#1  
قديم 03-09-2015, 08:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة الإنصاف .. والانتصاف.


الإنصاف .. والانتصاف. بيان لبعض الإشكالات الواقعة في نقد الحسن الكتاني لأئمة الدعوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(سليمان آل مهنا)
-----------

18 / 5 / 1436 هــ
9 / 3 / 2015 م
ـــــــــــ

الإنصاف والانتصاف. _11189.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم
----------------

لكل قوم وارث
------------

حقيقة ظاهرة لا يمكن نفيها، ولعل من شواهدها ما يدور هذه الأيام من صراع حول الدعوة الوهابية، ولكون الكثير مما يُطرح مكروراً مبتذلا فإن النفس لا تنشط إلى رده، خاصة وأن التهمة الأكثر حضوراً هي الغلو!، وهي تهمة عجوز ولدت في حياة إمام الدعوة نفسه، وعمّرت قروناً، وفي زماننا هذا أدخلت مراكز التجميل في محاولة يائسة لإعادتها لشبابها، ولكن..

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟

وما أفسدته ببيانها حقائق التاريخ؟!

وقد ركب خصوم الإمام كل صعب وذلول لأجل إخماد الدعوة وتشويه سمعتها، ودافع هو عن نفسه ببسالة قلَّ نظيرها، وكاتب الناس ذابا عن نفسه الكذب، ومبينا الحق في المسائل التي ذمه خصومه بها وهي ممادح يُتمدَّح بها، وكذلك فعل تلاميذه وأنصاره، فصنفوا المصنفات في كشف الكذب ورد الأباطيل؛ فلذا تجد عامة الكلام الذي يثار الآن مبسوطاً رده في كتب الوهابيين.

وفي هذه المرحلة خرجت طائفة سلكت مسلك الغلو، فكفرت المسلمين المجاهدين وقاتلتهم –أعني التنظيم الملقب بـ داعش-، فاستغل بعض الخصوم ذلك فنسبوهم إلى دعوة الشيخ الإمام..

قبل زمن ليس بالبعيد حدثني أحد الإخوة عن نقد منصف للدعوة، وذكر أن صاحبه مدح الدعوة وأعطاها حقها ونقد بعض أفكارها. وبعثه إلى مجموعة (الواتس) ولم أنشط حينها لقراءة نقده، ثم بعثه إلي غيرُه قبل أيام، فرأيت أن أقرأ هذا الرد "المنصف" فطبعته..

طبعته حفاوة به، ثم قرأته، فرأيت تدوين بعض النقاط التي ليس القصد منها استيعاب أغاليط الرجل في رسالته فإن ذلك يطول، وبعض المسائل طويلة الذيول، تحتاج إلى بسط وتحرير، ولعل ما في هذه النقاط التي تأتيك مرتبة حسب ذكر الكاتب لها ما يكفي في بيان "إنصافه" المزعوم.

›› عرض موجز لما في الرسالة.

في أول صفحة من هذه الرسالة/

"الأجوبة الوفية عن الأسئلة الزكية في العذر بالجهل ومناقشة الحركة النجدية"

"تأليف العلامة الداعية المصلح أبي محمد الحسن بن علي الكتاني".

وهي جواب على أسئلة بعثت إليه وهو في سجنه كما يقول، السؤال الأول في حكم التحاكم إلى القانون الوضعي في البلاد التي لا يوجد فيها محاكم شرعية، والثاني في مسائل تتعلق بالتكفير واستدلال الغلاة بما في "الدرر السنية" و"فتاوى ابن تيمية" وغيرهما كحجة لتكفير المعين، وهذا الثاني أفاض في الجواب عنه، ابتدأ بذكر تاريخ موجز جداً للدعوة، ثم عقد فصلاً في موقف العلماء من الدعوة، ثم عقد فصلا في محاسن الدعوة، ثم عقد فصلا آخر في نقد "الحركة والدعوة النجدية"، ثم عقد فصلا بعده في ذكر أخطاء النجديين، وفيه تكلم عن الإعذار بالجهل، فاقتضى كتابة فصل فيما حضره من النقول عن ابن تيمية في مسألة العذر، ثم رجع بفصل جديد إلى أخطاء النجديين، وأتبعه فصولا ثلاثة في نفس الشأن، ثم أجاب عن السؤال الثالث وهو هل يلزم جميع المسلمين العلم بدقائق مسائل التوحيد والكفر بالطاغوت؟.

