#1  
قديم 11-07-2016, 08:20 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة الفرقاء يجتمعون في حرب الموصل!!


الفرقاء يجتمعون في حرب الموصل!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(د. جاسم الشمري)
ــــــــــــــــــــــــــ

7 / 2 / 1438 هـــ
7 / 11 / 2016 م
ـــــــــــــــــــــــــــــ




الفرقاء 3313481521440002867.jpg




منذ أسبوعين تقريباً انطلقت العمليات العسكرية لاستعادة سيطرة حكومة بغداد على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، والتي خرجت من سيطرتها في حزيران 2014 لصالح مقاتلي تنظيم "داعش".
ومنذ أيار (مايو) الماضي، بدأت الحكومة العراقية في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل، ضمن خططها لاستعادة المدينة، التي تقول الحكومة أنها ستستعيدها من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.

التحضيرات لمعركة الموصل لم تكن عراقية بحتة، وإنما هنالك مشاركات أجنبية واضحة وكبيرة، ويمكن القول إن عشرات الدول تشارك الآن في حرب الموصل ومنها قوات من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا وكندا، وألمانيا وايطاليا، استراليا ونيوزيلندا، وغيرها، هذا فضلاً عن التواجد الإيراني العلني والمخفي في هذه المعركة الحساسة، التي لا يمكن التكهن بالزمن المتوقع لنهايتها، إلا أن الظاهر فيها أن الجميع مصممون على إخراج التنظيم من الموصل والسعي للقضاء عليه.

وبحسب وكالة فرانس برس فان القوات المشاركة بصورة علنية وبرية في حرب الموصل هي:

1. قوات عراقية يدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

2. قوات النخبة العراقية، وهي قوات يقال إنها لم تشترك حتى الآن، وتنتظر انتهاء تحضيرات الإعداد لخنق الموصل حتى تتدخل ومهمتها خوض حرب شوارع مع مقاتلي التنظيم داخل مدينة الموصل.

3. طائرات ومقاتلو التحالف الدولي، وتنفذ الولايات المتحدة 80 في المائة من الضربات، وتنفذ الطائرات الأميركية عملياتها بصورة رئيسية انطلاقا من قواعد خارج العراق، أبرزها انجرليك في تركيا كما شاركت قوات خاصة في القتال على الأرض، ونفذت قوات التحالف المتواجدة قرب الموصل ضربات مدفعية، ويتواجد حاليا ً أكثر من خمسة آلاف عسكري أمريكي.

4.البيشمركة: قوات مسلحة تابعة لإقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع باستقلال ذاتي. يفترض أنها ستنسق وتتبع قوات الحكومة المركزية، لكنها تنفذ عملياتها بشكل مستقل، وتخوض معارك ضد المقاتلين على امتداد خط مواجهات يمتد لمسافات طويلة في شمال العراق.

5. الحشد الشعبي: قوة منظمة شكلت العام 2014 وأصبحت الآن قوة كبيرة تعمل رسميا بإشراف حكومي، تتألف أغلبيتها العظمى من فصائل شيعية يتلقى أكثرها دعما من إيران.

6. القوات الإيرانية وتدعي حكومة بغداد أنها تقدم المشورة والمساعدة والتمويل لبعض الفصائل الشيعية التي تقاتل ضد المقاتلين في العراق.

إلا أن مصدراً في ميليشيا "الحشد الشعبي" أشار إلى أن "إيران بدأت بتجهيز غرفة عمليات مشتركة في سامراء، بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وبمعية قادة الحشد الشعبي وقادة الميليشيات الأخرى، بينهم حزب الله، وأن المهمة الأساسية لغرفة العمليات ستكون دراسة الموصل من مختلف الجوانب، والعمل على وضع خطة ميدانية تتناسب مع وضع المدينة من الناحية الجغرافية، وأن إيران تحاول أن تقود المعركة بلا مشاركة قوّات التحالف".
وبعد أسبوع من معارك الموصل وصل إلى مشارف المدينة قاسم سليماني مما يعني أن مشاركة إيران قد حسمت في المعركة.

