#15  
قديم 01-20-2015, 09:43 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة هل التصوف سائغ محمود مقبول ؟

هل التصوف سائغ محمود مقبول ؟
ــــــــــــــــ

(د. عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف)
ــــــــــــــــــــ

29 / 3 / 1436 هــ
20 / 1 / 2015 م
ـــــــــ



كثيراً ما يقع الخلاف بسبب ألفاظ مشتركة، ومصطلحات مجملة تطلق على معان متعددة، ومن ذلك « التصوف » فهو لفظ مجمل، وحمّال وجوه؛ فقد يطلق على معان صحيحة : كالزهد، والورع، وصفاء السريرة، وقد يراد به أوراد بدعية وعبادات محدثة، كما يراد به الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، مما هو من مقالات أهل الزندقة والإلحاد .
ولما كان أهل السنة والجماعة يعلمون الحق ويرحمون الخلق، فقد بيّنوا ما في هذا التصوف من إجمال يحتاج إلى تفصيل، وتحدّثوا بعلم وعدل عن مفهومه وإطلاقاته .
يقول ابن تيمية : « لفظ التصوف قد أُدخل فيه أمور يحبها الله ورسوله، فتلك يؤمر بها، وإن سميت تصوفاً؛ لأن الكتاب والسنة إذا دلّ على استحبابها لم يخرج عن ذلك بأن تسمى باسم آخر »، وقد أُدخل فيها أمور يكرهها الله ورسوله، كما يُدخِل فيه بعضهم نوعاً من الحلول والاتحاد، وآخرون نوعاً من الرهبانية المبتدعة في الإسلام .