›› ومقصودي التنبيه على بعض ما في جوابه على السؤال الثاني..

1. زعم أن سبب خروج الإخوان على الملك عبد العزيز –رحمه الله- علمهم بعلاقته بالإنجليز، وأن الملك استعان عليهم بطائرات الانجليز –يعني في وقعة السبلة الشهيرة-، وهذا من ضعف تحقيقه، فإنه ما استعان عليهم بذلك، وأما مآخذ الإخوان فأبرزها توقف الجهاد، وذكروا أموراً أخرى مثل اللاسلكي وأنه سحر، وغير ذلك، وأما الطائرات فهي إنما ضربت الإخوان لما قاربوا الحدود العراقية والكويتية، هاربين من الملك عبد العزيز بعد الفتن التي جرت.

2. زعم أن أئمة الدعوة سبوا ذراري خصومهم، وهذا ليس بصحيح؛ فإن الشيخ عبد الله بن الإمام –وهو معتدل في نظر الكاتب- نص على أنهم لا يرون سبي العرب، قال رحمه الله: "ومما نحن عليه أنا لا نرى سبي العرب، ولم نفعله، ولم نقاتل غيرهم، ولا نرى قتل النساء والصبيان" [الدرر السنية 9/296]، وكأنه يحكي بذلك القول العام للشيخ وأتباعه.

3. قسم العلماء بالنسبة لمواقفهم من الدعوة إلى ثلاث طوائف، وتقسيمه فيه إجمال وإشكال، فإنه ذكر أن أغلب علماء ذلك الوقت من سائر المذاهب هم من الطائفة الأولى، وهم الذين اتخذوا موقف الرفض للدعوة والحركة، واتهموا أصحابها بأنهم خوارج ضلال مجرمون يجب القضاء عليهم.

وقدم ابن عابدين الحنفي في الذكر، وذكر أنه ذكر النجديين في فصل الخوارج من حاشيته الشهيرة.

وقبل الخوض في كلام ابن عابدين ينبغي التنبه إلى أن المسائل التي صارع الشيخ الإمام من أجلها هي مسائل قطعية مجمع عليها، فإذا كان بعض من ينتسب إلى العلم مخالفاً في جليل المسائل لأهل الإسلام قاطبة فلا ينبغي حمل قوله في الشيخ الإمام وأتباعه على أنه حق أو وجهة نظر مقبولة.

يتبين ذلك بهذا المثال: راجع ترجمة ابن عابدين في حلية البشر لعبد الرزاق البيطار صـ1230 لترى استغاثاته الشركية بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرك محض لا يُختلَف فيه، فرجل هو واقع في هذا الأمر المشين من الطبيعي ألا يرى فاعليه واقعين في الشرك، وإذا كان الأمر كذلك فمن أقام عليهم الحجة وكفرهم وقاتلهم مكفر مقاتل للمسلمين في نظره..!

يتبين بهذا أن كلامه ناتج عن ضلاله في هذه المسألة الكبرى.

وذكر أحمد زيني دحلان و وصفه بأنه "إمام الشافعية ومفتيهم في الحجاز" وأنه صنف مصنفات في الرد على الوهابيين، وشنع عليهم تكفير المسلمين وسفك الدماء!، واكتفى بهذا!.

وهذا من قلة إنصافه وسوء عرضه، فإن أحمد زيني دحلان صوفي مخرف، كذاب، أحد المجوزين للشرك، يزعم أن دعاء الموتى نداء لا دعاء!، فانظر إلى "إمام الشافعية"، وهو بعد معطل يرمي إمامنا بالتجسيم على طريقة المبتدعة في ذم أهل السنة [الدرر السنية في الرد على الوهابية لدحلان صـ34]، والقول فيه كالقول في الذي سبقه، بل أشد، فإنه عادى أهل التوحيد وافترى عليهم من الأكاذيب ما لم يفعله غيره. و قد لقيت الدعوة من كذبه وتزويره أمرا عظيماً، وكونه كان في الحجاز فقد أتاح له ذلك إيصال الكذب إلى حيث يريد من بلاد الإسلام، عن طريق الحجاج، فعامله الله بعدله وانتقم لأهل التوحيد منه.

