الصومال، والغالبية العظمى منها رعاة، ويتحدثون بلهجة محا" Maxaa"، وكل قبيلة منها تنقسم إلى عشائر وبطون وأفخاذ، ونظراً لكبر حجم القبيلة وانتشار أعضائها في مساحات واسعة فإنها لم تكن تمثل وحدة سياسية واقتصادية متماسكة، ولذلك فإن مجموعة دفع الدية "Diya Paying Group" والتي هي عبارة عن ما بين أربعة إلى ستة أجيال من الأقرباء المنتمين إلى جد مشترك في داخل القبيلة والتي يتراوح عدد أفرادها ما ببن بضعة مئات إلى بضعة آلاف هي التي تمثل الوحدة السياسية الرئيسية داخل كل قبيلة. ويتضامن أعضاء مجموعة دفع الدية – كما يفهم من اسمهم – في دفع مال الدية الواجبة على أحد أعضائها في حالة قتله أو جرحه شخصاً من خارج مجموعته كما أنها تستلم وتتقاسم فيما بينها أموال الدية المستحقة لها من جراء قتل أو جرح عضو منها من قبل شخص خارج المجموعة، وتوفر مجموعة الدية لأعضائها الحماية والأمن وتقدم لهم المساعدات المادية والمعنوية التي يحتاجون إليها (1) ، وهذا ما وصفه إبن خلدون (الالتحام بالنسب ) حيث يقولالقبائل الصومالية frown.gif
" إن صلة الرحم طبيعي في البشر إلا في الأقل ومن صلتها النعرة على ذوي القربى وأهل الأرحام أن ينالهم ضيم أو تصيبهم هلكة ... نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا ، فإذا كان النسب المتواصل بين المتناصرين قريب جداً بحيث حصل الإتحاد والالتحام كانت الوصلة ظاهرة فاستدعت ذلك بمجردها ووضحوها "(2) .
ولكل مجموعة من مجموعات دفع الدية أراضٍ تستعملها للرعى أو الزراعة أو معاً، وآبار للمياه، وأعراف وتقاليد تنظم علاقاتها الداخلية والخارجية وتتكون هذه الأعراف من مجموعة من القواعد التي تواضعت عليها المجموعة من خلال مؤتمراتها الدورية، ومجوعة أخرى من القواعد المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية والديات. وقيادة دينية وسياسية (شيوخ وعلماء) (3)ويوجد بجانب مجموعة دفع الدية في داخل البنية القبلية العشيرة الأولية "Primary lineage" والتي تضم عدداً من مجوعات دفع الدية وهي عبارة عن ما بين ستة إلى عشرة أجيال، ثم العشيرة" Clan "" التي تضم مجموعة من العشائر الأولية وهي عبارة عن ما بين عشرة إلى عشرين جيل، ثم القبيلة Clan Family التي تضم مجموعة من العشائر(4). ولذلك فإن لدى الشخص الصومالي سلسلة من الانتماءات المتتالية فمرة ينتمي إلى مجموعته التي يدفع معها الدية، ومرة إلى عشيرته الأولية، وتارة إلى عشيرته، وتارة أخرى إلى قبيلته حتى ينتهي إلى القومية الصومالية. وإذا سئل الشخص الصومالي عن من هو ؟ فإنه يجيب حسب وضعية السائل فإذا كان السائل غير صومالي يجيب بأنه صومالي، وذا كان السائل صومالياً من غير قبيلته يجيب بذكر اسم قبيلته ، وإذا كان السائل من قبيلته وينتمي إلى عشيرة أخرى يجيب بذكر اسم عشيرته ... إلى أن يصل اسم جده أو أبيه .
وفي الصومال تندلع الصراعات بين قبيلتين كما تندلع بين عشيرتين تنتميان إلى قبيلة واحدة، أو مجموعتين تنتميان إلى عشيرة واحدة، ولذلك تعتبر مجموعة دفع الدية الوحدة الأساسية الثابتة والمستقرة في داخل البنية القبلية وذلك في الأحوال العادية التي لا تعرض القبيلة إلى تهديد خارجي، وفي هذه الحالة فإن الوحدات التي تتكون منها القبيلة تتضامن لمواجهة هذا التهديد .
