|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أداب الصوم وسننه
1 – السَّحور : ” وهو بالفتح اسم ما يُتسحر به من الطعام والشراب ، وبالضم المصدر والفعل نفسه ، وأكثر ما يروى بالفتح، وقيل إن الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح : الطعام ، والبركة والأجر والثواب في الفعل لا في الطعام ” [1] وهو سنة مؤكَّدةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الأمر به ، و التأكيد عليه ، فيما أخرجه الشيخان [2] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تسّحروا فإن في السَّحور بركة )) ، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم الشعار الفاصل بين صيامنا و صيام أهل الكتاب فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلَةُ السَّحَرِ )) [3] . و ورد في فضله أحاديث كثيرة ، مما يحثُّ المؤمن على لزوم هذه السُّنَّةِ في صيامه وعدم التفريط بها ، من ذلك : - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله وملائكته يُصَلَّون على المتسحرين )) [4] . - عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السَّحور في رمضان ، فقال : (( هَلُمَّ إلى الغداء المبارك )) [5] . - عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحَّرُ فقال : (( إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوها )) [6] . - عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( البركة في ثلاثة : في الجماعة ، و الثريد ، و السَّحُور )) [7] . - ويتحقق السُّحور ولو بجرعة ماء ، و أفضله ما كان تمراً : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تسحَّروا ولو بجَرْعة ماء )) [8] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( نِعْمَ سَحُورُ المؤمن التمر )) [9] وقت السَّحُور : يبدأ وقتُه قُبيل الفجر بقليل ، وينتهي بتحقق طلوع الفجر . قال الله تعالى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } [10] وتفسير الآية بياض النهار وسواد الليل ، كما في حديث عدي بن حاتم : (( لما نزلت { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ } عَمَدْتُّ إلى عقال أسود وعقال أبيض ، فجعلتُهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغَدْتُ على رسول الله فذكرتُ له ذلك ، فقال : إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار )) [11] ومعلوم أنَّ ( حتى ) تفيد انتهاء الغاية ، فمعنى الآية أنَّ الله جعل لإباحة الأكل و الشرب غاية ينتهي ويحرم عندها وهي : تحقق طلوع الفجر وذلك بتبيّن بياضه من سواده . السُّنَّةُ في تأخير السحور : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّا معشَرَ الأنبياء أُمِرْنا بتعجيل فِطرِنا ، و تأخير سَحورِنا ، و أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة )) [12] . وعن أنس عن زيد بن ثابت قال : (( تسَّحْرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة ، قلت : كم كان بين الأذان و السّحور ؟ قال : قدر خمسين آية )) [13] . و أخرج الهيثمي وغيره بإسناد صحيح عن عمرو بن ميمون الأودي قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسْرَعَ الناس إفطاراً ، و أبطأَهم سَحوراً ) [14] * 2- تعجيل الفطر : عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عَجَّلوا الفطر )) [15] وقد بوَّب عليه الحافظ ابن خزيمة في صحيحه [16] بقوله : ( باب : ذكر دوام الناس على الخير ما عجّلوا الفطر ، وفيه كالدلالة على أنهم إذا أخّروا الفِطْرَ وقعوا في الشَّرِّ ) انتهى . و قال – رحمه الله – أيضاً [17] : ( باب : ذكر استحسان سنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ما لم ينتظر بالفطر قبل طلوع النجوم ) ثم ساق – رحمه الله – بإسناده حديثاً عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم )) قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائماً ، أمرَ رجلاً فأوْفى على شيء ، فإذا قال غابت الشمس أفطر . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الدين ظاهراً ما عَجَّلَ الناسُ الفِطْرَ ؛ لأن اليهود و النصارى يؤخّرون )) [18] . * 3 – الفِطْرُ على رُطَبات قبل الصلاة : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء )) [19] . * 4 – الدعاء عند الفطر : عن مروان بن سالم المقفع قال : رأيتُ ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكفِّ وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : (( ذهب الظمأ و ابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )) [20] . * 5 – الجود و الإنفاق و بذل الخير ومدارسة القرآن اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة )) [21] . * 6 – الاجتهاد في العبادة ، وخصوصاً في العشر الأواخر : عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ العشر شَدَّ مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله )) [22] . قال الحافظ ابن حجر [23] : ( قوله : شد مئزره : أي اعتزل النساء ) وقال : ( قال الخطابي : يحتمل أن يريد به الجد في العبادة كما يقال : شددت لهذا مئزري أي : تشمّرت له ، ويحتمل أنه يريد التشمير و الاعتزال معاً .. ) و عن عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )) [24] . * 7 – ومن آداب الصيام الواجبة اجتناب اللغو و الرفث و قول الزور و الكذب وغيرها من آفات اللسان و معاصيه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ، إني صائم )) [25] . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله تعالى : { كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به ، والصيام جُنة ، و إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد فليقل إني أمرؤ صائم )) [26] . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) [27] . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش ، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السَّهَر )) [28] وفي لفظ آخر له رضي الله عنه : (( رُبَّ صائم حَظُّهُ من صيامه الجوع و العطش )) [29] . وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تسابَّ وأنت صائم ، فإن سابَّك أحدٌ فقل : إني صائم ، و إن كنت قائماً فاجلس )) [30] . * 8 – الترغيب في إطعام الصائم : عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من فَطَّر صائماً كان له مِثْلَ أجره ، غير أنه لا ينقُص من أجر الصائم شيء )) [31] وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جَهَّزَ غازياً أو جَهَّزَ حاجاً أو خَلَفَهُ في أهله ، أو فطَّرَ صائماً ، كان له مثل أجورهم ، من غير أن ينقُص من أجورهم شيء ) [32] . ويستحب لمن أفطر عند أخيه المسلم أن يدعو له بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعاء كقوله : (( أكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ، و أفطر عندكم الصائمون )) [33] . أو قوله : (( اللهم أطعم من أطعمني ، واسق من سقاني )) [34] . أو قوله : (( اللهم اغفر لهم و ارحمهم ، وبارك لهم فيما رزقتهم )) [35] . انتهى ببعض التصرف اليسير و الاختصار من [ الإلمام بأحكام الصيام و القيام ] للشيخ رائد المهداوي . * *……………………………………….** [1] : النهاية في غريب الحديث و الأثر (3/347) [2] : البخاري (1923) و مسلم (1095) [3] : أخرجه مسلم (1096) [4] : رواه الطبراني في الأوسط ، وابن حبان في صحيحه وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1066) . [5] : رواه أبو داود ، و النسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1067) . [6] : رواه النسائي و هو في صحيح الترغيب و الترهيب (1069) . [7] : أخرجه الطبراني في الكبير وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1065) . [8] : أخرجه ابن حبان في صحيحه و هو في صحيح الترغيب و الترهيب (1071) [9] : رواه أبو داود وابن حبان وانظر صحيح الترغيب و الترهيب (1072) [10] : البقرة (187) . [11] : أخرجه البخاري (1916) و مسلم (1090) . [12] : أخرجه ابن حبان في صحيحه و غيره وهو حديث حديث صحيح وانظر السلسلة الصحيحة (4/376) . [13] : أخرجه البخاري (1921) ومسلم (1097) . [14] : مجمع الزوائد (3/154) . [15] : أخرجه البخاري (1957) ومسلم (1098) وابن خزيمة (2059) . [16] : ( 3 / 274 / حديث 2059 ) . [17] : صحيح ابن خزيمة ( 3 / 275 / حديث 2061 ) . وقوله : وكان النبي …. مدرج في الحديث من كلام الثوري أو أبي حازم كما قال الحافظ ابن خزيمة عقبه . وقال الشيخ الألباني في تعليقه على ابن خزيمة : ( إسناده صحيح ، و أخرجه ابن حبان (891) من طريق المصنف دون الزيادة المدرجة ) انتهى . [18] : صحيح سنن أبي داود (2063) وقال : إسناده حسن . [19] : أخرجه أحمد و أبو داود و الحاكم وغيره وإسناده حسن وانظر إرواء الغليل (922) . [20] : أخرجه أبو داود و الحاكم و غيرهما و حسنه الألباني في إرواء الغليل (920) [21] : أخرجه البخاري (3220) ومسلم (2308) . [22] : أخرجه البخاري (2024) ومسلم (1174) . [23] : فتح الباري (4/384) . [24] : رواه مسلم (1175) . [25] : أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1996) و الحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم و وافقه الذهبي ، وقال الألباني في تعليقه على ابن خزيمة : إسناده صحيح . [26] : أخرجه البخاري (1904) ومسلم (1151) . [27] : أخرجه البخاري (1903) . [28] : أخرجه ابن ماجه (1690) وغيره وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1083) . [29] : أخرجه أحمد [2/441] بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه . [30] : أخرجه ابن خزيمة (1994) وابن حبان وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1082) . [31] : أخرجه الترمذي و النسائي و ابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان و قال الترمذي : حسن صحيح وهو في صحيح الترغيب و الترهيب (1078) . [32] : أخرجه ابن خزيمة و النسائي في الكبرى و انظر صحيح الترغيب و الترهيب (1078) . [33] : رواه أحمد (3/118) وغيره و سنده صحيح . [34] : رواه مسلم (2055) عن المقداد رضي الله عنه . [35] : رواه مسلم (2042) عن عبد الله بن بُسْرٍ رضي الله عنه . المصدر: ملتقى شذرات
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أداة, الصوم, وسننه |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع من أداب الصوم وسننه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رفقاء السوء... | صباح الورد | الملتقى العام | 0 | 10-07-2014 08:59 AM |
أدعياء الصوم | Eng.Jordan | شذرات إسلامية | 1 | 06-23-2013 03:26 PM |
السوء الكامن | عبدالناصر محمود | الملتقى العام | 0 | 02-08-2013 06:07 PM |
من ثمار الصوم | جاسم داود | شذرات إسلامية | 0 | 08-09-2012 12:53 AM |