كما ذكر الكاتبُ ابنَ كيران ورده على أهل الدعوة، وابن كيران هذا يعترض على الإمام وأتباعه في تكفير من استغاث بالأولياء [راجع جوابه على رسالة الإمام سعود صـ318-ضمن الردود المغربية]، فلأي شيء يُذكر اعتراضه دون تنبيه على سوء مذهبه وأن اعتراضه كان على ما أجمعت الأمة عليه ولم يخالف فيه أحد؟!.

كما أنه ذكر ابن فيروز وزعم أن النجديين كفروه لموالاته للعثمانيين! هكذا قال، ولم يذكر غير ذلك، والحق أن ابن فيروز صنف في الرد على الإمام مصنفاً يقرر فيه أن ما يفعل عند قبر يوسف وغيره هو الدين الصحيح، والخصومة التي جرت له مع الإمام كانت في التوحيد والشرك وليس في الموالاة، وهذا ظاهر من المراسلات.

فذكر هؤلاء في عداد العلماء دون بيان فساد مذاهبهم في التوحيد تشويه للدعوة، وليس من الإنصاف في شيء.

4. كأن الكاتب يحتج على كون القصيدة التي فيها رجوع الصنعاني = له، بأنه شرحها، والمعروف أن شارحها حفيده يوسف بن إبراهيم في كتابه: "محو الحوبة في شرح أبيات التوبة" ورجوع الصنعاني نفاه العلامة سليمان بن سحمان في تبرئة الشيخين، فهو يرى أن القصيدة مكذوبة على الصنعاني، ولعل أهم الحجج التي احتج بها على عدم رجوعه مخالفة ما في القصيدة لتقريرات الصنعاني في تطهير الاعتقاد وغيره.

وعلى كل حال فإن رجوعه فيما ذكر كان بسبب المعلومات التي شوه بها مربد التميمي دعوة التوحيد، وبُعد البلاد يجعل من الصعب التحقق مما يحدث.

5. ذكر الكاتب العلامة الشوكاني في جملة من وافق الدعوة وخالف الحركة، وفي هذا نظر؛ ذلك أن الشوكاني كان حفيا بالدعوة غير أن أخباراً ترد إليه تشوه الدعوة، ولكنه رحمه الله كان إذا ذكر كلام القوم قال: "الله أعلم بصحة ذلك".

ومن كلامه رحمه الله: "... وتبلغ أمور غير هذه الله أعلم بصحتها. وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج، وما أظن ذلك صحيحاً فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من محمد بن عبد الوهاب وكان حنبلياً ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما، وهما من أشد الناس على معتقدي الأموات، وقد رأيت كتابا من صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات [يعني عبد العزيز بن محمد] أجاب به على بعض أهل العلم وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده فرأيت جوابه مشتملا على اعتقاد حسن موافق للكتاب والسنة فالله أعلم بحقيقة الحال".

وقال رحمه الله: "وأما أهل مكة فصاروا يكفرونه [يكفرون الإمام محمد بن عبد الوهاب] ويطلقون عليه اسم الكافر وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة فناظر علماء مكة بحضرة الشريف في مسائل تدل على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين.

وفي سنة 1215 وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين وبجماعة من الصحابة فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة وقد هدم عليهم جميع ما بنوه وأبطل جميع ما دونوه لأنهم مقصرون متعصبون فصار ما فعلوه خزيا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه".

فلا يصح ضم الشوكاني إلى الطائفة الثانية الذين وصفهم الكاتب بأنهم موافقون للدعوة معارضون للحركة.

6. ذكر الكاتب الشيخ محمد بن أحمد الحفظي في جملة الموافقين للدعوة المخالفين للحركة، وهذا خطأ، فإن الحفظي من أنصار الدعوة، وله قصائد في مدحها ومدح قادتها، ودعا الإمام عبد العزيز بن محمد بـ"فاروق الزمان"، وغاية ما كان منه أنه أنكر على بعض الغلاة من أنصار الدعوة في ناحيته فهل يكون بذلك معارضاً؟! هذا والله العجب!.

اقرأ كلامه في اللجام المكين رسالتِهِ إلى الإمام بشأن هؤلاء، فإنه كتب إلى الإمام عبد العزيز يبين له حال هؤلاء في غلوهم وإلزامهم الناس بمذهبهم مخالفين بذلك طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ترك الناس على مذاهبهم في الفروع، وهو بإخباره للإمام بذلك يرجو منه تأديب هؤلاء.