ولكل مستوى من مستويات البنية القبلية فإن كبار السن يضعون لها السياسات، ويحلون مشاكلها سواء كانت داخلية أو خارجية من خلال مؤتمرات عامة " shir " يشترك فيها كل رجل بالغ من المجموعة، ويرأس هذه المؤتمرات رئيس المجموعة – الذي يأتي عن طريق الانتخابات بخلاف شيخ القبيلة الذي هو منصب وراثي – ويشرف على تنفيذ القرارات الصادرة عن هذه المؤتمرات بمعاونة مساعديه مستخدماً في ذلك آليات الإقناع والوساطة ن يصل إسم جدجده دون اللجوء إلى القوة(1)، أما الأفراد فإنهم ينقادون إلى القرارات الصادرة عن مؤتمرات المجموعة لعلمهم بأن الذي يخالفها ليس له مكانة في داخلها وأنه لا يجد من يمد له يد العون والمساعدة في حالة مواجهته صعوبة في حياته .
ويوجد لدى القبائل الصومالية نظام تقسيم العمل حسب الجنس والعمر، حيث يتركز عمل المرأة على تربية الأولاد وإدارة المنزل وفي بعض الأماكن ب*** المياه من الآبار والمستنقعات القريبة أو متوسطة المسافة، ورعي الماشية وخاصة الضأن والماعز، وفي المناطق الزراعية تعمل المرأة بجانب الرجل في الحقل : زراعةً وحراسةً وحصاداً، وكذلك تلعب دوراً كبيراً في عملية إحلال السلام بين القبائل المتحاربة وخاصة إذا كانت الحرب بين قبيلة المرأة وقبيلة زوجها، فالمرأة لديها حصانة في أوقات الحروب ولذلك فإنها تحمل الرسائل بين الأطراف المتحاربة، وفي بعض المناطق عندما يتصالح الطرفان المتحاربان فإنهما يتبادلان الزيجات ويتصاهران حتى تتوثق الصلات.
أما الرجل فيتركز عمله بالبحث عن مركز صالح لسكن الأسرة، ومن لوازمه الأساسية أن يكون خالياً من الحيوانات المفترسة وبعيداً عن مناطق الصراع القبلي وأن تتوفر لديه الأعشاب ويقع على بعد مسافة معقولة من مصادر المياه وأن يكون خالياً من الأمراض التي تصيب الإنسان والماشية ولهذا يقوم الرجال بحركات استطلاعية " Sahan " للحصول على هذا المركز لتنتقل إليه الأسرة بعد مكوثها بالمركز القديم فترة من الزمن - والذي يتراوح في الغالب ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر – كما أن الرجال مسئولون عن رعي الإبل وحفر الآبار، وشراء حاجات الأسرة من مأكل وملبس من القرية أو المدينة إضافة إلى المسائل المتعلقة بإدارة الحرب والسلام والمشاركة في إدارة شئون مجموعته (2) .
أما تقسيم العمل حسب الفئة العمرية فهناك وظائف يؤديها الأفراد كل على حسب عمره فكل مجموعة من عمر معين تتحمل واجبات معينة وفي مقابلها تكتسب حقوقاً معينة، وعلى سبيل المثال فإن الفئة العمرية دون السابعة من الصبيان الذكور يقضون معظم وقتهم مع أمهاتهم وأخواتهم في المنازل وضواحيها وقد يباشرون أعمالاً خفيفة كرعي الصغار من الماشية. وعندما يبلغ هؤلاء السنة السابعة من عمرهم يختنون ويبعدون عن أمهاتهم وبقية الإناث من الأسرة وينضمون إلى جلسات الرجال ليساعدوا في أعمالهم. والشباب الذين يتراوح عمرهم ما بين الخامسة عشر والثانية والعشرين من عمرهم يسمون " Gaashaan Qaad " (حامل الترس) ومهمتهم الدفاع عن العشيرة وممتلكاتها. والرجال الذين هم في سن الأربعين أو أكثر يسمون " Jilib culus " ( ثقيل الركبة ) ومهمتهم معاونة شيخ العشيرة في مهامه الإدارية ، وهم مستشارون وحكماء محترمون لدى العشيرة (1).
