#1  
قديم 02-01-2015, 08:09 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة قطع داعش للرؤوس والرأي العام


قطع داعش للرؤوس والرأي العام
ــــــــــــــــ

(د. سامر أبو رمان)
ـــــــــ

12 / 4 / 1436 هــ
1 / 2 / 2015 م
ــــــــــ

830012015051632.png

من الواضح أن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لا يلقي بالاً للرأي العام العربي ولا العالمي، ولا يرى في النظام الدولي ولا رأي شعوبه الا أداة وأُلعوبة بيد القوى المختلفة يهتم بها متى شاء ويتجاهلها متى شاء.
يزيد من حالة اللامبالاة هذه أن التنظيم يرى أنه بمرحلة بناء الدولة والإثخان في الأرض، وعليه يحمل الأفراد مسؤوليات حكوماتهم التي دعمت التحالف الدولي ضده وشاركت به عسكريا ولوجستيا. ولذا لا يجد أنسب من استراتيجية الترهيب واعتبارها أولى أولوياته لتثبيت كيانه الحديث الولادة.

من منظور الرأي العام، فإن ما تثيره سياسة الترهيب وتصوير عملية قطع الرؤوس من رده فعل شعبية سلبية بمختلف أنحاء العالم لن يكون بمصلحة الدين الاسلامي، ولا لمصلحة التنظيم على المدى البعيد من خلال توظيف ردة الفعل الشعبية كمبرر لاستعجال واستخدام القوات البرية ضده و هو لا شك خيار سيقصر من عمر تنظيم الدولة حسب معايير توازن القوى والتجارب والشواهد المعاصرة حتى وإن طالت الحرب ضده لسنوات.

حينما تتبعت اتجاهات الرأي العام الامريكي بعد تصوير ونشر عمليات قطع رؤوس الأمريكيين بدءا من أيام الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية الحالي، لاحظت كيف تتغير آراء الشعوب سلبا تجاه الجماعات الاسلامية والاسلام نفسه، ولعل من أبرز مظاهرها بوقتنا الحالي تأييد الأغلبية استخدام القوات الجوية ضد الدولة الاسلامية أو ISIS كما أظهرتها استطلاعات الرأي الأمريكية، وارتفاع نسبة الموافقة على ارسال قوات برية واستخدامها بنسبة وصلت الى النصف! بالرغم من كراهية ورفض الأمريكيين التدخل البري بشكل عام.

وما يعزز تلك الأثار السلبية لمشاهد قطع الرؤوس هو نسبة المتابعة العالية من قبل الرأي العام فمثلا 8 من كل 10 أمريكيين يعرفون عن قطع رؤوس الصحفيين الأمريكيين حسب نتيجة سؤال استطلاع NBC News : " كما تعلمون الآن، فإن جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية ISIS في سوريا والعراق قد حازت على مكاسب إقليمية كبيرة في هذه البلدان، وأعلنت قيام دولة إسلامية مستقلة، هل رأيت أو قرأت أو سمعت التغطية الإخبارية عن قطع رؤوس الصحفيين الأمريكيين من قبل المجموعة الإرهابية ISIS؟"
هذا فضلا عن تقصّد الجهات البحثية والإعلامية الاستطلاعية المعادية للإسلام من الاشارة لقطع الرؤوس كما في استطلاع فوكس نيوز Fox News في سبتمبر 2014 والذي كان نصه "هل تعتقد أن على الولايات المتحدة فعل المزيد لوقف الدولة الإسلامية المتطرفة ISIS والمسؤولة عن قطع رؤوس اثنين من المواطنين الأميركيين أو لا تفعل المزيد " وبالطبع رأت نسبة كبيرة ( 78 % ) بأن على الولايات المتحدة فعل المزيد.

وكما جاء في سؤال أخر من نفس الجهة " الى من ينبغي أن نلجأ بعدما قطع المتطرفون الإسلاميون رؤوس اثنين من المواطنين الأميركيين؟ "

وكما تزداد الرؤية السلبية الشعبية المحلية حينما يكون المقتول من ذات الجنسية كما حصل في الرأي العام الأمريكي، وما يتوقع مع الرأي العام الياباني بعد اعدام (هارونا يوكاوا) ، وكما سيحدث مع الرأي العام الأردني في حال تم اعدام الطيار معاذ الكساسبة الاسير عند التنظيم، والذي اتمنى أن لا يحدث حتى لو شارك الاردن بحرب هي ليست حربه.