والمؤمن الكيّس يوافق كل قوم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة، وأطاعوا فيه الله ورسوله ولا يوافقهم فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة أو عصوا فيه الله ورسوله »[1] .
وقال الشاطبي : « وأما الكلام في دقائق التصوف، فليس ببدعة بإطلاق، ولا هو مما صحّ بالدليل بإطلاق، بل الأمر ينقسم .
ولفظ التصوف لا بد من شرحه أولاً، حتى يقع الحكم على أمر مفهوم؛ لأنه أمر مجمل عند هؤلاء المتأخرين » .
ثم ساق الشاطبي - رحمه الله - المعاني الصحيحة والفاسدة في التصوف[2] .
وإذا أردنا أن نحدد نوعية التصوف الحاضر الآن فلا بد أن نتعرّف على واقع طرق التصوف وأحوالها وأدبيّاتها، وأن نستبين مقالات أرباب التصوف المعاصرين؛ وبذلك نحدد نوعية التصوف السائد في كثير من الأمصار .
فلا يقتصر على إجابة مجملة وعائمة، لا تعالج واقعاً حاضراً، ولا تشفي عليلاً، بل ربما كانت تنصلاً عن تشخيص الواقع والحكم عليه .
وهذا ما ارتكبه بعض فضلاء هذا العصر؛ حيث قرروا « الصوفية الحقة » التي كان عليها الجنيد و الفضيل - رحمهما الله تعالى - ونحوهما؛ فأوقعوا بذلك التقرير لبساً وشكاً في انحراف الصوفية المعاصرة، وتهويناً لحالهم، واسترواحاً لبعض ممارساتهم في التزكية وأحوال القلوب .
مع أن زنادقة الصوفية القدامى مناقضون لمسلك الفضيل والجنيد، فضلاً عن متأخريهم ومعاصريهم؛ فابن عربي الطائي قد أنكر على الجنيد تقريره التوحيد؛ فكان الجنيد - رحمه الله - داعيةً إلى توحيد العبادة، وأما ابن عربي فناعق بوحدة الوجود »[3] .
فصوفية الجنيد والفضيل في ذاكرة التاريخ وبطون الكتب، فليس لها حضور أو ظهور عند الصوفية المعاصرة .
وأما التعويل على كلام شيخ الإسلام وما فيه من تقرير للتصوف الصحيح، فهذا ينطبق على العبّاد الأوائل من أمثال المذكورين - الجنيد والفضيل - ونحوهما .
وأما صوفية عصره، فقد حكى حالهم من خلال واقعهم وصنيعهم، فلم يكتف بمجرد التنظير، أو التقسيم لتصوف صحيح وفاسد، بل كشف شيخ الإسلام ابن تيمية عن مخالفة أولئك الصوفية لأصول ثلاثة كبار : ( التوحيد، والاتباع، والجهاد ) فقد تلبّسوا بالشرك الخفي والجلي، وأحدثوا بدعاً متعددة، « وأما الجهاد في سبيل الله، فالغالب عليهم أنهم أبعد عنه من غيرهم »[4] .
ويقول - رحمه الله - : « وهؤلاء يدّعون محبة الله في الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبون السماع بالغناء والدفوف، ويرونه قربة؛ لأن ذلك بزعمهم يحرّك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقق أمرهم وجدتَ محبتهم تشبه محبة المشركين لا محبة الموحدين؛ فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله .
وهؤلاء لا يحققون متابعة الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم وأكثرهم يكرهون متابعة الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه، ويدّعون محبته »[5] .
إن ترك الجهاد في سبيل الله هو النتاج الطبيعي لمذهب يقول بالجبر وتعطيل الشرائع، كما أن إلغاء الجهاد عندهم هو محصلة ما يقررونه في السلوك من تربية المريدين على الاستعباد وعدم الاعتراض على الأشياخ .
يقول الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - : « إن الدّجالين من رجال الطرق الصوفية كانوا يربون أتباعهم على التواضع بشتى الطرق المهينة، فإذا رأوا أنفة في مسلك أحدهم، أو دلائل عزة وترفع، جعلوا عليه مهمة حمل أحذية الجماعة، والمحافظة عليها، حتى تنكسر نفسه، وينخفض رأسه؛ وبذلك يكون مرشحاً لعبادة الله كما يجب .
ولم يَدْر المغفلون أنهم يرشحونه أيضاً ليكون عبداً للناس جميعاً، وأن مثل هذا الكائن الممسوخ هو أمل المستعمرين الذين يقيمون وجودهم على إذلال الأمم، وقتل الشعور بالكرامة في نفوس بنيها »[6] .
وأما كون بعض الحركات الجهادية لا تخلو من تصوف كالحركة السنوسية، فهذه الحركات إنما تُحمد بقدر اتباعها لنصوص الوحيين، وجهاد تلك الحركات باعثه تحقيق التوحيد واتباع سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما كان التصوف باعثاً للجهاد .
فالسنوسية مثلاً تؤكد على تصحيح العقيدة وفق منهج أهل السنة، وكان أتباعها يتدارسون مقدمة ابن أبي زيد القيرواني، بل إن السنوسي انتقد ممارسات الصوفية في عصره .. كما هو مبسوط في موضعه »[7] .
إن الطرق الصوفية المعاصرة إجمالاً تترنح بين ابتداع ما لم يشرعه الله، وبين شرك ما أنزل الله به من سلطان، وهم في ذلك ما بين مستقلّ ومستكثر؛ ومن ذلك أن واحداً من المتصوفة المعاصرين والجاثمين على أكثر من قناة فضائية، يظهر للعامة والدهماء بصورة الواعظ المشفق، وربما بكى أو تباكى، وقد يدعو مخالفين إلى نقاش هادئ من خلال الكتاب والسنة .