وبجانب العلاقات الرأسية التي يكسبها الشخص الصومالي من انتسابه إلى عشيرته أو قبيلته فهناك علاقات أفقية يكتسبها الشخص من خلال تحالفه مع أصهاره أو أخواله إذ أن الزاوج السائد لدى المجتمع الصومالي وخاصة المجتمع الرعوي هو الزواج الاغترابي وذلك من أجل بناء تحالف جديد بين قبيلتي الزوج والزوجة وتسمى هذه العلاقة " Xidid " (جذر)(2) .
وتتكون مجموعة " السب " من جماعتي دجل ومرفله اللتين تسكنان في المناطق الزراعية الخصبة الواقعة بين نهري جوبا وشبيلي في وسط جنوب الصومال. وتتحدث هاتان الجماعتان لهجة ماي " Maay " ويتفرع عن كل منهما عدد من القبائل التي تحالفت على أساس المصلحة أو المنفعة وتستمد اسمها من المنطقة التي تسكنها ، أو تختار اسماً مشتركاً يشمل جميع فروع القبيلة دون أن يكون هناك شخص يحمل هذا الاسم ولو كان أسطورياً ، فنجد مثلاً مجموعة سغال " Sagaal" (تسعة) ، ومجموعة سييد " " Siyeed (ثمانية) ، ومجموعة تودوبا " Todoba Aw-Digil " (سبعة أبناء ديجل ) ، وشنتا عليمود Shanta Caleemood " " (الأوراق الخمسة) ، ونجد كذلك رير باي " Reer Baay " (أهل باي) ورير هرقان Reer Harqaan " " (أهل هرقان) ورير طوبي Reer Dhoobeey " " (أهل طوبي) (1) وكل من باي ، وهرقان ، وطوبي هي المناطق التي تسكنها القبائل التي تحمل الاسم وليسوا أشخاصاً ينتمون إليها، والغالبية العظمى من هذه القبائل تعتمد في حياتها على الزراعة البحتة أو بجانب الرعي، وأجزاء منها تمتهن الرعي وحده، وما عدا هذه الأخيرة فإن قبائل دجل ومرفله لا يعرفون الترحال والانتقال بل إنهم يعيشون في قرى دائمة. ويتعاون سكان القرية في إدارة شئونهم مثل الزراعة والحصاد وبناء البرك وصيانتها وكذلك قضايا الدفاع، وفي الغالب فإن سكان القرية لا ينتمون إلى بطن أو فخذ واحد بل ينتمون إلى بطون وأفخاذ مختلفة ولذلك فإن القرية تمثل الرابط الأساسي لهذه القبائل أو بعبارة أخرى فإن القبيلة في هذه المنطقة تتكون من قرى ذات استقلال ذاتي والتي تباشر إدارة شئونها الداخلية بينما تتولى القبيلة إدارة الشئون الخارجية والأمور ذات الصلة بالمصلحة العليا للقبيلة كدفع الدية واستلامها .
ويتولى كبار السن من أهل القرية (الأخيار) الشئون الإدارية للقرية كما أنهم يختارون من بينهم مسئول القرية الذي يترأس مجلس القرية، ويشرف على تنفيذ الأوامر الصادرة منه بينما يقوم شباب القرية " " Bar-Baarta بتنفيذ هذه الأوامر (2) . وتقل الحروب والمناوشات وسط هذه القبائل ولهذا فإن الأمن والاستقرار يسودان في هذه المنطقة ويشتهر سكانها بأنهم مسالمون .
