#1  
قديم 07-08-2017, 07:17 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة اضطهاد الأقليات الإسلامية في العالم


اضطهاد الأقليات الإسلامية في العالم
ــــــــــــــــــ

14 / 10 / 1438 هــ
8 / 7 / 2017 م
ـــــــــــــ




الأقليات الإسلامية 19942899_1457453837668546_7409661337972969628_o.jpg?oh=6fea2da749e48097867e341a9420561b&oe=59C81050

ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-09-2017, 07:05 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة إبادة الروهينغا في بورما... حرب متعددة المستويات

إبادة الروهينغا في بورما... حرب متعددة المستويات
ــــــــــــــــــــــــ

(محمد محمود البشتاوي)
ــــــــــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ــــــــــــــ





يلعب الموقع الجيوسياسي المهم لبورما/ ميانمار في "القارة الصفراء" دوراً رئيسياً في تحديد مستويات الصراع المحلية، والإقليمية، والدولية، ضمن تقاطعات سياسية، واقتصادية، تَتَعزز في ضوء خريطة ديموغرافية لمنطقةٍ تتشكلُ أغلبها من البوذية في الصين، والهندوسية في الهند، مقابل أقلية مسلمة، ونصرانية، تتناثر في عدة دول، من بينها بورما.

خريطة الصراع الطائفي:
------------

تُسهمُ تلكَ المعادلة شديدة التعقيد في تغذية الصراع الطائفي والعرقي الموجَّه ضد مسلمي بورما داخلياً، في إقليم أراكان، الأمر الذي دفع هذه "الدولة المنعزلة" إلى إهمال بيانات الإدانة، والتنديد، والتهديد بالعقوبات، وفرضها، من قِبَل المجتمع الدولي، لأنها تدرك التوازنات القائمة على مختلف المستويات، وأنَّ ثمة حدوداً لعمليات الضغط الموجهةُ إليها في ملف "حقوق الإنسان"، الذي يُدَوَّلُ عادةً لغايات التوظيف السياسي، وتحقيق المصالح الاقتصادية.

جاء موقع بورما ذاتُ الأغلبية البوذية بين عِملاقين آسيويين، هما الهند في الشمال الغربي، والصين في الشمال الشرقي، لتبدو مساحتُها بينهما كدولة مجهريةٍ، علاوةً على عدد سكانها البالغ 60 مليون نسمة، حسب إحصاء عام 2010م، وتشترك تلك الدولة في حدودها مع بنغلاديش، ولاوس، وتايلاند، وسواحلُها تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي.

ويغذي الصراع الطائفي والعرقي في دول جوار بورما حملةَ الإبادة الجماعية ضد مسلميها (الروهينغا)؛ إذ إن فتح هذا الملف على المستوى الإقليمي، واستخدامَه "ورقةً للمساومةِ"، سينعكسُ سلباً على الجميع؛ فالصين – وهي حليف وثيق لبورما – تخوضُ صراعاً ضد مسلمي الإيغور الذين يتركزون في منطقة تركستان الشرقية، وتشهد الهند أحداث عنف طائفي ضد المسلمين، وبدرجة أقل ضد النصارى، لاسيما من قبل المتعصبين الهندوس.

وفي جنوب تايلاند يعاني المسلمون من عنف مفرط من قبل قوات الأمن، ارتفعت وتيرته بعد عام 2004م، وتشير التقديرات إلى أن عدد القتلى في الأقاليم التايلاندية الجنوبية بلغ منذ ذلك التاريخ وحتى الآن قرابة 470 مسلماً، وفي لاوس يعتبر وجود المسلمين ضئيل جداً إذ يصل إلى 0.01%، ولا يشكلون أي تهديد للأغلبية البوذية الحاكمة هناك، وأخيراً فإن بنغلاديش تعيشُ أيضاً اضطراباتٍ عرقيةً، وطائفيةً، وسياسيةً، وحكومتها غير معنيةٌ بمسلمي الإقليم.

خطوط المصالح الاقتصادية:
-------------

تعتبر بورما دولةً زراعيةً، إلا أنها تمتلكُ احتياطياتٍ كُبرى من النفط والغاز، علاوة على ثروة معدنية تشمل الزنك والرصاص والصفيح والفضة وبعضَ الأحجار الكريمة مثل الياقوت والصفير، ويعتبر الخشب البورمي من أجود أنواع الخشب الذي يُصدر إلى العالم.

ومع توجه أغلب البورميين للعمل في القطاع الزراعي، فإن قطاع التعدين والطاقة، يُشغلهُ البورميون بنسبة ضئيلةٍ تصل إلى 1%، مقابل استحواذ الأجانب على هذا القطاع، بينما استولت الصين على حصة الأسد، إلى جانب شركات عملاقة عالمية تتنافس على استخراج الغاز، ومن أهمها شيفرون، ويونوكال الأمريكيتان، والفرنسية توتال، وبمعدل أقل، تعمل شركات من دول كالهند، وتايلاند، وماليزيا، في قطاع الطاقة في بورما، وثمة استثمارات لبعض الدول العربية، في قطاعي الاتصالات، والسياحة، تصل إلى عدة مليارات.

ورغم امتلاك تايلاند لاحتياطيات من الغاز تؤمِّن لها حاجتها المحلية لتوليد الكهرباء، إلا أن بانكوك لا تجدُ بديلاً عن يانغون (عاصمة بورما) لتوفير إمدادات من الغاز لسد النقص الذي يصل إلى 40%، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الغاز التايلاندي يواجهُ طلباً متزايداً[1].

في ديسمبر 2005 وقَّعت مؤسسة البترول الوطنية الصينية "بتروشاينا" اتفاقاً مع الحكومة البورمية لشراء الغاز الطبيعي لمدة تزيد عن 30 سنة، وفي نوفمبر 2008، اتفقت الصين وبورما على بناء خط أنابيب نفط بتكلفة 1.5 بليون دولار، وخط أنابيب غاز طبيعي بتكلفة 1.04 دولار. وفي مارس 2009 وقعت الصين وبورما اتفاقية لبناء خط أنابيب غاز طبيعي، وفي يونيو 2009 وقعتا على اتفاقية لبناء خط أنابيب نفط خام[2].

وتُساعد هذه الخطوط بكين في تفريغ ناقلاتها النفطية القادمة من إيران، والسودان، في خليج البنغال، لا سيما أن الصين ليس لها منفذ غربي على المحيط الهندي، فتوفر لها بذلك تلك الخطوط تأمين النفط إلى مقاطعتها "يونان"، مقابل دفعها لرسوم النقل فقط.

وبحسب صحيفة "ميانمار تايمز" الإنجليزية، فإن صادرات الغاز الطبيعي، تؤمن ليانغون 170 مليون دولار أمريكي شهرياً، بمعدل مقداره 1.6 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي المصدَّرة إلى تايلاند والصين، وذلك استناداً إلى بيانات وزارة الطاقة البورمية[3].

ولا يقتصر التنافس العالمي على النفط والغاز البورميين، وإنما أيضاً التنافس على خشب التيك ومنتجات أخرى متعلقة بالغابات، وعلى الأحجار الكريمة ومنتجات النسيج والزراعة.

وثمة مشاريع أخرى تطمح إليها بعض الدول، حيث ناقشت "زعيمة المعارضة" البورمية أون سان سو تشي[4]، في أول زيارة لها إلى الصين، مع المسؤولين في بكين المشروعَ الإستراتيجي لمد خط قطار سريع يربط بين البلدين، بتكلفة تقدَّر بنحو عشرين مليار دولار.

ومن بكين إلى موسكو؛ حيث وقعت روسيا في عام 2015م اتفاقاً مع بورما لبناء محطة كهربائية نووية، وسبق لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن زار يانغون، وناقش معها التعاون العسكري، بينما أقر مجلس الشعب البورمي مشروع قانون يهدف إلى تحسين العلاقات العسكرية مع روسيا، ويشمل ذلك التعاونَ في مجال المعلومات العسكرية والبيانات الإلكترونية، والتي تنطوي على برنامج لتدريب ضباط المخابرات. يشار إلى أن روسيا اقترحت في عام 2007 بناءَ مفاعل نووي في بورما وتدريبَ الخبراء لتشغيله، لكن هذا الاقتراح لم يناقَش في حينه[5].

سطوة الجغرافيا:
---------

رغمَ أن النظام البورمي ليس يساريّاً، ولم يأخذ أي جرعات أيديولوجية من الماويين الصينيين، أو من حليف بكين في موسكو، إلا أن الصين وروسيا، تقفانِ سدًّا منيعاً أمام أي مشروع قرار يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في تلك البلاد، باستخدام حق النقض "الفيتو"، كما حدث وبأداء مزدوج عام 2007م[6].
وتتمسك بكين بعلاقة قوية مع بورما[7] لأسباب متعددة الأغراض، من بينها اقتصادية، واستراتيجية. ويعتبر عامل الجغرافيا من حيث موقعُ بورما ذا سطوة عالية التأثير على الصين، التي تسعى حثيثاً إلى ترسيخ وجودها في يانغون، كي تجد لها متنفَّس على المحيط الهادي، ودول جوار بورما.

وتعدُ الصين حليفاً وثيقاً لبورما، وهي أهم مورد للأسلحة إلى يانغون، حيث صدرت إليها منذ عام 1989م طائراتٍ مقاتلةً ومدرعات وسفناً بحرية وقامت بتدريب الجيش البورمي والقوات الجوية وأفراد البحرية.
ويوفر وصول الصين إلى الموانئ في بورما والمنشآت البحرية منفذاً استراتيجياً في خليج البنغال، وفي منطقة المحيط الهندي، وجنوب شرق آسيا على نطاق أوسع، وهو ما يجعل بكين في موضع قوةٍ أمام نيودلهي، التي تنازعها حدودياً، وتنافسها إقليمياً على الصُّعد (السياسية - العسكرية - الاقتصادية)؛ فمن شأن النفوذ الصيني في بورما أن يمتعها بقدرات لمراقبة النشاطات العسكرية في الهند، بما في ذلك التجارب الصاروخية.

وفي ظل تنامي قوة بكين داخل بورما، غيرت الهند من سياساتها المناهضة لجارتها البوذية، "بمقدار 180 درجة"، بحسب وصف شاشي ثارور، وزير خارجية الهند الأسبق؛ فذهبت نيودلهي إلى "منع عمليات المقاومة التي كانت تزداد بأساً عبر الحدود انطلاقاً من أراضيها"، كما "قامت بإرضاء الجنرالات عن طريق توفير مساعدة عسكرية ودعم استخباراتي في معاركهم التي لا تنتهي ضد الثوار داخل بورما وانتقلت الهند من دعم الديمقراطية إلى مساعدة وتمكين النظام العسكري"[8].