------------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-11-2015, 08:59 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة براءة الإسلام من (التوحّش)

براءة الإسلام من (التوحّش)
ـــــــــــــ

(د. محمد عياش الكبيسي)
ــــــــــــ

22 / 4 / 1436 هــ
11 / 2 / 2015 م
ــــــــــ






صُدم العالم بالصور التي بثها التنظيم المعروف باسم (داعش) عن الأسير الأردني الطيار وهم يقومون بحرقه حيّا بعد أن كبّلوه ووضعوه داخل قفص حديدي.

الصورة على بشاعتها قد لا تختلف كثيرا عن صور الحروب المعاصرة وحملات التطهير الديني والعرقي في أكثر من بلد، مما تمثل بمجموعها انتكاسة تاريخية لا مثيل لها لسكّان الأرض، حتى بالنسبة لسكّان الغابات من الوحوش البرّية التي يقتات بعضها على لحوم بعض.

إن التنظيم يعلم أنه لن يكون نشازا في هذا الظاهرة الإجرامية الممتدّة من سجن أبي غريب وسجون المالكي السرّية ثم مجازر النظام السوري، والبشاعات المقززة التي ترتكبها العصابات البوذية في بورما، ولذلك رأى أن يضيف بصماته الخاصّة ل*** الأنظار وتهييج المجتمع البشري عامة، وهذه البصمات هي:

أولا: تبنّيه للجريمة بشكل معلن ورسمي، بينما يحرص الآخرون على ارتكاب جرائمهم خفية في السجون السرّية ونحوها، وحينما تتسرّب بعض الصور، يتنصّلون عنها، ويقدّمون (المجرمين) للمحاكمة (العادلة)!

ثانيا: الجرائم الوحشيّة العلنيّة في العالم ترتكب في الغالب أثناء (الجهد العسكري) أي في حالة الاشتباك، وهنا لا يتوقّع من الطرفين إلا استخدام أقصى ما لديهم من أسلحة، وهذا في العرف العالمي مبرر إلى حد كبير، فإذا أصابوا أهدافا مدنيّة قالوا: إنها أخطاء معهودة ومتوقّعة في حالة الاشتباك والدفاع عن النفس، أما (داعش) فإنّها تجهد نفسها لتقديم أبشع ما لديها من صور ليس في ميادين الاشتباك بل مع الأسرى والمسجونين، بحيث لا يبقى عذر لمعتذر إلا شهوة الانتقام والتشفي بالضعفاء، وهنا تظهر المقارنة العكسيّة، فبينما تحرص كل دول العالم على إظهار تعاملها الحضاري مع الأسرى ولو بالكذب والخداع الإعلامي، تحرص داعش على تقديم الصورة المعكوسة، وأذكر بهذا الصدد كيف كانت الإذاعة الإيرانيّة تقدم الأسرى العراقيين تحت اسم (ضيوف الجمهورية الإسلامية)، ولكن حينما وصل إلينا هؤلاء الضيوف بصفقات تبادل الأسرى حكوا لنا ما تشيب له الولدان.

ثالثا: أن كل دول العالم تحاول أن تعزل جرائمها حتى لو اعترفت بها عن دينها وثقافتها، وتعزوها إلى الأخطاء البشريّة أو الضرورات العسكريّة، إلا تنظيم داعش فهو حريص في كل صورة مقززة وبشعة أن يقرنها بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومأثورات السلف!

إن حروب العالم كلها تقوم على جانبين؛ إثخان في العدوّ، ومحاولة كسب للرأي العام ولو بطريق الخداع والكذب، أما هؤلاء فلهم استراتيجيّة أخرى، تعتمد على صناعة الأعداء وتكثيرهم ودفعهم للتحالف حتى لو كانوا مختلفين فيما بينهم، وهذه الاستراتيجية النشاز غير مفهومة إلا إذا كانت جزءا من دور وظيفي أكبر بكثير من شعارات هؤلاء وهتافاتهم وأمنيات الحالمين وراءهم.

لا زلت أذكر كيف أن الأنبار وهي المحافظة الأكبر في العراق كانت كلها تتبرك بآثار المجاهدين، ويبالغون في نقل أخبارهم وكراماتهم، حتى إذا تمكّن هؤلاء (المجاهدون) صُدم الأنباريون بهم من كل فئات المجتمع، ودارت بين الفريقين الحرب الضروس، وكان الأميركان والإيرانيون يتفرّجون على هذا المشهد الدراماتيكي، ويتدخلون في الوقت المناسب والطريقة المناسبة لاستثمار الأحداث وتوجيهها.