ولكل قبيلة من هذه القبائل رئيسها الذي يسمى (ملاق) " Malaaq" وهو منصب وراثي ، ويكثر وسط هذه القبائل المجموعات التي التحقت القبيلة عن طريق الحلف أو الولاء " Adaptation" وهي أن يأتي شخص أو أشخاص من خارج مجموعة " السب " أو من داخلها (وفي هذه الحالة يذهب الشخص إلى عشيرة أخرى ليلتحق بها ) ويتفق مع إحدى القبائل أو العشائر في أن يلتحق بهم ، ثم يخضع الشخص لإجراءات معينة والتي هي عبارة عن قسم يؤديها قائلاً : بأنه فلان بن فلان (يذكر اسمه )، وأنه من قبيلة بني فلان ( يذكر اسم القبيلة )، وكان شيخ قبيلته فلان بن فلان (يذكر اسم شيخ قبيلة ) وأنه يريد أن يلتحق إلى القبيلة أو العشيرة الفلانية (يذكر اسم القبيلة أو العشيرة) وأنه يكون مع هذه القبيلة في السلم والحرب، وفي الشدة والرخاء، وعقب هذا القسم يكون شخصاً من القبيلة ويمنح له قطعة من الأرض يزرع فيها وقطعان من الماشية (3). ويكون لهذا الشخص حقوقاً مساوية لبقية أفراد القبيلة وبإمكانه- أن ينافس على منصب رئيس القرية أو العشيرة أو القبيلة (1). ويسمى الأشخاص المنتمين إلى القبيلة عن طريق النسب " " Asal (الأصل) أما الملتحقين بها فيسمى " Dheeh" (الخلطاء). ويؤكد بعض الباحثين أن الغالبية من أفراد هذه القبائل هم من الذين التحقوا عن طريق الحلف والولاء ولذلك فإن زواج الأقرباء يكثر عند هذه القبائل، وربما يرجع ذلك إلى رغبتهم في تقوية صلاتهم عن طريق المصاهرة.
والنظام الإداري عند قبائل السب أكثر تسلسلاً من النظام الإداري لدى قبائل سمالي، وتحالفات قبائل السب أكثر استقراراً وثباتاً وأوسع حجماً من تحالفات قبائل سمالي، وكذلك فإن رؤساء قبائل السب أكثر تأثيراً وقوة عن رؤساء قبائل سمالي، وتأثير علماء الدين الإسلامي لدى قبائل السب أقوى من رصفائهم لدى سمالي .
ويتضح مما سبق أن النظام القبلي في الصومال كان قائماً على أسس قوية ومتينة تحفها قواعد عرفية ودينية سمحت للمجتمع الاستمرار والتحدي لكافة العوائق دون أن تكون هناك سلطة مركزية تنظم له شئونه الداخلية والخارجية، ويمكن تلخيص هذه الأسس وتلك القواعد في النقاط التالية :
1- القرابة الدموية وصلة النسب التي تربط بين عشائره وقبائله حيث إن كل قبيلة تتكون من عدد من العشائر والبطون والأفخاذ التي تنتمي إلى جد مشترك وهذا يوافق المعنى الأصلي للقبيلة وذلك أن " القبيلة من الناس بنو أب واحد " (2) أو " أنها جماعة من الناس تنسب إلى أب أو جد واحد(3).
2- نظام الحلف والولاء سواء كان ذلك على أساس المصاهرة أو المنفعة المشتركة إذ أن "... اللحمة الحاصلة من الولاء مثل لحمة النسب أو قريباً منها " (4) و " ... أن أمر النسب وإن كان طبيعياً فإنما هو وهمي والمعنى الذي كان به الالتحام إنما هو العشرة والمدافعة وطول الممارسة والصحبة بالمربي والرضاع وسائر أحوال الموت والحياة وإذا حصل الالتحام بذلك جاءت النعرة والتناصر ) (5).
3- الأعراف والتقاليد التي هي بمثابة الدستور للقبيلة والتي يجب على كل فرد من القبيلة الالتزام بها والانقياد إليها وإلا فإنه يفقد حقوقه في القبيلة .
4- المشاركة الجماعية لاتخاذ القرارات التي تهم القبيلة أو العشيرة أو المجموعة و المشاركة في تنفيذها.
5- احترام القيم والمثل الإسلامية التي يدين له المجتمع ، وطاعة القيادات (شيوخ القبائل والعلماء) .
ولذلك فإن المجتمع الصومالي كان ينعم بالأمن والاستقرار، والتكافل والتراحم، في ظل النظام القبلي وفي كنفه حتى مجيء الاستعمار إلى أرضه.