وإذا خلا مع خاصته، تحدّث بلغة « الحقيقة » و « الباطن » فقلب ظهر وظاهر المجن، واستبدل بالنقاش الهادئ إقذاعاً في سبّ مخالفيه ( أهل السنة ) ووصفهم بالبلادة والجهل وانطماس البصيرة، وتجلى كشفه عن فجور في الخصومة مع جهل كثيف بأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فقد يحتج بأحاديث لا تثبت، وقد يردّ الأحاديث الصحيحة، مع تعويل على غرائب حكايات منكرة لا خطام لها ولا زمام .
ثم مع هذا كله فهو داعية إلى الوثنية؛ فقد جوّز دعاء الأموات، وزعم أن من استغاث بعبد القادر الجيلاني فإن عبد القادر يأتي إليه بروحه، أو بروحه وجسده .
ثم تراه ساخراً ومتهكماً بتوحيد العبادة واصفاً إياه بالتوحيد الإبليسي؛ فعلى دعاة الإسلام أن يحذِّروا من أفراخ عمرو بن لحي، وأن يكشفوا عن تلوّنهم وتقلّب آرائهم بين المجلات والقنوات، وبين الزاويا والخلوات، فهذا هو العدل الذي يستحقونه، فالعدل هو أن توضع الأمور في مواضعها، والنقاط على حروفها .
ولعل قارئاً يقول : إن كان التصوف المعاصر ينقض أصلَيِ الإسلام : عبادة الله - تعالى - وحده لا شريك له، واتباع سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فما سر انتشاره ؟ فلا شك أن غلبة الجهل بدين الله - تعالى - من أبرز أسباب ذاك الانتشار؛ ولذا فإن أعظم أسباب وأد التصوف بذل الجهود، وتقديم البرامج في تقرير إفراد الله - تعالى - بالعبادة، وإظهار سنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - .
كما أن النفوس المتفلتة من الشرع المنزّل، والمسترسلة مع أهوائها وملذاتها، تجد في التصوف بغيتها، وتلوذ بأقوام يتدينون بالغناء والرقص وصحبة المردان ويجعلون ذلك قربة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : « ولقد حدّثني بعض المشايخ أن بعض ملوك فارس لقي شيخاً ( أي المتصوفة ) وقد جمع الناس على اجتماع ( وأحضر فيه من الصور الجميلة والأصوات المطربة ما أحضر )، فقال له : يا شيخ ! إن كان هذا هو طريق الجنة؛ فأين طريق النار ؟ »[8] .
وقال ابن القيم : « وحكى لي شخص آخر أن مغنياً عزم على التوبة، فقيل له : عليك بصحبة الفقراء ( أي الصوفية ) فإنهم يعملون على حصول الأجر، والزهد في الدنيا، فصحبهم، فصاروا يستعملونه في السماع، ولا تكاد التوبة تنتهي إليه، لتزاحمهم عليه فترك صحبتهم، وقال : أنا كنت عمري تائباً ولا أدري »[9] .
وانظر ما يسمى بـ ( طبقات الأولياء ) للشعراني، وما سوّده من كرامات السيد وحيش الذي كان يقارف الفواحش والقاذورات .. ومع الحمير !! وما قام به ولي آخر من خطبة الجمعة وهو عريان؛ أفليس هؤلاء أولياء الشيطان ؟
وانظر ما كتبه الجبرتي عما يحصل في مولد العفيفي ( ت 1172هـ ) من أنواع الخنا والفجور[10] .
ويصف الشيخ عبد الرحمن ال**** - رحمه الله - موالد الصوفية قائلاً : « وسل الأمين تلك الموالد عن عربدة الشيطان في باحاتها، وعن الإثم المهتوك في حاناتها، وعن حمم الشهوات التي تتفجر تحت سود ليلاتها؛ فما ينقضي في مصر أسبوع إلا وتحشد الصوفية أساطير شركها، وعبّاد أوثانها عند مقبرة يسبِّحون بحمد جيفتها، ويقترفون خطايا المجوسية في حمأتها، ويحتسون آثام الخمر و « الحشيش » والأجساد التي طرحها الليل على الإثم فجوراً ومعصية »[11] .
إن التصوف الآن أفيون لمتعاطيه؛ فالتصوف غارق في مصطلحات الغناء والسكر والاصطلاح ونحو ذلك مما يحصل به غيبة العقل وزواله، وأرباب التصوف سادرون في الصعق والوجد و « العشق الإلهي » !
ومن أسباب انتشار التصوف ما يتحلى به المتصوفة من خيانة وعمالة للمستعمر، ومسارعة في الخنوع والانبطاح للأنظمة والحكومات .
ومن ذلك أن ( ليون روش ) الفرنسي قام برحلة إلى مصر سنة 1842م متنكراً في زي حاج مسلم، من أجل الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ومن ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنسيين في الجزائر، وعدم شرعية المقاومة التي يقودها الأمير عبد القادر الجزائري، وقد شارك ( روش ) في هذه الرحلة وصياغة مجموعة من شيوخ الصوفية[12] .
لذا لا غرابة أن يختار الغربُ التصوف سلاحاً في سبيل مواجهة المدّ السني السلفي .
وإن تفريط أهل السنة وتقصيرهم من أسباب انتشار التصوف، فقد فرّط بعض أهل السنة في تقرير وتحقيق أعمال القلوب، وما يتعلق بمسائل السلوك، وتزكية النفوس، والرقائق مع جلالة هذه الموضوعات، ومسيس الحاجة إلى الاشتغال .
وكذا تفريط بعض إخواننا في دعوة المتصوفة، ومناظرتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، والردّ على انحرافاتهم بعلم وعدل . فنسأل الله - تعالى - أن يهدي ضال المسلمين، وأن يثبت مطيعهم وبالله التوفيق .