7. حزب الله اللبناني: حيث إن هناك تسريبات إعلامية تشير إلى مشاركة أكثر من (800) مقاتل من حزب الله اللبناني، بحسب ما ذكر قيادي رفيع المستوى في ميليشيا "الحشد الشعبي"، العراقية، والذي أكد أنّ" زعيم حزب الله حسن نصر الله وافق على إرسال نحو 800 من مقاتلي حزبه، يمثلون قوات النخبة، بعد طلب إيراني عراقي قُدّم له رسمياً للمشاركة في معركة الموصل المرتقبة".

في الطرف المقابل للقوات الحكومية الكردية والمليشياوية والدولية هنالك تنظيم "داعش" الذي يحاول أن يفك الحصار الخانق المفروض عليه، ويسعى لتفتيت جهد القوات المهاجمة؛ ولذلك رأيناه قد لجأ إلى تنفيذ عمليات انغماسية أو انتحارية في الجبهات الأمامية للقوات المتواجدة حول الموصل مرة بسيارات ملغمة، وأخرى بدراجات نارية ملغمة، يمكنها الوصول لأهداف أدق، وأسرع، وكل هذه المحاولات تهدف لإثارة الرعب والفوضى في قوة الأطراف المهاجمة وإشغالها في حروب خلف ميدان الموصل، ولهذا لاحظنا أنه شن هجوماً مفاجئاً على كركوك عبر أكثر من مائة مقاتل، مما تسبب بإرباك القوات المهاجمة، وبالذات الكردية منها، وبعدها بأيام هاجم قوات البيشمركة في سنجار، والتي اضطرت للاستعانة بالطائرات والقوات البرية الأمريكية لإيقاف الهجوم.

التنظيم لم يكتف بشن هجمات في ميداني الموصل وكركوك، بل فتح جبهة مفاجئة في الرطبة غربي العراق، والتي لم تكن في حسابات القوات الحكومية، واستطاع أن يُسيطر عليها ثم الانسحاب منها، في محاولة لزيادة معنويات مقاتليه، فضلاً عن تشتيت القوات المهاجمة.
الملاحظ هنا أن هنالك حربا إعلامية بين الأطراف المشاركة في معركة الموصل، ولهذا نسمع بين فينة وأخرى أن القوات العراقية المدعومة بمليشيات الحشد الشعبي، تمكنت من تحرير عشرات القرى جنوبي الموصل، وذلك انطلاقا من قاعدة القيارة الرئيسية وتتقدم باتجاه الشمال عبر وادي نهر دجلة.

في الطرف الأخر وهو الكردي الذي أعلن تقدمه على الجبهة الشرقية، وتمكنه من استعادة مناطق كاملة من سهل نينوى، فيما أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنه نفذ 32 غارة على المنطقة في أسبوع قال إنه دمر خلاله 136 موقعا قتاليا و18 نفقا و26 سيارة مفخخة.
ومع أن القوات الحكومية والكردية أعلنت سيطرتها على عشرات القرى المحيطة بالموصل، فهذا لا يعني تقدماً كبيراً في ميدان المعركة، لأنه من المعلوم للذين يعرفون طبيعة تلك المناطق أن غالبية هذه القرى هي قرى صغيرة وغير مأهولة بالسكان، وعليه لا يمكن قياس السيطرة على هذه القرى على إمكانيات الطرف المهاجم، وإنما القياس الحقيقي هو معركة الموصل الداخلية، والتي يتوقع أن تكون حرب شوارع شرسة، وغير تقليدية.
مقابل هذه المعارك الطاحنة هنالك طرف مهم ومسحوق بين الطرفين هم السكان المحليون، الذين وقعوا فريسة هذه الحروب ليس في الموصل فقط، وإنما في العديد من مدن غرب وشرق ووسط العراق، وتشير الأمم المتحدة إلى أنهم أكثر من مليون ونصف، وهذا ما توقعته أيضاً المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، سارة الزوقري التي أكدت أن" الموصل تشهد وقوع كارثة إنسانية ضخمة يزيد من تفاقهما الهجوم العسكري، أن أكثر من 3 ملايين شخص فروا من المنطقة وباتوا بمثابة نازحين ويتوقع أن ينضم إليهم حوالي مليون آخرون".

