#1  
قديم 10-31-2016, 08:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة هل ما زالت القدس بوصلة الصراع؟!


هل ما زالت القدس بوصلة الصراع؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(بشير الحسيني)
ــــــــــــــــــــــــ

30 / 1 / 1438 هــ
31 / 10 / 2016 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصراع؟! 830102016124937.png



بقيت القدس تتبع لدولة الخلافة العثمانية مباشرة حتى احتلال بريطانيا لها، بذريعة الانتداب والوصايا بعد قرار عصبة الأمم عام 1922م، إلى أن جاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948م فقسَّم القدس وأخضع الشق الغربي لسيطرته، وأكمل قبضته على الشق الشرقي عام 1967م، ومنذ الاحتلال البريطاني، مرورًا بالاحتلال الصهيوني، وأهل القدس وفلسطين وأحرار العرب والمسلمين ثائرون في وجه الاحتلال والعدوان، مما جعل الاحتلال الصهيوني يدرك أن انفراط عقد دولته ليس إلا مسألة وقت، وقد جاء على لسان عدد من قادة الاحتلال ما يفيد أنهم أقاموا دولتهم وسط نيام عربي إسلامي، وفي اللحظة التي يستيقظون فإنهم سيقتلعون هذه الدولة، ولهذا فالاحتلال يحاول إطالة نومة الأمة الإسلامية؛ لتأخير اندحاره.

مخططات الاحتلال وخطواته؛ لإطالة عمره:
---------------------------------

أخذت مخططات الاحتلال الصهيوني الساعية لإطالة أمد بقائه، عدة مسارات، منها:

أولًا: تهويد القدس وما حولها وتغيير معالمها، والتضييق على أهلها؛ سعيًا لإخراجهم منها، وإنزال أشد العقوبات بالثائرين في وجهه، ومحاولة إغراق الشباب في وحل الفساد والانحلال، وتهويد المناهج التعليمية، وتحطيم الانتماء في النفوس.

ثانيًا: عقد اتفاقيات سلام مع الأنظمة العربية، وخاصة دول الجوار، والسلطة الفلسطينية، وفتح باب التطبيع معهم بأشكاله المختلفة الثقافية والاقتصادية والسياسية، وزيادة الارتباط في العلاقات الرسمية والشعبية؛ حتى يتحول العدو الصهيوني صديقًا، والمسلم الذي يقاومه عدوًا، ويصبح قبول الاحتلال شريكًا فاعلًا في قيادة المنطقة أمرًا مرحبًا به.

ثالثًا: إدخال البلاد العربية والإسلامية في دوامة من العنف الداخلي، والصراع الطائفي، والاستنزاف الممتد، وإغراء الأنظمة بقمع شعوبها، والسعي لتنفيذ مخططات تقسيم المنطقة، بما يجعلها تغيب في سرداب خلافاتها، والذي يشاهد أحوال الأمة الإسلامية اليوم، ومدى انشغالها في معالجة جراحاتها المنتشرة في البقاع المختلفة، يلحظ أن تحرير القدس لم يعد أولوية لدى كثير من الدول والشعوب والفصائل، وما عاد الاحتلال الصهيوني هو العدو الأول لكثير منهم.

ما واجبنا الشرعي تجاه القدس؟
---------------------------

إن قضية فلسطين والقدس أحد أهم قضايا المسلمين في العصر الحديث؛ للمكانة الدينية لها، ولطبيعة العدو التاريخي للأمة الإسلامية والصراع العميق الممتد معه عبر التاريخ، والمستمر في المستقبل القريب، وإن الانتصار عليه يحتاج إلى نفس طويل، وديمومة التخطيط والمبادرة بالمشروعات الاستراتيجية، وهذا العمل لا ينهض به إلا مجموع الأمة في الأزمنة المتعاقبة.
إن إعادة القدس إلى واجهة الصراع، والعمل على تحريرها واجب شرعي على الأمة الإسلامية أنظمة وجماعات وأفراد، كلٌ بقدر استطاعته، فالقادر يقوم بالتكليف في حدود ما يقدر عليه، والعاجز عنه يُقيم القادر عليه، ويستحثه عليه، فالميسور لا يسقط بالمعسور، وإذا تعذر القيام بالواجب للعجز عن وسيلته، فيتوجب العمل على إيجادها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- تعدد الواجبات، وأن العجز عن الغزو ليس ذريعة للتقاعس عن الجهاد المالي والاجتماعي، كما في حديث أبي أمامة –رضي الله عنه-: «مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ».

وأستحضر هنا ما قاله العلامة البشير الإبراهيمي –رحمه الله-: "إن فلسطين وديعة محمد -صلى الله عليه وسلم- عندنا، وأمانة عمر في ذمتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون".