---------------------------------------------
(1) الفتاوى، 11/28، 29 = باختصار وتصرف .
(2) انظر : الاعتصام، 1/ 265 269 .
(3) انظر : بسط ذلك في الاستقامة، لابن تيمية، 1/ 92، 93، ومجموع الفتاوى، 10/497، ومنهاج السنة، 5/40 .
(4) الاستقامة، 1/268 .
(5) منهاج السنة النبوية، 5/328، 329 = باختصار .
(6) تأملات في الدين والحياة، ص 173 .
(7) انظر : الحركة السنوسية في ليبيا، للدكتور علي الصلابي، 1/ 147 - 174 .
(8) الاستقامة، 1/317 = بتصرف يسير، وانظر : السماع، لابن القيم، ص 342 .
(9) السماع، لابن القيم، ص 342 .
(10) تاريخ الجبرتي، 1/304 .
(11) هذه هي الصوفية، ص 160، 161 = باختصار .
(12) انظر : الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية (من إصدار دارة الملك عبد العزيز بالرياض، 1/ 249، وتاريخ الجزيرة، لمسعود الجزائري، ص 284) .
-------------------------------------------
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 01-20-2015, 09:48 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة وَذَرِ الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً

وَذَرِ الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً
ـــــــــــــــ

(د. عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف)
ـــــــــــــــــــ

29 / 3 / 1436 هـ
20 / 1 / 2015 م
ــــــــــ




شاهد بعض ملوك فارس اجتماعاً لبعض المتصوفة، وقد أُحضر فيه من الصور الجميلة والأصوات المطربة ما أُحضر، فقال الملك لشيخهم : يا شيخ ! إن كان هذا هو طريق الجنَّة؛ فأين طريق النار ؟[1]
لقد عكف فِئام من المتصوفة على سماع الْمُكاء والتصدية، والمصاحَب بالدفّ والشبابة والمزمار وضرب الأوتار، وإنما حدث هذا السماع بعد القرون المفضَّلة؛ فلما تأخر الزمان وفترت العزائم عن السماع المشروع مما أنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ استعاضوا عنه بالسماع المحدَث من العقائد والأشعار، والنظر إلى الصور المحرَّمة، وتمادوا في ذلك، حتى آلَ أمرهم إلى إنشاد قصائد الحلول والاتحاد ونحوها من البدع المكفِّرة [2] .
ومما استجدَّ في هذا العصر ما يسمى بالأغاني الدينية عند أهل الطرب والمجون؛ فبينما المغني ( يتكسّر ) بلهوه، ويترنَّم بمجونه على المسارح؛ إذا هو بعينه ينشد ( التواشيح الدينية )، ويتواجد في الزوايا والموالد، وبآلات العزف ولحون الغناء نفسها !
وأضحت ( الموالد ) و ( المشاهد ) أوكاراً للسماع المحدث وغناء المجون، واختلاط النساء بالرجال ومقارفة الفواحش .. ومن ذلك : ما سطّره المؤرخ الجبرتي في شأن مشهد عبد الوهاب العفيفي ( ت 1172هـ ) وما يحصل عنده من طرب وفحش فقال : ( ثم إنهم ابتدعوا له موسماً وعيداً في كل سنة يدعون إليه الناس من البلاد، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وأرباب الملاهي والبغايا ... ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلاً ونهاراً .. )[3] .
ومثال آخر : مشهد الإنبابي بمصر؛ فقد ذكر المؤرخون أن فيه من الفساد ما لا يوصف، حتى إن الناس وجدوا حول هذا المشهد أكثر من ألف جرة خمر فارغة، وأما ما حكي عن الزنى واللواط فكثير لا يحصى[4] .
ومن أواخر هذه البلايا ما حصل في مولد أحمد البدوي بطنطا مصر آخر عام 1428هـ الذي مضى قريباً، من الشرك الصراح، والزعيق والصراخ، ورقص الرجال مع النساء مصحوباً بالمعازف والاختلاط ( والاحتضان )[5] !
ورحم الله الشيخ عبد الرحمن ال**** القائل : ( وسلِ الآمِّين تلك الموالدَ عن عربدة الشيطان في باحاتها، وعن الإثم المهتوك في حاناتها، وعن حمم الشهوات التي تتفجر تحت سود ليلاتها، فما ينقضي في مصر أسبوع إلا وتحشد الصوفية أساطير شركها، وعبّاد أوثانها عند مقبرة يسبِّحون بحمد جيفتها، ويحتسون آثام الخمر ( والحشيش )، والأجساد التي طرحها الإثم على الإثم فجوراً ومعصية .. )[6] .