يثير النفوذ الصيني مخاوف نيودلهي، ليس لأسباب اقتصادية وسياسية فحسب، وإنما لأسباب أمنية؛ حيث تدعم بكين عدة مجموعات مسلحة تسعى إلى الانفصال عن الهند، وقيام دولة مستقلة، ومنها المجلس الوطني الاشتراكي لناجالاند (مجموعة نصرانية)، الذي ينشطُ في ولاية مانيبور الهندية، وسكان تلك المنطقة يشبهون البورميين أكثر من الهنود[9].
والخلاف بين البلدين الآسيويين الجارين ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، وإنما يعود إلى عام 1962، في أثناء الحرب الحدودية بين البلدين، والذي يعد أول اشتباك صريح بين الطرفين عندما هاجمت الصين الحدود الشمالية للهند، وهو خط الحدود القائم حاليا بين القطاع الشرقي، الذي أطلق عليها اسم "خط ماكماهون"؛ فالخلاف الدولي بين الدولتين نشب بسبب مطالبة الصين بمقاطعتين تقعان في شمالي غرب الهند على أنها أرض صينية، وتقع أولى هاتين المنطقتين في شمال شرق مقاطعة جامو وكشمير، بينما تقع ثاني المنطقتين المختلف عليهما بين البلدين، في منطقة جبال "الهمالايا" الفاصلة بين الهند ومقاطعة التبت الصينية[10].

أين دور أمريكا؟
--------

توظف أمريكا الملف المتعلق بحقوق الإنسان، ومن ضمنه الإبادة بحق مسلمي بورما، في سياق الصراع السياسي مع التنين الصيني؛ فواشنطن - التي دأبت على إصدار بيانات الإدانة، وتصدير التصريحات النارية - فتحت أبواب البيت الأبيض لاستقبال الرئيس البورمي (ثين سين)، في مايو 2013، إذ التقى أوباما ثين في مكتبه البيضاوي، غير مكترثٍ بالضجيج القادم من النافذة؛ حيث منظمات حقوق الإنسان - ومنها جمعيات الروهينغا - تستنكر الزيارة، في وقفةٍ احتجاجية أمام البيت الأبيض.

ما يهم واشنطن، هو ما قامت بهِ هيلاري كلينتون حين كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة، عندما التقت ثين في نيويورك، وقالت له: الولايات المتحدة تقوم هكذا بخطوة إضافية في تطبيع علاقاتها التجارية مع يانغون[11]. وكي لا تتخلى الولايات المتحدة عن دورها كراعٍ للديمقراطية، لم يفت وزير خارجيتها جون كيري أن يصف "إصلاحات بورما بالرائعة"!، مع تحفظهِ قليلا بأنها "منقوصة"[12].

يعتبرُ ملف بورما بشكل عام مهماً لدى واشنطن، لأنه يمكِّنها من المناورةِ أمام الصين، ويتيح لها مواجهةَ بكين في الملف الأكثر حساسية بالنسبة لها، وهو "حقوق الإنسان"؛ حيث كثيراً ما يُلقى اللوم على الحليف، باعتبار أنه الداعم لحالة الاستبداد، أو الضامن لاستمرارها، وهو ما عملت عليه واشنطن في يانغون في مواجهة بكين، علاوة على تحقيق مصالح اقتصادية أخرى.

وضمن مناورات واشنطن، يمثل هذا الملف ورقة ضغط توجَّه إلى بكين، في النزاع الدائر حول بحر الصيني الجنوبي، والجزر المتنازَع عليها، كما يوفر لها دعم وإسناد حليفها الهندي في جنوب شرق آسيا. إن أمريكا – باختصار - تبحث عن موطئ قدم إضافي لها في جنوب شرق آسيا، ومسألة "الانتهاكات وحقوق الإنسان" هي مِشجب لا أكثر، تعلق عليهِ أسباب تدخلها في تلك المنطقة.

ويبدو أن هذه الورقة قد سقطت من يد واشنطن الآن؛ بعد أن استُهلكت في التوظيف السياسي، وأصبحت "المعارضة" في الحكم، وتقلدت زعيمتها سو تشي منصباً في وزارة الخارجية، لتعود أمريكا إلى حلبة المنافسة الاقتصادية، وتعزيز دورها، كي تقتسم ما أمكن من الكعكة البورمية، وفي سبيل ذلك "قامت الولايات المتحدة بإسقاط الديون عن دولة بورما، وسمحت لكبريات الشركات التجارية الأمريكية بالتبادل التجاري، وفتحت الباب أمام المستثمرين اﻷمريكيين لفتح مزيد من الملفات التجارية الضخمة، وهو ما يعني مزيداً من اﻻنفتاح على بورما، ومزيداً من الدعم اﻻقتصادي الأمريكي للحكومة المركزية، في خطوة اعتبرها بعض المحللين مكافأة لميانمار على جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة بحق أقلية الروهينغا"[13].

"الموساد" يدرب الاستخبارات البورمية:
-------------------

تزامن إنشاء دولة الاحتلال الصهيوني مع انفصال بورما عن الهند في عام 1948م، كما أن كلا الكيانين، قاما بدعمٍ من بريطانيا، وسجل التاريخ وقوف يانغون مع الاحتلال الصهيوني في عدوانه، وأن هنالك علاقات أمنية وعسكرية بينهما، كان آخرها العام الماضي عندما أبرم الجيش البورمي صفقة لشراء ست سفن إسرائيلية من طراز (سوبر ديبورا).
وبحسب تقرير نشرته المجلة العسكرية البريطانية "جينز انتيلجنس ريفيو" فإن جهاز الاستخبارات الصهيوني الخارجي "الموساد" أجرى تدريبات لجهاز المخابرات البورمي، و"قدم له مساعدات بطرق مختلفة"، من بينها تدريب فرق حراسة الشخصيات ووحدات القمع، حيث تعود العلاقات بين الجانبين إلى عام 1954م[14].

وتُرجع دراسات أخرى العلاقات بين الاحتلال الصهيوني وبورما إلى عام 1958، عندما زودت حكومة الكيان الصهيوني القوات المسلحة هناك بـ 30 مقاتلة من طراز (سبايت فاير) كما دربت الطيارين البورميين وقتها على قيادة تلك المقاتلات، وبعد فترة من فتور العلاقات بين البلدين، تجددت هذه العلاقات في أعقاب وصول الجيش البورمي إلى السلطة عام 1988 عبر انقلاب عسكري، ووقتها طلب مساعدة الدولة الصهيونية، التي أرسلت في أغسطس 1989 سفينتين مكدستين بالسلاح، تتضمن صواريخ مضادة للدبابات وآلاف القنابل، بينما تزعم دولة الاحتلال أن جميع الأسلحة التي أرسلت إلى الجيش البورمي وقتها، كانت قد استولت عليها إبان حرب لبنان عام 1982[15].

ومما يسجلهُ التاريخ في عداء بورما للمسلمين خارج نطاق كيانها في جنوب شرق آسيا، موقفها من الاحتلال الصهيوني، عندما عارض رئيس وزراء بورما "أو نو" قيام مصر بإغلاق قناة السويس في وجه السفن الصهيونية، كما حاول أن يقنع منظمي مؤتمر دول عدم الانحياز بدعوة "إسرائيل" لحضوره، إلا أن محاولاته باءت بالفشل مقابل جهود مصر حينذاك، وفي ضوء هذه المواقف رفضت القاهرة أن تدخل يانغون كوسيط في الصراع العربي الصهيوني، وفي مؤتمر عدم الانحياز في بلغراد في 1961، لم يؤيد أو نو قراراً يدين الكيان الصهيوني. وقد صرح أنه "لكون بلاده صديقة للكيان الصهيوني، فإنه لا يمكن أن يقبل الفقرة العدائية في القرار"[16].

ختاماً:
===

وفي ضوء هذه الخطوط التي رسمناها حول مستويات الصراع في بورما، داخلياً، وإقليمياً، وعالمياً، وضمن مناخات المصالح الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، تضيعُ حقوق الروهينغا، وتصبحُ الإبادة بحقهم "حرباً طائفيةً"، و "نزاعاً داخلياً"، علماً أن إقليم أراكان المسلم، لا تنشط بهِ جماعات مسلحة متمردة، إثنيةً كانت، أو إسلامية، من الروهينغا، مقابل انتشار المنظمات البورمية البوذية المتطرفة، ومنها ميليشيا 969، والتي تعمل على سياسات التطهير العرقي لجعل تلك البلاد خاليةً من المسلمين، بالقتلِ، والتهجير.

ومأساة الروهينغا، ليست وحيدة في "القارة الصفراء"، إلا أن أقربها في التطبيق ما حدثَ لمسلمي كمبوديا من أقلية "التشام"، حينما ركز عسكر كمبوديا على إبادتهم، فقتلوا منهم نصف مليون مسلم، والسبب في ذلك حسب عيسى عثمان، وهو باحث في مركز التوثيق في كامبوديا: «أن الخمير الحمر اعتبروهم عدوّهم الرئيس وكانت خطّتهم أن يبيدوهم جميعاً لأنّهم برزوا مختلفين: عبدوا إلهاً مختلفاً، وطعموا غذاءً مختلفاً، كما أنّ أسماءهم ولغتهم مختلفة؛ أي أنّهم كانوا يعيشون بأساسيّات وقواعد مختلفة. وحيث إنّ الخمير الحمر أرادوا المساواة بين الجميع، ولمّا اعتنق التشام الإسلام لم يظهر أنّهم متساوون، لذا عوقِبوا»[17].

سبب الاختلاف الذي اتُّخذَ ذريعةَ للإبادة في كبموديا – المدعومة آنذاك من الصين – يعادُ إنتاجهُ في أراكان، إذ يقول القنصل العام لبورما في هونج كونج مينت أونج في عام 2009 في رسالة وجهها إلى الصحف المحلية وإلى نظرائه من الدبلوماسيين الموجودين في المقاطعة الصينية: "إن الروهينغا أقلية قبيحة كما الغيلان، وإنهم لا يتشاركون ذات البشرة الناعمة والجميلة للجماعات العرقية البورمية الأخرى"، وذلك بحسب إيشان ثارور محرر الشؤون الخارجية بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الذي أضافَ نقلاً عن مينت أونج قوله: إن الروهينغا ليسوا من شعب ميانمار، ولا يشكلون إحدى المجموعات العرقية في ميانمار. إنهم دخلاء حسبما يرى، ولا يستحقون حقوق المواطنة"[18].