فيما تتوقع الأمم المتحدة نزوح مليون مدني من المدينة تقول إنها لم تحضر سوى خيام ومعسكرات لجوء تستوعب 60 ألف مدني فقط، فأين سيذهب بقية النازحين، وما هو دور الحكومة التي تستعد للمعركة منذ عام تقريباً إلا أنها لم ترتب أوضاع النازحين المتوقع خروجهم من المدينة وهذا يؤسس لاحتمالية وجود رغبة حكومية مليشياوية لعقاب جماعي لأهالي المدينة؟!

المدنيون في الموصل يعانون اليوم من القصف العشوائي الشديد عبر المدفعية الأمريكية الذكية، والمدفعية الفرنسية، وصواريخ أرض – أرض، وطائرات b 52، f22، f 16، وa 10، بحسب ما ذكر قائد القوات المهاجمة للموصل نجم الجبوري، وجميع هذه الأسلحة الفتاكة تنهمر على الموصليين، الذين لا نعرف حتى الآن أعداد الضحايا بين صفوفهم. فما هي الجريمة التي ارتكبها الموصليون ليتحملوا كل هذه الحمم والهجمات التي لا تفرق بين المدنيين والعسكريين؟!

سبق هذه التحضيرات والمعارك تحذيرات محلية وإقليمية ودولية من إمكانية حصول جرائم حرب من قبل الحشد الشعبي تماماً كما حصل في الرمادي والصقلاوية والفلوجة، وهو ما دفع رئيس الحكومة حيدر العبادي في وقتٍ سابق، للتأكيد على أنه" لن يسمح باستمرار الجرائم التي تقوم بها المليشيات الخارجة على القانون"، داعياً "القضاء لمحاسبة المجرمين والمسؤولين عن قتل الأبرياء".
وكشف تقرير عسكري عراقي صدر في 28 الشهر الماضي، عن ارتفاع عدد أعضاء الميليشيات العراقية إلى نحو مائة ألف مقاتل، يتوزعون على 42 ميليشيا مسلّحة، 39 منها تتلقى دعماً مباشراً من إيران، والأخرى من قِبل الحكومة وشخصيات ومراجع دينية في البلاد.

وعلى خلاف هذه التصريحات التطمينية الحكومية نجد أن مليشيات الحشد الشعبي قد ارتكبت عشرات الجرائم والتي تم توثيقها بأفلام فيدوية في معركة الموصل.
إن جرائم الحشد في الموصل وغيرها أكدتها الأفلام الوثائقية التي نقلت من المناطق التي استعادتها القوات الحكومية، وهذا ينذر بكارثة كبيرة وصفحة جديدة من صفحات الانتقام الطائفي والمذهبي في العراق.

فهل ستبقى المليشيات هي اللاعب الأبرز بحياة العراقيين ومقدراتهم، وإلى متى سيبقى العالم يتفرج على هذه الجرائم، وكيف يمكن أن تنتهي حكاية هذه الانتهاكات بحق نصف سكان العراق؟!

هذه الأسئلة وغيرها لم تحسم الإجابة عنها حتى اللحظة وكأن حجة مكافحة الإرهاب فتحت الباب على مصراعيه لهجمات انتقامية وإرهابية مليشياوية طائفية في عموم المشهد العراقي، يُراد منها تنفيذ أجندات داخلية وخارجية، والخاسر الأبرز هم المدنيون الذين ضاعوا في دولة لا تعرف حقوقهم ومجتمع دولي لا يحرك ساكناً تجاههم!
معركة الموصل ستحسم في كل الأحوال لكن السؤال كيف ستكون مرحلة ما بعد الموصل وهل سنشهد تقسيماً للعراق وفقاً لخطة بايدن، أم العراق سائر نحو التناحر الطائفي والمجتمعي الذي لا يمكن التكهن بنهايته؟

احتمالات عديدة فتحتها حرب الموصل، والمستقبل مليء بالكثير من التوقعات، ونحن بانتظار القادم الذي نتمنى أن لا يكون أسوأ من الحاضر السيئ!.








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الموصل!!, الفرقاء, يجتمعون


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الفرقاء يجتمعون في حرب الموصل!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جولات الموصل عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 1 10-28-2016 07:49 AM
علق ابن أخيه على سور المنزل عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 03-27-2015 07:43 AM
الفرقاء الثلاثة ضد أهل سنة اليمن عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 10-23-2014 08:03 AM
السيطرة على سد الموصل عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 08-19-2014 06:38 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59