لقد أنكر العلماء السابقون ما وقع عند المتصوفة في عصرهم من الرقص واللهو، والتقرّب إلى الله بذلك؛ فقد سئل الحلواني من علماء الحنفية عمّن سمّوا أنفسهم الصوفية، واختصوا بنوع لِبسة، واشتغلوا باللهو والرقص وادّعوا لأنفسهم المنزلة . فقال : أفتروا على الله، أم بهم جنة ؟!
وقال القرطبي في كتابه ( الُمفهِم ) : ( وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك؛ فمن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن يُنسب إلى الخير، حتى لقد ظهرتْ من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان، حتى رقصوا بحركات متطابقة، وتقطيعات متلاحقة، وانتهى التواقحُ بقوم منهم إلى أن جعلوها من باب القُرَب وصالح الأعمال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل المخْرَقة، والله المستعان ) .
فكيف لو أدرك أولئك العلماء صوفيةَ هذا العصر، والمولعين بما هو أشنع وأقبح من أنواع المجون والفحش ؟!
ومع هذا التهتك والتفلُّت عن تحكيم الشرع واتِّباع السُّنَّة، إلا أن أولئك الصوفية أصحاب أمانٍ جامحة ودعاوى عريضة؛ فهم كما يرون أنفسهم أهل الذوق والوجد، وأرباب الصفا والحبّ، لكن هذه الدعاوى سرعان ما تتساقط وتزول عند أدنى ابتلاء أو امتحان، ( غاية الدعوى مع غاية العجز )، فأين الذوق وحبّ الله تعالى عند قوم نقضوا أعظم أسباب ذلك من الاتِّباع والجهاد في سبيل الله ؟!
والتنصُّل عن الصراط المستقيم، والانحلال من ربقة الاتِّباع هو ما تمليه النفوس الجاهلة والتي تركن إلى أهوائها، وتسترْوِح ملذاتها، وتأنف من التسليم والانقياد لأحكام الدين ( وذلك أن النفس فيها نوع من الكِبْر، فتحبّ أن تخرج من العبودية والاتِّباع بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري - رحمه الله - : ما ترك أحد شيئاً من السُّنَّة إلا لكِبْر في نفسه )[7] .
( وقال ابن عقيل : لما صعبت التكاليف على الجهال والطَّغَام، عَدَلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم )[8] .
إن التصوف بشهادة بعض المعجبين به تفرّد بالتجويد في الموسيقى والغناء، فكانت مجالس الذكر الصوفي مدارس لتخريج المغنين؛ إذ إن الذكر عندهم يكون وَفْق أنغام محددة، وآلات موسيقية[9] !
وسماع الصوفية بأصواته ولحونه له تأثيره على تلك النفوس؛ فهو يؤجج المشاعر ويحرك الوجدان، لكن بلا علم ولا كتاب منير ( ومعلوم أن النفوس فيها الشهوات كامنة، ولكنها مقهورة مقيدة بقيود الأوامر، فإذا صادفها السماع أحياها وأطلقها من قيودها، وافتكّها من أسرها، وهذا أمر لا ينكره إلا أحد رجلين : إما غليظ كثيف الحجاب، وإما مكابر؛ فمضرة هذا السماع على النفوس أعظم من مضرة حُمَيَّا الكؤوس )[10] .
وهذا السماع وما يتفرع عنه من إنشاد متهتك، وصراخ وتواجد، وتواشيح مبتدَعة؛ لا ينفكُّ عن تشهِّي النساء وأشباههنَّ، بل يتجاوزه إلى الاختلاط والعشق والعناق ...
والمتأمل في العبادات الشرعية كالصلاة والصيام والاعتكاف والحج، يلحظ أن شأن هذه الشهوات ينافي تلك العبادات؛ ففي الصلاة مُنعت المرأة أن تؤمَّ الرجال، وأن تقف في صفهم، بل تتأخر عن صفوف الرجال، وجعل مرورها بين يدي المصلي قاطعاً لصلاته . ومُنِع المحرِم في الحج من النكاح والمباشرة والأسباب الداعية إلى ذلك . وكذلك الاعتكاف نُهي فيه عن مباشرة زوجه، وكذا الصيام؛ كل هذا لتخلو العبادات من التعلق بالنساء وصورهن، ويصير تعلّق القلب كله بالله وحده[11] .
كما أن السماع المحدَث دائر بين الكفر والفسوق والعصيان، بل اشتمل على أكثر ما حرّمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الله تعالى قال : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (الأعراف : 33) .
فاشتمل هذا السماع على هذه الأمور التي هي قواعد المحرمات؛ فإن فيه الفواحش الظاهرة والباطنة والإعانة على أسبابها، والإثم، والبغي بغير الحق، والشرك بالله، والقول على الله بلا علمِ ما اللهُ به عليم؛ فإنه تنوَّعَ، وتفرَّقَ أهله فيه، لكل قوم ذوق ومشرب يفارقون به غيرهم، حتى في الأشعار والحركات والأذواق، فوقع فيه الاضطراب والاختلاف، وصار أهله من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون[12] .