------------------------------------------
[1] يشار إلى أن تايلاند استوردت من قطر 90 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال في أول شحنة لها ضمن عقد مدته 20 عاماً، تم بموجته الاتفاق على استيراد بانكوك من الدوحة 2 مليون طن سنوياً. (وكالة رويترز، 8 يناير 2015).
[2] للمزيد: موسوعة المعرفة على الإنترنت http://www.marefa.org ، خط أنابيب صينو- بورما.
[3] انظر: Myanmar Times، Govt earns US$170 million monthly from gas exports، تاريخ النشر: 15 يونيو، 2015.
[4] أون سان سو تشي تعتبر زعيمة المعارضة البورمية، وحائزة على جائزة نوبل للسلام، وتحسب فعلياً على الغرب، وتقلدت مؤخراً حقيبة وزارة الخارجية البورمية، وبعد زيارة سو تشي للصين، أثار "الدالاي لاما" تساؤلات "عن صمت البوذية سو تشي حيال أزمة المهاجرين في جنوب شرق آسيا، وفي مقدمهم أقلية الروهينغا المسلمة في بورما التي تتعرض للاضطهاد"، وكل هذه التساؤلات وغيرها، لا تغير في واقع الأمر شيئاً، فسو تشي تدرك حدود المساحة التي تتحرك بها داخلياً، وإقليمياً، وتلتزم الصمت حيال مسلمي الروهينغا، ولا تقر بوجود أي إبادة جماعية لهم، أو تعرضهم لاضطهاد.
[5] انظر: Myanmar Times، Myanmar and Russia boost nuclear cooperation، 3 أبريل، 2015.
[6] لا يقف الصراع عند حدود بورما، المستعصية إلى الآن على الخرق من قبل خصوم بكين، وإنما تمتد خيوط اللعبة الجيوسياسية لتشمل دولاً أخرى في جنوب شرق آسيا، كتايوان التي تعدها بكين خطاً أحمر لا تسمح بالمساس به، علاوة على الخلافات حول بحر الصين الجنوبي، مع كوريا الجنوبية، واليابان، وفيتنام، والفلبين.
[7] يشار إلى أن بورما استقلت عن الهند في العام 1948م، لتكون أول دولة غير شيوعية تعترفُ بها الصين بعد تأسيسها في عام 1949م.
[8] للمزيد: http://economictimes.indiatimes.com / India took 180-degree turn in Myanmar policy: Shashi Tharoor، 28 مارس 2016.
[9] تمتلك الصين أيضاً أوراق ضغط إضافية حيث إن إثنية صينية تقطن في منطقة كوكانغ بولاية شان البورمية توالي بكين، وتنتمي لها ثقافياً ولغوياً ودينياً، وتتعامل باليوان الصيني، وفي تلك المنطقة البورمية مليشيات انفصالية منها "جيش استقلال دولة شان"، و "جيش التحالف الوطني الديمقراطي"، و "جيش دولة وا (Va) المتحدة"، الأمر الذي يجعل من بكين قوة مؤثرة لا يمكن تجاوزها داخلياً وإقليمياً.
[10] للمزيد: موقع دوت مصر، http://www.dotmsr.com /، "التبت".. تاريخ من النزاع بين الهند والصين.
[11] انظر: بي بي سي النسخة العربية، http://www.bbc.com/، واشنطن ترفع حظر استيراد السلع من بورما.
[12] صحيفة الشرق الأوسط، واشنطن تعتبر الإصلاحات في ميانمار «رائعة.. لكن منقوصة»، 10 اكتوبر 2013 العدد 12735.
[13] للمزيد: http://www.almassaepress.com ، لماذا صمتت أمريكا عن التطهير العرقي لمسلمي بورما؟.
[14] انظر: صحيفة الغد الأردنية، مقال: إسرائيل وبورما، برهوم جرايسي، 16 أكتوبر 2007.
[15] انظر: موقع إرم الإخباري، http://www.eremnews.com ، السلاح الإسرائيلي يعزز دكتاتورية النظام الحاكم في ميانمار.
[16] للمزيد: http://www.marefa.org /، العلاقات المصرية البورمية.
[17] للمزيد: across Asia are under siege—and their persecution fuels fundamentalists، مجلة تايم، 10 مارس 2003.
[18] للمزيد: صحيفة الاتحاد الإماراتية، مقال أزمة «الروهينجا».. نكران مأساة!، إيشان ثارور، 25 مايو 2015.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-09-2017, 07:10 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة معاناة المسلمين في أوروبا وأمريكا

معاناة المسلمين في أوروبا وأمريكا
ــــــــــــــــــ

(أمجد خشافة)
ــــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ــــــــــــ







لا شيء كانت تدعيه دول الغرب أكثر من التلويح بشعارات الحرية، لكن سرعان ما تهاوت هذه الادعاءات خلال السنوات الأخيرة حين أصبحت بعض تلك الدول تقود حملات منظمة ضد كل ما له صلة بالإسلام.

بدأت هذه الحملات من خلال ظهور الأحزاب الراديكالية السياسية على مستوى أوروبا التي سعت إلى تشويه الإسلام وإلصاق تهم "الإرهاب" لكل مسلم مقيم في بلدانهم لا سيما من كانوا من جنسيات عربية.

وأدى هذا الحشد الكبير في أوروبا ضد الإسلام إلى خلق "فوبيا" لدى الرأي العام المجتمعي تجاه الأقلية المسلمة، وهو ما زاد من تفاقم العنف والعنصرية والتضييق عليهم، حتى باتت بعض الدول مثل فرنسا تتخذ قوانين رسمية تظهر عنصرية واضحة ومصادرة حرية الرأي لدى المسلمين وحشرهم في زاوية ضيقة هي أقرب لأي تهمة متعلقة بـ "الارهاب".
تمييز عنصري ضد اللاجئين:

ومنذ أن شهدت بعض البلدان العربية حروباً طويلة مثل سوريا فقد شكلت أزمة لجوء السوريين إلى أوروبا ميزاناً كشفت فيه عن تنصل هذه الدول وبشكل رسمي تجاه هذه الكارثة الإنسانية، وهو ما يجعلها لا تقل شأناً عما تفعله الاحزاب الراديكالية من فرز عنصري ضد المسلمين.

وحين اضطر آلاف السوريين للهروب من الحرب والتوجه عبر البحار إلى شواطئ اليونان وإيطاليا واجه من نجا من الغرق منهم إغلاق دول أوروبا لحدودها، ثم حاول الاتحاد الأوروبي، بعد أن تفاقم مستوى اللجوء السوري، التوجه نحو توزيع بعض اللاجئين على بقية الدول الأوروبية، وحرمان الملايين وإرجاعهم إلى تركيا.

وعلى الرغم من قبول الاتحاد الأوروبي اللاجئين وتوزيعهم على الدول إلا أن العنصرية ظهرت بشكل واضح في تلك الدول تجاه السوريين المسلمين، وجعلت معايير قبول اللاجئين تخص النصارى ولا تشمل المسلمين.
فدولة سلوفاكيا أعلنت بشكل رسمي بعد أن عارضت توزيع اللاجئين السوريين على دول الاتحاد الأوروبي أعلنت أنها ستستقبل النصارى فقط من اللاجئين السوريين، وتذرعت بأن بلادهم لا يوجد فيها مساجد للمسلمين وأنهم سيواجهون صعوبة في التأقلم بالبلد.

ويبرز التمييز الديني ضد المسلمين بشكل أكبر في فرنسا إذ لا زالت هذه الدولة ترفض بشكل رسمي الاعتراف بالمجموعات العرقية وتصر على ضرورة أن يتشرب المهاجرون إليها بالثقافة الفرنسية وهي ممارسة واضحة لعدم الاعتراف بحقوق المسلمين ما لم يندمجوا بالثقافة الفرنسية.

هذا التوجه في فرنسا اضطر البعض من ضعاف المهاجرين إلى التنصر حتى يتفادون الضغوطات الرسمية والمجتمعية، لكن من بقي على إسلامه يجد صعوبة في الاندماج.

وكذلك دولة التشيك لا تبدو أحسن حالاً تجاه المسلمين؛ فقد أعلن رئيسها أن بلاده لا تستقبل اللاجئين المسلمين لا سيما القادمين من بلدان شمال إفريقيا بحجة الفوارق الثقافية، وأما في النمسا فهي أول دولة أوروبية تصرح بشكل علني عن عدم استقبالها للاجئين السوريين المسلمين ولكن ستتم استضافة السوريين النصارى، ويسود هذا التوجه أيضاً لدى السياسيين النمساويين دون الاعتبارات الحقوقية التي تعتبر هذا الفعل جزءاً من الفرز العنصري وفقاً للقوانين الدولية.
ولا يبدو أن التوجه العام الأوروبي عفوياً تجاه هذه الانتقائية في استقبال اللاجئين السوريين وتقليص مساحات حق اللجوء الإنساني لكل من هو مسلم؛ ولكن جاءت ضمن ظاهرة "رهابية" لدى الأوروبيين من تنامي عدد المسلمين وانتشار الإسلام على نطاق الرقعة الأوروبية، إذ يعتبر الإسلام وفقاً لتقارير الدين الثاني في فرنسا.

وتتراوح نسبة المسلمين وَفقاً لجريدة لوموند "2007" ومؤسسة إيبسوس موري سنة 2011م ما بين 3% إلى 5 - 8% وَفقاً لكتاب حقائق العالم، وتشير أغلب التقديرات أن عدد المسلمين في فرنسا يتراوح بين 5 - 6 ملايين، وغالبية المسلمين هم من بلاد المغرب الغربي، وهذا الانتشار الواسع جعل بعض المنظمات الأوروبية تعلن النفير والتحريض ضد "أسلمة الدول الأوروبية" كما يزعمون وهو ما ينعكس سلباً على المسلمين وحياتهم المعيشية والحقوقية في هذه الدول.

عنف مضاد تجاه المسلمين:
--------------

وفي حين أن اللاجئين المسلمين الذين ذهبوا لدول أوروبا تعرضوا لهذا الفرز العنصري رغم تجريم القوانين الدولية لهذا الفرز بحسب الدين؛ فإن سكان أوروبا المسلمين أنفسهم تعرضوا لأكثر من مجرد استلاب حقوقهم إلى عمليات السجن والقتل في بعض الحالات، كما حدث في فرنسا بالتزامن مع حادثتي "تشارلي إيبدو" وهجمات باريس الأخيرة 13 نوفمبر 2015م.

ورغم العنف المضاد الذي تعرض له المسلمون في أغلب الدول الأوروبية إلاّ أن فرنسا تصدرت أكثر الدول الأوروبية والغربية عنفاَ تجاه المسلمين، رغم أن المسلمين أدانوا تلكما الحادثتين وأنهما لا تعبران عنهم، لكن ربما الشحن الطويل والتحريض ضد المسلمين أعطى لهم هذه الأحداث فرصة للانتقام أكثر؛ فشنت السلطات الفرنسية حملات أمنية كان ضحيتها بعض المسلمين.

وسَعت فرنسا إلى اعتماد بعض القوانين ضد المسلمين منها تجريم ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والهيئات الحكومية المختلفة، وفرض قانون حظر الصلاة في الشوارع والساحات العامة وأمام المساجد، إضافة إلى الحملات المناهضة للعرب مثل "أيها العرب اذهبوا بعيداً"، ودعوة زعيمة اليمين المتطرف "ماري لو بان" إلى إعادة النظر في عقوبة الإعدام ووضع قيود مشددة بهدف محاربة الأصولية الإسلامية.

وفي ألمانيا، وعقب أحداث باريس، انتجت حملات وتظاهرات ضد المسلمين إلى مقتل مهاجر إرتيري، وهذه المظاهرات هي التي قادتها حركة تدعى "بيديغا" والتي تعني "أوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب"، وقد فتحت لها فرعاً في إسبانيا في ظل التواطؤ الرسمي مع توجهاتها العنصري على المسلمين.

ويزداد الانتساب إلى هذه الحركة في ألمانيا وأعلنت في إسبانيا في أول ظهور لها أنه "لا يوجد للإسلام مكان في المجتمعات الحرة والديمقراطية مثل أوروبا"، وهو ما يجعل وجود المسلمين في هذه الدول مهدداً في قادم الأيام لا سيما إذا استمر التحريض والتواطؤ الرسمي تجاه هذه الحركة.