فأنت ترى أنه لم يعارض الدعوة في شيء، وإنما أخبر الإمامَ بفعل هؤلاء الذين خرجوا عن الطريق، وغلوا في دين الله.

وما زال أئمة الدعوة يردون على الغلاة ويناصحونهم، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رد على بعض الغلاة ممن ينتسب إلى طريقة الإمام محمد بن عبد الوهاب فهل نضمه إلى المخالفين للحركة؟!

وكذلك الشيخ سليمان بن سحمان فإن له ردوداً على الغلاة مشهورة فهل نجعله من هذا الصنف ممن يوافق الدعوة دون الحركة؟!.

7. أما الشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله فهو من أنصار الدعوة وسياق كلامه الذي أشار إليه الكاتب جاء بعد ذكر معلومات خاطئة فانبنى عليها هذا الكلام، وقد تعقبه تلميذه المقرب الشيخ محمد بهجة الأثري فقال: "الغلو أو التعصب الذي التزمه بعض عامة نجد في بعض الأعمال هو ما لا يسلم منه خواص الناس في كل عصر ومصر أبداً

يقولون في هذي البلاد تعصب ** وأي بلاد ليس فيها تعصب

ولكن علماءهم لا يسكتون لهم على منكر ارتكبوه، وحاشا لله أن يكون علماء نجد الأعلام غلاة متشددين يلتزمون العزائم واجتناب الرخص ولا يفقهون أسرار التشريع!

ولو أتيح للأستاذ رحمه الله إعادة النظر في الكتاب لحذف هذه العبارة التي جرى بها قلمه على خلاف ما يعتقده في النجديين ومعتقداتهم السلفية التي لم يحولوا فيها عن هدى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قيد شعرة كما حققنا ذلك من كتبهم وبلغنا من ثقات الرواة"ا.هـ.

هذا واعلم أن الشيخ محمود رفع الله درجته ذكر أموراً لم تقع، ولعله أخذها عن غير ثبت، فإنه زعم أن الإمام سعود منع الحج، وهذا غير صحيح، بل منع البدع التي يأتي بها الحاج الشامي فامتنع الشاميون أنفسهم عن الحج، وكتابه هذا لم يطبع في حياته، وإنما وجد في آثاره.

وعلى كل حال فالعلامة محمود شكري الألوسي هو القائل عن أئمة الدعوة: "بل هم الفرقة الناجية إن شاء الله، وهم أهل السنة والجماعة، وهم عصابة الحق" [غاية الأماني 1/120].

8. وأما آل الشطي فذكرهم في هذا القسم لا أدري ما وجهه، بل كتابة حسن الشطي تدل على خلاف ما ذكر الكاتب، فهو منحرف عن طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية، بل كلامه في التوسل والاستغاثة سفسطة لا غير، فخذ كلامه لتعرف مدى بعده عن جادة أهل الحق:

"فإن قلت شبهة من منع التوسل رؤيتهم بعض العوام يطلبون من الصالحين أحياء وأمواتا أشياء لا تطلب إلا من الله، ويجدونهم يقولون للولي افعل لي كذا وكذا، فهذه الألفاظ الصادرة منهم توهم التأثير لغير الله.

أجيب بأن الألفاظ الموهمة محمولة على المجاز العقلي، والقرينة عليه صدوره من موحد، ولذا إذا سئل العامي عن صحة معتقده بذلك فيجيبك بأن الله هو الفعال وحده لا شريك له، وإنما الطلب من هؤلاء الأكابر عند الله تعالى المقربين لديه على سبيل التوسط بحصول المقصود" أ.ه [دعاوى المناوئين للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف صـ325].

بعد هذا اقرأ قول الله تعالى: ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)).

9. وكذلك ابن حميد صاحب السحب الوابلة فإنه ليس من هذا القسم بسبيل، فقد خالف الدعوة والحركة، ورد على شيخه عبد الله أبا بطين –الذي لم يترجم ابن حميد لغيره من الوهابيين- مدافعا عن بردة البوصيري التي تفوح بالشرك!.

ويبدو لي أن الكاتب ليس له اطلاع في هذا الشأن بحيث يمكنه النقد.