(1)Ceruli , Enrico , Somalia : Scritti Vari Editti ed Inediti , vol 1 ,( Roma , 1957) ,
P. 111; Touval. op . cit P. 9

(2) شهاب الدين أحمد بن عبد القادر بن سالم بن عثمان الجيزاني الشهير بعرب فقيه ، تحفة الزمان أو" فتوح الحبشة " ،( القاهرة 1974م )، أنظر على سبيل المثال ص ص7 ، 9 ، 10، 11 ، 13 ، 16 ، 22 ، 23 ، 32 ، 35

(3) Touval op . cit , p.10

(4) حسن محمد جوهر، الصومال، سلسلة شعوب العالم، العدد 17،( القاهرة، 1965) ، ص12

(1) محمد حاج مختار ، تاريخ الاستعمار الإيطالي في الصومال ، مرجع سابق ، ص4

(2) عبد المنعم عبد الحليم ، الجمهورية الصومالية الإقليم الجنوبي ،( القاهرة 1960م )، ص170 ؛ أحمد عبد الله ريراش، كشف السدول عن تاريخ الصومال وممالكها السبعة ، (بدون ناشر ، 1391هـ ))ص3

(3) Burton , Richard , , First Foot Steps in Africa ,( London 1966), p. 87

(4) صلاح العقاد وجمال زكريا ، زنجبار ، سلسلة ألف كتاب العدد 299 ، القاهرة ، 1959م ، مكتبة الأنجلو المصرية ، ص244

(5) عبد المنعم عبد الحليم ،مرجع سابق ، ص168

(6) أحمد جمعالي محمد ، مملكة اوفات الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي وآثارها الحضارية 1200-1500م ، رسالة ماجستير (غير منشورة ) جامعة أمدرمان الإسلامية 1985م ، ص64

(7) عبد المنعم عبد الحليم ، مرجع سابق ، ص170

(1) Lewis, I.M, Understanding Somalia, Haan Associates ,( London , 1993), P.16

(1) عبد الرزاق حسين حسن ، المسح اللغوي في الصومال وتأثير اللغة العربية في اللغة الصومالية ، الدوحة ،( جامعة قطر ، 1991م)، ص13

(2) عبد المنعم عبد الحليم ، مرجع سابق ، ص170 ؛ أحمد عبد الله ريراش ، مرجع سابق ص13
(3) عبدالمنعم عبدالحليم ، مرجع سابق ، ص168



(1)أحمد جمعالي محمد ، مرجع سابق ، ص9 ؛Cabdulqaadir Salaad Dhoorre , Soomaaliya iyo Taariikhdeedii Hore, P.22

(2) Cabdulqaadir Salaad Dhoorre, op. cit P.68-69

(3) Muxamed, op. cit , P. 17-18

(4) Ibid, Idem ; Mansur, "The Nature of the Somali Clan System" in Ahmed, Ali Jimale( ed.), The Somali Invention, ( The Red Sea Press, 1995 ), P. 123

(5) أحمد عبد الله ريراش ، مرجع سابق ، ص3

(6) شريف عيدروس شريف العيدروس الخضيري العلوي ، بغية الآمال في تاريخ الصومال ،( مقديشو ، 1954 ) ، ص280

(7) Lewis, I.M. Modern History ,op.cit,P.6-7 ; Laitin & Samatar, op. cit P. 32 ; Mansur, "The Nature of the Somali Clan System" , op. cit P.123 ; Muxamed , op . cit P. 20 ; Salwe , op. cit P.2

(1) فتحي غيث ، الإسلام والحبشة عبر التاريخ ، القاهرة ،( النهضة العربية ، بدون تاريخ )، ص25-26 ؛ أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي ، مجلد6 ، ( مكتبة النهضة المصرية 1990 ) ، ص41 – 63 ؛ حسن حسين الخولي "أنماط التحرك السكاني في الصومال" ، في المسح الشامل لجمهور ية الصومال الديمقراطية ، ( بغداد 1982م ) ، ص283؛ سعاد علي حسن شعبان "الرعي وأثره على تقدم البلاد" (مثال من الصومال) دراسة أنثروبولوجية ) ، في المسح الشامل ، ( بغداد 1982)، ص992 ، Lewis I.M , Modern History , op cit , P. 4; Laitin & Samatar, op. cit p 4-7; Cabdulqaadir Salaad Dhoorre , op . cit P. 22 ; Muxamed , op. cit P.16 ؛ أنطوني سلري ، الجغرافية الإجتماعية لأفريقيا ، ترجمة ‘إبراهيم زرقانة ، ومحمد جمال الدين رزقانة ،( أكسفورد ،1961م ) ، ص12-16

