العودة   > > >

التعليم والتدريب كل ما يتعلق بوسائل التعليم والتدريب .. فقرات إذاعة مدرسية ،عروض توضيحية ، حقائب تدريبية ، ألعاب تعليمية مسلية , مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2018, 02:52 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,373
افتراضي رحلة الطالب مارك مع الضاد ألهمتني


اسماعيل اسليطين علوي

لا يخفى على الجميع أن اللغات الأجنبية أصبحت جزءاً رئيسياً، سواء في حياتنا المهنية أو الأكاديمية، وخصوصاً اللغة الإنكليزية التي تعتبر لغة العلم في وقتنا الحاضر.
فاللغات بشكل عام هي النافذة التي تمكّننا من معرفة ثقافة الآخر عن قرب، كما قال أحد الحكماء.
وفي نفس السياق يضيف آخر أن الأمي اليوم ليس الذي لا يستطيع الكتابة أو القراءة، ولكن الأمي هو الذي لا يمكنه التحدث بلغة أخرى.
رغم هذا تبقى اللغة غير فعّالة إن لم نتمكن من التواصل بها، سواء كان التواصل كتابياً أو شفهياً.
كل هذا يجعلنا نتساءل حول الطريقة المثلى التي تمكننا من إتقان اللغة الهدف التي نحن بصدد تعلمها.
إذا قمت بطرح التساؤل نفسه على العامة أو على المختصين على حد سواء فإن أغلبهم سيتفق على أن العيش في البلاد الناطقة بتلك اللغة سيكون الطريقة المثلى لتعلمها.
هذا ما يسميه المختصون الانغماس اللغوي بحيث إن المتعلم يقوم بتعلم اللغة في بيئتها الأصلية. فنحن كعرب إذا أردنا تعلم اللغة الفرنسية على سبيل المثال وجب علينا الذهاب إلى إحدى الدول الناطقة باللغة الفرنسية.. والعكس صحيح مع الأجنبي الذي يود تعلم العربية.. ولكن ماذا لو كنا غير قادرين على السفر إلى بلدان أخرى؟ ماذا لو أن جيوبنا غير قادرة على توفير هذا النوع من التعلم؟ ما الحل؟
باعتباري أستاذاً للغة أجنبية فإنني دائماً ما أبحث عن سبل تجعلني أنمي مهاراتي اللغوية والمهنية حتى أتجاوز مرحلة الخطر ألا وهي أن أكون التلميذ النجيب في قسمي.
مؤخراً وأنا أبحث عن بعض المقالات في الشبكة العنكبوتية، التي من شأنها تزويد القارئ باستراتيجيات تمكنه من تطوير وتعزيز القدرات التواصلية التي تعتبر محور تركيز المتعلم والمعلم على حد سواء، لفت انتباهي أحد المقالات التي تتحدث عن تجربة أحد التلاميذ الأميركان الذين وصلوا إلى مستوى متميز من إتقان اللغة العربية، وخصوصاً في شقها الشفهي، وذلك بناءً على معايير الأكتفل العالمية لتحديد المستويات اللغوية.. مقدمة المقال جعلتني أتشوّق لمعرفة القصة كاملة حتى أتمكن من الوصول إلى الوصفة *****ية التي اتبعها التلميذ مارك، الذي كان محور اهتمام صاحبة المقال والتي تعمل كباحثة في تعلم اللغات الأجنبية.
عند لقائها الأول بمارك تقول كييكو بأن الشيء الأول الذي لاحظته هو أن مارك كان يضع سماعات على أذنيه.. فلما قامت بسؤاله عن الشيء الذي يستمع إليه، أجاب قائلا بأنه كان يستمع إلى نشرات الأخبار وأشياء أخرى باللغة العربية. وحتى يتمكن من أن ينغمس بشكل كلي في اللغة العربية قام مارك بتسجيل البرامج الإذاعية والتلفزيونية والأغاني والأخبار تحميلها على جهازه الآيبود.
رغم أن مارك كان قد قام بالدراسة في بعض الدول العربية في السابق، فإنه ببلده الأم قام بتأسيس فلسفة تعلمية لنفسه، والتي يصفها بـ"الفقاعة العربية" والتي يعتمد فيها مارك على طرق تمكنه من العيش بالدول العربية دون الحاجة إلى السفر إليها مرة أخرى.
هذه الطرق تتمثل في التفكير باللغة الهدف بشكل دائم والاستماع إلى الشعر العربي المعاصر والكلاسيكي، وأيضاً الاستماع إلى القرآن الكريم رغم أنه ليس بمسلم.
هذا ويقوم صديقنا مارك بتقليد المحادثات والخطابات حتى يتمكن من التفاعل مع اللغة بشكل كامل، وفي نفس الوقت تعزيز مستواه اللغوي.. ويركز مارك على أن الانضباط كان عاملاً أساسياً في رحلته التعليمية المليئة بالتشويق.
في الحقيقة رحلة مارك مع اللغة العربية ألهمتني وجعلتني أعقد العزم على اتباع فلسفة ناجحة كفلسفته، وذلك بتأسيس "فقاعة" مماثلة، ولكن باللغة الإنكليزية تمكنني من الوصول إلى مستويات عالية كالتي وصل إليها صديقنا الأميركي ومشاركة هذه التجربة مع تلاميذي.
النتيجة كانت هي أنني اتفقت مع تلاميذي على شراء قصص تتلاءم مع مستوياتنا، وتحميل الملفات الصوتية المرفقة بها عبر أجهزتنا الإلكترونية والسماع لها أينما حللنا وارتحلنا، كما أنني نجحت باستدعاء بعض الأصدقاء الذين لغتهم الأم هي الإنكليزية؛ كي يتحدثوا معنا عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى نتمكن من تطوير مهاراتنا الشفهية والتواصلية بشكل جيد.
في عصرنا الحالي تأسيس "فقاعة" كالتي أسسها مارك ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، كل ما يلزمنا هو عزيمة متوقدة وانضباط متواصل حتى نتمكن من تحقيق الأهداف التي أسّسناها في بداية مشوارنا التعلّمي للغة.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
ألهمتني, مارك, الضاد, الطالب, رحلت


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رحلة الطالب مارك مع الضاد ألهمتني
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غربة لغة الضاد في بلاد العرب عبدالناصر محمود أخبار ومختارات أدبية 1 09-01-2016 08:46 PM
كيف تفرق بين الضاد والظاء ؟! عبدالناصر محمود أخبار ومختارات أدبية 0 11-17-2015 09:01 AM
آفة قول الطالب ما لا يفهم عبدالناصر محمود التعليم والتدريب 0 10-13-2014 08:44 AM
حرف الضاد بين الخلط والتغيير ام زهرة دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 11-16-2013 09:52 PM
حرف الضاد بين الخلط والتغيير Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 08-26-2012 09:45 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59