10. ذكر أن أنصار الحركة هم جماهير علماء نجد، وهذا خطأ إن كان يقصد المعاصرين للشيخ، بل هم أول من ناصب العداء لهذه الدعوة المباركة، وحرضوا على قتالها، وكتبوا إلى علماء الأمصار في تشويه سمعة الإمام المجدد وبث الأكاذيب عنه، وإن كان يقصد تلاميذ الشيخ ومن جاء بعده فصحيح.

11. ذكر السهسواني وفقال: "ومن شدة السهسواني في مذهبه وغلوه فيه أنه حج مرة وتعمد ترك زيارة المدينة المنورة صلى الله على صاحبها وسلم؛ ليقرر مذهبه في تحريم شد الرحال لزيارة القبر الشريف".

قلت: الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله من العلماء الأجلاء، وقد ناظر أحمد زيني دحلان في التوحيد، ثم لما عاد إلى الهند صنف كتابه "***** الإنسان عن وسوسة دحلان" وطبع في حياته منسوبا إلى عبد الله بن عبد الرحمن السندي، على عادة أنصار الدعوة في التخفي خشية الضرر، وكذلك فعل الألوسي فإنه لم يكتب اسمه على غاية الأماني بل كتب: "أبو المعالي الشافعي السلامي".

المقصود أن محمد بشير رحمه الله كان من العلم بمكان، حتى قال الشيخ رشيد رضا مبينا منزلته: "كان الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله تعالى من فحول علماء الهند وكبار رجال الحديث فيهم، ومن النظار الجامعين بين العلوم الشرعية والعقلية مع العمل بالعلم والتقوى والصلاح" [مقدمة رشيد ل***** الإنسان].

واعلم أن من طرائق أهل العلم ترك الشيء المشروع مخافة شيء غير مشروع ينتج عنه، راجع ما كتبه الطرطوشي في "الحوادث والبدع" صـ44 لترى ترك بعض السلف من الصحابة والتابعين ذبح الأضاحي خشية أن يُظن أنها واجبة!.

فبهذا تعلم أن صنيع السهسواني رفع الله درجته ليس من الغلو في شيء.

أما إن كان الكاتب يظن صحة حديث: «من حج فلم يزرني فقد جفاني» وغيره من الأحاديث الواردة في هذا الشأن فيلزمه النظر في الصارم المنكي للحافظ ابن عبد الهادي ليعلم ضعف كل هذه الأحاديث.

12. قال الكاتب: "وعندهم أيضا أن كل من بلغته دعوتهم ثم أعرض عنها، أو لم يدخل فيها، ولا حاربها، أو خالفها لأنه لم يقتنع بها فهو كافر حلال الدم والمال والعرض".

وهذا الكلام أشبه بأكاذيب دحلان، وهذه الفرية أثارها خصوم الدعوة في حياة الإمام، فقال في إحدى رسائله: "وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر!، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان ومكان" [مجموع مؤلفات الإمام 5/60].

وكلام الكاتب يدل على عدم إنصافه، وعدم تحققه مما يكتب، والعجب من بعض إخواننا كيف يصفه بالمنصف!، عافانا الله من إنصاف كهذا.

13. تكلم الكاتب عن مسألة العذر بالجهل وجعل من أخطاء النجديين تضييقهم للعذر بالجهل أو نفيهم له، وهذه المسألة الأمر فيها دائر بين الأجر والأجرين، وقد اختلف أئمة الدعوة فيها على القولين المعروفين، فجعْلُ ذلك من أخطائهم خطأ.

14. ذكر أن الذين يعذرون بالجهل في أصل الدين مخالفون لمنهج أهل السنة وذلك أن أول من قسم الدين إلى أصول وفروع هم المعتزلة.

والجواب أن هذا التعبير صدر عن أئمة أهل السنة كإسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وابن قتيبة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وابن بطة وأبي نصر السجزي، وغيرهم. واستعمله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع. فتبين أن صنيعهم ليس مما يتعقب. [راجع: "ابن تيمية وتقسيم الدين إلى أصول وفروع" للشيخ: عبد الله الزهراني فقد بسط القول في هذه المسألة وحررها].

15. ذكر الحديث الذي أخرجه ابن ماجه (4049) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة، لا إله إلا الله، فنحن نقولها» فقال له صلة: "ما تغني عنهم: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟" فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال : "يا صلة، تنجيهم من النار" ثلاثا.