(2) محاسن عبد القادر حاج الصافي ، المسألة الصومالية في كينيا ، مرجع سابق ص4

(3) محمد السيد غلاب "شعوب القرن الإفريقي " أعمال الندوة الدولية للقرن الإفريقي ، ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، في الفترة من 1-7 يناير 1985م ، ج2 ، ( مطبعة جامعة القاهرة 1987م ) ، ص1081 ؛ تغريد السيد عنبر ،" النظام الصوتي للغة الصوماليةأعمال الندوة الدولية، ( مطبعة حامعة القاهرة 1987م)، ص889 ؛ Nelsen , Herald , D. , Somalia Country Study, Foreign Office Free Studies, Washington D . C ; (The American University) , PP. 6-7

(1) Lewis, I..M "The Somali Conquest", JAH,Vol.1,No.2,1960,PP.213-214.

(2) Touval , op. cit , P. 10

(3) علي أحمد عدم ، الدناكل تاريخياً وبشرياً ، هرغيسا ، 1966م ، ص2 4 .

(4) Lewis , I .M , Modern History of Somalia , op . cit, P.18


(1) Kusow, Abdulkadir. "The Somali Origin Myth or Reality" in Ahmed, Ali Jimale (ed.), ( The Red Sea Press, 1995), P. 97-98

(2) حمدي السيد السالم ، مرجع سابق ، ص300 ؛ ممدوح حقي ،" الصومال واللغة الصومالية"، في المسح الشامل ،( بغداد 1982) ، ص52

(3) Du'ale, Hussein A. From Barre to Aideed , Nairobi , 1994 P. 6

(4) محمد عبد الغني سعودي "شخصية صومالية" في المسح الشامل ، ( بغداد 1982) ، ص4

(5) ممدوح حقي ، مرجع سابق، ص52

(6) محمد عبد الغني سعودي ، مرجع سابق ،ص14

1 حسن مكي محمد أحمد ، السياسات الثقافية ، مرجع سابق ، ص23

(2)عبد الرحمن النجار ، رحلة دينية إلى إفريقيا ، القاهرة ، درا المعارف 1985م ، ص81

(3) عبد المنعم عبد الحليم ، مرجع سابق ، ص17-171

(4) شوقي عطا الله جمل ، " تاريخ الصومال في العصر الحديث (1486-1969) " في المسح الشامل ،(بغداد 1982) ، ص93

(5) ممدوح حقي ، مرجع سابق ، ص52

(1) Laitin & Samatar, op. cit. P.6

(2) Ibid.

(3) Kusow , op. cit , P. 100

(4) ممدوح حقي ، مرجع سابق ، ص53

(5) المرجع نفسه ، ص56

(1) المرجع نفسه ، ص59

(2) ممدوح حقي، مرجع سابق ، ص57

(3) محمد السيد غلاب ، مرجع سابق ،ص181

4 تغريد السيد عنبر ، مرجع سابق ، ص889 ،

(5) المرجع نفسه ، ص890

(6) تغريد السيد عنبر ،" دراسة صوتية لظاهرة الاقتراض من العربية في الصومالية " ، أعمال الندوة الدولية للقرن الإفريقي ،( مطبعة جامعة القاهرة )، ص920

(1) عبد الرزاق حسين حسن ، مرجع سابق ، ص73

(2) محمد حاج مختار ، تاريخ الاستعمار الإيطالي في الصومال ، مرجع سابق ، ص4

(3) أحمد شلبي ، مرجع سابق ، ص659

(4) المرجع نفسه ، والصفحة نفسها

(5) محمد عبد الغني سعودي ، مرجع سابق ، ص16

(1) عبد الرحمن بن خلدون ، مقدمة بن خلدون ، بيروت ، ( دار الجيل ، ب . ت ) ، ص144

(2) Lewis,I.M. Modern History,op.cit P.6 ; Laitin & Samatar, op. cit, P. 32 ; Muxamed op . cit, P. 17 ; Mansur, "The Nature of the Somali Clan System" op . cit, P.124; Abdullahi, op .cit . P. 34