----------------------------------
(1) انظر : الاستقامة : 1/317، الكلام على مسألة السماع، ص 342 .
(2) انظر : الدرء : 7/290، ومجموعة الرسائل الكبرى : 2/302، والاستقامة : 1/304 .
(3) تاريخ الجبرتي : 1/304؛ باختصار .
(4) انظر : السيد البدوي، لأحمد منصور، 323 .
(5) انظر : مجلة الصوفية الإلكترونية، العدد السادس .
(6) هذه هي الصوفية، 160 161 .
(7) اقتضاء الصراط المستقيم : 2/612، والمنهاج : 5/332 .
(8) تلبيس إبليس، ص 450 .
(9) انظر : التصوف الإسلامي، لزكي مبارك، ص 189 - 199 .
(10) الكلام على مسألة السماع، ص 333، وانظر : الاستقامة : 1/378 - 306 .
(11) انظر : الاستقامة : 1/314، والسماع لابن القيم، ص 341 .
(12) انظر : الاستقامة : 1/310، والسماع، ص 337 .
------------------------------------------
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 01-22-2015, 09:20 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة الاستشراق الغربي ودعم الصوفية، طوفان مغرق متجدد

الاستشراق الغربي ودعم الصوفية، طوفان مغرق متجدد*
ـــــــــــــــــــــــــــــ

2 / 4 / 1436 هــ
22 / 1 / 2015 م
ـــــــــ





كمثل مالك لثروة لا يقدر قيمتها ورث أغلب المسلمين الإسلام ديانة، تعلموها بصفتها ديانة الأبوين، وربما تعلموا العلوم الشرعية، وربما صاروا أيضا من دعاتها وشيوخها لكنهم لم يقدروا قيمة هذا الدين الحقيقية، ولم ينتبهوا لما في هذا الدين من تلبية لحاجة كل إنسان ولا لجوانب عظمته التي نشأت من كونه العقيدة الخاتمة التي أرسلت للبشرية بعد نضجها وجعلت خاتمة الرسالات التي ستتعامل مع كل العقول البشرية إلى قيام الساعة.

وعلى الرغم من عدم انتباه الكثير من المسلمين لقيمة ما يحملون من دين ومن نقاط قوة فيه إلا أن المستشرقين درسوا الإسلام جيدا فوجدوه متكاملا قويا حيا نشطا ليس فيه نقاط ضعف يمكنهم أن يخترقوه منها، ولكنهم وجدوا نقطة يمكنهم التسلل من خلالها، ألا وهي الصوفية، فكان قرارهم دعم الصوفية كرؤية وحيدة مقبولة للإسلام حيث تساهم معهم في هدم حقيقة الإسلام بفصل الدين عن الحياة.

فيقول المؤرخ والباحث دانيال بايبس [1] "الغرب يسعى إلى مصالحة التصوف الإسلامي ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائياً عن قضايا السياسة والاقتصاد، وبالطريقة نفسها التي استُخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة" [2].

ولهذا أيد الغرب الصوفية في العالم الإسلامي ودعمها ونفخ في نيرانها لتثبيت أركانها في الدول الإسلامية، فنشرت مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية تقريرا بعنوان "عقول وقلوب ودولارات"، جاء في أهم فقراته: "يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة، ولذا فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية، ومن بين البنود المقترحة استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى وترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها" [3].