ثم قال الكاتب: "فأين هذا من ابن عبد الوهاب في جملة ما كتبه من أن من نطق بكلمة التوحيد وهو لا يفهم معناها فهو كافر؟! وقد ذكر ذلك في نواقض الإسلام العشرة".

أقول هذا من جهل الكاتب، وليس من أخطاء الشيخ الإمام، فإن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، وهي مسألة لا خلاف فيها، وقد قررها علماء الإسلام، وأكثر من طرقها إمام الدعوة وأصحابه، ولا أدري كيف يقول هذا الرجل هذا الكلام ثم يُكتب على غلاف رسالته "العلامة"!.

وأنا ناقل لهذا الرجل كلام أحمد بن عيسى فقيه بجاية من المعيار المعرب [2/382] لعل كلام المغاربة يقنعه.

يقول رحمه الله: "الحمد لله. من نشأ بين أظهر المسلمين وهو ينطق بكلمة التوحيد مع شهادة الرسول عليه السلام ويصوم ويصلي إلا أنه لا يعرف المعنى الذي انطوت عليه الكلمة الكريمة كما ذكرتم [يعني السائل]، لا يضرب له في التوحيد بسهم ولا يفوز منه بنصيب ولا ينسب إلى إيمان ولا إسلام، بل هو من جملة الهالكين وزمرة الكافرين...وذهبت غلاة المرجئة، وهي طائفة من المبتدعة، إلى أن النطق المجرد عن المعرفة بما انطوت عليه الكلمة الكريمة مع صلاة أو صيام أو مع عدم ذلك يكفي في الإيمان، ويكون للمتصف به دخول الجنان. عصمنا الله من الآراء المغوية والفتن المحيرة، وأعاذنا من حيرة الجهل وتعاطي الباطل، ورزقنا التمسك بالسنة ولزوم الطريقة المستقيمة إنه كريم منان".

وذكره محمد بن أحمد ميارة وهو من المالكية، ثم قال: "وهذا الذي أفتوا به في حق هذا الشخص ومن كان على حالته جلي في غاية الجلاء لا يمكن أن يختلف فيه اثنان" [الدر الثمين].

نقل كلامه الإمام الشهيد بإذن الله سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد (1/219) وهو من أقرب المراجع إلى طلاب العلم.

والله المستعان!.

وأما حديث حذيفة فليس فيه أنهم لا يعرفون معناها، الذي فيه: أنهم لم يبق عندهم من الإسلام إلا هذه الكلمة ولم يفعلوا ما يناقضها، وهؤلاء معذورون لعدم بلوغ الشرائع لهم. وراجع كلام الشيخ عبد اللطيف في "منهاج التأسيس" وكلام تلميذه ابن سحمان في "كشف الشبهتين".

16. سمى الكاتب كتاب الشيخ الإمام بـ"مفيد المستفيد في حكم جاهل التوحيد"، وهذا الكتاب الذي يقصده اختلف في اسمه على أقوال:

1- مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد.

2- إفادة المستفيد في كفر تارك التوحيد.

3- شرح حديث عمرو بن عبسة.

فأنت ترى أن تسمية الكاتب للكتاب ليست مذكورة عند أئمة الدعوة، وإنما تعقبته في هذا لأنه زعم أن الشيخ يكفر الجاهل في هذا الكتاب، وهذا الكتاب ليس موضوعه العذر بالجهل، وإنما موضوعه تكفير المعين.

وها أنت ترى أننا كلما تقدمنا في رسالة هذا الرجل تبين لنا أن اطلاعه على تراث أئمة الدعوة ضعيف لا يمكِّنه من نقدها.

17. ذكر من أخطاء النجديين الغلو في التكفير وتعميمه، وبنى ذلك على كونهم لا يعذرون بالجهل أو يضيقون العذر به، ثم قال: "فهؤلاء مخالفون للسلف أهل السنة والجماعة" وهذا كلام شديد، وقد قدمت أنها مسألة خلافية، ويكفي أن يقول إن اجتهادهم في هذه المسألة كان خاطئاً، هذا مع العلم بأنهم ليسوا على قول واحد في هذه المسألة، وما أحسن كلام الشوكاني في البدر الطالع حين قال في معرض كلامه عن إمام الدعوة وتكفيره من ترك الصلاة:"نعم من ترك صلاة فلم يفعلها منفردا ولا في جماعة فقد دلت أدلة صحيحة على كفره وعورضت بأخرى فلا حرج على من ذهب إلى القول بالكفر".