لقد رأيت بنفسي تسجيلا مصوّرا لقاضي (الدولة) آنذاك أبي سليمان العتيبي الثبيتي، وهو يأتي بثلاثة شباب (أسرى) من عشيرة سنّية مكبّلين فيصب عليهم البنزين ثم يدفعهم إلى أخدود ملتهب بالنيران وهم أحياء، وهو يتلو آيات القرآن وكلمات التوحيد والإيمان، دون محاكمة ولا ذكر للجريمة التي اقترفوها! وهو مشهد أكثر بشاعة من مشهد الطيّار الأردني -رحمه الله- والأغرب من هذا أن هذا القاضي قد هرب من الدولة لأنه رأى من قياداتها اعتداءات و(تجاوزات شرعية) لا يمكن السكوت عليها بحسب رسالته إلى قياداته العليا!

إن الجهد الإعلامي لهؤلاء والجهد المساند لهم من بعض المتعاطفين والمغرورين، قد اعتمد سياسة التسقيط والتشويه لكل من يخالف هذا الشذوذ ولو بكلمة، فأهل الأنبار بعلمائهم وعشائرهم وفصائلهم المقاومة أصبحوا كلهم في نظر هؤلاء (صحوات)، حتى أولئك الذين خرجوا بمآت الالاف لسنة كاملة احتجاجا على سياسات المالكي وجرائمه في المحافظات الست هم صحوات أيضا، لأنهم لم ينخرطوا تحت هذه الراية! والحالة السورية لا تختلف عن الحالة العراقية، فعلماء سوريا كلهم دون استثناء والجيش الحر والفصائل الإسلامية حتى النصرة التي هي بنت الدولة أو توأمها، كل هؤلاء (صحوات) أيضا! وللتذكير أيضا فإن الجهاد الأفغاني الذي انطلق بأسماء وفصائل معروفة قد أصبحوا كلّهم اليوم تحت هذا الوصف! أما لماذا؟ فليس هناك جواب عندهم سوى الاتهام بالنفاق والركون إلى الدنيا!

في كتاب (إدارة التوحّش) وهو أشبه بالدستور العملي لهذا النوع من (الجهاد) يتحدّث بصراحة عن استراتيجية التوحش، وأنها لا تصلح مع وجود دولة منظّمة ومؤسسات قوية وفاعلة، فالبيئة الأصلح والتوقيت الأفضل للدخول إنما يكون في أوج الفوضى وانهيار النظام ومؤسساته لأي سبب كان، بغزو خارجي أو احتراب داخلي، وكل ما على صانع (الفوضى) ومهندسها أن يُطيل أمد الحرب حتى يكلّ الطرفان ويشعران بالإرهاق، آنذاك يأتي (التوحّش) ليكمّل المرحلة الثانية وهي مرحلة ما بعد الفوضى! أما المرحلة الثالثة فأظنّها ستنهي دور (الفوضويين) و (المتوحشين) ليطلّ علينا وجه آخر لا يعلم حقيقته إلا الله وبعض الراسخين في العلم!

إن هاتين المرحلتين قد أصابتا الأمة بحالة من الإرتباك والحيرة والشعور باللاجدوى، وجعلت خيارهم لا يفكّر إلا باعتزال (الفتنة) والانتظار، وربما تجرّأ بعض أهل العلم لا ليكون لهم موقف مؤثّر في الأحداث، بل ليحافظوا على صفاء الإسلام ونقاء جوهره من هذا الدرن والشذوذ، وهذا هو الذي يفسّر نشاطهم إزاء كل حدث يمسّ سمعة هذا الدين وصورة النبيّ الكريم في أذهان الناس، كأنّهم يقولون للناس: لم يعد لنا شأن بحروبكم ومشاريعكم ولا مطمع بنصحكم أو تغيير سلوككم، فكلكم سواء، الذين على اليمين والذين على الشمال، إلا ما رحم ربّك، تبادلوا أدواركم ومواقعكم، وتقاسموا غنائمكم وأرزاقكم، واتركوا لنا ديننا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للرؤوس, العام, داعش, والرأي


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع قطع داعش للرؤوس والرأي العام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فصل طالب تخرج العام الماضي عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 11-02-2014 08:14 AM
خاطرة مع العام الجديد محمد خطاب الملتقى العام 0 12-31-2013 10:47 PM
الرأي العام والسياسة محمد خطاب الكاتب محمد خطاب ( فلسطين) 0 12-16-2013 08:04 PM
بحث عن الاقتصاد العام سعاد بن علو بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 1 06-18-2012 01:30 PM
الرأي العام والسياسة محمد خطاب الملتقى العام 1 01-14-2012 11:54 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59