وكما حرص المستشرقون على دعم الصوفية حرصت قوات الاحتلال لكل قطر إسلامي على دعم الصوفية بكل وسيلة، فحـينما دخلـت الـقـوات الصليـبية الأمريـكـية والبريطـانيـة إلى أفغانستان كـان أول ما قامـوا به أنـهـم فتـحوا المـزارات والأضـرحـة، وسـمحوا للمـوالد أن تقــام وروجـوا لها، فيقـول أحـد شيـوخ الطـرق واسـمه (صوفي محمد) وهو فـي الستـين من عمـره لوكـالة (رويتـرز): (إن حركة طالبان المتعـصبة أغلـقـت المزارات وأوقفت الاحتفالات ومنعتنا مـن حـلقـات الذكـر والإنشـاد طــوال فـتــرة حكـمــها رغــم أنـهـا لم تتـوقف حتـى في وجـود الحـكم الشيوعي والاحتلال الروسي! وأنـا سعـيد جداً بسقوط تلك الحركة المتعصبة، وأمريـكا سمـحت لنـا بمـمارسـة طقـوسنا وإقامة موالدنا، ونحن نشكر لها ذلك وبشدة) [4].

ولا يزال المستشرقون – حتى لو أعلنوا إسلامهم – يدعمون هذا الاتجاه الصوفي، ويحسنون صورته أمام المسلمين، ويروجونه على انه هو الصورة المثلى للإسلام، ومن العجب أنهم يبدءون بث هذه السموم في المغرب حيث تعتبر المغرب معقلا من أهم معاقل الصوفية التي بدلت الصورة التي حافظت الصوفية عليها من الذكر والزهد والمعاني الإسلامية ونقلتها فكريا إلى الأفكار والعقائد الباطلة مثل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود والحقيقة المحمدية وغيرها.

فاستضاف منتدى "Tribune Libre"، المقام في مدرسة HEM بالرباط محاضرة للكاتب والمحاضر الفرنسي المسلم والمتصوف من جامعة ستراسبورغ إيريك جوفروا [5]، بعنوان "المسار الروحي في الإسلام" وعرض فيها تعريفا لظاهرة التصوف في الدين الإسلامي كمسار متطور وكممارسة تحمل الكثير من الأبعاد والدلالات، ورد فيها عن بعض الأسئلة المقلقة حول دور ومكانة التصوف في الإسلام واستخدم اللفتة الكريمة التي تكررت في القران الكريم "أفلا يتفكرون" للاستدلال على أهمية التصوف في الإسلام حيث اعتبر ان التفكر هو أول خطوات التصوف.

واعتبر هذا المحاضر أن "سبب تخلف المسلمين وارتكانهم إلى السطحية والجمود، هو التركيز على ظواهر الناس ومراقبة تدينهم عبر وضعه في قوالب قانونية وفقهية"، وهي فكرة خبيثة حيث تطرح جانبا بل وتهاجم أهمية فهم قضية شروط الإيمان والإسلام وأهمية مراعاة الضوابط والأحكام الإسلامية التي تحكم حياة المسلمين داخل سياج الإسلام.

ولم ينس المحاضر من الثناء على كتب الصوفية التي لم تخل من شطحاتهم ومنكراتهم دون أن ينبه إلى بعض ما فيها من غلو وإفراط في جانب وتهاون في جوانب صحيحة، فذكر كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي المتوفي سنة 505هـ، والكتاب فيه العديد من التحفظات أو المزيد من إنكار أهل العلم على ما جاء في بعضه، ولكنه قدمه كنموذج وحيد للكتب الإسلامية التي قال عنها أنها "تظهر ما في الإسلام من روح قادرة على بعث وإحياء العلوم الدينية عبر الاستفادة من وسطية الإسلام التي تدعوا إلى عقلانية منفتحة تجمع بين الذكر والفكر وبين التأمل في الآفاق وفي النفس كما جاء في الآية الكريمة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

ولم ينس المحاضر الذي جاء يعلم المسلمين دينهم أن للاجتهاد أهمية في الإصلاح خاصة إذا كان مستمدا من روحانية الإنسان الصافية والتي لا يمكن أن تقبل بالإسلام كإيديولوجية دوغمائية، فالإصلاح في نظر المحاضر هو التحول، أي الالتقاء بين كتل مختلفة وحصول تفاعلات تحولها، ويؤكد ويقول "خاصة إذا علمنا أن الحقيقة متعددة الأبعاد ولا تنحصر في زاوية واحدة "، وبهذا يمكن القول بان الاجتهاد المقبول في نظر المحاضر يشمل كل شئ في الإسلام من العقائد والثوابت والعبادات وغيرها، بل يقبل البحث أيضا في وجود دين آخر يمكن ان يقبل به المسلم على انه صواب أيضا لان الحقيقة كما زعم "متعددة الأبعاد"، والمسلمون يقبلون بالاجتهاد ويرحبون به ولا يعتبرون بابه مغلقا في الفروع لا الأصول، وفي الفقه لا في العقيدة.