وجواباً على هذا أحيل الكاتب على ما كتبه عبد الله بن الإمام [الدرر 1/234]، وما كتبه عبد اللطيف بن عبد الرحمن في هذه المسألة.

ونحو هذه المسألة مسألة الموالاة فإنها مسألة خلافية، وقد اختلف فيها أئمة الدعوة أنفسهم، فما رمى المكفرون بالموالاة إخوانهم بالإرجاء ولا رمى الآخرون الأولين بالغلو ومخالفة السلف.

وهذه طرائق العلماء يعرفون قدر كل مسألة.

18. ومن أشد ما في كتابته افتراؤه وكذبه الظاهر حيث زعم أن الشيخ الإمام في مفيد المستفيد كفر مدينة كاملة لعدم دخولها في طاعته!

نقول كما يقول الشيخ في جوابه على أكاذيب الخصوم: "سبحانك هذا بهتان عظيم".

فإن الشيخ بين أن أهل هذه البلدة "يصرحون بمسبة الدين ويفعلون ويقولون ما هو من أكبر الردة وأفحشها".

وإني لأظن أن هذا الرجل كاذب في ادعائه قراءة الكتاب؛ لأجل هذا ولأجل ما سبق من عدم معرفته موضوع الكتاب واسمه، وهذا الكلام الذي أرسله الكاتب مسقط جميع قوله، فإنه من أفحش الكذب والبهتان [راجع الدرر 9/252].

واعلم أن تكفير بلدة من البلدان لا يعني تكفير كل من فيها بأعيانهم، قال حسين وعبد الله ابنا الشيخ الإمام: "وقد يحكم بأن أهل هذه القرية كفار حكمهم حكم الكفار، ولا يحكم بأن كل فرد منهم كافر بعينه لأنه يحتمل أن يكون منهم من هو على الإسلام، معذور في ترك الهجرة أو يظهر دينه ولا يعلمه المسلمون، كما قال تعالى في أهل مكة: «ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم» الآية"[مجموع الرسائل والمسائل 1/44].

19. قال الكاتب: " وقرأت رسالة في "تكفير الجهمية" لسليمان بن سحمان الخثعمي يرد فيها على عالم من أحفاد ابن عبد الوهاب لا يكفر الأشاعرة، ويغلظ له القول، ويحكم فيها بكفر جميع مؤولي صفات الله تعالى من أشاعرة وزيدية وإباضية، ويقول: إن هؤلاء يعتقدون أنه لا يوجد كفار إلا في لندن!!""

هذه الرسالة التي يعنيها رسالة: "كشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس" وهي كما قال صدر كلامه في تكفير الجهمية، وليس كما زعم بعد ذلك أنه يرد على رجل لا يكفر الأشاعرة، وليس في هذه الرسالة ما قاله هذا الكاتب، بل فيها تقرير كفر الجهمية ونقل إجماع أهل السنة على تكفيرهم، وهذا حق ظاهر.

20. بعد كلامه السابق قال: "فهذه نماذج قليلة تبين مدى الغلو عند النجديين في هذا الباب".

وقد تبين لك أن ما كتبه تحت هذا الفصل الذي ذكر فيه الغلو كله غلط، لا في مسألة العذر بالجهل ولا في الموالاة ولا في تسمية مكة دار شرك، ولا في تكفير الجهمية.

فضلا عن كذبه في كون الشيخ الإمام يكفر مدينة كاملة لأنها لم تدخل في طاعته.

21. واعترض على إطلاق اسم الشرك على من وقع فيه ممن ينتسب إلى الإسلام واحتج بأن الله سمى اليهود والنصارى أهل كتاب ولم يسمهم مشركين، وهذا الكلام يغني ذكره عن رده.

22. اعترض على تكفير السلاطين العثمانيين بحديث "لتفتحن القسطنطينية فنعم الجيش جيشها، ونعم الفاتح ذلك الأمير".

والجواب على هذا من وجهين:

- الأول: أن أئمة الدعوة لم يكفروا السلطان محمد الثاني الملقب بـالفاتح.

- والثاني: أن الحديث لا يصح [السلسلة الضعيفة (878)].