وفي بريطانيا لم تكن في السابق تشهد فرزاً عنصرياً تجاه المسلمين لكن في السنوات الأخيرة لا سيما عقب أحداث باريس تعرض المسلمون فيها إلى اعتداءات وحملات كراهية حسب ما أظهرته دراسات نشرت العام المنصرم، حيث سجلت 734 جريمة كراهية بين عامي 2013 - 2014، منها 23 اعتداءً و 13 هجوماً عنيفاً و 56 هجوماً على مساجد، ومئات الإساءات عبر الإنترنت.

وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع دراسة رسمية صادرة عن السلطات البريطانية، نشرت العام المنصرم، تعتبر أي منتسب لـ "جماعة الإخوان المسلمين" في بلادها يعتبر محط شبهة في "الإرهاب"، وهذه أول مرة تُصدر السلطات البريطانية مثل هذا النوع من التقارير السابق من نوعه رغم أن البعض اعتبر هذه الدراسة جاءت بدوافع وبالتنسيق مع دول عربية تتجه نحو وضع هذه الجماعة ضمن "الإرهاب" وهو في الأصل ينعكس سلبياً على كل الجاليات المسلمة في بريطانيا.

المسلمون في أمريكا:
----------

وفي الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أن وضع المسلمين، في الوقت الراهن، أقل ضرراً من حملات العنف والتحريض، بالمقارنة بدول أوروبية، لا سيما المسلمين الذين تمكنوا من الحصول على الجنسيات الأمريكية.
ورغم ما حدث من تراجع في الحقوق والحريات، التي كانت أبرز شعارات أمريكا في العالم، عقب أحداث 11 سبتمبر إلاّ أنها لا زالت تعطي اعتباراً لعدم الانقسام البيني داخلها على أساس الدين باعتبار أن المسلمين يوجدون بكثرة ويصل عددهم ما بين ثلاثة إلى سبعة ملايين مسلم في أمريكا.

لكن ما تقدمه أمريكا كسلطات رسمية تجاه المسلمين من حرية في التدين بدأ يتلاشى مؤخراً لا سيما حينما أصبح الهجوم على المسلمين جزءاً من الحملات الانتخابية الأمريكية من قبل الجمهوريين وتلاقي رواجاً لدى المتطرفين الأمريكيين ضد المسلمين.

فخلال حملات المرشح الجمهوري "ترامب" أعلن أكثر من مرة توجهه المتطرف تجاه المسلمين ومعاداتهم؛ إذ دعا في ديسمبر من العام المنصرم لمنع المسلمين الأجانب من دخولهم الولايات المتحدة.

وبالتوازي مع هذا النوع من التوجه والتحريض ضد المسلمين تتصدر وسائل إعلام أمريكية لدعم هذا التطرف ضد المسلمين، وأبرز هذه الوسائل صحيفة "النيورك بوست" التي لا تتوقف عن مهاجمة المسلمين وتشوية المسلمين، إلا أن انخراط المسلمين في المجتمع يعكس تلك الصورة السيئة التي تصورها الحملات السياسية ووسائل الإعلام عن الإسلام والمسلمين.
وبشكل عام، فإن الأقليات المسلمة في دول أوروبا وأمريكا باتوا في دائرة التهمة، وتصاعد التمييز العنصري على أساس دينهم قلص من حجم مساحات حريات المسلمين وحصولهم على حقوقهم في العيش.
وإذا ما استمر هذا الفرز العنصري تجاه المسلمين ودخوله ضمن سياسة تلك الدول فسيظهر حجم الكارثة التي سيعانيها المسلمون في قادم الأيام، وربما يصبح العنف ضد المسلمين ثقافة متجذرة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-09-2017, 07:14 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة التنصير ثمن اللجوء في أوروبة

التنصير ثمن اللجوء في أوروبة
ــــــــــــــــ

(إياد جبر)
ــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ـــــــــــــ






لعقود طويلة مضت حاولت كُتب الفلسفة الغربية إقناعنا بحق الإنسان في الحياة والعلم والعبادة. ولسنوات طويلة استقينا من المناهج العلمانية التي تُدرَّس في جامعات المسلمين مفاهيم الديمقراطية والحرية التي يتحدث عنها الغرب، ولا يتوقف ما استطاع عن ترويجها في بلادنا، فإذا ما استوقفتنا المقارنة بين تلك المفاهيم وسلوك صانعيها اتجاه من استنجدوا بهم من مسلمي سوريا وغيرهم، فسنشعر بإحباط وخيبة أمل حينما نكتشف أن ما قرأناه وتعلمناه كان مزيفاً، لأن من وضع تلك المفاهيم لا يحترمها ولا يؤمن بها.

فأزمة اللجوء التي تواجهها أوروبا كشفت عن زيف الشعارات التي رفعتها القارة العجوز منذ زمن بعيد؛ لأن مستوى الانحطاط الأخلاقي والعنصرية التي يُعامل بها اللاجئون المسلمون اللذين أُجبروا على التخلي عن كرامة العيش في أوطانهم، قد عرى منظومة القيم الأوروبية التي لا تجد غضاضة في إرغامهم على التنازل عن هويتهم الإسلامية ليعيشوا في بلاد العجم مواطنين من الدرجة الثانية.

وضعت المجتمعات الأوروبية شروطها في التعامل مع اللاجئين ولم تحرمهم من نظرتها الدونية إن لم يستجيبوا لحملات التنصير التي تقودها الكنيسة، فاللاجئ الجيد هو ذلك الشخص الأكثر استعداداً للتخلي عن إسلامه أملاً في نيل مباركة الكنيسة التي تمنحه صك الغفران ليعيش حياة اللجوء بشكل طبيعي. بينما اللاجئ القابض على إسلامه، لن ينعُم بحرية العيش كغيره، وأغلب الظن لن يكون بمقدوره التخلص من الرقابة الأمنية، فهو عرضة للاستدعاء والتحقيق وربما الحجز مع كل حدث أمني تشهده إحدى العواصم الأوروبية، فضلاً عن نظرة الكراهية والفزع المجتمعي من كل ما هو مسلم.

ولا عجب في أن تعبير بابا الفاتيكان الذي وصف فيه اللاجئين المسلمين بالغزاة لم يكن مجرد زلة لسان؛ لأن مخاوف تغيير الهوية النصرانية باتت تمثل هاجساً كبيراً على حد وصف البابا، وهو ما أكدته مديرة معهد المسؤولية الإعلامية "زابينا شيفر" بقولها: إن الشعب الألماني هو الأكثر كراهية للإسلام والمسلمين.

تلك المخاوف المُعلَنة بسبب تزايد أعداد اللاجئين المسلمين على حساب النصارى شكلت دافعاً لحملات التنصير، حيث نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في سبتمبر الماضي تقريراً مهماً حول اتباع الكنائس لأسلوب التنصير من أجل جذب اللاجئين إلى هذا البلد الذي وصلت فيه أعداد المسلمين إلى 4.3 مليون حسب دراسة مكتب الاندماج الاتحادي الألماني.
لكن الأمر المهم الذي أوردته الصحيفة البريطانية، أن مئات اللاجئين المسلمين اللذين غيروا ديانتهم تعززت فرصهم في الحصول على اللجوء، وهذا يؤكد على أن الحصول على اللجوء يستوجب تغيير الديانة! فالطريقة التي تنتهجها الكنائس في استقطاب اللاجئين حسب صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أشبه بسلوك الجمعيات الإنسانية التي تُقدم المساعدات للفقراء. لكن مساعدات الكنيسة تكون مشروطة بتحويل الديانة، ولا تُقدَّم إلا لمن يكونوا على استعداد لتحويل ديانتهم.

وبحسب الصحيفة المذكورة فإن الكنيسة اللوثرية في مدينة "بروبي" الصغيرة جنوب السويد تستقبل عشرات اللاجئين المسلمين وتقدم لهم بعض المساعدات النقدية والإسكان الدائم مقابل تحويل ديانتهم، والمعروف أن للكنائس مساحات وبُنى تحتية كبيرة تُمكنها من تقديم سكن دائم أو مؤقت واستضافة مجموعات من اللاجئين لإكسابهم اللغة، فضلاً عن العوامل الدينية الأخرى، فكنائس أوروبا مدعومة من قبل بابا الفاتيكان، الذي وجَّه تعليماته لكافة الكنائس باستضافة أُسرٍ لاجئة، وقد تم دعم الكنائس وتعبئتها لتقديم جهود إنسانية ضخمة، وهو ما تستغله الكنائس جيداً لتنصير المسلمين.
وفي إطار التعاون بين الكنائس وبعض المؤسسات الخيرية، تتحمل مؤسسة "كاريتاس" الذراع الخيري للكنيسة الكاثوليكية نفقات مساكن لحوالي ثلاثة آلاف لاجئ في النمسا وبلجيكا، وذلك بهدف السيطرة على الأعداد الكبيرة من اللاجئين المسلمين وتحفيزهم على تغيير ديانتهم، وخاصةً أن هناك قلقاً كبيراً لدى المجتمعات الغربية من دخول كثير من النصارى في الدين الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، وهذا ما يُفسر مساعي الكنائس الأوروبية لاستغلال ظروف اللاجئين المسلمين الصعبة وجذب كثير منهم نحو النصرانية.

لا تقل النظرة العدائية من قبل المجتمعات الأوروبية التي يُعززها الإعلام الغربي، عن تلك الظروف المعيشية الصعبة التي يُعانيها اللاجئون المسلمون؛ فحادثة "شارلي إيبدو" وتفجيرات بروكسل لن تمرَّ كسحابة صيف على نحو 8 مليون لاجئ مسلم في فرنسا وملايين اللاجئين المسلمين غيرهم في مختلف الدول الأوروبية، لأنهم تحولوا إلى ضحية وأصبحوا في نظر الشارع الأوروبي خطراً داهماً يتهدد مصالحهم. في هذه الأثناء أكد معهد "بيرتلسمان" البحثي الألماني ذلك حين أجرى دراسة ميدانية مع نهاية شهر يناير 2015، مؤكداً على أن محاولات اللاجئين المسلمين الاندماج في البلدان الأوروبية لا سيما ألمانيا، لم تحقق نجاحاتٍ ملموسةً لأن نظرة المواطن الألماني تطورت من المستوى السلبي إلى العدائي، لأن الإعلام الألماني يُعزز من ذلك ولا يتوقف عن إلصاق كل ما هو سيئ بالمسلمين.

هذا ما يدفع مئات اللاجئين المسلمين للذهاب إلى الكنيسة بغرض للتخلص من تلك النظرة العدائية الموجهة نحوهم، لذلك يعترف أحد القساوسة يُدعى "مارتينز" بأن بعض اللاجئين يغير ديانته لتحسين فرصه في البقاء في ألمانيا، وهو اعتراف صريح بالدور غير الأخلاقي التي تلعبه الكنيسة تجاه ملايين اللاجئين من المسلمين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-09-2017, 07:21 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة تركستان الشرقية... القضية المنسية

تركستان الشرقية... القضية المنسية
ـــــــــــــــــ

(ثائر منيب الدندح)
ــــــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ــــــــــــ





ربما قليل من المسلمين من يسمع عن تركستان الشرقية التي تئن تحت الاحتلال الصيني الشيوعي الذي يمارس بحق طائفة المسلمين مختلف السياسات القمعية والأساليب الوحشية لمحو إسلامية الأرض والبشر وطمس كل معالم الإسلام ليل نهار تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً كالعادة.