كيف تنصر الأقصى من موقعك؟
----------------------------

إن الواجبات تجاه القدس ينبغي أن تنطلق من فهم حقيقة الصراع، وإعادة قضية القدس إلى عمقها الإسلامي، وتعاون الدول الإسلامية المحيطة بها، وتبني المنهج المحقق لتحريرها، والقيام بواجب الجهاد الإسلامي تجاهها، وفق رؤية مستوعبة للإمكانات الزمانية والمكانية، تتحرك في ضوء برنامج متكامل المراحل، يشترك فيه الفلسطينيون والمسلمون من حولهم، ينطلق من تصحيح العقيدة، وتحكيم الشريعة بمفهومها الصحيح، واتخاذ الإسلام منهجًا عمليًا، وفق رؤية واعية لمتطلبات الصراع وتحديات المرحلة.

إن هذه الواجبات منها ما هي طويلة الأمد، مستقبلية التنفيذ، تتطلب تجهزاً واستعداداً عاماً وحشداً لكل طاقات الأمة، وهناك واجبات آنية مرحلية مرتبطة بالإمكان والاحتياج، وهذه الواجبات منها ما يتعلق بالأنظمة والدول، وواجبات متعلقة بالمؤسسات والحركات والجماعات، وأخرى ترتبط بالأفراد باختلاف تخصصاتهم العلمية والمهنية، كما أن الواجبات على من هم داخل فلسطين ليست كالواجبات على من يعيشون خارجها، مع وجود واجبات مشتركة، تشمل حفظ الكليات الشرعية الخمسة للأمة، وتغطي ملفات القضية الفلسطينية وثوابتها، تراعي دور الفرد ومسؤولية الأسرة والمسجد والمجتمع والدولة، غير أن هذه الواجبات والجهود ينبغي أن تنتقل بجملتها من التنظير والتأصيل إلى العمل والتنزيل، بحيث يكون الجهد الآني والمرحلي يوصل إلى المستقبلي الاستراتيجي، مع المحافظة على العمق الإسلامي للقضية، ونشر ثقافة الجهاد والمقاومة؛ لأنها الكفيل بالتحرير، أما الهتافات والتنديد والمقاطعة فغير قادرة وحدها على إنهاء الاحتلال، رغم أهميتها في إبقاء روح العداوة للمحتل، ومحاولة تقويم مسار الأنظمة، والضغط عليها؛ لتجري إصلاحات شمولية تجعل تحرير القدس من أهم أولوياتها.

إن السؤال الذي ينبغي أن يراود كل مسلم باختلاف عمره وتخصصه ومكان إقامته: ماذا يمكنني أن أفعل لنصرة الأقصى من موقعي؟، وبهذا تتحول الأمة كلها إلى خلية عمل رافعة لقضية القدس، فيمكن إثبات أحقية المسلمين بالقدس من خلال كتائب المتخصصين في العلوم الشرعية والتاريخية والقانونية، وتوظيف الكيمياء والفيزياء والهندسة في وسائل المقاومة العسكرية والصناعية، وقيام الأطباء بواجب رعاية المجاهدين، وأداء الاقتصاديين لدورهم في تنمية وقفيات القدس، ورعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وتوفير تمويل لمشاريع المحافظة على الهوية، وتثبيت المسلمين في القدس، ومدهم بمقومات البقاء والثبات، والاستفادة من متخصصي العلوم الإدارية في توظيف موارد الأمة البشرية والمادية لسد الثغرات المختلفة، وقيادة مشروع التحرير، وتسخير اللغات ووسائل الإعلام للتعريف بالقضية العادلة في المحافل الدولية، وحشد الأنصار لها، وتفنيد أباطيل الصهاينة، وغرس روح الانتماء للدين والوطن من خلال مناهج التعليم والمعلمين، وتقديم دراسات تعالج مشكلات الحياة المختلفة وفق أسس بحثية منهجية، تحاول استشراف المستقبل والاستجابة لتحدياته، بما يقربنا من تحرير القدس.





https://youtu.be/54kD5cmmLTE

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الصراع؟!, القدس, بوصلة, سامة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هل ما زالت القدس بوصلة الصراع؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة سامة تصل إلى البيت الأبيض عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 03-19-2015 07:16 AM
عبرات سالت على خد النبي جاسم داود شذرات إسلامية 0 07-06-2012 09:13 PM
وداع صامت جاسم داود أخبار ومختارات أدبية 2 06-10-2012 12:03 AM
لماذا لا تؤثر ثروة العرب في توجيه بوصلة السياسة الدولية؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 04-17-2012 09:03 PM
القدس في الصراع العربي الإسرائيلي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 02-03-2012 03:14 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59