23. ذكر من أخطاء النجديين التجاري في سفك الدماء.

وذكر تحت هذا أنهم يسبون النساء والذرية، وزعم أنه قرأ في مذكرات جده أنهم كانوا يسبون النساء ويبيعونهن في دبي، وتقدم أن هذا لا يصح.

24. ذكر ما جرى من ابن بجاد في الطائف وتبرؤ الملك عبد العزيز من ذلك.

وهذا لا ينسب للدعوة، فإن الأخطاء وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر على خالد قتل جماعة ما كان ينبغي له أن يقتلهم.

ولو صح أن ينسب إلى الدعوة خطأ أفرادها لصح أن ينسب خطأ خالد وأسامة إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وهذا لا يقوله أحد.

25. ثم عاد إلى ذكر رسالة الحفظي وهي دليل على أن الدعوة حرب على الغلو، فالعلماء ينكرون على الغلاة، والحكام يتبرؤون من صنيعهم ويؤدبونهم.

26. ذكر أن عوام النجديين عندهم غلو كبير، والحق أن طائفة قليلة من العامة جرى منهم شيء من ذلك وكان علماء الدعوة له بالمرصاد، وقد ذكر الكاتب أن ابن سحمان رد عليهم، وهذا يؤكد ما تقدم من أن الدعوة بريئة من الغلو.

27. زعم أن بعض الملوك السعوديين دخلوا في طاعة العثمانيين وذكر أن الإمام عبد الله الفيصل فعل ذلك.

أما دخوله في الطاعة فلا أعلمه وقع منه، أما استعانته بالترك فنعم، ولكن العلامة عبد اللطيف أنكر عليه ذلك [الدرر 9/18]، وكتب باسمه رسالة إلى الترك ينقض طلبه عونهم، ورسائل عبد اللطيف في تلك المرحلة الحرجة شاهدة على علمه وتقواه وحكمته رحمه الله.

هذا ما أحببت تعليقه، وتركت أشياء لضيق الوقت، ولكون كثير من الشبه ردها عدد من مشايخنا وأصحاب الأقلام من أنصار الإمام.

وإنني أود من طلاب العلم أن يتحققوا مما يُكتب، فإنكم ترون بأعينكم الكذب والتلبيس، والتشويه المقصود، فلا ينبغي بعد رؤية ذلك قبول ما يأتي به الخصوم دون تحقق، كما أن ثناء الناقد على الدعوة لا يعني أنه منصف، بل ينبغي التنبه لكلامه.

وكتب أئمة الدعوة خاصة السفر العظيم "الدرر السنية" مليئة بكشف الشبه والأكاذيب التي أوردت على الدعوة، فيحسن بطالب العلم مراجعتها عند سماع أي شيء مما يكتبه هؤلاء.

وقد كتب الشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف كتاباً جامعاً أسماه "دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – عرض ونقض" جمع فيه مقالاتهم وناقشها نقاشا علمياً متيناً، فعلى طالب العلم مراجعته ففيه من الفوائد في التوحيد والتاريخ وغير ذلك الكثير.

واعلم أن كثيرا من شداة العلم في العصور المتأخرة قد خالفوا الحق في مسائل الإيمان والكفر، فاعتراضهم على التكفير الواقع من أئمة الدعوة ناتج عن هذا، فأنت تعلم أن الإرجاء عم في العالم آنذاك بحكم انتشار المذهب الحنفي الذي تتبناه الدولة التركية، إضافة إلى أن مذهب الأشاعرة والماتريدية –ومعلوم ضلالهم في مسائل الإيمان- كان هو المذهب السائد في البلاد الإسلامية آنذاك، فما يصدر عن علمائهم من نقد للدعوة في هذه المسائل ناتج عن ضلالهم في هذا الباب، أما دعاة الشرك كدحلان فلا ينبغي ذكر أقوالهم وكأنهم من العلماء المعتبرين.

هذا ما يسر الله كتابته وصلى الله على أعظم دعاة التوحيد محمد بن عبد الله الهاشمي وعلى آله وصحابته ومن تبعهم من الأئمة المجددين وسلم تسليما كثيرا.

---------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الإنصاف, والانتصاف.


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإنصاف .. والانتصاف.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاستشراق والقرآن الكريم بين الإنصاف والإجحاف عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 05-29-2014 07:44 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59