خلفية تاريخية:
------

تركستان مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين "ترك" و "ستان" ويعني أرض الترك، يحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، ومن الجنوب: أفغانستان وباكستان والهند، ومن الشرق إقليم التبت.

وتبلغ مساحتها حوالي 1,664 كم2 وتأتي في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة؛ إذ تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين.

وقد فُتحت تركستان على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالإيغور والتركمان والقازاق والأوزبك والتتار والطاجيك ونسبة المسلمين فيها حوالي 95%.

وقد أطلق الصينيون على (تركستان الشرقية) اسم (سكيانج)، وتعني الوطن الجديد أو المستعمرة الجديدة. والمسلمون في تركستان الشرقية كلهم سُنَّة أحناف؛ فقد عُرف الإسلام هناك -على وجه التحديد عام 96هـ وازدادت قوته وانتشر انتشاراً واسعاً بعد اعتناق "سلطان ستوق بوغرا عبد الكريم خان الإسلام.

عاصمة تركستان هي مدينة "كاشغر"، وهي أشهر مدن تركستان، ويتكلم سكانها اللغة التركية واللغة المفروضة عليهم من قبل المحتل وهي الصينية. كما ينسب إلى كاشغر علماء كثيرون، منهم أبو المعالي طغرل شاه محمد بن الحسن بن هاشم الكاشغري الواعظ وكان عالماً فاضلاً.

استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174هـ - 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وتعرضت تركستان الشرقية لغزوات صينية عديدة وقامت في تركستان الشرقية ثورات عارمة ضد المحتلين.

سياسة الشيوعين في تركستان:
---------------

كان عدد المسلمين في تركستان الشرقية عندما سيطر الشيوعيون عليها حوالي 3 مليون مسلم، وعدد المساجد يزيد على 2000 مسجد. بدأ الشيوعيون احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها عملية احتلال استيطاني واسعة، وألغى الصينيون الملكية الفردية، واسترقوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميّاً أن الإسلام خروج على القانون، ومنعوا السفر خارج البلاد أو دخول أي أجنبي إليها، وألغوا المؤسسات الدينية، وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وغيَّروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية هي اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماوتسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءاً، وزادت حدة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".

ورغم هذا الكبت والاضطهاد فقد استمرت ثورات المسلمين التي تعمل الصين على إخفاء أنبائها عن العالم، ومنها ثورة (1386هـ - 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية وارتكبت في حقهم مذبحة بشعة. وأقوى ثوراتها كانت الثورة الإسلامية التي انطلقت بقيادة علي خان عام (1364هـ - 1994م) وأعلن استقلال البلاد، غير أن روسيا والصين تعاونتا على إحباط هذا الاستقلال.

تسعى الآن السلطات الصينية بشتى الوسائل للقضاء على الشعب الإيغوري؛ فتعامل النساء الإيغوريات في القرى كالمساجين، وتجري لهن عمليات تعقيم، وقد توفِّي كثيرات منهن بسبب نقص الإمكانيات والوسائل الطبية، وتواضُع مستوى الأطباء في مستشفيات القرى كما تمنع الصين سفر الإيغور - خاصة الشباب - إلى الخارج خوفاً من انضمامهم إلى الجماعات والمنظمات التي تكافح ضد الاحتلال الصيني وتسعى للاستقلال. كما مارست عدداً من السياسات الجائرة على مسلمي تركستان، منها التذويب العرقي والتجارب النووية وترويج المخدرات والإيدز.

أبرز مظاهر الاضطهاد الديني:
-----------------

مارست السلطات الصينية كافة أنواع الاضطهاد على المسلمين، ومن أبرزها:

- حظر التعليم الإسلامي في المساجد تماماً؛ حيث أخذت السلطات الصينية تعهدات خطية مشددة من أئمة المساجد بعدم تجميع أطفال المسلمين وتعليمهم علوم الإسلام في المساجد.
- منع بناء المساجد.
- منع رفع الأذان من مكبرات الصوت.
- منع طبع الكتب الإسلامية أو إدخالها إلى تركستان.
- منع نشر المقالات الإسلامية في الصحف أو إذاعتها في الراديو والتلفزيون.
- منع استخدام الأحرف العربية في الكتابة.
- تطبيق قوانين أحوال شخصية تخالف أحكام الشريعة.
- إخضاع المدارس للمناهج التعليمية الصينية دون اعتبار للخصوصية الدينية والعرقية.

ما هو المطلوب من العالم الإسلامي؟
-------------------

إن واقع المسلمين في تركستان الشرقية، ومثلها عدد من الدول التي تعاني منها طائفة المسلمين تقتضي التحرك الجاد من قبل العالم الإسلامي لإنقاذ المسلمين من هذا الجبروت والظلم الممارس عليهم في تلك الدول، ولعل أهم ما يجب أن تعمله دول العالم الإسلامي أمام قضية تركستان الشرقية ما يلي:

1- الفهم الصحيح للقضية والإلمام بجذورها التاريخية ومراحل تطورها.
2- التحرك بسرعة وخصوصاً من الناحية الإعلامية، وذلك بالتوعية والتثقيف وإلقاء الضوء على هذه القضية لوضعها في بؤرة اهتمام الرأي العام؛ حيث إن ما يحدث في تركستان الشرقية من ظلمٍ لا يقل عما يحدث في فلسطين والعراق.
3- الإعانة المادية لدعم أعمال المقاومة الشعبية في تركستان وذلك بعمل صندوق لدعم تركستان أو عن طريق التبرع لهيئات الإغاثة.
4- المواقف الإيجابية تجاه الدولة الصينية بمقاطعة منتجاتها مثلاً، ولنتخيل الضرر الواقع عليها إذا ما قاطعها العرب والمسلمون الذين يمثلون سوقاً رئيسية للمنتجات الصينية.

5- الدعاء لهم بالنصر والتثبيت والتمكين.**** Box:
وبشكل عام ورغم ما يعانيه المسلمون هناك من أهوال وظلم فما يزال المسلم متمسكاً بدينه صابراً على الأذى ثابتاً على التوحيد مقاوماً لكل الأساليب التعسفية التي ترتكبها الصين تجاههم.
إن هذا الثبات وهذه المقاومة يجب أن تشكل الحافز والدافع لكل مسلمي العالم للتحرك بسرعة لإنقاذ إخواننا هناك وإعادة حقوقهم وكرامتهم التي سلبت منهم. وإعادة مجدنا وتاريخنا التليد ونعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس.


ـــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-09-2017, 07:28 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة "مينداناو" مستقبل السلام والحرب للمسلمين في الفلبين

"مينداناو" مستقبل السلام والحرب للمسلمين في الفلبين
ــــــــــــــــــــــــــ

(عدنان هاشم)
ــــــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ـــــــــــــــ






"مينداناو" أحد أكبر الجزر جنوب الفلبين ذات الأغلبية المسلمة، ارتبطت بالأذهان العربية والإسلامية منذ وقت مبكر مطلعِ سبعينيات القرن الماضي، وسكانُها المسلمون هم العائلات الأعرق في الفلبين، وسكانُها الأصليون.
تتألف البلاد الفلبينية من أرخبيل من الجزر يضمُّ أكثر من سبعة آلاف جزيرة، لكنَّ الجزرَ المسكونة عددُها 730 جزيرةً فقط. وتضمُّ هذه الجزر أكثرَ من خمسين مجموعةً عرقيةً عاشت على سجيَّتها منذ آلاف السنين وسط الغابات الكثيفة والبراكين الثائرة.

خلفية تاريخية:
ــــــــ

وصل الإسلام إلى جزر الفلبين في أعقاب القرن السادس الهجري، وكانت بداية الوصول عبر جزيرة صولو، وحمل المسلمون من أهل المنطقة مسؤولية الدعوة بمساعدة من وصل إليهم من التجار العرب فانتشر الإسلام في مينداناو، حيث وصل بعض الأشراف إليها سنة 880هـ يدعون إلى الإسلام فوصلوا إلى ماجنداناو ثم واصلوا إلى لاناو في الجنوب الفليبيني وتقدموا إلى مانيلا في الشمال وتأسست ممالك إسلامية في الجزر السابقة.(1)

حتى القرن الرابع عشر الميلادي بدأت الأطماع الغربية ورُدَّت جحافل الغزاة بمقاومة شرسة من الملاويين المسلمين الذين قاموا بإنشاء إمارتين إسلاميتين فيها وهما: مانيلا في جزيرة لوزون، وجولو في جزيرة منداناو.

وانتشر الدين الإسلامي بين سكان الجزر حتى أصبح معظمهم مسلمين، كأول ديانة سماوية تصل تلك البلاد، وهدموا الوثنية. ومع سقوط الأندلس عام 1492م تراجعت هيبة المسلمين بشدة، وبدأت سلسلة من الحملات الاستعمارية على جزر "عذراء ماليزيا" ووصل إلى تلك الجزر البرتغالي فرديناند ماجلان عام 1521، وحاول السيطرة عليها، لكنه دخل في حرب مع سكانها المسلمين وهو ما أدى إلى مقتله وانهزام الأسطول البرتغالي الذي كان مرافقاً له. وسمع الإسبان بما حدث لماجلان وأسطوله في تلك الجزر النائية، فأرسل الملك الإسباني شارل الخامس أسطولاً لاحتلالها، كان بقيادة النوخذة روي لوبيز دي فيلا لوبوس عام 1536، فدخلها وأقام قاعدة بحرية إسبانية في جزيرة لوزون، وأطلق على تلك الجزر اسم "الفلبين" على اسم الأمير فيليب ابن الملك شارل الخامس.(2)

ومن ثَم قام الجيش الإسباني بقيادة ميغل لوبيز دي لاجازي بغزو الفلبين عام 1565 واحتلال كامل جزرها، وجعل مانيلا عاصمة لها. وجاءت محاكم التفتيش مع الغزاة الإسبان، وراح الجزويت والفرنسيسكان ينشرون النصرانية، وأكرهوا السكان المسلمين هناك على ترك دينهم واعتناق الديانة الكاثوليكية الرومانية، والموت كان ملازماً للرافضين، وتحوّل معظم شعب هذه الجزر عن الديانة الإسلامية إلى الحدّ الذي لم يبقَ من معتنقيها سوى نحو 5% من مجموع السكان البالغين اليوم نحو 80 مليون نسمة، والمسلمون موجودون في جزيرة منداناو القريبة من بلاد الملايو. ومن بين الفظائع التي ارتُكبت حرقُ مدينة "أمان الله" وتدميرها بالكامل، ثم تم إعادة بنائها دون ترك أيٍّ من معالمها الإسلامية.
الفلبينيون شعب قوي ومحارب بشكل عام؛ فبعد أن انهزمت إسبانيا (1898م) أمام الولايات المتحدة الأمريكية، رأت مدريد أنها لن تستطيع الاحتفاظ بالفلبين، فسلمتها للولايات المتحدة الأمريكية مقابل ملايين الدولارات. الكاثوليكيون الجدد الذين تحولوا عن دينهم مع الإسبان قاتلوا بشراسة واستمرت انتفاضتهم حتى عام 1901 حيث تمكَّن الجيش الأمريكي من إخماد الثورة بعد أن قتل منهم 200 ألف شخص، وأقام الأمريكيون قواعد عسكرية دائمة لهم في الفلبين.
وخلال الحرب العالمية الثانية سقطت هذه البلاد في أيدي اليابانيين الذين ظلوا فيها حتى انهزموا في نهاية الحرب عام 1945م. فأعطت واشنطن الفلبين الاستقلال 1946م مع الاحتفاظ بقواعدها العسكرية.