وطالب الباحث المستشرق الفرنسي المسلمين بالا يكونوا دوغمائيين، ولم يكن الإسلام يوما داعيا للدوغمائية ولا يقبل بها، فالدوغمائية تعني التعصب لفكرة معينة من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته، والإسلام ابعد ما يكون عنها، فكم تكررت في القران الكريم الآية الكريمة "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".

وبالطبع استطال الباحث على الحضور بذكره المصطلحات التي تغمض على الكثيرين، فقال: "احذر من السقوط في الفكر النيتشوي العدمي الذي يكفر بكل شيء، فرغم الاعتراف بنسبية الحقيقة إلا أن الإنسان لا يمكن أن يعيش بإنكار وجود حقيقة، حقيقة بمعناها العام La Réalité. فعبر القرون لم يستطع الإنسان إنكار وجود الله فيه وبالتالي معرفته ولا يدري احد من قال في الإسلام بالفكر النتشوي العدمي الذي ينكر الحقائق، فالإسلام يخالف هذا الفكر جملة وتفصيلا، فما جاء الإسلام إلا ليقر الحقائق ويثبتها لا ان يلغيها ويهدمها ويترك الإنسان حائرا في أفكارهم الغربية العدمية التي أرادوا نشرها بين أبنائنا، فهذه بضاعتهم وليست بضاعتنا.

وفي نهاية محاضرته سمى المحاضر الصوفية باسم جديد ليدلل على قيمتها فسمها بالمشروع التحريري ******** للإسلام فقال: "إن المشروع التحريري ******** للإسلام قادر على حل كثير من الخلافات وإحداث نهضة عالمية، فهو على سبيل المثال يحقق تجاوزا للثنائية المادية للصراع بين الذكر والأنثى وينتقل بها إلى رحابة التوحيد في عبادة الله وحبه والاستخلاف في أرضه. وبذلك فإن فمنهج الفكر الصوفي هو الاحتواء وليس الإقصاء، الشمولية وليس التجزيئية. وهو ما انتبه إليه الشاعر الألماني جوته فقال "إذا كان هذا هو الإسلام، فنحن جميعا مسلمون".

وبهذا في نهاية كلامه وباستدلاله بكلمات الشاعر الألماني جوته فان الصوفية تفرغ تماما الإسلام من مضمونه لتجعله مجموعة طقوس وطلاسم تنحصر داخل زاوية مهجورة، ويصبح اغلب أصحابها بطون وفروج، وبهذا يتم إخراج الإسلام عقيدة وشريعة من الكون، فقال جوته معقبا "إذا كان هذا هو الإسلام، فنحن جميعا مسلمون"، وصوابها لو كانت الصوفية هي الإسلام فكلنا صوفيون " وهم العلمانيون والملاحدة واللادينيون، فلا فرق بين الصوفية وبين كل هؤلاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] مؤلف ومؤرخ أمريكي متخصص في نقد الإسلام. بايبس هو مؤسس ومدير منتدى الشرق الأوسط وهو مركز أبحاث، وكذلك مؤسس كامبس وتش التي يصفها الكثير من المثقفين والباحثين بأنها منظمة لمضايقة الباحثين والعلماء الذين ينتقدون إسرائيل.

[2] جريدة (الزمان) ـ العدد (1633) ـ التاريخ (12/10/2003م).

[3] الملحق الأسبوعي للعرب اليوم الأردنية في25/4/2005 وأيضا الطبعة الإلكترونية من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية العدد (25/4/2005م)

[4] نقض العرى.. رؤية في البديل الغربي للتيار السلفي. محمد بن عبد الله المقدي، موقع المختصر

[5] أستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة ستراسبورج الفرنسية، أسلم بعد رحلة طويلة تنقل فيها بين العقائد والأديان مثل النصرانية والبوذية

--------------------------------------
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الصوفية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الصوفية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البوذية وعلاقة الصوفية بها عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 08-03-2014 07:48 AM
آراء الصوفية في أركان الإيمان عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 07-26-2014 06:34 AM
الصوفية ولعبة المصالح والاستغلال عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-01-2014 06:34 AM
الصوفية في إيران عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-17-2014 09:06 AM
تورط الفرق الصوفية فى نشر التشيع فى مصر Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 12-15-2012 11:22 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59