(3) Cerulli op. cit P. 142-143

(1) Mansur, "The Nature of the Somali Clan System"op.cit , P.124

(2) حسن مكي محمد أحمد ، السياسيات الثقافية ، مرجع سابق ،ص38

(3) Mansur , Abdalla Omar," Aspects of the Somali Tribal system " in Adam, Hussein M. & Ford, Richard. (eds) Mending Rips, ( The Red Sea Press, Lawrenceville 1997) P.125

(1) Lewis,I.M. Blood and Bone ,op.cit, P.

(2) Mansur ," The Nature of the Somali Clan system" , op . cit P.124-125

(3)Lewis,I.M. Modern History. op.cit,P.7; Touval.op.cit,PP.12-13

(1) Lewis,I.M. Blood & Bone, op. cit P. 20

(2) عبد الرحمن بن خلدون ، مرجع سابق ، ص141-142

(3) Abdullahi, op. cit, P.37.

(4) Lewis,I.M. Blood & Bone, op. cit. P. 20

(1) Abdullahi , op. cit P. 38-39

(2) توفيق حسين عبده ،" البيئة ، الطعام ، الحياة الاجتماعية " ( بحث أنثروبولوجي في المجتمع الصومالي ) ، أعمال الندوة الدولية ،( مطبعة جامعة القاهرة 1987) ، ص946 ؛ دهبة فارح ، " مكانة المرأة الصومالية في مجتمعها " ، أعمال الندوة الدولية ،مطبعة جامعة القاهرة 1987)، ص338؛ Lewis , I.M & Farah , Ahmed Yusuf .Making Peace in Somaliland, in Cahiers D'Etudes Africaines, 146 xxxv 11-2 ,1997, P.364-365 ; Somali Delegation of Red Cross International Committee , Spared from The Spear, (Nairobi , 1997),P59

(1) Mohamed, Abdi Mohamed." Somalia: Kinship And Relationships Derived from it", in Adam, Hussein M. & Ford, Richard, Mending Rips, ( The Red Sea Press, Lawrenceville 1997),P. 147-148;
(2) Ibid , P .132-153



(1) محمد حاج مختار ، الصومال الإيطالي في عهد الوصاية ، مرجع سابق ، ص102

(2) Lewis,I.M. Blood & Bone, op. cit, P.135-136

(3) Cabdulqaadir Salaad , op .cit P.53

(1) Helandar , Bernard. " Clanship , Kinship , And Community Among The Rahanweyn : A Model for Other Somalis" in Adam, Hussein. M. & Ford, Richard, Mending Rips, ( The Red Sea Press, Lawrenceville 1997), P.135

(2) جمال الدين محمد بن مكرم ( ابن منظور الأفريقي المصري) ، لسان العرب ، م11 ، بيروت ، (دار بيروت للطباعة والنشر ، ودار صادر للطباعة والنشر ، 1968م )، ص541

(3) إبراهيم أنيس وآخرون، المعجم الوسيط ، ط1 ، ط2 ،( القاهرة ، 1972م ) ص713

(4) عبد الرحمن بن خلدون ، مرجع سابق ، ص142

(5) المرجع نفسه ، ص203-204
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأصل،, البناء, الصومالية, القبائل, والوظيفة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع القبائل الصومالية : الأصل، البناء ، والوظيفة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جيش القبائل يتقدم ! عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 10-19-2015 07:22 AM
الجالية الصومالية في المهجر عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 07-28-2015 06:39 AM
مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 09-06-2014 06:33 AM
أصول القبائل القحطانية Eng.Jordan رواق الثقافة 0 10-30-2013 07:30 PM
القبائل العدنانية Eng.Jordan رواق الثقافة 0 10-30-2013 07:29 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59