من الوهلة الأولى للاستقلال تطلع المسلمون في جزيرة منداناو نحو الاستقلال لعدم إيمانهم بالانتماء إلى الفلبين، وبدأ الصدام بينهم وبين الدولة الفلبينية. ورغم المساعدات العسكرية الكبيرة التي قدَّمتها الولايات المتحدة إلى الفلبين لمواجهة المقاومة الإسلامية، إلاّ أن الجيش الفلبيني عجز عن قهر الثوَّار. وتكونت جماعات مقاوِمة أبرزها جبهة تحرير مورو الوطنية في عام 1962م لتخوض حرباً ضد التحدي الذي تعرض له المسلمون الذي تمثله منظمة "إلاجا"؛ حيث قتلت أكثر من مائة ألف مسلم، وشرَّدت نحو مليوني مدني مسلم، واغتصبت مئات آلاف الهكتارات من أراضي المسلمين، وأحرقت البيوت والمساجد والمدارس.(3)(4)

وتُوجَّ نضال هؤلاء المسلمين بعد فشل النظام الحاكم، بعدة اتفاقيات اعتراف النظام الحاكم بنظام حكم واسع الصلاحيات للجزر الإسلامية وبالرغم من فشل التنفيذ عدة مرات بخروقات النظام، إلا إنه في عام 2014م، جرى التوقيع على اتفاق يفضي إلى نظام فيدرالي يضمن تحويل الجزر الخمس ذات الأغلبية الإسلامية إلى كيان جديد يسمى (بانغسامور) كنظام حكم ذاتي له برلمانه وحكومته والسيطرة على ضرائبه، وهو ما اعتبرته جبهة تحرير مورو بداية انتصار لقضية المسلمين هناك، ويراه محللون بداية للاستقلال، بينما عارضته حركات مسلحة أخرى.

مجازر الإبادة الجماعية:
-------------

اتَّخذ الحكمُ الفلبيني الظالم قراراً بمجرد أنِ اعترفت واشنطن عام 1946م بالفلبين كدولة مستقلة، واتخذت قراراها بضم جزر (بانغسامورو) لهذه الدولة، حيث أصدر قراراً ينص على أن "ممتلكات المسلمين هي جميعاً للقطاع العام"، وعندما بدأ المسلمون الذين سُلبتْ منهم الحقولُ والجوامع والحدائق في المقاومة، بدأتِ الحكومةُ مذبحةً جماعية، غير أن أكبر مذبحة في الفلبين حدثتْ في السبعينيات في جزيرتي (مينداناو) و (مورو)، حيث كان يحكم الفلبين في ذلك الوقت شخصٌ يهودي أتى من إسبانيا، يدعى (مانوال الكوصون)، فأحضر الناس من شمال الفلبين، أو من دول أخرى من العالم، وعمل على توطينهم في جنوب الفلبين، تماماً مثلما يبيدون الفلسطينيين بتوطين اليهود في فلسطين، واحتلَّ النصارى المهاجرون منازلَ وحدائق ومساجد المسلمين، وبدؤوا في محاربتهم، وأثناء هذه الحرب اتَّخذ الجيش الرسمي للفلبين جانب النصارى الذين يحاربون المسلمين العزل من السلاح.(5)

وبدأت قضية شعب المورو المسلم تأخذ الطابع الدولي منذ عام 1967 ميلادية، حينما حلَّت النكسة بالدول العربية باحتلال الكيان الصهيوني لأراض من الأردن وسوريا ومصر، فوجدت حكومة الفلبين في انشغال العالم الإسلامي بمشكلة الشرق الأوسط فرصة فعملت على تصفية قضية شعب المورو المسلم نهائياً، ووضعت العالم الإسلامي والعالم كله أمام الأمر الواقع.(6)

قامت الحكومة الفلبينية بتشكيل منظمة إرهابية لاغتيال المسلمين، وهي منظمة "إيلاجا" التي نفَّذت كثيراً من عمليات اغتيال المسلمين من أبناء المورو.(7)

ولأجل مواجهتها تكونت جبهة تحرير "مورو" لتخوض غمار حرب صليبية طويلة الأمد، وبدأ التحدي الصليبي بشن هجمات إبادة جماعية على المسلمين في الفلبين، كما جاء في عريضة منظمة تحرير شعب المورو المرفوعة إلى لجنة حقوق الإنسان، التي اتهمت فيها حكومةَ الفلبين بقتل وجرح ما لا يقل عن مائة ألف مسلم، وشردت نصف مليون، واغتصبت مليون هكتار من أرضي المسلمين، وحرقت البيوت والمساجد والمدارس، وجاء في الكتاب الأبيض الذي قدمه المسلمون إلى حكومة الفلبين في سنة 1956م: إن عدد المذابح والحوادث الدامية التي ارتُكبت ضد المسلمين في جنوبي الفلبين بلغ 417 حادثة في ثلاث سنوات.(8)

وحتى توقيع معاهدة وقف إطلاق النارعام 2003م كان عدد القتلى من هؤلاء المسلمين قرابة 150 ألف، وجُرِّفت آلاف الهكتارات من المزارع ومئات المدارس والمنازل دُمرت.

اقتصاديات المناطق الإسلامية:
--------------

في سنة 1388هـ كان إنتاج جزيرة مينداناو 56% من إنتاج الذرة في الفلبين و 55% من إنتاج البن الفلبيني، و 50% من جوز الهند، و 50% من الأسماك، و 39% من إنتاج اللحوم، و 29% من إنتاج الأرز، و 100% من إنتاج المطاط بالفلبين، و 50% من إنتاج الفاكهة، و 100% من إنتاج الموز، وهكذا دور جزيرة مينداناو في اقتصاديات الفلبين. ولقد اكتُشف البترول أخيراً في منطقة بحر سولو، لهذا زحف النصارى على المناطق الإسلامية في ظل الحكم الحاضر، وانتزعوا الأراضي الزراعية من المسلمين بقوة الجيش الفلبيني.
وبالرغم من ذلك فالمسلمون يعيشون في ظل مستوى اقتصادي متدهور نتيجة الكفاح لتحرير المناطق الإسلامية ونتيجة للخسائر المروعة التي يسببها جيش الفلبين بإحراق القرى والمزارع، وكذلك نتيجة لمؤامرات التخريب التي تدبرها السلطات الحاكمة، فحوالي 80% من المسلمين يعيشون بدخل أدنى من المتوسط وهم فئات الفلاحين، والصيادين ويعانون من(10):

1- الجهل بتعاليم الإسلام.
2- تعدد اللغات.
3- انتشار الأمية.

وبالرغم من أن المسلمين في جزيرتي (مينداناو) و (مورو) هم الأغلبية، إلا أن النصارى هم من يديرون ويسيطرون على كل شيء في الدولة، ومع الأسف لا يعترفون بقدرة المسلمين على فعل شيء كهذا، إلا أنه توجد مدارس خاصة بالمسلمين؛ فعلى سبيل المثال توجد جامعة خاصة تنتمي لجمهورية فلسطين الإسلامية، ويتم تدريس موادَّ مختلفةٍ للغاية في هذه الجامعة، كما لا توجد قيود بخصوص فتح مدارس ابتدائية وثانوية خاصة.(11)

وتحاول حكومة الفلبين ضم هذه المؤسسات التعليمية إليها، لتعرقل نمو القطاع الإسلامي في البلاد، وتعاني المؤسسات التعليمية من عدة مشكلات، منها مشكلات إدارية، ومالية، وتشرف على تعليم المسلمين جمعيات إسلامية، وتدار هذه المؤسسات بجهود ذاتية، وإلى جانب المشكلات السابقة هناك النقص في عدد المعلمين، وتخلُّف المسلمين من أبناء البلاد ثقافياً، وكذلك قلة الكتب، والعجز المالي، ومن المؤسسات التعليمية معهد مينداناو العربي الإسلامي وتتبعه 316 مدرسة، وهناك معهد ماراواي الإسلامي، وتتبعه 52 مدرسة، وكذلك كلية فكاسم، وتوجد في مدينة مداراوي، ويتبعها العديد من المعاهد، وتقدم تعليماً إسلاميّاً باللغة العربية. ويضاف إلى ما سبق جامعة الفلبين الإسلامية وكانت تسمى معهد كامل الإسلام، ولها فروع في عدة مدن، في تامبادان، ولمباتان، ومالاينج، وميدالام، وغيرها من المدن الإسلامية. وفي الفلبين مركز الملك فيصل للدراسات العربية الإسلامية، ويوجد ضمن جامعة مينداناو. وهناك المدرسة التجريبية لتعليم اللغة العربية التي تتبع مركز الملك فيصل.(14)

الاتفاق:
---

بعد أربعة عقود من صراعٍ دامٍ خلَّف مئات الآلاف من القتلى والمشردين في جزيرة مينداناو جنوبي الفلبين، أعلنت الحكومة الفلبينية أنها توصلت لاتفاق "تاريخي" مع جبهة تحرير مورو الإسلامية لإحلال السلام، ويتضمن الاتفاق - الذي تم التوصل إليه برعاية ماليزيا ورحبت به الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تعهدتا بدعمه - إقامة منطقة حكم ذاتي يطلَق عليها اسم "بانغسامور" التي تشير إلى المسلمين والأقلية غير المسلمة التي تعيش في جنوب الفلبين، تحل محل المنطقة الموجودة حاليا في مينداناو التي أقيمت عام 1989 وتشمل خمس مناطق تقطنها أغلبية مسلمة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.(15)

تلك التجربة التي مضى عليها 23 عاماً اعتبرها الرئيس الفلبيني بنيونو أكينو لدى إعلان الاتفاق "تجربة فاشلة"، معللاً ذلك بأنها أدت إلى "استمرار الشعور بالغربة لدى كثير من الناس لم يجدوا وسيلة للتعبير عن حزنهم إلا عبر فوهة البندقية".

ومنطقة الحكم الذاتي التي ستمثل 10% من أراضي الفلبين ستكون لها شرطتها الخاصة وبرلمان محلي وصلاحية جباية الضرائب. أما الدفاع فيبقى من صلاحيات الحكومة المركزية. وسيترأس قادة جبهة مورو سلطة مؤقتة في المنطقة قبل تنظيم انتخابات محلية عام 2016.(16)

ونبه أكينو إلى أن هذا الكيان الجديد (بانغسامور) سيلتزم بالدستور "لضمان أن البلاد ستظل دولة واحدة وشعباً واحداً وستواصل الحكومة الوطنية ممارسة الاختصاصات الحصرية بشأن الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والسياسة النقدية والعملة والجنسية والتجنس". وأضاف "سيحصل المواطنون الفلبينيون في بانغسامور على حصة عادلة من "الضرائب والعائدات وثمار الإرث الوطني".

ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الحكم الذاتي قبل نهاية ولاية الرئيس الفلبيني التي تنتهي في يونيو 2016م الحالي، ويظهر أن الجبهة متماسكة من أجل تنفيذ القرار بينما رفضت بعض المجموعات الصغيرة المقاتلة هذا القرار وطالبت بانفصال كامل. ويستشهد مراقبون بانفصال أحد قادة المقاتلين ويدعى أمريل أومبرا كاتو عن الجبهة عام 2011 وتشكيله فريقاً يرفض المفاوضات، ويشن هجمات على الجيش التابع للنظام الفلبيني.

صعوبات وعقبات:
--------

نستطيع أن نبين أبرز الصعاب والعقبات التي يواجهها المسلمون في الفلبين، منها:
1- كون المسلمين قلة قليلة في البلاد، إلى جانب العديد من الديانات، وهذا حاصل أيضاً في غير الفلبين من المناطق التي تكون ضمن الأقليات الإسلامية.

2- التخلف الشديد الذي يتجلى في النقص الحاد في الخدمات التعليمية والصحية، والذي يعود سببه - من وجهة النظر الإسلامية - إلى سيطرة الحكومة في مانيلا على الثروات الطبيعية للمناطق الإسلامية.

3- الخلخلة السكانية: حيث يتهم المسلمون الحكومة المركزية بتهجير آلاف النصارى إلى الجنوب لإحداث تفوق عددي على المسلمين هناك. فمع سياسة التهجير انتشرت الدعوة الإسلامية في معظم البقاع بالفلبين حيث يبلغ عدد المراكز الإسلامية في الفلبين أكثر من 40 مركزاً إسلاميّاً تقريباً، منتشِرة في عواصم المسلمين جنوب البلاد، كما يبلغ عدد المساجد أكثر من تسعين ألف مسجد تقريباً، سوى المصليات.(19)

4- إن مناطق المسلمين هي من أغنى المناطق في البلاد؛ فهي تنتج أكثر من 60% من جملة محاصيل الدولة، ومع ذلك تجد المسلمين هم أشد الناس فقراً، وهذا يعود إلى أن الحكومة الفلبينية تَظْلِم المسلمين وتَحْرِمُهُمْ من حقوقهم.(20)

5- استمرار الصدام العسكري بين الثوار المطالبين بحقوقهم والاستقلال وبين الجيش النظامي الفلبيني.

6- التهميش السياسي؛ إذ ليس لدى المسلمين أي ممثل في الحكومة أو القضاء.

7- انشقاق الحركة الوطنية بسبب الخلافات القائمة بين الجبهتين الوطنية والإسلامية حول أسلوب العمل الوطني بين الاستقلال التام أو الحصول على بعض المكاسب المؤقتة.

8- ضعف الاهتمام الدولي وخاصة الإسلامي بقضيتهم.

9- تُماطل الحكومة الفلبينية في منح المسلمين حقهم في حكم أنفسهم، واستمرار دعم الجماعات النصرانية ضدهم.
مستقبل الحرب والسلم في مينداناو:

يضمن الاتفاق الذي تم توقيعه رسمياً عام 2014م، وسيطبق هذا العام 2016م، إيجاد الحلول الكفيلة بإنهاء المعوقات والأوضاع السيئة للشعب المسلم في الفلبين، صحيح أن نظام الحكم الذاتي ليس استقلالاً، لكنه كفيل بإنهاء صراع ثلاثة أجيال من المسلمين ويبدأ بالتركيز نحو تنمية المجتمع المسلم، وهو ما يعتبر أيضاً استقلالاً وإن كان جزئياً؛ فالمسلمون في الفلبين ليسوا بحاجة - خلال الجيل الحالي على الأقل - إلى إيجاد سياسة خارجية كاملة تخصهم، هم بحاجة ابتداءً إلى تكوين دعائم وجودهم ككيان موحد لإبقاء حقوقهم لذلك:

1. إن استمرت الحكومة وأنجزت الاتفاق فسيكون نهاية الزمن المرير للمسلمين وسيبقى في أذهان الأجيال القادمة من أجل الدفاع.
2. إلقاء السلاح من قبل الثوار- الذي يقدر بـ 15 ألف قطعة سلاح - ليس بتلك الأهمية التي قد ينظر إليها بعض المتحمسين الإسلاميين في الفلبين فالأسلحة هي أسلحة خفيفة وإن كانت أكبر قليلاً إلى المتوسطة، وقديمة جداً، فبكل الأحوال قد انتهت خدمتها، وعندما تحين الحاجة ستعود الأسلحة بشكل أحدث بالتأكيد.
3. استمرار النضال بمستوى آخر كما قال رئيس جبهة تحرير مورو مراد إبراهيم: "نضالنا لم ينته بالتوقيع على هذا الاتفاق؛ ولكنه رفع نضالنا إلى مستوى آخر وهو النضال من أجل بناء أمتنا التي تعرضت للدمار على مدى عقود، ولذلك فإن اتفاق الإطار هذا يفتح المجال لنا لإقامة حكومة بانغسامور والتي تشمل جميع شعب بانغسامور وتمنحنا فرصة لتطوير وتنمية وطننا وشعبنا وتمكننا من العيش كشعب منفصل تحت سلطة الحكومة الفلبينية، العلاقة ستكون متماثلة بمعنى أنه سيكون لنا شكل خاص بنا للحكم وبالتحديد حكومة وزارية ولكنها في ظل حكومة الفلبين".(21)
4. ستستمر المطالبة بالتحرر والانفصال سواءٌ جماهيرياً أو عبر الحركات المسلحة التي رفضت الاتفاق، ومع ذلك سيكون العنف قد تراجع بشكل كبير جداً، وسيشعر شعب المورو بالأمان، وبداية تكوين حياتهم المستقرة، والتي تبدو ظاهرة منذ 2012م عندما توقف إطلاق النار عدا بعض الحوادث البسيطة.
5. سيضمن الشعب المسلم انتزاعه لثمرة نضاله وتضحياته خلال العقود السابقة وسيكون لهم التمثيل السياسي والوظيفي والمحاكم والحكومة وحتى البرلمان العادل الذي يمثلهم ضمن الإقليم، بالإضافة إلى حصة الإقليم من موازنة الفلبين، مع احتفاظ إقليمهم الإسلامي بعائدات الضرائب والتجارة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
(1) الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا - سيد عبد المجيد بكر.
(2) Islam in the Philippines https://en.wikipedia.org/wiki/Islam_in_the_Philippines
(3) الفلبين، أزمة أمة لم تلد بعد، محمد خليفة 2008-02-13
http://www.ssnp.info/index.php?article=35987
(4) راجع المصدر(1)
(5) د. صفر الله ديباتوان رئيس مركز حركة العدالة الاجتماعية في (بانغسامورو).
الفلبين تقوم بمذابح جماعية للمسلمين 12/7/2009
http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pI6ODPv
(6) عبد الباقي أبو بكر، أمين عام العلاقات الخارجية لجبهة تحرير شعب المورو. مقابلة مع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/nawafeth/s...rt-42-4662.htm
(7) عبد الباقي أبو بكر، أمين عام العلاقات الخارجية لجبهة تحرير شعب المورو. مقابلة مع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/nawafeth/s...rt-42-4662.htm
(8) كتاب حاضر العالم الإسلامي: وقضاياه المعاصرة. جميل عبدالله محمد المصري،‎ ص370
(9) جبهة تحرير مورو الإسلامية - الجزيرة نت 2008م.
http://www.aljazeera.net/specialfile...4-b877f211dd11
(10) http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pTrmz5A
(11) د. صفرالله ديباتوان رئيس مركز حركة العدالة الاجتماعية في (بانغسامور).
الفلبين تقوم بمذابح جماعية للمسلمين 12/7/2009
http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pI6ODPv
(12) http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pTcoMIP
(13) الأقلية المسلمة في الفلبين - موقع الإسلام 23/5/2012
http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pU3uzza
(14) المصدر السابق
(15) حكومة الفلبين وجبهة مورو توقعان اتفاق سلام - الجزيرة نت 27/3/2014م.
http://www.aljazeera.net/news/intern...84%D8%A7%D9%85
(16) الجزيرة نت، انظر المصدر (14).
(17) الجزيرة نت، انظر المصدر (14).
(18) جبهة تحرير مورو الإسلامية - الجزيرة نت 2015م.
http://www.aljazeera.net/encyclopedi...85%D9%8A%D8%A9
(19) رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين، الشيخ إسماعيل إبراهيم كلالاغان - شبكة الألوكة - 28/3/2013.
http://www.alukah.net/world_muslims/...#ixzz45pOh1PGy
(20) المسلمون في الفلبين2005 محمود بيومي
(21) مقابلة مع تلفزيون الجزيرة يناير 2013 – برنامج لقاء اليوم، شاهده الباحث.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-09-2017, 07:35 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة مسلمو الهند بين مطرقة الفقر وسندان الاضطهاد

مسلمو الهند بين مطرقة الفقر وسندان الاضطهاد
ــــــــــــــــــــــــ

(بسّام الشجاع)
ـــــــ

15 / 10 / 1438 هــ
9 / 7 / 2017 م
ـــــــــــــ





منذ فجر التاريخ بدأ التدافع بين الحق وأهله والباطل وحزبه، ولا يزال الأمر كذلك منذ أن وُجد الإنسان على هذه الأرض وفي هذه الحياة، والصراع بين هابيل وقابيل دائم مستمر يتكرر من حين إلى آخر، والجميع يدرك بل يلامس حيثيات هذا الصراع حتى أولئك الماديون والملاحدة يؤمنون بوجوده ويختلفون في تفسيره وماهيته؛ فالبعض مثل "ماركس" يرى بأنه صراع بين الطبقات، والبعض الآخر مثل "هنتنغتون" يرى بأنه صراع بين الحضارات، أما "داروين" فيفسر حركة التاريخ بأنها صراع من أجل البقاء.

غير أن المتتبع لآيات القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف لا يعجزه أن يقفَ على حقيقة مفادها أن هذا الصراع يجري وفق سنة كونية أقام الله عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق، بحيث تخلو من الشر، وبالمقابل لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق.

وتسمى سنة التدافع، والآيات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة، منها قوله تعالى: {كذلك يضرب الله الحق والباطل} (الرعد:17)، وقوله سبحانه: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} (الإسراء:56)، وقوله عز وجل: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم} (محمد:3)، فهذه الآيات - وغيرها ليس بالقليل - تبين حقيقة مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. والقرآن الذي نزل على محمد يسمى بـ (الفرقان) وذلك لِما فيه من فارق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، ولما فيه من تفرقة بين نهج السماء ونهج الأرض، وبين تشريع البشر وتشريع رب البشر.

لذلك لا نستغرب إن رأينا وحوشاً ضارية في أشكال بشر تتمرد على كل القوانين وتنهش في جسد الإنسانية وتهتك ستر التعايش وتحول الحياة إلى مأتم وتُعلِّب الأحزان وتوزعها على الضعفاء والمساكين.

ففي بلد يعد ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عددُ السكان بعد الصين. وطبقاً لتقديرات عام 2001م فقد بلغ عدد سكانها أكثر من مليار وتسعة وعشرين مليون نسمة، والأول من حيث التعددُ في الأعراق واللغات والديانات. بلد الفلاسفة والرواة والحُواة... بلد الأساطير والخرافات التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل... إنها الهند، ففي الوقت التي تظهر فيه الأصابع المحترفة المتلاعبة بحركات الأفاعي الراقصة في هذا البلد، تظهر فيه أيضاً الأيادي والأصابع التي تتلاعب بحياة الناس وتعبث بأرواحهم؛ ففي الهند يتشكل نموذجاً عملياً لعالم معاصر يحكمه منطق القوة والقهر وتُأله فيه المصلحة. هذه البلدة دخلها الإسلام قديماً بمنهج يضبط إيقاع الحياة المليئة بالأساطير والأوهام ويحررها من الظلم والجور، حمل المسلمون إلى الهند قوارب النجاة ومشاعل النور.

وكانت بداية الحملات الدعوية والفتوحات الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم اختفت بعهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وذلك بسبب انشغال المسلمين بقتال الفرس وبقضاياهم الداخلية ثم عادت وكانت أكثر الحملات تنظيما إبان الحكم الأموي سنة 92هـ، على يد القائد المسلم محمد بن القاسم الثقفي.
وكانت إمبراطورية المغول المسلمين في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري.

ثم ضعفت شوكة المسلمين في رفع تلك المشاعل، ووهنت سواعدهم، وخارت قواهم؛ وكانت النتيجة الحتمية (عودة الظلام وتراجع الخطوات)، ورغم الضعف والوهن إلا أن الإسلام ظل نوره مشعاً في الهند؛ حيث يقدر عدد المسلمين في الهند بحوالي 200 مليون مسلم، أي حوالي 15% من سكان الهند.

ولا شك أن تكالب الأمم وتداعيها سيلفح مسلمي الهند بشيء من الألم والمعاناة، كما هو حال إخوانهم في بورما وكشمير من قبل والشيشان والعراق وغيرهما.

هذا هو حال الأمة الإسلامية الآن، وللمسلمين في الهند نصيب سيئ، وهو ما جعلهم يقبعون بين مطرقة الفقر وسندان الاضطهاد، ولا شك أن الفقر والاضطهاد خطران كبيران يهددان المسلمين في الهند ولا يقل أحدهما خطورة عن الآخر ولا شك في أن ثمة علاقةً بينهما؛ تتمثل في طبيعة توجه الحكومات التي تنعكس على أوضاع المسلمين، والناتج أيضاً عن تحالف الديانات السماوية المحرفة والمعتقدات والطوائف الخرافية والمعادية للإسلام.

لذلك يقول الخبراء - كما جاء في صحيفة (الرياض) في 24/8/2007م -: إن المسلمين في الهند يشعرون بمشاكل (الهوية والأمن والمساواة)؛ حيث إن المسلمين يحملون عبء الوسم بعدم الوطنية. وعن معاناة المسلمين بعد مرور ستة عقود على الاستقلال، يرى البعض أن وراء ذلك لا مبالاة الدولة التي لم تحرص على توفير المساواة في الصحة والتعليم والتوظيف. وهذا بدوره ساهم في تفاقم مشكلة الفقر لدى مسلمي الهند، والفقر قد قرنه الرسول صلى الله وسلم بالكفر فقال: "كاد الفقر أن يكون كفراً" (ضعفه الألباني).

وفي ظل ممارسات حكومات الهند الخاطئة وإدارة ظهرها لمسلمي الهند وواقع أمة الإسلام وضعف الروابط الأخوية، يعيش مسلمو الهند مرحلة عصيبة من شظف العيش فقد نقلت شبكة رسول عن دراسة هندية حديثة صدرت نهاية نوفمبر 2011 عن مركز غالوب أبو ظبي تحت عنوان "المسلمون في الهند يثقون في الديمقراطية رغم التحديات الاقتصادية والتعليمية" بالإضافة إلى دراسات تمثل مواطنين محليين تم إجرائها في عامي 2010 – 2011م، ضمت 9518 هندياً من بينهم 1197 هندياً مسلماً، كشفت أن الهنود المسلمين غالباً ما يتم تصنيفُهم على أنهم فقراء.
وعن الوضع المادي لمسلمي الهند، كشفت الدراسة أن الهنود المسلمين يعتبرون أكثر شعوراً بالحرمان الاقتصادي وعدم الرضا من بقية الجماعات الدينية الأخرى وغالباً ما يعيشون تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن 65% من المسلمين أكدوا أن مستوى معيشتهم ظل كما هو أو يزداد سوءاً.

وأشارت الدراسة إلى أن 47% من المسلمين أكدوا أنهم يجدون صعوبة في العيش، بينما قال 23% منهم إنه مرت عليهم أوقاتٌ في السنوات الماضية لم يملكوا فيها من المال ما يكفي لشراء الطعام الذي احتاجوه هم أو أسرهم·
لا يكاد يوجد خلاف حول حقيقة كون المسلمين الهنود اليوم، هم أقل تعليماً وأفقر وأقصر عمراً وأقل تمتعاً بالضمانات، وأقل صحة من نظرائهم غير المسلمين «هندوس وبوذيين ونصارى»، حسب ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في 1/9/2006م.

هذا جانب من المعاناة التي يعيشها المسلمون في الهند. أما الجانب الآخر وهو جانب الاضطهاد فإن الرسالة المعادية للمسلمين واضحة منذ زمن رغم التعتيم الإعلامي وعدم تسليط الضوء عليها.
وهي بطبيعة الحال كما ذكرنا في المقدمة تأتي وَفق سنة التدافع والصراع بين الحق والباطل، وكل ما يحدث من اضطهاد للمسلمين في أي بلد يعود إلى طبيعة العلاقة بين المتطرفين - سواء أكانوا بوذيين أم هندوس أم غيرهم - وبين الأحزاب الحاكمة في البلد.

ففي ولاية جوجارات التي كان رئيسها (نارندرا مودي) الذي يشغل اليوم منصب رئيس الوزراء وهو زعيم بارز في حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف، جاء في تقرير مسلمو الهند.. المنقذون المضطهدون أن شبكة تلفزيونية عرضت تسجيلاً سرياً أجراه مراسل مجلة (تيهيكا)، يكشف أن رئيس الولاية (نارندرا مودي) منح الهندوس الضوء الأخضر لشن هجوم على المسلمين.

وأكدت التسجيلات أن مودي قال: إنه سيفجر مناطق المسلمين في مدينة أحمد آباد، ونقلت عن (هاريش بات) - من الجماعات الهندوسية التي تنتمي للحزب - قوله "إنه (مودي) أعطانا ثلاثة أيام للقيام بكل ما نستطيع، ولن يعطينا وقتاً آخر، لقد قال ذلك علناً".

وبعد نحو 6 سنوات من المذابح التي ارتكبت بحقهم، لا يزال ضحايا اعتداءات الهندوس على المسلمين في ولاية جوجارات الهندية، ينتظرون يد "العدالة" كي تنصفهم، بعد أن أدت الهجمات التي شنها الهندوس بدعم حكومي إلى مقتل 2500 مسلم، واغتصاب 400 مسلمة. وذكر مركز أمان الحقوقي الأردني في يوليو 2007م أن الوفد الهندي الذي يزور مكتب منظمة العفو الدولية في واشنطن الأمريكية قال: "إنه من المؤسف أنه وبعد 6 سنوات من المذابح التي جرت بحق المسلمين في جوجارات، لا يزال مرتكبو الجرائم خارج يد العدالة".

وأضاف التقرير آنف الذكر أنه في يوم 28 فبراير 2002م قامت مجموعة من الهندوس بإحراق 18 مسلماً أحياء في مدينة أحمد آباد عاصمة ولاية (جوجارات) غرب الهند، وذلك وسط تصاعد التوترات بين الهندوس والمسلمين.
وقال (بي.سي. باندي) المسؤول في الشرطة الهندية لوكالة الأنباء الفرنسية: "إن الحادث وقع في حي شامنبورا بالمدينة الذي تقيم فيه غالبية مسلمة"، وتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا. وفي اليوم التالي شن المتطرفون الهندوس هجوماً على مسلمي ولاية جوجارات، وأحرقوا ثلاثين مسلماً وهم أحياء. وكانت حصيلة الضحايا المسلمين حوالي 2500 مسلم، وتشريد أكثر من مائة ألف معظمهم من المسلمين.

وقد أشارت جريدة الإندبندنت البريطانية إلى تورط الحزب الحاكم في الهند في تسهيل قتل ما يقارب 1000 مسلم خلال شهر أكتوبر 2014م.

ولم تتوقف سلسلة الاضطهاد عند القتل والتهجير والتهميش والإقصاء لينال حتى المقدسات الدينية؛ فلا تزال حادثة هدم مسجد بابري في مدينة أيوديا على مرأى ومسمع العالم أجمع عالقة في أذهان المسلمين.
وكيف يكون ذلك غريباً والأحزاب السياسية الحاكمة تنتهج العداء الطائفي والتمييز العرقي فقد نقلت شبكة الألوكة خبراً مترجماً من الهندية مفاده أن "سوبرامانيان سوامي" القيادي في حزب "بهارتيا جانتا" الحاكم في الهند خلال الأيام الماضية حرَّض في مؤتمر رسمي الهندوس على هدْم المساجد، وقال: إن المسجد ليس مكاناً مقدَّساً، ولكنه مَبنى يُمكن هدْمه في أي وقتٍ.

أخيراً:
====

نخلص إلى أن هناك اتفاقات معلنة أو غير معلنة لجعل الإسلام عدواً مشتركاً، وهذا ما يفسر لنا حالة الصفاء التي تعيشها مختلف ديانات العالم مع بعضها بعضاً كاليهودية والنصرانية والبوذية والهندوسية. لهذا لا تتعجب إن رأيت تقلصاً في عدد المشاحنات الطائفية بين اليهودية أو النصرانية، أو بين النصرانية أو البوذية أو الهندوسية... وهكذا، فالأمر راجع في الأساس إلى وجود عدو مشترك يشغل الجميع، ويجعلهم يقدمونه على أية مشاحنات أخرى، ويجعل الصراع معه أعظم وأجلَّ عندهم من أي صراع آخر وهذا يجسد لنا ما ذكرناه في مقدمة الحديث عن سبب العداء وهو قول الله - سبحانه وتعالى -: }ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ{ (محمد: 3).



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأقليات, العالم, الإسلامية, اضطهاد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع اضطهاد الأقليات الإسلامية في العالم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
باحث من البنك الدولي: القيم الإسلامية للصكوك تجعلها مثالية للتمويل.. وأكبر دول العالم تحتاجها Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 11-25-2014 12:24 PM
دراسة إحصائية عن الأقليات الإسلامية في العالم Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 11-07-2013 03:40 PM
الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية..من بداية الدولة النبوية حتى نهاية الدولة العثمانية Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 05-04-2012 01:09 PM
الأقليات ودورها في سقوط الدول الإسلامية تراتيل شذرات إسلامية 0 04-26-2012 03:03 PM
دراسة عن التنمية المستدامة من منظور القيم الإسلامية وخصوصيات العالم الإسلامي Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 02-13-2012 06:40 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59